logo
«هدنة غزة»: «الانسحابات» تهدد الاتفاق وطلب بإرجائها لإنقاذ المفاوضات

«هدنة غزة»: «الانسحابات» تهدد الاتفاق وطلب بإرجائها لإنقاذ المفاوضات

الشرق الأوسطمنذ 4 ساعات
تعثُّر مناقشات الانسحاب من مساحات جديدة احتلتها إسرائيل، الشهرين الماضيين، في قطاع غزة، أدخل مفاوضات الهدنة في الدوحة (التي دخلت يومها السابع) «نفقاً مظلماً» جديداً، مع رفض «حماس» إعادة الانتشار المطروح من جانب فريق حكومة بنيامين نتنياهو.
وسارع الوسطاء، لا سيما واشنطن، بحسب تسريبات إعلامية، إلى طلب ترحيل بند الانسحابات إلى نهاية المفاوضات، وهو مشهد يراه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» محاولة أخيرة لإنقاذ المفاوضات من فشل جديد لا ترغب فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب، على أمل أن تضغط على نتنياهو لإبداء مرونة، وإلا فسترفض «حماس»، باعتبار أن بقاء إسرائيل على هذا النحو مناورة للتسريع بمخطط التهجير، وفرض مناطق عسكرية بعد انتهاء الهدنة المحتملة والانقلاب على الاتفاق.
وأفاد مصدران فلسطينيان مطلعان، السبت، بأن «مفاوضات الدوحة تواجه تعثراً وصعوبات معقدة، نتيجة إصرار إسرائيل على خريطة للانسحاب قدمتها، الجمعة، لإعادة انتشار وإعادة تموضع للجيش الإسرائيلي وليس انسحاباً، وتتضمن إبقاء القوات العسكرية على أكثر من 40 في المائة من مساحة قطاع غزة، وهو ما ترفضه (حماس)».
وشدَّد أحد المصدرين، في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، على أن وفد «حماس» المفاوض «لن يقبل الخرائط الإسرائيلية المقدَّمة، لأنها تمثل منح الشرعية لإعادة احتلال نحو نصف مساحة القطاع، وجعل قطاع غزة مناطق معزولة دون معابر ولا حرية التنقل، مثل معسكرات النازية»، في إشارة للمدينة التي تتحدث إسرائيل عن أنها إنسانية، وستكون جنوب القطاع، ويُضمّ لها نحو 600 ألف فلسطيني.
وأشار المصدر الثاني إلى أن «(حماس) طالبت بانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق التي تمت إعادة السيطرة الإسرائيلية عليها بعد 2 مارس (آذار) الماضي»، أي بعد انهيار هدنة استمرت لشهرين، متهماً إسرائيل بـ«مواصلة سياسة المماطلة وتعطيل الاتفاق لمواصلة حرب الإبادة».
وتحدث عن أن الوسطاء القطريين والمصريين «طلبوا من الطرفين تأجيل التفاوض حول الانسحاب إلى حين وصول المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى الدوحة»، لكنه أشار إلى «تقدُّم» أُحرِز بشأن «مسألة المساعدات وملف تبادل الرهائن».
وبالتزامن، نقلت «أكسيوس» الأميركية عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة طلبت من «حماس» تأجيل مناقشة مسألة حجم انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، والانتقال إلى بحث قضايا أخرى، في محاولة لمنع انهيار مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.
ينقل فلسطينيون ضحايا إلى عيادة تابعة للصليب الأحمر في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
ونقلت «رويترز»، السبت، عن مصادر فلسطينية وإسرائيلية مطلعة تأكيداً مماثلاً، مشيرة إلى أن «محادثات الدوحة تتعثر حول مسألة انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، بعد رفض (حماس) خرائط الانسحاب التي اقترحتها إسرائيل، لأنها ستترك نحو 40 في المائة من الأراضي تحت السيطرة الإسرائيلية، ومنها كل منطقة رفح الجنوبية ومناطق أخرى في شمال وشرق غزة»، لافتة إلى أنه «من المتوقَّع استمرار المحادثات».
عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، يرى أن إسرائيل تريد فرض شروطها، ومن ضمنها إمكانية استمرار تهجير الفلسطينيين؛ بعدم الانسحاب من عدة أماكن، منها ممر موراغ الجنوبي، مع السيطرة العسكرية على المنطقة الشمالية وترحيل السكان منها، ليكون الأمر سهلاً بعد انتهاء الهدنة في تهجيرهم، مؤكداً أن الموقف الأميركي الذي لم يضغط على إسرائيل بعد يضر المفاوضات، ولن يجدي تأجيل قضايا مثل هذه، ويجب أن تُحسَم مبكراً؛ كونها حاسمة.
ويعتقد أن «تأخر الوصول لاتفاق، في ظل تواصل العقبات واستهداف الفلسطينيين، يجعلنا أمام مناورة تريد استسلام المقاومة لإسرائيل، وهذا لن تقبله (حماس)، وليس أمام أميركا سوى الضغط على إسرائيل، خصوصاً أن هناك قضايا أخرى لم تُحسَم، مثل الانسحاب من (محور فيلادلفيا) الحدودي مع مصر الذي تطالب به القاهرة، وهناك غموض بشأنه».
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، نزار نزال، أن عدم الانسحاب من غزة، كما تطالب «حماس»، سيفجِّر المفاوضات، وقد يكون عاملاً في تعطيل حدوثها، مشيراً إلى أن ترحيل بند الانسحابات قد يكون محاولة لإنقاذ المفاوضات، ليس أكثر، وما لم تقدم حكومة نتنياهو تنازلات في القضايا السياسية، كالانسحابات، فلن يُنجَز الاتفاق قريباً، كما تروج واشنطن أو إسرائيل.
وقبل عودته، الجمعة، من زيارة إلى الولايات المتحدة، التقى خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال نتنياهو، الخميس: «آمل أن يتسنّى لنا إنجاز (الصفقة) خلال بضعة أيام».
وعقب لقاء نتنياهو في البيت الأبيض مرتين، الأسبوع الماضي، كرَّر ترمب الحديث عن هدنة قريبة، وحدد الأسبوع الحالي (أي بعد أيام) موعداً محتملاً. وقال وزير خارجيته، ماركو روبيو، الخميس، إن لديه «أملاً كبيراً» في التوصل إلى اتفاق.
تصاعد الدخان في أعقاب غارة إسرائيلية على جباليا شمال قطاع غزة (أ ف ب)
لكن ميدانياً، تخالف الأوضاع تلك الأمنيات؛ إذ أفاد الناطق باسم الدفاع المدني بغزة، محمود بصل، في بيان بأن أكثر من 20 قتيلاً فلسطينياً سقطوا، السبت، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه «ضرب نحو 250 هدفاً إرهابياً» خلال الساعات الـ48 الأخيرة في أنحاء قطاع غزة.
بينما تواصل «حماس» عملياتها ضد الجيش الإسرائيلي؛ إذ أعلن الأخير، الجمعة، مقتل ضابط في وحدة الاستطلاع التابعة للواء غولاني، في معارك بمدينة خان يونس (جنوب غزة)، بخلاف إصابة جنديين في اشتباك شمال القطاع، وذلك بعد يومين من إعلانه مقتل جندي إسرائيلي كاد يُختطف جنوب قطاع غزة.
وحذرت الأمم المتحدة، في إعلان مشترك، السبت، من أن «شح الوقود في غزة بلغ مستويات حرجة»، مشيرة إلى أن «الوقود هو العمود الفقري للبقاء على قيد الحياة في غزة»، وفق ما ذكر بيان مشترك لسبع وكالات أممية، بينها: «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)» و«منظمة الصحة العالمية» و«برنامج الأغذية العالمي».
ووسط تلك المتغيرات السلبية على الأرض، يرى رخا أحمد حسن أن ترمب يملك إنجاز اتفاق فوري من الأمس وليس اليوم، مشيراً إلى أن الموقف الأميركي قادر على إنهاء كل تلك الأمور بالتوجُّه الحقيقي لفرض اتفاق؛ بالضغط على إسرائيل، والتراجع عن مشاريع التهجير وإبادة القطاع.
ويتفق نزار نزال مع هذا المسار، مؤكداً أن واشنطن ستتدخل حتى لا تفشل جهود ترمب المتطلع لجائزة نوبل للسلام، وستجبر نتنياهو على قبول خرائط انتشار أوسع، محذراً من أن عدم الذهاب لهدنة سيجعل شعبية رئيس وزراء إسرائيل تتضرر أكثر، وقد يخسر مكاسبه السياسية الأخيرة من حربه ضد إيران، وبالتالي فالأقرب لمصالحه تمرير الاتفاق مؤقتاً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 130 شهيدًا
ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 130 شهيدًا

