
القوى الأوروبية تخطط لـ"محادثات نووية جديدة" مع إيران في الأيام المقبلة
برلين"وكالات": ذكرت تقارير مطلعة في طهران اليوم الأحد أن إيران وافقت على إجراء مباحثات مع الدول الأوروبية بشأن برنامجها النووي على مستوى نواب وزراء الخارجية.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، ذات الصلة بالحرس الثوري الإيراني عن مصادر مطلعة القول " تم التوصل إلى اتفاق بشأن مبدأ المفاوضات، في حين ستتواصل المشاورات بشأن التوقيت والمكان".
وأشارت تقارير أخرى إلى أنه من المقرر عقد جولة مباحثات على مستوى نواب وزراء الخارجية خلال الأسبوع المقبل.
ويعد هذا اللقاء هو الأول منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الشهر الماضي، لينهى الأعمال العدائية بين إيران وإسرائيل.
وتشارك كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في اجراء المحادثات الجديدة مع إيران بشأن برنامجها النووي، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي ألماني فرانس برس اليوم الأحد.
وقال المصدر إن الدول الأوروبية الثلاث "على اتصال مع إيران لتحديد موعد لإجراء مزيد من المحادثات خلال الأسبوع المقبل"، بعد تحذيرات من القوى الأوروبية من إمكانية إعادة تفعيل العقوبات الدولية على إيران ما لم تستأنف المفاوضات.
ذكرت وكالة تسنيم للأنباء، اليوم الأحد أن إيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا اتفقت على إجراء محادثات بشأن برنامج طهران النووي، وذلك بعد تحذيرات الدول الأوروبية الثلاث، المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، من أن عدم استئناف المفاوضات سيؤدي إلى إعادة فرض عقوبات دولية على إيران.
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع قوله "جرى الاتفاق على مبدأ المحادثات، لكن المشاورات مستمرة بشأن موعد ومكان انعقادها. ولم يُحدد البلد الذي قد تعقد فيه المحادثات" خلال أيام.
يأتي هذا التقرير بشأن المحادثات المحتملة بعد أيام قليلة من إجراء وزراء خارجية الترويكا الأوروبية ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أول مكالمة هاتفية لهم مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي منذ الهجوم الإسرائيلي الأمريكي على منشآت نووية إيرانية الشهر الماضي.
وتشكل الترويكا الأوروبية، ومعها الصين وروسيا، الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 ورُفعت بموجبه العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وأعلنت المجموعة الأوروبية أنها ستعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران عبر ما يسمى آلية إعادة فرض العقوبات بحلول نهاية أغسطس إذا لم تُستأنف المحادثات النووية التي كانت جارية بين إيران والولايات المتحدة قبل الحرب الجوية الإسرائيلية الإيرانية أو إذا لم تتحقق أي نتائج ملموسة.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد شدد الجمعة الماضية على أن الأوروبيين لا يملكون أي "أساس أخلاقي وقانوني" لتفعيل آلية الزناد في مجلس الأمن، بعد تلويحهم بإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران في حال عدم تحقيق تقدم في المباحثات بشأن ملفها النووي.
وكتب عراقجي على منصة إكس "اذا أراد الاتحاد الاوروبي والترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) أداء دور، عليهم التصرف بمسؤولية وأن يضعوا جانبا سياسات التهديد والضغط المستهلَكة، بما في ذلك آلية الزناد، في حين انهم لا يحظون بأي أساس أخلاقي (أو) قانوني".
وأشار الى أن "عقد جولة جديدة من المباحثات ممكن فقط في حال كان الطرف الآخر مستعدا لاتفاق نووي عادل، متوازن، ويعود بالفائدة المتبادلة".
وخلال المكالمة الجمعة، حذّر الأوروبيون من أنه إذا لم تعد إيران إلى المحادثات قريبا، فإنهم سيفعلون آلية "العودة السريعة" (آلية الزناد) لإعادة فرض العقوبات التي تم رفعها بموجب اتفاق عام 2015 للحد من إنتاج طهران النووي.
وكانت إيران والولايات المتحدة عقدتا عدة جولات من المفاوضات النووية قبل أن تشن إسرائيل حربها التي استمرت 12 يوما ضد إيران في 13 يونيو.
لكن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانضمام إلى إسرائيل في ضرب ثلاث منشآت نووية إيرانية أنهى المحادثات.
وقال المصدر الألماني "يجب ألا يُسمح لإيران أبدا بامتلاك سلاح نووي. ولهذا السبب، تواصل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة العمل بشكل مكثف ضمن مجموعة الدول الأوروبية الثلاث لإيجاد حل دبلوماسي مستدام ويمكن التحقق منه للبرنامج النووي الإيراني".
وتنفي إيران سعيها لتطوير سلاح نووي.
فرض الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى والذي أطلق عليه اسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، قيودا كبيرة على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات عليها.
