
«هدنة غزة»: حراك الوسطاء يتواصل لتضييق فجوات الاتفاق
يأتي ذلك في أعقاب اجتماعات احتضنتها القاهرة لحركة «حماس» والفصائل الفلسطينية، عدّها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» في إطار حراك للوسطاء لإنهاء ترتيب الحل لليوم التالي، وتضييق فجوات الاتفاق المحتمل مع إسرائيل، في ضوء عودة المحادثات قبل نحو أسبوع، بعد تعثر في المفاوضات أواخر يوليو (تموز) بعد انسحاب أميركي - إسرائيلي للتشاور.
ويستقبل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الأحد، رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى، بمقر مجلس الوزراء في مدينة العلمين الجديدة، في جلسة مباحثات «تتناول مستجدات الأوضاع الإنسانية والطبية الكارثية في قطاع غزة، وجهود مصر للتوصل إلى وقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع»، وفق ما أورده إعلام مصري حكومي.
ويأتي اللقاء عقب اجتماع في القاهرة، الخميس، دعت خلاله فصائل فلسطينية، في بيان مشترك، مصر إلى «رعاية واحتضان عقد اجتماع وطني طارئ للقوى والفصائل الفلسطينية كافّة». وشددت الفصائل -ومن بينها «حماس»، و«الجهاد»، و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»- على ضرورة «التجاوب الكامل مع مبادرات ومقترحات الحل بما يحقق متطلباتنا الوطنية، بإنهاء العدوان وانسحاب قوات الاحتلال ورفع الحصار الظالم».
وسبق أن استضافت مدينة العلمين في يوليو (تموز) 2023 اجتماعاً لقادة الفصائل الفلسطينية، برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمشاركة 11 فصيلاً، بينها «حماس».
وجاء اجتماع الفصائل عقب عقد وفد «حماس»، منذ الأربعاء، «لقاءات ومحادثات في القاهرة تركز حول سبل وقف الحرب على القطاع، وإدخال المساعدات، وإنهاء معاناة شعبنا في غزة»، وفق ما أفاد طاهر النونو، القيادي في الحركة، في بيان آنذاك.
ويتزامن ذلك مع حديث مصادر مشاركة في المفاوضات لهيئة البث الإسرائيلية، السبت، عن أن مفاوضات إسرائيل و«حماس»، «تشهد بحثاً جدياً لاتفاق جزئي على مراحل لإطلاق سراح عدد كبير من الرهائن».
وسبق تلك الاجتماعات والأحاديث، لقاء في الدوحة، الخميس، قام به رئيس «الموساد»، ديفيد برنياع، بهدف إحياء محادثات وقف إطلاق النار بغزة، معلناً تخلي إسرائيل عن الصفقة الجزئية، وبحث جهود التوصل لصفقة شاملة، مؤكداً أنه «على الوسطاء إبلاغ (حماس) أن احتلال غزة الذي أقرّته إسرائيل قبل أسبوع أمر جديّ حال انهيار المفاوضات، وليس حرباً نفسية»، وفق ما ذكرته القناتان «12» و«13» الإسرائيليتان آنذاك.
بينما استعرض وزير خارجية مصر، السبت، خلال اتصالات هاتفية منفصلة مع نظرائه في الجزائر أحمد عطاف، وسنغافورة فيفيان بالاكريشنان، وألمانيا يوهان فاديفول، «الجهود التي تبذلها مصر في سبيل التوصل إلى اتفاق شامل يحقق الإفراج عن الرهائن والأسرى، ويوقف نزيف الدم الفلسطيني، ويكفل نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون أي قيود»، وفق ما نقلته «الخارجية المصرية»، السبت.
ويرى عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، أن الحراك المكثف في القاهرة والدوحة يوحي أن هناك فرصة لاتفاق، سواء جزئياً أو شاملاً، بعد ترتيبات للحل وتضييق فجوات الاتفاق، سواء في الانسحاب الإسرائيلي أو الضمانات.
ويشير إلى أن ظهور السلطة الفلسطينية في المشهد الخاص باجتماعات القاهرة مهم، ويحمل دلالة على أن لها دوراً في اليوم التالي، ويقطع الطريق أمام ذرائع إسرائيلية بشأن من يحكم في اليوم التالي بالقطاع.
