logo
دراسة: الشمبانزي والغوريلا اعتادت تناول فاكهة متخمرة تحتوي على الكحول

دراسة: الشمبانزي والغوريلا اعتادت تناول فاكهة متخمرة تحتوي على الكحول

اكتشف باحثون من جامعتي سانت أندروز الأسكتلندية، ودارتموث الأميركية، أن حيوانات الشمبانزي والغوريلا دأبت منذ ملايين السنين على تناول فاكهة متخمرة تحتوي على كميات ضئيلة من الكحول.
وأفادت دراسة نشرتها دورية "بايوساينس"، الخميس، بأن هذا السلوك الغذائي الغريب لعب دورًا في تشكيل العلاقات الاجتماعية للقردة، وربما ساهم في تطور قدرة الإنسان المبكرة على استقلاب الكحول، بل وحتى في ظهور بعض جوانب ثقافة الشرب الجماعي المعروفة اليوم.
واستقلاب الكحول هو العملية التي ينفذها الجسم للتخلص من الكحول، وتبدأ في الجهاز الهضمي حيث يتم امتصاص الكحول في مجرى الدم، ثم ينتقل الكحول إلى الكبد، حيث يتم تحويله إلى مواد أقل سمية قبل أن يتم التخلص منه من الجسم.
لطالما لاحظ العلماء أن القردة تأكل الفاكهة الناضجة، لكن هذا البحث هو الأول من نوعه الذي يُظهر أن جمع الفاكهة المتساقطة على الأرض - وغالبًا ما تكون بدأت التخمر - هو سلوك شائع ومتكرر لدى الشمبانزي والغوريلا، وأن هذا السلوك ليس مجرد تكيف غذائي، بل يحمل أبعادًا اجتماعية وبيولوجية عميقة.
وقالت المؤلفة الأولى للدراسة، كاثرين هوبيتر، الباحثة في جامعة سانت أندروز: "نميل كبشر إلى شرب الكحول في مناسبات اجتماعية، سواء مع الأصدقاء أو في الولائم. والسؤال الآن هو هل يشترك معنا الشمبانزي في ذلك على نحوٍ ما؟ وهل تؤثر هذه العادة في تشكيل علاقاتهم الاجتماعية؟".
تتغير الفاكهة بعد حدوث التخمر؛ فعند سقوطها على الأرض وتركها بضعة أيام، تبدأ عملية التخمر الطبيعية بفعل الخمائر والبكتيريا، ما يؤدي إلى تشكل كميات ضئيلة من الكحول فيها؛ ووجد الباحثون أن الشمبانزي يستهلك هذه الفاكهة بانتظام، ولا بشكل عرضي كما كان يُعتقد سابقًا؛ والأهم أن هذا السلوك ليس موجودًا لدى الأورانجوتان (إنسان الغاب)، وهو ما أثار فضول الباحثين للغوص في البعد الوراثي للقضية.
وكشفت الدراسة عن وجود طفرة جينية فريدة لدى القردة الإفريقية -الشمبانزي والغوريلا وحتى البشر- تُمكنها من استقلاب الكحول بكفاءة تفوق باقي الرئيسات بنحو 40 مرة.
وربما كانت هذه الطفرة، التي تعود إلى نحو 10 ملايين سنة، حاسمة في تمكين أسلاف البشر من الاستفادة من مصادر غذائية جديدة، كالفاكهة المتخمرة، دون الإصابة بالتسمم أو فقدان التوازن.
طفرة جينية قديمة
وتعرف الطفرة باسم طفرة إنزيم "كحول نازعة الهيدروجين" وهو أحد الإنزيمات المسؤولة عن استقلاب الكحول في الكبد، ويلعب دورًا مهمًا في تفكيك الإيثانول إلى مركّبات أقل سمّية يمكن للجسم التعامل معها.
يتميز هذا الإنزيم عن غيره بأنه يعمل بكفاءة في البيئة الحمضية الموجودة في المعدة وليس فقط في الكبد، ويُعتقد أنه يؤدي دورًا أوليًا في تكسير الكحول قبل امتصاصه في الدم.
ويقول الباحثون إن نسخة ADH7 الموجودة لدى القرود الإفريقية، والبشر، تحمل طفرة جينية قديمة تزيد من فعالية الإنزيم بنحو 40 ضعفًا مقارنة بالرئيسات الأخرى، ما يمنحها قدرة متقدمة على استقلاب الكحول.
ويقول الباحثون إن هذه الطفرة لعبت دورًا تطوريًا مهمًا، إذ مكّنت أسلاف الإنسان من الاستفادة من الفاكهة المتخمرة دون التعرض للتسمم، وهو ما قد يكون ساهم في توسيع النظام الغذائي، وتعزيز فرص البقاء، وربما تشكيل بعض السلوكيات الاجتماعية المرتبطة بالاستهلاك الجماعي لهذه المصادر السكرية.
وأشار المؤلف المشارك في الدراسة، ناثانيال دوميني، الباحث في جامعة دارتموث: "قد يبدو غريبًا أن نسأل لماذا نحن بارعون في استقلاب الكحول، لكن الجواب ربما يكمن في هذه العادة القديمة من التغذي على فاكهة بدأت في التخمير، والتي شكّلت عنصرًا غذائيًا محوريًا لأسلافنا".
واعتبرت الدراسة أن عادات الإنسان المعاصر في احتساء الكحول، خصوصًا ضمن سياقات اجتماعية، ليست جديدة أو مبتكرة، بل ربما تكون امتدادًا لسلوكيات أقدم بكثير.
ويقول الباحثون إن مشهد الأصدقاء وهم يتشاركون كأسًا من الخمر في مساء صيفي ليس بعيدًا، بيولوجيًا وثقافيًا، عن مشهد شمبانزيين يتقاسمان فاكهة متخمرة تحت ظلال الغابة الاستوائية.
