logo
سياسات ترامب تمنح الأفضلية للصين في سباق الطاقة العالمي

سياسات ترامب تمنح الأفضلية للصين في سباق الطاقة العالمي

البيان١٨-٠٤-٢٠٢٥

مارثا موير
أبدى محللون قلقهم من احتمال تفوق الصين على أمريكا بوصفها قوة مهيمنة في قطاع الطاقة العالمي، وذلك نتيجة للحرب التجارية التي يشنها الرئيس دونالد ترامب، التي أدت إلى زعزعة استقرار منتجي النفط الأمريكيين، في الوقت الذي تواصل فيه بكين تعزيز تفوقها في تكنولوجيا الطاقة النظيفة.
وأعلن الرئيس الأمريكي مطلع الشهر نظاماً جديداً للرسوم الجمركية، أسفر عن انخفاض حاد في أسعار النفط، كما اتخذ خطوات لإنهاء جهود إدارة جو بايدن السابقة لبناء صناعة محلية للتكنولوجيا النظيفة قادرة على منافسة الصين.
وأشار تقرير بعنوان «صعوبات في القمة: التهديدات المحدقة بالهيمنة الأمريكية على الطاقة»، أصدرته شركة وود ماكنزي الاستشارية، إلى أن تعريفات ترامب تجعل من الصعب على منتجي النفط الأمريكيين المنافسة في «أسواق التصدير الأكثر جاذبية»، في حين تتخلف أمريكا «بشكل كبير» عن الصين في تقنيات مثل بطاريات الليثيوم أيون والسيارات الكهربائية والخلايا الشمسية.
ورغم أن إنتاج النفط الأمريكي ارتفع بشكل كبير خلال فترة الرئيس السابق جو بايدن ليصل إلى مستويات تفوق إنتاج أي دولة في التاريخ، فإن تقرير وود ماكنزي يتوقع أن يبدأ هذا الإنتاج بالانخفاض بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحالي، رغم تعهد ترامب بتقليص القيود التنظيمية وقيامه بإصدار أوامر تنفيذية لدعم استراتيجيته في مجال الطاقة المعروفة بشعار «احفر يا حبيبي، احفر!».
وسجل إنتاج النفط الخام الصيني في مارس 2025 مستوى قياسياً بلغ 19.03 مليون طن وفقاً للإحصاءات الرسمية.
وأوضح التقرير أن «الريادة الأمريكية في قطاع النفط ستظل قائمة لفترة من الوقت حسب المعطيات الحالية، غير أنها تواجه تحديات جدية قد تفضي إلى تراجعها تدريجياً».
ورغم تخلي ترامب عن تطبيق بعض الرسوم الجمركية الشاملة التي أعلنها خلال «يوم التحرير» في الثاني من أبريل، واستثنائه واردات الطاقة من بعض الرسوم، فقد أشعلت حربه التجارية المستعرة مع الصين فتيل مخاوف من ركود اقتصادي، ودفعت باتجاه موجة بيع حادة اجتاحت أسواق النفط خلال الأسابيع الماضية.
وقال جيسون بوردوف من مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا: «إن انخفاض أسعار النفط قد يكون له، اعتماداً على مدى انخفاضها، تأثير كبير في إمكانية استمرار نمو إنتاج النفط في الولايات المتحدة وربما تتسبب في انخفاضه».