كما يؤكد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن «حضور رئيس الوزراء الفلسطيني إلى القاهرة بعد لقاء الفصائل يحمل أهمية في إطار ترتيبات الحل لليوم التالي للحرب، ويعني أن (حماس) ربما اتخذت إجراءات أكثر مرونة في قضايا السلاح والحكم التي تُعدّ فاصلة بالنسبة إلى واشنطن وإسرائيل».
فتيان فلسطينيون يبحثون عن حطب لاستخدامه للتدفئة بجوار مبانٍ مدمّرة في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)
ولا يستبعد مطاوع أن يقود ذلك المشهد إلى صفقة شاملة، ولكنها لن تكون ضربة واحدة بل على مرحلة أو اثنتين بشكل متصل، لافتاً إلى أن الحراك في مصر يوحي أن القاهرة بلورت رؤية تجمع بين الصفقة الشاملة والجزئية تقود إلى تهدئة ونهاية الحرب.
ويأتي ذلك الحراك التفاوضي، بعد مرور نحو أسبوع على تصديق المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) في إسرائيل على خطة لاحتلال كامل قطاع غزة، دون البدء فيها حتى الآن، وسط رفض عربي واسع وانتقادات دولية.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، الجمعة، أنه «بعد مرور أسبوع من موافقة (الكابينت) على خطة احتلال (مدينة) غزة، تلقى الجيش الإسرائيلي أوامره بالاستعداد لاحتمال الدخول البري»، مشيرة إلى أنه «من غير المتوقع أن تدخل هذه الخطوة حيز التنفيذ قبل حلول سبتمبر (أيلول) المقبل، وخلال هذه الفترة تواصل القوات الإسرائيلية عملها الروتيني المخطط له».
وأفادت صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية، الجمعة، بأن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، سبق أن حذّر في اجتماع المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) من أن «صبر واشنطن على الحرب في غزة بدأ ينفد»، وأن الرئيس دونالد ترمب طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «تسريع العمليات العسكرية».
وأكد بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية، الجمعة، ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ورفض خطة احتلال غزة أو التصريحات المتلفزة لبنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بشأن ما يُسمى «إسرائيل الكبرى».
وفي مقابلة مع صحيفة «يولاندس بوستن» الدنماركية، عدّت رئيسة الوزراء ميته فريدريكسن، السبت، أن نظيرها الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُمثّل «مشكلة في حد ذاته»، وحكومته «تجاوزت الحدود»، مؤكدة رغبتها في الاستفادة من تسلّم بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، لزيادة الضغط على إسرائيل وفرض عقوبات، سواء ضد المستوطنين أو الوزراء أو حتى إسرائيل ككل، وفق ما نقلته «رويترز».
ويعتقد أنور، أن الجانب الإسرائيلي هو من يعقّد المفاوضات وينسفها في كل جولة، مشدداً على أن «الضغوط والرفض العربي والدولي قد يُسهمان في دفع مسار الاتفاق إلى الأمام حال ضغط واشنطن بشكل جدي لإنهاء الحرب».
