
نيويورك تايمز: الأميركيون غارقون في شبكة نظرية المؤامرة
نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا أكد كاتبه أن الأميركيين عالقون في شبكة واسعة من التفكير التآمري، وأن الولايات المتحدة باتت مهووسة بنظرية المؤامرة في التعامل مع الواقع السياسي.
وفي المقال الذي كتبه الصحفي الأميركي ديفيد والاس ويلز، فإن الهوس والارتياب السياسي السائد في البلاد يشي بحالة ضارة من انعدام الثقة على مستوى القاعدة الشعبية، ناهيك عن العلل الهيكلية التي أصابت بيئة المعلومات الجديدة.
وتساءل "هل نظرية المؤامرة نابعة من ثقافة المجتمع، أم موروثة من التاريخ؟ وهل هي مسألة متعلقة بتدفق المعلومات، أم أنها سقط متاع وجد طريقه إلينا؟".
اغتيال كينيدي
ومن الأمثلة التي أوردها الكاتب للاستدلال على ما ذهب إليه، ما عُرف في الإعلام بملفات الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي ، التي أفرجت عنها إدارة الأرشيف الوطني الأميركية الأسبوع الماضي.
ورغم أن الرئيس دونالد ترامب كان قد وعد بالإفراج عن 80 ألف صفحة من السجلات المتعلقة باغتيال الرئيس كينيدي في 1963، إلا أن ما نُشر منها لم يتجاوز 64 ألف صفحة.
ووصف والاس ويلز في مقاله الصفحات التي رُفعت عنها السرية في قضية كينيدي بأنها عديمة القيمة.
وأوضح أن المؤرخ آرثر شليزنغر كتب مذكرة في عام 1961 يحذر فيها الرئيس كينيدي من أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) قد بلغت درجة من التطور والنفوذ بحيث أصبحت لاعبا دبلوماسيا في العديد من أرجاء العالم يفوق وزارة الخارجية أهمية.
ووفقا لمقال نيويورك تايمز، فلربما كانت تلك المذكرة تثير فيما مضى الكثير من علامات الدهشة، وهي تتضمن اعترافا لا لبس فيه آنذاك بأن الإمبراطورية الأميركية الصاعدة كانت موبوءة بالسرية والدسائس بالطول والعرض.
عصر ذهبي
وأكد كاتب المقال أن الأميركيين يعيشون الآن في العصر الذهبي لنظرية المؤامرة التي شاعت في البلاد منذ اغتيال كينيدي قبل أكثر من 60 سنة، وليس أدل على ذلك من شيوع منظمات مثل حركة " كيو أنون"، وصيغ نمطية من قبيل "الدولة العميقة" و "روسيا غيت".
وفي الوقت نفسه، يبدو أن الكشف عن الأعمال السرية للسلطة لم يعد يُحدث صدمة دائمة كما كان يحدث في السابق، وربما يرجع ذلك -برأي ولاس ويلز- إلى أن الواقع في السنوات الأخيرة اتخذ منحى صريحا من الارتياب والهوس بالمؤامرة.
وضرب الكاتب مثلا على ذلك بتفشي فيروس كوفيد-19، الذي قلب الحياة اليومية لملايير البشر في جميع أنحاء العالم، والذي قيل إن علماء صينيين اختلقوه في مختبر قبل أن يتسرب إلى الخارج.
ومع مرور الوقت، أصبحت نظرية التسرب المختبري لأصول الجائحة أقرب إلى الإجماع ليس فقط في الولايات المتحدة، بل حتى وكالة المخابرات الألمانية، على سبيل المثال، تعتقد الآن أن الفيروس ربما خرج من المختبر، وهو رأي يتماشى إلى حد كبير مع ما استنتجته الاستخبارات الأميركية.
على أن القصة الأكبر -كما ورد في المقال- تتمثل في ما يقوم به الملياردير إيلون ماسك ، الذي عُين في الحكومة الأميركية الحالية ولم يُنتخب.
فقد أمضى أغنى رجل في العالم الشهرين الأولين من ولاية ترامب الرئاسية الثانية في محاولة إعادة تحجيم وإعادة برمجة آليات عمل البيروقراطية الفدرالية بأكملها، معتمدا على فريق من العملاء الخفيين الذين يعملون في سرية ويخفون هوياتهم، لدرجة أن ماسك يتهم كل من يتعرف عليهم بالتحرش الجنائي.
إعلان
وفي حين أن المقولة التقليدية تضع نظرية المؤامرة على الهامش السياسي، تشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن المكان المناسب لها هو بين أصحاب المعتقدات الاقتصادية اليسارية والأيديولوجيات الثقافية اليمينية.
