logo
هل ينجح ترامب في انسحاب أميركي سريع من صراع إسرائيل وإيران؟

هل ينجح ترامب في انسحاب أميركي سريع من صراع إسرائيل وإيران؟

الجزيرةمنذ 6 ساعات

جوزيف ستيبانسكي – واشنطن
في مناورة شديدة الخطورة، اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المشاركة في قصف إيران ثم سعى بسرعة لتهدئة التوتر، مخلفا تساؤلات بشأن قدرة واشنطن على "الخروج النظيف" من هذا المأزق الدموي.
ووفقا لمحللين تحدثوا لجوزيف ستيبانسكي من موقع الجزيرة الإنجليزي، لاتزال تساؤلات مقلقة قائمة حول جدوى التدخل العسكري الأميركي، حتى وإن تجنب ترامب اندلاع حرب أوسع.
انضمت الولايات المتحدة إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران فجر الأحد الماضي، حيث أرسلت طائرات بي-2 الشبح لقصف 3 مواقع نووية إيرانية.
ووصف ترامب هذا التحرك العسكري بأنه جزء من هدف واشنطن طويل الأمد لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي. إلا أن القصف أثار ردًّا انتقاميا، إذ أطلقت إيران صواريخ على قاعدة العديد الجوية في قطر يوم الاثنين.
ومنذ ذلك الحين، أعلن ترامب وقف إطلاق نار بين جميع الأطراف وادعى أنه استطاع "إيقاف الحرب"، مشيرًا إلى أن القصف "وَحّد الجميع".
لكن وسائل الإعلام شككت في ما إذا كان ترامب قد دمّر فعليًا المنشآت النووية الإيرانية كما زعم. وقد وجّه انتقادات لكلٍ من إيران وإسرائيل لانتهاكهما المبكر لوقف إطلاق النار.
رغم البداية المتعثرة لوقف إطلاق النار، يبدو أن قادة إيران وإسرائيل التزموا بخطاب ترامب الداعي إلى السلام.
فقد أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، عقب اتصال من ترامب، أن إسرائيل ستتجنب مزيدًا من الهجمات، بعدما "حققت أهداف الحرب كافة".
في المقابل، أشاد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بـ"المقاومة البطولية" لبلاده، وأعلن احترام الهدنة والسعي لحماية المصالح الإيرانية عبر الدبلوماسية.
لكن الخبراء يحذرون من أن الحديث عن السلام قد يُخفي تحديات أكبر في الأفق.
صرح تريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي، للجزيرة أن تصريحات ترامب القاسية تجاه إسرائيل تكشف عن إحباط متزايد من حليف أميركا القديم، وأشار إلى أن فصل الولايات المتحدة عن حرب إسرائيل ضد إيران قد يكون أصعب مما يبدو.
وقال بارسي "من الضروري أن ندرك أن إسرائيل لا تريد نهاية للقتال، ويبدو أن ترامب بدأ يدرك مدى تباعد مصالح أميركا وإسرائيل في هذا الملف".
لطالما أشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن عملياتهم تستهدف تغيير النظام الإيراني، وهو هدف كان ترامب قد دعمه الأسبوع الماضي لكنه تراجع عنه لاحقا.
وصرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، الثلاثاء بأن "فصلًا مهمًا قد انتهى، لكن الحملة ضد إيران لم تنته".
يرى بارسي أن موقف إسرائيل هذا يتباين مع موقف ترامب، رغم أن الأخير أبدى استعدادا أكبر من أسلافه لقول "لا" لإسرائيل. لكنه أضاف أن ترامب لم يتمكن من التمسك بهذا الرفض بشكل فعال، مشيرا إلى موقفه من وقف إطلاق النار في غزة.