وأطلق تنفيذيون بقطاع النفط ومحللون متخصصون تحذيرات من أن الرسوم الجمركية، وبخاصة ضريبة الـ25% على واردات الصلب، ستفضي حتماً إلى ارتفاع ملموس في تكاليف إنتاج شركات النفط الصخري الأمريكية.
وفي هذا السياق، قال روبرت كلارك، نائب رئيس أبحاث المنبع بشركة وود ماكنزي: «مع فرض الرسوم الجمركية على الصلب والمعدات المستخدمة في حفر الآبار، تتنامى مخاوف المنتجين من احتمال تضخم تكاليف الإنتاج بين 5% و12%، ما يهدد بتقويض القدرة التنافسية للقطاع».
ودق منتجو النفط الصخري ناقوس الخطر محذرين من أنهم يواجهون أزمة غير مسبوقة منذ صدمة كوفيد عام 2020، بسبب انهيار أسعار النفط والحرب التجارية التي أشعلها ترامب وحالة الضبابية السياسية المحيطة بالقطاع.
وتتزامن هذه المخاوف مع تحذيرات أطلقها خبراء الطاقة وكبار التنفيذيين في قطاع الطاقة المتجددة من أن السياسة المعادية التي تنتهجها إدارة ترامب تجاه الطاقة الخضراء ستؤدي إلى تعزيز الهيمنة الصينية على هذا القطاع الاستراتيجي.
ولفت ديفيد براون، مدير قسم التحول في الطاقة بشركة وود ماكنزي، إلى أنه «سيصعب على أمريكا سد الفجوة مع الصين، إلا أن هناك بدائل أخرى، مثل تنويع مصادر الألواح الشمسية المنتجة محلياً»، مضيفاً: «لكن هذا الجدل يحتدم حالياً في أروقة الكونغرس حول حجم الدعم الحكومي الواجب تخصيصه لمصادر الطاقة المستقبلية».
ويرى بوردوف أن مساعي بناء سلاسل توريد محلية «ضمن إطار زمني معقول» تمثل «تحدياً أكبر بكثير مما يرغب صناع القرار في واشنطن بالاعتراف به».
وفي خطوة تعكس التوجه الجديد، ألغت إدارة ترامب الأربعاء مشروعاً لطاقة الرياح البحرية بقيمة 5 مليارات دولار كانت تطوره شركة «إكوينور» النرويجية قبالة سواحل نيويورك، في أحدث إجراءاتها لتقويض برنامج بايدن للطاقة المتجددة.
كما يضع ترامب في دائرة الخطر مئات المليارات من الدولارات المخصصة كقروض ومنح وحوافز ضريبية لمطوري تقنيات الطاقة النظيفة، ضمن جهوده لتفكيك «قانون خفض التضخم»، وهو تشريع مناخي أقره بايدن وكان مدججاً بالدعم لمشاريع عملاقة تستهدف فك الارتباط الأمريكي بالتكنولوجيا الصينية.
وتشير تقديرات وود ماكنزي إلى أنه رغم توقعات استمرار نمو إنتاج الطاقة منخفضة الكربون في أمريكا، فإن الحصة السوقية العالمية للصين في السيارات الكهربائية والبطاريات وتخزين الطاقة ستواصل توسعها، مستفيدة من ميزة التصنيع منخفض التكلفة التي تتمتع بها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المحادثات النووية بين أمريكا وإيران تدخل مرحلة حاسمة
المحادثات النووية بين أمريكا وإيران تدخل مرحلة حاسمة

