
جريمة القرن
◄ الإرهابي نتنياهو يرتكب "جريمة القرن" في غزة منذ 650 يومًا
◄ لا يجب السماح بأن تتحول قضية غزة إلى "صفقة" يُباع فيها الفلسطيني ويُشترى
◄ القول بخطأ المقاومة في "طوفان الأقصى" خيانة وقِصَر نظر
نعم.. بالفعل ما يحدث في غزة الجريحة هو جريمة القرن بامتياز، وربما كل القرون؛ إذ ليس هناك أسوأ من إبادة شعب أعزل بالكامل، ومحو مدنٍ كاملة ومساواتها بالأرض، والأشد سوءًا من ذلك أن نجد المُجرم حُرًا طليقًا يُستقبَل بحفاوة في أكبر مقرات الحكم في العالم، بينما يُعطي الأوامر العسكرية بسفك دماء الأبرياء بالمئات.. بالآلاف.. بعشرات الآلاف!
فمنذُ السابع من أكتوبر 2023، والكيان الصهيوني يشُن أعنف الضربات الجوية بقنابل ينبغي تحريمها دوليًا، ويقصف بالمدفعية الثقيلة برًا وبحرًا كل ما يأتي أمام مرمى نيرانه، دون تمييز أو تفرقة، وقد أباح هذا العدو المُتجبِّر لنفسه قصف المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس بلا حساب، فضلًا عن تدمير كُل ما هو قائم على الأرض من أبنية وبيوت سكنية، كلها تهدمت تمامًا، وما نجا منها لم يعد صالحًا للعيش.
يرتكب الكيان الصهيوني- بأوامر مباشرة من المجرم بنيامين نتنياهو- جرائم حرب لا حصر لها، وقد حَرِصَتْ فرق المحامين في كلٍ من المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، على حصر أكبر عدد منها، وتوثيقها بالصوت والصورة، والمطالبة بإنزال أقصى عقوبة على هذا المجرم وعصابته من زبانية الشر والعدوان.
لم يترك الكيان الصهيوني جريمة حرب إلّا وارتكبها، ومارس كل انتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني؛ بل بلغ الأمر أن طالب أحد إرهابيي حكومة الإبادة الجماعية في إسرائيل بقصف غزة بالقنبلة النووية، فيما يسعى كثيرون إلى تنفيذ تهجير قسري بحق شعب غزة، لكي يتمكن سماسرة الحروب ومقاولو الدم من تحويل غزة إلى "ريفييرا" في الشرق الأوسط، وتصبح أرض الشعب الفلسطيني عبارة عن مجمعات سياحية فاخرة تجذب أصحاب المليارات الذين يقتاتون على دماء الأبرياء، ويبيعون الوهم لعوام النَّاس.
من المُفزع أن تتحول قضية غزة إلى "صفقة تجارية"، وأن يصبح الإنسان الفلسطيني الذي تجرع مرارة العدوان ويُعاني الفاقة والمرض وبُؤس العيش، مجرد رقم، من بين أكثر من مليوني نسمة، وتتحول مأساة غزة إلى مشروع عقاري يختلف المقاولون حول مراحل بنائه أو آلية تقسيط سعر الوحدات!!
لقد بتنا أمام قضية يندى لها جبين الإنسانية، والإنسانية التي أقصدها هنا هي تلك تتألم لمُصاب الإنسان ونوازله وتهتز الشوارع بصوت الصادقين المطالبين بالحق، الذين تصدح حناجرهم "فلسطين حُرة.. فلسطين حُرة"، وليست الإنسانية التي تنتفض لقضايا وهمية مُفتعلة لشغل الرأي العام العالمي..