مع ذلك، يرى بارسي أن ترامب يتمتع بـ"مرونة لافتة" في قدرته على التدخل العسكري ثم التراجع عنه. فقد شنَّ غارات جوية ضد الحوثيين في اليمن لمدة 45 يومًا، لكنه أعلن وقفًا لإطلاق النار بحلول مايو/ أيار الماضي.
مخاطر الغرق في المستنقع
من جانبها، تبدو إيران حريصة على إيجاد مخرج من الصراع، إذ أكد محللون للجزيرة أن طهران تسعى لتجنب أي خطوات قد تعيد واشنطن إلى ساحة القتال.
قبل الهجوم، كانت هناك محادثات بين واشنطن وطهران لتقليص برنامج إيران النووي. لكن الهجوم الإسرائيلي المفاجئ يوم 13 يونيو/ حزيران نسف تلك الجهود.
تقول نِجار مرتضوي، الزميلة بمركز السياسات الدولية، إن إيران ما زالت منفتحة على العودة إلى طاولة المفاوضات، مضيفةً أن طهران طالما أكدت أن برنامجها النووي مدني الطابع.
وأردفت "إذا قبل ترامب ذلك، فهناك إمكانية قوية للتوصل إلى اتفاق".
غير أن ترامب لم يوضح على وجه التحديد ما الذي سيقبله، إذ وصف القصف بأنه "تدمير لكل المنشآت والقدرات النووية"، دون تمييز واضح بين الاستخدام المدني والعسكري.
وقد ناقضت هذه التصريحات تقارير مسرّبة أشارت إلى أن البرنامج النووي الإيراني تضرر لكنه لم يُدمّر، ويمكن إعادة بنائه في غضون أشهر.
لكن مرتضوي تعتقد أن إيران لن تجد أمامها سوى خيار العودة للتفاوض، ولو من موقع ضعف، مقترحة احتمال إنشاء "كونسورتيوم" إقليمي لمراقبة البرنامج.
وقالت "البديل، أي الحرب، سيكون مدمرا للمدنيين، وقد يتحول إلى مستنقع مثل العراق أو أفغانستان".
إستراتيجية ترامب
بحسب سينا أزودي، أستاذ السياسة في جامعة جورج واشنطن، فإن خطاب ترامب عقب إعلان الهدنة قد يكشف نواياه، وقال "ترامب يريد أن يُنظر إليه على أنه الرئيس الذي استخدم القوة ثم أنهى الحرب بسرعة". وهو لا يرغب في الانجرار إلى صراع أوسع قد يغضب أنصاره من دعاة "أميركا أولًا".
ويرى البعض أن هذه المقاربة منحت ترامب القدرة على إرضاء الصقور، دون استعداء معارضي التدخل العسكري. لكن أزودي حذر قائلًا: "من المستحيل التنبؤ بما سيحدث لاحقًا، نظرًا لأسلوب ترامب المتقلب".
حتى الآن، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب سيستمر في دعوته للسلام بعد الهجوم.
يواجه الرئيس الأميركي انتقادات حادة، خاصة بشأن فعالية الضربات على منشآت مثل فوردو، والتي يقول إنها "دُمرت بالكامل"، رغم شكوك وسائل الإعلام.
إعلان
وأشار أزودي إلى أن إيران نقلت كثيرًا من مخزون اليورانيوم قبيل القصف، مما يعني أن الأهداف المحققة لم تكن بالحجم الذي زعمه ترامب.
كما أضاف أن الهجوم انتهك القانون الدولي، إذ استهدف منشأة خاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما قد يدفع إيران للانسحاب من معاهدة عدم الانتشار.
وقال "نعم، قد يفتخر ترامب على منصة توث سوشال بأنه دمّر البرنامج النووي الإيراني، لكنك لا تستطيع قصف المعرفة. المادة الانشطارية باقية، والنية للخروج من المعاهدة باتت أقوى".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

