
كيف يمكن خفض فاتورة المناخ؟
التحليلية | كيف يمكن خفض فاتورة المناخ؟
العنوان الأول: 600 يوم من العدوان على غزة... إلى متى سيستمر عجز العالم عن فرملة الإبادة والتجويع؟ العنوان الثاني: بعد تصريحات ترامب حول الرئيس الروسي، مدفيديف يقول إن الأمر السيء حقاً هو حرب عالمية ثالثة... أي خلفيات وتداعيات؟ وثيقة اليوم: منظمة الصحة العالمية تحذر من انهيار النظام الصحي في السودان وسط أزمة نزوح غير مسبوقة... أي خطورة للأزمة الإنسانية؟ قضية اليوم: الأمم المتحدة تقول إن الكوارث الطبيعية تكلف العالم نحو 2.3 تريليون دولار سنوياً... أي سبل للمواجهة؟ وما المطلوب لخفض فاتورة المناخ؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ 26 دقائق
- سيدر نيوز
اليوم الأخير لإيلون ماسك.. ماذا حقق في البيت الأبيض؟
تنتهي مهام إيلون ماسك في إدارة ترامب بعد 129 يوماً مثيراً للجدل، قاد خلالها حملةً لخفض الإنفاق الحكومي بشكل غير مسبوق، مما أثار موجة واسعة من الانتقادات. في وقت سابق من هذا الأسبوع، نشر الملياردير المنحدر من جنوب إفريقيا، عبر منصته على موقع 'إكس'، رسالة شكر للرئيس ترامب على منحه الفرصة للعمل في وزارة الكفاءة الحكومية المعروفة اختصاراً بـ'دوج'. وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معلناً عن مؤتمر صحفي سيعقد اليوم الجمعة في المكتب البيضاوي بحضور ماسك، قائلاً: 'اليوم هو يومه الأخير، ولكن في الحقيقة، لن يغادر أبداً، سيبقى دائماً معنا، يواصل دعمه لنا'. ورغم أنّ فترة ماسك في الحكومة لم تتجاوز أربعة أشهر، إلا أنّ تأثيره في وزارة كفاءة الحكومة أحدث هزة في عمل المؤسسات الفيدرالية، وامتدّ أثره إلى ما هو أبعد من واشنطن، ويصل إلى الساحة الدولية. منشار وزارة الكفاءة الحكومية انضمّ ماسك إلى البيت الأبيض بهدف واحد، وهو تقليص الإنفاق الحكومي إلى أقصى حدّ. وبدأت مهمته بهدف أوّلي بخفض الانفاق يما لا يقلّ عن تريليوني دولار، ثمّ تراجع الرقم إلى تريليون، قبل أن يُحدَّد أخيراً عند 150 مليار دولار. وحتى اليوم، تقول الوزارة إنها وفّرت نحو 175 مليار دولار من خلال بيع أصول، وإلغاء عقود إيجار ومنح، و'حذف مدفوعات احتيالية أو غير نظامية'، وتعديلات تنظيمية، وتقليص عدد موظفي الحكومة الفيدرالية بواقع 260 ألف موظف من أصل 2.3 مليون الذين يشكلون القوى العاملة الفدرالية. إلا أنّ تحليلاً أجرته بي بي سي لتلك الأرقام، أظهر نقصاً في الأدلة على بعض هذه الادعاءات. ترامب يحظى بدعم أغنى رجل في العالم، فما الذي يريده ماسك؟ لماذا يصطحب إيلون ماسك أطفاله إلى العمل؟ ماذا قال إيلون ماسك عن 'تحية هتلر' التي قام بها في حفل تنصيب ترامب؟ وقد أدت هذه السياسات إلى حالة من الفوضى في بعض الأحيان، منها ما دفع القضاء الفيدرالي إلى التدخل لوقف عمليات فصل جماعي، وإصدار أوامر بإعادة الموظفين إلى أعمالهم. وفي حادثة بارزة خلال شهر فبراير/شباط الماضي، اضطرت الإدارة إلى وقف تسريح مئات العاملين في 'الإدارة الوطنية للأمن النووي'، بينهم موظفون يشغلون مناصب بالغة الحساسية تتعلق بالترسانة النووية الأمريكية. وأقرّ ماسك نفسه بأنّ هذا النوع من الإجراءات لا يخلو من الأخطاء، وقال حينها: 'سنرتكب أخطاء'، وذلك بعد أن أقدمت وزارته على إلغاء برنامج مساعدات، ظنّاً منها أنّ المنطقة المستفيدة منها هي غزة الخاضعة لسيطرة حماس، بينما كانت المنطقة المستفيدة في الحقيقة في موزمبيق. كما أثار سعي وزارة 'دوج' للوصول إلى بيانات حكومية حساسة، خاصة تلك التابعة لوزارة الخزانة، جدلاً واسعاً، لاسيما وأنها تشمل معلومات خاصة بملايين الأمريكيين. ورغم الجدل، لا تزال سياسات خفض الإنفاق تحظى بدعم شريحة من الأمريكيين، حتى وإن تراجعت جراءها شعبية ماسك الشخصية. تداخل المصالح بين السلطة والمال أثار وجود ماسك، بصفته 'موظفاً حكومياً خاصاً' غير منتخب، ويمتلك شركات تربطها عقود كبيرة بالحكومة الأمريكية، تساؤلات حول إشكالية تضارب المصالح. إذ تشمل إمبراطورية ماسك للأعمال، شركات تتعامل مع حكومات داخل وخارج الولايات المتحدة، من أبرزها شركة 'سبيس إكس'، التي تصل قيمة عقودها الحكومية إلى نحو 22 مليار دولار، وفقاً لما قاله مديرها التنفيذي. كما اتهمه عدد من الديمقراطيين باستغلال منصبه في الحكومة، لتعزيز مصالح شركته 'ستارلينك' المتخصصة في خدمات الإنترنت الفضائي، وخاصة على الصعيد الدولي. كما تعرّض البيت الأبيض لانتقادات بعدما استعرض ماسك في مارس/آذار الماضي، سيارات تابعة لشركة 'تسلا'، التي يملكها، في حدائق البيت الأبيض، في خطوة اعتبرها البعض دعماً غير مباشر لشركاته. إلا أنّ كل من ماسك وترامب نفيا وجود أي تعارض في المصالح، أو أي إشكال أخلاقي في هذا السياق. هل دفع نحو عزلة أمريكية؟ برز التأثير العالمي لماسك ووزارته، بعد أن ألغت الإدارة أكثر من 80 في المئة من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، عقب مراجعة استمرت ستة أسابيع، في حين تم نقل ما تبقى منها إلى وزارة الخارجية. وجاءت هذه الخطوة في إطار سياسة 'أمريكا أولاً' التي تتبناها إدارة ترامب، وتهدف إلى تقليص الإنفاق الخارجي. وقد أثرت التخفيضات على برامج إنسانية عديدة، في الوكالة المكلفة بمهام مثل اكتشاف المجاعة والتطعيم والمساعدات الغذائية في مناطق الصراع، وهي مسؤولة عن مطابخ جماعية في السودان الذي مزقته الحرب، ومنح تعليمية لفتيات أفغانيات هربن من طالبان، وعيادات مخصصة للمتحولين جنسياً في الهند. وبما أنّ الوكالة تُعد أداة أساسية من أدوات 'القوة الناعمة' الأمريكية، رأى بعض المحللين أنّ إضعافها يمثل تراجعاً في النفوذ الأمريكي على الساحة الدولية. نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة لطالما وُجهت اتهامات لماسك وترامب من قبل منتقديهما بنشر نظريات مؤامرة لا أساس لها، لكنّ وجود ماسك في البيت الأبيض كشف إلى أي مدى يمكن أن تتسلل المعلومات المضللة إلى أروقة الحكم. فعلى سبيل المثال، روّج ماسك لنظرية لا تستند إلى أي دليل، مفادها أنّ احتياطي الذهب الأمريكي قد سُرق خلسة من 'فورت نوكس' في كنتاكي، بل واقترح بث زيارة مباشرة للمكان للتأكد من وجود الذهب. وأعاد ماسك