
هل نحتاج إلى مساحيق البروتين لبناء عضلات أقوى وجسم سليم؟ #عاجل
وقد شهدت سوق مكملات البروتين العالمية نموا كبيرا في الأعوام الماضية، وتراوحت قيمتها خلال عام 2024 وفق بعض التقديرات ما بين 24 و28 مليار دولار أمريكي، ويُتوقع أن تتضاعف بحلول عام 2034، إذ أصبح تقبل عليها شرائح مختلفة من الناس فضلا عن الرياضيين.
فمم تتكون تلك المساحيق، وهل تعتبر آمنة؟ وهل تتفوق على البروتين الذي نحصل عليه من طعامنا المعتاد، أم من الأفضل الحصول على البروتين من الغذاء الطبيعي؟
قبل الإجابة على هذه الأسئلة، ربما كان من المهم أولا أن نتعرف على أهمية البروتين ومصادره المختلفة، والكمية التي ينبغي أن نتناولها.
أداة بناء وإصلاح
البروتين في غاية الأهمية لصحة الإنسان، إذ إن له وظائف حيوية عديدة داخل أجسامنا. ويتكون البروتين من الأحماض الأمينية، وهي بمثابة حجر البناء للخلايا والأنسجة والإنزيمات وغيرها من المركبات الضرورية لاستمرار الحياة.
ومن بين الوظائف المهمة للبروتين:
-بناء الأنسجة وإصلاح ما تتعرض له من تلف: يشكل البروتين أهمية كبيرة لنمو وإصلاح العضلات والجلد والأعضاء.
-إنتاج الإنزيمات: العديد من الإنزيمات التي تعلب دور المحفز في التفاعلات البيوكيميائية التي تحدث في الجسم تتكون من البروتين – على سبيل المثال إنزيمات الهضم التي تحلل الطعام وتحوله إلى عناصر غذائية قابلة للامتصاص.
-تنظيم الهرمونات: تلعب البروتينات دورا في إنتاج الهرمونات التي تنظم عمليات الجسم، على سبيل المثال هرمون الإنسولين الذي ينظم مستويات السكر في الدم.
-وظيفة مناعية: الأجسام المضادة التي تحارب العدوى هي عبارة عن بروتينات.
-النقل والتخزين: تساعد البروتينات في نقل الجزيئات عبر الجسم – على سبيل المثال الهيموغلوبين هو بروتين في خلايا الدم الحمراء ينقل الأكسجين من الرئة إلى الأنسجة.
-كما أن البروتين يعتبر مصدرا للطاقة يستخدم عندما لا تكون الكربوهيدرات والدهون كافية في الجسم.
ويشكل البروتين أهمية خاصة في مراحل النمو عند الأطفال والحمل والتقدم في العمر (إذ يمنع فقدان العضلات المرتبط بالشيخوخة)، ويعزز الصحة العامة والتعافي من الأمراض.
مصادر البروتين
يمكن الحصول على البروتين من المصادر الحيوانية مثل اللحوم الحمراء والبيضاء والسمك والبيض والألبان، أو مصادر نباتية مثل البقوليات كالفول والعدس والفاصوليا، والتوفو والمسكرات والبذور والحبوب الكاملة. وتشير بعض الدراسات إلى أن البروتين الحيواني أفضل من النباتي لأنه يعتبر بروتينا كاملا، إذ يحتوي على الأحماض الأمينية التسعة الأساسية بكميات كافية، في حين أن غالبية مصادر البروتين النباتية عادة ما تفتقر إلى واحد أو اثنين من تلك الأحماض – ومن ثم يُنصح النباتيون بتناول أنواع مختلفة من الأطعمة النباتية التي تحتوي على بروتين. كما أن البروتينات الحيوانية يسهل هضمها واستخدامها بكفاءة عالية من قبل الجسم مقارنة بالبروتينات النباتية، فضلا عن أن البروتينات الحيوانية عادة ما تحتوي على عناصر غذائية مهمة أخرى مثل الحديد وفيتامين ب-12 وأحماض أوميغا-3 الدهنية وفيتامين د، والتي يندر وجودها في المصادر النباتية.
