logo
استخدام «القوة العسكرية الساحقة»... «عقيدة ترمب» تبرر الضربات الأميركية على إيران

استخدام «القوة العسكرية الساحقة»... «عقيدة ترمب» تبرر الضربات الأميركية على إيران

الشرق الأوسطمنذ 6 ساعات

عندما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقصف مواقع نووية إيرانية يوم الأحد بقاذفات «بي-2»، تجاوز تردده المعتاد في استخدام القوة العسكرية، ليجر الولايات المتحدة مباشرة إلى حرب خارجية ويثير قلق العديد من مؤيديه من أنصار مبدأ «أميركا أولاً».
ويقول نائب الرئيس جي دي فانس إن هناك اسماً لطريقة التفكير الكامنة وراء القرار وهو: عقيدة ترمب، وفقاً لوكالة «رويترز».
وحدد فانس عناصرها في تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء وهي التعبير عن مصلحة أميركية واضحة، ومحاولة حل المشكلة عبر الدبلوماسية، وإذا فشل ذلك، فعليك «استخدام القوة العسكرية الساحقة لحلها، ثم اخرج من هناك قبل أن يتحول الأمر إلى صراع طويل الأمد».
ولكن تبدو العقيدة الجديدة بالنسبة لبعض المراقبين محاولة لتقديم إطار عمل منظم لوصف سياسة خارجية تبدو في كثير من الأحيان متباينة وغير متوقعة.
وقال المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر، وهو باحث كبير في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، «من الصعب بالنسبة لي أن أتعامل بجدية مع شيء يسمى (عقيدة ترمب)».
وأضاف: «لا أعتقد أن ترمب لديه عقيدة. أعتقد أن ترمب يتبع حدسه وحسب».
جاء قرار ترمب بالتدخل في الصراع بين إسرائيل وإيران بعدما قال الزعيم الأعلى علي خامنئي إن طهران لن تتخلى عن قدرتها على تخصيب اليورانيوم. وبعد فترة وجيزة من القصف الأميركي، أعلن ترمب عن وقف لإطلاق النار صمد في الغالب.
وأمس (الأربعاء)، تعهد ترمب مجدداً بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وقال إن المحادثات مع طهران ستستأنف الأسبوع المقبل. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي، رداً على طلب للتعليق: «الرئيس ترمب ونائب الرئيس فانس هما الفريق المثالي لأنهما يتشاركان نفس رؤية (السلام من خلال القوة) للسياسة الخارجية».
يواجه ترمب ضغوطاً لتفسير قراره بالتدخل في الصراع الإسرائيلي الإيراني. وكان فانس، الذي عبر في السابق عن تأييده لسياسة الانعزال، بمثابة أحد المبعوثين الرئيسيين للإدارة في هذه القضية.
ومما ساعد ترمب في كسب أصوات الناخبين قوله إن الحروب «الغبية» التي قادتها واشنطن في العراق وأفغانستان أغرقت الولايات المتحدة في مستنقع، وإنه سيعمل على تجنب الدخول في ورطات خارجية.
والتزم بهذا التعهد في الغالب، مع بعض الاستثناءات تمثلت في استخدام القوة ضد الحوثيين الذين كانوا يشنون هجمات من اليمن هذا العام، وأوامره بقتل زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي في عام 2019 والقيادي بـ«الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني) 2020.
لكن احتمال انجرار الولايات المتحدة إلى صراع طويل الأمد مع إيران أغضب الكثيرين في الجناح الانعزالي بالحزب الجمهوري، بمن فيهم مؤيدون بارزون لترمب مثل الخبير الاستراتيجي ستيف بانون والإعلامي المحافظ تاكر كارلسون.
وتعكس استطلاعات الرأي أيضاً قلقاً بالغاً بين الأميركيين بشأن ما قد يأتي بعد ذلك.
فقد عبر نحو 79 في المائة من الأميركيين الذين شملهم استطلاع للرأي أجرته «رويترز/إبسوس» وانتهى يوم الاثنين عن قلقهم «من احتمال استهداف إيران للمدنيين الأميركيين رداً على الغارات الجوية الأميركية».
وقالت ميلاني سيسون، وهي باحثة كبيرة في السياسة الخارجية في معهد «بروكينجز»، إن فانس يحاول على ما يبدو إرضاء الجناح اليميني لترمب من خلال «محاولة معرفة طريقة شرح كيف ولماذا يمكن للإدارة الأميركية تنفيذ عمل عسكري دون أن يكون ذلك تمهيداً لحرب».
وبالنسبة للبعض، تبدو «عقيدة ترمب» التي طرحها فانس حقيقية.
وقال كليفورد ماي، مؤسس ورئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، وهي مؤسسة بحثية: «قدم فانس ملخصاً دقيقاً لنهج الرئيس ترمب خلال الأيام القليلة الماضية تجاه الصراع في الشرق الأوسط».
وأضاف: «قد يعتقد معظم المحللين الخارجيين، وبالتأكيد معظم المؤرخين، أن مصطلح (عقيدة) قاصر. ولكن إذا ما بنى الرئيس ترمب على هذا الاستخدام الناجح للقوة الأميركية، فستكون تلك عقيدة مروعة يتباهى بها الرئيس ترمب».
ومع ذلك، فإن استمرار إطار العمل الجديد سيعتمد على الأرجح على كيفية انتهاء الصراع الحالي.
وقالت ريبيكا ليسنر، الخبيرة في مجلس العلاقات الخارجية، إن من السابق لأوانه «إعلان أن هذا كان نجاحاً باهراً أو أنه كان فشلاً استراتيجياً ذريعاً».
وأضافت: «نحن بحاجة إلى أن نرى كيف ستمضي الدبلوماسية وإلى أين سنصل في الواقع من حيث تقييد ووضوح وبقاء البرنامج النووي الإيراني».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الخارجية الفلسطينية تطالب بآليات دولية فاعلة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة فوراً
الخارجية الفلسطينية تطالب بآليات دولية فاعلة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة فوراً