وأوضحت هوبيتر: "قد نكون ورثنا ميلنا للاحتفال الجماعي من أسلافنا الذين تقاسموا الفاكهة المتخمرة قبل 10 ملايين سنة".
لكن؛ السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا يفتقر الأورانجوتان لهذا السلوك؟ الجواب يكمن، كما يبدو، في البيئة والغذاء؛ إذ يعيش الأورانجوتان في بيئات أكثر عزلة، ويقضي وقتًا أطول في الأشجار مقارنة بالشمبانزي الذي يتحرك كثيرًا على الأرض، ما يسهّل له الوصول إلى الفاكهة الساقطة.
بالإضافة إلى ذلك، لم تظهر لدى الأورانجوتان الطفرة الجينية التي تُعزز من قدرته على استقلاب الكحول، ما يجعله أكثر عرضة للتسمم إذا تناول هذه الفاكهة.
غذاء وأشياء أخرى
يرى الباحثون أن تناول الفاكهة المتخمرة قد لا يكون فقط من أجل الغذاء، بل ربما لعب دورًا في تعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجموعة، فكما أن البشر يستخدمون المشروبات الكحولية لتقوية العلاقات أو خفض التوتر الاجتماعي، ربما تكون الفاكهة المتخمرة أدت غرضًا مشابهًا في مجتمعات القرود.
ويخطط الفريق البحثي في الخطوة التالية لدراسة مدى تأثير هذا النوع من التغذية على البنية الاجتماعية للشمبانزي، وهل يرتبط هذا السلوك بلحظات محددة من التفاعل الاجتماعي؟ وهل تتشاركه الأمهات مع صغارهن، أم هو حكر على البالغين؟
فروق جوهرية بين الأورانجوتان والشمبانزي
الذكاء والسلوك
الشمبانزي:
أكثر تعاونًا واجتماعيًا.
يستخدم الأدوات بكثرة كالحجارة والملاعق والعصي.
يعيش في جماعات هرمية وتحدث صراعات وتحالفات.
الأورانجوتان:
ذكي جدًا لكنه أكثر انعزالًا.
يستخدم أدوات أيضًا، ولكن بشكل أقل تعاونًا.
يعيش غالبًا بشكل فردي، خصوصًا الذكور.
الموطن الطبيعي
الشمبانزي: الغابات الاستوائية في إفريقيا، من غرب إلى وسط القارة.
الأورانجوتان: الغابات المطيرة في جنوب شرق آسيا مثل جزيرتا بورنيو وسومطرة فقط.
الحمض النووي والعلاقة بالإنسان
الشمبانزي: الأقرب وراثيًا للإنسان ويشترك معه في نحو 98.8% من الجينات.
الأورانجوتان: أقل قرابة من الشمبانزي، لكنه ما يزال قريبًا جدًا بنحو 97% تشابه جيني.
الشكل الجسدي
الشمبانزي: أصغر حجمًا وأطرافه متناسبة أكثر مع جسمه وحركته أكثر رشاقة، ويقدر على المشي أحيانًا على قدمين.
الأورانجوتان: أكبر حجمًا خصوصًا الذكور وذراعيه طويلتان جدًا مقارنة بجسمه ويتحرك ببطء ويقضي أغلب وقته على الأشجار.
السلوك الاجتماعي
الشمبانزي: يعيش في مجموعات تصل إلى 100 فرد أو أكثر.
الأورانجوتان: يميل للانفراد؛ الأم تصحب صغارها فقط.
النظام الغذائي
كلاهما نباتي بشكل رئيسي، لكن:
الشمبانزي: يأكل أحيانًا اللحم ويصطاد قرودًا صغيرة مثل الكولوبوس.
الأورانجوتان: يركز أكثر على الفواكه، ويأكل لحاء الأشجار والبيض أحيانًا.
الصوت والتواصل
الشمبانزي: أكثر صخبًا وتنوعًا في الأصوات.
الأورانجوتان: يصدر "نداءً طويلًا" مميزًا، يستخدمه الذكور للسيطرة على المنطقة.
يرى كثير من العلماء أن القدرة على استغلال مصادر غذائية غير تقليدية - مثل الفاكهة المخمرة - كانت جزءًا أساسيًا من نجاح البشر كنوع بيولوجي، ففي بيئات قليلة الموارد، ربما تكون الفاكهة المتخمرة، رغم ندرتها، مصدرًا ثمينًا للطاقة.
كما أن هذه القدرة على التعامل مع الكحول بكفاءة ربما ساهمت في دعم أنماط حياة أكثر تنقلاً، إذ لا تشكل هذه الفاكهة خطرًا كبيرًا على الصحة، على عكس ما قد تكون عليه الحال عند الرئيسات الأخرى.
يأمل فريق البحث أن تفتح هذه النتائج الباب أمام أبحاث أوسع في العلاقة بين السلوك الغذائي والتطور الاجتماعي، وربما تساعد في إعادة النظر في النظريات المتعلقة بكيفية تطور القدرات الإدراكية والاجتماعية لدى الإنسان، بما في ذلك الاحتفال والطعام المشترك والرمزية المرتبطة بهما.
وقد تبدو الفكرة غريبة، لكنها مدعومة بأدلة جينية وسلوكية وفنية وتاريخية؛ فقصة الإنسان مع الكحول لم تبدأ بعد اكتشاف التخمر؛ بل مع تقاسم فاكهة ناضجة متخمرة على أرض غابة إفريقية قبل ملايين السنين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دراسة: فحوصات سرطان القولون تعزز الكشف المبكر وتنقذ الأرواح
دراسة: فحوصات سرطان القولون تعزز الكشف المبكر وتنقذ الأرواح