الرياض

timeمنذ 21 دقائق

  • الرياض

ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 130 شهيدًا

ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 130 شهيدًا بينهم أطفال ونساء، فيما أصيب وفقد العشرات، ترافق ذلك مع قصف مدفعي وجوي مكثف طال مدينة بيت حانون شمال القطاع. وأوضحت المصادر الطبية الفلسطينية بأن من بين الشهداء 34 كانوا من منتظري المساعدات، مشيرةً إلى أن الغارات الإسرائيلية على المنازل وخيام النازحين أسفرت عن استشهاد 72 فلسطينيًا بمدينة غزة، و 24 آخرين في مناطق متفرقة من القطاع.

الخلاف حول "الانسحاب الإسرائيلي" يوقف مفاوضات غزةخطة تمنع 700 ألف فلسطيني من العودة إلى بيوتهم
الخلاف حول "الانسحاب الإسرائيلي" يوقف مفاوضات غزةخطة تمنع 700 ألف فلسطيني من العودة إلى بيوتهم

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

الخلاف حول "الانسحاب الإسرائيلي" يوقف مفاوضات غزةخطة تمنع 700 ألف فلسطيني من العودة إلى بيوتهم

قدمت إسرائيل خلال المفاوضات غير المباشرة مع حماس والمتواصلة في الدوحة، خريطة لانتشار قوات الجيش خلال مدة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة المقترح لمدة 60 يوما. ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على المفاوضات، قولها إنه «لم يطرأ أي تقدم في اليوم الأخير». وأشارت المصادر نفسها، إلى أنه لم يتوصل إلى حل بشأن خريطة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي «رغم المرونة الإسرائيلية». وأضافت أن «حماس تطالب بالانسحاب إلى الخطوط التي تواجدنا بها في شهر مارس «. وتحدثت مصادر عن «جمود» في المفاوضات، فيما من المقرر أن يتم استئنافها لاحقا». «الخريطة تقضم 40 % من مساحة القطاع وفي سياق خريطة انتشار الجيش الإسرائيلي أثناء وقف إطلاق النار بغزة، ذكرت مصادر مطلعة، أن «خريطة إعادة التموضع التي عرضها الوفد الإسرائيلي في المفاوضات تبقي كل مدينة رفح تحت الاحتلال». وأضافت أن «الخريطة تمهد لتطبيق خطة التهجير بجعل رفح منطقة تركيز للنازحين لتهجيرهم إلى مصر أو عبر البحر، إذ أنها تأخذ من قطاع غزة مسافة عميقة على طول الحدود وتصل في بعض المناطق إلى 3 كيلومترات». وأشارت المصادر إلى أن «خريطة إعادة التموضع تضم أجزاء واسعة من مدينة بيت لاهيا وقرية أم النصر ومعظم بيت حانون وكل خزاعة، وتقترب من شارع السكة في مناطق التفاح والشجاعية والزيتون، وتصل إلى قرب شارع صلاح الدين في دير البلح والقرارة». وأوضحت أن «الخريطة الإسرائيلية تقضم 40% من مساحة قطاع غزة، وتمنع 700 ألف فلسطيني من العودة إلى بيوتهم لدفعهم إلى مراكز تجميع النازحين في رفح». غارات جوية عنيفة فيما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس والليلة الماضية غارات جوية عنيفة على مناطق واسعة من قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 26 فلسطينيًا وإصابة آخرين، في وقت واصلت فيه عمليات نسف المباني السكنية، وسط تصعيد دموي استهدف منازل ومواقع تؤوي نازحين. في مدينة غزة، استشهد 4 فلسطينيين وأُصيب 10 آخرون إثر غارة جوية استهدفت منزلًا في شارع يافا بحي التفاح شرق المدينة، وفق ما أفاد به مصدر في مستشفى الشفاء. كما شنت طائرات الاحتلال غارات متتالية على شقق سكنية في حي الشيخ رضوان شمال غرب المدينة، ما أسفر عن شهداء ومصابين، بينهم طفلة في أحد الاستهدافات. وارتقى يوسف الزق، أصغر أسير في العالم، شهيدًا بعد استهداف شقة عائلته في شارع الثورة وسط غزة. وكان يوسف قد وُلد داخل سجون الاحتلال عام 2008، في سابقة ربطت اسمه بقصة نضال والدته الأسيرة المحررة فاطمة الزق التي أنجبته خلف القضبان. كما واصلت طائرات الاحتلال استهداف المدنيين، حيث قُصفت شقة سكنية قرب التاج مول في حي