ويفسر الكاتب ما يجري بأن الناس تخلوا عن القراءة والكتابة، التي أرست إحدى سمات التفكير النقدي، وحل محلها اليوم ما يشبه الثقافة الشفهية، على حد تعبير المقال.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 4 أيام
- الجزيرة
ما هي الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا إذا قررت ضرب أوكرانيا؟
في تصريح للرئيس الأميركي السابق جو بايدن في أكتوبر/تشرين الأول 2022 قال: "لم نواجه احتمال وقوع كارثة هائلة من هذا النوع منذ عهد كينيدي وأزمة الصواريخ الكوبية ، إنه (بوتين) لا يمزح عندما يتحدث عن الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية أو الأسلحة البيولوجية أو الكيميائية، لأن أداء جيشه، ضعيف للغاية". جاء هذا التصريح في سياق مخاوف غربية واضحة من استخدام الروس للسلاح النووي خلال الحرب مع أوكرانيا، ولذلك كان دعم حلف الناتو لأوكرانيا محسوبا خطوة بخطوة، بهدف واحد وهو عدم استثارة الروس لأي رد فعل نووي. لكن الأمر لا يقف عند حد الحرب الأوكرانية، فقد كان السلاح النووي طوال الوقت أهم وسيلة للتفاوض لدى الروس. تاريخ طويل للخوف لفهم أعمق لتلك النقطة يمكن أن نتأمل وثيقة من 6 صفحات نشرتها الحكومة الروسية في الثاني من يونيو/حزيران 2020 تحدد منظورها بشأن الردع النووي، وعنونت رسميا المبادئ الأساسية لسياسة الدولة للاتحاد الروسي بشأن الردع النووي، وفيها يعتبر التهديد الروسي بالتصعيد النووي أو الاستخدام الفعلي الأول للأسلحة النووية هو سلوك من شأنه أن يؤدي إلى "خفض تصعيد" النزاع بشروط تخدم روسيا. لكن في هذا السياق، تعتبر روسيا الأسلحة النووية وسيلة للردع حصرا، وتضع مجموعة من الشروط التي توضح تلك النقطة، فيكون الحق في استخدام الأسلحة النووية ردا على استخدام الأسلحة النووية أو أنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل ضدها أو ضد حلفائها، أو هجوم من قبل الخصم على المواقع الحكومية أو العسكرية الحساسة في الاتحاد الروسي، والذي من شأنه أن يقوض أعمال رد القوات النووية، أو العدوان على الاتحاد الروسي باستخدام الأسلحة التقليدية عندما يكون وجود الدولة نفسه في خطر. على الرغم من أن هذا يعد تخفيفا لسياسة روسيا النووية المتعلقة بالردع، إلا أنه لا يزال مراوغا ويمكن أن تستخدم أي من تلك الشروط لتعني أي شيء على الأرض. في الواقع، يرى العديد من المحللين والعلماء في هذا النطاق -من الجانب الأميركي والأوروبي- أن روسيا -ومن قبلها الاتحاد السوفياتي – طالما اتبعت عقيدة تدمج الأسلحة النووية في التدريبات العسكرية الخاصة بها، ما يشير إلى أنها قد تعتمد بشكل أكبر على الأسلحة النووية، يظهر هذا بوضوح في تقارير تقول إن التدريبات العسكرية لروسيا بدت كأنها تحاكي استخدام الأسلحة النووية ضد أعضاء الناتو. لهذه العقيدة تاريخ طويل متعلق بأن السلاح النووي هو أفضل الطرق في حالات الضعف، فحينما تراجع الاتحاد السوفياتي سياسيا وعسكريا خلال الحرب الباردة ، ثم مع انهياره، كان الضامن الوحيد بالنسبة للروس هو السلاح النووي، بحيث يمثل أداة ردع رئيسة. لكن إلى جانب كل ما سبق، هناك سبب إضافي أهم يدفع بعض المحللين للاعتقاد أن روسيا تضع استخدام السلاح النووي في منطقة الإمكانية، وهو متعلق بتحديث سريع وكثيف للترسانة النووية. الثالوث النووي أجرى الاتحاد السوفياتي أول تجربة تفجيرية نووية في 29 أغسطس/آب 1949، أي بعد 4 سنوات من استخدام الولايات المتحدة للقنبلة الذرية ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية ، اختبر الاتحاد السوفياتي نسخته الأولى من القنبلة النووية الحرارية عام 1953، ومنذ ذلك الحين نما المخزون السوفياتي من الرؤوس الحربية النووية بسرعة، بشكل خاص خلال الستينيات والسبعينيات وبلغ ذروته عام 1986 بحوالي 40 ألف رأس حربي نووي. بحلول الستينيات، كانت روسيا قد طورت ثالوثا من القوات النووية مثل الولايات المتحدة الأميركية: الصواريخ الباليستية العابرة للقارات "آي سي بي إم إس" (ICBMs)، والصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات "إس إل بي إم إس" (SLBMs)، والقاذفات الثقيلة