logo
حرارة تصل لمستويات غير مسبوقة.. تطور مناخي مقلق

حرارة تصل لمستويات غير مسبوقة.. تطور مناخي مقلق

صدى البلدمنذ 4 أيام
في تطور مناخي مقلق، كشفت دراسات حديثة أن ارتفاع درجات حرارة المحيطات عام 2023 قد يمثل بداية تحول جذري في نظام المناخ العالمي، بعد أن سجلت المياه البحرية معدلات حرارة غير مسبوقة امتدت حتى عام 2025.
ارتفاع حرارة المحيطات
ووفقا لتقارير علمية، فإن موجات الحر البحرية في العام الماضي لم تكن مجرد ظواهر مؤقتة، بل تحولت إلى أحداث طويلة الأمد حطمت جميع الأرقام القياسية السابقة، سواء من حيث المدة أو الاتساع أو الشدة فقد اجتاحت موجات متتالية من السخونة أجزاء واسعة من المحيطات، مهددة الحياة البحرية ومواردها الحيوية.
ظواهر متطرفة تتكرر
بحسب الدراسة، تعرض نحو 96% من سطح المحيطات العالمية لموجات حر شديدة.
وكانت المناطق الأكثر تضررًا هي شمال الأطلسي، شمال المحيط الهادئ، وبعض المناطق الاستوائية، حيث تركزت 90% من حالات ارتفاع درجات الحرارة غير المعتادة.
ففي شمال الأطلسي وحده، استمرت موجة حر بحرية لمدة تجاوزت 525 يومًا منذ منتصف عام 2022.
كما شهد جنوب غرب المحيط الهادئ موجة استثنائية في اتساعها وقوتها، بينما بلغت درجات حرارة مياه المحيط الهادئ الاستوائي الشرقية ذروتها بزيادة بلغت 1.63 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي، مدفوعة بظاهرة "النينيو".
تداعيات كارثية على النظم البيئية
وتعد موجات الحر البحرية أكثر من مجرد مياه دافئة، فهي تغير ديناميكية الحياة في البحار، حيث تؤدي إلى نفوق الشعاب المرجانية، وتدفع بالأسماك إلى الهجرة، وتتسبب في اضطراب سلاسل الإمداد الغذائي البحرية، ما ينعكس سلبا على الصيد والتنوع البيولوجي.
ويؤكد العلماء أن هذه الظواهر المتطرفة أصبحت أكثر شيوعا وحدة نتيجة التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري، مثل انبعاثات غازات الدفيئة وتدهور النظم البيئية.
أسباب متعددة لموجات حر 2023
استعان الباحثون بتقنيات متقدمة لتتبع انتقال الحرارة عبر طبقات المحيط، وخلصوا إلى أن أسباب موجات الحر البحرية تختلف من منطقة إلى أخرى.
ففي بعض المناطق، تراجعت الغيوم ما سمح بمرور أشعة الشمس وتسخين المياه، بينما تسببت ضعف حركة الرياح في قلة اختلاط المياه، مما أدى إلى بقاء الطبقات السطحية أكثر سخونة.
كذلك، ساهمت تحولات غير معتادة في التيارات البحرية في تراكم الحرارة لفترات طويلة.
المحيطات أمام اختبار وجودي
تلعب المحيطات دورا جوهريا في استقرار مناخ الأرض، إذ تمتص نحو 90% من الحرارة الزائدة الناتجة عن الاحتباس الحراري، و23% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كما تنتج حوالي نصف كمية الأكسجين على الكوكب.
إلا أن هذا التوازن أصبح مهددا فقد حذرت الدراسة من أن الأعاصير المدارية العنيفة التي شهدها عام 2023 قد تكون إشارة مبكرة على اقتراب نظام المناخ العالمي من "نقطة التحول"، وهي العتبة التي، إذا ما تم تجاوزها، قد يصعب على النظام البيئي التعافي منها.
وتشمل هذه التداعيات المحتملة تكرار موجات الحر البحرية، انهيار سلاسل الغذاء البحرية، انخفاض أعداد الأسماك، وابيضاض وتحمض الشعاب المرجانية، بالإضافة إلى تفاقم الظواهر الجوية المتطرفة على اليابسة مثل العواصف العنيفة والجفاف.
دعوة عاجلة للتحرك
يشدد العلماء على أهمية تعزيز أنظمة الرصد وجمع البيانات الدقيقة، بهدف تطوير نماذج تنبؤ أكثر فاعلية للتعامل مع الأحداث المناخية المتطرفة.
كما يوصون بتحسين استعداد المجتمعات الساحلية لمواجهة الاضطرابات البيئية المتكررة.
وفي ظل تصاعد التهديدات البيئية، تؤكد الدراسات أن حماية المحيطات تظل مفتوحا رئيسيا في معركة البشرية ضد التغير المناخي، غير أن الضغوط المتزايدة، من التلوث البلاستيكي إلى الاستغلال الجائر للموارد، تسرع من وتيرة الاحترار وتدفع الكوكب إلى حافة تحول مناخي يعد الأخطر في تاريخه الحديث.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التلوث البيئي من منظور إسلامي
التلوث البيئي من منظور إسلامي

