
جرار: 300 مليون دولار حجم الأضرار المباشرة جراء عدوان الاحتلال المتواصل على جنين ومخيمها
شفا – قال رئيس بلدية جنين محمد جرار، إن الأضرار المباشرة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ129 على التوالي، بلغت حتى اليوم 300 مليون دولار في المحافظة، بما فيها بلدة قباطية، وهي أضرار مستمرة وتزداد يوميا بفعل استمرار العدوان.
وأضاف جرار لوسائل الاعلام، أن البلدية تمكنت من إعداد تقرير مطول حصرت فيه الأضرار المباشرة فقط من العدوان، والتي بلغت 300 مليون دولار، فيما يمنع الاحتلال طواقم البلدية من الدخول إلى المخيم لحصر الأضرار في المباني وشبكات الصرف الصحي، لكن التقديرات تشير إلى أن المخيم يحتاج إلى إعادة إعمار بالكامل، بسبب تدمير أكثر من 600 وحدة سكنية بشكل كامل، وتضرر باقي المباني بشكل جزئي، ما يجعلها غير صالحة للسكن.
وقال جرار، إن الاحتلال دمر شبكات الطرق والمياه والكهرباء والصرف الصحي، وأحرق عددا كبيرا من المنازل، وهدم منازل أخرى بشكل جزئي، وهو ما يعني ضرورة إعادة بنائها ليتمكن أصحابها من العودة إليها، لافتا إلى أن هذا الأمر بحسب دراسة البلدية التي اعتمدت على أسس مهنية، يحتاج إلى قرابة 160 مليون دولار لإعادة المخيم إلى شكله السابق، مكانا صالحاً للحياة والسكن.
وأضاف: طواقم البلدية تعمل ضمن خطة طوارئ تقوم على إغاثة المدينة من ناحية اقتصادية، لأن بقاءها في حالة شلل اقتصادي يعني انهيار جنين بشكل كامل، وهو ما نسعى إلى تجنبه، حيث أدى توقف الحركة الاقتصادية في المدينة على مدى الأشهر الأربعة الماضية، إلى إفلاس 1200 تاجر بشكل نهائي، وخسارة 4000 عامل مصدر رزقهم. وبقاء الوضع على ما هو عليه يعني أن هذه الأعداد مرجحة للارتفاع، وانهيار جنين اقتصادياً وبالتالي خدماتياً.
وأشار جرار، إلى عدوان الاحتلال المتواصل تسبب في خسارة مدينة جنين ما بين 50-70 ألف متسوق بشكل يومي قادمين من القرى والأرياف في المحافظة.
وتابع: خطة الطوارئ تقوم على أساس إصلاح الطرق أولاً من أجل تمكين وصول الزائرين إلى المدينة خاصة من أراضي الـ48، في حال تم فتح حاجز الجلمة بشكل مستمر، والمتسوقين من قرى المحافظة وبلداتها.
وأكد جرار، أن العمل على إغاثة السكان من نواحي المياه والكهرباء والخدمات الأساسية هو أحد الأهداف الرئيسية التي عملت عليها البلدية منذ اليوم الأول من العدوان.
وأوضح، أنه تمت إعادة تعبيد مداخل المدينة وإصلاحها حتى يستطيع المواطنون الدخول إليها بسلاسة، فيما يتم العمل على إعادة تعبيد شوارع أساسية في المدينة: منها شارع الناصرة، وشارع البيادر، والشارع الواصل إلى مستشفى ابن سينا وسط المدينة. كما يتم العمل أيضا على إصلاح شبكة المياه في الحي الشرقي، ونصف شبكة الصرف الصحي في المنطقة نفسها بتكلفة تصل إلى 17 مليون شيقل.
وبخصوص مستشفى جنين الحكومي الذي يغلق الاحتلال محيطه بالسواتر الترابية، فقد قال جرار، إنه جرى العمل على إمداده منذ اليوم الأول من العدوان بالمياه والكهرباء، وضمان وصولهما إليه بالحد الأدنى الذي يجعله قادراً على العمل وتقديم الخدمات للمرضى بالتعاون مع إدارة المستشفى، مشيرا إلى أن سيارات الإسعاف تعاني صعوبة الوصول إلى المستشفى بسبب إغلاق مدخله من جهة مخيم جنين، وتدمير الشارع الرئيس المؤدي إلى بواباته، كما أن وصول المرضى إليه أصبح محدوداً.
