
دريان زار بعبدا وعين التينة: لن يمرّ أيّ مشروع تقسيمي إذا توحّدنا
جال مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، يرافقه وفد من مفتيي المناطق، على رئيسيّ الجمهوريّة ومجلس النواب.
ففي قصر بعبدا ، اكد المفتي "اننا نعيش في لبنان كأسرة واحدة لا يفرقنا أحد، وهذه فرصة لنؤكد وحدتنا الوطنية، التي هي أقوى سلاح في وجه أطماع العدو الصهيوني بأرضنا. واكدنا مع الرئيس عون ان اقوى سلاح في وجه "إسرائيل" واطماعها واعتداءاتها، هو وحدة اللبنانيين، ومن اجل ذلك اكدنا ان لبنان بوحدته لن يستطيع احد ان يمرر أي مشروع تقسيمي او تفتيتي، يفرق بين أبناء الوطن الواحد"، مؤكدا "ان الرئيس عون يقوم بواجباته الدستورية على اكمل وجه، ولا شك اننا جميعا نلاحظ ما يقوم به في الداخل اللبناني، وما يقوم به ايضاً في اللقاءات العربية وغير العربية من اجل ان يكون لبنان حاضرا عربيا ودوليا".
اضاف : "نحن في لبنان لا يحمينا الا الالتفاف حول المؤسسات الدستورية، ووحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك، الذي نحن متمسكون به الى أبعد الحدود. كما أننا متمسكون بالدستور وإتفاق الطائف الذي انهى الحرب الدامية التي مر بها لبنان. ونعول عليكم الكثير لكي نجتاز هذه المرحلة الحساسة والدقيقة، لأن المواطنين متخوفون من تجدد الحرب "الإسرائيلية" على لبنان، كما نعول عليكم لكي تطمئنوا اللبنانيين."
عون: لبنان على مفترق طرق مفصلي
ورد الرئيس عون، متوجها في مستهل كلمته الى المفتين بالقول: "انا والمفتي دائما على إتصال، ونحن ننسق دائما مواقفنا. وأريد ان اثني على مواقف المفتي الوطنية الموضوعية والواقعية في الأزمة الأخيرة، وتنسيقه مع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى."
وتابع: "نحن امام مفترق طرق مفصلي وقد يكون مصيريا. وحدتنا وتعاوننا وتضامنا هم الاساس. وحدتنا هي الأساس لكي نواجه معا كافة التحديات من أي مكان أتت، لكي نضع لبنان على طريق الاستقرار والإزدهار. لكن للأسف بعضهم لا يملك حس المسؤولية، ويسعى الى تسويق جو عاطل جدا، ويصر على تسريب شائعات لا أساس لها. نحن جميعا، باستطاعتنا ان ننقذ لبنان ونواجه التحديات".
وختم بالقول: "أبقوا إيمانكم كبيرا بلبنان، فأنتم مفتو لبنان، وليس مفتيي السنة. علينا جميعا ان نتطلع الى مصلحة لبنان. طمئنوا اللبنانيين ان لبنان بخير ولا عودة الى لغة الحرب. وبوجود اشخاص بوعيكم وحسكم الوطني، انا مطمئن ان لبنان لن يذهب الا الى حالة الاستقرار والإزدهار. وبموضوع الإصلاحات انتم تتابعونها ونحن نسير بها والحكومة تعمل. والإنجازات التي قامت بها كثيرة لم نشهد مثلها منذ قرابة 15 سنة، وهذا بشهادة الأجانب. ولدينا خطوات، ولكن ليس لدينا عصا سحرية، إنما نحن نستغل الفرص الموجودة، وملف الفساد انا احمله وسائر به، لأن مشكلتنا الأساسية في لبنان هي الفساد وعدم المساءلة".
في عين التينة
وقال دريان بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري: "الرئيس بري كان متفائلاً جداً بأن الأوضاع سوف تتجه إلى الأفضل، مع أن الأجواء لدى الناس هم في حالة من التخوف، ولكن ما دام هناك وحدة موقف لبناني بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء في تقديم الجواب الواضح للمبعوث الأميركي، فنحن مطمئنون على أن الأمر اللبناني ممسوك من قبل الرؤساء الثلاثة".