نقترب من 650 يومًا من العدوان الإجرامي الإسرائيلي على قطاع غزة، وما زال العالم يتباحث ويُناقش ويطالب بـ"هُدنة" وليس وقفًا تامًا ونهائيًا لإطلاق النار، وطوال هذه الفترة يُستشهد المئات والعشرات كل يوم، ويتشرد عشرات الآلاف، وينزح مئات الآلاف، باحثين عن مكان آمن لا يطالهم فيه القصف العشوائي الإسرائيلي، فلا يجدون ولو سَمّ خياطٍ يمرون من خلاله نحو بر الأمان. أكثر من عام ونصف العام، والشعب الفلسطيني في غزة يتضور جوعًا، ويتألم مرضًا ووجعًا، طلاب بلا مدارس، وموظفون بلا وظيفة، وعمال بلا عمل، الحياة متوقفة تمامًا، إلّا من القصف الصهيوني الغاشم.
لم تُخطئ المقاومة الفلسطينية عندما أطلقت عملية "طوفان الأقصى"، ولم ترتكب المُقاومة- كما يزعم البعض- أي خطأ عندما قررت مباغتة العدو المُحتل للأرض؛ فهذا حقها الذي يكفله القانون الدولي، وتكفله مواثيق الأمم المتحدة: أن للشعوب الحق في مقاومة الاحتلال، فما بالنا بأسوأ احتلال عرفته البشرية، إنِّه احتلال الشر والطغيان، احتلال الإجرام والحط من النفس البشرية، احتلال يقوده متطرفون إرهابيون خارجون على القانون والمنطق والإنسانية؛ بل إنِّهم لا يعرفون معنى الإنسانية، يجهلون بكل شيء، لكنهم على وعيٍ تام وسبق الإصرار على قتل كل فلسطيني.
يزعمون أنَّ المقاومة هي التي بدأت! لكن ماذا عن 77 عامًا من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مورست خلالها كل أنواع الجرائم ضد أصحاب الأرض أمام أنظار العالم؟! وماذا عن الضفة الغربية المحتلة، التي يعيث فيها الاحتلال فسادًا وإفسادًا وهي بلا مقاومة تقريبًا منذ اتفاق أوسلو وما شابهه؟ وماذا عن الفلسطينيين في القدس المحتلة الذين يُمنعون من أداء الصلاة في المسجد الأقصى أو حتى المرور بجانبه، بينما نجد إرهابيي الحكومة الصهيونية يُدنسون باحات المسجد الذي بارك الله حوله؟ وماذا عن "عرب 48" الذين يتعرضون لكل صنوف التمييز العنصري والتفرقة في كل شيء تقريبًا، فقط لأنهم السكان الأصليين ولأنهم عرب!
لقد سئمنا من كل المحاولات المشبوهة الرامية الى إلصاق شتى التهم بالمقاومة، ومحاولة شيطنتها، وتحميلها مسؤولية ما يحدث للشعب الفلسطيني من جريمة إبادة جماعية... لقد سئمنا من سعي أطراف عدة للقضاء على المقاومة، وتصفيتها، وتجريدها من سلاحها، ثم من كرامتها، ثم سحقها ودفنها إلى الأبد.. هكذا يُريد الصهاينة ومن ورائهم المُتصهينون من العرب وغير العرب، يريدون شعبًا فلسطينيًا لا كلمة له، ولا إرادة له، ولا حرية له، ولا كرامة له.. يريدون شعبًا يعيش تحت التراب، بلا أمل في الحياة، وبلا أمل في إقامة دولته المستقلة، وبلا أمل في أن يعيش مثله مثل شعوب العالم، له حُرية التنقل والحركة، وقادر على إدارة مؤسسات بلاده، وانتخاب قادته، ومحاسبة مسؤوليه.
من العجيب أن ما يُحاك للشعب الفلسطيني من مؤامرات وما يتعرض له من خيانات، يعلمه القاصي والداني، من العرب وغير العرب، من الوسطاء وغير الوسطاء، من المسؤولين الفلسطينيين أنفسهم ومن غيرهم، لكن لا أحد يُحرِّك ساكنًا، لا أحد ينطق بكلمة الحق، لا أحد يعترض، الجميع- وأقول الجميع- اكتفى بالكلمات، لم يتجاوز موقفه من هذا العدوان غير المسبوق، حدود بيانات الشجب والاستنكار والإدانة. لم نجد مسؤولًا عربيًا أو إقليميًا يُطالب باتخاذ قرارات أو تبني مواقف تسهم في وقف العدوان، لقد أصبحنا في أسوأ وضع بعدما استمرأنا عمليات الإبادة الجماعية، وسكتنا عن المذابح التي يُنفذها الاحتلال الصهيوني كل يوم في غزة وغيرها.
