
«إكسبو 2020 دبي».. لحظة تاريخية ألهمت المبدعين لتوثيقها بعدساتهم
تستطيع الصورة الاحتفاظ باللحظة، والقبض على جزء من القصة، لكنها تتمكن من نقل الحكاية فيما بعد، ربما لا تنقل الحكاية كاملة، لكنها تبقى تحتفظ بذاكرتها الأولى، وتفاصيلها العتيقة مهما مر الزمن، لتبقى شاهدة على التغيرات التي حدثت على تلك التفاصيل الخاصة بالمنطقة أو المكان أو الأشخاص في تلك الصورة.
وفي دبي، اجتمع عدد من المصورين الشباب من الإمارات ومختلف أنحاء العالم، على إنجاز كتاب واحد يحمل صوراً خاصة بمعرض «إكسبو 2020 دبي»، الذي أقيم في دبي ولاقى نجاحاً مبهراً على كافة الصعد، وتمكنوا خلال ذلك الكتاب، المكون من جزأين، من توثيق وحفظ كل تلك الخطوات المتعلقة بـ«إكسبو 2020 دبي» منذ اليوم الأول للإعلان عنه وحتى نهاية الحدث.
فكرة
المصورة الإماراتية علا اللوز، صاحبة فكرة الكتاب، وهو بعنوان «أرشفة الحاضر»، عملت على التواصل مع العديد من المصورين والفنانين، سواء من الهواة أو المحترفين، الذين توافدوا على «إكسبو 2020 دبي»، أو كانوا من المغرمين بمتابعة الحدث بكاميراتهم، وأقنعتهم جميعاً بفكرة الكتاب ليبقى توثيقاً للحاضر، مشيرة إلى أن اللحظة الحاضرة ستكون في يوم ما ذكرى بحاجة إلى أرشفة، والصورة خير من يفعل ذلك.
وأكدت علا اللوز لـ«البيان» أن الكتاب في نسختيه عمل على أن يكون أرشيفاً كاملاً لـ «إكسبو 2020 دبي» منذ بدايته وحتى نهايته، بمشاركة 45 مصوراً من داخل الدولة وخارجها، بعضهم مقيم فيها والبعض كان زائراً للحدث، تمكنوا من رصد تفاصيل المعرض العالمي، الذي رأيت من الأهمية بمكان أن يتم توثيقه وحفظه بشكل يليق به للأجيال الحالية والقادمة أيضاً.
أرشفة
وأوضحت أن النسخة الأولى من الكتاب كانت بتواصل فردي منها مع المصورين المشاركين في «إكسبو 2020 دبي»، الذين تعرفت إليهم خلال الحدث، وتم الاتفاق على أرشفة الجزء الأول منه، ثم بعد التوسع في مشروعها وانتشار صدى النسخة الأولى من الكتاب، تمكنت من التواصل مع عدد أكبر من المصورين من كل أنحاء العالم وأقنعتهم بضرورة الانضمام لفريق الجزء الثاني من الكتاب، ليكون أرشيفاً متكاملاً لهذا الحدث التاريخي.
وحصلت اللوز على منحة وزارة الثقافة لطباعة النسخة الثانية من الكتاب، مؤكدة أن هذه المنحة ساعدتها هي وبقية المصورين ليروا أعمالهم حقيقة أمامهم مجسدة في كتاب يبقى لأزمنة طويلة.
وحول كيفية أرشفة الحاضر بالصورة، أكدت اللوز أن من الأهمية بمكان تذكير الأشخاص بأهمية توثيق اللحظة الراهنة، فالكثير منا يضع قيمة كبرى للصور الأرشيفية القديمة، ومشاعرنا تكون عارمة عندما نشاهدها، ولكن حين نتذكر أن الصورة اليوم ستكون أرشيفاً في المستقبل، فإن ذلك يجعلنا نهتم أكثر بأرشفة الحاضر ليبقى ذكرى في المستقبل كتلك الصور القديمة التي نحبها ونحنّ إليها.