لكن الاتفاق بدأ ينهار في عام 2018، خلال ولاية ترامب الأولى، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه وأعادت فرض عقوبات على إيران.
وأضاف المصدر الألماني "إذا لم يتم التوصل إلى حل خلال الصيف، فإن إعادة فرض العقوبات تظل خيارا أمام مجموعة الدول الأوروبية الثلاث".
وبموجب بنود قرار الأمم المتحدة الذي أقر الاتفاق النووي لعام 2015، يمكن للترويكا الأوروبية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران بحلول 18 أكتوبر 2025.
وقبل الحرب الإسرائيلية الإيرانية، عقدت طهران وواشنطن خمس جولات من المحادثات النووية لكنهما واجهتا عقبات رئيسية مثل تخصيب اليورانيوم في إيران الذي تسعى القوى الغربية إلى خفضه إلى الصفر للحد من أي خطر للتسليح.
وتؤكد طهران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط.
وفي الشأن الايراني ايضا، نقلت وسائل اعلام في طهران اليوم الأحد عن محمود موسوي نائب قائد العمليات في الجيش الايراني قوله إن إيران استبدلت أنظمة الدفاع الجوي التي تضررت خلال الحرب التي دارت مع إسرائيل الشهر الماضي.
وكانت القوات الجوية الإسرائيلية قد هيمنت على المجال الجوي الإيراني خلال المواجهة بين الجانبين في يونيو حزيران الماضي، ووجهت ضربات قوية للدفاعات الجوية الإيرانية في حين شنت القوات المسلحة الإيرانية هجمات متتالية بالصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف داخل إسرائيل.
وقال موسوي "تعرضت بعض دفاعاتنا الجوية لأضرار، وهذا أمر لا يمكننا إخفاؤه، لكن زملاءنا استخدموا الموارد المحلية واستبدلوها (الأنظمة المتضررة) بأنظمة بديلة كانت مجهزة سلفا ومخزنة في مواقع مناسبة من أجل الحفاظ على أمن المجال الجوي".
وقبل الحرب، كانت إيران تعتمد على منظومة الدفاع الجوي المحلية بعيدة المدى بعيدة (باور 373) إلى جانب منظومة (إس 300) الروسية الصنع. ولم يشر تقرير وكالة دفاع برس إلى استيراد أي أنظمة دفاع جوي أجنبية الصنع خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وفي أعقاب غارات إسرائيلية محدودة على مصانع الصواريخ الإيرانية في أكتوبر الماضي، عرضت إيران لاحقا أنظمة دفاع جوي روسية الصنع في مناورة عسكرية لإظهار تعافيها السريع من تلك الهجمات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ 19 ساعات
- جريدة الرؤية
ضغوط متزايدة على إسرائيل لوقف الهجوم المرتقب على قطاع غزة
القدس/القاهرة - رويترز طالب وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإلغاء خطته للسيطرة على مدينة غزة لصالح خطة أكثر صرامة، بينما قالت إيطاليا اليوم الأحد إن الخطة قد تؤدي إلى ما يشبه ما حدث في "فيتنام" بالنسبة للجيش الإسرائيلي. ووافقت الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل التي يرأسها نتنياهو، والوزير سموتريتش عضو فيها، على خطة بالأغلبية يوم الجمعة لتوسيع العمليات العسكرية في القطاع الفلسطيني الممزق لمحاولة هزيمة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وأثارت هذه الخطوة موجة من الإدانات داخل إسرائيل، إذ تظاهر آلاف الأشخاص في تل أبيب أمس السبت مطالبين بالوقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، وانهالت الإدانات على الحكومة الإسرائيلية من الخارج أيضا. ومن المتوقع أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق اليوم الأحد لمناقشة الخطة، إذ عبرت عدد من الدول عن قلقها من أنها قد تؤدي إلى تفاقم أزمة الجوع الحادة بالفعل بين الفلسطينيين. ومن المقرر أن يعقد نتنياهو مؤتمرا صحفيا لوسائل الإعلام الدولية في إسرائيل وأن يدلي بتصريحات ينقلها التلفزيون في وقت لاحق من اليوم. ولم يتضح بعد ما سيقوله. وقال سموتريتش إنه فقد الثقة في قدرة نتنياهو ورغبته في تحقيق النصر على حماس. وقال في لقطات مصورة على منصة إكس في وقت متأخر من أمس السبت، إن الخطة الجديدة تهدف إلى إعادة حماس إلى مفاوضات وقف إطلاق النار. وأضاف أن رئيس الوزراء والحكومة قرروا القيام "بالمزيد من نفس الشيء"، في إشارة إلى أن القوات الإسرائيلية