المجهزة بأسلحة نووية. وتسمى هذه المجموعة من أدوات الحرب بالأسلحة النووية الإستراتيجية، أي تلك التي تتمكن من الضرب على عدو يبتعد عن الدولة مسافة كبيرة (الضرب عن بعد). على مدى أكثر من نصف قرن، انخرطت روسيا في اتفاقات ومعاهدات تخفّض من أعداد الرؤوس الحربية النووية الخاصة بها، لذلك منذ الثمانينات انخفضت أعداد الرؤوس الحربية الروسية إلى حوالي 6 آلاف فقط، لكن في مقابل هذا الخفض في الأعداد اهتمت روسيا بسياق آخر يقابله، وهو تحديث الترسانة بالكامل. في ديسمبر/كانون الأول 2020، أفاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الأسلحة والمعدات الحديثة تشكل الآن 86% من الثالوث النووي لروسيا، مقارنة بنسبة 82% في العام السابق، وأشار إلى أنه يتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 88.3% خلال عام واحد، وصرح أن وتيرة التغيير في جميع المجالات الحاسمة للقوات المسلحة سريعة بشكل غير عادي اليوم، مضيفا: "لو قررت التوقف لثانية واحدة، ستبدأ في التخلف على الفور". ذراع روسيا الطويلة يبدو هذا جليا في نطاقات عدة. على سبيل المثال، تواصل روسيا حاليا سحب صواريخها المتنقلة من طراز "توبول" (Topol) بمعدل 9 إلى 18 صاروخا كل عام، لتحل محلها الصواريخ الباليستية العابرة للقارات من النوع "يارس-24" (RS-24). اختبرت روسيا يارس لأول مرة عام 2007 وتم اعتماده من قبل قوات الصواريخ الإستراتيجية الروسية عام 2010، وبدأ إنتاجه خلال نفس العام. واعتبارا من عام 2016، تتضمن الترسانة الآن ما يزيد على 147 صاروخا من هذا النوع، منها 135 يمكن أن يوضع منصة متحركة (عربة مكونة من 16 عجلة) و12 منصة ثابتة. مدى يارس يصل إلى 12 ألف كيلومتر (هذا يساوي عرض دولة مثل مصر 12 مرة)، ويمكن أن يحمل 6 -10 رؤوس نووية بقوة تتراوح بين 150- و500 كيلوطن لكل منها، والصاروخ السابق توبول كان يحمل رأسا حربيا واحدا. كذلك صمم يارس للتهرب من أنظمة الدفاع الصاروخي حيث يقوم بمناورات أثناء الرحلة ويحمل شراكا خداعية وبالتالي لديها فرصة لا تقل على 60-65% لاختراق الدفاعات المضادة، وتؤهل التقنية "ميرف" (MIRV) هذا الصاروخ لحمولة صاروخية تحتوي على العديد من الرؤوس الحربية، كل منها قادر على أن يستهدف هدفا مختلفا. ويصيب يارس الهدف بدقة تكون في حدود 100-150 مترا من نقطة الهدف فقط، كما أن إعداد الصاروخ للإطلاق يستغرق 7 دقائق، وبمجرد أن تكون هناك حالة تأهب قصوى، يمكن لصواريخ يارس مغادرة قواعدها عبر السيارات التي تجري بسرعة 45 كيلومترا في الساعة، ثم العمل في مناطق الغابات النائية لزيادة قدرتها على التخفي. إله البحار أحد الأمثلة التي يُستشهد بها على نطاق واسع أيضا هي "ستاتوس-6" (Status-6) المعروف في روسيا باسم "بوسايدون" (Poseidon) (إله البحار)، وهو طوربيد طويل المدى يعمل بالطاقة النووية والذي وصفته وثيقة حكومية روسية بشكل صارخ بأنه يهدف إلى إنشاء "مناطق التلوث الإشعاعي الواسع التي قد تكون غير مناسبة للنشاط العسكري أو الاقتصادي أو أي نشاط آخر لفترات طويلة من الزمن"، السلاح مصمم لمهاجمة الموانئ والمدن لإحداث أضرار عشوائية واسعة النطاق. بدأ السوفيات تطوير هذا السلاح عام 1989 ولكن توقف الأمر بسبب انهيار الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة وكذلك مع سياسات نزع السلاح النووي. ومع ذلك، عادت روسيا لتطوير هذا السلاح، وفي عام 2015 تم الكشف عن معلومات حول هذا السلاح عمدا من قبل وزارة الدفاع الروسية. وبحسب ما ورد من معلومات عنها، يبلغ مدى هذه المركبة 10 آلاف كيلومتر، ويمكن أن يصل إلى سرعة تحت الماء تصل إلى 200 كيلومتر في الساعة). هذا أسرع بكثير من قدرة الطوربيدات الحربية المعتادة على السفر. علاوة على ذلك، من المخطط أن يعمل بوسايدون على أعماق تصل إلى ألف متر؛ مما يجعل من الصعب اعتراضها، بل ويعتقد أنه يمكن لهذه القطعة التقنية المرعبة أن تعمل تحت صفائح الجليد في القطب الشمالي، هنا يصعب جدا اكتشافه والاشتباك معه. ومن المقرر أن يبدأ بوسايدون في العمل الفعلي داخل الترسانة النووية الروسية خلال أعوام قليلة. نار من توبوليف قاذفة