إنَّ مما يوجع القلب، أن نجد الشعوب غير العربية وفي كل عواصم العالم هي التي تنتفض عن بكرة أبيها لكي تصدح بقول الحق وتصرخ بأعلى صوت "تحيا فلسطين حرة مستقلة"، ومن مفارقات الأقدار أن نجد أشهر الفرق الموسيقية حول العالم، تُطلق شعارات مُنددة بمذابح جيش الاحتلال الإسرائيلي، فها هي فرقة "بوب فايلان" في مهرجان "جلاستنبري"- أحد أشهر المهرجانات الموسيقية في بريطانيا والعالم، تقولها بأعلى صوت "الموت الموت لجيش إسرائيل Death Death to IDF"؛ فيتحول هذا الهتاف إلى شعار عالمي لكُل مُعارضي الحرب في غزة، ونبراس لكل الرافضين للظلم والعدوان، وشهادة حق نطق بها من ليس عربيًا، ألا ليت قومي يعلمون؟!
لقد جفَّت الدموع في عيون الفلسطينيين، من هول ما تجرعوه من آلام عسيرة، آلام الفقد والخوف والجوع والمرض، فلا كسرة خبز تُطعمهم، ولا شربة ماء ترويهم، ولا أخ ولا صديق ولا قريب يؤازرهم، الجميع تخلوا عن غزة، الجميع استمرأوا الظلم، الجميع خذل غزة وأهلها وأطفالها ونساءها؛ فالعرب اكتفوا بالتصريحات والتنديدات والقمم والمؤتمرات، والأوروبيون يحاولون الآن بعد كل هذا العدوان وكل هؤلاء الشهداء، أن يعلقوا الشراكة مع الكيان الصهيوني، استنادًا إلى تقارير عن انتهاكها لحقوق الإنسان!! ويا للعجب! أما أمريكا ترامب، فهي تكافئ مجرم الحرب نتنياهو، بتقديم مليارات من الأسلحة والمساعدات والإعانات الاقتصادية غير المباشرة، فضلًا عن الدعم السياسي والدبلوماسي اللامحدود، و"الفيتو" الأمريكي خير شاهد على الانحياز السافر غير الأخلاقي من جانب واشنطن لصالح إسرائيل، وكأنَّ هذا الكيان المحتل الحقير هو الذي يُدير أمريكا.
وإلى جانب ذلك، فإنَّ الموقف الوقح من الخارجية الأمريكية والمتمثل في مقاطعة المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية الإيطالية فرانشيسكا البانيز، وفرض عقوبات عليها، دليل آخر على الإرهاب السياسي ضد كل من يُخالف وينتقد الممارسات الصهيونية على أرض فلسطين، وذلك لأنَّ ألبانيزي وثقت الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بقطاع غزة في عدة تقارير، وطالبت بملاحقة الجهات والشخصيات الضالعة فيها.
ولقد خرج وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، علينا بتصريح فاضح نشره على موقع "إكس"، يتباهى فيه بفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة. وكأنَّ الوقوف إلى جانب الإنسانية والعدالة بات أمراً مشيناً في ميزان العدالة الأمريكية المختل.
