logo
بين التفاوض و"التوابيت"... "النهار" ترصد الردود في إيران بعد الهجوم الأميركي

بين التفاوض و"التوابيت"... "النهار" ترصد الردود في إيران بعد الهجوم الأميركي

النهارمنذ 3 ساعات

في اليوم العاشر من العدوان الإسرائيلي على إيران، وبعد منتصف ليل الإثنين، شنت الولايات المتحدة هجوماً جوياً استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية، ما يُعدّ دخولاً فعلياً لها في الحرب إلى جانب إسرائيل. ورغم أن وسائل الإعلام الأميركية ذكرت أن واشنطن أرسلت رسالة إلى طهران تؤكد فيها أن هذه الضربات لن تستمر، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هدد، في أول خطاب بعد الهجوم، بأن أي رد إيراني على الولايات المتحدة سيُقابل برد أعنف بكثير.
طمأنة رسمية: المواقع مُفرغة
من جانبه، صرح محمد رضا كاردان، نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ورئيس مركز نظام السلامة النووية، بأنه لم يُرصد أي تلوث إشعاعي خارج المنشآت المستهدفة، بفعل الترتيبات والإجراءات الوقائية التي اتُخذت مسبقاً.
وأكد حسن عبيديني، نائب رئيس الشؤون السياسية في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أن المواقع الثلاثة في فوردو ونطنز وأصفهان كانت قد أُخليت منذ فترة، ولم تكن تحتوي على مواد يُمكن أن تُحدث إشعاعاً ضاراً في حال تعرضها لهجوم.
وأفاد مسؤول إيراني بارز لوكالة "رويترز" بأن معظم اليورانيوم العالي التخصيب الموجود في منشأة فوردو قد نُقل إلى موقع غير معلن قبل الضربة الأميركية، وتم تقليص عدد العاملين فيها إلى الحد الأدنى.
وفي طهران، دُعي إلى تنظيم تظاهرة احتجاجية مساء اليوم في ساحة الثورة تنديداً بالهجوم الأميركي.
"جنود في توابيت"
على مواقع التواصل الاجتماعي، رأى بعض الخبراء الإيرانيين أن دخول الولايات المتحدة المباشر على خط المواجهة "كان متوقعاً"، ما يعكس فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها خلال الأيام العشرة الماضية. واعتبر آخرون أن الرد الإيراني قد يكون محدوداً، على غرار الهجوم على قاعدة "عين الأسد" عقب اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني عام 2020، قبل أن يُعلَن وقف النار بعد أيام من التصعيد. في المقابل، طالب أنصار النظام بشن هجمات على القواعد الأميركية في الخليج، فيما حذّر مذيعو هيئة الإذاعة والتلفزيون من أن "على الولايات المتحدة أن تتهيأ لتوديع جنودها في توابيت".
مفاوضات... ولكن!
وفي أول رد رسمي، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول، أن "باب المفاوضات لا يزال مفتوحاً كالمعتاد"، مؤكداً في الوقت ذاته أن إيران تحتفظ بحقها الكامل في الدفاع المشروع باستخدام جميع الأدوات المتاحة.
كذلك، أصدرت وزارة الخارجية بياناً حمّلت فيه الولايات المتحدة "المتعطشة للحرب والمنتهكة للقانون" المسؤولية الكاملة عن تبعات هذه "الجريمة الكبرى"، مؤكدة أن ما جرى يعكس "العداء العميق" من جانب الإدارة الأميركية حيال الشعب الإيراني المستقل.