وقال جرار: نأمل أن نتمكن من العمل بحرية دون إعاقة من الاحتلال في محيط المستشفى، لإعادة ما تم تدميره من ناحية تعبيد الشارع وإصلاح شبكتي المياه والصرف الصحي وخطوط الكهرباء، إذ تمكنا من ربطه بشكل طارئ لضمان عدم انقطاع الخدمات عن المرضى.
وميدانيا، حاصرت قوة خاصة إسرائيلية منزلا في قرية سيريس جنوب جنين واعتقلت شابين شقيقين من داخله، كما اعتقلت مواطنا من قرية الجديدة جنوب المدينة بعد اقتحامها بعدد من الآليات العسكرية.
وكانت قوات الاحتلال، قد اقتحمت أمس الأربعاء الحي الشرقي من مدينة جنين وداهمت عددا من المنازل، فيما هدمت الجرافات بركساً يعود لعائلة نصار.
وتشهد قرى محافظة جنين اقتحامات شبه يومية مع استمرار العدوان على المدينة والمخيم، حيث تُسجّل تحركات عسكرية يومية في أغلبية قرى المحافظة، إلى جانب وجود دائم لدوريات الاحتلال وآلياته. ويستمر الاحتلال في دفع تعزيزاته العسكرية إلى مخيم جنين ومحيطه، فيما يواصل جنود الاحتلال إطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف داخله. كما ينشر فرق المشاة في عدد من أحياء المدينة المحيطة به.
وخلال أكثر من أربعة أشهر من بدء العدوان على جنين ومخيمها، نزح قرابة 22 ألف مواطن من المخيم ومحيطه، وهو ما فرض تحديات كبيرة على بلدية جنين من الجانبين الإنساني والاقتصادي.
وبلغت نسبة النازحين 25% من إجمالي سكان المدينة، وهو ما خلق تحديات على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والخدماتية والصحية. وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن الاحتلال اعتقل خلال الأشهر الأربعة الماضية قرابة 1000 مواطن من جنين وطولكرم، ويشمل ذلك من تم الإفراج عنهم في وقت لاحق.
وبلغ عدد الشهداء منذ بداية العدوان 40، إضافة إلى أكثر من 200 إصابة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


قدس نت
منذ 2 ساعات
- قدس نت
المقاومة بحاجة الى الثبات الإستراتيجي والمناورة التكتيكية
بقلم: راسم عبيدات بقلم راسم عبيدات:- ويتكوف على خطى "مسيلمة الكذاب" بلينكن،وزير الخارجية الأمريكي السابق ،نفس السياسة ونفس المنهاج،ونفس الإدارات وان اختلفت التسميات إدارات ديمقراطية او جمهورية،يجمعها العشق الأبدي لإسرائيل والمفاخرة بصهيونيتها،وليس ادل على ذلك، سفير الإدارة الأمريكية السابقة ديفيد فريدمان، شارك وزراء وقادة اسرائيليين افتتاح نفق من سلوان الى البلدة القديمة،واستخدم مطرقة ثقيلة في التكسير للصخور،ووزيرة الأمن الداخلي الأمريكي الحالية كريستي نوم،شاركت بصلوات وطقوس تلمودية وتوراتية فيما يعرف بذكرى توحيد القدس ، استكمال احتلال القسم الشرقي من المدينة ،وكذلك فعل السفير الأمريكي الحالي في اسرائيل مايك هاكابي. وويتكوف على خطى "مسيلمة الكذاب" بلينكن،وزير الخارجية الأمريكي السابق، بعد مفاوضات مطولة مع حماس ،جرى الإتفاق على ورقة وافقت عليها حماس، تتضمن وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يوماً،وخلال تلك الفترة تجري مفاوضات،من أجل الإتفاق على إنهاء شروط الحرب،بما يضمن انسحاب اسرائيلي شامل من القطاع ووقف إطلاق نار دائم،وفتح المعابر وتدفق المساعدات الإنسانية الى القطاع،وعقد