القنابل الإستراتيجية فوق الصوتية ذات الأجنحة متعددة الأوضاع "توبوليف تي يو-160" كانت أيضا واحدة من مكونات أحد أطراف الثالوث النووي التي تم تطويرها مؤخرا. وعلى الرغم من أن هناك العديد من الطائرات المدنية والعسكرية الأكبر حجما إلا أن هذه الطائرة تعد الأكبر من حيث قوة الدفع، والأثقل من ناحية وزن الإقلاع بين الطائرات المقاتلة. ويمكن لكل طائرة من هذا الطراز حمل ما يصل إلى 40 طنا من الذخائر، بما في ذلك 12 صاروخ كروز نوويا يتم إطلاقها من الجو. وبشكل عام، يمكن أن تحمل القاذفات من هذا النوع أكثر من 800 سلاح. كانت هذه الطائرة آخر قاذفة إستراتيجية صممت من طرف الاتحاد السوفياتي، إلا أنها لا تزال تستخدم إلى الآن. أضف لذلك أن هناك برنامجين محدثين متميزين لتطوير الطائرة توبوليف يتم تنفيذهما في وقت واحد: برنامج أولي يتضمن "تحديثا عميقا" لهيكل الطائرة الحالي لدمج محرك من الجيل التالي، بالإضافة إلى إلكترونيات طيران جديدة وملاحة ورادار حديث يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبرنامج آخر يتضمن دمج أنظمة مماثلة في هياكل جديدة تماما للطائرة. وفي الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2020 أعلنت روسيا أن أحدث نسخة من توبوليف تي يو-160 (يسميها الناتو بلاك جاك) قد انطلقت من كازان مدعومة بمحركات "إن كيه-32-02" (NK-32-02) الجديدة، مع قوة دفع تبلغ 55 ألف رطل، ويعد هذا المحرك أكبر وأقوى محرك تم تركيبه على الإطلاق في طائرة عسكرية. استغرقت الرحلة الأولى للقاذفة المحدثة مع المحركات الجديدة ساعتين و20 دقيقة، وسافرت على ارتفاع 6 آلاف متر، المحرك الجديد يرفع نطاق الطائرة بحوالي ألف كيلومتر. يارس وبوسايدون وتحديثات قاذفة القنابل توبوليف هي أمثلة قليلة من حالة كبيرة من التطوير تمر بها الترسانة النووية الروسية، إلى جانب ذلك تعمل روسيا على تنويع نطاق التطوير، فهي لا تعمل فقط على السلاح النووي الإستراتيجي (الذي يضرب العدو البعيد)، بل أيضا هناك خطوات واسعة في تطوير السلاح النووي اللإستراتيجي (التكتيكي)، وهو إصطلاح يشير إلى الأسلحة النووية التي صممت لاستخدامها في ميدان المعركة مع وجود قوات صديقة بالقرب وربما على أراض صديقة متنازع عليها. مخزون روسيا من بين مخزون الرؤوس الحربية النووية الروسية، هناك ما يقرب من 1600 رأس حربي إستراتيجي جاهز للضرب، حوالي 800 رأس منها على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وحوالي 624 على الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات، وحوالي 200 في قاذفات القنابل الإستراتيجية. إلى جانب ذلك يوجد حوالي 985 رأسا حربيا إستراتيجيا آخر في المخزن، وحوالي 1912 رأسا حربيا غير إستراتيجي (تكتيكي). بالإضافة إلى المخزون العسكري للقوات العملياتية، هناك حوالي 1760 من الرؤوس الحربية المتقاعدة ولكنها ما زالت سليمة إلى حد كبير تنتظر التفكيك وإعادة التشغيل، ما يجعل إجمالي المخزون حوالي 6 آلاف- 6300 رأس حربي، علما أن هذه فقط هي أرقام تقديرية، حيث لا تعلن الدول عن العدد الحقيقي لرؤوسها الحربية النووية. إذن الخلاصة أن برامج التحديث النووي الروسية، مع زيادة عدد وحجم التدريبات العسكرية، والتهديدات النووية الصريحة التي تلقي بها ضد دول أخرى (فما حدث في حالة أوكرانيا 2022 ليس جديدا)، والعقيدة الروسية المتعلقة بالسلاح النووي؛ كلها أمور تسهم جميعها في دعم حالة من عدم اليقين بشأن نوايا روسيا النووية. ويرى المحللون أن روسيا أبعد ما تكون عن استخدام السلاح النووي حاليا، لسبب واحد وهو أن الجيش الروسي مستقر نسبيا ولا يواجه أية تهديدات وجودية في الحرب الحالية، ومن ثم نشأت فكرة تقول إن الحرب في وجود "السلاح النووي" ممكنة، لكن في سياق ألا تزيد مساحة المعارك، والضرر المتعلق بها، عن حد معين يضع الروس في توتر. لكن على الجانب الآخر، "فعدم اليقين" كان هدف الروس الدائم في كل الأحوال، لأنه -في حد ذاته- سلاح ردع رئيسي بالنسبة لهم، وعلى الرغم من أن الأوكرانيين تلقوا المساعدات، إلا أن الروس واصلوا تقدمهم في سياق "قبة" حماية سببها الأساسي هو السلاح النووي.