توثيق
وفي السياق ذاته، أكدت مريم بن ثنية، النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن فكرة أرشفة الحاضر لم تكن موجودة ربما في فكر الغالبية منا، فقد كان الجميع يصور لتوثيق اللحظة نفسها أو تخليد الذكريات المرتبطة بها، أما التصوير للمستقبل فلم يكن موجوداً، وقالت: «عندما نصور حدثاً أو مكاناً أو مبنى، أو غير ذلك، هذا يجعلنا ننتبه إلى المحيط الذي نحن فيه، وهذا أمر غير سهل، خاصة أننا في زمن نبقى فيه مشتتين طوال الوقت، سواء بهواتفنا الذكية أو عملنا أو غيرها من الأمور التي لا تسمح لنا بعيش اللحظة الحالية، أما فكرة أرشفة الحاضر فهي تجبرنا على توثيق اللحظة، والاحتفاظ بها للحاضر والمستقبل، وتجعلني الصورة أتذكر كلما نظرت إليها تفاصيل المناسبة والحضور والمكان وأقارن كيف طرأت عليها جميعاً تغييرات الزمن».
رصد
المصور الإماراتي محمد العلوي شارك في الكتاب بنسختيه الأولى والثانية، حيث بدأ عشق التصوير لديه قبل 15 عاماً، ولا يزال يؤمن بأهمية الصورة في توثيق الماضي والحاضر والمستقبل، أشار إلى أن أول تجربة له في «إكسبو 2020 دبي» كانت مع المصورة الإماراتية علا اللوز، حيث اجتمع مع مصورين تواجدوا في الحدث الفريد من نوعه، كانوا يمارسون شغفهم بالتصوير، ويعلمون ويتعلمون ويتفاعلون بشكل جميل مع الحدث ومع بعضهم البعض. وأوضح أنه رصد أحداث «إكسبو دبي» منذ بدايته إلى نهايته، الناس الذين توافدوا إليه من مختلف الجنسيات والأعمار، والفعاليات التي حدثت فيه كعيد الاتحاد وغيرها من الأحداث.
وأضاف: «مصطلح الأرشفة ربما يكون مبهماً للبعض، أما عندما نضعه في إطار فني أو تصويري فتكون له أبعاد مختلفة، فالمصور يجسد القصة والمكان بعدسته، وكذلك السرد الذي يحدث بعد إنتاج الصورة وتأثر الناس بها، سواء في المعارض أو الكتب أو على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يجعل استقبال الناس لها كأرشيف جميلاً».
أسلوب
الفنان سعيد شكري شارك بكتيب كامل يضم مختلف أجنحة «إكسبو 2020 دبي» قام برسمها عوضاً عن توثيقها بالكاميرا، مشيراً إلى أن ذلك كان أسلوبه في التقاط اللحظة والحفاظ عليها كذكرى للأجيال القادمة، تحكي لهم حكاية هذا الحدث العالمي الفريد، حيث كان يرسم يومياً منذ التاسعة صباحاً إلى العاشرة مساء، وتمكن من أن يرسم بأقلامه العديد من الصور التي ستبقى شاهدة على هذا الحدث التاريخي، وتبقيه حياً لسنوات طويلة قادمة، يمكن من خلالها إعادة تلك الأحداث والتعرف عليها، خاصة لمن لم يعاصرها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 5 ساعات
- الإمارات اليوم
«التسامح والتعايش» تُروّج لـ «حياتنا في الإمارات» في أم القيوين
نظّمت وزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع مركز شباب فلج المعلا ومجلس أم القيوين للشباب، حملة تعريفية في جامعة أم القيوين للترويج لمسابقة «حياتنا في الإمارات»، التي أطلقتها الوزارة بالشراكة مع صندوق الوطن ضمن مبادرات «عام المجتمع». واستهدفت الحملة تشجيع فئات المجتمع كافة على توثيق تجاربهم الحياتية في الدولة عبر الكتابة الإبداعية، لترسيخ قيم التسامح والتنوع الثقافي. واستعرض مستشار التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأداء المؤسسي في الوزارة، راشد إبراهيم النعيمي، شروط المشاركة وأنواع النصوص المقبولة التي تشمل القصة القصيرة، والمقال، والرسالة، والخاطرة، والشعر، باللغتين العربية والإنجليزية. وأكد النعيمي أن الجائزة تسعى إلى إشراك الشباب في إبراز مفاهيم التسامح من خلال أعمالهم الإبداعية، بما يعزز من مكانة الدولة أنموذجاً عالمياً للتسامح.