عكاظ

timeمنذ 3 ساعات

  • عكاظ

دراسة: فحوصات سرطان القولون تعزز الكشف المبكر وتنقذ الأرواح

شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في فحوصات سرطان القولون والمستقيم بين البالغين في أواخر الأربعينيات، مدفوعة بتغييرات كبيرة في الإرشادات الوطنية للفحص المبكر، ففي عام 2018، خفّضت الجمعية الأمريكية للسرطان (ACS) سن الفحص الموصى به إلى 45 عاماً بدلاً من 50، وتبعتها هيئة الخدمات الوقائية الأمريكية في 2021، مما دفع شركات التأمين والأطباء إلى تبني هذه التوصية للكشف المبكر عن هذا المرض الخطير. وبحسب موقع «only my health»، أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية زيادة بنسبة 62% في فحوصات سرطان القولون بين الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 45 و49 عاماً من 2019 إلى 2023. وتوصلت الدراسة إلى أن التشخيص المبكر لسرطان القولون في مراحله الأولى ارتفع بنسبة 50% خلال عام واحد (2021-2022)، مما سهّل العلاج وحسّن النتائج بشكل كبير. ويُعد سرطان القولون الآن السبب الرئيسي لوفيات السرطان بين الرجال دون سن الـ50، إذ كان المرضى في الأربعينيات يُشخصون في مراحل متقدمة عند ظهور الأعراض، مما يحد من خيارات العلاج. لكن توسيع نطاق الفحص قلّل هذا الاتجاه من خلال اكتشاف السلائل ما قبل السرطانية، التي يمكن إزالتها جراحياً لمنع تطورها إلى سرطان. وقدمت الدراسة عدة نصائح للوقاية من سرطان القولون، وهي: - إجراء الفحص عند سن 45: استشر طبيبك إذا كنت في سن 45 أو أكثر، أو مبكراً إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان أو السلائل. - اتباع نظام غذائي غني بالألياف: تناول الحبوب الكاملة، الفواكه، والخضروات للحفاظ على صحة القولون. - تقليل الكحول وتجنب التدخين: كلاهما يزيد من مخاطر الإصابة. - ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني يقلل المخاطر ويعزز صحة الجهاز الهضمي. - معرفة التاريخ العائلي: إذا كان أحد الأقرباء مصاباً، قد تحتاج إلى فحوصات متكررة. وتؤكد الإرشادات المحدثة أهمية الفحص المبكر، إذ يمكن لاختبار بسيط أن يُحدث فارقاً بين الكشف المبكر أو تفاقم المرض. ويحث الخبراء الأشخاص في منتصف الأربعينيات على عدم انتظار ظهور الأعراض، والتواصل مع الأطباء لإجراء الفحوصات اللازمة، مما يساهم في إنقاذ المزيد من الأرواح. أخبار ذات صلة