شبكة النبأ

timeمنذ 13 ساعات

  • شبكة النبأ

التلوث البيئي من منظور إسلامي

أن التلوث البيئي، من منظور إسلامي، ليس مجرد مشكلة مادية أو تقنية، بل هو نتيجة لانحراف سلوكي وفكري ينبع من الابتعاد عن المنهج الإلهي الصحيح. يقدم الإسلام إطارًا متكاملًا للحفاظ على البيئة يقوم على ركائز التقدير، التوازن، الحماية، التسخير، وملكية الله للكون. هذه الركائز توفر أساسًا قويًا لتعزيز الوعي... 1. المقدمة: تُعد قضية التلوث البيئي من أبرز التحديات المعاصرة التي تواجه البشرية، لما لها من آثار سلبية على صحة الإنسان والكائنات الحية، وتأثيرات مدمرة على النظم البيئية. تتعدد أسباب هذا التلوث وتتنوع مصادره، إلا أن الدور البشري يظل المحور الأساسي في تفاقم هذه المشكلة. في هذا السياق، يقدم المنظور الإسلامي إطارًا شاملاً لفهم هذه الظاهرة، ليس فقط من حيث أسبابها المادية، بل أيضًا من حيث جذورها الفكرية والسلوكية، ويطرح منهجًا متكاملًا للحفاظ على البيئة وصيانتها. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل أسباب التلوث البيئي ومصادره من منظور إسلامي، واستعراض الركائز التي يقوم عليها المنهج الإسلامي في الحفاظ على البيئة، وذلك بهدف تقديم رؤية أكاديمية محكمة تسهم في تعزيز الوعي البيئي وتوجيه السلوك البشري نحو الاستدامة. 2. أسباب ومصادر التلوث البيئي: يصنف علماء البيئة مصادر التلوث إلى فئتين رئيسيتين: طبيعية ومستحدثة (بشرية). على الرغم من أن المصادر الطبيعية تسهم في التلوث، إلا أن المصادر المستحدثة هي التي تُحدث الخلل الجوهري في التوازن البيئي. 2.1. المصادر الطبيعية للتلوث: تنشأ المصادر الطبيعية للتلوث من الظواهر البيئية التي تحدث دون تدخل بشري مباشر، مثل الغازات والأبخرة المنبعثة من البراكين. على الرغم من أن هذه الظواهر تطلق ملوثات في الغلاف الجوي، إلا أنها غالبًا ما تكون جزءًا من الدورات الطبيعية التي تحافظ على التوازن البيئي. على سبيل المثال، يلعب ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، اللذان ينتجان عن البراكين وعمليات تنفس الكائنات الحية، دورًا حيويًا في حفظ درجة حرارة الأرض ودعم الكائنات ذاتية التغذية الضوئية، مما يعكس دورة كربون طبيعية تحافظ على استقرار النظام البيئي [1]. 2.2. المصادر المستحدثة (البشرية) للتلوث: يُعد الإنسان السبب الرئيسي في التلوث البيئي وإحداث الخلل في التوازن البيئي، وذلك من خلال الاستخدام غير الرشيد لمكونات النظام البيئي [2]. من منظور إسلامي، يُنظر إلى هذا الخلل على أنه نتيجة للانحراف عن المنهج الإلهي الصحيح ومجاوزة الحد المشروع. يُشير القرآن الكريم إلى أن الفساد في البر والبحر هو نتيجة لما كسبت أيدي الناس، محذرًا من إفساد الأرض بعد إصلاحها [الروم: 41]. هذا الفساد لا يقتصر على الجانب المادي فحسب، بل يمتد ليشمل الجانب المعنوي المتمثل في إنكار الخالق والابتعاد عن القيم والمثل العليا. إن التلوث البيئي المدمر للحياة ينبع أساسًا من السلوك البشري غير المسؤول في أنماط الإنتاج والاستهلاك والمعرفة. هذا السلوك محكوم بالأفكار والمفاهيم السائدة، والتي قد تكون متأثرة بثقافة مادية علمانية تتجاهل القيم الروحية والأخلاقية. فالمشكلات البيئية الراهنة ليست مجرد نتاج للتقدم العلمي والصناعي، بل هي انعكاس لجذور عميقة في ثقافة تعتبر المنفعة المادية هي المعيار الأوحد للسلوك، بغض النظر عن الضرر الذي قد يلحق بالأفراد والمجتمعات [3]. هذا الفهم القاصر للوجود البشري ودوره في الكون يؤدي إلى سلوكيات مفسدة تظن أنها تحسن صنعًا، بينما هي في حقيقتها تدمير للبيئة والحياة. 3. منهج الإسلام في الحفاظ على البيئة: يقوم المنهج الإسلامي في الحفاظ على البيئة على عدة ركائز أساسية تعكس فهمًا عميقًا للعلاقة بين الإنسان والكون، وتؤكد على أهمية التوازن البيئي كعنصر جوهري لاستدامة الحياة. 3.1. ركيزة التقدير: يؤكد الإسلام على أن البيئة خُلقت بدقة متناهية، وأن كل شيء فيها خُلق بمقدار وحساب. تتجلى هذه الركيزة في خلق المواد والعناصر بنسب دقيقة ومحدودة، كما جاء في قوله تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) [القمر: 49]، و (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [الفرقان: 2]. هذا التقدير الإلهي يضمن أن النظام البيئي يعمل كوحدة متكاملة، تتفاعل فيها الكائنات الحية والمكونات غير الحية وفق نظام دقيق وديناميكية ذاتية تضمن استمرارية الحياة. أي نظام بيئي، سواء كان بحرًا أو غابة أو بحيرة، يمثل بيئة منفصلة ومتوازنة، وقادرة على مقاومة التغيرات والحفاظ على توازنها بفضل هذا التقدير الإلهي [4]. 