إننا عندما نتحدث عن جريمة القرن، لا نشير وحسب إلى جرائم الصهيونية في غزة؛ بل أيضًا إلى جريمة الصمت والخذلان، جريمة الخزي والعار، في عالمنا العربي، جريمة التواطؤ وخيانة ضمير الأمة، ودهس إرادة الشعوب وكبت غضبها، وسحق الكرامة وكسر الأنفس؛ فلو أنَّ الحكومات استمعت إلى شعوبها التي تتألم لآلام الشعب الفلسطيني، ولو أن الحكومات ارتكزت على هذه الإرادة الشعبية الجارفة التي تناصر الحق الفلسطيني وتعادي الظلم الصهيو-أمريكي، لوقفت في وجه ترامب ونتنياهو (فرعون وهامان هذا العصر) وقالت: كفى! كفى عدوانًا وكفى إبادة جماعية وكفى دماء وكفى ظلماً وكفى ومليون كفى!! لكن من المؤسف أن ذلك لن يحدث!
ويبقى القول.. إنَّ المطلوب الآن قبل أي وقت آخر، أن تتحد الجهود الشعبية حول العالم، لمحاسبة مجرم الحرب نتنياهو وضمان عدم إفلاته من العقاب، ونقترح هنا في هذا السياق، تأسيس رابطة عالمية لمُعاقبة مجرم الحرب نتنياهو ودعم محاكمته أمام محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية، وإقامة قضايا محلية في كل دولة من دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، لمنعه من دخولها، أو استصدار أمر اعتقال بحقه هو وجميع أعضاء حكومته الإرهابية، ومن ثم محاكمتهم وإنزال أقصى العقوبات بهم، فلا يجب أن تمر جريمة القرن مرور الكرام، وعلى الشرفاء والأحرار في هذا العالم أن يسعوا ويجاهدوا من أجل هذا الهدف النبيل والعادل والمُناصر للإنسانية، لكي لا يقول أحفادنا ومن سيأتي من بعدهم، إنَّ الأجداد تجرَّدوا من إنسانيتهم أو أنهم مارسوا أسوأ أشكال الخذلان بحق الشعب الفلسطيني الجريح.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ يوم واحد
- جريدة الرؤية
محادثات نووية مرتقبة بين إيران ودول الترويكا في إسطنبول
طهران- الوكالات قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إنه ستعقد يوم الجمعة القادم محادثات نووية في إسطنبول مع دول الترويكا الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وذلك بعد تحذيرات هذه الدول من أن عدم استئناف المفاوضات سيؤدي إلى إعادة فرض عقوبات دولية على طهران. ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن إسماعيل بقائي المتحدث باسم الخارجية قوله "الاجتماع مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا سيتم على مستوى نواب وزراء الخارجية". وتأتي المحادثات المقرر عقدها بعد أيام قليلة من إجراء وزراء خارجية الترويكا ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس أول مكالمة هاتفية لهم مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي منذ الهجوم الإسرائيلي الأميركي على منشآت نووية إيرانية الشهر الماضي. وتشكل الترويكا الأوروبية، ومعها الصين وروسيا، الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 ورُفعت بموجبه العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. فرض عقوبات وأعلنت المجموعة الأوروبية أنها ستعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران عبر ما يسمى آلية إعادة فرض العقوبات بحلول نهاية أغسطس/آب، وذلك إذا لم تُستأنف المحادثات النووية التي كانت جارية بين إيران والولايات المتحدة قبل الحرب الجوية الإسرائيلية الإيرانية أو إذا لم تتحقق أي نتائج ملموسة. وقال عراقجي قبل أيام "إذا أراد الاتحاد الأوروبي والترويكا الأوروبية أن يكون لهما دور، فعليهما التصرف بمسؤولية والتخلي عن سياسات التهديد والضغط التي عفا عليها الزمن" بما في ذلك سياسة إعادة فرض العقوبات التي "ليس لها أي أساس أخلاقي أو قانوني على الإطلاق". وبموجب بنود قرار الأمم المتحدة الذي أقر الاتفاق النووي لعام 2015، يمكن للترويكا الأوروبية إعادة فرض عقوبات أممية على طهران بحلول 18 أكتوبر/تشرين الأول 2025. وقبل الحرب الإسرائيلية الإيرانية، عقدت طهران وواشنطن 5 جولات من المحادثات النووية بوساطة عُمانية لكنهما واجهتا عقبات رئيسية مثل تخصيب اليورانيوم بإيران الذي تسعى القوى الغربية لخفضه إلى الصفر للحد من أي خطر للتسليح. وتؤكد طهران مرارا أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط.