لكن المصادر النباتية للبروتين عادة ما تحتوي على عناصر غذائية إضافية مفيدة مثل الألياف ومضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن التي تعزز الصحة العامة.
كما ينبغي الأخذ في الاعتبار أن بعض الدراسات أشارت إلى أن استهلاك كميات كبيرة من البروتينات الحيوانية، لا سيما اللحوم الحمراء والمعالجة، قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض، وخاصة أمراض القلب. وكثيرا ما يُعزى ذلك إلى وجود الدهون المشبعة والكولسترول في اللحوم المعالجة.
وينصح موقع كلية الطب بجامعة هارفارد باتباع نظام غذائي متنوع يجمع بين البروتينات النباتية والحيوانية، واستهلاك مصادر البروتين التي تحتوي على كميات صغيرة من الدهون المشبعة والكربوهيدرات المعالجة وعلى كميات كبيرة من العناصر الغذائية المختلفة.
ما كمية البروتين التي تحتاجها أجسامنا؟
توصي السلطات الطبية في الولايات المتحدة بأن كمية البروتين التي ينبغي أن يتناولها الأفراد البالغون يوميا هي 0.8 غراما من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الفرد. على سبيل المثال، شخص بالغ وزنه 70 كيلوغراما يحتاج إلى حوالي 56 غراما من البروتين يوميا. أما الأطفال والمراهقون فيحتاجون إلى كميات أكبر من البروتين، وتتفاوت تلك الكميات وفق المرحلة العمرية.
وقد أشار العديد من الدراسات إلى أن النساء الحوامل واللاتي يرضعن يحتجن إلى كمية إضافية من البروتين. كما أكدت دراسات أخرى الحاجة إلى استهلاك المزيد من البروتين مع التقدم في العمر لتفادي فقدان كتلة العضلات ووظائفها وضعف الجسم. ويحتاج الرياضيون إلى كميات أكبر من البروتينات لتحسين أدائهم ومساعدتهم على تنمية عضلاتهم وتقويتها.
لكن هناك بعض الدراسات التي أشارت إلى قصور في الطريقة التي تم من خلالها تحديد الكمية التي ينبغي تناولها من البروتين والمعروفة بطريقة 'توازن النيتروجين' وإلى أننا ربما يتعين علينا استهلاك كمية أكبر من الموصى بها.
يقول غريغ نَكولز، الباحث الأكاديمي في علوم الرياضة والتمثيل الغذائي (الأيض) لـ بي بي سي عربي إنه 'باستخدام طريقة جديدة تختبر أكسدة الأحماض الأمينية، وجد الباحثون أن الكمية التي على الأرجح يحتاج 95 في المئة من السكان إلى تناولها للوفاء باحتياجاتهم اليومية أقرب إلى 1.2 غراما لكل كيلوغرام من كتلة الجسم. كما أن أبحاثا أخرى ركزت على عوامل كتنظيم الشهية والتحكم في الوزن ومنع فقدان القوة البدنية مع التقدم في السن تشير هي الأخرى إلى أن نسبة 1.2 غراما لكل كيلوغرام تؤدي إلى نتائج أفضل مقارنة بنسبة 0.8 غراما لكل كيلوغرام'.
ويضيف نَكولز أن احتياجات الرياضيين اليومية من البروتين أكبر، وتصل إلى نحو غرامين لكل كيلوغرام من كتلة الجسم لتحقيق أفضل نتائج ممكنة لأن 'التمرينات الرياضية المكثفة من الممكن أن تتلف البروتينات الموجودة في العضلات، فضلا عن الحاجة إلى كمية إضافية من البروتين لبناء المزيد من أنسجة تلك العضلات'.
متى ينبغي تناول البروتين؟
تشير بعض الدراسات إلى أن الطريقة المثلى للحصول على أقصى فائدة من البروتين هي تناوله عدة مرات خلال اليوم الواحد بدلا من تركيزه في وجبة واحدة. وتوصلت تلك الدراسات إلى أن تناول أطعمة غنية بالبروتين عدة مرات يوميا (على سبيل المثال، في الإفطار والغذاء والعشاء ومن خلال وجبات خفيفة) يعزز من إنتاج البروتين العضلي، وكذلك الشعور بالشبع.
