
بريطانيا وسد الفجوة المتزايدة عبر الأطلسي
بعد خمس سنوات من انسحابها من الاتحاد الأوروبي، ربما وقعت بريطانيا أخيراً على دور جديد على الساحة العالمية، يُشبه إلى حدٍّ كبير دورها القديم.
عبر الأسابيع القليلة المحمومة التي تلت قلب الرئيس دونالد ترمب التحالف عبر الأطلسي رأساً على عقب بتقربه من روسيا وخلافه مع أوكرانيا، حاول رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أن يعمل على تقريب المسافات بين أوروبا وواشنطن.
وفي هذا الإطار، قدّم ستارمر وكبار مساعديه المشورة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر مكالمات هاتفية واجتماعات عقدت وجهاً لوجه، حول كيفية رأب الصدع مع ترمب، في أعقاب اللقاء المرير الذي جمع الرئيس الأوكراني بالأخير في البيت الأبيض. كما ضغط رئيس الوزراء بقوة على الرئيس الأميركي للحصول على ضمانات أمنية لردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أي عدوان مستقبلاً.
وعبر هذه الجهود الدبلوماسية المحمومة، يحيي ستارمر دوراً لطالما اضطلعت به بريطانيا قبل خروجها من الاتحاد الأوروبي. ويُقارن البعض بينه وبين توني بلير، رئيس الوزراء العمالي الأسبق، الذي حاول التوسط بين الرئيس جورج دبليو. بوش والقادة الأوروبيين سابقاً خلال الفترة العصيبة التي سبقت حرب العراق عام 2003. وكما هو معروف، لم تحظ جهود بلير لرأب الصدع عبر الأطلسي، بنهاية سعيدة، مع رفض فرنسا وألمانيا الانضمام إلى التحالف الذي بناه بوش ضد العراق. وكان من شأن التحالف الوثيق بين بريطانيا والولايات المتحدة، أن توترت العلاقات بين لندن وجيرانها الأوروبيين.
اليوم، وفي الوقت الذي يعكف ستارمر على بناء تحالف جديد لحماية أوكرانيا، يواجه مهمة صعبة مماثلة، تتركز حول تمسكه بواشنطن، بينما يحاول حشد رادع عسكري أوروبي قوي بما يكفي لإقناع ترمب بتوفير غطاء جوي أميركي ودعم استخباراتي لقوات حفظ السلام.
من جهته، عقد ستارمر، مؤتمراً عبر الفيديو مع 30 قائداً من أوروبا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) وكندا وأوكرانيا وأستراليا ونيوزيلندا، لحشد الدعم لتحالفه، الذي تقوده بريطانيا وفرنسا. وقال إن المسؤولين العسكريين سيجتمعون مجدداً، الخميس، لبدء «مرحلة عملياتية»، إلا أنه لم يكشف تفاصيل عن المهمة الموكلة لهذه القوة العسكرية الجديدة، ولم يُعلن عن التزام أي دول أخرى بالمشاركة فيها. وقال ستارمر في أثناء مؤتمر صحافي عقب الاجتماع: «أبديتُ استعداد المملكة المتحدة للاضطلاع بدور قيادي في هذا. وإذا لزم الأمر، فسيكون ذلك من خلال قوات برية وطائرات».
وتعهد رئيس الوزراء بأنه سيواصل الضغط على ترمب للحصول على ضمانات أمنية أميركية، وجهود ضغط يضطلع بها بالتعاون مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأضاف: «لقد أوضحتُ ضرورة إنجاز ذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة. ونحن نتحدث إلى الولايات المتحدة يومياً».
لا أحد يعلم ما إذا كان ستارمر سينجح في تغيير موقف ترمب، خاصة مع تذبذب موقف الرئيس بين التنديدات اللاذعة بأوكرانيا والتهديدات بفرض عقوبات على روسيا المتمردة.
الدبلوماسي البريطاني بيتر ريكيتس الذي شغل منصب مستشار الأمن الوطني لرئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون قال: «بالطبع هناك خطر، لكنني أعتقد أن ستارمر يرى أن هناك خطر وقوع كارثة يمكن تجنبها».
وعبّر عن اعتقاده بأن بلير فشل بصفته جسراً للتواصل بين جانبي الأطلسي؛ لأن الانقسامات بين الدول الأوروبية بشأن العراق كانت مستعصية على الحل. أما التحدي القائم أمام ستارمر الآن، فيكمن في رئيس أميركي متقلب المزاج، يبدو عازماً على إعادة ضبط العلاقات مع روسيا، بينما يبدي العداء العلني تجاه الاتحاد الأوروبي.