الجزيرة
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
محسن مهداوي: سجنت بسبب رأيي.. فمن سيكون التالي؟
كتب الحقوقي والطالب الفلسطيني بجامعة كولومبيا محسن مهداوي أنه احتجز خلال ما كان من المفترض أن تكون مقابلة للحصول على الجنسية، ولكن قاضيا فدراليا حكم بالإفراج عنه بعد أكثر من أسبوعين من الاحتجاز الجائر، في خطوة اعتبرها انتصارا كبيرا للديمقراطية. والطالب أول من يطلق سراحه من بين العديد من الطلاب الناشطين الذين احتجزتهم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقد أوضح أن وزارة الأمن الداخلي دبرت له فخا، إذ لوحت له باحتمال أن يصبح مواطنا أميركيا، وقال "لكن عملاء ملثمين اعتقلوني"، وذلك بعد انتهائه من المقابلة وتوقيعه على وثيقة تفيد برغبته في أداء قسم الولاء. "لم يكن هذا الفخ مفاجأة لي تماما -كما كتب الطالب في مقال بصحيفة نيويورك تايمز- لأنه جاء بعد اعتقالات لعدد من الطلاب بسبب ممارسة حقهم في حرية التعبير معارضين القتل والتدمير الإسرائيلي المتواصل في قطاع غزة". وتابع "كنت مستعدا لذلك واتصلت بمحامين، وأعضاء بمجلس الشيوخ وممثلين عن ولاية فيرمونت، ووسائل الإعلام، ومجموعة من أبناء المجتمع، ولذلك لم تسر خطة وزارة الأمن الداخلي بسلاسة، وفاتتنا الرحلة إلى لويزيانا بدقائق بعد أن فصلني عملاء الحكومة عن محامي محاولين نقلي من ولايتي الأم فيرمونت، فنلت "امتياز" السعي لتحقيق العدالة وأنا خارج السجن". وعلى الرغم من قضاء 16 ليلة في زنزانة السجن، "لم أفقد الأمل أبدا في العدالة ومبادئ الديمقراطية"، كما قال مبينا "أردت أن أصبح مواطنا في هذا البلد لأنني أؤمن بالمبادئ التي يكرسها، وعندما حكم القاضي جيفري دبليو كروفورد لمصلحتي، طمأنني ذلك وطمأن الشعب الأميركي بأن الأمل لا يزال قائما في تلك المبادئ، وإن كان الطريق إلى العدالة طويلا". وقال محسن مهداوي إن الحكومة الأميركية تتهمه بتقويض السياسة الخارجية الأميركية، وتحاول جاهدة تشويه سمعته، مع أن جريمته الوحيدة هي رفض قبول مذبحة الفلسطينيين ومعارضة الحرب، والسعي لتعزيز السلام. وأضاف الحقوقي الفلسطيني "أصررت ببساطة على ضرورة احترام القانون الدولي ، لاعتقادي أن الطريق إلى سلام عادل ودائم للفلسطينيين والإسرائيليين يمر عبر الدبلوماسية والعدالة التصالحية. ولكن إدارة ترامب بسعيها لترحيلي، أرسلت رسالة واضحة بأنه لا مجال للمعارضة، وأنها مستعدة لحماية حكومة إسرائيلية متطرفة من الانتقادات على حساب الحقوق الدستورية". "حلمي بالعدالة والسلام شكلته ذكريات طفولتي الكابوسية، فقد ولدت -كما يقول محسن مهداوي- لاجئا من الجيل الثالث في مخيم الفارعة ب الضفة الغربية في ظل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، دفنت أخي الذي توفي بسبب حصار إسرائيلي منعه من الحصول على الرعاية الطبية، وأنا في الثامنة من عمري. وبدلا من الاحتفال بعيد ميلادي الحادي عشر، شاركت في جنازة عمي الذي قتله الجيش الإسرائيلي، وقتل جندي إسرائيلي أعز أصدقاء طفولتي وأنا أشاهد". وأضاف "عندما احتجزتني وزارة الأمن الداخلي، اعتذر الضابط مسبقا قبل أن يقيدني ويربط يدي بخصري ويقيد قدمي، فقلت مازحا، وأنا أخطو خطوات قصيرة: هكذا أمارس التأمل أثناء المشي، لأصرف انتباهي عن التفكير في الفلسطينيين العاجزين في سجون إسرائيل ممن كبلوا بالأصفاد مثلي، وتعرض بعضهم للاعتداء الجنسي والقتل". حريات تتعرض للهجوم يصف مهداوي وضعه وشعوره في السجن فيقول: "في الزنزانة رقم سي 38 حيث قضيت ليلتي الأولى، أدركت -وأنا أشاهد الحارس الليلي يقوم بمهامه- أنني الآن على صلة بجدي وأبي وأعمامي وأبناء عمومتي الذين سجنوا جميعا ظلما، ودعوت الله ألا يعاني أطفالي في المستقبل من الظلم نفسه. وتذكرت مقولة القس مارتن لوثر كينغ الابن الشهيرة: الظلام لا يطرد الظلام، بل النور وحده قادر على ذلك. الكراهية لا تطرد الكراهية، بل الحب وحده قادر على ذلك". ويقول إن الحرية بنظره قبل انتقاله إلى الولايات المتحدة عام 2014 كانت