3.2. ركيزة التوازن: خُلقت البيئة على نظام بديع متوازن، لا يطغى فيه عنصر على آخر، ولكل عنصر وظيفته التي يؤديها دون إخلال. هذه القاعدة مقررة في العديد من الآيات القرآنية، مثل قوله تعالى: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ) [الحجر: 19]. من صور هذا التوازن ثبات كمية الماء على سطح الأرض، حيث تشكل 71.1% من مساحتها، وتخضع لدورة مائية دقيقة تضمن تجددها واستمرارها، كما في قوله تعالى: (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) [المؤمنون: 18]. هذا التوازن الدقيق يضمن استمرارية الحياة ويوفر الموارد اللازمة للكائنات الحية [5]. 3.3. ركيزة الحماية: تؤكد هذه الركيزة على أن البيئة خُلقت محفوظة، وأن لكل نظام بيئي آليات حماية تضمن استمراريته وتحافظ عليه من التدخلات الخارجية التي قد تخل به. فكل مادة أو نظام في الكون مزود بإجراءات وقاية وحماية تضمن له أداء دوره بدقة واقتدار، كما في قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 32]. من أمثلة أنظمة الحماية الغلاف الجوي للأرض، الذي يتكون من طبقات متعددة تؤدي أدوارًا حيوية في حماية الكوكب من الأشعة الضارة والنيازك، وتحافظ على حرارته، وتعكس الإشارات والأمواج، مما يضمن استقرار الحياة على الأرض [6]. 3.4. ركيزة التسخير والاستخلاف: خُلقت البيئة مسخرة للإنسان، وهو مستخلف فيها لينعم بخيراتها ويعمرها وفق أوامر الله ونواهيه. يؤكد القرآن الكريم على هذا المفهوم في آيات عديدة، مثل قوله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا) [نوح: 19]، و (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) [الملك: 15]. هذا التسخير يقتضي من الإنسان مسؤولية الحفاظ على هذه المكونات البيئية وعدم الإفساد فيها، فالله استخلف الإنسان في ملكه وجعله أمينًا على مقدراته، وأوجب عليه التصرف تصرف الأمين الذي لا يلوث الهواء ولا يدنس الماء ولا يفسد الزرع [7]. إن إفساد الإنسان في الأرض وهلاك الحرث والنسل هو تلوث مقترن بالفساد الذي حذر منه الإسلام [البقرة: 205]. 3.5. ركيزة ملكية الله للكون: تُعد ملكية الله المطلقة للكون ركيزة أساسية في المنهج الإسلامي للحفاظ على البيئة. فالأرض وما عليها ملك لله وحده، والإنسان مجرد مستخلف فيها وأمين عليها. قال تعالى: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ) [الشورى: 49]. هذا المفهوم يغرس في الإنسان الشعور بالمسؤولية تجاه البيئة، لأنها ليست ملكًا له يتصرف فيها كيفما يشاء، بل هي أمانة يجب الحفاظ عليها ورعايتها وفقًا للمنهج الإلهي. هذا المنظور يحد من النزعة الاستغلالية ويشجع على الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية. 4. الخاتمة: تُظهر هذه الدراسة أن التلوث البيئي، من منظور إسلامي، ليس مجرد مشكلة مادية أو تقنية، بل هو نتيجة لانحراف سلوكي وفكري ينبع من الابتعاد عن المنهج الإلهي الصحيح. يقدم الإسلام إطارًا متكاملًا للحفاظ على البيئة يقوم على ركائز التقدير، التوازن، الحماية، التسخير، وملكية الله للكون. هذه الركائز توفر أساسًا قويًا لتعزيز الوعي البيئي وتوجيه السلوك البشري نحو الاستدامة والمسؤولية. إن فهم هذه المبادئ وتطبيقها يمكن أن يسهم بشكل فعال في التخفيف من حدة التلوث البيئي وتحقيق التوازن المنشود بين التنمية والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة. ............................................... المراجع: [1] الحفار، سعيد. (1401هـ). بيئة من أجل البقاء. دار الثقافة، قطر. [2] دعبس، يسرى. (1999م). تلوث البيئة وتحديات البقاء. سنتر للنشر والتوزيع، الإسكندرية. [3] الفقي، محمد عبد القادر. البيئة. مرجع سابق، ص 22. [4] المجلس الوطني للثقافة والفنون. (أغسطس 1999). المفاهيم الأساسية في علم البيئة. سلسلة عالم المعرفة، الكويت، ص 109. [5] القرآن الكريم. [6] القرآن الكريم. [7] القرآن الكريم.