مؤخراً نشر شائعات لا أساس لها تقول إنّ الأقلية الأفريقانية البيضاء في جنوب أفريقيا تتعرض لـ'إبادة جماعية'. وقد وصلت هذه الادعاءات إلى المكتب البيضاوي هذا الشهر، عندما قدّم ترامب للرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا مقاطع فيديو ومقالات زعم أنها توثق جرائم ضد الأفريقانيين، خلال لقاء كان من المفترض أن يخفف التوتر بين البلدين. انقسامات داخل إدارة ترامب كشفت الفترة التي قضاها ماسك في الحكومة، عن وجود توترات داخل إدارة ترامب رغم التصريحات العلنية التي تشدد على وحدة الصف. فبينما عبّر ترامب علناً عن دعمه المتكرر لماسك ووزارته، أشارت تقارير إلى وجود خلافات بين ماسك وبعض الوزراء الذين رأوا أنّ سياسة التقشف أضرت بوزاراتهم. وقال ترامب خلال اجتماع لمجلس الوزراء في فبراير/شباط الماضي: 'الجميع يحترم إيلون على ما يفعله، لكن بعضهم لديه تحفظات بسيطة. وإذا كان لديهم تحفظات، أريدهم أن يتحدثوا'. ثمّ التفت إلى الوزراء وسألهم مباشرة إن كان أحدهم غير راضٍ عن ماسك، لكن لم يتحدث أحد. وجاء الإعلان عن رحيل ماسك في نفس اليوم الذي بثت فيه شبكة سي بي إس الأمريكية، شريكة بي بي سي في الولايات المتحدة، مقابلة أعرب فيها ماسك عن 'خيبة أمله' من مشروع قانون الموازنة الجديد الذي وصفه ترامب بأنه 'ضخم وجميل'. ويشمل المشروع إعفاءات ضريبية بقيمة تريليونات الدولارات، إلى جانب زيادات في الإنفاق الدفاعي. وقال ماسك إنّ مشروع القانون 'يُقوّض' جهود وزارة الكفاءة الحكومية في تقليص الإنفاق، ما يعكس انقسامات أعمق داخل الحزب الجمهوري بشأن التوجه الاقتصادي.


سيدر نيوز
منذ 26 دقائق
- سيدر نيوز
أزمة طلاب هارفارد الأجانب: الخوف والقلق ومعركة من أجل حرية التعليم الأكاديمي
EPA ترفرف رايات هارفارد القرمزية الشهيرة فوق مبان الحرم الجامعي خلال أسبوع التخرج. ففي الوقت الذي كان يُفترض فيه أن يحتفل آلاف الطلاب بتخرجهم، يجد الطلاب الأجانب أنفسهم وسط عاصفة من التوتر السياسي والمعارك القانونية وغموض عميق بشأن مستقبلهم في الولايات المتحدة. بذلت إدارة ترامب جهوداً واسعة لمنع جامعة هارفارد من تسجيل طلاب أجانب، متهمة إياها بتشجيع معاداة السامية، وانتهاك القوانين الفيدرالية، وعدم الامتثال لشروط برنامج تأشيرات الطلاب. وقد ألغت وزارة الأمن الداخلي اعتماد هارفارد ضمن برنامج الطلاب والزوار الأجانب، ما يعني عملياً حرمانها من استضافة طلاب أجانب. وقالت قاضية فيدرالية في بوسطن يوم الخميس إنها ستصدر أمراً بوقف تنفيذ هذا الحظر مؤقتاً، ما منح هارفارد مهلة قصيرة. في المقابل، منحت إدارة ترامب الجامعة مهلة 30 يوماً لتقديم مستندات وأدلة تثبت تعاونها مع مطالب الحكومة. تصاعد الضغوط من البيت الأبيض شهد يوم التخرج هذا الأسبوع في هارفارد مظاهر احتجاج رمزية، حيث ارتدى الطلاب زهوراً بيضاء تضامناً مع زملائهم الأجانب. وعلى عكس العام الماضي، عندما واجه قادة الجامعة انتقادات بسبب طريقة تعاملهم مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، قوبل الرئيس آلان جاربر بتصفيق حار لدفاعه عن الجامعة. لكن الضغوط من واشنطن تتصاعد. فقد أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن الولايات المتحدة ستبدأ بإلغاء تأشيرات بعض الطلاب الصينيين ضمن حملة أوسع تستهدف الطلاب الأجانب في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن القرار لا يقتصر على هارفارد، إلا أنه يزيد من حالة الخوف وعدم اليقين في الحرم الجامعي. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد طالب جامعة هارفارد مؤخراً بتسليم معلومات عن طلابها الأجانب، قائلاً: 'نريد قائمة بأسماء هؤلاء الطلاب الأجانب وسنحدد ما إذا كانوا يشكلون خطراً. البعض سيكون جيداً على الأرجح، وأعتقد أنه في حالة هارفارد سيكون هناك الكثير من السيئين. كما أن لديهم مشكلة خطيرة في معاداة السامية، وهذا يجب أن يتوقف فوراً.' 'نُعامَل كأدوات في صراع سياسي' BBC بالنسبة للطلاب مثل ألفريد ويليامسون، وهو طالب دنماركي في جامعة هارفارد، فإن هذه الإجراءات تمسهم شخصياً. يقول: 'نُستخدم كأدوات في لعبة لا نتحكم فيها. نحن عالقون بين إدارة الجامعة والبيت الأبيض.' ماتياس إيسمان، طالب دنماركي آخر يدرس الماجستير في الإدارة العامة، عبّر عن خيبة أمله قائلاً: 'لقد عشت في أمريكا ثلاث مرات، وكنت أشعر بالترحيب دائماً، حتى الآن. لا زلت أؤمن بأمريكا، وأعتقد أن الأمور ستتغير، لكن عندما يُقال لي إن الجامعة التي استضافتني لم يعد مسموحاً لها بذلك، فمن الصعب البقاء.' حلم في مهب الريح BBC بالنسبة لخالد إمام، وهو زميل تدريس مصري يبلغ من العمر 30 عاماً في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، فإن قرارات الإدارة تمس حلماً طالما راوده. قال للبي بي سي: 'في مايو أيار 2024 حصلت على درجة الماجستير في الإدارة العامة من هارفارد. لم يكن الطريق سهلاً، لكنني اخترت هارفارد لجودة التعليم والتزامها بالقيادة العامة.' بعد التخرج، بقي خالد كزميل تدريسي في هارفارد ساعياً لنقل المعرفة التي يكتسبها إلى الشرق الأوسط. وأثناء عطلته الصيفية الحالية في مصر لزيارة عائلته، وجد نفسه فجأة في حالة من عدم اليقين بشأن مستقبله في جامعة هارفارد، ' عندما سمعت عن قرار الإدارة بحظر قبول الطلاب والباحثين الأجانب، شعرت بإحباط شديد. وحتى الآن، لا أعلم ما إذا كان بإمكاني العودة لمواصلة عملي.' حرية التعليم الأكاديمي تحت التهديد BBC يقول أستاذ العلوم الحكومية في هارفارد ستيف ليفيتسكي إن اتهامات الإدارة ما هي إلا مبررات سياسية، 'ما نشهده هو محاولة منهجية لإضعاف استقلال التعليم الأكاديمي.' ويؤكد أن مستوى معاداة السامية في هارفارد أقل من المعدلات العامة في الولايات المتحدة، بما في ذلك مؤسسات كبرى مثل الحزب الجمهوري، 'لا يوجد دليل موثوق على انتشار معاداة السامية في الجامعة.' 