
روسيا تستعد لخفض الانفاق وزيادة الضرائب بضغط الإنفاق الحربي
ونفى الرئيس فلاديمير بوتين كون الحرب تدمر الاقتصاد الروسي، لكن العجز في الميزانية يتسع مع تزايد الإنفاق، في حين تتراجع الإيرادات من النفط والغاز جراء العقوبات الغربية.
ولم تؤد محادثات طال انتظارها بين بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا الأسبوع الماضي إلى وقف لإطلاق النار، الأمر الذي منح موسكو، التي تفضل التحرك مباشرة نحو تسوية سلمية، دفعة استراتيجية، لكنه أربك حساباتها فيما يتعلق بالإنفاق.
وينكمش الاقتصاد الروسي، مع تحذير بعض المسؤولين من مخاطر الركود، ورغم أن أسعار الفائدة بدأت في الانخفاض من أعلى مستوياتها في 20 عاما، فقد اتسع عجز الموازنة إلى 4.9 تريليون روبل (61 مليار دولار)، مما يشير إلى أن روسيا ستواجه صعوبة في الوفاء بالتزاماتها الحالية ومواصلة تمويل الحرب بالوتيرة الحالية.
وقال أناتولي أرتامونوف، رئيس لجنة الميزانية في مجلس الاتحاد في أواخر يوليو تموز "نظرا للتقديرات الأكثر تشاؤما للمؤشرات الاقتصادية والتراجع في عائدات النفط والغاز، فسيتعين علينا البدء بشكل عاجل في تعزيز المالية العامة".
وتضاعف إنفاق الميزانية تقريبا من حيث القيمة الاسمية منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير شباط 2022، وهي زيادة مالية كبيرة عززت التضخم وأجبرت البنك المركزي على رفع أسعار الفائدة إلى 21 بالمئة، مما أدى إلى ارتفاع حاد في تكاليف الاقتراض للشركات.
ومن المتوقع أن يبلغ الإنفاق الإجمالي على الدفاع والأمن القومي 17 تريليون روبل في عام 2025، وهو أعلى مستوى منذ الحرب الباردة، وهو ما يمثل 41 بالمئة من إجمالي الإنفاق ويجعل قطاع الدفاع المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي مع انخفاض الناتج الاقتصادي غير العسكري.
وقال بوتين في يونيو حزيران إن روسيا تعتزم خفض الإنفاق العسكري، لكن المسؤولين لا يزالون يتوقعون زيادته في الفترة الراهنة.
وقال أرتامونوف "لا يمكننا خفض الإنفاق على الدفاع... وعلى الأرجح سوف نضطر إلى زيادته".
وتتضمن ميزانية 2025، التي سيجري تقديمها في سبتمبر أيلول، إنفاقا على الدفاع والأمن بنسبة ثمانية بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، لكن مصدرا حكوميا روسيا قال إن الرقم الفعلي أعلى قليلا.
وأضاف المصدر أنه لن يكون هناك خفض في الإنفاق الدفاعي في عام 2026، لكن من الممكن حدوث ذلك عام 2027 إذا توقفت الأعمال القتالية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

موجز 24
منذ ساعة واحدة
- موجز 24
محكمة في نيويورك تلغي حكما بتغريم ترامب نصف مليار دولار
بعد خمسة أشهر من الحكم عليه بدفع غرامة تقارب نصف مليار دولار بتهمة الاحتيال التجاري، ألغت محكمة استئناف في نيويورك، اليوم الخميس، الحكم المدني ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة تُمثل هزيمة للمدعية العامة ليتيتيا جيمس، التي رفعت الدعوى. وأصدر القاضي آرثر إنجورون، حكمًا فبراير الماضي، بعد محاكمة مدنية استمرت ثلاثة أشهر، وجد فيه أن ترامب وشركته بالغوا بشكل احتيالي في تقدير قيمة أصولهم وممتلكاتهم للحصول على قروض وصفقات بشروط أفضل. وأشار القاضي إلى أمثلة مثل تضخيم مساحة شقة ترامب الفاخرة، وتقييم منتجع 'مارالاجو' بشكل مبالغ فيه. وخلال حكمه، وصف القاضي سلوك ترامب بأنه 'فاقد لأي ندم أو اعتراف بالخطأ'، وألزم ترامب بدفع غرامة تجاوزت 454 مليون دولار، ارتفعت مع الفوائد إلى أكثر من 480 مليون دولار. لطالما اعتبر ترامب القضية 'مسيسة'، مؤكدًا أنه 'رجل بريء' وأن 'الضحايا المزعومين' كانوا أطرافًا مالية متمرسة استفادت من صفقاتها معه. واستند محاموه في استئنافهم إلى أن المدعية العامة تجاوزت فترة التقادم وأساءت تطبيق القانون. وخلال جلسة استماع، سبتمبر، أبدى بعض قضاة محكمة الاستئناف تفهمًا لحجج ترامب، إذ تساءلوا حول ضخامة الحكم وطريقة تطبيق قانون الاحتيال. يُذكر أن ترامب لا يزال مُدينًا بأكثر من 550 مليون دولار في ثلاثة أحكام مدنية أخرى، من ضمنها حكمان يتعلقان بقضايا تشهير وتحرش جنسي.