عمان اليومية
منذ 2 أيام
- عمان اليومية
رضّع غزة «يموتون جوعا».. والأونروا: إسرائيل تجوّع مليون طفل
رضّع غزة «يموتون جوعا».. والأونروا: إسرائيل تجوّع مليون طفل غزة «وكالات»:أصدر الجيش الإسرائيلي اليوم تعليمات بإخلاء مناطق في وسط قطاع غزة مكتظة بالنازحين الفلسطينيين بينما وأعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 73 فلسطينيا على الأقل وإصابة العشرات عندما أطلقت القوات لإسرائيلية النار باتّجاه أشخاص ينتظرون الحصول على مساعدات شمال غرب مدينة غزة. وأتى ذلك بينما ندد البابا لاوون الرابع عشر بـ«همجية» حرب غزة اليوم داعيا إلى وقف «اللجوء العشوائي للقوة». وأثار طلب الإخلاء العسكري الذي قد يشير إلى هجوم وشيك على أحياء في دير البلح قلق عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين يخشون أن يكون أقاربهم محتجزين هناك. ودمرت الحرب المتواصلة بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس منذ أكثر من21 شهرا جزءا كبيرا من غزة، وهناك مخاوف من تسارع وتيرة الجوع. وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن مئات الأشخاص ربما يلقون حتفهم قريبا مع اكتظاظ المستشفيات بمرضى يعانون من الدوار والإعياء بسبب شح الطعام وانهيار عمليات إيصال المساعدات. وقالت وزارة الصحة التي تسيطر عليها حركة حماس «أعداد غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من كافة الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد وإعياء شديدين ونحذر بأن المئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتم نتيجة الجوع وتخطي قدرة أجسادهم على الصمود». وقالت الأمم المتحدة أيضا اليوم إن المدنيين يتضورون جوعا ويحتاجون إلى تدفق المساعدات على نحو عاجل. وألقى الجيش الإسرائيلي منشورات من السماء تطالب الناس في مناطق عدة بجنوب غرب دير البلح، حيث يحتمي مئات الآلاف من النازحين من سكان غزة، بمغادرة منازلهم والاتجاه جنوبا. وقال الجيش «يواصل جيش الدفاع (الإسرائيلي) العمل بقوة كبيرة لتدمير قدرات العدو والبنية التحتية للإرهاب في المنطقة» مضيفا أنه لم يدخل هذه المناطق خلال الصراع الحالي. من جهة ثانية، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، اليوم، بأن السلطات الإسرائيلية تجوّع مليون طفل في غزة. وقالت الأونروا، في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك، إن «السلطات الإسرائيلية تجوّع المدنيين في غزة.. من بينهم مليون طفل». وطالبت «مجددا» بفك الحصار والسماح للأونروا بإدخال الأغذية والأدوية. وفي السياق ذاته، توفي خلال الأيام الماضية العديد من الأطفال الرضّع في غزة كان آخرهم طفل يحيى فادي النجار والطفلة الفلسطينية رزان ابو زاهر، اليوم؛ بسبب سوء التغذية والمجاعة في قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح قوله إن «الطفلة رزان أبو زاهر 4 أعوام توفيت نتيجة مضاعفات سوء التغذية والجوع في القطاع المحاصر». وأفادت مصادر طبية بأن المستشفيات في قطاع غزة تتعامل مع مئات من مختلف الأعمار ممن أصابهم الجوع الحاد وسوء التغذية، إذ إنهم في حالات إجهاد حادة. وأشارت إلى أن هناك 17 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، كما أنه يتم التعامل مع مرضى لديهم حالات من الإجهاد وفقدان الذاكرة الناتجة عن الجوع الحاد، والمستشفيات ليس لديها أسرة طبية وأدوية تكفي العدد الهائل من المصابين بسوء التغذية الحاد. وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين مارس ويونيو الماضيين، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. وأوضحت أن المراكز الصحية والنقاط الطبية التابعة للأونروا قد أجرت في هذه الفترة ما يقرب من 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية، وحددت ما يقرب من 5500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم. قول السلطات الصحية إن ما مجموعه 45 شخصا قتلوا في هجمات إسرائيلية وغارات جوية على أنحاء القطاع اليوم. ويقول سكان إن العثور على أغذية أساسية مثل الدقيق (الطحين) بات مستحيلا. وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 71 طفلا على الأقل توفوا من سوء التغذية خلال الحرب بينما يعاني 60 ألف طفل من أعراض سوء التغذية. وزادت أسعار الأغذية بما يفوق قدرة معظم السكان. ويزيد عدد سكان القطاع عن مليوني نسمة. وقال كثيرون تحدثوا إلى رويترز عبر تطبيقات للتراسل إن بعضهم لم يتناول سوى وجبة واحدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في حين قال آخرون إنهم لم يتناولوا أي طعام على الإطلاق. وقال زياد، وهو ممرض في القطاع، لرويترز «أنا كأب بصحى من الفجر مشان أدوّر على أكل حتى لو رغيف خبز مشان أطفالي الخمسة اللي عندي، لكن كله على الفاضي». وتابع قائلا «الناس اللي ما ماتت من القصف راح تموت من الجوع. إحنا اللي بدنا إياه إنه الحرب تنتهي، ويصير هدنة حتى لو لشهرين». وقال آخرون إنهم يشعرون بالدوار وهم يسيرون في الشارع وإن الكثيرين يتعرضون للإغماء خلال سيرهم. ويترك الآباء الخيام للتهرب من أسئلة أطفالهم عن الطعام. إجلاء الأطفال المصابين في غزة وإنقاذهم من الموت من جهة أخرى، حثت اسكتلندا رئيس الوزراء البريطاني على التواصل معها من أجل إجلاء الأطفال المصابين في غزة وإنقاذهم من الموت. وكتب الوزير الأول في اسكتلندا جون سويني إلى كير ستارمر في وقت سابق من الشهر الجاري، قائلا إن اسكتلندا «مستعدة» لاستقبال بعض من ألفي طفل في غزة أصيبوا بجروح جراء القصف الإسرائيلي للمنطقة، لتلقي العلاج في هيئة الخدمات الصحية الوطنية. لكن سويني قال إنه لم يتلق أي رد من ستارمر. وفي سياق متصل، ندد البابا لاوون الرابع عشر بـ«همجية» حرب غزة اليوم داعيا إلى وقف «اللجوء العشوائي للقوة»، بعد أيام على ضربة للجيش الإسرائيلي أصابت كنيسة كاثوليكية في القطاع. وجدد البابا دعوته إلى الوقف الفوري لـ«همجية الحرب وأن يتم التوصل إلى حل سلمي للصراع»، وذلك بعد مقتل ثلاثة أشخاص في القصف الذي طال الخميس الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع. وقال البابا، الذي تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غداة الهجوم على الكنيسة، «أعبَّر عن ألمي العميق حيال هجوم الجيش الإسرائيلي على الرعية الكاثوليكية للعائلة المقدسة في مدينة غزة». وكانت الكنيسة تؤوي حوالي 600 نازح، غالبيتهم من الأطفال، ومن بينهم العشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة. وأعلنت إسرائيل من جانبها، أن الجيش يحقق في الضربة. وأضاف البابا اليوم أنّ «هذا العمل يُضاف وللأسف إلى الهجمات العسكرية المستمرة ضد المدنيين وضد دُور العبادة في غزة». ووجّه نداء إلى المجتمع الدولي «من أجل ضمان القانون الإنساني وحماية المدنيين ومنع العقاب الجماعي واللجوء العشوائي إلى القوة والتهجير القسري للسكان». ويعيش في قطاع غزة 2.4 مليون نسمة، معظمهم نزحوا مرة واحدة على الأقل منذ الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023.