واشنطن بوست: لماذا كان ترامب واثقا من أن إيران تطوّر قنبلة نووية؟
واشنطن بوست: لماذا كان ترامب واثقا من أن إيران تطوّر قنبلة نووية؟

الجزيرة

timeمنذ 12 دقائق

  • الجزيرة

واشنطن بوست: لماذا كان ترامب واثقا من أن إيران تطوّر قنبلة نووية؟

تناول الكاتب ديفيد إغناتيوس خلفيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالضغط من أجل وقف إطلاق النار بين إسرائيل و إيران ، مشيرا إلى أن ثقة ترامب في أن طهران تطوّر سلاحا نوويا تعود إلى معلومات استخباراتية إسرائيلية وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. استهل إغناتيوس مقاله، الذي نشرته واشنطن بوست الأميركية، بإيراد تصريح صادم لترامب قال فيه إن "الدولتين تتقاتلان منذ زمن طويل وبشدة لدرجة أنهما لا تعلمان ما الذي تفعلانه بحق الجحيم"، في إشارة إلى حالة الفوضى التي غرق فيها الصراع الإيراني الإسرائيلي قبل وقف إطلاق النار. ويشير إغناتيوس إلى أن المرحلة التالية ستكون التفاوض حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني ، مع تأكيد إسرائيل على ضرورة التوصل إلى اتفاق صارم يضمن منع طهران من تطوير قنبلة نووية في المستقبل. معلومات من إسرائيل ويكشف المقال عن أن ترامب تلقى معلومات حساسة من الجانب الإسرائيلي حول تجدد جهود إيران لتصنيع قنبلة نووية، رغم التقديرات الأميركية الرسمية التي قدمتها مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد في مارس/آذار الماضي. وكانت غابارد قد أكدت أن إيران لا تطوّر سلاحا نوويا حاليا. ويؤكد إغناتيوس أن المعلومات التي اطلع عليها شخصيا من المصادر الإسرائيلية، مدعومة بتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، توحي بأن التقدير الأميركي كان أكثر تحفظا مما ينبغي، وأن المعلومات الإسرائيلية قد تكون أكثر دقة. ويوضح المقال أن برنامج "أماد" الإيراني الذي بدأ مطلع الألفية كان يهدف إلى تطوير تقنيات حساسة مثل المفجرات النيوترونية ومولدات موجات الصدمة، وأن هذا البرنامج لم ينتهِ كما أُعلن، بل أعيد إطلاقه لاحقا تحت اسم "سبند" (SPND)، بقيادة العالم الإيراني محسن فخري زاده، الذي اغتالته إسرائيل في عام 2020. وفي تطور لافت، يورد إغناتيوس أن إسرائيل استهدفت مواقع رئيسية تابعة لهذا البرنامج في مجمع شريعتي بطهران وسنجريان قرب بارشين، ودمرت معدات ومختبرات وعلماء كانوا يعملون على تطوير ما يُعتقد أنه مشروع تسلح نووي سري. خبأت معلومات مهمة ويشير المقال إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصدرت مؤخرا تقريرا يدين إيران ضمنا، مؤكدة أن الأخيرة لم تصرح بوجود مواد نووية أو أنشطة ذات صلة في مواقع مثل لافيزان شيان، وفارامين، وتورقوزآباد، وهو ما وصفه إغناتيوس بأنه لا يقل حدة عن الاتهامات التي وردت في الملف الاستخباراتي الإسرائيلي. ويختم إغناتيوس بالإشارة إلى التحدي الأكبر بعد الحرب، والمتمثل في تعقّب وتدمير 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي كمية كافية لإنتاج "قنبلة قذرة" خلال أسابيع، إن لم يتم السيطرة عليها. ورغم أن منشأة أصفهان، التي كان هذا اليورانيوم المخصب محفوظا فيها، تعرّضت للقصف، فإن تقارير أفادت بأن المخزون نُقل مسبقا. ويحذر إغناتيوس من أن الفتيل لا يزال مشتعلا، ما لم يتم العثور على هذه المادة وتفكيكها سريعا، محذرا من أن خطر القنبلة الإيرانية لم ينتهِ بعد، وأن أي اتفاق نووي قادم لا بد أن تكون به ضمانات صارمة لمنع إعادة تفعيل هذه الأنشطة في المستقبل.

وحدة إسرائيل بعد حرب إيران ليست كما قبلها
وحدة إسرائيل بعد حرب إيران ليست كما قبلها