الإمارات اليوم
منذ 5 ساعات
- الإمارات اليوم
أفق دبي مرآة للدهشة
تتلألأ أبراج دبي في أفقها الممتد كلوحة مرسومة بخطوط زجاجية وحديدية، تنعكس عليها الشمس فتغدو المدينة مرآة للضوء والدهشة. في كل زاوية من أفق دبي تتجسّد حكاية طُموح، إنها مدينة تتحدى السكون، لا تُشيّد مبانيها فحسب، بل تنحت رؤيتها في المستقبل.. تبني بالمستحيل ممكناً، وتغزل من الزجاج والضوء سيرة مدينة تواصل طريقها إلى المجد.


الإمارات اليوم
منذ 5 ساعات
- الإمارات اليوم
نجاة مكي..سفيرة الفن الإماراتي بدرجة «فارس»
منذ طفولتها التقطت عينا الفنانة الإماراتية، نجاة مكي، الألوان من حولها، فارتبطت بها وأحبتها حتى أصبح كل شيء له لون بالنسبة إليها، فكانت تستخدم الألوان الطبيعية من البيئة لترسم أولى خطوات مسيرتها في عالم الفن التشكيلي، تلك المسيرة التي مازالت تزهر إبداعاً وتُثري الساحة الفنية بأعمال استلهمت تميزها من الهوية الإماراتية وتراثها، وتقديراً لهذا التميز وصفت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي عضو مجلس دبي، الفنانة الإماراتية بأنها «سفيرة للفن الإماراتي الراقي محلياً ودولياً»، وذلك بمناسبة نيل مكي وسام الآداب والفنون الرفيع (وسام الفارس) الذي منحته لها الحكومة الفرنسية، تقديراً لدورها الريادي في الفن عام 2023. رائدة وتُعدّ الدكتورة نجاة حسن مكي التي ولدت في دبي، من رواد الفنون التشكيلية في الإمارات، ليس لارتباطها بالوطن والمجتمع وقدرتها على التعبير عن تراثه وهويته فقط، ولكن أيضاً لاستنادها إلى رؤية خاصة وأسلوب مميز تجاوزت به التعبير الحسي المباشر عن التراث إلى فضاء أكثر اتساعاً، بلمسات تجريدية رمزية، كما في تناولها لبعض الأشكال الهندسية مثل الدائرة والمثلث، إذ عملت على توظيف المعاني التي طالما ارتبطت بهذه الأشكال في الحضارات والأساطير المختلفة، كما تتبعت في لوحاتها بعض الرموز القديمة والأرقام، وتأثيرها في حياة الإنسان. أما المرأة فهي دائماً حاضرة في أعمال مكي، سواء في الرسم أو النحت، حيث مثلت المرأة في هذه الأعمال، الوطن والأرض والأم والحياة ذاتها. موهبة ودراسة خلال مسيرتها لم تكتفِ مكي بالموهبة، فاتجهت لدعمها بالدراسة، فكانت أول إماراتية تحصل على منحة حكومية لدراسة الفن، وسافرت إلى كلية الفنون الجميلة في القاهرة عام 1977، حيث حصلت على درجتي البكالوريوس والماجستير في النحت البارز والأشغال المعدنية، وفي عام 2001، حصلت على درجة الدكتوراه في النقش على العملات المعدنية والمسكوكات. وشاركت الدكتورة نجاة مكي في العديد من المعارض الفنية المحلية والإقليمية والعالمية، وعُرضت أعمالها في فعاليات، منها بينالي بكين الدولي (الصين 2016)، والجناح الوطني الإماراتي في بينالي البندقية (إيطاليا 2015)، وملتقى الأقصر الدولي للتصوير (مصر 2014)، وملتقى النحت الدولي الصيني (الصين 2008)، وملتقى إعمار الدولي للفنون (دبي 2004)، ومعرض الكتاب الدولي (فرانكفورت - ألمانيا 2004)، ومتحف الشارقة الأثري (الشارقة 2003)، وبينالي طهران (إيران 2002)، ومعرض المرأة والفنون العالمي (الشارقة 2000)، وبينالي المحبة (سورية 1999). وحصلت الدكتورة نجاة على عدد من الجوائز، منها جائزة الإمارات التقديرية في العلوم والآداب والفنون في مجال الفنون التشكيلية عام 2007، إلى جانب جوائز من مهرجان الباسل في سورية، وبينالي مجلس التعاون، وبينالي الشارقة، وجائزة العويس للدراسات والابتكار العلمي/فرع الفنون.