
إسرائيل توسع الإخلاءات في خان يونس... هل تكرر نموذج رفح؟
توسّع القوات الإسرائيلية من عملياتها في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وسط تقدم جديد لقواتها البرية في مناطق عدة من وسط المدينة وبعض أنحاء غربها الذي أصبح شبه خالٍ من السكان الذين انتقل معظمهم إلى منطقة المواصي (المتاخمة للبحر المتوسط)، وآخرون إلى مناطق وسط القطاع.
وجدّد الجيش الإسرائيلي، تحذيراته لسكان وسط خان يونس وغربها، مطالباً إياهم بإخلائها بشكل كامل، وذلك من خلال خرائط نشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومن خلال منشورات ورقية ألقتها طائرات مسيَّرة «كواد كابتر» على تلك المناطق، وفي القلب منها حي الأمل، والمخيم بشكل كامل، في حين استثنى إخلاء «مستشفى الأمل» التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، رغم أنه يقع في قلب الحي.
ووفقاً لمصادر ميدانية فلسطينية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن القوات الإسرائيلية باتت تحتل جميع المناطق الواقعة شرق طريق صلاح الدين الرئيسة على امتداد مدينة خان يونس، كما تسيطر على جزء من مناطق وسط المدينة وجنوبها، لكنها لم تصل بعد إلى عمق المناطق الغربية التي تقصفها نارياً عبر الطائرات المسيَّرة التي تطلق نيرانها تجاه كل هدف متحرك، بينما تقصف المدفعية بشكل عشوائي تلك المناطق، بالإضافة إلى قصف جوي من طائرات حربية من حين إلى آخر.
#عاجل ‼️ إلى جميع المتواجدين في البلوكات 47, 106, 108, 109 في محافظة خان يونس⭕️جيش الدفاع الإسرائيلي سوف يعمل بقوة شديدة في مناطق وجودكم⭕️تواصل المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها حماس الأنشطة الإرهابية من المناطق المدنية التي تعيشون فيهامن اجل سلامتكم، اخلوا فوراً غرباً الى... pic.twitter.com/2nu6c644eU
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 2, 2025
وأوضحت المصادر، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى بشكل واضح لتطويق مدينة خان يونس؛ ولذلك كثف في الأيام الأخيرة من غاراته في المناطق الغربية والشمالية، وتحديداً مدينة حمد، وقصف الطوابق العلوية من أبراجها؛ منعاً لوقوع قواته تحت رحمة نيران القناصة أو مطلقي القذائف المضادة للدروع.
وبيّنت أن القوات الجوية الإسرائيلية تتعمد قصف المباني كافة التي يزيد طوابقها على 3 أو 4 طبقات، كما تنسف القوات البرية بشدة مناطق كاملة عبر تسيير مدرعات قديمة مُحمّلة بأطنان من المتفجرات القوية التي تتسبب في دمار واسع، ودوي أصوات تسمع في غالبية مناطق قطاع غزة وليس فقط خان يونس.
وأشارت إلى أن «هناك عملية تدمير ممنهجة تقوم بها القوات الإسرائيلية للمنازل والمباني، على غرار ما تفعل حالياً في جباليا البلد (شمالاً) وفعلته من قبل في مخيم جباليا».
وتقّدر المصادر أن «الهدف بشكل أساسي هو تحويل خان يونس نموذجاً آخر من رفح، التي مُسحت بالكامل، ولم يعد فيها منازل أو حتى بقايا منازل بعد احتلالها بشكل كامل من قوات الاحتلال، وهو نموذج يبدو أن قوات الاحتلال ستطبقه في كثير من المناطق بقطاع غزة؛ بهدف ألا يكون هناك أي قدرة للبشر على الحياة في القطاع مستقبلاً، وذلك في إطار ما يخدم هدفها الأساسي دفع السكان للهجرة».
ولا تستبعد المصادر أن «يتم في المستقبل القريب تجهيز خان يونس لتكون مثل رفح، مكاناً لاستقبال أكثر من مليون فلسطيني؛ بهدف إجبار السكان للجوء إلى هذه المناطق بصفتها إنسانية وآمنة وفيها فقط توزع المساعدات الإنسانية».
