
لبنان بين محور الممانعة وسيادة دولة سُرقت منه..!!
جفرا نيوز -
أ. د. صلاح العبادي
بعد اعتذاره عن عدم الحضور وتشديد استدعائه؛ من قبل وزارة الخارجيّة اللبنانيّة؛ الجيش اللبنانيّة يثبت الأمن في الجنوب، وسط اشادات أميركية بأداء الرئيس جوزيف عون، وتحريض متواصل من وكلاء الدولة الإيرانية على عون.
من الطبيعي أنّ يكون رد فعل إيران ووكلائها عنيفاً تجاه استعادة لبنان لسيادة سرقت منه، بعد أنّ حوله محور الممانعة لمنصّة لتصدير الكبتاجون وتهريب السلاح، وتخزينه بين البيوت.
ولكن أنّ تصل الأمور إلى حد التحريض ضد الدولة اللبنانيّة ورئيسها تارةً؛ والتهديد بقطع اليد تارةً أخرى، فهذا يعني أنّ ورقة حزب الله الأقوى أو التي كانت الأقوى لدى إيران قدّ احترقت.
السفير الإيراني لدى بيروت مجتبى أماني امتثل أخيراً للأعراف الدبلوماسيّة وذهب إلى الخارجيّة اللبنانيّة بعد أن تم استدعاؤه مرتين!
المرّة الأولى اعتذر عن عدم الحضور ليعود الخميس ويتبلغ بضرورة التقيد بالأصول الدبلوماسيّة المحددة في الاتفاقيات الدوليّة الخاصة بسيادة الدول، وعدم التدخل في شؤون الدول الداخليّة وفي مقدمتها اتفاقية فينّا.
السفير الإيراني أحدث بلبلة في لبنان عندما وصف الدعوات لنزع سلاح حزب الله بـ«المؤامرة»، وقال على إكس إن واشنطن تواصل تزويد إسرائيل بالأسلحة وتمنع دول من تسليح جيوشها وعندما تستسلم هذه الدول للمطالب لنزع السلاح تصبح عرضة للهجوم والاحتلال كما حدث في العراق وليبيا وسوريا ».
هذهِ الأزمة جاءت في أعقاب استعادة حزب الله لغة التخوين والتهديد ومفردات بالية تتمثل في «قطع الأيدي وما تجربونا ولا قوة تستطيع نزع السلاح وسلاحنا باقٍ حتى ظهور المهدي»؛ لأنّه يعرف بأنّ الرئيس عون مصمّم على بسط سلطة الدولة واحتكارها وحدها السلاح، ونقل النقاش من التمييع إلى التنفيذ!
فالرئيس اللبناني جوزيف عون أكّد أنّ الجيش يواصل انتشاره في القرى والبلدات الجنوبيّة التي احتلتها إسرائيل، وأثناء لقاء جمعه مع قائد قوات اليونيفيل.. أشار إلى أنّ قرار تطويع العسكريين مستمرّ لتأمين أربعة آلاف وخمسمئة عسكري سيتولون مع القوات الموجودة حالياً بسط الأمن في الجنوب وتطبيق القرار ١٧٠١ بالتعاون مع اليونيفل، كما شدد عون على أن استمرار احتلال إسرائيل للتلال الخمس يجب أن ينتهي فوراً لتأمين الاستقرار والأمن تمهيداً لاستكمال عودة الأهالي إلى قراهم.
صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي بأنّ الجيش اللبناني في نظرهم يفرض إجراءات في مناطق حزب الله تفوقت بكثير ما توقعه الجانب الإسرائيلي.
كما أنّ نائبة المبعوث الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط مورجان أورتاجوس أشادت بشجاعة الرئيس عون قائلة لقد شهدت قائداً مصمماً على اتخاذ القرارات الجريئة والضرورية لوضع لبنان على طريق التعافي.
أزمّة دبلوماسية كانت قد ستنتج جرّاء تصريح للسفير الإيراني في بيروت، باتجاه خطوة يصمّم الرئيس اللبناني على اتخاذها وفي إشارة إلى صعوبة قبول إيران ومحورها في تقبل هذا التغيّر في لبنان في محاولة لاستعادة السيادة اللبنانية بشكل كامل وبسطها على الأراضي اللبنانيّة.