الرمال بشارع الوحدة، وأخرى قرب بوابة الجامعة الإسلامية، وأُعلن عن استشهاد 4 فلسطينيين. وفي استهداف جديد، استشهد شهيدان وأُصيب آخرون في غارة على منزل لعائلة الصفدي شرق المدينة. في الشطر الجنوبي من حي الزيتون، فجّرت قوات الاحتلال روبوتًا داخل منازل مجاورة لمسجد صلاح الدين. في الوقت ذاته، أطلقت زوارق الاحتلال الحربية نيرانها بكثافة على شمال غرب المدينة، بينما شهدت أحياء التفاح والشجاعية غارات جوية وقصفًا مدفعيًا مكثفًا. شمال قطاع غزة، أطلقت مسيّرة من طراز «كواد كابتر» النار باتجاه منازل الفلسطينيين في منطقة الزرقاء بجباليا البلد، بينما نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف ضخمة شرق جباليا، طالت العديد من المباني السكنية. وفي الوسط، استهدفت طائرات الاحتلال شقتين سكنيتين في دير البلح، ما أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفلان، كما استُشهد 3 بينهم طفلة في استهداف لمخيم المناصرة، بالتزامن مع غارة أخرى على منزل قرب مدرسة الحساينة وسط القطاع. أما في خان يونس جنوب القطاع، فقد شنت طائرات الاحتلال غارات على منطقة المواصي المكتظة بالنازحين، حيث أُعلن عن استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين بعد استهداف الاحتلال خيامهم قبيل منتصف الليل، كما استشهد فلسطيني آخر في غارة منفصلة. وأكدت مصادر فلسطينية استشهاد الأسير المحرر عماد منصور ضمن ضحايا غارات الاحتلال الليلية. وإلى جانب ذلك، نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف جديدة للمباني السكنية وسط مدينة خان يونس. كما تجددت الغارات على دير البلح فجر أمس، بالتزامن مع قصف مدفعي إسرائيلي طال المناطق الشمالية لمخيم النصيرات. ووفق آخر تحديث من مصادر طبية في مستشفيات القطاع، استشهد 45، بينهم 11 من المجوّعين الذين كانوا يتلقون مساعدات عند مراكز توزيع أُقيمت في قطاع غزة، ووُصفت من قبل مسؤولين أمميين بـ»مصايد الموت». سوء التغذية غير مسبوق في غزة أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن قطاع غزة يشهد أسوأ مستويات سوء التغذية الحاد منذ بدء عملها في المنطقة، محذرة من كارثة صحية متفاقمة تطال النساء الحوامل والأطفال في ظل الحصار والدمار المتعمد الذي تفرضه قوات الاحتلال. وشددت المنظمة على أن استمرار تدفق الغذاء والمساعدات الطبية بشكل عاجل ودون عوائق إلى القطاع أمر لا يحتمل التأجيل، في ظل الانهيار الكامل للخدمات الصحية والبيئية، والقيود المشددة المفروضة على الوقود والمياه. وسجّلت المنظمة أكثر من 700 حالة لسوء تغذية حاد ومتوسط بين النساء الحوامل والمرضعات، إلى جانب 500 طفل يتلقون العلاج في مراكزها داخل غزة، معتبرة أن هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الصحية المتصاعدة. وقال محمد أبو مغيصيب، نائب المنسق الطبي للمنظمة في غزة، إن ما تشهده غزة من تجويع للسكان هو سياسة متعمدة، ويمكن وقفها فورًا إذا قررت سلطات الاحتلال فتح المعابر والسماح بدخول الغذاء. وأضاف أن هذا الواقع ليس نتيجة ظرف طارئ، بل نتاج مباشر لقرارات إسرائيلية تهدف إلى خنق القطاع من خلال منع الغذاء والسيطرة على آليات توزيعه، بالإضافة إلى تدمير قدرة غزة على إنتاج ما يسد رمق سكانها. استشهاد 71 فلسطينياً وأشار إلى أن تدمير البنية التحتية بشكل واسع، والتلوث الناتج عن اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، يفاقم من تدهور الوضع الصحي، في ظل تقليص الوقود اللازم لتشغيل محطات المعالجة وضخ المياه النظيفة، ما يضعف مناعة الفلسطينيين، ويجعلهم عرضة للأمراض، خاصة في المخيمات المكتظة. من جانبها، عبّرت الطبيبة جوان بيري من المنظمة عن صدمتها مما شاهدته خلال زيارتها الثالثة إلى القطاع. وقالت إن سوء