مفهوما مجردا تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي. ويضيف "فغنيت للحرية وكتبت فيها قصائد"، مبينا "لكنني لم أختبرها قط، وكنت أتوق إلى الحرية الجسدية، كالقدرة على السفر دون المرور بنقطة تفتيش عسكرية، والحق في حرية التعبير، ووجدتهما في أميركا". وقد سعى الطالب محسن مهداوي للحصول على الجنسية الأميركية، لا لأنه لم يرغب في فقدان الحرية التي تمتع بها كمقيم دائم فقط، بل لأنه يؤمن بمبادئ وقيم الديمقراطية التي تنص عليها هذه البلاد في وثائقها التأسيسية، كما يقول موضحا أن هذه الحريات "تتعرض للهجوم اليوم، لأن إدارة ترامب تتبع قواعد اللعبة الإسرائيلية تحت ستار الأمن الخفي، وتمنع الحقوق وتلغي الإجراءات القانونية الواجبة، وبمجرد أن يصبح قمع المعارضة باسم الأمن هدفا رئيسيا للحكومة، فإن الحكم الاستبدادي وحتى الأحكام العرفية ليسا ببعيدين". وخلص محسن مهداوي إلى أن قضيته تكشف ترابط نضالات الأميركيين والفلسطينيين من أجل العدالة، إذ يجب على الأميركيين أن يقرروا هل سيدعمون الحرب أم السلام، وهل سيدعمون القمع أم الديمقراطية"، وتساءل: "ماذا عسانا أن نتحدث ضده، إذا لم نتمكن من التحدث علانية ضد قتل الأطفال وما وصفه خبراء حقوق الإنسان ب الإبادة الجماعية في غزة؟".


الجزيرة
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
خيارات نتنياهو لو فشلت مفاوضات نووي إيران
في حين تتواصل جولات المحادثات بين إيران والولايات المتحدة -أعلن عن تأجيل الجولة الرابعة- بخصوص الملف النووي، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديداته بتدمير كل القدرات النووية لإيران، معتبرا أنها تشكل أكبر تهديد لإسرائيل. وفي خطاباته على مدار الفترة الماضية كرر نتنياهو مخاوفه بشأن المحادثات النووية، وشدد على أن المشكلة الرئيسية هي برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وتخصيب اليورانيوم، وهي الخطوط الحمراء القديمة الجديدة التي تضعها تل أبيب لطهران. وتناول نتنياهو في خطابه أمام مؤتمر السياسة الدولية -الذي عقد الأحد الماضي في القدس- المحادثات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، وقال "أعدنا الإيرانيين 10 سنوات إلى الوراء بعد ما ظنوا أنهم اقتربوا من حيازة سلاح نووي". وأضاف "سندمر المفاعلات النووية الإيرانية ومنشآت التخصيب لنتأكد من أنهم لن يتمكنوا من التخصيب لأي غرض، ولن نقبل إلا بتدمير كل قدرات إيران النووية لنتأكد من عدم محاولتهم إحياء برنامجهم مع إدارة أميركية أخرى". رغم أن هذه المواقف ليست جديدة على نتنياهو، فإنه لا يمكن فصلها عن لقاء السابع من أبريل/نيسان حين استدعي على عجل إلى واشنطن لمقابلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي "فاجأه بإطلاق المفاوضات مع طهران في عُمان، بل إنه غادر اللقاء مرتبكًا"، وفقًا لوصف القناة 12 الإسرائيلية. ولم يستطع نتنياهو أن يصرح بشروطه أمام الإعلان المفاجئ لترامب عن المفاوضات، لكنه شدد بعد أيام على ضرورة تطبيق النموذج الليبي لتفكيك البرنامج النووي الإيراني. ويعلق المحلل العسكري عاموس هرائيل في صحيفة هآرتس أن "الأمر الذي يخشاه نتنياهو على الأرجح، ولكنه بالتأكيد لا يريد التعبير عنه بصوت عالٍ، هو أن يوقع ترامب على اتفاق متوسط أو حتى سيئ، لا يزيل التهديد الإيراني عن الطاولة، لكن إسرائيل ستضطر إلى قبوله بصمت خوفًا من رد فعل أميركي قاس". ومن جهته، قال نداف إيال في مقال نشرته يديعوت أحرونوت إن مخاوف المؤسسة الأمنية هي التوصل لاتفاق، حتى لو كان أضعف من الاتفاق النووي السابق الذي جاء به باراك أوباما. ونقل عن مسؤول أمني كبير قوله "إن الاتفاق الجديد لا ينبغي أن يكون مجرد خدعة، وينبغي أن يكون أقل خطورة من الاتفاق النووي السابق، وإلا فإن الحرب القادمة مع إيران ستكون أكثر صعوبة". ويرى رئيس تحرير صحيفة الوفاق الإيرانية مختار حداد في حديث للجزيرة نت "أن نتنياهو يخشى بشدة التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، في