يبدو أنّ هناك حمّلة تحريضيّة لاستهداف الرئيس عون من قبل أصوات المحور الإيراني في العراق ومنهم على سبيل المثال ياسين الموسوي، وكل ذلك بعد لغة تخوينيّة تصعيديّة من قبل محور إيران ووكلائها في المنطقة.
لبنان خلال عقود مضت دفع فواتير إيران، واللعب في الساحة اللبنانيّة والسوريّة والعراقيّة بما فيه الكفايّة!
القصّة لا تنتهي باستدعاء السفير؛ فمنذ سنوات تشكّلت خارطة النفوذ في هذا البلد الصغير، بتعقيد يشبه تضاريسهٍ، من خلال تحالفات ومرجعيات تمتد جذورها إلى ما هو أبعد من المتوسط!
لكنّ شيئاً ما قد تغير وهو الصوت الذي كان يأتي من جنوب بيروت، بدأ يخرج بالفارسية، والبيانات التي كانت تصدر باسم المقاومة باتت تصدر من سفارة لا تعترف بحدود الجغرافيا ولا بالأعراف الدبلوماسيّة!
لبنان الرسمي ولبنان الدولة ردّ باستدعاء السفير، ولم يستجب له السفير في بادئ الأمر، وهنا لم يكن الغياب مجرد اعتذار بل موقف!
فهل لبنان أمام سفير دولة أم مندوب فوق الدولة؟! خاصّة وأنّ السفير نفسه الذي بات معروفاً في لبنان في سفير البيجر!
إذا كانت السيادة لا تحفظ إلا بالاحترام فماذا الذي تبقى منها حين تخترق تحت مسميات؛ الدفاع والتحالف والمقاومة؟!
لكنّ القصّة لا تنتهي باستدعاء السفير أو تصريح مستفز.. المشهد يتراكم، وإذا كان لبنان أمام أزمة طائرات وحقائب دبلوماسيّة وتفتيش دبلوماسيين إلى عرض مفاوضات تخاض باسم لبنان دون علمه!
مشهد لم يعد يقرأ كأزمات منفصلة بل كفصول متصاعدة في معركة كسر إرادات بين بيروت وطهران.
كل شيء بات بالعلن إن كان على صعيد النفوذ والخطاب وغياب وحتى استفزاز؛ هذه، ليست قصّة تغريدة ولا أزمة دبلوماسيّة عابرة؛ هذهِ قصّة بلد يسأل من المتحدث الرسمي باسمه؟.. هل من حقه أنّ يختار حصر السلاح بيد الدولة دون أنّ يتهم بالخيانة؟.. ومن يقرر بالنهاية هذهِ المسألة بيروت أم طهران أم الضاحية؟!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جو 24
منذ ساعة واحدة
- جو 24
ليبيا.. رئيس المجلس الرئاسي يعلق على تظاهرات طرابلس
جو 24 : أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي تعليقا على التظاهرات التي شهدتها العاصمة طرابلس الجمعة، أن الرهان الحقيقي كان ولا يزال على الاستماع لرأي الشعب لتحقيق التغيير الإيجابي. وقال المنفي فيبيان مقتضبعلى منصة "إكس": "نفخر بالمشهد الوطني الحضاري الذي قدمه أبناء شعبنا في العاصمة، عبر العودة لحق التعبير السلمي والمسؤول عن تطلعاتهم"، مشيدا بما وصفه بـ"الوعي الوطني الذي يميز الحراك الشعبي في هذه المرحلة الدقيقة". وثمن المنفي دور المؤسسات الأمنية التي عملت على تأمين المظاهرات، مؤكدا أن"صون حق التظاهر السلمي مسؤولية وطنية، وأن الرهان الحقيقي كان ولا يزال على الاستماع لرأي الشعب بكافة الوسائل لتحقيق التغيير الإيجابي". وشهد ميدان الشهداء وسط العاصمة الليبية طرابلس يوم الجمعة حشودا جماهيرية ضخمة شارك فيها آلاف الليبيين، في تظاهرة تعكس تصاعد الغضب الشعبي تجاه انسداد الأفق السياسي الذي تشهده البلاد منذ سنوات. وحمل المتظاهرونفي بيان لهم، حكومة الوحدة الوطنية والحكومة المكلفة من البرلمان والمجلس الرئاسي ومجلسي النواب والدولة مسؤولية الانسداد السياسي والانفلات الأمني الذي تشهده البلاد، لا سيما بعد الاشتباكات الأخيرة التي أودت بحياة مدنيين وألحقت أضرارا واسعة بالممتلكات. وطالب المتظاهرون في بيانهم بحل كافة الأجسام السياسية، وتشكيل لجنة أزمة تتولى إدارة شؤون البلاد بشكل مؤقت، داعين المجلس الرئاسي إلى الشروع فورا في تحديد موعد لإجراء الاستفتاء على مشروع الدستور وتنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وحددوا تاريخ 25 يوليو 2026 كأقصى موعد لذلك. وجاءتالمظاهرة بعد سلسلة من التطورات الأمنية الخطيرة التي زادت من حدة التوتر، كان آخرها اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة في طرابلس خلال الأسبوع الماضي، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات الخاصة والعامة، ما أثار موجة سخط عارمة في الشارع الليبي. وتعد هذه التظاهرة من أوسع التحركات الشعبية التي تشهدها العاصمة منذ سنوات، في مؤشر على اتساع رقعة الغضب الشعبي وفقدان الثقة في المسارات السياسية التقليدية، وسط مطالبات محلية ودولية بضرورة تبني حلول جذرية تنطلق من إرادة الشعب الليبي وتمهد لمرحلة جديدة قوامها الشرعية الشعبية والدستورية. المصدر: RT تابعو الأردن 24 على


سواليف احمد الزعبي
منذ 11 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
'إسرائيل' تمنع غولان من الخدمة العسكرية بعد انتقاده قتلها أطفال غزة
#سواليف قرر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل #كاتس، الجمعة، منع زعيم حزب 'الديمقراطيين' #يائير_غولان، الذي شغل سابقا منصب نائب رئيس الأركان، من #الخدمة_العسكرية ردا على انتقاده قتل الأطفال في قطاع #غزة. وغولان الذي لا يزال محتفظا برتبة عسكرية، قال في تصريحات سابقة أثارت موجة انتقادات داخل 'إسرائيل'، إن 'الدولة العاقلة لا تقتل الأطفال في غزة كهواية'. وأعلن كاتس، الجمعة، في تصريح مكتوب، أنه 'قرر إصدار تعليمات للجيش بعدم استدعاء يائير غولان للخدمة الاحتياطية، ومنعه من ارتداء الزي العسكري ودخول قواعده (الجيش)'. وأرجع كاتس موقفه إلى ما سماه 'سلوك يائير غولان الذي نسج افتراء دمويا ضد جنود جيش الاحتلال باتهامهم المتهور والكاذب بأنهم يقتلون الأطفال الفلسطينيين كهواية'. وأضاف أنه قرر أيضا دعم مشروع قانون يطرح حاليا في الكنيست، أشار إلى أنه يخول وزير الدفاع بـ'سحب رتب ضباط الاحتياط من خلال إجراء منظم إثر تصريحات أو سلوك من هذا النوع'. واعتبر أنه 'لا مكان لأمثال غولان في الحياة العامة'، معلنا أنه يتوقع من جميع ممثلي الإسرائيليين، يمينا ويسارا، 'التنديد به وشجب سلوكه'. في السياق، وصف كاتس تصريحات غولان بأنها 'خطيرة'، مضيفا أن 'أعداء إسرائيل سيستخدمونها لمواصلة ملاحقة جنود الجيش في العالم والتقدم بطلبات إلى المحاكم الدولية لاعتقالهم وحرمانهم من حريتهم'، على حد قوله. وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة. في المقابل، رد غولان على كاتس عبر منصة إكس واصفا إياه بأنه 'وزير التهرب'، في إشارة لدعم الأخير مشروع قانون ترى المعارضة أنه يسمح للمتدينين اليهود 'حريديم' بالتهرب من الخدمة العسكرية. ولفت غولان في منشورة إلى أن آخر مرة ارتدى فيها زي جيش الاحتلال كانت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، 'عندما توجهت جنوبا لإنقاذ المدنيين بعد الفشل الأمني الذريع لحكومتكم'، في إشارة إلى هجوم حركة حماس على مستوطنات محاذية لقطاع غزة. ومتجاهلا قرار كاتس، شدد غولان على أنه 'سيواصل بذل كل ما في وسعه من أجل إسرائيل وأمنها'. وتابع موجها كلماته لكاتس: 'أنا متأكد أنكم ستواصلون تملق نتنياهو وآلته السامة'. والثلاثاء، قال غولان إن الحكومة 'تقتل الأطفال (الفلسطينيين) كهواية'، وفي اليوم التالي شدد على أنه عندما 'يحتفل الوزراء بموت وتجويع الأطفال، يجب أن نتحدث عن ذلك'. وأثارت تصريحاته موجة من ردود الفعل الغاضبة في الحكومة والمعارضة. وبدعم أمريكي مطلق ترتكب 'إسرائيل' منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.