صحيفة سبق

timeمنذ 30 دقائق

  • صحيفة سبق

الخارجية الفلسطينية تطالب بآليات دولية فاعلة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة فوراً

طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اليوم الخميس بآليات عمل دولية عاجلة وفعالة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فوراً، في ظل استمرار الحكومة الإسرائيلية في سياسة التجويع والتعطيش وحرمان الفلسطينيين من الأدوية والعلاجات، مستخدمة ذلك كسلاح حرب يؤجج معاناة السكان. وحذرت الوزارة في بيان صادر عنها من تصاعد عمليات التدمير التي تطال المنازل والمنشآت المتبقية في القطاع، إلى جانب استمرار القتل اليومي الذي يستهدف أكثر من مليوني فلسطيني محرومين من أي مأوى آمن. وأشارت إلى أن قوات الاحتلال أجبرت السكان على النزوح داخل مساحة ضيقة لا تتجاوز 18% من قطاع غزة، ما فاقم من معاناتهم اليومية ودفعهم نحو تهجير قسري بأشكال متعددة. وأكدت "الخارجية" أن فشل المجتمع الدولي في إنهاء هذه الحرب الإبادة ليس مبرراً، مشددة على أن سرعة تطبيق القانون الدولي هو السبيل الحقيقي لإنهاء المعاناة وتحقيق الاستقرار وإرساء مبادئ إقامة الدولة الفلسطينية المنشودة.

ما قيمة الخسائر التي تكبدتها إسرائيل في حربها مع إيران؟
ما قيمة الخسائر التي تكبدتها إسرائيل في حربها مع إيران؟