وتابع: "الأمر المهم أيضاً ركزنا في هذه الجلسة على وحدة اللبنانيين، ونحن أيضاً نعمل مع كل المخلصين من مسؤولين وغير مسؤولين على أن تكون وحدة العيش الواحد بين اللبنانيين والوحدة الوطنية، هي أقوى سلاح للرد على ما يمكن أن تخطط له "إسرائيل" من تفتيت لبنان واستمرار الاعتداءات الصهيونية عليه. نحن في حالة تفاؤل كبير، وإن شاء الله الأمور ممسوكة في لبنان، وأن الأزمات التي قد تحصل من وقت إلى آخر لا يمكن أن تحل إلا بوحدة اللبنانيين" .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 11 دقائق
- الديار
المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: سنتعاون مع الحكومة "الإسرائيلية" بحسن نية في ما يخص مساعدات غزة، وبعض المساعدات دخلت غزة لكننا بحاجة إلى تسريع دخول المزيد.
Aa اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اشترك بنشرة الديار لتصلك الأخبار يوميا عبر بريدك الإلكتروني إشترك عاجل 24/7 22:07 هيئة البث "الإسرائيلية": رئيس الأركان أبلغ المجلس الوزاري المصغر أمس أن أهداف الحرب أصبحت متضاربة. 22:06 المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: الهدن المؤقتة غير كافية لإدخال المساعدات إلى سكان غزة فنحن بحاجة لوقف الحرب. 22:05 المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: سنتعاون مع الحكومة "الإسرائيلية" بحسن نية في ما يخص مساعدات غزة، وبعض المساعدات دخلت غزة لكننا بحاجة إلى تسريع دخول المزيد. 22:04 الخارجية الأميركية: اجتماع نيويورك بشأن حل الدولتين صفعة على وجه ضحايا 7 تشرين الأول ولن نشارك في هذه الإهانة، والمساعدات غير كافية حتى الآن وتركيزنا ينصب على زيادتها ووقف إطلاق النار وإنهاء المذبحة. 21:31 أكسيوس عن مصدر مطلع: ستارمر تحدث مع نتنياهو قبل ساعات من إصدار بيانه بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية. 21:29 ترامب تعليقا على تصريحات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية: الولايات المتحدة لا تنتمي إلى هذا المعسكر، وستارمر وماكرون يتبنيان الموقف ذاته بشأن "إسرائيل" وهذا لا يعني اتفاقي معهما.


سيدر نيوز
منذ 18 دقائق
- سيدر نيوز
زيارة الجزائر: الرئيس جوزاف عون يبدأ جولة رسمية لتعزيز العلاقات الثنائية
في خطوة دبلوماسية لافتة، وصل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون إلى الجزائر بعد ظهر اليوم، على رأس وفد رسمي، في مستهل زيارة الجزائر التي تستمر يومين، تلبية لدعوة من نظيره الجزائري الرئيس عبد المجيد تبون، في إطار مساعي تعزيز العلاقات اللبنانية الجزائرية على مختلف المستويات. 🇱🇧🇩🇿 مراسم الاستقبال الرسمي في مطار هواري بوميدين استُقبل الرئيس عون في مطار هواري بوميدين الدولي عند الساعة الرابعة بعد الظهر بتوقيت بيروت، حيث جرت له مراسم استقبال رسمية بالغة الأهمية، بدأت بإطلاق 21 طلقة مدفعية، تلتها مراسم عزف النشيدين الوطنيين للبنان والجزائر. واستعرض الرئيسان اللبناني والجزائري تشكيلة حرس الشرف من القوات البرية والجوية والبحرية، قبل أن يتوجها إلى القاعة الشرفية في المطار، ثم إلى مقر إقامة الرئيس عون في العاصمة الجزائرية. زيارة الجزائر: تأكيد على الروابط الأخوية في تصريح له من أرض المطار، عبّر الرئيس عون عن 'سعادته بزيارة الجزائر، هذا البلد الشقيق الذي لطالما وقف إلى جانب لبنان في مختلف المراحل الصعبة'. وأكد أن 'الزيارة تعبير عن عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين، وحرص مشترك على توسيع أطر