شغل جوناثان باول، الذي كان رئيساً لهيئة موظفي بلير سابقاً، منصب كبير المفاوضين البريطانيين فيما يخص «اتفاق الجمعة العظيمة»، الذي أنهى عقوداً من العنف الطائفي في آيرلندا الشمالية. كما شارك في جهود بلير غير المثمرة لإشراك فرنسا وألمانيا في الحملة العسكرية ضد العراق.
وحتى قبل إشعال الأزمة بشأن أوكرانيا، سعت حكومة ستارمر إلى توثيق العلاقات مع القارة الأوروبية، ليس فقط بمجالي الدفاع والأمن، بل وكذلك في التجارة والسياسة الاقتصادية.
إلا أنه بفضل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يبدو أن ترمب يضع لندن في فئة مختلفة عن الاتحاد الأوروبي، ما قد يساعد في جعل ستارمر وسيطاً أكثر فاعلية.
من ناحيته، قال مجتبى رحمن، المحلل لدى مجموعة أوراسيا للاستشارات السياسية: «إن وضع قدم في الداخل وقدم في الخارج أمر جيد للمملكة المتحدة في السياق الحالي، لكن فقط إذا بقينا في حالة الحرب الزائفة الراهنة».
في البداية، كانت عودة ستارمر إلى التعاون مع الاتحاد الأوروبي بوضوح نصف خطوة. وبعد توليه السلطة في يوليو (تموز) الماضي، شرع في إصلاح العلاقات في فترة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عبر مختلف العواصم الأوروبية. ومع ذلك، فإنه استبعد إجراءين بارزين من شأنهما تعزيز التجارة بشكل كبير: العودة إلى السوق الموحدة العملاقة للاتحاد الأوروبي واتحاده الجمركي.
ويرى محللون أن نهجه الحذر نابع من خوفه من إثارة غضب الناخبين المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي، ومن إعطاء ذخيرة لنايجل فاراج، بطل «بريكست» وزعيم حزب «إصلاح المملكة المتحدة» المناهض للهجرة، الذي كشفت استطلاعات الرأي ارتفاع شعبيته.
إلا أن موجات الصدمة التي أحدثتها تصريحات ترمب الأخيرة بشأن أوكرانيا وروسيا نسفت بعض العوائق أمام إعادة ضبط أوسع نطاقاً للعلاقات بين الجانبين، فقد منحت ستارمر غطاءً سياسياً.
* خدمة «نيويورك تايمز»

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
ماكرون يعزز شراكة الدفاع والاقتصاد مع إندونيسيا
واستقبل سوبيانتو نظيره الفرنسي في قصر ميرديكا بالعاصمة جاكرتا ، حيث أشرف الزعيمان على توقيع أكثر من اثنتي عشرة اتفاقية تعاون، شملت مجالات الدفاع والتجارة والطاقة والموارد الطبيعية. وعبّر ماكرون عن تطلعه إلى «آفاق جديدة» من التعاون، ملمّحًا إلى احتمالات طلبات مستقبلية لشراء طائرات رافال، وغواصات سكوربين، وفرقاطات خفيفة، إلى جانب تعزيز برامج التدريب العسكري المشترك. صفقات دفاعية وتشهد العلاقات العسكرية بين البلدين نموًا متسارعًا منذ عام 2019، تاريخ تولي سوبيانتو منصب وزير الدفاع، حيث وقّعت إندونيسيا في يناير 2024 صفقة لشراء 42 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز «داسو رافال»، ومن المقرر بدء تسليمها في 2026. كما أعلنت جاكرتا عن شراء غواصتين من طراز «سكوربين إيفولد» و13 رادار اعتراض أرضي من شركة «ثاليس»، سيتم تركيب خمسة منها في العاصمة الإدارية الجديدة نوسانتارا. وقال وزير الدفاع الإندونيسي سجعفري شمس الدين، إن زيارة ماكرون تهدف إلى «تعزيز التعاون الدفاعي طويل الأمد»، مشيرًا إلى أن فرنسا تُعدّ شريكًا رئيسيًا في خطة بلاده لتحديث قواتها المسلحة عبر الإنتاج المشترك ونقل التكنولوجيا. أنشطة ثقافية ومن المنتظر أن يلتقي ماكرون، اليوم الخميس، بالأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) كاو كيم هورن، كما يلقي خطابًا في جامعة جاكرتا الحكومية. وتختتم الزيارة الإندونيسية بجولة ثقافية تشمل معبد بوروبودور التاريخي في وسط جزيرة جاوة، وزيارة الأكاديمية العسكرية، قبل أن يتوجه إلى سنغافورة ، المحطة التالية في جولته، حيث سيلقي كلمة خلال «حوار شانغريلا» — أبرز منتدى دفاعي في آسيا. جولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جنوب شرق آسيا خلال مايو–يونيو 2025، كما وردت في التقارير الرسمية حتى الآن: 1. أهداف الجولة • تعزيز النفوذ الفرنسي في منطقة الإندو-باسيفيك وسط تصاعد التوترات الدولية. • دعم الشراكات الدفاعية والتجارية مع دول جنوب شرق آسيا. • التأكيد على التزام فرنسا بالأمن والاستقرار الإقليمي خارج الاتحاد الأوروبي. 