التغذية بين النساء الحوامل بلغ مستويات كارثية، حيث لا يتجاوز وزن بعضهن في الشهر السادس 40 كيلوغرامًا، فيما يعاني الأطفال حديثو الولادة من أوضاع صحية حرجة، حيث يضطر أربعة أو خمسة رُضع إلى تقاسم حاضنة واحدة داخل وحدة العناية المركزة بمستشفى الهلال. وأضافت أن الأمهات لا يسألن عن دواء، بل يطلبن طعامًا لأطفالهن، في مشهد قالت إنها لم ترَ له مثيلًا من قبل، واصفة الوضع بأنه تجاوز الأزمة بمراحل. وطالبت منظمة أطباء بلا حدود بالسماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات، وبتوفير ممرات إنسانية آمنة ومستقرة، مؤكدة أن استمرار الحصار والتجويع يشكل انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية، ويضع أرواح آلاف الفلسطينيين في خطر حقيقي. ويأتي هذا التحذير في ظل مواصلة قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء منذ استئناف الهجمات في مارس الماضي إلى 7300 شهيد، فيما تجاوز عدد المصابين 26 ألفًا، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع. ومن بين الشهداء نحو 800 من الفلسطينيين المجوّعين الذين استهدفتهم قوات الاحتلال والمتعاونون مع ما تُعرف بـ»مؤسسة غزة الإنسانية» الأميركية، عند مراكز توزيع مساعدات تحوّلت إلى كمائن للموت، بحسب ما وصفه مسؤولون في الأمم المتحدة. المدنيون يُقتلون بالمئات أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (أوتشا)، عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بالتصعيد الخطير ضد المدنيين في قطاع غزة، مؤكدا أن المئات يُقتلون وسط تهديدات متزايدة بالنقل القسري خارج القطاع. وقال المكتب في بيان، إن القوات الإسرائيلية تواصل استهداف مئات المدنيين الباحثين عن مأوى وغذاء، مشيرا إلى أن ما يجري يثير مخاوف جدية من فرض ظروف معيشية تهدد بقاء السكان الفلسطينيين في غزة. وأضاف البيان أن «إسرائيل» تواصل شن هجمات عنيفة على خيام النازحين، بمن فيهم أشخاص شُرّدوا عدة مرات من أماكن لجوئهم السابقة، في انتهاك خطير لحقوق الإنسان. وأشار المكتب إلى ورود تقارير تؤكد استهداف مجموعات مدنية كبيرة باستخدام القوة المميتة، ما يفاقم من الكارثة الإنسانية ويثير تساؤلات بشأن احترام مبادئ القانون الدولي الإنساني. كما حذر برنامج الأغذية العالمي (تابع للأمم المتحدة)، من تفشي المجاعة في قطاع غزة، في ظل التراجع الحاد في وصول المساعدات الإنسانية، مؤكدا أن الأوضاع هناك غير مسبوقة. وقال البرنامج في بيان، إن بعض العائلات أبلغت فرقه بأن أطفالها لا يتناولون أي طعام طوال اليوم، ما يعكس حجم الأزمة الغذائية المتفاقمة. وأضاف أن الوضع في غزة لم يشهد له العالم مثيلا من قبل، مشددا على أن وقف إطلاق النار أصبح ضرورة إنسانية عاجلة لضمان إيصال الغذاء والمساعدات إلى السكان. وأشار البرنامج إلى توفر كميات غذائية تكفي سكان القطاع لمدة شهرين، لكنه أوضح أن إدخالها يتطلب فتح جميع المعابر دون قيود. انخفاض إنتاج الآبار حذرت سلطة المياه في قطاع غزة، من تفاقم أزمة المياه نتيجة الانخفاض الحاد في إنتاج آبار المياه، والذي بلغ نحو 70%، بسبب منع الاحتلال إدخال وقود السولار اللازم لتشغيلها. وأوضحت السلطة في تصريح صحفي لها أن الاحتلال لم يسمح بتوريد أي كميات من الوقود منذ شهر مارس الماضي، ما اضطرها إلى الاعتماد على كمية محدودة من السولار وفّرها مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS) لتشغيل بعض الآبار جنوب القطاع. وأكدت أن الكميات المتوفرة لن تكفي لأكثر من أسبوع واحد، محذرة من حدوث كارثة إنسانية وشيكة في حال استمر منع دخول الوقود. كما أشارت إلى أن الاحتلال يواصل منع تزويد المحافظة الوسطى بالمياه، إلى جانب تقليص كميات الضخ لمحافظتي غزة وخان يونس، ما يفاقم من معاناة السكان في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها القطاع. اعتداءات المستوطنين ارتقى الشاب محمد الشلبي شهيدًا الليلة الماضية بعد العثور على جثمانه في محيط بلدة سنجل شمال رام الله، وذلك عقب ساعات من فقدان أثره خلال هجوم وحشي شنّته ميليشيات المستوطنين على خربة التل في جبل الباطن جنوب البلدة. ووفق مصادر محلية، بدت على جثمان الشهيد آثار اعتداء مباشر وعنيف. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية فإن الشاب الشلبي (23 عاماً) استشهد جراء عدوان المستوطنين على بلدة سنجل شمال رام الله جراء إصابة بالرصاص الحي في الصدر، اخترقت ظهر أمس الجمعة، وتُركَ ينزف لساعات. ويُعد الشلبي ثاني شهيد في ذات المنطقة خلال أقل من 24 ساعة، بعد استشهاد الشاب سيف الدين مصلط (23 عامًا) في وقت سابق، نتيجة تعرضه لضرب مبرح من قبل المستوطنين في سنجل. وقد شهدت البلدة ومحيطها مواجهات عنيفة إثر محاولة الأهالي والمتضامنين إزالة بؤرة استيطانية جديدة أقامها المستوطنون في خربة التل، ما أسفر عن إصابة 10 فلسطينيين بجروح وكسور، وتعرض أحد النشطاء للدهس، إضافة إلى الاعتداء على مركبتي إسعاف. وفي سياق متصل، شنت قوات الاحتلال الليلة الماضية وفجر أمس حملة مداهمات واعتقالات واسعة في الضفة الغربية، أسفرت عن اعتقال 15 فلسطينيًا. جريمة سنجل تصعيد خطير للإرهاب المنظم قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن الجريمة البشعة التي ارتكبتها ميليشيات المستعمرين الإرهابية في بلدة سنجل شمال شرق رام الله، وأدت إلى استشهاد الشابين سيف الدين مصلط (23 عاما)، ومحمد الشلبي (23 عاما) من بلدة المزرعة الشرقية، وإصابة العشرات، تمثل تصعيدا خطيرا في الإرهاب المنظم الذي ترعاه وتحميه حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة. وأضاف فتوح في بيان صدر عنه أمس، أن استشهاد الشاب سيف الدين مصلط، الذي يحمل الجنسية الأميركية، بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح حتى الموت، وإحراق منازل المواطنين، والاعتداء الوحشي على الأهالي في خربة التل بجبل الباطن جنوب سنجل، يعكس مدى الانحدار الأخلاقي والوحشية التي تمارسها ميليشيات المستعمرين، تحت غطاء رسمي من حكومة الاحتلال التي توفر لهم الأسلحة والعربات العسكرية والشرطة الخاصة لحمايتهم ودعم جرائمهم، في إطار مخطط استئصالي يهدف إلى تفريغ الأرض من أصحابها الأصليين. وأكد أن هذه الجرائم ليست حوادث منفصلة أو سلوكا شاذا، بل تأتي ضمن سياق واضح من حرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري التي تنفذها حكومة الاحتلال، في الضفة الغربية وقطاع غزة، ضمن خطة ممنهجة للضم والتهجير، تنفذها حكومة فاشية لا تخفي أهدافها ولا أدواتها. وأشار فتوح إلى أن صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم، يشكل غطاء غير مقبول لاستمرار الإرهاب، ويحوّل الهيئات الدولية إلى شاهد صامت على إرهاب المستعمرين وسفك الدم الفلسطيني. ودعا جماهير الشعب الفلسطيني في كافة مناطق الضفة الغربية إلى الانتفاض في وجه الإرهاب الاستعماري، وتصعيد المقاومة الشعبية لردع عصابات المستعمرين التي باتت تتحرك كجيش موازٍ تحت حماية قوات الاحتلال، مشددا على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة لحماية المواطنين، وتعزيز لجان الحماية الشعبية في القرى والبلدات المستهدفة. ووجّه فتوح دعوة عاجلة إلى المجتمع الدولي والإدارة الأميركية لتحمل مسؤولياتهم السياسية والأخلاقية، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه، وفرض عقوبات فورية على دولة الاحتلال التي تتصرف ككيان مارق فوق القانون الدولي، مؤكدا أهمية تصنيف عصابات المستعمرين كمنظمات إرهابية وملاحقتهم أمام المحاكم الدولية.

المرأة السعودية في صدارة المشهد
المرأة السعودية في صدارة المشهد

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

المرأة السعودية في صدارة المشهد

في عمق التحولات التي يعيشها المجتمع السعودي اليوم، تبرز المرأة السعودية كعلامة فارقة في مشهد التغيير والتقدم. لقد مرت المرأة برحلة طويلة، كانت فيها تتنقل بصمت بين أدوارها العائلية والمجتمعية، حتى خرجت إلى الضوء، فلم تعد المرأة اليوم كما كانت تُصوَّر في الأمس، فقد أصبحت تمثل القوة الناعمة التي تصنع الفرق، وتقود بعقل، وتؤثر بصمت. حضورها لم يعد رمزيًا، بل جوهريًا، متغلغلًا في مفاصل المجتمع، وضروريًا لكل نهضة حقيقية. المشاركة في القرار والتنمية. خطت المرأة السعودية خطوات جريئة في مجال صنع القرار، فدخلت مجالس الشورى والإدارات، وأسهمت في وضع السياسات، وتقييم الأداء، ومتابعة المشاريع، وأصبحت من صناع الرؤية، وشريكة في صياغة مستقبل الوطن. ربما الأهم من كل إنجازاتها المهنية، هو قدرتها على إحداث تحول ثقافي داخل المجتمع نفسه. فقد أصبحت قدوة لابنتها، وداعمة لابنها، وصوتًا للتغيير داخل بيتها قبل أن تكون خارجه. إنها تبني جيلاً جديدًا من الوعي، لا بالخطاب فقط، بل بالممارسة اليومية والموقف المسؤول. ورغم الانفتاح الكبير الذي تعيشه المملكة، حافظت المرأة السعودية على توازن نادر بين الحداثة والأصالة. تمكينها لم يكن على حساب هويتها أو قيمها، بل جاء ليثبت أن القوة لا تُناقض الحياء، وأن الطموح لا يلغي الثبات على المبادئ. المرأة السعودية اليوم ليست مجرد رقم في سجلات التوظيف، أو وجهًا إعلاميًا للتمكين، بل هي فكرٌ يُبنى عليه، وطاقة يُعوّل عليها، وشريكة أصيلة في إعادة رسم ملامح المجتمع. إنها تؤكد في كل يوم أن حضورها لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية لا غنى عنها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store