بعد زلزال روسيا.. علماء صينيون يكتشفون حياة خفية في باطن الأرض
بعد زلزال روسيا.. علماء صينيون يكتشفون حياة خفية في باطن الأرض

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ يوم واحد

  • القناة الثالثة والعشرون

بعد زلزال روسيا.. علماء صينيون يكتشفون حياة خفية في باطن الأرض

تحت أقدامنا، في أعماق مظلمة كانت تعتبر قاحلة، يزدهر نظام بيئي شاسع ونابض بالحياة. كشفت دراسة رائدة أجراها علماء صينيون وكنديون عن "محرك الطاقة" المفاجئ الذي يغذي هذا المحيط الحيوي الخفي، والمتمثلة في تكسر وطحن قشرة الأرض أثناء الزلازل والتحولات التكتونية. وبعيداً عن تصور الروائي الفرنسي جول فيرن الخيالي في القرن التاسع عشر لحيوانات الماستودون واليعسوب العملاقة التي تعيش في غابات الفطر التي يتراوح ارتفاعها بين 9 و12 متراً في عالم جوفي مضاء. فقد كان العلم التقليدي يعتقد أنه على بعد كيلومترات تحت السطح، ومعزولة عن ضوء الشمس والمواد العضوية السطحية، لا يمكن للحياة أن توجد. ومع ذلك، أظهرت الاكتشافات الحديثة عن وجود غلاف حيوي عميق وضخم ونشط، يؤوي ما يقدر بنحو 95% من بدائيات النوى على الأرض، ويشكل ما يقرب من خُمس الكتلة الحيوية الإجمالية للأرض. تقدم دراسة أجراها تشو جيانشي وهي هونغ بينغ، الأستاذان في معهد قوانغتشو للكيمياء الجيولوجية (GIG) التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، وكورت كونهاوزر، الأستاذ في جامعة ألبرتا، إجابة على كيف يمكن لكائنات أن تتواجد تحت هذا العمق. نشرت نتائجهم في مجلة "ساينس أدفانسز" في 19 تموز، بحسب ما ذكرته صحيفة "SCMP" الصينية، واطلعت عليه "العربية Business". طاقة للحياة في الأعماق اكتشفوا أن النشاط الزلزالي والتشققات القشرية تعملان كمولد طبيعي، حيث تنتجان باستمرار طاقة للحياة في الأعماق. في الظلام الدامس، تولد التفاعلات الكيمياوية بين الصخور والماء طاقة. تعمل هذه العملية كالبطارية، حيث تنشئ أقطاباً موجبة وسالبة تحرك تدفق الإلكترونات - وهو جوهر عملية الأيض في الحياة، كما صرح تشو في بيان صحافي صادر عن GIG في 19 تموز. قام الفريق بمحاكاة معدن السيليكات الأكثر شيوعاً على الأرض، وهو الكوارتز، في المختبر لإعادة إنشاء نوعين أساسيين من كسور الصخور: الامتداد، حيث تتشقق الصخور فجأةً، معرضةً أسطحاً جديدةً للماء فوراً؛ وكسر القص، حيث تطحن الصدوع باستمرار، مسحقةً الصخور في الماء. يقسم كلا نوعي الكسور جزيئات الماء، منتجين غاز الهيدروجين وجزيئات الأكسجين التفاعلية. كانت الامتدادات فعالة بشكل خاص في تراكم بيروكسيد الهيدروجين. يتحد بيروكسيد الهيدروجين مع الهيدروجين المتولد لتكوين "ثنائي