وتشير الدراسات أيضا إلى أن تناول البروتين في غضون 30 دقيقة إلى ساعتين من ممارسة التمرينات الرياضية يعتبر ذا فائدة كبيرة في تعافي العضلات وإصلاح ما طرأ عليها من تلف، ويساعد في نموها.
ما هي مساحيق البروتين وهل تعتبر آمنة؟
تُصنّع تلك المساحيق بالأساس من مصدر للبروتين مثل 'مصل اللبن الحليب' (السائل المتبقي بعد تخثر اللبن عند صناعة الجبن)، والغني بالأحماض الأمينية، أو 'الكازين' وهو بروتين آخر موجود في اللبن، أو بروتينات نباتية مستخلصة من البازلاء أو الصويا أو الأرز أو القنب، وعادة ما يتم خلطها لتكوين مادة غنية بالأحماض الأمينية. ويضاف إلى الكثير من تلك المساحيق مكسبات طعم طبيعية أو اصطناعية وسكر أو محليات بديلة، وأحيانا يضاف إليها أيضا بعض الفيتامينات والمعادن والألياف وإنزيمات الهضم.
بشكل عام، يعتبر الخبراء الاستخدام المعتدل لمساحيق البروتين آمنا لغالبية البالغين، ولكن يجب التأكيد على أن آثار تناولها على المدى البعيد غير معروفة بدقة. وحذرت دراسات من أن الإفراط في استهلاكها لفترات طويلة قد يؤدي إلى الإضرار بالكليتين. كما ينبغي توخي الحذر واستشارة الطبيب في حالة الحمل أو إذا كان الشخص يعاني من مشكلات صحية.
وتجدر الإشارة كذلك إلى أن مساحيق البروتين قد تتسبب في مشكلات في الهضم للبعض، ولا سيما لمن يعانون من حساسية اللاكتوز. يضاف إلى ذلك احتواء بعضها على كميات عالية من السكر والسعرات الحرارية، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة في الوزن وارتفاع مفاجئ وغير صحي في سكر الدم. كما أن المحليات الاصطناعية التي تحتوي عليها بعض المساحيق ربما تؤدي إلى مشكلات صحية، من بينها زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وفق بعض الدراسات.
هل هناك حاجة إلى مساحيق البروتين؟
استهلاك مساحيق البروتين لا يقتصر على الرياضيين المحترفين ولاعبي كمال الأجسام، بل يتخطاهم إلى الكثير من الأشخاص الذين يترددون على صالات الألعاب الرياضية ويمارسون مختلف التمرينات سعيا لبناء المزيد من العضلات. كما أن هناك من يتناولها (مذابة في الماء أو اللبن) كوجبة خفيفة أو بدلا من تناول إحدى الوجبات إذا لم يكن لديه الوقت الكافي لتناول الطعام. فضلا عن ذلك، بعض الأشخاص النباتيين يلجأون إليها عندما يشعرون بأنهم لا يحصلون على كميات كافية من البروتين من طعامهم.
يقول البروفيسور برادلي شونفيلد أستاذ علوم الرياضة بكلية ليمان بمدينة نيويورك، وهو بطل كمال أجسام سابق حائز على عدة ألقاب، إن تناول مساحيق البروتين 'لا يأتي بنتيجة سحرية، كما أنها ليست أفضل قيمة من الأطعمة الكاملة. إذا كان الشخص يرغب في استهلاك البروتين من الأطعمة الكاملة، ولديه القدرة على ذلك، فإن المكملات الغذائية في هذه الحالة ليست ضرورية لتحقيق النتائج المرجوة من التمرينات الرياضية. أما إذا كان الشخص يجد صعوبة في الحصول على الكمية الكافية من البروتين التي يُنصح بتناولها يوميا من الطعام، فإن المكملات الغذائية من الممكن أن تساعده في الحصول على الكمية المطلوبة'.
ويقول الباحث غريغ نَكولز إنه عادة ما 'يساء فهم' مساحيق البروتين: ' بعض الأشخاص يرون أنها أقل جودة من البروتين الذي يحصلون عليه من الأطعمة الكاملة، في حين يرى البعض الآخر أن لها فوائد خاصة، وأنها ستساعدهم على تنمية المزيد من العضلات مقارنة بغيرها من مصادر البروتين. لكن في واقع الأمر، البروتين الموجود في تلك المساحيق هو بروتين عادي، ليس أفضل ولا أسوأ من أي نوع آخر نحصل عليه من أي مصدر أخرى'.