وأكد البيان أن طهران تحتفظ بحقها الكامل في الرد بكل الوسائل الممكنة، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة لمساءلة واشنطن عن انتهاكها الصارخ للقانون الدولي. وأضافت أن "الولايات المتحدة لم تكتف بدعم العدوان الإسرائيلي، بل استكملت شرعنته من خلال دخول مباشر في الحرب ضد إيران".
هرمز على الطاولة
وأعلنت سارة فلاحي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى، أن اللجنة ستعقد جلسة استثنائية بحضور مسؤولين مختصين لاتخاذ قرار نهائي بشأن الرد الإيراني. وأكدت أن الخيارات تشمل الخروج من معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT) وإغلاق مضيق هرمز، في رسائل مباشرة للطرف المعتدي.
ووجّه أمير سعيد إيرواني، مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، رسالة إلى الأمين العام ورئيس مجلس الأمن، طالب فيها بعقد جلسة طارئة "دون أي تأخير" لإدانة "هذا العدوان السافر وغير القانوني"، واتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة المسؤولين عنه.
6 حقائق
وكتب حسين موسويان، الديبلوماسي الإيراني السابق وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة برينستون، أن قرار ترامب شن هذا الهجوم يكشف عن ست حقائق:
1. فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية ضد إيران دفع واشنطن إلى التدخل.
2. هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها قوتان نوويتان دولة لا تملك سلاحاً نووياً، ما يكشف عن هشاشة معاهدة عدم الانتشار.
3. الهجوم يمثل انتهاكاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة، وهو ما أقره الأمين العام نفسه.
4. إمّا أن فريق ترامب للأمن القومي فشل في تقدير العواقب وإما أنه وافق على القرار من دون تحفظ، ما يدل على النفوذ المتزايد لبنيامين نتنياهو داخل البيت الأبيض.
5. رغم ما لحق بإيران من أضرار، إلا أن التداعيات ستكون كارثية على أمن المنطقة برمتها واستقرارها، بما في ذلك مصالح واشنطن.
6. ما جرى أثبت أن الدول التي رفضت معاهدة NPT وأنتجت سلاحاً نووياً، مثل كوريا الشمالية والهند وباكستان وإسرائيل، بقيت بمنأى عن الهجمات العسكرية.
وفي أوّل رد عملي، نفذ الحرس الثوري الإيراني "الموجة الـ 20" من عملية "الوعد الصادق 3" باستخدام صواريخ بعيدة المدى استهدفت مطار بن غوريون، ومركز الأبحاث البيولوجية الإسرائيلي، وقواعد ومراكز قيادة وسيطرة عدة. وفي بيان موجّه إلى الولايات المتحدة، توعّد الحرس الثوري بردود "مؤلمة تفوق الحسابات الأميركية".
وفي حين لا تزال تداعيات الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية تتفاعل، يترقب الداخل الإيراني كما الخارج الإقليمي والدولي، ما إذا كانت الحرب ستتسع، أم أن هناك فرصة لاحتوائها. ويبقى الموقف الرسمي النهائي مرهوناً بقرار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد القصف الأميركي.. 3 سيناريوهات لحرب إيران وإسرائيل
بعد القصف الأميركي.. 3 سيناريوهات لحرب إيران وإسرائيل