ويرى مطاوع أن «الإدارة الأميركية عليها فرض مزيد من الضغوط لإنهاء الأمر في غزة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 22 دقائق
- الشرق الأوسط
مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الفصائل الفلسطينية تدرس خطة تتعلق بالمحتجزين الإسرائيليين
مع تصعيد وتيرة القصف والحصار بمدينة غزة، وتسارع الخطى الإسرائيلية الرامية للسيطرة على المدينة وأحيائها، تدرس فصائل فلسطينية مسلحة خطة تتعلق بالمحتجزين لديها بما يمكّنها من ممارسة ضغط على إسرائيل لمنع احتلال المدينة. ووفقاً للمصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، وهي من عدة فصائل مسلحة، فإن الخطة تدور بمسألة نقل أو الاحتفاظ بمحتجزين إسرائيليين في مدينة غزة، رغم بدء عملية عسكرية واسعة بها. وذكرت المصادر أن هذه الخطوة لا تزال قيد الدراسة ولم يُبت فيها بعد، والهدف منها ممارسة ضغط على إسرائيل، وربط مصير حياة بعض الرهائن الأحياء بقرارات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تهدف لاحتلال القطاع. وأشارت إلى أن هذا المقترح يخضع لدراسة الفصائل منذ أيام على مستويات عليا داخل قطاع غزة وخارجه. ولفتت إلى أن القرار، منذ بداية الحرب الحالية، كان ضرورة الحفاظ على حياة المحتجزين قدر الإمكان، لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين والتوصل إلى اتفاق وقف الحرب؛ مؤكدة أن هذا كان ملزماً للجميع، إلا أنه في ظل المتغيرات الحالية، فإن قراراً جديداً قد يُتخذ لإيصال رسالة واضحة بأن حياة الفلسطينيين وممتلكاتهم مرهونة بحياة هؤلاء الرهائن. وقال أحدها: «لم تعُد هناك خيارات أمام الغطرسة الإسرائيلية ووقف الجرائم المرتكبة بحق المواطنين العزل وتدمير منازلهم الممنهج، سوى اتخاذ قرارات غير عادية للتأكيد أن دم الفلسطيني لن يبقى وحده مستباحاً، ويجب أن يكون ثمنه غالياً؛ ليس فقط من حياة الجنود الذين سيدخلون إلى المدينة، بل ومن حياة المختطَفين الإسرائيليين الذين نرى أنهم ليسوا أكثر أهمية من دماء أبناء شعبنا». فلسطينيون يحملون جثامين قتلى هجوم إسرائيلي على مدينة غزة يوم الأحد (د.ب.أ) وأضاف: «لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام استمرار هذه الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا، ومحاولة إجبارهم على النزوح مجدداً من مناطق سكنهم للسيطرة على مدينة غزة وشمالها، وفرض واقع جديد على مستقبلهم». قال مصدر: «نحن على قناعة بأن نتنياهو ووزراء حكومته لا يأبهون بحياة مختطَفيهم، لكن أيضاً لا يمكننا القبول بالتضحية بحياة مواطنينا، أو جعلهم يدفعون الثمن وحدهم». ولفتت المصادر إلى أنه في حال اتخاذ القرار المتعلق بنقل بعض الأسرى، أو الاحتفاظ بهم بمدينة غزة، فستكون له تداعيات عدة؛ منها أنه سيسمح لمن يشرفون على تأمينهم - في حال شعروا بالخطر - بحرية التصرف بما لا يسمح لأي قوة إسرائيلية باستعادتهم أحياء، ما لم تكن هناك خيارات للتنقل بهم من مكان إلى آخر. وأكدت أنه كان هناك حرص بالغ، حتى في أصعب الظروف، على الحفاظ على حياة المحتجزين وتقديم العلاج اللازم لهم بعد إصابتهم في بعض الغارات، أو العمليات الإسرائيلية التي كانت تصيبهم وخاطفيهم. كما أكدت المصادر أن الآسرين كانوا كثيراً ما يحرمون أنفسهم من الطعام، لكي يحافظوا على حياة أسراهم. وتابعت أنه مع عدم اكتراث نتنياهو وحكومته بالرهائن وحياتهم، فلن تكون لدى الفصائل مشكلة في ظل الواقع الجديد الذي تحاول فرضه إسرائيل، من خلال عمليتها الجديدة بقطاع غزة في نقل بعضهم، أو الاحتفاظ بهم في مدينة غزة. وأشارت إلى أن الرهائن تعرضوا، كما هي الحال بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين، للعديد من الظروف الصعبة «خصوصاً في ظل سياسة التجويع التي اعتمدتها إسرائيل بحق المدنيين بحجج واهية». لقطة لمدينة غزة من طائرة عسكرية أردنية تحمل مساعدات للقطاع يوم الأحد (رويترز) وقالت إن ما ينطبق على المواطن بغزة ينطبق على الرهائن الذين عانوا هم أيضاً من المجاعة عناءً مأساوياً، «نتيجة سياسات حكومتهم التي تضحي بحياتهم بمثل هذه العمليات العسكرية»، بحسب حديث المصادر. وأشارت المصادر إلى أن هذا المقترح لم يكن مطروحاً في مدن ومناطق أخرى دخلتها إسرائيل مثل خان يونس وغيرها، لأن الخطة الحالية المتعلقة بمدينة غزة «تعد الأخطر على الإطلاق، وتهدف لتهجير السكان وإبقاء احتلالها لسنوات طويلة من دون أن يبقى فيها أي فلسطيني»، مؤكدة أن الفصائل ستسعى لإفشال ذلك المخطط بأي ثمن. وكان أبو عبيدة، الناطق باسم «كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس»، قد أكد في تصريحات منذ أسبوعين، أن الكتائب لا تتعمد تجويع الرهائن الإسرائيليين، وأنهم يأكلون مما يأكل منه عناصرها وجميع الفلسطينيين، وأنهم لن يحصلوا على أي امتياز خاص في ظل «جريمة التجويع والحصار»، كما وصفها. وأكد الاستعداد للتعامل بإيجابية والتجاوب مع أي طلب للصليب الأحمر بإدخال أطعمة وأدوية للمحتجزين الإسرائيليين، شريطة فتح ممرات إنسانية بشكل طبيعي ودائم لمرور الغذاء والدواء للفلسطينيين في كل مناطق القطاع. فتى عمره 16 عاماً أصيب بشلل دماغي بسبب سوء التغذية بمدينة غزة - 16 أغسطس 2025 (د.ب.أ) وطلب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وكذلك نتنياهو، من رئيس «الصليب الأحمر» في إسرائيل والأراضي المحتلة، جوليان ليريسون، المشاركة في تقديم الغذاء والرعاية الطبية للرهائن في قطاع غزة. وأكد «الصليب الأحمر» أنه يجري اتصالات مع كل الأطراف من أجل محاولة إيصال الدواء والغذاء إلى الرهائن، وأيضاً إلى سكان قطاع غزة. وجاءت هذه الخطوة بعد نشر «حماس» و«الجهاد الإسلامي» مؤخراً، مقاطع فيديو لمحتجزَين إسرائيليَّين ظهرا بحالة صحية غير جيدة نتيجة ظروف المجاعة التي تجتاح قطاع غزة. ويأتي ذلك كله وسط حراك جماهيري داخل إسرائيل، خصوصاً من عوائل المحتجزين، لمحاولة الضغط على الحكومة للتوصل إلى صفقة شاملة تعيد الجميع وتنهي الحرب، بينما لا يزال نتنياهو يصر على عدم قبول أي صفقات جزئية، ويؤكد أنه يسعى لصفقة شاملة بشروط إسرائيل المتعلقة بنزع سلاح «حماس» والفصائل الفلسطينية، وضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل لاحقاً؛ ويصر على إطلاق سراح جميع المحتجزين دفعةً واحدة، وأن تكون هناك سلطة أو جهة تحكم قطاع غزة، لا تتضمن «حماس» أو السلطة الفلسطينية. وصرَّحت مصادر مطَّلعة لـ«الشرق الأوسط»، السبت، بأن «حماس» أبلغت الوسطاء في الأيام القليلة الماضية، استعدادها لقبول المقترح الأخير الذي وضعه الوسطاء دون تعديلاتها التي أرفقتها عليها. وعقدت «حماس» وقيادة جهاز المخابرات المصرية سلسلة اجتماعات في القاهرة، كما عقد قياديوها وقيادات بعض الفصائل، لقاءات لبحث الدفع قدماً باتجاه أي اتفاق لإفشال مخطط إسرائيل بشأن احتلال غزة. وتسعى مصر بالتنسيق مع قطر، لمحاولة العودة إلى صفقة وقف إطلاق نار مؤقت لـ60 يوماً يُفرج خلالها عن 10 إسرائيليين أحياء، وعدد من الجثث، على أن تكون هناك مفاوضات فورية لصفقة أشمل، بما يضمن التوصل إلى اتفاق بشأن اليوم التالي لانتهاء الحرب في قطاع غزة.