ولكنه يضيف أنه نظرا لأن مساحيق البروتين لها فترة صلاحية طويلة، فإنه ' قد يكون من المفيد الاحتفاظ بعلبة منها في البيت.. كمصدر متاح للبروتين تستخدمه في المرات التي لا تستطيع فيها الحصول على ما يكفيك. شخصيا، أحصل على احتياجاتي من الطعام، لكني احتفظ بعلبة من مسحوق البروتين على الرف في خزانة مطبخي ألجأ إليها عندما لا يكون في منزلي أطعمة غنية بالبروتين'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 3 ساعات
- الجمهورية
وداعاً لـ«مرض الملوك»: النقرس يضرب الجميع
لكن في عصرنا الحديث، ومع الانتشار الواسع للأطعمة المصنّعة والمشروبات الغنية بالسكّر، لم يَعُد النقرس مقتصراً على طبقة معينة، بل أصبح مرضاً واسع الانتشار بين مختلف فئات المجتمع، ما يعكس دور التغذية المحوري في ظهوره والوقاية منه. طبياً، يُصنَّف النقرس كأحد أنواع إلتهابات المفاصل الناتجة من تراكم حمض اليوريك في الدم، وهو ناتج من تكسير البيورينات، وهي مركّبات توجد في خلايا الجسم وأطعمة متعدّدة. عندما يعجز الجسم عن التخلّص من حمض اليوريك عبر الكلى، يتراكم ويترسّب في المفاصل على شكل بلورات حادة، مُسبِّباً نَوبات ألم مفاجئة وشديدة، غالباً في مفصل إصبع القدم الكبير. المحفّزات الغذائية الحديثة للنقرس النظام الغذائي يلعب دوراً أساسياً في تفاقم أو تهدئة هذا المرض. وتشمل المحفّزات الغذائية الرئيسية: - اللحوم الحمراء والأعضاء الحيوانية: مثل الكبد والكلى، الغنية بالبيورينات. - بعض أنواع المأكولات البحرية: كالسردين، الأنشوفة، والماكريل. - المشروبات المحلاة بالفركتوز: كالغازية والعصائر المصنّعة، التي تحفّز إنتاج حمض اليوريك وتعيق طرحه. - الكحول، خصوصاً البيرة: لاحتوائها على البيورينات وتأثيرها على وظيفة الكلى. وتُعدّ السمنة ومقاومة الإنسولين من العوامل الإضافية المؤثرة، إذ تسهم في ارتفاع حمض اليوريك في الجسم. التغذية العلاجية: خطوات عملية للسيطرة على النقرس لحسن الحظ، يمكن للنظام الغذائي أن يكون أداة فعّالة في التخفيف من أعراض النقرس. ومن أبرز الاستراتيجيات الغذائية: 1 - خفض البيورينات الحيوانية والتحوّل إلى البروتين النباتي: يمكن أن يؤدّي استبدال جزء من البروتين الحيواني (خصوصاً اللحوم الحمراء) ببروتينات نباتية مثل البقوليات (العدس، الفول، الحمص) والمكسرات والبذور إلى خفض مستويات حمض اليوريك بشكل ملحوظ. على رغم من أنّ البقوليات تحتوي على البيورينات، إلّا أنّها لا ترفع حمض اليوريك بنفس طريقة البيورينات الحيوانية، وغالباً ما تكون فوائدها أكبر من مخاطرها. 2 - حمية غنية بالخضروات والفواكه: الأطعمة النباتية ليست فقط منخفضة في البيورينات، بل غنية أيضاً بمركبات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات. بعض الفواكه مثل الكرز أظهرت فعالية في تقليل نوبات النقرس، نظراً لخصائصها المضادة للالتهاب وقدرتها على خفض حمض اليوريك. 3 - ترطيب الجسم الكافي: شرب كميات كافية من الماء (حوالي 8-12 كوب يومياً) يساعد الكلى على طرد حمض اليوريك الزائد من الجسم، وبالتالي يُقلّل من خطر تكون البلورات. 