صيدا أون لاين

timeمنذ 7 دقائق

  • صيدا أون لاين

بعد القصف الأميركي.. 3 سيناريوهات لحرب إيران وإسرائيل

ذكر موقع "العربية" أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تنفيذ هجوم عسكري على عدد من المنشآت النووية الإيرانية، وإعلان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، توجهه إلى روسيا لإجراء محادثات هامة، والتجهيز للرد على الضربة الأميركية، أثاروا العديد من التساؤلات أهمها: هل تدخل دول أخرى الحرب مع إيران ضد إسرائيل وأميركا؟ وما هي السيناريوهات المحتملة؟ من جانبه، قال الخبير العسكري والاستراتيجي المصري والمستشار في كلية القادة والأركان، اللواء أركان حرب، أسامة محمود كبير، في تصريحات خاصة لـ "العربية" و"الحدث.نت" إن "أهم ما ورد بتصريحات وزير الخارجية الإيراني بالمؤتمر الطارئ أن أميركا تجاوزت الخط الأحمر، وأن التقييم جارٍ للخسائر الإيرانية حتى الآن"، كما تطرق الوزير الإيراني إلى أن معاهدة حظر الانتشار النووي أصبحت "لا قيمة لها الآن"، معلناً عن زيارته لموسكو الأحد لإجراء محادثات هامة. ويرى الخبير العسكري المصري أن إيران حتى الآن متماسكة وتستهدف إسرائيل في عدة مدن رئيسية إلى جانب بعض المنشآت المهمة، مضيفا في تقديره أن إيران وروسيا يدبران سويا ردا على ما حدث من اعتداءات على إيران قد يكون دعما عسكريا عاجلا ومتطوراً بأسلحة ردع استراتيجية من روسيا لاستهداف إسرائيل وإجبارها على التوقف. ومن الجائز استخدام صاروخ أورشنيك الروسي فائق القدرة والسرعة، وتوظيف مقاتلات روسية شبحية لاقتحام المجال الجوي الإسرائيلي، والحصول على معلومات مخابراتية عن أهداف إسرائيلية استراتيجية ومؤثرة. وكشف الخبير المصري أن السيناريو الثاني هو استهداف قواعد وتمركزات عسكرية أميركية بالمنطقة غير أنها تأتي بالمقام الثاني بعد بنك الأهداف الإسرائيلية، لإجبار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على التوقف حتى لا يورط أميركا بقوة في الحرب حال تعرضها لاستهداف مباشر من إيران، وهو السيناريو الأقرب على حد قوله وتابع: السيناريو الثالث والأبعد هو قيام روسيا بالتحرك دبلوماسيا بمجلس الأمن لصالح إيران في محاولة لاستصدار قرارا بوقف العدوان إلى ذلك، قال الخبير الأمني والاستراتيجي المصري، مدير مكتب الإعلام الأمني لمجلس وزراء الداخلية العرب الأسبق، اللواء مروان مصطفى، في تصريحات خاصة لـ "العربية"، إنه نظراً للمواقف العسكرية الصعبة والدقيقة لروسيا في حربها مع أوكرانيا ورغبتها الأكيدة في عدم تصعيد المواجهة مع أوروبا وأميركا في الفترة المقبلة، وعلى الرغم من وجود اتفاقية شراكة استراتيجية بين روسيا وإيران، إلا أن روسيا لم تتدخل مباشرة في الحرب الدائرة واقتصرت مشاركتها على إمداد إيران سراً ببعض بطاريات الصواريخ، ومنصات الدفاع الجوي بديلاً عن ما تم تدميره. وتابع الخبير المصري: ومن الناحية السياسية اقتصر دعم روسيا على القيام بالوساطة للتقارب بين طرفي المفاوضات، وإمكانية نقل جانب من المخزون النووي إلى أراضيها، وهو ما رفضه الرئيس الأميركي ترامب والاتحاد الأوروبي. وأضاف أنه كان هناك تسريبات أشارت إلى طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتحذيره لأميركا وإسرائيل من المساس بالخبراء الروس العاملين في منشأة بوشهر النووية، ومن الواضح أنه قد تم إخلائهم قبل الضربة الإسرائيلية

رد إيران على ضربات واشنطن سيكون أسوأ خطأ
رد إيران على ضربات واشنطن سيكون أسوأ خطأ

بيروت نيوز

timeمنذ 16 دقائق

  • بيروت نيوز

رد إيران على ضربات واشنطن سيكون أسوأ خطأ

حذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأحد، إيران من الرد على القصف الأميركي للمواقع النووية الإيرانية قائلا إن هذا الفعل سيمثل 'أسوأ خطأ يرتكبونه على الإطلاق'. جاءت تصريحات روبيو، الذي يشغل أيضا منصب مستشار الأمن القومي الأميركي، في حديث لشبكة 'فوكس نيوز'، نقلا عن 'رويترز'. وفي حديث آخر لشبكة 'سي.بي.إس'، قال روبيو: 'لن يعرف أحد لأيام ما إذا كانت إيران قد نقلت بعض موادها النووية قبل الضربات الأميركية'. وأعلن روبيو أنه 'لا خطط حاليا لعمليات عسكرية ضد إيران'، بعد القصف الأميركي الذي وقع ليلة السبت.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store