2. المحطات الرئيسية فيتنام (المحطة الأولى) • توقيع صفقة بيع 20 طائرة إيرباص إلى هانوي. • مناقشة تعزيز التعاون في مجالات الطاقة، والتصنيع، والدفاع. إندونيسيا (المحطة الثانية) • لقاء بالرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو. • توقيع أكثر من 12 اتفاقية تعاون تشمل: • شراء 42 طائرة مقاتلة «رافال». • صفقة غواصتين من طراز سكوربين إيفولد. • شراء 13 رادار اعتراض من شركة ثاليس. • تعاون في المعادن والطاقة والغابات. • لقاء مع الأمين العام لرابطة آسيان.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
هل تقبل إيران بالتعليق الموقت؟
لم تبتعد سلطنة عمان من دورها بالعمل على نزع فتائل أي اختلاف قد يؤدي إلى نسف المسار التفاوضي غير المباشر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وهو ما يقتضيه الدور الذي اختارته القيادة العمانية بالوساطة بين الطرفين، بهدف تخفيف التوتر بينهما، ومنع استغلال أزمة البرنامج النووي لجر المنطقة إلى نزاع مفتوح وحروب جديدة قد تضع الإقليم أمام تحديات مفتوحة، تضاف إلى ما نتج من تحديات بعد معركة "طوفان الأقصى" والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وكما كانت مسقط المبادِرة إلى كسر حاجز انعدام الثقة بين طرفي التفاوض، ودفعت من أجل عودة الطرفين إلى طاولة الحوار، يبدو أنها وانطلاقاً من مهمتها ودورها كوسيط معنية بتقديم المقترحات التي تساعد على تدوير الزوايا والتخفيف من حدة التوتر نتيجة تصعيد مواقف طرفي التفاوض المرتبطة بالخلاف حول مسألة تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، بين التشدد الأميركي المطالب بالتفكيك الكامل لهذه الأنشطة، والتمسك الإيراني بها باعتبارها خطاً أحمر لا مجال للتفاوض عليه. في ظل المخاوف من إمكانية انهيار المفاوضات على خلفية الصراع على الخطوط الحمر بين واشنطن وطهران، التي تزايدت قبيل انعقاد الجولة الخامسة بين الطرفين في العاصمة الإيطالية روما، تأتي الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى مسقط واللقاء مع السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، التي من المفترض أن تحدد مصير الرؤية العمانية لحل الاختلافات بين طرفي التفاوض وتساعد على استمرارها، خصوصاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب استبق هذه الزيارة بتأكيد إيجابية الجولة الخامسة واقتراب موعد التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال الأيام المقبلة، والتي قد لا تصل إلى أسبوعين. زيارة بزشكيان إلى مسقط، سبقها اتصال بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد فيه زعيم البيت الأبيض ضرورة التزام تل أبيب بالضوابط الأميركية وعدم تعريض المفاوضات لأية أخطار قد تقوضها، وتزامن أيضاً مع زيارات لمسؤولين ووزراء من حكومة ترمب إلى تل أبيب، أبرزهم وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم التي أعادت تأكيد موقف الرئيس من أي إجراء أو تصرف إسرائيلي أحادي ومنفرد ضد المنشآت النووية الإيرانية، لما له من تأثير سلبي على المفاوضات وقد يدخل المنطقة في نزاعات جديدة لا ترغب فيها واشنطن. الأهم في هذه الزيارة الرئاسية الإيرانية إلى مسقط، أنها تأتي في ظل المبادرة العمانية التي طرحها وزير خارجيتها بدر البوسعيدي لحل الخلافات التي نشأت بين طرفي التفاوض حول أنشطة تخصيب اليورانيوم، باعتبارها خطاً أحمر لدى كل منهما، وأن البحث حول هذه المبادرة سيكون محور المحادثات المباشرة التي سيجريها