أكسدة-اختزال" طبيعي - وهو زوج من المواد الكيمياوية يحرك تفاعلات الاختزال-الأكسدة. أنتج هذا التفاعل طاقة كهربائية تصل إلى 0.82 فولت، وهي طاقة كافية لتشغيل معظم التفاعلات التي تحافظ على الحياة. يعد الحديد، أحد أكثر العناصر وفرةً على الأرض، ناقلاً أساسياً للطاقة. كميات ضئيلة من بيروكسيد الهيدروجين تؤكسد الحديد الثنائي الذائب وتحوله إلى حديد ثنائي. في الوقت نفسه، تعيد ذرات الهيدروجين التفاعلية الوفيرة، الناتجة أثناء تكسير الصخور، معادن الحديد الثنائي إلى حديد ثنائي ذائب. شبكة طاقة جوفية ينشئ هذا التدفق المستمر للإلكترونات "شبكة طاقة جوفية"، تنشط الحياة الميكروبية وتحرك الدورات الجيوكيمياوية للكربون والنيتروجين والكبريت. وكما هو مبين في تقرير "GIG"، اكتشف الفريق في عام 2023 أن المعادن المجهدة يمكنها إنتاج الأكسجين على أسطحها، متجاوزةً بذلك معدلات الإنتاج المتأتية من الكيمياء الضوئية الجوية. وأوضح تشو: "قد تفسر هذه الكيمياء الجذرية، التي أهملت لفترة طويلة، أصول الأكسجين والهيدروجين الأوليين على الأرض". "قد تكون الآلية الجوهرية التي تحرك التطور المشترك المبكر للمعادن والحياة". علاوة على ذلك، يوفر باطن الأرض العميق ملاذاً آمناً، محمياً من الأحداث الكارثية مثل الأشعة فوق البنفسجية الشديدة واصطدامات الكويكبات، مما يوفر بيئة حيوية لم تكتشف من قبل لنشأة الحياة وتطورها. تقيس الدراسة الطاقة، حيث يمكن لزلزال واحد متوسط أن يولد تدفقات هيدروجينية أكبر بـ 100,000 مرة من الإنتاج عبر التحليل الإشعاعي، والذي يتضمن انقسام جزيئات الماء من خلال الإشعاع المؤين، أو السربنتينية - وهو تفاعل كيمياوي بين الماء والصخور في درجات حرارة وضغوط عالية. يمكن لهذا التدفق المكثف من الطاقة أن يدعم بسهولة تجمعات من الميكروبات الكيمياوية التخليقية العميقة، وقد يؤدي حتى إلى تراكمات موضعية لغاز ثنائي الهيدروجين. ووفقاً لهي، "إن عملية تحويل الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كيميائية ليست فريدة من نوعها على الأرض". وأضاف "إنها تنطبق على أجسام كوكبية أخرى مثل المريخ... وإنسيلادوس (قمر كوكب زحل). إن رصد إشارات مرتبطة بأزواج الأكسدة والاختزال - مثل الهيدروجين والميثان والأكسجين، أو تقلبات أكسدة الحديد - داخل مناطق الصدع المريخية قد يشير إلى وجود حياة نشطة تحت السطح". لذا، في المرة القادمة التي تشعر فيها بهزة زلزالية، تذكر: في أعماق الأرض، في ظلام دامس، قد تشعل الصخور المتناثرة شرارات الحياة. قد تكون العوالم الخفية داخل الأرض - وربما حتى المريخ - أكثر حيوية مما كنا نتخيل. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