'خسارة لأمريكا أيضًا' BBC نيكولا فاون، وهو طالب دراسات عليا فرنسي، قرر هو الآخر مغادرة الولايات المتحدة عائداً إلى أوروبا مع أسرته. قال: 'جئنا إلى هنا ونحن نفكر في البقاء، لكن الوضع أصبح غير مستقر للغاية.' مضيفاً: 'نعرف طلاباً قرروا بالفعل عدم الالتحاق بهارفارد بسبب حالة عدم اليقين.' يعتقد فاون أن مهاجمة مؤسسة مثل هارفارد قد يُرضي شريحة من الناخبين الأمريكيين، لكنه يرى أن هذه السياسة ستُضر بمكانة البلاد على المدى البعيد، حيث تعتمد الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على جذب المواهب العالمية. أبعد من هارفارد تتجاوز التداعيات حدود حرم الجامعة في كامبريدج. إذ يساهم الطلاب أجانب بما يُقدّر بــ 40 مليار دولار سنوياً في الاقتصاد الأمريكي. وفي جامعة هارفارد، يشكلون حوالي 25 بالمئة من إجمالي الطلاب، وتزيد النسبة في بعض البرامج الدراسية العليا. وأشار البروفيسور ليفيتسكي إلى أن الأمر لا يتعلق بهارفارد فقط، بل بمستقبل التعليم والديمقراطية أمريكا. محذراً من أن السماح للحكومة بمعاقبة الجامعات لأسباب سياسية يمثل سابقة خطيرة. وبينما تستمر المعركة القانونية، ينتظر العديد من الطلاب مصيرهم. عبدالله شهيد سيال، طالب باكستاني ورئيس اتحاد الطلاب في الجامعة، قال: 'لم أجد وقتاً بعد للتفكير في خطة بديلة. في هذه اللحظة لا أحد يعرف ما إذا كنا سنتمكن من العودة إلى هارفارد أو حتى أمريكا في الفصل الدراسي المقبل.'

المدن
منذ 2 ساعات
- المدن
هل تُرمى "قسد" في أحضان إيران؟
يمر تنظيم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بظروف صعبة في ظل المتغيرات الكبيرة في الموقف الأميركي من المنطقة عموماً، وسوريا خصوصاً، بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مما جعل هامش مناورة "قسد" ضيقاً للغاية، حيث تعرضت لضغوطات أميركية لتوقيع اتفاق مع الإدارة السورية الجديدة في آذار/مارس الماضي، يقرّ بوحدة الأراضي السورية. تنسيق أميركي-تركي-سوري مؤشرات عديدة أكدت أن ترامب ينظر لسوريا من المنظورين التركي والسعودي، وكان آخرها تأكيدات الرئيس الأميركي أن قرار تجميد العقوبات على سوريا، أتى بموجب طلب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأردفها بتعيين السفير الأميركي في تركيا توماس باراك، مبعوثاً أميركيا إلى سوريا، وهو أيضاً شخصية مقربة من ترامب. وقبل أيام من تعيين المبعوث الجديد، سهّلت القوات الأميركية المتمركزة شمال شرق سوريا، زيارة وفد حكومي سوري إلى مخيم الهول في محافظة الحسكة، الذي يقطنه عوائل يتهم بعض أفرادهم بالانتساب سابقاً إلى تنظيم "داعش"، تمهيداً لتولي الحكومة السورية مسؤولية الإشراف على هذه العائلات، وتسهيل إعادة دمجها في المجتمع السوري، وبالتالي ستفقد "قسد" ورقة مهمة كانت تلوح فيها بوجه الغرب كلما تعرضت لضغوطات تركية أو سورية. الخطوة الأميركية الكبيرة كانت في 29 أيار/مايو الجاري، حين حضر المبعوث الأميركي توم باراك حفل توقيع اتفاقيات تركية وقطرية مع الحكومة السورية لتطوير قطاع الطاقة والكهرباء، وقام برفع علم الولايات المتحدة في المنزل المخصص للسفير الأميركي في سوريا، مع تأكيده على إمكانية بناء شراكة مع الجانب السوري، مما يشير بوضوح إلى نية لدى واشنطن بترقية العلاقة مع دمشق من المستوى الأمني الذي تعزز خلال الأشهر الماضية إلى