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

المحادثات النووية بين أمريكا وإيران تدخل مرحلة حاسمة

من المقرر أن تدخل المفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل مرحلة حاسمة اليوم الجمعة، باجتماع في العاصمة الإيطالية. ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى روما للمشاركة في الجولة الخامسة من المحادثات. وتتوسط سلطة عمان بين الدولتين. وتطالب الولايات المتحدة أن توقف الحكومة الإيرانية بشكل كامل تخصيب اليورانيوم والذي تنظر إليه واشنطن بوصفه إجراء ضروريا لمنع تطوير الأسلحة النووية بشكل دائم. وترفض طهران هذا الطلب، لكنها أظهرت استعدادها لفرض قيود على البرنامج النووي مرة أخرى والسماح بفرض ضوابط أكثر صرامة. كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح الأسبوع الماضي أن بلاده قدمت اقتراحا إلى إيران، مع استمرار المفاوضات بين الجانبين بشأن البرنامج النووي الإيراني. غير أن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أكد أن طهران لم تتلقَّ أي مقترح مكتوب من أمريكا، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. يشار إلى أن الولايات المتحدة وإيران اجريتا أربع جولات من المفاوضات غير المباشرة بشأن برنامج طهران النووي.

ميزانية ترامب تجتاز اختباراً مفصلياً أمام مجلس النواب
ميزانية ترامب تجتاز اختباراً مفصلياً أمام مجلس النواب

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

ميزانية ترامب تجتاز اختباراً مفصلياً أمام مجلس النواب

وأكد ترامب عبر منصته "تروث سوشال" أن "القانون الكبير والجميل أُقرّ في مجلس النواب. هذا بلا شك أهم نص تشريعي سيتم التوقيع عليه في تاريخ بلدنا". وبات ينبغي الآن طرح النصّ على مجلس الشيوخ حيث سبق للأعضاء الجمهوريين أن أعلنوا عن نيّتهم إجراء تعديلات كبيرة عليه. ومن المتوقع أن تتواصل السجالات البرلمانية بشأن مشروع القانون هذا الذي يكتسي أهمية خاصة للرئيس الأميركي. وأضاف ترامب "لقد حان الوقت الآن لأصدقائنا في مجلس الشيوخ لأن ينصرفوا إلى العمل ويرسلوا هذا القانون إلى مكتبي في أقرب وقت ممكن". وكان رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون يدفع لاعتماد هذا القانون في أقرب مهلة، في ظل سعيه لتقديم نصر تشريعي للرئيس. واعتمد مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون مشروع القانون صباح الخميس مع 215 صوتا مؤيدا و214 معارضا، اثنان منها لجمهوريين. وقبل بدء التصويت، قال رئيس مجلس النواب الذي واجه معارضة شديدة لهذه المبادرة في معسكره إن "هذا القانون الكبير والجميل هو أهمّ تشريع يعتمده حزب في تاريخه". وبالنسبة إلى دونالد ترامب، يقضي الرهان الرئيسي بتمديد التخفيضات الضريبية الكبيرة التي أقرّت في ولايته الرئاسية الأولى والتي تنتهي صلاحيتها في نهاية العام. وبحسب عدد من الخبراء المستقلين، من شأن هذه التخفيضات أن تزيد عجز الدولة الفدرالية من ألفي مليار إلى أربعة آلاف مليار في العقد المقبل. وينصّ مشروع القانون أيضا على إلغاء الضرائب المفروضة على الإكراميات، وهو ما تعهّد به ترامب خلال حملته الانتخابية في بلد يعوّل الكثير من العمّال على هذه العطيّات كمصدر دخل أساسي. وبغية تعويض ازدياد العجز بجزء منه، ينوي الجمهوريون الاقتطاع من بعض النفقات العامة ، مثل التأمين الصحي"ميدك إيد" (Medicaid) الذي يعتمد عليه أكثر من 70 مليون أميركي من ذوي الدخل المحدود. وبحسب تحليل أجراه مكتب الميزانية في الكونغرس CBO، فإن التخفيضات المخطط لها حاليا لهذا البرنامج العام تهدد بحرمان أكثر من 7,6 ملايين شخص من التأمين الصحي بحلول عام 2034. ومن المتوقع أيضا أن يتأثر بشدة من هذه الاقتطاعات برنامج المساعدات الغذائية العامة الأكبر، "سناب" Snap. ويتوقع مكتب الميزانية في الكونغرس أن يؤدي مشروع القانون إلى زيادة الدخل لدى أغنى 10 بالمئة من الأسر، في حين ستشهد أفقر 10 بالمئة من الأسر انخفاضا في مداخيلها. ويدعو مشروع القانون أيضا إلى إلغاء العديد من الحوافز الضريبية للطاقة المتجددة، والتي تم اعتمادها في عهد جو بايدن. عارض الديموقراطيون النص جملة وتفصيلا. وقال زعيم الديموقراطيين في مجلس النواب حكيم جفريز بعد التصويت إن " عملية الاحتيال الضريبي للحزب الجمهوري تعمل على حرمان ملايين الأشخاص من الرعاية الصحية والمساعدات الغذائية من أجل منح التخفيضات الضريبية للأثرياء". ويخشى بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين المعتدلين أيضا من أن تشكل التخفيضات المفرطة في البرامج العامة المحببة لدى الناخبين خطرا انتخابيا كبيرا، قبل عام ونصف العام من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس. لكنّ النواب المحافظين للغاية المؤيدين لخفض الدين العام، هم الذين بدوا منزعجين من الأرقام الضخمة التي تضمنها "القانون الكبير والجميل" وهددوا بالتصويت ضده. ولم يكن هؤلاء وحدهم الذين أثار مشروع الميزانية قلقهم. فقد وصل العائد لفترة عشر سنوات على سندات الخزانة الأميركية الأربعاء إلى أعلى مستوى له منذ فبراير، وسط مخاوف المستثمرين من نمو العجز الفدرالي بشكل كبير. وبعد الحصول على بعض التنازلات، قرر النواب المترددون في نهاية المطاف دعم النص. وكان دونالد ترامب بذل جهودا شخصية لإقناعهم، إذ ذهب إلى مبنى الكابيتول للّقاء بهم واستقبل بعضهم الأربعاء في البيت الأبيض. ويبدو أن الرئيس ترامب ورئيس مجلس النواب مايك جونسون قد نجحا أخيرا في تحقيق رهانهما، قبل اختبار مجلس الشيوخ. ومن المفترض أن يعود النص إلى مجلس النواب بصيغة جديدة تماما.