ظل الإشارات الإيجابية التي تصدر من الطرفين، وهو يسعى لتخريب أي اتفاق كما فعل في اتفاق 2015 من خلال الضغوط التي مارسها على ترامب في ولايته الأولى. العصا والجزرة سبق أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز في منتصف الشهر الماضي أن الرئيس ترامب منع هجوما إسرائيليا كان مخططا له على إيران، ورد ترامب بقوله "لم أمنع هجوما على إيران، ولا أقول إنني استبعدت ذلك، ولست مستعجلًا على القيام بذلك، لأنني أعتقد أن إيران لديها فرصة لأن تكون دولة عظيمة وأن تعيش بسعادة، وأود أن أرى ذلك يتحقق، هذا هو خياري الأول". ورغم العصا الأميركية التي يلوح بها ترامب كل فترة بخصوص إيران إذا لم يتم التوصل لاتفاق فإن تصريحاته بعد الجولة الثالثة من المفاوضات تعكس أجواء متفائلة. ففي تصريح لافت يوم الجمعة الماضية قال ترامب لمجلة تايم بمناسبة مرور 100 يوم على توليه منصبه "لن يجرني نتنياهو إلى الحرب، وأعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق مع إيران". وقد سبق ذلك الدفع بقوات أميركية كبيرة إلى المنطقة، ونقلت الولايات المتحدة بطارية من نظام ثاد للدفاع الصاروخي إلى إسرائيل، بالإضافة إلى بطاريتين من نظام باتريوت، كما نشرت أسراب مقاتلات، وقاذفات شبح وأسلحة إستراتيجية. وتظهر بيانات الطيران أن ما لا يقل عن 140 طائرة نقل ثقيلة أميركية هبطت في عدة قواعد رئيسية في المنطقة، وذلك في إطار تعزيز القوات الأميركية بالقرب من اليمن وإيران، كما نشرت قاذفات شبح من طراز "بي-2" في قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي. تضليل نتنياهو يرى الخبير في شؤون الولايات المتحدة والباحث الكبير في مركز بيغين السادات للدراسات الإستراتيجية في جامعة بار إيلان البروفيسور إيتان جلبوع أن تهديدات ترامب باستخدام القوة إذا رفضت إيران التفاوض أدت إلى تضليل نتنياهو ودفعه إلى تقييم أن واشنطن تنوي بجدية تنفيذ تهديداته ومهاجمة إيران، خصوصا مع تركيز قوات عسكرية بشكل غير مسبوق في المنطقة. وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف الثلاثاء بأن ترامب يهاجم قواعد الحوثيين في اليمن يوميًا ليثبت لإيران أيضًا أنه لا يخاف من استخدام القوة العسكرية، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها رئيس أميركي خيارًا عسكريًا موثوقًا أمام إيران، لكن ترامب أطلق التهديدات وحشد القوى لدعم الخيار العسكري، وليس لاستخدامه. من جهته، يرى المختص في الشؤون الإسرائيلية مأمون أبو عامر أن تهديدات نتنياهو ووزراء حكومته تأتي في سياق التلويح بورقة ضرب المشروع الإيراني، وقد استخدمها نتنياهو طوال عقدين من حكمه وهي ورقة مهمة جدًا في سياسته الخارجية. ويتابع أنه عندما اتضح لنتنياهو أن ترامب عازم على إجراء محادثات مع إيران والتوصل إلى اتفاق معها، أرسل الوزير رون ديرمر ورئيس الموساد ديدي برنياع إلى باريس للقاء ستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي والتأثير عليه لقبول موقف نتنياهو، بتفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل. وحسب البروفيسور جلبوع فقد وقع نتنياهو في الفخ فهو يخشى من الاتفاق الذي أصبح في طور التشكيل، لكن خلافًا للماضي، فهو صامت ويمتنع عن انتقاد ترامب أو ويتكوف، وهو يتوقع مفاوضات لا يستطيع التأثير عليها، وقد تنتهي باتفاق قد يُنظر إليه على أنه خطير على إسرائيل. تخريب الاتفاق يرى مراقبون أن تهديدات نتنياهو -رغم أنها مكررة- فإنها تحمل بين طياتها تلويحًا بعصا الهجوم العسكري لإيران من جهة، وفي المقابل لإدارة ترامب بأن إسرائيل قد تندفع لتخريب الاتفاق إذا لم يكن مناسبًا لطموحاتها الأمنية، والإستراتيجية. كذلك فإنها تأتي في ظل حالة نشوة واندفاع وبدعم من اليمين المتطرف، ضمن تصريحاته المتواصلة بتغيير وجه الشرق الأوسط. ويعتقد مستشار الأمن القومي مايكل والتز أن التوصل إلى اتفاق فعال، يتضمن أيضًا الإشارة إلى برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وربما