جفرا نيوز
منذ 11 ساعات
- جفرا نيوز
"الميثاق" يبدأ احتفالات الاستقلال بمسار وطني
جفرا نيوز - احتفاءً بعيد الاستقلال الـ79 للمملكة، أطلق حزب الميثاق الوطني مسارًا وطنيًّا رمزيًا فريدًا من نوعه، انطلق من المقر الرئيسي للحزب في العاصمة عمّان وإلى كل معالم ومحافظات المملكة، حاملًا معه رسالة وفاء وولاء للوطن والقيادة، ومجسدًا روح الانتماء والاعتزاز بالهوية الأردنية. وقال الحزب، إن الحافلة الوطنية بدأت مسيرتها من عمّان، وتحديدًا من مقر الحزب الرئيسي، ثم اتجهت إلى جبل القلعة الذي يُعد من أبرز المعالم التاريخية في العاصمة، مرورًا بـميدان الجيش الذي يعكس رمزية التضحية والفداء، ومن ثم إلى قلعة الأزرق في محافظة الزرقاء، وهي قلعة ذات أهمية عسكرية وتاريخية. ثم حطت الحافلة رحالها في محافظة إربد، وتوقفت عند سرايا إربد، ثم توجهت إلى صرح الشهيد في الرمثا، حيث تمت قراءة الفاتحة على أرواح شهداء الوطن. وواصلت المسيرة طريقها إلى قلعة عجلون في محافظة عجلون، ثم إلى قوس النصر في جرش، فالمرور بشجرة الرسول المباركة في منطقة الكتّة، إحدى رموز الذاكرة الدينية والتاريخية في الأردن، ثم اتجهت الحافلة إلى الشرق، نحو أم الجمال الأثرية في محافظة المفرق، ومن ثم إلى موقع المغطس على ضفاف نهر الأردن، فـعصا موسى وجبل نيبو في محافظة مادبا، حيث التاريخ المقدس والروحانية العميقة. وفي محافظة البلقاء، توقفت الحافلة في مدرسة السلط الأولى، أحد رموز التعليم والتنوير، ومن ثم أكملت طريقها جنوبًا نحو قلعة الكرك، ومقام الحارث، فقلعة عنيزة التاريخية، لتصل إلى البتراء، جوهرة الجنوب وإحدى عجائب الدنيا. وبعدها، توجهت إلى الحميمة، فـوادي رم، حيث سحر الصحراء وأصالة المكان، قبل أن تصل إلى المحطة الختامية في العقبة، لؤلؤة البحر الأحمر، حيث ارتفعت الرايات الأردنية على شاطئها احتفاءً بهذه الذكرى المجيدة. وأكد الحزب، أن هذا المسار كان احتفالًا بالاستقلال التاسع والسبعين، هذه المناسبة العزيزة على قلب كل أردنية وأردني حيث جسد الحزب رؤيته في تعزيز الوعي الوطني ، مؤكدًا أن الاستقلال ليس فقط ذكرى نحتفل بها، بل مسيرة مستمرة نبني فيها الأردن و ونتطلع إلى الغد بثقة وانتماء.