4 - منتجات الألبان قليلة الدسم: تشير الدراسات إلى أنّ استهلاك منتجات الألبان قليلة الدسم، مثل الحليب والزبادي، يمكن أن يساعد في خفض مستويات حمض اليوريك، وربما يكون لها تأثير وقائي. 5 - تجنّب الكحول والمشروبات السكرية: يُعتبَر الامتناع عن المشروبات الكحولية والمشروبات الغازية المحلّاة بالفركتوز خطوة حاسمة في إدارة النقرس، نظراً لتأثيرها المباشر على مستويات حمض اليوريك. 6 - إدارة الوزن الصحي: الحفاظ على وزن صحّي يُقلّل من مقاومة الأنسولين ويحسن من قدرة الجسم على تنظيم مستويات حمض اليوريك. يجب أن يكون فقدان الوزن تدريجاً، لأنّ فقدان الوزن السريع يمكن أن يزيد مؤقتاً من مستويات حمض اليوريك. - خطّط لوجباتك: فكر في دمج مصادر بروتين نباتية في وجباتك اليومية، مثل إضافة العدس إلى الشوربات، أو الفاصولياء إلى السلطات. - اقرأ الملصقات الغذائية: كن واعياً لمحتوى الفركتوز في المنتجات المصنّعة، وحاول اختيار البدائل الطبيعية غير المحلّاة. - اجعل الماء رفيقك الدائم: احمل زجاجة ماء معك وتناول الماء بانتظام على مدار اليوم. - لا تتردّد في استشارة المختصّين: يمكن لاختصاصي التغذية أن يساعدك في وضع خطة غذائية مخصّصة تتناسب مع حالتك الصحية وتفضيلاتك الغذائية، مع الأخذ بالاعتبار أي حالات صحية أخرى لديك.


الديار
منذ 10 ساعات
- الديار
نقص الحديد وفيتامين B12 عند الرجال النباتيين: كيف تحمي صحتك؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في السنوات الأخيرة، ازداد عدد الرجال الذين يتبعون النظام النباتي، سواء لدواعٍ صحية أو بيئية أو أخلاقية. ورغم الفوائد العديدة التي قد يوفرها الامتناع عن اللحوم، إلا أن هذا النمط الغذائي قد يعرض الرجال لمخاطر صحية غير متوقعة، أبرزها نقص الحديد وفيتامين B12، وهما عنصران أساسيان لوظائف الجسم الحيوية. ما يزيد من خطورة هذا النقص أنه غالبًا ما يتطور بشكل صامت، دون أعراض واضحة في البداية، ليؤثر لاحقًا على الطاقة، التركيز، والمناعة، وحتى الصحة النفسية. الحديد عنصر ضروري لتكوين الهيموغلوبين، المسؤول عن نقل الأكسجين في الدم. وفي حين يتوافر الحديد في مصادر نباتية مثل العدس والسبانخ والبقوليات، إلا أن نوع الحديد الموجود في النباتات (الحديد غير الهيمي) يُمتص بنسبة أقل بكثير من الحديد الموجود في اللحوم (الحديد الهيمي). وهنا يكمن التحدي الرئيسي للرجال النباتيين، خاصة أولئك الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا عاليًا أو يعيشون تحت ضغط نفسي مستمر، مما يزيد من حاجتهم إلى الحديد. نقص هذا المعدن قد يؤدي إلى أعراض مثل التعب المزمن، شحوب البشرة، ضيق التنفس، وتسارع ضربات القلب. أما فيتامين B12، فهو ضروري لإنتاج كريات الدم الحمراء والحفاظ على صحة الجهاز العصبي. المشكلة الأساسية تكمن في أن هذا الفيتامين يتواجد حصريًا في المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم، البيض، والحليب، مما يجعله أكثر عرضة للنقص لدى النباتيين الصارمين. ومن الأعراض المرتبطة بنقصه: الشعور بالوخز في الأطراف، فقدان التوازن، ضعف التركيز، واضطرابات المزاج. وإذا تُرك دون علاج، قد يسبب هذا النقص أضرارًا