دخلت المدينة من قبل وفشلت في هزيمة حماس. ويقول هو وأعضاء آخرون من اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو إن الخطة لا ترتقي للمستوى المطلوب بينما حذر الجيش، الذي يعارض الحكم العسكري في غزة، من أن ذلك سيعرض الرهائن المتبقين لدى حماس وكذلك القوات الإسرائيلية للخطر. ولم يصل سموتريتش إلى حد توجيه إنذار واضح لنتنياهو. ونادى حلفاء آخرون لنتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف بتنفيذ احتلال عسكري كامل لغزة وضم مساحات واسعة من القطاع وترحيل جزء كبير من سكانه الفلسطينيين. وقال وزير الأمن الوطني إيتمار بن جفير، الذي أطلق دعوات مماثلة، لإذاعة الجيش اليوم الأحد إن خطة السيطرة على مدينة غزة جيدة، طالما أنها خطوة أولى. وحذر الجيش الإسرائيلي من أن توسيع الهجوم قد يعرض حياة الرهائن الذين لا تزال حماس تحتجزهم في غزة والذين يُعتقد أن عددهم حوالي 20 رهينة، للخطر، ويجر قوات الجيش إلى حرب عصابات طويلة الأمد وقد تؤدي لسقوط قتلى. وقالت إيطاليا إن على إسرائيل أن تستجيب لتحذيرات جيشها. وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في مقابلة مع صحيفة إل ميساجيرو اليومية "غزو غزة قد يتحول إلى فيتنام بالنسبة للجنود الإسرائيليين". وكرر الدعوات إلى إرسال بعثة للأمم المتحدة بقيادة دول عربية "لإعادة توحيد الدولة الفلسطينية" وقال إن إيطاليا مستعدة للمشاركة. ومن المرجح أن يناقش مجلس الأمن الأزمة الإنسانية في غزة واحتمالات تفاقمها إذا ما مضت إسرائيل قدما في الخطة، لكن لا توجد حتى الآن رغبة كبيرة لدى الدول العربية لإرسال قواتها. * مقتل فتى جراء عملية إنزال جوي تعرضت إسرائيل بالفعل لضغوط متزايدة بسبب انتشار الجوع والعطش في القطاع، مما دفعها إلى الإعلان عن سلسلة من الإجراءات الجديدة لتسهيل توزيع المساعدات. وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إنه تم توزيع محتويات ما يقرب من 1900 شاحنة مساعدات الأسبوع الماضي عند معبري كرم أبو سالم وزيكيم الحدوديين في غزة. وتقول الأمم المتحدة إن غزة بحاجة إلى إدخال المزيد من المساعدات، ولم يتسن الحصول على تعليق بعد من متحدث باسم المنظمة بشأن العدد المذكور. من ناحية أخرى قال مسعفون أمس السبت إن فتى عمره 14 عاما قُتل جراء عملية إنزال جوي للمساعدات عندما سقط صندوق على مخيم في وسط غزة. وأظهر مقطع مصور تحققت منه رويترز وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي صندوق المساعدات الذي سقط بالمظلة على الفتى الذي كان ينتظر الطعام بين عدد من الفلسطينيين اليائسين الآخرين. وقال المكتب الحكومي في قطاع غزة الذي تديره حماس إن الوفاة الجديدة ترفع عدد القتلى جراء عمليات الإنزال الجوي إلى 23 شخصا منذ بداية الحرب قبل عامين تقريبا. وقال المكتب "لقد حذرنا مرارا من خطورة هذه الأساليب غير الإنسانية، وأطلقنا مطالبات متكررة بإدخال المساعدات من خلال المعابر البرية بشكل آمن وكاف، وخاصة الغذاء وحليب الأطفال والأدوية والمستلزمات الطبية". وذكرت وزارة الصحة أن خمسة أشخاص آخرين، من بينهم طفلان، توفوا بسبب سوء التغذية والجوع في غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما يرفع عدد الوفيات المرتبطة بهذه الأسباب إلى 217 حالة من بينهم 100 طفل. واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 عندما شن مسلحون بقيادة حماس هجوما على جنوب إسرائيل تقول إحصاءات إسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة. وتقول السلطات الإسرائيلية إن 20 من 50 رهينة متبقين في غزة ما زالوا على قيد الحياة. وتقول سلطات الصحة في غزة إن الهجوم الإسرائيلي أدى منذ ذلك الحين إلى مقتل أكثر من 61 ألف فلسطيني، كما ترك معظم القطاع في حالة خراب. وقال مسعفون في غزة إن النيران الإسرائيلية قتلت ستة فلسطينيين على الأقل اليوم الأحد، أربعة منهم في غارة جوية في خان يونس واثنان بين حشود تسعى للحصول على مساعدات في وسط غزة. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي بعد على هذا التقرير.