وزيرا خارجية البلدين الإيراني والعماني على هامش هذه الزيارة، ونتائج هذه المحادثات ستلعب دوراً رئيساً في تسهيل قرار تحديد الجولة السادسة للتفاوض والتي يأمل الرئيس الأميركي أن تصل إلى نتائج نهائية أو تضعها في مراحلها الأخيرة. التفاؤل الأميركي على لسان الرئيس ترمب بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع طهران قريباً، يدفع إلى الاعتقاد أن الجانب الأميركي وضع بتصرف الوسيط العماني أجوبته على ورقة المقترحات الإيرانية التي تم تبادلها مع الجانب الإيراني في الجولة الخامسة من المفاوضات بما ينسجم مع المبادرة العمانية، وأن المطلوب من الجانب الإيراني أن يقدم للوسيط العماني أجوبته على الورقة الأميركية، ورؤيته للخروج من مأزق الخطوط الحمر التي رفعها الطرفان. ما بين التكتيك الذي تنجح إيران بتحقيق الربح فيه، والفشل في ترجمة هذا التكتيك إلى ربح في البعد الاستراتيجي، وأبرز المؤشرات إلى هذه المعادلة غير المنسجمة بين التكتيك والاستراتيجية، الفرص الكثيرة التي أضاعها النظام الإيراني خلال العقدين الماضيين بالوصول إلى تفاهمات وتسويات مع الإدارة الأميركية، وبخاصة بعدما تجمع، بين يديه كثير من الأوراق والأرباح، ساعده في امتلاكها توسع نفوذه ودوره في منطقة غرب آسيا بمساعدة من حلفائه وأذرعه، إلا أن المماطلة ومحاولة الربح المطلق تحولتا إلى فشل استراتيجي وخسارة قاسية بعد الضربات التي تعرضت لها أذرعه وخسارته مناطق نفوذه في الإقليم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) التسريبات أو المؤشرات الأولى المتعلقة بالمبادرة العمانية تتحدث عن رؤية وسط قدمتها مسقط عبر وزير الخارجية البوسعيدي، تقوم على قبول إيران مبدأ تعليق كامل أنشطة تخصيب اليورانيوم على أراضيها لمدة ستة أشهر، مع إجراء عمليات تفتيش ورقابة مشددة غير مسبوقة لمواقعها ومنشآتها النووية، مقابل قيام واشنطن بإلغاء الجزء المتعلق أو المرتبط بالأنشطة النووية من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على إيران. وبناء على التجارب السابقة، وبخاصة اتفاق أكتوبر (تشرين الأول) عام 2004 بين إيران والترويكا الأوروبية برعاية منسق العلاقات والسياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي، آنذاك، خافيير سولانا، فإن التعليق الموقت الذي وافقت عليه إيران لأنشطة التخصيب استمر أكثر من عامين بدلاً من ستة أشهر، ولم تحصل إيران على الوعود التي قدمتها هذه الدول. لذلك فإن أي قبول إيراني بهذا الحل الوسط الذي قدمته عُمان لا بد أن تقابله شروط والتزامات واضحة ومكتوبة وقابلة للثقة من الجانب الأميركي، بعودة أنشطة التخصيب بعد انتهاء المهلة الزمنية، مع الاحتفاظ بحقها في التملص من هذا التعهد في حال لم يلتزم الطرف الآخر شروط التسوية المقترحة. لا شك أن الوسيط العماني، ومن ورائه الطرف الأميركي، لا ينتظران أن يلعن الرئيس الإيراني بزشكيان الموقف النهائي من المبادرة أو المقترحات الأميركية هذه، وأن الأخير، أيضاً، يدرك ويعرف الخطوط الحمر المرسومة له في هذه المفاوضات، بالتالي فإن الجهة التي من المفترض أن تكشف عن الموقف الإيراني ليست سوى وزير الخارجية عباس عراقجي كونه المكلف من المرشد الأعلى للنظام بهذا الأمر، وأن أية نتيجة تنتهي لها الاتصالات المستمرة بين الوزير الإيراني ونظيره العماني هي التي ستحدد مستقبل المفاوضات وطبيعة القرار الإيراني، خصوصاً أن المرشد الأعلى سبق أن رفض مبدأ التفكيك ولم يقارب مسألة التعليق الموقت، مما يترك الباب مفتوحاً أمام هذا المخرج الذي يضمن لإيران حقها في التخصيب على أراضيها، ويعطي للأميركي ما ينسجم مع الخط الأحمر الذي رسمه، ويسمح له بالتفرغ لمعالجة الضغوط الإسرائيلية التي يتعرض لها في هذا المجال، فضلاً عن معالجة كثير من الملفات العالقة في الإقليم بما فيها العلاقة المتوترة مع رئيس الوزراء نتنياهو.