وتواجه القوات الإسرائيلية عمليات مقاومة متفاوتة الدرجات من الفصائل الفلسطينية، لكنها بحسب المصادر الميدانية «أقل مما كانت عليه، سواء شرق أو وسط أو جنوب خان يونس، حيث كانت توصف بأنها الأشد والأكثر عنفاً من بين الاشتباكات التي جرت منذ بدايات الحرب».
وقُتل 4 جنود إسرائيليين وأُصيب عدد آخر في كمين نفذته عناصر من «كتائب القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس»، قبل أيام، في بلدة بني سهيلا بعد تفجير مبنى مفخخ وإطلاق قذائف مضادة تجاهه.
وتبنت «القسام» وفصائل فلسطينية أخرى في الأيام الأخيرة سلسلة من الهجمات ضد القوات الإسرائيلية في مناطق عدة بخان يونس.
وتقع بني سهيلا في المناطقة الواقعة شرق شارع صلاح الدين الرئيس؛ ما يشير إلى أن عناصر «حماس» قد يكونون استخدموا نفقاً في العملية، على غرار ما جرى في عمليات أخرى في الآونة الأخيرة.
وفي السياق، يتواصل التصعيد العسكري الإسرائيلي في جميع مناطق قطاع غزة، وسط ارتفاع في أعداد الضحايا يومياً.
وسقط كثير من الغزيين، الأحد، خلال محاولتهم الوصول إلى نقاط المساعدات في جنوب ووسط قطاع غزة، في مشهد بات يتكرر يومياً.
وتطول الغارات الإسرائيلية غالبية مناطق قطاع غزة، ومنازل وبنايات ومراكز إيواء وخيام وغيرها؛ ما تسبب بسقوط كثير من الضحايا.
وأكدت حركة «المجاهدين» اغتيال أمينها العام أسعد أبو شريعة بعد أن قُصف داخل منزله في حي الصبرة جنوب مدينة غزة؛ ما أدى إلى مقتل العشرات كانوا برفقته من أفراد عائلته وأقاربه.
#عاجل جيش الدفاع الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) يقضيان على قائد المنظمة الإرهابية كتائب المجاهدين الذي اقتحم الحدود الإسرائيلية في 7 أكتوبر وشارك في اختطاف واحتجاز مختطفين إسرائيليينفي عملية مشتركة لجيش الدفاع وجهاز الأمن العام (الشاباك) تم اليوم القضاء على المخرب... pic.twitter.com/FpuNMo8ztP
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 7, 2025
واتهمت إسرائيل، أبو شريعة، بأنه شارك في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وخطف وقتل إسرائيليين، من بينهم أفراد عائلة بيباس، وإسرائيليان تم انتشال جثمانيهما من خان يونس، وعامل تايلاندي، منذ أيام قليلة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 24 دقائق
- الشرق الأوسط
الجيش الإسرائيلي يستهدف عنصراً من «حماس» في جنوب سوريا
قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، إنه وجَّه ضربة استهدفت أحد عناصر حركة «حماس» الفلسطينية في منطقة مزرعة بيت جن، بجنوب سوريا. ولم تُدلِ «حماس» بعد بأي تعليق بهذا الشأن. كانت إسرائيل قد قالت، يوم الثلاثاء الماضي، إنها هاجمت «وسائل قتالية» تابعة للحكومة السورية رداً على إطلاق قذيفتين صاروخيتين باتجاه إسرائيل، وحمَّل وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الرئيس السوري أحمد الشرع المسؤولية عن ذلك. وردَّت دمشق بأنه لم يتم التثبت من صحة الأنباء المتداولة عن قصف باتجاه الجانب الإسرائيلي. وأكدت أنها «لم ولن تشكل تهديداً لأي طرف في المنطقة»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وعدَّت دمشق أن تواصل الغارات الإسرائيلية يهدف إلى «تقويض تقدُّم سوريا واستقرارها». وقال وزير الخارجية أسعد الشيباني، خلال مؤتمر صحافي مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، دوبرافكا شويتزا: «إن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية ليست مجرد انتهاكات للقانون الدولي؛ بل هي استفزازات منسقة تهدف إلى تقويض تقدُّم سوريا واستقرارها». وحذَّر من أن «هذه الأفعال تفتح المجال أمام الجماعات الخارجة عن القانون لتستغل هذه الفوضى»، مؤكداً أن سوريا «عبَّرت بوضوح عن نياتها. إننا لا نسعى إلى الحرب؛ بل إعادة الإعمار».