مسؤولون أمريكيون: هجوم واشنطن لن يحسن علاقات ترامب ونتنياهو
مسؤولون أمريكيون: هجوم واشنطن لن يحسن علاقات ترامب ونتنياهو

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة الخليج

مسؤولون أمريكيون: هجوم واشنطن لن يحسن علاقات ترامب ونتنياهو

متابعات: «الخليج» قال خمسة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين إنه من غير المرجح أن يؤدي هجوم واشنطن الذي أسفر عن مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية، إلى تحسين العلاقات بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تشهد توتراً خلال الفترة الأخيرة. ـ ما هي أسباب الخلافات؟ وذكر موقع بوليتكو أن العلاقات بين الحلفين توترت على خلفية طريقة التعامل مع عدة ملفات تتعلق بالشرق الأوسط، من بينها المحادثات الخاصة بين إدارة ترامب وحماس، وكذلك الاتفاق الأمريكي مع الحوثيين على إيقاف إطلاق النار، فضلاً عن المحادثات النووية الجارية مع إيران. وأضاف المسؤولون أنه «من غير المرجح أن يغير هجوم واشنطن هذه العلاقة المتوترة بين ترامب ونتنياهو». وأشار مسؤول أمريكي سابق إلى أن «هناك كادراً في الإدارة ينظرون إلى إسرائيل بصفتها شريكاً، لكن ليس بصفتها شريكاً ينبغي بذل قصارى الجهد لتقديم خدمات له». وأضاف شخص آخر مقرّب من البيت الأبيض أن الكثيرين في إدارة ترامب يشعرون أن «أصعب شخص في العمل معه على كل هذه الملفات هو نتنياهو». ـ ماذا عن غزة؟ وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قال إن نتنياهو وترامب أجريا اتصالاً هاتفياً، الخميس، حيث أعرب الرئيس الأمريكي عن حزنه العميق إزاء جريمة القتل المروعة في واشنطن التي ذهب ضحيتها موظفان في السفارة الإسرائيلية، يارون ليسينسكي وسارة ميلغرام. كما ناقشا أيضاً الحرب في غزة، وأعرب ترامب عن دعمه لإطلاق سراح جميع الرهائن، كما اتفقا على ضرورة ضمان عدم امتلاك إيران للأسلحة النووية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store