عمان اليومية
منذ 2 أيام
- عمان اليومية
القوى الأوروبية تخطط لـ"محادثات نووية جديدة" مع إيران في الأيام المقبلة
القوى الأوروبية تخطط لـ"محادثات نووية جديدة" مع إيران في الأيام المقبلة برلين"وكالات": ذكرت تقارير مطلعة في طهران اليوم الأحد أن إيران وافقت على إجراء مباحثات مع الدول الأوروبية بشأن برنامجها النووي على مستوى نواب وزراء الخارجية. ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، ذات الصلة بالحرس الثوري الإيراني عن مصادر مطلعة القول " تم التوصل إلى اتفاق بشأن مبدأ المفاوضات، في حين ستتواصل المشاورات بشأن التوقيت والمكان". وأشارت تقارير أخرى إلى أنه من المقرر عقد جولة مباحثات على مستوى نواب وزراء الخارجية خلال الأسبوع المقبل. ويعد هذا اللقاء هو الأول منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الشهر الماضي، لينهى الأعمال العدائية بين إيران وإسرائيل. وتشارك كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في اجراء المحادثات الجديدة مع إيران بشأن برنامجها النووي، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي ألماني فرانس برس اليوم الأحد. وقال المصدر إن الدول الأوروبية الثلاث "على اتصال مع إيران لتحديد موعد لإجراء مزيد من المحادثات خلال الأسبوع المقبل"، بعد تحذيرات من القوى الأوروبية من إمكانية إعادة تفعيل العقوبات الدولية على إيران ما لم تستأنف المفاوضات. ذكرت وكالة تسنيم للأنباء، اليوم الأحد أن إيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا اتفقت على إجراء محادثات بشأن برنامج طهران النووي، وذلك بعد تحذيرات الدول الأوروبية الثلاث، المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، من أن عدم استئناف المفاوضات سيؤدي إلى إعادة فرض عقوبات دولية على إيران. ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع قوله "جرى الاتفاق على مبدأ المحادثات، لكن المشاورات مستمرة بشأن موعد ومكان انعقادها. ولم يُحدد البلد الذي قد تعقد فيه المحادثات" خلال أيام. يأتي هذا التقرير بشأن المحادثات المحتملة بعد أيام قليلة من إجراء وزراء خارجية الترويكا الأوروبية ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أول مكالمة هاتفية لهم مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي منذ الهجوم الإسرائيلي الأمريكي على منشآت نووية إيرانية الشهر الماضي. وتشكل الترويكا الأوروبية، ومعها الصين وروسيا، الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 ورُفعت بموجبه العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وأعلنت المجموعة الأوروبية أنها ستعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران عبر ما يسمى آلية إعادة فرض العقوبات بحلول نهاية أغسطس إذا لم تُستأنف المحادثات النووية التي كانت جارية بين إيران والولايات المتحدة قبل الحرب الجوية الإسرائيلية الإيرانية أو إذا لم تتحقق أي نتائج ملموسة. وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد شدد الجمعة الماضية على أن الأوروبيين لا يملكون أي "أساس أخلاقي وقانوني" لتفعيل آلية الزناد في مجلس الأمن، بعد تلويحهم بإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران في حال عدم تحقيق تقدم في المباحثات بشأن ملفها النووي. وكتب عراقجي على منصة إكس "اذا أراد الاتحاد الاوروبي والترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) أداء دور، عليهم التصرف بمسؤولية وأن يضعوا جانبا سياسات التهديد والضغط المستهلَكة، بما في ذلك آلية الزناد، في حين انهم لا