عصبية دائمة لا يمكن عكسها. رغم أن الجسم يحتاج كميات ضئيلة نسبيًا من B12، إلا أن امتصاصه يعتمد على عوامل معقدة، مثل صحة المعدة ووجود بروتين يسمى "العامل الداخلي". وهذا يعني أن حتى من يتناولون مكملات B12 قد لا يستفيدون منها بالشكل الكامل دون متابعة طبية دقيقة. للوقاية من هذه النواقص، يُنصح الرجال النباتيون بإجراء فحوصات دورية لمستوى الحديد، الفيريتين (مخزون الحديد)، وفيتامين B12. كما يُفضل اعتماد استراتيجيات غذائية ذكية، مثل تناول مصادر الحديد النباتي مع فيتامين C لتحسين الامتصاص، وتناول الأغذية المدعّمة مثل حليب الصويا أو الحبوب المدعّمة بـB12. وفي بعض الحالات، قد تكون المكملات الغذائية أو الحقن الطبية ضرورية، خاصة إذا ظهرت الأعراض بشكل واضح أو كانت التحاليل تشير إلى نقص حاد. إلى ذلك، من المهم التذكير بأن اتباع النظام النباتي الصحي والمتوازن لا يعني بالضرورة الوقوع في فخ النقص الغذائي، بشرط أن يكون مبنيًا على وعي وفهم دقيق لحاجات الجسم الأساسية. الرجال النباتيون بحاجة إلى توعية مستمرة وشاملة حول المخاطر الخفية التي قد تترتب على اختياراتهم الغذائية، لضمان حياة صحية ومتوازنة بعيدًا عن الأعراض الصامتة والمضاعفات الصحية الطويلة الأمد.


المنار
منذ يوم واحد
- المنار
دراسة تكشف مفاجأة.. طعام قد يخفض خطر 'ألزهايمر' بنسبة 47%
ظهرت مؤشرات جديدة تسلّط الضوء على عنصر غذائي بسيط ومألوف، قد يحمل فائدة كبيرة وغير متوقعة بالنسبة لمن هم مصابين بمرض 'ألزهايمر'. وأظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة 'The Journal of Nutrition'، أن تناول بيضة واحدة على الأقل أسبوعيا، قد يقلل من خطر الإصابة بمرض 'ألزهايمر' بنسبة تصل إلى 47%، مقارنة بمن يستهلكون البيض أقل من مرة واحدة في الشهر. ورغم الجدل الذي لطالما رافق البيض، بسبب محتواه من الكوليسترول والدهون المشبعة، فإن النتائج الجديدة تشير إلى أن هذا الغذاء، الذي شكّل جزءا أساسيا من النظام الغذائي البشري على مدى آلاف السنين، قد يحمل فوائد عصبية ملحوظة.وبحسب الدراسة، التي تابعت أكثر من 1000 شخص في أمريكا بمتوسط عمر 81 عاما، لمدة تقارب 7 سنوات، فقد تبين أن من تناولوا البيض بانتظام كانوا أقل عرضة لتراكم البروتينات السامة المرتبطة بمرض 'ألزهايمر' في الدماغ. وقد أُجريت فحوصات على أنسجة دماغ بعض المشاركين بعد الوفاة، إذ لاحظ الباحثون ارتباطا واضحا بين استهلاك البيض وانخفاض تراكم هذه البروتينات الضارة. ويُرجع الباحثون هذه النتائج إلى احتواء البيض على مركبات، مثل الكولين وأحماض 'أوميغا 3' الدهنية، التي تلعب دورا مهما في دعم الوظائف العصبية والحفاظ على صحة الدماغ مع التقدم في العمر. ورغم النتائج الإيجابية، يشير معدّو الدراسة إلى أنها تحتوي بعض القيود، مثل الاعتماد على استبيانات ذاتية لتحديد استهلاك الطعام، إضافة إلى أن فترة المتابعة قد لا تكون كافية لرصد جميع الآثار طويلة المدى. ويؤكد خبراء التغذية أن البيض يمكن أن يكون جزءا مفيدا من نظام غذائي متوازن، لا سيما لكبار السن، لكنه لا يعتبر علاجا بحد ذاته للوقاية من مرض 'ألزهايمر'.