الجزيرة

timeمنذ 25 دقائق

  • الجزيرة

وحدة إسرائيل بعد حرب إيران ليست كما قبلها

القدس المحتلة- شهدت إسرائيل في بداية التصعيد العسكري مع إيران مرحلة من الإجماع الداخلي والسياسي الواسع، حيث توحَّدت غالبية القوى السياسية والمجتمعية خلف القيادة العسكرية والدبلوماسية لمواجهة طهران. وشكّل ذلك دعامة قوية لاستمرار العمليات العسكرية، ومنح الحكومة غطاء سياسيا واسعا عزَّز من قدرة إسرائيل على مواصلة المواجهة مع إيران خارج الحدود. لكن هذا الإجماع بدأ يتآكل تدريجيا مع تواصل الهجمات الجوية دون تحقيق الأهداف المعلنة، وفي مقدمتها تدمير المشروع النووي الإيراني والقضاء على قدرات طهران الصاروخية. ومع تكشف حجم الأضرار والدمار الذي لحق بالمباني والبنى التحتية، تصاعدت التساؤلات والانتقادات، مما أدى إلى تصدع في وحدة الموقف الداخلي وتزعزع الثقة في جدوى استمرار الحملة العسكرية. تصدع وخلاف بدأت الأزمة تتفاقم، بحسب التحليلات الإسرائيلية، مع تبادل الضربات المباشرة وغير المباشرة بين الطرفين، التي شملت عمليات اغتيال، وهجمات صاروخية وجوية في مناطق متعددة. ولعب الدعم الدولي، لا سيما الأميركي، دورا محوريا في تعزيز القدرات الإسرائيلية وضمان استمرار الحملة العسكرية ضد إيران، وساهم في الحفاظ على الحلف الإقليمي، لكن دون أن يحافظ ذلك على الإجماع الإسرائيلي الذي رافق منذ البداية العملية التي أُطلق عليها اسم " الأسد الصاعد". ومع مرور الوقت، بدأت علامات التوتر والتصدع تظهر على المشهد الداخلي الإسرائيلي، وأضحت الخسائر البشرية والمادية تؤثر سلبا على الرأي العام وعلى حصانة الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي بعثت بمؤشرات على عدم قدرتها الصمود قبالة الصواريخ الباليستية. وبرزت خلافات سياسية حادة بين الكتل المختلفة بشأن إستراتيجية التصعيد، خاصة مع استمرار الحرب وتأثيرها على الحياة اليومية والاقتصاد، وتصاعدت الانتقادات حول إدارة الحرب وتوزيع الموارد، مما أدى إلى تراجع الحماس العام ودعم بعض فئات المجتمع للقيادة الحالية. إعلان ومع تراجع الإجماع الداخلي حول الحرب على إيران وتأزُّم الأوضاع محليا، تحول التركيز العسكري والسياسي في إسرائيل من الجبهة الإيرانية إلى ساحة الحرب على غزة. وشهد القطاع، الذي تعتبره كافة قراءات المحللين والباحثين جبهة الحرب الرئيسية، تصعيدا جديدا من المقاومة الفلسطينية، قابله تجدد الهجمات الإسرائيلية، وقيام القيادة بإعادة توزيع الموارد وتحريك القوات للتعامل مع التهديد المتنامي من الداخل. تأزّم الداخل وفي خضم هذا المشهد المعقد، برز سؤال محوري حول ما إذا كانت القيادة الإسرائيلية تمتلك القدرة على ترميم التماسك الداخلي والتكيف مع واقع جديد تتشابك فيه التحديات العسكرية والسياسية على أكثر من جبهة؟ ويعزي الباحث بالشأن الإسرائيلي والمحلل السياسي صالح لطفي تراجع الإجماع الإسرائيلي حول الحرب ضد إيران إلى الصراع المتجدد في قطاع غزة، وتفاقم الأوضاع الأمنية والسياسية داخل إسرائيل، مع تزايد الاحتجاجات والانتقادات تجاه الحكومة والقيادة العسكرية حيال تهميش ملف المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة. ويضيف لطفي أن "عدم تحقيق إسرائيل إنجازات عملية وواقعية من ضرب إيران زاد حالة الانقسام السياسي والاجتماعي، مما أثر على الاستقرار العام، مع زيادة التوترات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين". ولفت إلى أن التطورات الحالية تظهر أن مرحلة الإجماع الإسرائيلي حول التصعيد مع إيران قد انتهت، وحل مكانها صراع داخلي معقّد، متوقعا "أن تستمر التحديات الأمنية والسياسية، مع احتمال تصاعد الصراعات في غزة والضفة، مما يفرض على إسرائيل مواجهة مستمرة على أكثر من جبهة". انعكاس للفشل وبعبارات "وحَّد الهجوم على إيران الشعب المنقسم، وظهر القائد في صورة المخلص"، افتتح أستاذ التاريخ الفخري