الشرق الأوسط
منذ 24 دقائق
- الشرق الأوسط
الكشف عن «فخ الخروج من الحصار» الذي نصبه نظام الأسد لأهالي مخيم اليرموك عام 2014
كشف تقرير صادر عن «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» تفاصيل مجزرة «شارع علي الوحش» التي طالت سكان مخيم اليرموك الفلسطيني جنوب دمشق، والتي وقعت في يناير (كانون الثاني) عام 2014، وأسفرت عن اختفاء أكثر من 1500 شخص، بينهم أطفال ونساء، ولم ينجُ منهم سوى 11 شخصاً. التقرير الذي حمل عنوان «طريق الموت»، وجاء في 103 صفحات، سلط الضوء على واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت خلال الحرب السورية، متهماً قوات النظام السوري السابق، والميليشيات الموالية له، بارتكاب انتهاكات جسيمة وصلت إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية. لافتة تشير إلى مخيم اليرموك في دمشق وكان النظام السوري قد فرض حصاراً خانقاً على مخيم اليرموك والمناطق المحيطة به في يوليو (تموز) 2013، أدى إلى مجاعة راح ضحيتها المئات. وفي صباح يوم الأحد الخامس من يناير 2014، انتشرت شائعات عن فتح «ممر إنساني» عبر «شارع علي الوحش»، وتوافدت أعداد كبيرة من المدنيين المحاصرين من أبناء مخيم اليرموك وبلدات يلدا وبيت سحم وأحياء الحجر الأسود والتضامن والبويضة قرب دمشق، وغيرها من مناطق النازحين، إلى «شارع علي الوحش» الواصل بين بلدتَي يلدا وحجيرة، أملاً في النجاة من الحصار، إلا أن الطريق تحول إلى فخ مميت من قبل النظام والميليشيات التابعة له؛ إذ تعرض المدنيون للاعتقال والتعذيب والإعدام الممنهج. تقرير «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» حول مجزرة بحق مخيم اليرموك عام 2014 يقول التقرير إن «حاجز علي الوحش» كانت تسيطر عليه مجموعة «أبو الفضل العباس» المشكّلة من عناصر عراقية موالية لـ«الحرس الثوري» الإيراني وللنظام السوري آنذاك. وقد تلقى المدنيون بعض الطعام من عناصر الحاجز، مما شجع بقية المحاصرين على التوافد، وفي الساعة العاشرة من صباح ذلك اليوم بدأت عناصر الحاجز فصل الشباب عن الأطفال والنساء وكبار السن، ثم قصفت قوات النظام مناطق تجمع المحاصرين على الشارع؛ ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين. وبحسب تقرير مجموعة العمل وشهادات وثّقتها المجموعة، أجبر عناصر الحاجز المدنيين على رمي أوراقهم وهوياتهم الشخصية في براميل وحرقها، أو كسرها، وأعادوا النساء إلى بلدة يلدا القريبة بعد ضربهن، واعتُقل أكثر من 1200 مدني بينهم كبار في السن وأطفال وعدد من النساء والرضع، ووُضعوا في مستودعات ومحال تجارية. وقفة لاستعادة مجزرة «حاجز علي الوحش» بعد مرور 10 سنوات عليها العام الماضي (مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا) وتضمن التقرير شهادات لعدد من الناجين، منهم مريم السويداني التي فقدت زوجها وطفلَيها في الحادثة. وقد روت كيف تعرض المدنيون للضرب والتنكيل، وكيف تم فصل الرجال عن النساء والأطفال قبل اعتقالهم. كما كشفت عن حالات اغتصاب وتعذيب وحشي، بما في ذلك إعدام رضيع أمام والدته، وحرق جثث الضحايا. ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذه الجرائم، ومحاسبة المتورطين، وإحقاق العدالة للضحايا وعائلاتهم. كما طالب بضرورة الكشف عن مصير المفقودين وضمان حقوق عائلاتهم. ويأتي هذا التقرير بعد مرور 11 عاماً على المجزرة، كمحاولة لكسر حاجز الصمت وتسليط الضوء على معاناة الضحايا، وهو يوثق لجرائم يُعتقد أنها ارتُكبت بإشراف مباشر من قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له، بحسب تقديم الفريق الذي عمل عليه.