صفقة لتبادل الأسرى، تتضمن إطلاق عشرة اسرى اسرائيليين احياء ، 5 منهم في اليوم الأول وخمسة اخرين في اليوم الستين،وأن يصار الى هدنة طويلة الأمد،وأن يكون هناك حكومة تكنوقراط تتولى إدارة شؤون القطاع،وان تكون مرجعيتها السلطة الفلسطينية. الورقة او المقترح المتوافق عليه بين الإدارة الأمريكية وحركة حماس،والتي اجرت عدت لقاءات سابقة مع ويتكوف وبولر مسؤول ملف الأسرى في الإدارة الأمريكية في الدوحة،أفضت الى قيام حركة حماس بإطلاق سراح الجندي مزدوج الجنسية الأمريكية – الإسرائيلية عيدان الكسندر،على امل ان يقود ذلك الى ضغط أمريكي على اسرائيل لفتح المعابر وادخال المساعدات الإنسانية،والقبول بوقف لإطلاق النار،ولكن هذا الرهان سقط،بعدما لم يتطرق ترامب اثناء زيارة "الإستحلاب" المالي التي قام بها الى ثلاث دول خليجية،منتصف هذا الشهر،وكنا نتوقع أن يتم اعطاء ترامب ترليونات المال العربي والهدايا من طائرات واقلام وشراء اسلحة بقيمة 142 مليار دولار، الى مقايضة ذلك بوقف العدوان على قطاع غزة،وفتح المعابر وادخال المساعدات الإنسانية،ولكن كما يقول المأثور الشعبي " تمخض الجبل فولد فأراً". المقترح والإتفاق نقله ويتكوف الى وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر،والذي اجرى عليه تعديلين جوهريين، الأول شطب الفقرة التي تقول بإستمرار بوقف القتال بعد الستين يوماً،اذا لم يتم انجاز الإتفاق حول شروط إنهاء الحرب،أي استمرار المفاوضات ،أما التعديل الأخر فهو،ان يتم اطلاق سرح العشرة اسرى الإسرائيليين في الأسبوع الأول من الإتفاق ،5 منهم في اليوم الأول والخمسة الأخرين في اليوم السابع. ويتكوف تبنى الموقف الإسرائيلي،ولذلك نتنياهو،ابلغ اهالي الأسرى بموافقة المجلس السياسي والأمني المصغر الموافقة على المقترح الأمريكي،وهذا المقترح الذي جرى تبنيه،لم يجعل كالعادة بن غفير وسموتريتش يهددان بالإنسحاب من الحكومة،فهم يعرفان جديداً، بأن ثمن الموافقة،ليس فقط إطلاق أيديهم في عمليات التهويد والضم في الضفة الغربية واغراقها بالمستوطنين،وشرعنة المزيد من المستوطنات واقامة المزيد منها،واستمرار عمليات الطرد والتهجير والعدوان بحق وعلى سكان مدن وبلدات وقرى ومخيمات الضفة من قبل زعران المستوطنين المنفلتين من عقالهم بلا حسيب او رقيب. كذلك هذا المقترح يخرج نتنياهو من مأزقه الداخلي، فسيف التهديد بإسقاط حكومته من داخلها من قبل بن غفير وسموتريتش رفع،وضغوط المعارضة السياسية وأهالي الأسرى ستتراجع بشكل كبير،وكذلك الضغوط الدولية،والتي باتت تنظر الى اسرائيل كدولة مجرمة تقتل الأطفال والنساء. هذا المقترح يضع حماس والمقاومة الفلسطينية في مأزق وموقف حرج،سواء لجهة رفض المقترح او القبول به،أو حتى صيغة اللعم على رأي الرئيس الراحل ابا عمار ،فهو أصلاً صيغ بهذه الطريقة،لكي يتم رفضه، ولكي تقول المقاومة لا ويتمّ تحميلها مسؤولية إفشال التفاوض ومنح استمرار الحرب والتجويع غطاء كافياً لمنح نتنياهو جائزة كبرى، أو أن تقول المقاومة نعم، فتقبل بوقف نار لمدة سبعة أيام بحيث يمكن لنتنياهو إنهاء الهدنة بعد تسلم الدفعة الثانية من الأسرى ويعود للحرب بألف ذريعة، وبين خياري القبول المذلّ والمهين الذي