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
صفقة بوتين.. الأرض مقابل السلام
فيما تتجه الأنظار نحو واشنطن لمعرفة نتائج لقاء الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب والأوكراني فلوديمير زيلينسكي، اليوم (الإثنين)، خصوصاً ما يتعلق بموقف كييف من «الصفقة» التي عرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة ألاسكا، توقع مصدران مطلعان أن تتخلى روسيا عن جيوب صغيرة تسيطر عليها في أوكرانيا مقابل تنازل كييف عن مساحات من أراضيها في شرق البلاد. ورغم أن القمة لم تتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما كان يرغب فيه ترمب، إلا أنه أفصح في مقابلة مع Fox News أنه ناقش مع بوتين نقل ملكية الأراضي والضمانات الأمنية لأوكرانيا، وقال: «اتفقنا إلى حد كبير، وأعتقد أننا قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق، على أوكرانيا أن توافق على ذلك. ربما سيقولون لا». وبحسب مصدرين مطلعين تحدثا لوسائل إعلام غربية، فإنه لم يعرف بعد ما إذا كانت المقترحات التي قدمها بوتين مجرد «مناورة افتتاحية» لتكون نقطة انطلاق للمفاوضات، أو أنها عرض نهائي غير خاضع للنقاش. ويستبعد عرض بوتين وقف إطلاق النار حتى يتم التوصل إلى اتفاق شامل، ما يعرقل مطلباً رئيسياً لزيلينسكي الذي يتمسك بوقف القتال أولاً. وأفاد المصدران بأنه بموجب الاتفاق الروسي المقترح، فإن أوكرانيا ستنسحب بالكامل من منطقتي دونيتسك ولوغانسك الشرقيتين، مقابل تعهد روسي بتجميد الجبهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين. وهو ما ترفضه كييف حتى الآن. وذكر المصدران أن روسيا ستكون مستعدة لإعادة مساحات صغيرة نسبياً من الأراضي الأوكرانية التي احتلتها في منطقتي سومي الشمالية وشمال شرق خاركيف. وتسيطر روسيا على جيوب في منطقتي سومي وخاركيف تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 440 كيلومتراً مربعاً، وفقاً لمشروع رسم خرائط ساحة المعركة في أوكرانيا. وتسيطر أوكرانيا على نحو 6 آلاف و600 كيلومتر مربع من دونباس، التي تضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وتطالب بها روسيا. ويسعى بوتين، وفق رؤية المصادر، إلى اقتناص الاعتراف الرسمي بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو عام 2014. وترفض كييف وحلفاؤها الأوروبيون الاعتراف الرسمي بسيادة موسكو على شبه الجزيرة. وقال المصدران إن بوتين يتوقع أيضاً رفع مجموعة من العقوبات المفروضة على روسيا على الأقل. ولفتا إلى أن أوكرانيا ستُمنع أيضاً من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، رغم أن بوتين بدا منفتحاً على حصول أوكرانيا على نوع من الضمانات الأمنية. وقال الزعماء الأوروبيون إن ترمب ناقش الضمانات الأمنية لأوكرانيا خلال محادثتهم السبت، كما طرحوا فكرة ضمانات على غرار «البند الخامس» خارج حلف شمال الأطلسي. ويعتبر حلف شمال الأطلسي أي هجوم يشن على أحد أعضائه هجوماً على الجميع بموجب البند الخامس من اتفاق الناتو. أخبار ذات صلة


الأمناء
منذ 2 ساعات
- الأمناء
صحيفة.. إسرائيل تضرب عمق الحوثيين في صنعاء
أكد الجيش الإسرائيلي الأحد قصفه منشأة للطاقة يستخدمها الحوثيون، في خطوة تمثل تصعيدا نوعيا في المواجهة، وتهدف إلى قطع شريان حيوي تعتمد عليه الجماعة المدعومة من إيران في مناطق سيطرتها بصنعاء، وذلك بعد أيام من اعتراض صاروخ أطلق من اليمن. وهذه الضربة الإسرائيلية ليست مجرد رد فعل، بل هي رسالة واضحة تُؤكد على قدرة إسرائيل على الوصول إلى أهداف في العمق اليمني، وتُبرز استمرار التوتر الإقليمي رغم محاولات التهدئة. وفي خطوة وصفت بالاستراتيجية، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الجيش "هاجم أهدافا إرهابية في عمق اليمن... مستهدفا بنى تحتية للطاقة" تابعة للحوثيين في منطقة العاصمة صنعاء التي يسيطرون عليها، دون تحديد الموقع بدقة. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله "تعرضت منشآت بنية تحتية للطاقة يستخدمها النظام الحوثي الإرهابي للهجوم، على مسافة تبعد نحو 2000 كيلومتر من إسرائيل". من جهتها، أفادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين نقلا عن الدفاع المدني بأن "عدوانا (أميركيا صهيونيا) استهدف محطة حزيز لتوليد الكهرباء بمديرية سنحان جنوب العاصمة صنعاء". ولم ترد تقارير فورية عن تسجيل إصابات. ونقلت قناة المسيرة عن مسؤول حوثي قوله إن فرق الدفاع المدني تمكنت من السيطرة على حريق نتج عن القصف. ويظهر استهداف البنية التحتية للطاقة ليس عملا عشوائيا، فالكهرباء هي شريان الحياة في أي مجتمع، واستهداف محطة حيوية لتوليدها يعكس استراتيجية تستهدف إضعاف قدرة الحوثيين على الصمود وإدارة مناطقهم الخاضعة لسيطرتهم. وهذا التكتيك ليس جديدا، ففي مايو الماضي، تعرضت محطة حزيز وعدد من المحطات الأخرى في صنعاء لضربات مماثلة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل. وتؤكد هذه الهجمات المتكررة على نفس المواقع على أنها أهداف استراتيجية في نظر التحالف الذي يقف في وجه الحوثيين. ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل، يطلق المتمردون الحوثيون باستمرار صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة باتجاه الدولة العبرية، يتمّ اعتراض معظمها. كما يشنّ الحوثيون هجمات في البحر الأحمر على سفن تجارية يتّهمونها بالارتباط بإسرائيل، مبررين ذلك بأنها تصبّ في إطار إسنادهم للفلسطينيين في غزة. وتردّ إسرائيل على هذه الهجمات بضرب مواقع تخضع لسيطرة الحوثيين في اليمن. والخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن. وتبنى الحوثيون لاحقا العملية التي قالوا إنها استهدفت مطار "اللد" بن غوريون. واستأنف الحوثيون أخيرا هجماتهم في البحر الأحمر، مستهدفين سفنا تجارية يتهمونها بالارتباط بإسرائيل، ووسّعوا عملياتهم لتشمل السفن المرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا، بعدما بدأ البلدان تنفيذ ضربات عسكرية لضمان أمن الممرات المائية في يناير 2024. وهذه التكتيكات التي يتبعها الحوثيون تثير تساؤلات حول أهدافهم الحقيقية، فبينما يزعمون أن هجماتهم هي دعم للفلسطينيين، فإن استهداف سفن تجارية ليس لها علاقة مباشرة بالصراع في غزة يظهر أن لديهم أجندة أوسع. وفي مايو، أعلنت واشنطن عن اتفاق مفاجئ مع الحوثيين وافقت بموجبه على وقف حملة القصف ضد الجماعة مقابل إنهاء هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، لكن الحوثيين قالوا إن الاتفاق لم يشمل وقف الهجمات على إسرائيل، مما يؤكد أنهم يستخدمون الصراع في غزة كغطاء لإظهار قوتهم ونفوذهم الإقليمي. وتؤكد إسرائيل مرارا أنها لن تتسامح مع التهديدات الموجهة إليها من أي جهة، ويمثل القصف الذي استهدف منشأة حزيز للطاقة كأحد أبرز الردود على هجمات الحوثيين. ولا يقتصر هذا الرد على المواقع العسكرية، بل يمتد ليشمل البنى التحتية، مما يعكس استراتيجية إسرائيلية لضرب نقاط القوة لدى الجماعة اليمنية. وعلى الرغم من أن الحوثيين تبنوا إطلاق الصاروخ الأخير الذي استهدف مطار "اللد" بن غوريون، فإن فشل الصاروخ في تحقيق هدفه لا يقلل من خطورة التهديد الذي يمثلونه. وينذر استمرار الحوثيين في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، ورد إسرائيل بضربات عميقة، بمزيد من التصعيد في المنطقة، إذ أن الصراع في غزة تحول إلى شرارة تشعل نيران التوتر في مناطق أخرى، من البحر الأحمر إلى اليمن. ويظهر أن الحوثيين ليسوا مجرد داعمين للقضية الفلسطينية، بل طرف أساسي في صراع إقليمي أوسع، يستخدمون فيه الدماء الفلسطينية كغطاء لتوسيع نفوذهم.