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

ما قيمة الخسائر التي تكبدتها إسرائيل في حربها مع إيران؟

كشف تقرير حكومي إسرائيلي الخسائر التي تكبدتها إسرائيل في حربها مع إيران التي استمرت 12 يوماً، مقدراً الخسائر المالية بنحو 10 مليارات شيكل (3 مليارات دولار)، وسط توقعات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن تصل إلى 12 مليار دولار. وقال المدير العام لهيئة الضرائب الإسرائيلية المسؤول عن دفع التعويضات شاي أهارونوفيتش، للصحفيين: «هذا أكبر تحدٍ واجهناه، لم يحدث قط هذا القدر من الأضرار في تاريخ إسرائيل»، مبيناً أن المبلغ لا يشمل التكلفة التي ستتحملها إسرائيل لاستبدال الأسلحة والأنظمة الدفاعية المستخدمة في الحملة، والتي من المرجح أن تزيد الرقم الإجمالي بكثير عند اكتمال التقييمات. وذكر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في مؤتمر صحفي أن التكلفة الإجمالية للحرب قد تصل إلى 12 مليار دولار، في حين قدر محافظ بنك إسرائيل أمير يارون الرقم بنحو نصف هذا المبلغ في حديثه لتلفزيون بلومبيرغ أمس (الأربعاء). ورغم أن الرقم النهائي لا يشكل أهمية بقدر ما يمثل الخسائر الإسرائيلية والتحديات للاقتصاد المنهك أصلاً بسبب 20 شهراً من الصراع الأوسع نطاقاً، ويتوقع البنك المركزي الإسرائيلي نمواً اقتصادياً بنسبة 3,5% لهذا العام، على الرغم من أن ذلك قد يتأثر بالحرب الأخيرة. وأطلقت إسرائيل وابلاً أولياً من الطائرات المسيرة والصواريخ على إيران في 13 يونيو، وتبادل الطرفان إطلاق النار بانتظام إلى أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وقف إطلاق النار في الساعات الأولى من يوم (الثلاثاء). وأقرت خدمات الطوارئ الإسرائيلية بمقتل 28 إسرائيلياً في الهجمات الصاروخية، وإصابة أكثر من 1300 شخص بجروح، بينما أعلنت الحكومة الإيرانية سقوط 627 شخصاً. أخبار ذات صلة

هل يفرض ترمب قيوداً على تبادل المعلومات مع الكونجرس؟
هل يفرض ترمب قيوداً على تبادل المعلومات مع الكونجرس؟

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

هل يفرض ترمب قيوداً على تبادل المعلومات مع الكونجرس؟

كشفت وسائل إعلام أمريكية اليوم (الخميس) عزم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب فرض قيود على تبادل المعلومات الاستخباراتية السرية مع الكونجرس بعد الضربة العسكرية لإيران. وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن قرار البيت الأبيض يأتي عقب تسريبات إعلامية لتقييم أولي شكك في مزاعم ترمب بأن الاستهداف الجوي دمر منشآت إيران النووية بالكامل. ويعقد مجلس الشيوخ اليوم اجتماعاً لمناقشة التقارير حول الاستهداف الأمريكي للمنشآت النووية الإيرانية، ومن المتوقع أن يرسل البيت الأبيض 4 من كبار مسؤولي الأمن القومي لتقديم الإحاطة للمشرعين (وزير الدفاع بيت هيغسث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، جون راتكليف، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين) لحضور الجلسة، لكن مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد لن تحضر الجلسة نظراً لشهاداتها التي أدلت بها في مارس الماضي والتي قالت فيها إن تقييمات وكالات الاستخبارات الأمريكية تشير إلى أن إيران لا تقوم ببناء سلاح نووي. ووصف ترمب تقييم غابارد لبرنامج إيران النووي بـ«الخاطئ»، وجرى تهميشها إلى حد كبير في إدارة الدور الأمريكي في الحرب بين إيران وإسرائيل، لكن مسؤولي البيت الأبيض شددوا على أنها تقوم بـ«عمل مهم». ودعا زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشارلز شومر، البيت الأبيض إلى «التراجع فوراً» عن قرار تقييد المعلومات، مؤكداً من على منصة المجلس أنه لا يحق للإدارة التكتّم على معلومات الأمن القومي أمام الكونغرس، وأن أعضاء مجلس الشيوخ يستحقون الحصول على المعلومات، والإدارة ملزمة قانونيًا باطلاع الكونغرس بدقة. وكانت شبكة «سي إن إن» وموقع «أكسيوس» نشرا خطط التقييد، وأكدا أن التقييم الاستخباراتي الأولي خلص إلى أن الضربات الجوية التي أمر بها ترمب أجلت البرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر فقط دون تدميره، وهو ما نفاه ترمب ومسؤولو البيت الأبيض بشدة وأصرّوا على الدمار الكامل. وقال ترمب إن الضربات «ألحقت أضراراً جسيمة» بالبرنامج النووي. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store