يحظون بأي أساس أخلاقي (أو) قانوني". وأشار الى أن "عقد جولة جديدة من المباحثات ممكن فقط في حال كان الطرف الآخر مستعدا لاتفاق نووي عادل، متوازن، ويعود بالفائدة المتبادلة". وخلال المكالمة الجمعة، حذّر الأوروبيون من أنه إذا لم تعد إيران إلى المحادثات قريبا، فإنهم سيفعلون آلية "العودة السريعة" (آلية الزناد) لإعادة فرض العقوبات التي تم رفعها بموجب اتفاق عام 2015 للحد من إنتاج طهران النووي. وكانت إيران والولايات المتحدة عقدتا عدة جولات من المفاوضات النووية قبل أن تشن إسرائيل حربها التي استمرت 12 يوما ضد إيران في 13 يونيو. لكن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانضمام إلى إسرائيل في ضرب ثلاث منشآت نووية إيرانية أنهى المحادثات. وقال المصدر الألماني "يجب ألا يُسمح لإيران أبدا بامتلاك سلاح نووي. ولهذا السبب، تواصل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة العمل بشكل مكثف ضمن مجموعة الدول الأوروبية الثلاث لإيجاد حل دبلوماسي مستدام ويمكن التحقق منه للبرنامج النووي الإيراني". وتنفي إيران سعيها لتطوير سلاح نووي. فرض الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى والذي أطلق عليه اسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، قيودا كبيرة على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات عليها. لكن الاتفاق بدأ ينهار في عام 2018، خلال ولاية ترامب الأولى، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه وأعادت فرض عقوبات على إيران. وأضاف المصدر الألماني "إذا لم يتم التوصل إلى حل خلال الصيف، فإن إعادة فرض العقوبات تظل خيارا أمام مجموعة الدول الأوروبية الثلاث". وبموجب بنود قرار الأمم المتحدة الذي أقر الاتفاق النووي لعام 2015، يمكن للترويكا الأوروبية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران بحلول 18 أكتوبر 2025. وقبل الحرب الإسرائيلية الإيرانية، عقدت طهران وواشنطن خمس جولات من المحادثات النووية لكنهما واجهتا عقبات رئيسية مثل تخصيب اليورانيوم في إيران الذي تسعى القوى الغربية إلى خفضه إلى الصفر للحد من أي خطر للتسليح. وتؤكد طهران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط. وفي الشأن الايراني ايضا، نقلت وسائل اعلام في طهران اليوم الأحد عن محمود موسوي نائب قائد العمليات في الجيش الايراني قوله إن إيران استبدلت أنظمة الدفاع الجوي التي تضررت خلال الحرب التي دارت مع إسرائيل الشهر الماضي. وكانت القوات الجوية الإسرائيلية قد هيمنت على المجال الجوي الإيراني خلال المواجهة بين الجانبين في يونيو حزيران الماضي، ووجهت ضربات قوية للدفاعات الجوية الإيرانية في حين شنت القوات المسلحة الإيرانية هجمات متتالية بالصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف داخل إسرائيل. وقال موسوي "تعرضت بعض دفاعاتنا الجوية لأضرار، وهذا أمر لا يمكننا إخفاؤه، لكن زملاءنا استخدموا الموارد المحلية واستبدلوها (الأنظمة المتضررة) بأنظمة بديلة كانت مجهزة سلفا ومخزنة في مواقع مناسبة من أجل الحفاظ على أمن المجال الجوي". وقبل الحرب، كانت إيران تعتمد على منظومة الدفاع الجوي المحلية بعيدة المدى بعيدة (باور 373) إلى جانب منظومة (إس 300) الروسية الصنع. ولم يشر تقرير وكالة دفاع برس إلى استيراد أي أنظمة دفاع جوي أجنبية الصنع خلال الأسابيع القليلة الماضية. وفي أعقاب غارات إسرائيلية محدودة على مصانع الصواريخ الإيرانية في أكتوبر الماضي، عرضت إيران لاحقا أنظمة دفاع جوي روسية الصنع في مناورة عسكرية لإظهار تعافيها السريع من تلك الهجمات.