الشرق الأوسط
منذ 24 دقائق
- الشرق الأوسط
برّاك يؤكد أن رؤية ترمب لدمشق «متفائلة»
أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس برّاك، أن رؤية الرئيس، دونالد ترمب، لسوريا «متفائلة»، فيما أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي إزالة اسم سوريا من لائحة «الدول المارقة» التي لا يُسمح للولايات المتحدة بالتعاون معها أو مساعدتها في مجال الطاقة النووية المدنية، وفق ما ذكرت «وكالة الأنباء السورية (سانا)». وقال برّاك في تغريدة بحسابه الشخصي على منصة «إكس»: «لقد التقيت الرئيس ترمب ووزير الخارجية، ماركو روبيو، في البيت الأبيض، ودار الحديث عن الشرق الأوسط، وبشكل رئيسي بشأن سوريا وتركيا، ويمكنني التأكيد أن رؤية الرئيس بهذا الشأن ليست متفائلة فقط؛ وإنما يمكن تحقيقها». من جهة أخرى، قالت «سانا» إن البيت الأبيض ذكر، عبر صفحته الرسمية باللغة العربية على منصة «إكس»، أن اسم سوريا في القائمة كان إلى جانب إيران وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا ودول أخرى، وأنه لم يعد موجوداً الآن. وتُعدّ لائحة «الدول المارقة» تصنيفاً سياسياً تستخدمه الولايات المتحدة أداةً في الخطاب الدبلوماسي والإعلامي منذ نحو 30 عاماً، للإشارة إلى الدول التي تعادي المصالح الأميركية، أو تُتَّهَم بدعم الإرهاب، أو السعي لحيازة أسلحة دمار شامل، أو ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. المبعوث الأميركي يرفع علم بلاده في دمشق وبجانبه وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني (أرشيفية) ورحبت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية بالالتزام الذي قدمته الحكومة السورية بشأن التعاون مع منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية». وقالت «الخارجية» البريطانية، عبر منشور على حسابها بمنصة «إكس»: «المملكة المتحدة ترحب بالتزام الحكومة السورية القوي بقلب صفحة التاريخ، وعزمها على ضمان تدمير برنامج الأسلحة الكيماوية تماماً، الذي يعود إلى عهد الأسد». ورحبت الوزارة بما سمته الدعم العملياتي واللوجيستي الذي قدمته سوريا لزيارات منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية»، والتزامها التواصل مع المجتمع الدولي. وخلال إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي، في جلسته التي عُقدت يوم 5 يونيو (حزيران) الحالي، بشأن تنفيذ القرار «2118» (الصادر عام 2013) المتعلق بإزالة برنامج الأسلحة الكيماوية السوري، قالت الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، إيزومي ناكاميتسو، إن الواقع السياسي الجديد في سوريا يتيح فرصة مهمة لحل القضايا العالقة منذ مدة طويلة بشأن برنامج الأسلحة الكيماوية السوري. وأضافت أن فريقاً من الخبراء الفنيين من الإدارة التقنية لمنظمة «حظر الأسلحة الكيماوية» زار دمشق في مارس (آذار) الماضي. وتأتي هذه الزيارة، وفق المسؤولة الأممية، لبدء العمل على إنشاء وجود دائم للمنظمة في سوريا والبدء في التخطيط المشترك لإيفاد فرق إلى مواقع الأسلحة الكيماوية. واجتمع الفريق مع ممثلين للسلطات المؤقتة، منهم وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إضافة إلى عقد لقاءات تقنية مع خبيرين سوريين، وجمع معلومات لم تكن السلطات السابقة قد كشفت عنها، وفق ما أفادت به المسؤولة الأممية. وأشادت ناكاميتسو بالتزام السلطات الجديدة في سوريا التعاون الكامل والشفاف مع المنظمة وأمانتها الفنية.