دراسة حديثة: منتجات الألبان تقي من السرطان وأمراض القلب والسُكري
دراسة حديثة: منتجات الألبان تقي من السرطان وأمراض القلب والسُكري

الرجل

timeمنذ 4 ساعات

  • الرجل

دراسة حديثة: منتجات الألبان تقي من السرطان وأمراض القلب والسُكري

كشفت دراسة حديثة أُجريت في جامعة فلوريدا الأمريكية عن فوائد صحية كبيرة لمنتجات الألبان في الوقاية من عدد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسُكري، بالإضافة إلى أنواع معينة من السرطان مثل سرطان القولون والبروستاتا والمثانة والثدي. ووفقاً للدراسة التي نشرت في دورية "Clinical Nutrition" الأوروبية المتخصصة في التغذية، فإن الزبادي ومنتجات الألبان المختمرة مثل الكفير كانت الأكثر فاعلية من حيث الفوائد الصحية، حيث أظهرت الأدلة أن الاستهلاك المنتظم لهذه المنتجات يرتبط بتقليل ملحوظ لمخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة. ولفت الباحثون إلى أن الزبادي والكفير لا يُعتبران فقط مصدرًا جيدًا للبروبيوتيك الذي يعزز صحة الأمعاء، بل يحتويان أيضًا على العديد من العناصر الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن التي تعزز صحة القلب وتقوي الجهاز المناعي. وأضافوا أن تناول هذه المنتجات يساعد في تحسين التوازن البكتيري في الجهاز الهضمي ويعزز قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات. وأشارت النتائج إلى أن الجبن جاء في المركز الثاني من حيث الفعالية، مع نتائج واعدة وإن كانت متباينة في بعض الدراسات، في حين كان تأثير الحليب محايداً في غالبية الحالات، على الرغم من وجود بعض المؤشرات الإيجابية التي تشير إلى تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. العلاقة بين الألبان والمخاطر الصحية ووجدت الدراسة أن استهلاك الحليب يمكن أن يساعد في تقليل بعض المؤشرات الحيوية المرتبطة بالالتهابات، مما يُعزز الصحة العامة، وبينما كانت الفوائد الصحية للحليب محدودة في بعض الحالات، إلا أنه ظل جزءًا مهمًا من النظام الغذائي بشكل عام. ورغم قلة الدراسات التي تناولت العلاقة بين استهلاك منتجات الألبان والمخاطر الصحية مثل سرطان الكبد والمبيض، إلا أن الباحثين أكدوا أن هذه النتائج تشير إلى علاقة ارتباطية وليست سبباً مباشراً، وأوصت الدراسة بضرورة توخي الحذر عند تفسير هذه النتائج وعدم استخدامها كدليل ثابت ضد استهلاك الألبان. وعلى الرغم من هذه التحفظات، أظهرت العديد من الدراسات أن المنتجات المختمرة توفر فوائد صحية كبيرة مقارنة بالمنتجات الأخرى. وأخيراً، خلصت الدراسة إلى التوصية بأن يُدرج منتجات الألبان كجزء من النظام الغذائي المتوازن. ويفضل استهلاك حصتين إلى 3 حصص يومياً لتعظيم الفوائد الصحية، خاصة عندما يتم دمجها مع الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن والبروتينات النباتية. كما أضاف الباحثون أنه من المهم اختيار المنتجات منخفضة الدهون للحصول على الفوائد الصحية دون المخاطرة بالاستهلاك الزائد للدهون المشبعة. وبذلك، تُعد منتجات الألبان خيارًا غذائيًا ممتازًا يعزز الصحة العامة ويحمي من الأمراض المزمنة.