يفرط بأهم ورقة بيد المقاومة وهي الأسرى ومن دون الحصول على هدنة معقولة وليس على وقف الحرب نهائياً، أو الرفض الذي يمنح نتنياهو شرعيّة سياسيّة لمواصلة الحرب وجرائم الإبادة والتجويع. الأسابيع القادمة بعد موافقة حماس على مقترح ويتكوف،كنا ننتظر ولادة اتفاق ينهي هذه الحرب،وينقذ شعبنا من براثين القتل والحصار والتجويع،ولكن تعقد الموقف بتبني ويتكوف للمطالب الإسرائيلية،التي تذكر بمواقف بلينكن وبايدن،واللذان كانا يقدمان المقترح ،وبعد موافقة حماس والمقاومة عليه،ورفضه من قبل نتنياهو وحكومته،واضافة شروط تعجيزيه عليه،ترفضها حماس والمقاومة، يعودان لتحميل المقاومة وحماس المسؤولية عن فشل الإتفاق وعدم اتمام صفقة التبادل،ونذكر هنا ما عرف بمبادرة الرئيس الأمريكي بايدن،في أيار /2024،والتي هي بالأساس مقترح اسرائيلي،حيث تبناها بايدن واصبحت مبادرة امريكية،صادق عليها مجلس الأمن الدولي تحت قرار رقم 2735 في 11حزيران/2024،ووافقت عليها حماس والمقاومة في 2/تموز /2024،والتي رفضها نتنياهو وذهب الى معركة رفح. من بعد ذلك كان مبادرة امريكية أخرى من ثلاثة مراحل ،جرى الإتفاق عليها بضمانة وواسطة امريكا ،والتي هي ليست بضامن ولا وسيط ،بل شريك في 17/كانون ثاني/2024،لم ينفذ منها نتنياهو سوى المرحلة الأولى بدون تنفيذ البرتوكول الإنساني،لا مساعدات إنسانية غذائية وطبية كافية دخلت ولا معدات اعمار ولا أليات ثقيلة ولا منازل متنقلة ولا خيام للنازحين،ومن بعد ذلك طلبت اسرائيل،تمديد المرحلة الأولى ،بفترة انتقالية دون الولوج في المرحلة الثانية،وامريكا،كما فعلت في لبنان،فعلت في غزة وقبل الذرائع والحجج الإسرائيلية،واتهمت حماس والمقاومة بعدم الإلتزام بالإتفاق،واطلق ترامب تهديداته، بان أبواب جهنم ستفتح على حماس والمقاومة،اذا لم يجر إطلاق سراح كل الأسرى خلال فترة محددة،أي قبل دخوله للبيت الأبيض وتنصيبه رئيساً،وتكرر نفس السيناريو من التهديدات وفتح أبواب جهنم بعد تنصيبه. هذا المنعطف يفرض نفسه على قيادة المقاومة،ويدفعها إلى التمييز بين حاجات الثبات استراتيجياً والحاجة إلى المناورة تكتيكياً. نحن ندرك بأن أهل مكة أدرى بشعابها،والقدرة على تقدير وتقييم الموقف، دون أن تلتفت الى المتحذلقين والمتفذلكين وتجار الدم والوطن،واذا ما قالت حماس والمقاومة نعم ولكن،أو لعم على غرار سياسة الرئيس الراحل عرفات،فهي تدرك طبيعة العناصر التي تقبل بها او لا تقبل بها، على سبيل المثال تأخذ حماس العناصر التي تتحدث عن الحل المستدام كهدف، وتؤكد على قبوله وتأخذ إطار الستين يوماً وتقبل به، ومعه بنود إدخال المساعدات وتقبل بها، وبند الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وتضع له مفاتيح غائبة عن المقترح، ثم تطرح في نص مكتوب أسئلة حول أسباب تعديل بنود مثل استمرار وقف النار ما لم يتمّ التوصل إلى اتفاق، وتوزيع الإفراج عن الأسرى بين اليومين الأول والستين، وتطلب إجابة خطّية حول درجة التزام الجانب الأميركي بإنهاء الحرب وتقديمه ضمانات تؤكد أن هذا الهدف سوف يتحقق بنهاية مرحلة تبادل الأسرى، في اليوم الستين، أو في نهاية مسار التفاوض إذا تمّ تمديده. جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت


شبكة أنباء شفا
منذ 17 ساعات
- شبكة أنباء شفا
بعد مقترح ويتكوف الإسرائيلي ، المقاومة بحاجة الى الثبات الاستراتيجي والمناورة التكتيكية ، بقلم : راسم عبيدات
بعد مقترح ويتكوف الإسرائيلي ، المقاومة بحاجة الى الثبات الإستراتيجي والمناورة التكتيكية ، بقلم : راسم عبيدات ويتكوف على خطى 'مسيلمة الكذاب' بلينكن،وزير الخارجية الأمريكي السابق ،نفس السياسة ونفس المنهاج،ونفس الإدارات وان اختلفت التسميات إدارات ديمقراطية او جمهورية،يجمعها العشق الأبدي لإسرائيل والمفاخرة بصهيونيتها،وليس ادل على ذلك، سفير الإدارة الأمريكية السابقة ديفيد فريدمان، شارك وزراء وقادة اسرائيليين افتتاح نفق من سلوان الى البلدة القديمة،واستخدم مطرقة ثقيلة في التكسير للصخور،ووزيرة الأمن الداخلي الأمريكي الحالية كريستي نوم،شاركت بصلوات وطقوس تلمودية وتوراتية فيما يعرف بذكرى توحيد القدس ، استكمال احتلال القسم الشرقي من المدينة ،وكذلك فعل السفير الأمريكي الحالي في اسرائيل مايك هاكابي. وويتكوف على خطى 'مسيلمة الكذاب' بلينكن،وزير الخارجية الأمريكي السابق، بعد مفاوضات مطولة مع حماس ،جرى الإتفاق على ورقة وافقت عليها حماس، تتضمن وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يوماً،وخلال تلك الفترة تجري مفاوضات،من أجل الإتفاق على إنهاء شروط الحرب،بما يضمن انسحاب اسرائيلي شامل من القطاع ووقف إطلاق نار دائم،وفتح المعابر وتدفق المساعدات الإنسانية الى القطاع،وعقد صفقة لتبادل الأسرى، تتضمن إطلاق عشرة اسرى اسرائيليين احياء ، 5 منهم في اليوم الأول وخمسة اخرين في اليوم الستين،وأن يصار الى هدنة طويلة الأمد،وأن يكون هناك حكومة تكنوقراط تتولى إدارة شؤون القطاع،وان تكون مرجعيتها السلطة الفلسطينية. الورقة او المقترح المتوافق عليه بين الإدارة الأمريكية وحركة حماس،والتي اجرت عدت لقاءات سابقة مع ويتكوف وبولر مسؤول ملف الأسرى في الإدارة الأمريكية في الدوحة،أفضت الى قيام حركة حماس بإطلاق سراح الجندي مزدوج الجنسية الأمريكية – الإسرائيلية عيدان الكسندر،على امل ان يقود ذلك الى ضغط أمريكي على اسرائيل لفتح المعابر وادخال المساعدات الإنسانية،والقبول بوقف لإطلاق النار،ولكن هذا الرهان سقط،بعدما لم يتطرق ترامب اثناء زيارة 'الإستحلاب' المالي التي قام بها الى ثلاث دول خليجية،منتصف هذا الشهر،وكنا نتوقع أن يتم اعطاء ترامب ترليونات المال العربي والهدايا من طائرات واقلام وشراء اسلحة بقيمة 142 مليار دولار، الى مقايضة ذلك بوقف العدوان على قطاع غزة،وفتح المعابر وادخال المساعدات الإنسانية،ولكن كما يقول المأثور الشعبي ' تمخض الجبل فولد فأراً'. المقترح والإتفاق نقله ويتكوف الى وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر،والذي اجرى عليه تعديلين جوهريين، الأول شطب الفقرة التي تقول بإستمرار بوقف القتال بعد الستين يوماً،اذا لم يتم انجاز الإتفاق حول شروط إنهاء الحرب،أي استمرار المفاوضات ،أما التعديل الأخر فهو،ان يتم اطلاق سرح العشرة اسرى الإسرائيليين في الأسبوع الأول من الإتفاق ،5 منهم في اليوم الأول والخمسة الأخرين في اليوم السابع. ويتكوف تبنى الموقف الإسرائيلي،ولذلك