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
نهاية حرب أوكرانيا.. حلم قريب أم وهم جديد ؟!
في السياسة كما في الحروب، لا تكفي الصورة لتروي الحقيقة. صورة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب جالساً إلى جانب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وحول الطاولة قادة أوروبيون يتبادلون النظرات والابتسامات الدبلوماسية، بدت كأنها لوحة عن انسجام غربي كامل. لكن خلف العدسات كانت المعادلات أعقد بكثير: وقف نار يلوح في الأفق ثم يتبخر، ضمانات أمنية تطرح من دون أن تجد صيغة مقبولة، وحرب ما زالت تفرض إيقاعها على الجميع. من هنا يثار السؤال: هل كان الاجتماع بداية مسار نحو نهاية الحرب، أم مجرد محطة عابرة في نزاع لم يقل كلمته الأخيرة بعد؟ وحدة ظاهرية أم رسائل مبطنة؟ على طاولة الاجتماعات، ظهرت تباينات واضحة بين القوى الغربية؛ الأوروبيون يدفعون باتجاه وقف نار سريع لتخفيف الضغط الاقتصادي ووقف موجة اللاجئين، بينما تركز الإدارة الأمريكية على صياغة ضمانات إستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى الحدِّ من نفوذ موسكو مستقبلاً. وهذا ما يفسر اللغة المزدوجة التي اعتمدها ترمب، إذ شدد على ضرورة الضغط على بوتين للانخراط في تسوية، لكنه لم يتردد في مطالبة أوكرانيا بإبداء «مرونة». هذه المرونة قد تُقرأ أوروبياً كخطوة تكتيكية، لكنها عند موسكو قد تفسر كإشارة إلى استعداد الغرب لفتح الباب أمام مقايضات إقليمية. وهنا تكمن أهمية متابعة التطورات: كل موقف أو كلمة قد تغير ديناميكية التفاوض بأثر ملموس على الأرض. عقدة الضمانات الأمنية منذ اللحظة الأولى للحرب، ظل مطلب كييف واضحاً: لا تسوية بلا مظلة أمنية صلبة. بالنسبة لزيلينسكي أي اتفاق من دون ضمانات مكتوبة وملزمة ليس سوى هدنة مؤقتة تستخدمها روسيا لإعادة التموضع. واشنطن تعرض دعماً عسكرياً وتمويلياً طويل الأمد، لكنها لا تريد التزاماً مباشراً بنشر قوات أو الدخول في معاهدة دفاع جماعي. الأوروبيون من جهتهم، يحاولون بلورة صيغة بينية: شراكة أمنية- اقتصادية تضع أوكرانيا تحت رعاية غربية عملية، لكن من دون استفزاز صريح لموسكو. أما الكرملين فيرى في أي ضمانات تمنح لكييف مجرد باب خلفي لتوسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، هكذا تتحول الضمانات إلى عقدة مفصلية: هل يمكن صياغة إطار أمني يرضي كييف ولا يستفز موسكو في آن؟ سؤال لا يزال بلا إجابة. تفاؤل أوروبي يصطدم بالواقع التفاؤل الأوروبي بوقف نار تمهيدي يصطدم يومياً بالواقع الميداني. فبينما كانت الوفود تجتمع في واشنطن، كانت الهجمات الروسية على المدن مستمرة، مستهدفة البنى التحتية الحيوية. الرسالة واضحة: موسكو تفاوض من دون أن تكف عن القتال. زيلينسكي أعلن مراراً أنه لن يقبل بوقف نار يجمد خطوط التماس من دون جدول زمني للانسحاب الروسي أو على الأقل آلية مراقبة دولية صارمة. بالنسبة إليه، أي وقف نار غير مشروط يعني ترسيخ احتلال الأمر الواقع. هنا يظهر الفارق بين الحلم والأوهام: الحلم أن ينتهي النزيف، والوهم أن يتحقق ذلك من دون ضمانات سياسية وأمنية. الميدان يحكم: من يفاوض من موقع قوة؟ الحرب دخلت مرحلة استنزاف قاسية. الجبهات شبه ثابتة منذ أشهر، الخسائر تتزايد، والقدرات الاقتصادية للطرفين تتعرض لضغط هائل. روسيا تراهن على عامل الوقت: ارتفاع أسعار الطاقة، تعب الرأي العام الغربي، وتآكل قدرة كييف على مواصلة الحرب بلا دعم خارجي متواصل. في المقابل، أوكرانيا تراهن على استمرار تدفق السلاح والمال، وعلى أن ينجح الغرب في إبقاء بوتين تحت حصار اقتصادي وعسكري يمنعه من تحقيق انتصار حاسم. لكن السؤال يبقى: من يملك ترف رفض التسوية؟ روسيا التي لا تريد أن تبدو مهزومة، أم أوكرانيا التي لا تستطيع التنازل عن سيادتها؟ قادم الأيام.. أسئلة استشرافية الحرب لم تضع أوزارها بعد. الدبلوماسية أعادت فتح النوافذ لكنها لم تفتح الأبواب. الضمانات الأمنية لا تزال عقدة، ووقف النار مؤجل، والميدان لا يمنح أي طرف أفضلية قاطعة. ما يجعل مستقبل الحرب في أوكرانيا مفتوحاً هو سلسلة من المتغيرات الحرجة: إذا قررت موسكو تصعيد العمليات في الجنوب، كيف ستتغير موازين التفاوض؟ هل تستطيع كييف الاستمرار بلا دعم غربي طويل الأمد، وماذا يعني ذلك لمستقبل الحرب؟ وإذا فشل أي اتفاق، هل تتحول أوكرانيا إلى حالة صمت المدافع الممتدة لسنوات، تاركة أوروبا أمام واقع أمني جديد ومعقد؟ ويبقى السؤال الأبرز: هل ستنجح الدبلوماسية هذه المرة في تحويل التوتر إلى تسوية قابلة للحياة، أم أن الأيام القادمة ستشهد استمرار النزاع في شكل جديد، حيث تبقى الحدود بين الانتصار والهزيمة ضبابية، ولا أحد يملك مفتاح نهاية المعركة؟ أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
شركة أوكرانية ناشئة تُطوّر طائرات مسيّرة وصواريخ بعيدة المدى لنقل المعركة إلى روسيا
عندما هاجمت طائرة مسيّرة أوكرانية الصنع مستودع ذخيرة، في روسيا، سبتمبر (أيلول) الماضي، برهنت على تصميم كييف على شنّ هجمات عميقة خلف خطوط العدو، وعلى براعة صناعتها الدفاعية. كانت هذه اللحظة مُرضية بشكل خاص للمسؤولة عن تصنيع الطائرات المسيَّرة التي قطعت أكثر من 1000 كيلومتر (620 ميلاً) لتنفيذ هذه المهمة. بعد أشهر، لم تعد روسيا تملك الوسائل اللازمة لمواصلة الهجمات المدمرة بالقنابل الانزلاقية، كتلك التي استهدفت للتو مدينتها، خاركيف. ووفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، قالت إيرينا تيريخ، رئيسة الإنتاج في شركة «فاير بوينت»: «القتال الجوي هو ميزتنا الحقيقية الوحيدة غير المتكافئة في ساحة المعركة حالياً. ليس لدينا ما يكفي من القوى العاملة أو المال مقارنةً بهم». تحدثت تيريخ، وهي تفحص عشرات «الطائرات المسيرة الموجهة للضربات العميقة»، التي خرجت مؤخراً من خط التجميع، والتي ستستخدمها القوات الأوكرانية قريباً لمهاجمة مستودعات الأسلحة ومصافي النفط وأهداف أخرى حيوية لآلة الحرب والاقتصاد في الكرملين. بدافع من معركتها الوجودية ضد روسيا، والمساعدة العسكرية المحدودة من الحلفاء الغربيين، أصبحت أوكرانيا بسرعة مركزاً عالمياً للابتكار الدفاعي. الهدف مضاهاة قدرات روسيا، إن لم يكن التفوق عليها، والتي عُرضت بوحشية يوم الخميس، وشركة «فاير بوينت» هي إحدى الشركات الرائدة في هذا