دراسة تكشف تأثير الجري على صحة الركبة
دراسة تكشف تأثير الجري على صحة الركبة

الرجل

timeمنذ 5 ساعات

  • الرجل

دراسة تكشف تأثير الجري على صحة الركبة

كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعة هارفارد أن الجري لا يتسبب في ضرر طويل الأمد للركبتين كما يُعتقد شائعًا، بل قد يساهم في تقويتهما وتحسين صحتهما. ورغم أن الجري يُعد من الأنشطة ذات التأثير العالي على الجسم، حيث يتحمل الشخص أثناءه قوة تعادل مرتين إلى ثلاث مرات من وزن جسمه مع كل خطوة، فإن الدراسة تشير إلى أن هذه الأحمال قد تؤدي إلى تعزيز صحة الركبة على المدى الطويل بدلاً من إضعافها. وأظهرت الدراسة التي نشرت في موقع medicalxpress، أن الركبتين أثناء الجري لا تتحملان هذه القوة فحسب، بل تستفيدان منها. فعند تعرض الجسم لأحمال إضافية، يتكيف المفصل ويصبح أقوى. اقرأ أيضًا: 4 من فوائد الجري في المساء المذهلة ويُعتبر غضروف الركبة، الذي يعمل على امتصاص الصدمات، أحد العوامل المهمة في حماية الركبة، ويثبت أنه مرن وقادر على التكيف مع هذه الأحمال. على الرغم من أن الجري قد يقلل من سمك الغضروف مؤقتًا، إلا أن هذا يعمل على تحفيز تدفق المغذيات إلى الغضروف، مما يساعده على التكيف والتقوية. كما أشارت الأبحاث التي قادها الدكتور "جون ديفيس" من جامعة هارفارد إلى أن العدائين يمتلكون غضاريف أكثر سمكًا وكثافة عظمية أعلى مقارنةً بالغير عدائين، مما يشير إلى أن الجري يعزز قوة الركبة ويحميها من الأمراض مثل التهاب المفاصل وهشاشة العظام. هل الجري آمن في سن متقدم؟ فيما يتعلق بالأسئلة حول ما إذا كان من الآمن بدء الجري في سن متقدم، تشير بعض الدراسات إلى أن كبار السن (من 65 عامًا وما فوق) الذين يبدأون في ممارسة تمارين عالية الكثافة، مثل القفز، يمكنهم تحسين قوتهم ووظائفهم بشكل فعال وآمن. وهذا يعطي مؤشرًا على أن الجري قد يكون آمنًا وفعّالًا عند البدء تدريجيًا. وأوضحت الدراسات أن جميع الرياضات تتضمن خطر الإصابة، والجري ليس استثناءً. وبالرغم من أن إصابات الركبة تعتبر من أكثر الإصابات شيوعًا بين العدائين، فإن الغالبية العظمى منها تحدث نتيجة "إصابات الإفراط في الاستخدام"، التي تنتج عن زيادة الحمل على الجسم بسرعة دون منح الوقت الكافي للتكيف. لتقليل هذه الإصابات، ينصح الخبراء بزيادة المسافات بشكل تدريجي وتجنب الزيادة المفاجئة في الكيلومترات. كما أظهرت بعض الدراسات أهمية تلبية احتياجات العدائين الغذائية بشكل كافٍ لدعم طاقتهم أثناء الجري وضمان التعافي بعد التمرين. وتشير الأبحاث إلى أن الجري على الأسطح اللينة مثل العشب يمكن أن يكون أقل تأثيرًا على الركبتين مقارنة بالجري على الأسطح الصلبة مثل الخرسانة، ويُنصح به في مراحل التدريب الأولى. في الختام، تؤكد الأدلة أن فوائد الجري لصحة الركبة تتفوق على المخاطر بالنسبة لمعظم الأشخاص، شريطة أن يتم الجري تدريجيًا مع الانتباه إلى التغذية الجيدة والراحة الكافية لتفادي الإصابات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store