نتنياهو،ابلغ اهالي الأسرى بموافقة المجلس السياسي والأمني المصغر الموافقة على المقترح الأمريكي،وهذا المقترح الذي جرى تبنيه،لم يجعل كالعادة بن غفير وسموتريتش يهددان بالإنسحاب من الحكومة،فهم يعرفان جديداً، بأن ثمن الموافقة،ليس فقط إطلاق أيديهم في عمليات التهويد والضم في الضفة الغربية واغراقها بالمستوطنين،وشرعنة المزيد من المستوطنات واقامة المزيد منها،واستمرار عمليات الطرد والتهجير والعدوان بحق وعلى سكان مدن وبلدات وقرى ومخيمات الضفة من قبل زعران المستوطنين المنفلتين من عقالهم بلا حسيب او رقيب. كذلك هذا المقترح يخرج نتنياهو من مأزقه الداخلي، فسيف التهديد بإسقاط حكومته من داخلها من قبل بن غفير وسموتريتش رفع،وضغوط المعارضة السياسية وأهالي الأسرى ستتراجع بشكل كبير،وكذلك الضغوط الدولية،والتي باتت تنظر الى اسرائيل كدولة مجرمة تقتل الأطفال والنساء. هذا المقترح يضع حماس والمقاومة الفلسطينية في مأزق وموقف حرج،سواء لجهة رفض المقترح او القبول به،أو حتى صيغة اللعم على رأي الرئيس الراحل ابا عمار ،فهو أصلاً صيغ بهذه الطريقة،لكي يتم رفضه، ولكي تقول المقاومة لا ويتمّ تحميلها مسؤولية إفشال التفاوض ومنح استمرار الحرب والتجويع غطاء كافياً لمنح نتنياهو جائزة كبرى، أو أن تقول المقاومة نعم، فتقبل بوقف نار لمدة سبعة أيام بحيث يمكن لنتنياهو إنهاء الهدنة بعد تسلم الدفعة الثانية من الأسرى ويعود للحرب بألف ذريعة، وبين خياري القبول المذلّ والمهين الذي يفرط بأهم ورقة بيد المقاومة وهي الأسرى ومن دون الحصول على هدنة معقولة وليس على وقف الحرب نهائياً، أو الرفض الذي يمنح نتنياهو شرعيّة سياسيّة لمواصلة الحرب وجرائم الإبادة والتجويع. الأسابيع القادمة بعد موافقة حماس على مقترح ويتكوف،كنا ننتظر ولادة اتفاق ينهي هذه الحرب،وينقذ شعبنا من براثين القتل والحصار والتجويع،ولكن تعقد الموقف بتبني ويتكوف للمطالب الإسرائيلية،التي تذكر بمواقف بلينكن وبايدن،واللذان كانا يقدمان المقترح ،وبعد موافقة حماس والمقاومة عليه،ورفضه من قبل نتنياهو وحكومته،واضافة شروط تعجيزيه عليه،ترفضها حماس والمقاومة، يعودان لتحميل المقاومة وحماس المسؤولية عن فشل الإتفاق وعدم اتمام صفقة التبادل،ونذكر هنا ما عرف بمبادرة الرئيس الأمريكي بايدن،في أيار /2024،والتي هي بالأساس مقترح اسرائيلي،حيث تبناها بايدن واصبحت مبادرة امريكية،صادق عليها مجلس الأمن الدولي تحت قرار رقم 2735 في 11حزيران/2024،ووافقت عليها حماس والمقاومة في 2/تموز /2024،والتي رفضها نتنياهو وذهب الى معركة رفح. من بعد ذلك كان مبادرة امريكية أخرى من ثلاثة مراحل ،جرى الإتفاق عليها بضمانة وواسطة امريكا ،والتي هي ليست بضامن ولا وسيط ،بل شريك في 17/كانون ثاني/2024،لم ينفذ منها نتنياهو سوى المرحلة الأولى بدون تنفيذ البرتوكول الإنساني،لا مساعدات إنسانية غذائية وطبية كافية دخلت ولا معدات اعمار ولا أليات ثقيلة ولا منازل متنقلة ولا خيام للنازحين،ومن بعد ذلك طلبت اسرائيل،تمديد المرحلة الأولى ،بفترة انتقالية دون الولوج في المرحلة الثانية،وامريكا،كما فعلت في لبنان،فعلت في غزة وقبل الذرائع والحجج الإسرائيلية،واتهمت حماس والمقاومة بعدم الإلتزام بالإتفاق،واطلق ترامب تهديداته، بان أبواب جهنم ستفتح على حماس والمقاومة،اذا لم يجر إطلاق سراح كل الأسرى خلال فترة محددة،أي قبل دخوله للبيت الأبيض وتنصيبه رئيساً،وتكرر نفس السيناريو من التهديدات وفتح أبواب جهنم بعد تنصيبه. هذا المنعطف يفرض نفسه على قيادة المقاومة،ويدفعها إلى التمييز بين حاجات الثبات استراتيجياً والحاجة إلى المناورة تكتيكياً. نحن ندرك بأن أهل مكة أدرى بشعابها،والقدرة على تقدير وتقييم الموقف، دون أن تلتفت الى المتحذلقين والمتفذلكين وتجار الدم والوطن،واذا ما قالت حماس والمقاومة نعم ولكن،أو لعم على غرار سياسة الرئيس الراحل عرفات،فهي تدرك طبيعة العناصر التي تقبل بها او لا تقبل بها، على سبيل المثال تأخذ حماس العناصر التي تتحدث عن الحل المستدام كهدف، وتؤكد على قبوله وتأخذ إطار الستين يوماً وتقبل به، ومعه بنود إدخال المساعدات وتقبل بها، وبند الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وتضع له مفاتيح غائبة عن المقترح، ثم تطرح في نص مكتوب أسئلة حول أسباب تعديل بنود مثل استمرار وقف النار ما لم يتمّ التوصل إلى اتفاق، وتوزيع الإفراج عن الأسرى بين اليومين الأول والستين، وتطلب إجابة خطّية حول درجة التزام الجانب الأميركي بإنهاء الحرب وتقديمه ضمانات تؤكد أن هذا الهدف سوف يتحقق بنهاية مرحلة تبادل الأسرى، في اليوم الستين، أو في نهاية مسار التفاوض إذا تمّ تمديده. فلسطين – القدس المحتلة


شبكة أنباء شفا
منذ 17 ساعات
- شبكة أنباء شفا
تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الصين وآسيان ومجلس التعاون الخليجي يساهم في العالم كله ، بقلم : تشو شيوان
تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الصين وآسيان ومجلس التعاون الخليجي يساهم في العالم كله ، بقلم : تشو شيوان في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة التي يشهدها العالم، برزت القمة الثلاثية بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والصين ومجلس التعاون الخليجي، التي عقدت في كوالالمبور يومي 27 و28 مايو 2025، كحدث استثنائي يعكس إدراكاً مشتركاً لأهمية التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات العالمية، ومن الواجب أن ننظر للقمة على أنها لم تكن مجرد اجتماع دبلوماسي روتيني، بل كانت خطوة استراتيجية نحو تشكيل شراكة اقتصادية قادرة على إعادة رسم خريطة القوى في نظام دولي يتجه نحو التعددية القطبية. جاءت القمة في وقت تواجه فيه العديد من دول آسيان تحديات اقتصادية جراء الرسوم الجمركية الأمريكية التي تراوحت بين 10% و49%، مما أثر على صادراتها، ومن هنا أكد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم على أهمية هذه الشراكة الثلاثية لتعزيز المرونة الاقتصادية وبناء أسواق بديلة تقلل من الاعتماد على الاقتصادات الغربية، وهذه النقطة تحديداً أجدها من أهم النقاط التي جاءت في القمة فكما يبدو أن هناك نهج عالمي يقول أنه من الواجب تقليل الاعتماد على الاقتصادات الغربية طالما لنا فرص وأهداف مشتركة بين دول الشرق والجنوب. من حيث الأرقام فإن حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون وآسيان بلغ 137 مليار دولار في 2022، بينما تجاوزت التجارة بين الصين وآسيان 700 مليار دولار، مما يجعل هذه الكتلة الاقتصادية قوة لا يستهان بها في النظام التجاري العالمي، وقد لعبت الصين دوراً محورياً في القمة، حيث سعت إلى تعزيز شراكتها مع كل من آسيان ومجلس التعاون الخليجي عبر مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي دعمت مشاريع بنية تحتية كبرى في جنوب شرق آسيا، كما أعلن رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ عن استعداد الصين لإنشاء منطقة تجارة حرة بين الأطراف الثلاثة، مما سيعزز التكامل الاقتصادي ويسهل تدفق السلع والاستثمارات، وأن توجد القمة مشاريع كبرى مثل المناطق الحرة المشتركة أجده أمراً مهماً سيدفع بالنمور الاقتصادي في كلاً من دول الآسيان ودول مجلس التعاون الخليجي وأيضاً الصين. إن المصالح والأهداف المشتركة هي الضامن الأكيد لنجاح مثل هذا التعاون، فالصين بوصفها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تسعى لتوسيع شراكاتها التجارية والاستثمارية في كل من منطقة جنوب شرق آسيا والخليج، وهما منطقتان غنيتان بالموارد الطبيعية وتشهدان نموًا اقتصاديًا عالياً، وفي المقابل تتطلع دول آسيان ومجلس التعاون الخليجي إلى الاستفادة من السوق الصيني الضخم والتكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها الصين، بالإضافة إلى تنويع شراكاتها الاقتصادية بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على القوى الغربية، ومع تحقق هذه المصالح المشتركة سنشهد علاقات أكثر ترابطاً في المستقبل. إلى جانب الجانب الاقتصادي، تحمل هذه القمة دلالات سياسية مهمة. ففي عالم تسوده التوترات الجيوسياسية، يمثل تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين الحضارات المختلفة ضرورة ملحة، وفي هذا الجانب قد أكد رئيس مجلس الدولة الصيني على أهمية 'إدارة الخلافات بشكل فعال من خلال التفاهم المتبادل، واستكشاف مسار جديد للتقدم الشامل لمختلف الحضارات'، وهذه التصريحات تشير إلى رغبة مشتركة في بناء نظام عالمي أكثر توازنًا وتعددية، بعيدًا عن الهيمنة القطبية الواحدة التي باتت عبئاً سياسياً واقتصادياً على العديد من دول العالم. في الختام، يمكن القول إن القمة الثلاثية في ماليزيا تمثل خطوة هامة نحو بناء شراكة استراتيجية متينة بين الصين وآسيان ومجلس التعاون الخليجي، وإن نجاح هذه القمة يعتمد على قدرة الأطراف الثلاثة على تحويل الخطط إلى واقع ملموس، والمؤشرات إيجابية خاصة مع توقعات بأن يتجاوز حجم التجارة بين مجلس التعاون وآسيان والصين 500 مليار دولار بحلول 2030، وهذه الشراكة ليست فقط خطوة نحو تعافي اقتصادات المنطقة، بل أيضاً رسالة واضحة بأن العالم لم يعد أحادي القطبية، وأن الشراكة قادرة على صياغة مستقبل أكثر توازناً، وأجد أن القمة الثلاثية نموذجاً للتعاون في عالم متعدد الأقطاب، حيث تبرز قوى جديدة تقودها مصالح مشتركة ورؤى استراتيجية بعيدة المدى، والدرس الأهم هنا هو أن التعاون الإقليمي لم يعد خياراً، بل ضرورة في عالم مليء بالتحديات. إقرأ مزيداً من الأخبار حول الصين … إضغط هنا للمتابعة والقراءة