علاقاتها الإقليمية بحلفائها من حركات المقاومة والحوثيين أمر ضروري. وحسب نداف إيال في يديعوت أحرونوت فإن الإصرار على هذه النقاط سيؤدي -حسب تقييم مصادر استخباراتية إسرائيلية- إلى انهيار المحادثات مع إيران. ولا يستبعد أن تقوم إسرائيل بتخريب الاتفاق عبر ضربة منفردة لإيران ومهاجمة جزء من منشآتها النووية رغم ضعف تأثيرها، إذ من الممكن أن يسعى نتنياهو لتوريط إدارة ترامب عسكريا لإجبارها على الاصطفاف بجانبه أمام أي هجوم انتقامي إيراني، وفقًا للمختص في الشؤون الإسرائيلية أبو عامر. وعندما سُئل ترامب الجمعة عمّا إذا كانت بلاده ستبقى خارج المعركة إذا ما بدأت إسرائيل حربًا مع إيران؟ فأجاب: "لا، لم أقل ذلك. قلتُ إننا لن ننجرّ، لكنني قد أدخل الحرب برغبة كبيرة إذا لم ننجح في التوصل إلى اتفاق، إذا لم يُتوصل إلى اتفاق مع إيران، فسأقود المعركة". إعلان السيناريوهات المتوقعة ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤول إسرائيلي بأن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن المفاوضات بين واشنطن وطهران يرجح أن تنتهي باتفاق، مضيفًا: لا نعلم هل سيضمن الاتفاق تفكيك منشآت التخصيب كليًا أم سيشبه الاتفاق السابق". ولكن رغم الأجواء الإيجابية التي تعكسها جولات المفاوضات الثلاث بين إيران وإدارة ترامب فإن السيناريوهات المطروحة متباينة جدًا. ولم يستبعد أبو عامر أن يتم التوصل لاتفاق يشمل برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، كما أن إدارة ترامب يمكن أن تصل لاتفاق مع إيران عبر اتفاق اقتصادي يستفيد منه كلا الطرفين يشمل الاستفادة من المخزونات من المعادن النادرة التي يحتويها باطن الأرض في إيران، مما يساعد ترامب على التخلص من السيطرة الصينية على توريد المعادن النادرة المهمة جدًا للصناعات العسكرية والتكنولوجية. ورغم إمكانية الوصول لاتفاق أشار أبو عامر إلى 3 سيناريوهات متوقعة: الأول: تعثر المفاوضات، وعليه، ستذهب أميركا لضربة محدودة ضد إيران، لإثبات جديتها بخصوص الخيار العسكري، وإخضاعها للموافقة على الشروط الأميركية، وقد يكون دور لإسرائيل في هذا السيناريو هو رأس الحربة للهجوم، وتبادل للأدوار مع الأميركان الذين سيشاركون بالدعم اللوجستي والدفاعي. الثاني: تعثر المفاوضات وتدهور الأوضاع لمنحدر مواجهة عسكرية خطيرة، وهذا قد يكون من ضمن رؤية ترامب "السلام بالقوة"، عبر إخضاع المنطقة بالقوة، وما يحدث في غزة، وسوريا ولبنان، واليمن، قد ينتهي في إيران، من أجل إخضاع المنطقة وابتزازها ونهب الأموال وهذه الطريقة التي يفكر فيها ترامب. الثالث: ولم يستبعد أن يكون الحديث عن تقدم المفاوضات والحديث عن أجواء إيجابية مخادعًا لإلقاء اللوم على إيران بفشل المفاوضات، كمبرر للعدوان، وهذا السيناريو، يوجد له مؤشرات واضحة في ظل الحشود العسكرية الضخمة الأميركية، في منطقة الخليج العربي والمحيط الهندي. تفاؤل بشأن المفاوضات لكن، في المقابل، فإن التصريحات تشير إلى ارتياح الأطراف من سير المحادثات، كما كان من المقرر أن تجري طهران محادثات في العاصمة الإيطالية روما -اليوم الجمعة- مع دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) بهدف تحسين العلاقات قبل جولة المفاوضات الرابعة مع الولايات المتحدة مطلع الأسبوع المقبل، لكن أعلن عن تأجيل الجولتين. وعقب الجولة الثالثة من المفاوضات التي احتضنتها العاصمة العُمانية مسقط، أكد مسؤولون أميركيون أن المحادثات تسير كما هو متوقع، كما صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي بأن المحادثات مع طهران "تسير بشكل جيد للغاية". كما سبق أن أعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن ارتياحه للمحادثات، وقال "أنا راضٍ عن سير المفاوضات مع الولايات المتحدة ووتيرة سيرها، وهناك جدية وإصرار من الجانبين على التوصل إلى اتفاق". واتهم عراقجي رئيس نتنياهو بـ"إملاء" إرادته على السياسة الأميركية في المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني.