
إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدولي بكولومبيا
وجاءت المبادرة بالتعاون مع إدارة مهرجان ميديين الدولي وحركة الشعر العالمية، إضافة إلى التجمع الدولي لاتحادات الكتّاب، وبحضور الأمين العام للاتحاد الشاعر الفلسطيني مراد السوداني ورئيس مهرجان ميديين الشاعر الكولومبي فرناندو ريندون، إلى جانب مشاركة أكثر من 64 شاعرا من أنحاء العالم. وتهدف الجائزة إلى منح شعراء العالم منصة للتعبير الشعري عن التضامن مع فلسطين، من خلال تناول عدة جوانب أبرزها تجسيد معاناة فلسطين وشعبها شعريا أمام العالم.
وتأتي المبادرة كمحاولة طرح رؤى ومواقف مؤيدة لفلسطين ولقضيتها، ورفع صوت الحلم والحرية في مواجهة الظلم والاحتلال من خلال الشعر.
وقد أكّد الاتحاد أن هذه الجائزة تأتي تكريما للأصوات الشعرية الحرة التي وقفت مع فلسطين وقضيتها، ورفضت جرائم الإبادة والعدوان بحق الشعب الفلسطيني.
,أوضح الشاعر مراد السوداني في كلمته خلال الإعلان أن الجائزة ستتضمن ترجمة العمل الشعري الفائز إلى عدة لغات عالميّة، إلى جانب تقديم جائزة مادية قيّمة للفائز.
وذكر السوداني أنه سيتم لاحقا الكشف عن مجلس أمناء الجائزة ومعايير المشاركة والتفاصيل الكاملة المتعلقة بها. كما أشار إلى أن آلية منح الجائزة قد يجري اعتمادها بشكل سنوي، حيث سيتم الإعلان عن الفائز أو الفائزين في كل دورة خلال حفل ختام مهرجان ميديين الدولي للشعر في الأعوام المقبلة.
منصة للتضامن مع فلسطين
ووفقا لتصريحات سابقة للاتحاد العام للكتّاب، يجري التخطيط لأن تُمنح الجائزة لعدة شعراء من مناطق جغرافية مختلفة (من الوطن العربي وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية) بما يعكس البعد العالمي للقضية الفلسطينية. ومن المتوقع أن تُنشر شروط الترشّح والتقديم قريبا لإتاحة الفرصة لجميع الشعراء المهتمين بالمشاركة.
ولاقى إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر ترحيبا ودعما من رموز شعرية دولية مشاركة في المهرجان، وأعلن الشاعر الكولومبي فرناندو ريندون دعمه الكامل للمبادرة الجديدة، معتبرا أن هذه الجائزة ستكون رافدا مهما للجبهة الثقافية العالمية المساندة لفلسطين وقضيتها.
View this post on Instagram
A post shared by Festival de Poesía de Medellín (@festivalpoesiamedellin)
في كلمته خلال حفل الاختتام، وجّه ريندون نداء إلى شعراء العالم "أن اتحدوا من أجل فلسطين وانتصروا لها أمام هذا الظلم والاعتداءات التي ليس لها حد. فالشعر هو ضمير العالم، وعلى الشعراء أن تبقى ضمائرهم حيّة تقف مع الحق والعدل والحياة".
يأتي إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر تتويجا لتوجه ثقافي تضامني ظهر جليا في مهرجان ميديين الدولي هذا العام. فقد شهد حفل الختام توقيع 46 شاعرا من مختلف أنحاء العالم على بيان جماعي يُعلن التضامن مع فلسطين ويرفض الإبادة والاقتلاع الثقافي في غزة وكافة الأراضي الفلسطينية.
وطالب الشعراء في بيانهم بإنهاء الحرب ورفع الحصار عن غزة ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن "الشعر هو ضمير الإنسانية… وانتصار للحياة في وجه الموت والظلم".
وكانت إدارة مهرجان ميديين قد كرّمت الشاعر مراد السوداني في حفل الافتتاح، في لفتة تكريمية لفلسطين وشعرائها ضمن فعاليات المهرجان. كما أُعلن سابقا عن اختيار فلسطين ضيفَ شرف للدورة المقبلة من المهرجان في العام القادم، في خطوة غير مسبوقة تعكس عمق الشراكة الثقافية بين منظمي المهرجان والمؤسسات الأدبية الفلسطينية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 9 ساعات
- الجزيرة
موسيقى زياد الرحباني.. حين تتحول النغمات إلى منشور سياسي غاضب
في حوار أُجري معه عام 2018، انفتح زياد الرحباني كما يليق برجل في الـ63 من عمره، يحمل في داخله روح طفل في الرابعة عشرة، يتكلم بجرأة وحرية نادرتين، يعبّر عن رأيه في كل شيء: الفن، الموسيقى، الصحافة، الإعلام الجديد، الرؤساء، السياسات الإقليمية والدولية، العولمة، وحتى عن نفسه، وعن علاقته بوالديه، السيدة فيروز والسيد عاصي الرحباني، اللذين لم يكونا عاديين بأي شكل. بدا كتابا مفتوحا، يجيب على كل سؤال يُطرح عليه دون تردد أو مواربة، كأنه يقطع الطريق على أي تأويل أو سوء فهم قبل أن يبدأ. كان صريحًا إلى درجة تُربك، وربما إلى حد "قلة التهذيب" كما اعتادت أمه أن تصفه، بعبارتها الشهيرة: "بلا مربى". ابن فيروز وليس ظلها أن تولد لأبوين فنانين بقامتي فيروز وعاصي الرحباني، فذلك يعني أنك محكوم بالشبه وبالمقارنة، وربما بالامتثال لصورة نمطية معينة. لكن زياد، ومنذ أولى خطواته، قرر أن يكون شيئًا آخر. صحيح أنه كتب لفيروز ولحن لها ألحانا لا تُنسى مثل "عودك رنان"، و"بكتب اسمك يا حبيبي"، و"سألوني الناس" لكنه لم يقف عند حدود الابن الموهوب الذي يكتب لأمه. كان يرى في فيروز أيقونةً، لكنه لم يتردد في معاملتها كـ"مطربة"، تماما كما عرّفها ذات مرة في أحد لقاءاته: "عم بيغنّي مطربتي فيروز"، تعبير يبدو كأنه يرسم حدودا واضحة بين الشخصي والفني، ويؤكد أن فيروز جزء من حياته، لا كلّها. علاقته بها لم تكن دائما سهلة. خيمت عليها خلافات. لكنها، رغم كل شيء، غنّت من كلماته، واحتفظت بصوته داخل صوتها، كما احتفظ هو بها كصوت لا يشبه شيئًا. يحكي زياد كيف تمكن من الهرب من سلطة البيت وهو بعد في الرابعة عشرة من عمره، كانت الخلافات بين فيروز وعاصي لا يمكن احتمالها، مناوشات يومية وعلاقة تشوبها غيرة الأب التي لا يمكن تحملها، كان يكفي أن يندمج أحد الحاضرين مع جملة غنائية تؤديها فيروز، وأن يعبّر عن إعجابه بعبارة مثل "الله الله"، لتتحوّل الليلة إلى كابوس مزعج لجارة القمر، رغم أنها لم ترتكب ذنبا. تلك التوترات، التي خيمت على علاقة والديه، دفعت زياد المراهق إلى الهروب من بيت الرحابنة، الذي كان يعجّ بالمسرح والشعر والموسيقى، إلى بيت صديقه ورفيق مسيرته الفنية جوزيف صقر، قبل أن يُكمل الخامسة عشرة من عمره. وهناك بدأ في رسم ملامح طريق فني مختلف، لا يشبه البيت الذي خرج منه، ولا يشبه أحدا سوا. يكتب مسرحيات ويمثلها يكتب أغنيات ويلحنها وأحياناً يغنيها لو لم يغنها جوزيف صقر، حتى إن إحدى أغنيات فيروز الشهيرة لم تكن لها من الأصل "هدير البوسطة" كانت مكتوبة وغناها جوزيف صقر قبل أن تعجب عاصي الرحباني الذي أصر أن تغنيها السيدة فيروز وهو ما حدث بالفعل. مثقف متمرد على الجميع بعدما تمرد زياد على بيت نشأته في كنف عاصي وفيروز، ووسط خلافاتهم اليومية، تمكن من إيجاد صوته الخاص، صوت يتجلى في الموسيقى والكتابة والصحافة والمسرح، استهوته الأفكار الشيوعية فصار سياسيا شيوعيًا، أعلن زياد انتماءه إلى الحزب الشيوعي اللبناني في وقتٍ كان الانقسام الطائفي يأكل كل شيء. تمسّك بفكرة العدالة الاجتماعية، وعادى النظام الطائفي، وانتقد الجميع تقريبًا، من اليمين إلى اليسار، ومن المقاومة إلى اللامقاومة. حتى حلفاؤه لم يسلموا من نقده. قد يبدو ذلك تناقضًا صارخًا، لكنه في الواقع جوهر شخصيته. فهو مثقف غاضب لا يُراهن على المثاليات، وواقعي لا يعترف بالحلول الوسط. عدوّ للنظام، لكنه في الوقت نفسه مرآة تعكس بصدق تناقضات الناس ومعاناتهم. "أبو الزوز"، كما يحب أن يناديه محبوه، لم يكن مجرد ابن لعاصي وفيروز، بل كان ابن الحرب، ابن الشارع، ابن الأسئلة التي لا تهدأ. تفجرت مواهبه بالتزامن مع فترة حافلة بالأحداث في المنطقة بشكل عام، وفي لبنان بشكل خاص، حرب السنتين، أو بدايات الحرب الأهلية اللبنانية التي أثرت في كل أبناء جيله وحتى الأجيال الأكبر، فرّ من تمكّن من الهرب إلى خارج لبنان، لكنه ظل في الداخل، يتنقل بين أحيائها، يقدم برامجه عبر إذاعة "صوت الشعب"، ويؤدي مسرحياته التي وصل عددها 7، حيث لم يكن فقط ممثلا عابرا في مسرحه، بل معلّقا سياسيا، وفيلسوف شارع. نصوصه المسرحية حفلت بالنقد، من "نزل السرور" إلى "فيلم أميركي طويل" وأغنيتها الشهيرة "يا زمان الطائفية"، ومن "بالنسبة لبكرا شو؟" إلى "شي فاشل"، رسم صورة لبنانية مرّة، لكنها مضحكة. هذا الضحك الأسود كان، في الغالب، محاولة للبقاء والتنفس تحت وطأة حرب أهلية بين الطوائف. يجسدها شخصيات مألوفة: البائع، الموظف، المثقف الفاشل، المتدين المتعصّب، الزعيم الفاسد. الجميع يمرّ عبر غربال زياد، والجميع يُعرّى. موسيقى تمزج بين أرواح العالم رغم أن أول أعماله الموسيقية كملحن كانت "سألوني الناس" التي ألفها ولحنها وهو بعد في السابعة عشرة من عمره، بروح من الموسيقى الرحبانية، لكنه سرعان ما انفتح أكثر على موسيقات من أنحاء العالم؛ موسيقى تحمل أرواح شعوبها، الجاز والبلوز، والموسيقى الكلاسيكية الشرقية والغربية، سيد درويش وبيتهوفن، وواصل رحلته في المزج بينها على مدار عمره ما بين ألبومات موسيقية منفردة أو ألحان له ولغيره، لكن زياد لم يرَ في الموسيقى مجرد حرفة، بل كانت سلاحًا. كان البيانو بندقيته، والنغمة منشورًا سياسيًا. ففي أواخر السبعينيات، قدّم مسرحية "بالنسبة لبكرا شو؟"، التي بدت كأنها تلخيصٌ عبقري لفوضى الحرب الأهلية، ولعبث الطبقة السياسية، وانكسار الإنسان اللبناني. موسيقاه منفتحة بين عوالم الموسيقى وألوانها، تسخر من التصنيفات: مزيجٌ من الجاز، والمقامات الشرقية، والإيقاعات اللاتينية، والارتجال الأوبرالي، وكأنها تعكس شخصه القلِق، والرافض للثوابت. هو أيضًا من القلائل والرواد الذين عربّوا الجاز و"شرّقوه" من دون أن يُفقدوه روحه. لم يكن مقلدًا، بل متمرّدًا في كل نغمة. يكفي أن تسمع افتتاحية "اسمع يا رضا" أو مقاطع من "العقل زينة" لتدرك أنك أمام موسيقي يرى العالم من زاوية مختلفة، ولكنها صادقة، صدق دفع البعض حين يسمع السيمفونية الرابعة لبيتهوفن لأن يتذكر على التو أغنية "يا أنا" للسيدة فيروز. "شو هالجيل!" جيل الحرب عرف اللبنانيون الحرب الأهلية ككابوس متواصل، أما زياد فعاشها كمادة خام لإعادة التفكير في كل شيء. دمّرته، لكنها غذّته وغذّت أفكاره السياسية. لم يغنّ للحرب ببطولية، بل بالسخرية والتشريح. صوته المتهكم في أغنية "أنا مش كافر" ليس تبريرا دينيا، بل اعتراف سياسي ونقد كامل لكافة الطوائف والمنتمين لها. الحرب عنده ليست جغرافيا ولا طوائف، بل لعبة مصالح تسحق الإنسان وهو وغيره تحت وطأتها، وهو ما شكّل فلسفته ورأيه في الحياة، ربما لم يكن زياد فيلسوفًا أكاديميًا، لكنه بالتأكيد شحن فنونه ومقالاته بأسئلة كبرى: عن الوجود، والحرية، والمعنى، والجنون. في مقابلاته كان كثير التهكم، يجيب بسؤال، أو بسخرية تشبه الحكمة. فـ"شو بدّك بالحكي؟" ليست فقط جملة عابرة، بل صيغة وجودية تختصر حالة شعب خائف من الكلام، ومن المعنى ويبحث عن المضمون والجدوى. حتى في عز مجده، كان زياد يجلس بين الناس، في المقاهي البيروتية، في الجميزة أو الحمرا، يتأمل الحياة، كأنه أحد شخصياته التي كتبها أو جسدها: منهك، ولكنه ما زال يراقب. كان زياد الرحباني ظاهرة، لا تشبه أحدا. ابن فيروز الذي أحبّها بطريقته، وعادى العالم بطريقته، وابتكر موسيقاه كما يكتب الإنسان وصيته الأخيرة: صادقة، ناقصة، لكنها خالدة، زياد الرحباني كان أكثر من ملحن وكاتب ومسرحي، كان ظاهرة ثقافية وسياسية، صوتًا لا يهادن ولا يساوم، اختار الفن طريقا، والموسيقى منصة، والمسرح ميدانًا، لفعل نقدي يواجه الواقع بجرأة. رحل اليوم، لكن صوته باق حيا في أغنياته، على خشبة المسارح، وفي أروقة المقاهي اللبنانية، وفي ذاكرة كل لبناني وعربي وأحبه ووجد في أغنياته وإرثه شيئًا من نفسه.


الجزيرة
منذ 20 ساعات
- الجزيرة
"عالم الديناصورات: إحياء"… حين تصبح العودة إلى الماضي موتًا لسلسلة سينمائية
تعرض دور السينما في أنحاء العالم الآن فيلم "عالم الديناصورات: إحياء" (Jurassic World: Rebirth)، الجزء الرابع من سلسلة "عالم الديناصورات"، والسابع في عالم "حديقة الديناصورات" (Jurassic Park) السينمائي، الذي بدأ في تسعينيات القرن العشرين. "عالم الديناصورات: إحياء" من إخراج غاريث إدواردز، وسيناريو ديفيد كويب، وبطولة سكارليت جوهانسون، وماهرشالا علي، وجوناثان بيلي. بلغت ميزانية الفيلم نحو 180 مليون دولار، وحقق إيرادات عالمية تقترب من 576 مليون دولار، ليصبح من أنجح أفلام عام 2025. View this post on Instagram A post shared by Jurassic World (@jurassicworld) كيف تُولد السلسلة مجددا؟ التحدي الذي يخضع له أي صانع لأفلام سلسلة ممتدة لعدد كبير من الأفلام والسنوات مثل "حديقة الديناصورات" هو: ماذا سيقدم في الفيلم الجديد ليجذب المزيد من المتفرجين، وفي الوقت ذاته لا يشعر المشاهدون القدامى بالملل، أو يبتعد عن القصة الأصلية بصورة تُنفرهم وتُشعرهم بالغرابة. كان هذا التحدي مضاعفا أمام كاتب الفيلم ديفيد كويب الذي كتب بالفعل الجزأين الأول والثاني من "حديقة الديناصورات"، والذي رفض في البداية العودة للسلسلة، معلنًا أنه لا جديد لديه ليقدمه، قبل أن يُصر عليه ستيفن سبيلبيرغ، مخرج الأجزاء الأولى من السلسلة، ومنتجها في الوقت الحالي. حاول ديفيد كويب تقديم الجديد في إطار القديم، حيث تدور أحداث الفيلم بعد 5 سنوات من نهاية فيلم "عالم الديناصورات: السيادة" (Jurassic World Dominion)، عندما أصبحت الديناصورات غير قادرة على التكيف سوى ضمن نطاق استوائي ضيق. تقود شخصية زورا بينيت (سكارليت جوهانسون)، بصفتها عميلة سرية، مهمة معقدة لجمع عينات من الحمض النووي لـ3 ديناصورات عملاقة -بري وبحري وجوي- بهدف تطوير علاج ثوري لأمراض القلب. وأثناء المهمة، يصادف الفريق عائلة نجت من حادث غرق، وتقطعت بهم السبل على جزيرة مهجورة كانت سابقا مقرا لأبحاث تجريبية حول الديناصورات المتحوّرة مثل "ديستوروتس ريكس" و"موتادونز". وكما هو متوقع، تواجه هذه المهمة كثيرا من العقبات، مثل البيئة غير المواتية، وبالطبع ديناصور عملاق شرير يحاول استهداف البشر، بالإضافة إلى الرأسمالية التي تحاول التكسب من الديناصورات، ويمثلها هنا مارتن كريبس (روربرت فريند) الذي يعمل في الشركة المصنعة لدواء القلب الجديد الذي سيشفي بالطبع من يستطيع تحمل ثمنه. View this post on Instagram A post shared by Universal Pictures France (@universalfr) يقدم فيلم "عالم الديناصورات: إحياء" ما قدّمته الأفلام السابقة كلها، فالبشر منقسمون إلى فريقين: الأول معجب ومبهور بالديناصورات وعالمها البسيط والسهل، حيث يمكن التفرقة بسهولة بين الخير والشر، وفريق ثانٍ لا يهدف سوى لاستغلال هذه الكائنات العملاقة في مآربه الشخصية. وعلى الجانب الآخر، يهدف الفيلم لإبهار المتفرجين بمشاهد الديناصورات العملاقة على الشاشة، سواء باستخدام المؤثرات البصرية المحدودة قديما، أو الـ"سي جي آي" (CGI) -المؤثرات المصنوعة بالحاسوب حديثًا- فالأصل في الحالتين واحد. بطولة نسائية لأول مرة في تاريخ الديناصورات على مدار سلسلة "حديقة الديناصورات" و"عالم الديناصورات"، ظهرت شخصيات نسائية ذكية وقوية، لكن أدوارهن غالبًا ما جاءت في موقع المساندة أو بجانب البطل الذكوري. ففي فيلم "حديقة الديناصورات"، كانت إيلي ساتلر (لورا ديرن) عالمة نبات شجاعة، شاركت في لحظات حاسمة، لكنها لم تكن محور القيادة أو البطلة المركزية. في "حديقة الديناصورات: العالم المفقود" (The Lost World: Jurassic Park)، لعبت سارة هاردينغ (جوليان مور) دور العالمة الميدانية المستقلة، لكنها ظلت مرتبطة بشخصية إيان مالكوم، وكان دورها مكمّلًا لحكايته. أما في "حديقة الديناصورات 3" (Jurassic Park III)، فظهرت أماندا كيربي (تيا ليوني) في دور أم تبحث عن ابنها في جزيرة خطرة، وكان دورها قائمًا على العاطفة لا القيادة. مع انطلاق سلسلة "عالم الديناصورات" (Jurassic World)، قدمت كلير ديرينغ (برايس دالاس هوارد) نموذجا لامرأة تطور دورها من مديرة أعمال إلى ناشطة في حماية الديناصورات، لكنها بقيت دومًا بجوار البطل الذكر أوين (كريس برات)، لا في مقدمة المشهد. ورغم تنوع تلك الشخصيات وقوتها، لم تُمنح أي منهن دور البطولة الكامل حتى ظهرت زورا بينيت في "عالم الديناصورات: إحياء" بطلة قائدة ومستقلة تحمل الفيلم على عاتقها. زورا في الفيلم امرأة ناجحة للغاية في مهنتها كعميلة سرية، شجاعة وذكية، ترفض إدخال العاطفة في عملها؛ فعندما يحاول ممثل شركة الأدوية استمالتها للعملية بنبش ذكرى والدتها المتوفاة حديثًا، منعته بصرامة، لأن ما يدفعها إلى هذا العمل هو المال وحده. وتقود زورا الفريق من مهمة صعبة إلى أكثر صعوبة، وتُعتبر شخصيتها الوحيدة التي تطورت على مدار أحداث الفيلم؛ من امرأة لا تسعى سوى للانتصارات، إلى أخرى ترى الصورة الأكبر، وتضع خير البشرية في مقابلة واضحة لنفعها الشخصي. تُعد شخصية زورا هي الإضافة الوحيدة لنسيج الأفلام السابقة في عالم وحديقة الديناصورات، بتحويل الشخصية الرئيسية من رجل إلى امرأة. غير أنها في الحقيقة إضافة لم تقدم أي جديد للسلسلة، فنموذج امرأة تنجح لأنها تحمل صفات "ذكورية" لا يأخذ الفيلم في اتجاه نسوي، أو حتى يُحسّن من صورة المرأة، هو فقط "يبدو" كذلك، أو بالأحرى يضفي على الفيلم طابعا أكثر عصرية. فيلم "عالم الديناصورات: إحياء" لم يفلح في تقديم أي خط سردي جديد، أو يصبح إضافة للسلسلة، بل هو مجرد تكرار لكل الأفلام السابقة، تكرار يدعو للإملال ليس أكثر. وإن نجح الآن في جذب الإيرادات، فهو يعني في الوقت ذاته موت هذه السلسلة، لأن المتفرج الذي يدفع من أمواله في سبيل الأمل في التغيير مرة، لن يكررها في الأفلام القادمة.


الجزيرة
منذ 4 أيام
- الجزيرة
"بالييوود" و"غزة وود".. حملة إسرائيلية تروج روايات مضللة لإنكار المجاعة في غزة
في الوقت الذي يشهد فيه قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه، وسط حصار خانق وتجويع ممنهج ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان، تشن منصات موالية للاحتلال الإسرائيلي حملة تضليل رقمي منظمة، تهدف إلى قلب الرواية، والتشكيك في حقيقة التجويع، وتصدير صورة معكوسة عن الواقع اليومي في غزة. في هذا التقرير ترصد وكالة "سند" للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة هذه الحملة، وتعرض طبيعة الشبكات التي تروج لها، ومن يقف خلفها. مشاهد لأطعمة فاخرة بدأت الحملة مع مطلع يوليو/تموز الجاري، وانطلقت عبر منصة "إكس"، وتقودها حسابات مشبوهة روجت لمقاطع تظهر أطعمة فاخرة، وحلويات ومشروبات وهدايا وأدوات تجميل في مناطق محدودة من قطاع غزة، في محاولة لتعميم صورة زائفة توحي بأن الوضع المعيشي في القطاع طبيعي، وأن لا وجود لمجاعة. الحسابات ذاتها أعادت نشر المقاطع مرارا، متجاهلة بشكل ممنهج التقارير الموثقة والشهادات الحية التي تؤكد معاناة مئات الآلاف من سكان غزة من الجوع الحاد ونقص الغذاء، لا سيما في المناطق التي تعاني حصارا مزدوجا بين القصف وأوامر الإخلاء. تزامن ذلك مع تصاعد تفاعل وسوم محددة، وتكرار لافت لسرديات موحدة بين الحسابات ذاتها، مما أثار تساؤلات عن أهداف الحملة، وطبيعة الشبكات الرقمية التي تقف خلفها، ودورها في محاولات التضليل الممنهجة لتشويه الواقع الإنساني في غزة. "بالييوود" و"غزة وود" في موازاة بث مقاطع الطعام الفاخر، صعّدت منصات موالية للاحتلال الإسرائيلي من حملة التضليل الرقمي، مستخدمة خطابا ساخرا يستهدف تشويه صورة الضحايا الفلسطينيين والتقليل من حجم الكارثة الإنسانية في غزة. فقد نشطت حسابات إسرائيلية في ترويج مصطلحين ساخرين هما "بالييوود" (دمج بين فلسطين وهوليود) و"غزة وود"، في إشارة إلى مزاعم التمثيل والفبركة، في محاولة لتجريد مشاهد المعاناة من صدقها، والتقليل من حجم الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، بهدف تضييق دائرة التعاطف العالمي. ضمن هذه الحملة، زعم أحد مستخدمي أن سيدة فلسطينية ظهرت في مقابلة إعلامية تشتكي من الجوع بينما كانت تحمل هاتفًا من نوع "آيفون" يفوق ثمنه ألف دولار أميركي، في إيحاء ساخر يتنافى مع شكواها. غير أن التدقيق أظهر أن السيدة كانت تحمل هاتفا من طراز "ريدمي A9" المنخفض التكلفة، وليس آيفون كما ادعى الناشر. كذلك انتشر مقطع مصور يوثق مائدة طعام كبيرة في غزة، قُدم على أنه حديث لتكذيب روايات المجاعة. لكن التحقق أظهر أن الفيديو قديم ونشر قبل أشهر، وأعيد تدويره ضمن الحملة الحالية. View this post on Instagram A post shared by فلسطينFREE🇵🇸 (@ ومع تضاؤل قدرة هذه الحسابات على إيجاد مشاهد حديثة يمكن التلاعب بها، لجأت إلى أساليب سخرية مباشرة، من خلال صور وتعليقات ساخرة تحوّل المجاعة إلى مادة ترفيهية، في تجاهل فجّ للكارثة الإنسانية المتفاقمة. حملة منظمة لم تكن حملة التضليل الرقمي التي رافقت الحديث عن المجاعة في غزة عشوائية، بل أظهرت مؤشرات واضحة على التنسيق المسبق، إذ خصصت ما لا يقل عن 5 حسابات عبر منصة "إكس" محتواها اليومي لنشر مقاطع فيديو تظهر أطعمة متنوعة ومشاهد من كافيهات ومطاعم في مدينة دير البلح وسط القطاع، في محاولة لتقديم صورة مغايرة للواقع، توحي بأن الإمدادات الغذائية وفيرة، وأن الحياة المعيشية لم تتأثر بالحرب. إعلان ويقف في صدارة هذه الحملة حساب (imshin@) الذي لعب دورا محوريا في تضخيم الرواية التضليلية، مدعوما بشبكة من الحسابات يتابعها عشرات الآلاف، ومن أبرزها حساب (GAZAWOOD1@) الذي نشر مقاطع من داخل مطعم محلي تعرض تقديم عصائر وحلويات، وكتب تحتها: "تم تصوير هذا اليوم في دير البلح"، موجها اتهاما إلى الإعلام الفلسطيني بتجاهل هذه المشاهد و"إسكات" صوت المطاعم. كما رصدت منشورات من الحساب ذاته تسخر من مشاهد لصحفيين غزيين وهم يشربون الماء والملح، في إشارة مباشرة إلى حالات الجوع والعطش التي وثقتها تقارير محلية ودولية. لكن التدقيق في ادعاءات هذه الحسابات كشف عن تناقض فاضح، إذ نشر المطعم ذاته عبر حسابه في "إنستغرام" تنويها قبل أيام قال فيه: "في الوقت الذي وقفنا فيه أمام أنفسنا وأمام الله إلى جانب أهلنا وأبناء شعبنا بتوفير كل الأصناف بسعر التكلفة، نعتذر اليوم السبت عن استقبالكم لعدم توفر المواد الخام للأصناف". View this post on Instagram A post shared by Rayhana Sweets salt (@rayhanasweetsalt) وسم مضلل وسردية منسقة ضمن الحملة الرقمية الممنهجة لتزييف الواقع في قطاع غزة، نشط وسم #TheGazaYouDontSee كأحد أبرز الأدوات التي اعتمدتها الحسابات الموالية للاحتلال الإسرائيلي، لترويج سردية مضادة تنكر وجود المجاعة، وتتهم الفلسطينيين بفبركة المشهد الإنساني. وقد رصدت "سند" تداول هذا الوسم بلغات متعددة، أبرزها الإنجليزية واليابانية، عبر منشورات ركزت على مهاجمة حركة حماس، والتشكيك في التقارير الحقوقية والإنسانية، مدّعية أن المجاعة "أكذوبة" صاغها الإعلام العربي والإسلامي لتأليب الرأي العام العالمي. من يقف وراء الحملة؟ وفي إطار رصد موسع، أظهر تحليل شبكي أجرته "سند" لعينة مكونة من ألفي تغريدة، نشرت على الوسم خلال يومي 1 و2 يوليو/تموز 2025، وجود نمط من التنسيق بين مجموعات رقمية متداخلة هدفت إلى تشويه صورة الوضع الإنساني في غزة، عبر بث روايات موحدة تفيد بأن "لا وجود لمجاعة" أو أن "المعاناة مبالغ فيها ومفبركة". وتكرّر في منشورات تلك الحسابات استهداف وكالة "الأونروا" بشكل لافت، سواء من خلال الردود أو أو الإشارات المباشرة (المنشن)، في محاولة لتصويرها كجهة منحازة أو متواطئة في "خداع" المجتمع الدولي. وأظهر التحليل الشبكي الذي أجرته "سند" للبنية الرقمية للحملة أن الحساب الإسرائيلي (imshin) شكّل محور التفاعل الأبرز، حيث تصدّر ما يعرف بـ"العقدة المركزية" (Central Node) التي تدور حولها باقي الحسابات المروجة، في دلالة واضحة على مركزية الخطاب ومصدره. ووفق خوارزميات التحليل، تبيّن أن أكثر من 74% من الحسابات المشاركة في الوسم تعود إلى مجموعة مركزية واحدة تدور في فلك هذا الحساب، مما يعكس درجة عالية من الاصطفاف والتنسيق في إنتاج المحتوى وتكرار السرديات. وفي تحليل تقاطعي أوسع شمل الحسابات الثلاثة (imshin@ – GAZAWOOD1 – osint613)، ظهر ترابط ملموس في التوقيت والمحتوى وحجم التفاعل، فقد شكل كل واحد منها مجتمعا فرعيا متماسكا يرتبط بباقي الحسابات عبر ما يعرف بالحسابات "الجسرية" (Bridge Accounts)، وهي حسابات تسهل انتقال الرواية بين المجموعات وتضمن إعادة تدويرها بشكل منسّق. رواية واحدة و3 أساليب وبرز حساب (GAZAWOOD1) بين أبرز المشاركين في الحملة، من خلال نشر مقاطع فيديو ساخرة تُنكر المجاعة وتتهكّم على التقارير الحقوقية، مستخدما لغة مزدوجة تجمع بين الطرافة السوداء والنفي المبطن للكارثة. في السياق ذاته، نشط حساب (TrollAndoVoy) ضمن مجموعة فرعية موازية، تشارك المحتوى ذاته، بينما برز حساب (tantemay) -الذي يزعم انتماءه إلى الدانمارك- كأحد أكثر الحسابات الأوروبية نشاطا في دعم السردية الإسرائيلية، من خلال تكرار منشورات تهاجم منظمات حقوق الإنسان، وتطعن في مصداقية التقارير الدولية عن الوضع في غزة، بلغة ساخرة أو ذات طابع استعلائي تجاه الضحايا. وإلى جانب هذه الحسابات، أظهر التحليل وجود نمط تكراري في اللغة والتوقيت والأسلوب، مما يرجح أن الحملة ليست مجرد تفاعلات فردية، بل نتاج شبكة منظمة تهدف إلى طمس الرواية الحقوقية، وتشويه المعاناة الفلسطينية، وخلق حالة من الشك الممنهج لدى الرأي العام الدولي.