تهديد للمناخ.. تراجع قدرة الغابات الأوروبية على امتصاص الكربون
تهديد للمناخ.. تراجع قدرة الغابات الأوروبية على امتصاص الكربون

صدى البلد

timeمنذ يوم واحد

  • صدى البلد

تهديد للمناخ.. تراجع قدرة الغابات الأوروبية على امتصاص الكربون

تشكل الغابات ما يقرب من 40% من مساحة أراضي الاتحاد الأوروبي، وقد لعبت دورًا هامًا في مكافحة تغير المناخ من خلال امتصاص نحو 10% من انبعاثات الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية بين عامي 1990 و2022، إلا أن الدراسات الحديثة تُشير إلى أن قدرة هذه الغابات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون في تراجع مقلق، مما قد يُقوض جهود القارة في تحقيق أهدافها المناخية، وذلك وفقًا لما أورده موقع Phys العلمي. دراسة علمية تحذّر من تراجع أحواض الكربون وفقًا لموقع Phys العلمي استندت هذه التحذيرات إلى حسابات ميزانيات الكربون متعددة السنوات التي أجراها فريق دولي من الباحثين ونُشرت في مجلة Nature، وتشير النتائج إلى أن الانخفاض المستمر في أحواض الكربون بالغابات يُمثل تهديدًا مباشرًا للأهداف المناخية الطموحة للاتحاد الأوروبي. ودعا الباحثون إلى اتخاذ إجراءات فورية على مستوى إدارة الغابات وتعزيز البحث العلمي، بهدف وقف هذا التراجع أو عكس مساره. ما أهمية أحواض الكربون؟ تمتص الغابات غاز ثاني أكسيد الكربون (CO₂) من الغلاف الجوي، وتستخدمه في عمليات التمثيل الضوئي لإنتاج الكتلة الحيوية، وبهذا تعمل الغابات الصحية والنامية على تخزين كميات كبيرة من الكربون، مما يُخفف من تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي. مؤشرات خطيرة لانخفاض كفاءة الغابات أفادت الوكالة الأوروبية للبيئة في تقريرها لعام 2024 أن متوسط امتصاص الغابات للكربون بين عامي 2020 و2022 قد انخفض بنسبة 27% مقارنة بالفترة من 2010 إلى 2014، أما بيانات عام 2025، فقد كشفت عن تدهور أكبر، مما يُنذر بتراجع متسارع في قدرة الغابات على أداء دورها كمصارف طبيعية للكربون. الاتحاد الأوروبي في مواجهة اختبار مناخي حاسم بحسب لائحة 2018/841 الأوروبية، يلتزم الاتحاد الأوروبي بتحقيق هدف يتمثل في خفض صافي الانبعاثات بمقدار 42 مليون طن إضافية من مكافئات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030، مقارنةً بمتوسط الانبعاثات بين عامي 2018 و2020، غير أن الاتجاه الحالي يُشير إلى أن تحقيق هذا الهدف بات مهددًا إذا لم تُتخذ تدابير جذرية على وجه السرعة. توصيات الخبراء لحماية أحواض الكربون الطبيعية، أوصى الباحثون بـ:

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store