الوطن
منذ 2 ساعات
- الوطن
ماكرون يعزز شراكة الدفاع والاقتصاد مع إندونيسيا
أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، محادثات ثنائية مع نظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو، ضمن محطته الثانية من جولة آسيوية تستمر أسبوعًا، وتركّز على توسيع النفوذ الفرنسي في منطقة جنوب شرق آسيا. واستقبل سوبيانتو نظيره الفرنسي في قصر ميرديكا بالعاصمة جاكرتا، حيث أشرف الزعيمان على توقيع أكثر من اثنتي عشرة اتفاقية تعاون، شملت مجالات الدفاع والتجارة والطاقة والموارد الطبيعية. وعبّر ماكرون عن تطلعه إلى «آفاق جديدة» من التعاون، ملمّحًا إلى احتمالات طلبات مستقبلية لشراء طائرات رافال، وغواصات سكوربين، وفرقاطات خفيفة، إلى جانب تعزيز برامج التدريب العسكري المشترك. وتشهد العلاقات العسكرية بين البلدين نموًا متسارعًا منذ عام 2019، تاريخ تولي سوبيانتو منصب وزير الدفاع، حيث وقّعت إندونيسيا في يناير 2024 صفقة لشراء 42 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز «داسو رافال»، ومن المقرر بدء تسليمها في 2026. كما أعلنت جاكرتا عن شراء غواصتين من طراز «سكوربين إيفولد» و13 رادار اعتراض أرضي من شركة «ثاليس»، سيتم تركيب خمسة منها في العاصمة الإدارية الجديدة نوسانتارا. وقال وزير الدفاع الإندونيسي سجعفري شمس الدين، إن زيارة ماكرون تهدف إلى «تعزيز التعاون الدفاعي طويل الأمد»، مشيرًا إلى أن فرنسا تُعدّ شريكًا رئيسيًا في خطة بلاده لتحديث قواتها المسلحة عبر الإنتاج المشترك ونقل التكنولوجيا. أنشطة ثقافية ومن المنتظر أن يلتقي ماكرون، اليوم الخميس، بالأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) كاو كيم هورن، كما يلقي خطابًا في جامعة جاكرتا الحكومية. وتختتم الزيارة الإندونيسية بجولة ثقافية تشمل معبد بوروبودور التاريخي في وسط جزيرة جاوة، وزيارة الأكاديمية العسكرية، قبل أن يتوجه إلى سنغافورة، المحطة التالية في جولته، حيث سيلقي كلمة خلال «حوار شانغريلا» — أبرز منتدى دفاعي في آسيا. جولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جنوب شرق آسيا خلال مايو–يونيو 2025، كما وردت في التقارير الرسمية حتى الآن: 1. أهداف الجولة • تعزيز النفوذ الفرنسي في منطقة الإندو-باسيفيك وسط تصاعد التوترات الدولية. • دعم الشراكات الدفاعية والتجارية مع دول جنوب شرق آسيا. • التأكيد على التزام فرنسا بالأمن والاستقرار الإقليمي خارج الاتحاد الأوروبي. 2. المحطات الرئيسية فيتنام(المحطة الأولى) • توقيع صفقة بيع 20 طائرة إيرباص إلى هانوي. • مناقشة تعزيز التعاون في مجالات الطاقة، والتصنيع، والدفاع. إندونيسيا (المحطة الثانية) • لقاء بالرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو. • توقيع أكثر من 12 اتفاقية تعاون تشمل: • شراء 42 طائرة مقاتلة «رافال». • صفقة غواصتين من طراز سكوربين إيفولد. • شراء 13 رادار اعتراض من شركة ثاليس. • تعاون في المعادن والطاقة والغابات. • لقاء مع الأمين العام لرابطة آسيان.