
هآرتس: الحرب على غزة أصبحت غطاء لسياسات الضم بالضفة ونتنياهو يخضع لضغوط
وفي مقال تناول وضع إسرائيل الحالي، قال المحلل العسكري البارز للصحيفة عاموس هرئيل إن نتنياهو رضخ للضغوط الأميركية والدولية، وفي مقدمتها الرئيس ترامب، الذي لم يعد قادرا على تجاهل صور الأطفال المجوعين، مما أدى إلى تحول حاد في السياسة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة.
وأشار إلى أن الحكومة التي كانت تصر حتى وقت قريب على السيطرة الكاملة على المساعدات وتمنع إدخالها إلا عبر مراكز التوزيع العسكرية التي تشرف عليها، اضطرت مؤخرا لفتح ممرات إنسانية، والسماح بإسقاط مساعدات من الجو، وبدء تنسيق مع منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر الأردني والمصري.
ويؤكد هرئيل أن هذا الانقلاب في الموقف الإسرائيلي حتى وإن كان تكتيكيا، فإنه يعكس فشلا ذريعا في السياسة التي سوقتها إسرائيل طيلة الشهور الماضية باعتبارها أداة ضغط على حماس، لكنها انتهت بكارثة إنسانية هزت صورة إسرائيل عالميا ودفعت حتى أقرب حلفائها للتحرك.
وفي محاولته لتفسير موقف الرئيس الأميركي الذي ظل متماهيا مع السياسات الإسرائيلية، يقول هرئيل إن 'ترامب بدا في الأيام الأخيرة مرتبكا وغير مترابط في موقفه من الحرب على غزة. فتارة يهدد حماس بقوله إن قادتها 'يريدون الموت'، وتارة يطالب نتنياهو بوقف الكارثة الإنسانية في القطاع، إلا أنه لم يعد بمقدوره تجاهل الصور المروعة للأطفال الجياع في غزة'.
ويقول 'مع أن ترامب معروف بعدم صبره على التقارير الاستخباراتية، إلا أنه يتأثر بعمق بما يُعرض على شبكته المفضلة 'فوكس نيوز'. وحينما بثت الشبكة صورا قاسية من غزة، بدأ يتدخل بشكل مباشر، ووجه رسائل لنتنياهو تطالبه باتخاذ خطوات عاجلة'.
تصريحات متناقضة
ويرى المحلل العسكري أن نتنياهو اعتقد، بعد انتهاء الدورة الصيفية للكنيست، أنه بات في مأمن من الضغوط الداخلية، وأن حكومته قد ضمنت استمرارها على الأقل حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول، لكن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، ولا سيما المجاعة التي بدأت تأخذ طابعا كارثيا، قلبت الطاولة عليه.
ويوضح بالقول إن نتنياهو يصرح بأمور كثيرة ومتناقضة لمختلف الأطراف، فقد طمأن وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي هدد بالانسحاب من الائتلاف احتجاجا على تسهيلات إسرائيلية في نقل المساعدات لغزة، بأن النصر العسكري قريب. في الوقت ذاته، منح عائلات الأسرى أملا مقيدا باحتمال التوصل إلى صفقة تشمل تحرير نصف الرهائن الأحياء (10 على الأقل) وبعض الجثث (قرابة 15).
ويبرز هرئيل تناقض وعود نتنياهو لشركائه في اليمين المتطرف بأن هذه التنازلات مؤقتة، وأنه قريبا، بعد 'استرضاء ترامب'، سيعود لشن هجوم حاسم على حماس، ويقول 'هل من الممكن أن تغرق إسرائيل غزة بالمساعدات من جهة، بينما تخطط لهجوم عسكري من جهة أخرى؟'.
ويشير هرئيل إلى أن هذا التناقض يعكس هشاشة الموقف الإسرائيلي، حيث لا تزال الحكومة تتصرف كما لو أنها تتحكم في سير الأحداث، بينما الواقع الإقليمي والدولي يفرض عليها خطوات متسرعة.
كما يشير إلى الانهيار الدبلوماسي الذي تواجهه إسرائيل بعد إعلان بريطانيا وفرنسا نيتهما الاعتراف بدولة فلسطينية في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، ما يعتبره تغيرا نوعيا في المواقف الغربية بسبب تجاهل الحكومة الإسرائيلية للتحذيرات الدولية منذ أشهر من مجاعة وشيكة، وهو ما أكده حتى بعض الجنرالات المتقاعدين ووزراء في الحكومة.
هل تغيرت السياسية الإسرائيلية؟
ويحاول المحلل العسكري تحليل المشهد في الحكومة الإسرائيلية في ظل الوضع الحالي، فيتحدث عن موقف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، الذي يقول إنه يدعم صفقة تبادل الأسرى ويؤمن بأن الجيش قادر على احتواء التهديد القادم من غزة دون سحق حماس كليا.
ويشير هرئيل إلى أن هناك من يعتقد في قيادة الجيش أن تجربة الجنوب اللبناني مع حزب الله -الذي لا يزال أقوى من حماس رغم هزيمته الأخيرة- يمكن تكرارها في غزة: تموضع عسكري، مع هجمات محددة، دون إدارة القطاع بالكامل.
وإذا لم يؤخذ برؤية الجيش، فإن زامير يُفضل -حسب هرئيل- اتباع إستراتيجية استنزاف لمحاصرة ربع مساحة القطاع، حيث تتركز القوة المتبقية لحماس. ويتحدث هرئيل عن تسريب متعمد مطلع الشهر حول نية الجيش استدعاء مقاتلي الاحتياط لـ74 يوما، كإشارة إلى التكلفة البشرية العالية لأي غزو بري شامل لغزة.
ويبرز هرئيل في المقابل التناقضات داخل هذه الحكومة والتي تعمق الأزمة داخلها، حيث تواصل أحزاب اليمين المتطرف داخل الحكومة، مثل تلك التي يقودها سموتريتش وإيتمار بن غفير، تعديل أهداف الحرب وتوقيتاتها بما يخدم أجندات طويلة الأمد. ويعلق على ذلك بالقول 'إنهم جاؤوا للتهجير والتوطين، وسيبقون للحرب الأبدية'.
ويرى أن الحرب على غزة أصبحت غطاء لسياسات الضم في الضفة الغربية، وإعادة إطلاق خطط الانقلاب القضائي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ 17 دقائق
- LBCI
ويتكوف: نعمل مع الحكومة الإسرائيلية على خطة لإنهاء حرب غزة
أبلغ ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط عائلات الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) اليوم السبت بأنه يعمل مع الحكومة الإسرائيلية على خطة من شأنها إنهاء الحرب في غزة فعليًا. وجعل ترامب إنهاء الصراع أولوية رئيسية لإدارته، على الرغم من تعثر المفاوضات. وتأتي زيارة ويتكوف لإسرائيل في وقت تواجه فيه حكومتها ضغوطًا متزايدة بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع الفلسطيني. وفي تسجيل للاجتماع اطلعت عليه رويترز، سمع ويتكوف وهو يقول "لدينا خطة جيدة للغاية نعمل عليها مع الحكومة الإسرائيلية ومع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة إعمار غزة. وهذا يعني عمليًا نهاية الحرب". ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب للتعليق على تصريحاته. وأشار ويتكوف إلى أن حماس مستعدة لنزع سلاحها لإنهاء الحرب، على الرغم من أن الحركة أكدت مرارًا أنها لن تلقي سلاحها.


صوت بيروت
منذ ساعة واحدة
- صوت بيروت
لازاريني: إضعاف الأونروا سياسة ممنهجة لمعاقبة الفلسطينيين على بقائهم في غزة
أكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني اليوم السبت، أن إضعاف المنظمة أمر متعمد، يهدف للضغط الجماعي ومعاقبة الفلسطينيين لمجرد بقائهم في غزة. مقتل نحو 1400 جائع وأضاف عبر X، أن الوضع في القطاع المحاصر تفاقم، وهو ما يمنع إدخال أي مساعدات إلى غزة منذ 5 أشهر. كما تابع أن آلية المساعدات الحالية دوافعها سياسية ومسؤولة عن مقتل نحو 1400 جائع في غزة. The manmade famine in #Gaza has been largely shaped by the deliberate attempts to replace the UN coordinated humanitarian system through the politically motivated 'GHF'. It is a so called 'aid system' responsible for the killing of nearly 1,400 starving people. All has been… — Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) August 2, 2025 وشدد على أن المجاعة في غزة نتيجة سعي متعمد لاستبدال ما يسمى مؤسسة غزة الإنسانية بالمنظومة الأممية. وأكد أن ما يسمى بنظام المساعدات في غزة مسؤول عن مقتل نحو 1400 جائع. تأتي هذه التصريحات في وقت لا تزال فيه الانتقادات مستمرة بخصوص آلية توزيع المساعدات ومقتل عشرات الفلسطينيين يومياً. وبينما ألقت الأمم المتحدة بجزء من اللوم على مؤسسة غزة، أجرى مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الجمعة زيارة تفقدية لقطاع غزة، في محاولة لوضع خطة مساعدات جديدة للقطاع. وكانت منظمات إنسانية وعدد من الحكومات الأجنبية قد انتقدت بشدة مؤسسة غزة الإنسانية التي بدأت عملياتها في أواخر مايو/أيار. وحذّر مرصد عالمي لمراقبة الجوع هذا الأسبوع من أن غزة على شفا المجاعة. 'ضحايا المساعدات' يذكر أن الجيش الإسرائيلي كان اعترف بأن قواته قتلت فلسطينيين ساعين للحصول على المساعدات، وقال إنه أمر قواته بتحسين استجابتها. في حين كشف مسعفون في غزة عن أن عشرات ماتوا بسبب سوء التغذية في الأيام القليلة الماضية مع تفشي الجوع، وذلك بعد قطع إسرائيل كافة الإمدادات عن القطاع لثلاثة أشهر تقريبا من مارس آذار إلى مايو/أيار.

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
حماس ترد على تصريح ويتكوف بشأن "التخلي عن السلاح"
قالت حركة حماس، يوم السبت، إنها لن تتخلى عن سلاحها قبل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وذلك في رد على تصريحات منسوبة للمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، تحدث فيها عن "استعداد" الحركة لنزع سلاحها. وأضافت الحركة، في بيان: "نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني وقانوني ما دام الاحتلال قائما، وقد أقرته المواثيق والأعراف الدولية، ولا يمكن التخلي عنهما إلا باستعادة حقوقنا الوطنية كاملة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس". وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت عن ويتكوف تصريحات أفادت بأن حماس أعربت عن استعدادها للتخلي عن سلاحها. مشيرا في الوقت ذاته إلى أن رئيس الوزراء الإسرئايلي بنيامين نتنياهو، ملتزم بإنهاء الحرب. والجمعة زار ويتكوف مركز توزيع المساعدات الغذائية في رفح جنوبي قطاع غزة وسط إجراءاتٍ أمنية مشددة. واطلع على الواقع الإنساني وسير توزيع المساعدات في قطاع غزة. كما التقى المبعوث الأميريك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، في محاولة لإنقاذ محادثات وقف إطلاق النار في غزة والتعامل مع الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني حيث حذر مرصد عالمي لمراقبة الجوع من حدوث مجاعة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News