في جامعة تل أبيب البروفيسور شلومو ساند، مقاله في صحيفة "هآرتس"، وسلّط فيه الضوء على التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها إسرائيل منذ انطلاق الهجوم على إيران في 13 يونيو/حزيران الجاري. ومع بداية العملية، يقول ساند "انقلب المشهد الداخلي رأسا على عقب، فقد اجتمعت أطياف المجتمع اليهودي، بكل تبايناتها، خلف الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو ، وامتد التعاطف ليشمل حتى أولئك الذين كانوا من أشد منتقديه". بدا وكأن "القائد العظيم"، كما يصف زاند، وجد لحظة الخلاص التي طالما سعى إليها، حين بدت فرص تحقيق "نصر كامل" في غزة بعيدة المنال، وبدأ الاستياء الشعبي في الداخل يتصاعد بفعل تعثر العمليات وتفاقم الخسائر البشرية. ولفت إلى أنه ووسط هذا الفشل والإخفاق وتفاقم الأزمات الداخلية قرر نتنياهو المضي قدما فيما بدا أنها حرب اختار توقيتها بعناية. ولم يكن الأمر سوى تتويج لحلم قديم طالما راوده: المواجهة المفتوحة مع إيران. وهكذا، تحوّل الفشل في غزة إلى فرصة لفتح جبهة جديدة تعيد توجيه الأنظار، وتجمد مؤقتا حالة الغضب الشعبي المتزايدة. ويرى ساند أن الردود الإسرائيلية اتسمت بنوع من الإجماع النادر، تغذيه قناعة مركزية مفادها أن "لا أحد غيرنا يجب أن يمتلك سلاحا نوويا في الشرق الأوسط". وفي خضم هذه المعطيات، تبقى نتائج المواجهة مع إيران غير واضحة. "وعليه، تراجع الإجماع الإسرائيلي الذي سعى نتنياهو لتوظيفه لدوافع سياسية وانتخابية". تآكل الإجماع وتحت عنوان "نتنياهو خدع نفسه.. فصدّقها: انتصار بلا أهداف وحرب تعيد غزة إلى الواجهة"، كتب الصحفي الإسرائيلي ميرون رابوبورت مقالا في الموقع الإلكتروني "سيحا ميكوميت"، تناول فيه تفاصيل الإجماع الإسرائيلي الواسع الذي رافق الأيام الأولى للهجوم الجوي على إيران. هذا الإجماع، يقول رابوبورت "الذي ظهر في بدايته كحالة وحدة وطنية نادرة"، سرعان ما بدأ في التآكل مع استمرار العمليات العسكرية وتراجع الآمال بتحقيق الأهداف المعلنة. ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يضيف رابوبورت "اتضح أكثر فأكثر أن الأهداف التي تحدث عنها نتنياهو، من تدمير البرنامج النووي الإيراني إلى تقويض قدرات طهران الصاروخية، لم تتحقق فعليا"، مما كشف محدودية الإنجاز العسكري، وعمَّق الشكوك في جدوى هذه الحرب وجدولها السياسي. ولفت إلى أن الإعلام الإسرائيلي سارع للترويج لـ"نصر ساحق"، في مشهد ذكّر بأجواء 1967، لكنه يضيف أن خلف مشاعر الارتياح والفخر، "برزت سريعا شكوك عميقة"، فأهداف نتنياهو لم تتحقق فعليا، و"التهديد الإيراني" لم يُمحَ، بل عاد بصور مختلفة. وأوضح أن نتنياهو حاول استثمار اللحظة، لكنه لم يحصد مكاسب انتخابية حاسمة، فيما وُزّع الفضل في "النجاح" على الجيش أكثر منه. ومع عودة غزة للواجهة، ومقتل 7 جنود إسرائيليين في خان يونس ، انكشفت من جديد هشاشة رواية "الانتصار". وخلص رابوبورت إلى أن "الورقة الإيرانية استُهلكت، والضغط الدولي لإنهاء حرب غزة يتصاعد، أما إستراتيجية نتنياهو القائمة على القوة المجردة، فبدت عاجزة عن تقديم مخرج حقيقي. والنتيجة، نصر معلن دون نتائج سياسية، وواقع داخلي وخارجي أكثر تعقيدا".

خرق يوجب المحاسبة.. ناشطون يعلقون على قضية "عملاء" إسرائيل في إيران
خرق يوجب المحاسبة.. ناشطون يعلقون على قضية "عملاء" إسرائيل في إيران

الجزيرة

timeمنذ 25 دقائق

  • الجزيرة

خرق يوجب المحاسبة.. ناشطون يعلقون على قضية "عملاء" إسرائيل في إيران

شبكات اعتبر ناشطون على مواقع التواصل أن العدد الكبير من عملاء الموساد، الذين أعلنت السلطات الإيرانية توقيفهم خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، دليل اختراق كبير، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين قبل 'الخونة'. اقرأ المزيد

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store