التعاون الاقتصادي والثقافي والتربوي'. الجزائر إلى جانب لبنان في كل المحطات شدد الرئيس اللبناني على أن 'الجزائر كانت دوماً حاضرة إلى جانب لبنان، سواء في المحافل الدولية كمجلس الأمن خلال العدوان الإسرائيلي، أو من خلال الدعم المباشر بعد انفجار مرفأ بيروت، وتقديم مساعدات عاجلة، ودعم طلابي وأكاديمي'. ولفت إلى أن 'زيارة الجزائر تشكّل محطة مهمة في تعزيز التعاون العربي، حيث تمثل الجزائر عمقاً استراتيجياً للبنان في محيطه الإقليمي'. تتضمن زيارة الرئيس عون إلى الجزائر سلسلة لقاءات رسمية تشمل محادثات موسعة مع الرئيس تبون وكبار المسؤولين الجزائريين، تتمحور حول: توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري تعزيز الشراكة في مجالات التعليم والصحة والتكنولوجيا مناقشة القضايا الإقليمية والعربية المشتركة دعم التبادل الإعلامي والثقافي الوفد اللبناني والجزائري: تمثيل رفيع المستوى ضمّ الوفد اللبناني المرافق كلاً من: وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي وزير الإعلام بول مرقص الوزير السابق علي حميه العميد اندره رحال المستشار جان عزيز المستشارة روعة حاراتي المستشارة نجاة شرف الدين مدير الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا السفير اللبناني في الجزائر محمد حسن أما من الجانب الجزائري، فقد شمل الوفد: وزير الخارجية أحمد عطاف وزير الطاقة محمد عرقاب (الوزير المرافق) وزير الاتصال محمد مزيان مجموعة من المستشارين والديبلوماسيين لافتات ترحيبية في شوارع العاصمة عكست العاصمة الجزائرية حفاوة الاستقبال الرسمي والشعبي، حيث زُيّنت الطرقات بالأعلام اللبنانية والجزائرية، ورفعت لافتات ترحيبية بزيارة الرئيس عون، خصوصاً على امتداد الطريق من مطار بوميدين إلى مقر الإقامة.


الديار
منذ 41 دقائق
- الديار
الوطن بالتقسيط: جيل عم يشتري لبنان بالمتر... ويخسره بالهوية
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب بين المتر والذاكرة: ثمن الانتماء المفقود لم نعد نحلم بوطن. صار حلمنا مترًا واحدًا نلوذ به من التشرد، من التنكيل، من هويات لا تشبهنا. متر على الخريطة، نعلّق عليه أمننا، صورنا، حنيننا، وجواز سفر لا يحملنا. نشتري الشقة كأننا نشتري خلاصًا، لكننا نكتشف، متأخرين، أن الشقة لا تمنحك جنسية، ولا تحفظ وجعك. الملكية لا تعني انتماء، والدفاتر العقارية لا تعني وطنًا. نقسط الوطن. ندفع شهريًا ثمن الحنين، ونقابل الإيصالات بألم لا يُقسط. نكتب العنوان كاملاً، لكننا نسقط كلمة "وطن". الشقق التي لا تسكنها الأقدام لبنان، البلد الذي غادره أكثر من نصف شعبه، يحتفظ بعقاراتهم كأرشيف للأحلام المعلقة. وفق تقرير صادر عن وزارة الخارجية اللبنانية (2024)، يمتلك اللبنانيون في الخارج أكثر من 60% من الشقق السكنية في بيروت والمناطق الكبرى، لكن نسبة قليلة جدًا منهم تعود للسكن فيها. تقول ريم، شابة لبنانية مغتربة في باريس: "شقتنا في بيروت موجودة على الورق فقط. لم أزرها منذ سنوات، ولا أدري إن كنت سأعود يومًا". الشقة لم تعد منزلًا، بل وثيقة إثبات انتماء. كثيرون يملكون العنوان، لكن لا يملكون الذكريات. يبحثون في الإسمنت عن الجذور، وفي المفاتيح عن شعور الانتماء... فلا يجدونه. الهوية التي تتلاشى بين الشتات والذاكرة فقدان الهوية يزداد عمقًا مع كل جيل يُبعد نفسه عن الجذور. اللغة التي تربينا عليها تذوب بين لهجات الشتات، والأسماء التي حفظناها تصبح كلمات في دفاتر قديمة. يؤكد الدكتور وليد قيس، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية: "انفصال الشباب عن أرضهم وأهلهم يولّد أزمة وجودية تمحو الحلم وتشوه الهوية، ما يهدد مستقبل لبنان كدولة ومجتمع". وفي دراسة نُشرت عام 2025 بالتعاون بين الجامعة اللبنانية ومنظمة "لبنان في الشتات"، عبّر 72% من الشباب المغترب عن شعورهم بالانفصال عن وطنهم، وقال 60% منهم إن جواز السفر لا يُمثّل هويتهم. شهادات الغربة: حكايات بلا وطن من كندا إلى أستراليا، تتكرر القصص ذاتها عن وطن يُشترى بالمتر لكنه يذوب مع الوقت. يقول إلياس، مغترب في سيدني: "أملك شقة في لبنان، لكن لا أشعر أنني أنتمي. الجواز صورة فقط، أما الواقع مختلف". وتضيف سارة، مقيمة في نيويورك: "أتحدث إلى أولادي عن لبنان، فيسألونني: أين هو؟ هل الوطن مجرد خريطة؟" أما لينا، المقيمة في ميونخ، فتقول: "أحاول تعليم أولادي العربية، لكنهم لا يحبونها... يقولون لي: لا أحد يتحدث بها في مدرستنا". الشتات لا يعوض الروح. ولا ورقة رسمية تستطيع أن تصنع انتماءً. الهوية ليست حبرًا، بل إحساسٌ حيّ، يتآكل حين يُترك وحيدًا. بين الهجرة والاغتراب: الأسباب السياسية والاجتماعية الأزمة الاقتصادية، الانهيار السياسي، وغياب أي أفق للعدالة والفرص، كانت الدوافع المباشرة لهجرة الأجيال الجديدة. تقول الأستاذة ندى خوري، خبيرة في شؤون الهجرة: "غياب الاستقرار السياسي والاقتصادي يدفع الشباب للبحث عن حياة كريمة في الخارج، ما يضع لبنان أمام تحدٍ كبير للحفاظ على هويته المجتمعية". يُقدّر الأمن العام اللبناني أن أكثر من 200,000 شاب وشابة غادروا البلاد خلال الأعوام الثلاثة الماضية، معظمهم من أصحاب الكفاءات، تاركين خلفهم فراغًا إنسانيًا وثقافيًا يصعب ترميمه. هل الوطن حاضر في عيون شبابنا؟ بحسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "صدى الشباب" عام 2025، قال أكثر من 70% من الشباب اللبناني في الخارج إنهم لا يشعرون بالانتماء الكامل لوطنهم. وفي الداخل، عبّر معظم الشباب عن فقدان الثقة بالدولة وبالمستقبل، ما ولّد اغترابًا نفسيًا عميقًا، حتى وهم على أرض الوطن. اليوم، الوطن بالنسبة للكثيرين ليس مكانًا يُعاش، بل وثيقة تُرفق في ملف، أو عنوان يُكتب في طلب تأشيرة. كيف نعيد الوطن إلى القلب؟ استعادة الوطن لا تبدأ بامتلاك عقار أو بحيازة جواز سفر. إنها تبدأ من اللغة، من الذاكرة، من إعادة الاعتبار للمكان الذي ولدنا فيه. يجب أن تتحوّل البرامج الثقافية والتعليمية إلى جسر إنقاذ... قبل أن يصبح الشتات هو الوطن. ينبغي على الدولة، والمؤسسات التربوية، ووسائل الإعلام، أن تطلق مبادرات تربط الشباب بجذورهم، تقرّبهم من تاريخهم، وتمنحهم فرصة للمشاركة في صياغة مستقبل بلدهم. دعوة إلى العمل: استعادة الحلم اللبناني على الدولة اللبنانية أن تضع استراتيجية وطنية حقيقية تعيد الشباب إلى وطنهم، ليس فقط على الورق، بل في الحياة اليومية. عبر توفير فرص عمل، تعزيز جودة التعليم، وحماية الهوية الثقافية، نستطيع أن نزرع شعور الانتماء من جديد. المجتمع المدني بدوره، مطالب بإطلاق حملات تستعيد اللغة، الذاكرة، والكرامة. أما الإعلام، فعليه أن يكون صدى لهذا الجرح العميق... وأن يرافق الحلم لا الغربة. خاتمة: الوطن ليس شقة... بل إحساس الوطن ليس مجرد شقة تُشترى أو تُؤجّر، ولا جواز سفر يُجدّد عند اللزوم. الوطن هو ذاكرة تُروى، وهوية تُصان، وحنين لا يُقسط. لن نعيد الوطن إلا عندما نعيد أنفسنا إليه. حين نعلّم أبناءنا اسمه، نغرس فيهم لغته، ونعطي للانتماء معنى يتجاوز حدود الورق. لأن الوطن لا يُشترى... لكنّه قد يُنسى.