المجال. حصلت وكالة «أسوشييتد برس» على نظرة حصرية داخل واحد من عشرات المصانع السرية التابعة لشركة «فاير بوينت». في مستودع مترامي الأطراف، حيث كانت موسيقى الروك تصدح، استعرض المسؤولون التنفيذيون طائراتهم المسيرة المتفجرة المميزة من طراز «FP-1»، التي يمكنها السفر لمسافة تصل إلى 1600 كيلومتر (994 ميلاً). كما أعلنوا علناً لأول مرة عن صاروخ «كروز» يطورونه، قادر على قطع مسافة 3000 كيلومتر (1864 ميلاً)، ويأمل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن يتم إنتاجه بكميات كبيرة بحلول نهاية العام. حتى مع ضغط الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لإنهاء الحرب التي استمرت 3 سنوات ونصف السنة، وتلميحه إلى احتمال دعم الولايات المتحدة لضمانات أمنية شبيهة بحلف «الناتو»، يقول مسؤولو الدفاع الأوكرانيون إن بلادهم عازمة على أن تصبح أكثر اكتفاءً ذاتياً في ردع روسيا. قال أرسين زوماديلوف، رئيس وكالة شراء الأسلحة في البلاد: «نعتقد أن أفضل ضمان لنا هو عدم الاعتماد على إرادة شخص ما لحمايتنا، بل قدرتنا على حماية أنفسنا». تشتري حكومة أوكرانيا الآن أسلحة بقيمة 10 مليارات دولار سنوياً من الشركات المصنَّعة المحلية. ويقول المسؤولون إن الصناعة لديها القدرة على بيع ثلاثة أضعاف هذه الكمية، ويعتقدون أن المبيعات إلى الحلفاء الأوروبيين يمكن أن تساعدها على الوصول إلى هذه الإمكانية في غضون سنوات. جاء ابتكار الطائرات من دون طيار بدافع الضرورة، مثل معظم شركات الدفاع في أوكرانيا، حيث نشأت شركة «فاير بوينت» بدافع الضرورة بعد الغزو الروسي الشامل عام 2022. وعلى الرغم من مناشدات المسؤولين العسكريين الأوكرانيين، لم تكن الدول الغربية مستعدة للسماح لكييف باستخدام أسلحة حلفائها بعيدة المدى لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية. وعندها، انطلقت مجموعة من الأصدقاء المقربين، والخبراء من مختلف المجالات، لإنتاج كميات كبيرة من الطائرات من دون طيار منخفضة التكلفة، تضاهي قوة طائرات «شاهد» إيرانية الصنع التي أطلقتها روسيا على أوكرانيا بعواقب وخيمة. تحدث مؤسسو الشركة مع وكالة «أسوشيتد برس»، بشرط عدم كشف هوياتهم حرصاً على سلامتهم وأمن مصانعهم. ومن خلال تجميع المعرفة من البناء وتصميم الألعاب والهندسة المعمارية، توصل مؤسسو الشركة، الذين لم تكن لديهم أي خبرة في مجال الدفاع، إلى تصميمات جديدة للطائرات من دون طيار يمكنها الطيران لمسافات أبعد، والضرب بدقة أكبر من معظم المنتجات الموجودة بالفعل في السوق. وكان لطائراتهم من دون طيار بعيدة المدى ميزة أخرى: لم تكن بحاجة إلى الإقلاع من مطار. عندما عُيّنت تيريخ، وهي مهندسة معمارية، في صيف عام 2023، كان هدفها إنتاج 30 طائرة من دون طيار شهرياً. أما الآن، فتُنتج الشركة ما يقارب 100 طائرة يومياً، بتكلفة 55 ألف دولار للطائرة الواحدة. تبدو طائرة «FP-1» أشبه بمشروع علمي مُصنّع على عجل أكثر من كونها طائرة جاهزة للانطلاق من خطوط إنتاج أكبر شركات الدفاع في العالم. وقالت: «لقد أزلنا أشياءً براقةً غير ضرورية». لكن طائرة «FP-1» أثبتت فعاليتها الفائقة في ساحة المعركة. بحمولتها من المتفجرات التي تزن 60 كيلوغراماً (132 رطلاً)، فهي مسؤولة عن 60 في المائة من الضربات في عمق الأراضي الروسية، بما في ذلك ضربات على مصافي النفط ومستودعات الأسلحة، وفقاً لتيريخ. وقد ساعدت هذه الضربات في إبطاء تقدم روسيا على خط المواجهة الذي يبلغ طوله 1000 كيلومتر (620 ميلاً) في شرق أوكرانيا، حيث أفادت وحدات الجيش بانخفاض حاد في نيران المدفعية. قال كلود شينويل، المسؤول العسكري الفرنسي السابق الذي يعمل الآن في مجموعة تجارية تُركز على الدفاع: «أعتقد أن أفضل الطائرات من دون طيار، أو من بين الأفضل، هي الطائرات الأوكرانية». وأضاف: «عندما تنتهي الحرب في أوكرانيا، فستُغرق السوق». قصة «فاير بوينت» ليست فريدة تماماً؛ فبعد غزو روسيا عام 2022 بفترة وجيزة، ظهرت مئات الشركات الدفاعية بين عشية وضحاها تقريباً. حفّزت الحكومة الأوكرانية الابتكار من خلال تخفيف اللوائح وتسهيل عمل الشركات الناشئة مباشرةً مع الألوية العسكرية. قام رواد أعمال وطنيون في مجالات المعادن والبناء وتكنولوجيا المعلومات ببناء مرافق لأبحاث وتصنيع الأسلحة والذخائر، مع التركيز على الطائرات بدون طيار. أتاحت لهم الحرب الدائرة اختبار أفكارهم فوراً تقريباً في ساحة المعركة، والتكيُّف بسرعة مع تكتيكات روسيا المتغيرة. قال رائد الأعمال الأوكراني في مجال الدفاع ياروسلاف أجنوك: «تمر أوكرانيا الآن بلحظة فريدة من نوعها، حيث أصبحت، بحكم الواقع، وادي السيليكون للدفاع». وأضاف: «إن أكبر رصيد استراتيجي لدينا هو أننا في حالة حرب مع روسيا منذ 11 عاماً». مثال على ذلك: حصلت شركة «فاير بوينت» في البداية على معدات ملاحية لطائراتها من دون طيار من شركة غربية كبرى، ولكن سرعان ما تمكنت روسيا من تعطيل فعاليتها باستخدام الحرب الإلكترونية؛ لذلك طورت «فاير بوينت» برنامجها الخاص للتفوق على العدو بذكاء. نظراً لأن شركات الدفاع تُعدّ أهدافاً عالية القيمة بالنسبة لروسيا، فإن العديد منها يعمل تحت الأرض أو مختبئاً داخل مراكز مدنية لتجنُّب الكشف. على الرغم من أنها محمية بالدفاعات الجوية، فإن هذه الاستراتيجية لها عيب تعريض المدنيين للخطر؛ فقد لقي العديد من الأوكرانيين حتفهم في هجمات روسية غير دقيقة كانت تستهدف على الأرجح منشآت الأسلحة. وقال رواد الأعمال إن البديل هو العمل بشكل علني ومواجهة هجمات من شأنها أن تعيق المجهود الحربي. إمدادات الطائرات من دون طيار لا تدوم طويلاً؛ في اليوم الذي زار فيه مراسلو وكالة «أسوشييتد برس» مصنع «فاير بوينت»، كانت هناك العشرات من الطائرات من دون طيار تنتظر التسليم. ستختفي جميعها في غضون 72 ساعة، حيث يتم شحنها إلى ساحة المعركة في شاحنات بضائع غير ظاهرة. يتلقى فريق «فاير بوينت» تعليقات منتظمة من وحدات الجيش، وقد أعادت الشركة استثمار معظم الأرباح في الابتكار بسرعة لمواكبة صانعي الطائرات من دون طيار الآخرين. ويتم توجيه هذه الأرباح بشكل متزايد لتطوير سلاح جديد أكثر فعالية. وحتى مع سعي زيلينسكي ومسؤولين أوكرانيين آخرين لإنهاء الحرب، قالت تيريخ إنها متشككة في أن روسيا ستقبل بشروط سلام حقيقي. «نحن نستعد لحرب أكبر وأكثر رعباً».