جريدة الرؤية
منذ يوم واحد
- جريدة الرؤية
ترامب يرشح بروس لمنصب نائب رئيس المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة
واشنطن- رويترز أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترشيح المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس لمنصب نائب المندوب الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال": "يسعدني أن أعلن ترشيح تامي بروس - الوطنية العظيمة، ومقدمة البرامج التلفزيونية، ومؤلفة الكتب الأكثر مبيعا - لمنصب نائبة الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة بدرجة سفير". وأضاف: "منذ بداية فترتي الثانية، شغلت تامي بكل فخر منصب المتحدثة باسم وزارة الخارجية، حيث قامت بعمل رائع. ستقوم تامي بروس بتمثيل بلادنا بشكل ممتاز في الأمم المتحدة". وفي مايو الماضي، رشح ترامب مستشاره السابق للأمن القومي مايك والتز لمنصب الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. وأفادت قناة "فوكس نيوز" بأن إبعاد والتز كان مرتبطا بحادثة تطبيق "سيغنال" المثيرة للجدل، عندما دُعي رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك" جيفري غولدبيرغ بالخطأ إلى محادثة تضم ممثلين رفيعي المستوى من إدارة الولايات المتحدة. وفي نهاية يوليو، أوصت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ في الكونغرس بالموافقة على ترشيح والتز لمنصب الممثل لدى الأمم المتحدة.


جريدة الرؤية
منذ 2 أيام
- جريدة الرؤية
التجويع والإبادة والضمير العالمي
محمد بن رامس الرواس أصبح التجويع الظالم الذي تمارسه دولة الكيان الإسرائيلي في غزة سلاحا فتاكا يمارس ضد أهلها الكرام، يقابله صمت مخزٍ للمجتمع الدولي في ظل ممارسات بشعة وجرائم تجاوزت حدود الإنسانية، إنها جرائم تنقل بالصوت والصورة مباشرة إلى أنحاء المعمورة، ولا تجد صدى لها إلا ما رحم الله. وجريمتا التجويع والإبادة برغم أن القانون الدولي وثقهما وحذرت منهما تقارير المنظمات الأممية إلا أن ما يحدث في قطاع غزة ليس نتيجة حرب؛ بل هو سياسة منهجية مقصودة تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني في غزة وتدمير مقومات حياته ومحو وجوده. إن الشواهد على ذلك كثيرة، منها كمائن الموت عند طوابير المساعدات، فعندما يقف الفلسطيني منتظرا بالطوابير بالساعات الطوال للحصول على لقمة العيش أو عندما يخرج من بيته يكون الموت بانتظاره في أي لحظة، لقد أشارت تقارير الأمم المتحدة ونقل لنا مراسلو المحطات التلفزيونية مقتل مئات الأشخاص أثناء انتظارهم للمساعدات الغذائية أو قل حتى كيس من الطحين نتيجة لاستهداف الجيش الاسرائيلي للقوافل الإغاثية وهي ليست حوادث فردية، بل نمط متكرر يظهر يوميا عند ظهور الغذاء ليصبح الغداء فخًا للموت. الأرقام لا تكذب، فقد أفادت منظمة اليونيسف بأن الأطفال في غزة "عالقون في دوائر لا تنتهي من الخوف والعنف والحرمان، ففي شمال قطاع غزة تضاعفت أعداد الوفيات بين الأطفال الرضع بسبب سوء التغذية الحاد والجفاف الذي أصابهم، ووفقًا لتقارير أممية لا يقتصر الأمر على منع دخول الغذاء بل يتعداه إلى تدمير مصادر الحياة نفسها بداخل القطاع، ولقد وثّقت منظمات مثل "هيومن رايتس ووتش" تدمير خزانات المياه الأساسية، واستهداف محطات تحلية المياه مما أجبر السكان على شرب مياه غير صالحة، الأمر الذي زاد من انتشار الأمراض والأوبئة. ويصف المُقرِّر الخاص للأمم المتحدة المعني بالسكن اللائق أن تدمير إسرائيل لغزة "يشكل عملًا من أعمال الإبادة الجماعية" فهناك أكثر من 80% من المنازل و50% من المباني دُمرت، مما يجعل القطاع "غير صالح للسكن". هذا التدمير لا يقتل الأفراد فحسب؛ بل يمحو أي فرصة للعودة والاستقرار، أضف إلى ذلك أن عددا قليلا جدا من المستشفيات من أصل 36 ما زالت تعمل بشكل جزئي في ظل نقص حاد في الإمدادات، هذا الاستهداف لا يقتل الجرحى والمرضى فحسب، بل يُفقد الأمل في أي رعاية طبية. ختاما.. في ظل هذه الوقائع أصبح الوقوف مع أهل غزة والتضامن معهم واجبا إنسانيا قبل أن يكون واجبا أخويّا وانتصارا للحرية والعدالة، فصمود أهل غزة ليس مجرد مقاومة؛ بل هو معركة كبرى كشفت هشاشة الضمير العالمي وغيابه.