المستويين الاقتصادي والسياسي. بطبيعة الحال لا يمكن أن ترتاح "قسد" لهذه التطورات التي من شأنها أن تقلص من الاعتماد الأميركي عليها، رغبة من إدارة ترامب بإصلاح العلاقات مع تركيا، ولتوفير الدعم للإدارة السورية الجديدة لمنع الفوضى التي قد تتيح لإيران العودة إلى سوريا مجدداً. قسد تفخخ شمال شرق سوريا وفقاً للمعلومات الميدانية، تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" شمال شرق سوريا، وصول قيادات من حزب "العمال الكردستاني" بشكل شبه يومي، قادمين من جبال قنديل وكارا، وينتمي هؤلاء لتيار داخل الحزب لا يرغب بإلقاء السلاح، وعلى رأسه جميل باييك الذي يرتبط بعلاقة وثيقة مع إيران. من جهة أخرى، فتحت "قسد" أبوابها منذ عدة أشهر، لانتساب عناصر سابقين في صفوف نظام الأسد، بعضهم ينحدر من محافظات شمال شرق سوريا، والبعض الآخر يهرب إلى مناطق سيطرة قسد من العمليات الأمنية التي تنفذها الحكومة السورية في الساحل لتفكيك شبكات تتبع للفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، التي كانت تدين بالولاء لإيران. ومنذ منتصف أيار/مايو الجاري، بات عناصر فلول الأسد يتولون مهاماً ميدانية تحت مظلة "قسد"، مثل الانتشار في بعض مناطق محافظة دير الزور لحراسة الحقول النفطية. فرصة إيرانية محتملة تمثل التطورات شمال شرق سوريا فرصة محتملة لإيران، التي تعتبر الخاسر الأبرز من سقوط بشار الأسد نهاية عام 2024. وتفيد المعلومات بأن الاتصالات الإيرانية مع قيادات "قسد" مستمرة منذ سقوط الأسد، نظراً لشعورهم بالتهديد المشترك من تنامي الدور التركي في الإقليم، وسوريا خاصة، وبالتالي فإن ابتعاد واشنطن عن "قسد" وممارستها ضغوطاً عليها للاندماج ضمن الدولة السورية، قد يفتح المجال أمام الاستثمار الإيراني، لأن طهران فيما يبدو مستاءة من شعورهم بمساعي تركيا ودول الخليج العربي للتفرد بالملف السوري وإبعادها، وقد يكون خيار تعزيز التعاون مع "قسد" مناسباً جداً لإيران التي فقدت الكثير من شبكاتها المنتشرة في الساحل السوري، التي كانت تديرها عن طريق ضباط من الفرقة الرابعة فروا برفقة ضباط من الحرس الثوري الإيراني، إلى معسكرات إيرانية قرب الحدود العراقية، بعيد سقوط الأسد. عموما، التعاون بين وحدات حماية الشعب التي تشكل غالبية تنظيم "قسد" والجانب الإيراني، ليس جديداً، حيث لدى الجانبين بالفعل اتصالات وثيقة منذ 2013، ولكن تراجعت العلاقة بشكل ملحوظ بعد تلقي الوحدات لدعم التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة منذ عام 2014، وقد تعود المصالح للتلاقي من جديد، خصوصاً أن هذه العلاقة لم تنقطع بالكامل، بل بقيت "قسد" تتحرك ضمن محور تحت الغطاء الإيراني يشمل أيضاً حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" العراقي، وفصائل عراقية تحظى بالدعم الإيراني، وقد ساهمت السليمانية الخاضعة لسيطرة الحزب الوطني، بتقديم الدعم الأمني واللوجستي لـ"قسد" طيلة السنوات الماضية، في ظل تغاضي الديمقراطيين الأميركيين عن هذا المحور تبعاً للهوامش التي كانت ممنوحة لإيران بالأصل.