
ترامب الحائر بين إفلاس أميركا وإفلاس إيران
تمارس إدارة الرئيس الأميركي،
دونالد ترامب
، كل أنواع الضغوط على الاقتصاد الإيراني بهدف خنقه وحرمانه من الإيرادات الدولارية والاستثمارات الخارجية ودفعه نحو الإفلاس والتعثر المالي، ومنع وصول إيران إلى النظام المالي العالمي.
يضغط ترامب بشدة لتفعيل خطة إفلاس
إيران
عبر حملة "أقصى الضغوط" التي تعهد بإعادة تطبيقها لعزل
طهران
اقتصاديا وخفض صادراتها النفطية إلى الصفر، والهدف الأول هو منع إيران وبشكل مطلق من امتلاك القدرة النووية وتطوير برنامج نووي، إذ إن امتلاك أسلحة نووية "خطا أحمر" بالنسبة لواشنطن. أما الهدف الثاني فهو كبح قدرة طهران على تمويل الوكلاء الإقليميين في اليمن ولبنان والعراق وسورية.
إذاً، ترامب مصمم على تنفيذ استراتيجية الضغط الأقصى لإفلاس إيران بأسرع وقت ممكن كما يقول هو والمحيطون به، وهو ما يجعل المواجهة الاقتصادية بين البلدين أكثر حدة من أي وقت مضى، فقد هدد ترامب خلال زيارته السعودية يوم 13 مايو الماضي، بدفع إيران إلى الإفلاس إذا تراجعت عن
الاتفاق النووي
.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
عقوبات أميركية على إيران تشمل 10 مواد استراتيجية
وقبلها بأسبوع خرج وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، قائلا إننا سندفع إيران إلى الإفلاس، وأن جعل إيران تفلس سيمثل بداية لسياستنا المعدلة في فرض العقوبات، واعترف بيسنت بأن الولايات المتحدة ستمارس أقصى الضغوط بفرض عقوبات على إيران لتدمير صادراتها النفطية والضغط على عملتها، وستغلق قطاع النفط في إيران وتمنعها من تصنيع المسيرات.
ومن وقت لآخر، تؤتي ضغوط واشنطن ومنها تشديد العقوبات على صادرات النفط الحيوية ثمارها، فقد أظهرت أرقام اليوم تراجع تدفقات النفط الخام والمكثّفات من إيران إلى الصين، مسجلة نحو 1.1 مليون برميل يومياً في مايو/أيار الماضي، بهبوط 20% مقارنة بالعام الماضي 2024. كما تمارس واشنطن ضغوطا على الدول الكبرى المستوردة للنفط الإيراني ومنها الهند وكوريا الجنوبية واليابان.
لا يتوقف الأمر عند تلك الضغوط المباشرة، فوسائل الإعلام الأميركية والغربية بدأت تتوسع في الحديث عن الأزمات الاقتصادية العنيفة التي يتعرض لها الاقتصاد الإيراني، وانهيار عملته المحلية، وموجات التضخم الجامح، وأن بنوك إيران تتجه للإفلاس في ظل أزمة اقتصادية مستعصية، وأن رجل الشارع غاضب من الغلاء وتآكل المدخرات والفساد المالي.
ورغم أن إيران لوحت باحتمال منح الشركات الأميركية استثمارات تقدر بنحو تريليون دولار في حال التوصل لتسوية للملف النووي والخلافات المعلقة مع واشنطن، إلا أن هذا لم يشفع لها عند إدارة ترامب التي تريد تركيع طهران سياسيا واقتصاديا لصالح إسرائيل وبعض دول المنطقة.
أسواق
التحديثات الحية
ترامب يهدد بمعاقبة أي دولة تشتري النفط الإيراني.. وأسعار الخام ترتفع
اللافت أنه في الوقت الذي يهدد فيه ترامب بإفلاس إيران، يخرج علينا واحد من أبرز رموز إدارته هو الملياردير إيلون ماسك ليحذر أمس من إفلاس أميركا ويهاجم الكونغرس، متهماً إياه بقيادة أميركا نحو الإفلاس، ويؤكد أن قرارات الكونغرس المتواصلة التي تؤدي لزيادة العجز الأميركي ستقود البلاد إلى الهاوية. ويكشف عن ارتفاع عجز الموازنة الأميركية من 236 مليار دولار في عام 2000 إلى نحو 1.83 تريليون دولار في عام 2024. وتحدث عن مشروع قانون الإنفاق الضخم "والفاحش والمليء بالفساد" الذي أقره الكونغرس ووصفه بأنه عملٌ مُقزز.
ليس هذا هو التصريح الأول من نوعه لماسك، فقد كرر تلك التحذيرات في أوقات سابقة، فيوم 12 فبراير/شباط الماضي شدّد ماسك، الذي كلّفه ترامب بقيادة جهود خفض الإنفاق الفيدرالي، على أن الولايات المتحدة "ستفلس" إذا لم تُجرَ اقتطاعات في الموازنة. وانتقد العجز الكبير في ميزانية البلاد، الذي تجاوز 1.8 تريليون دولار في السنة المالية الماضية. ويوم 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي حذر من أن الاقتصاد الأميركي على وشك الإفلاس. وقال إن "أميركا تقترب بسرعة كبيرة من الإفلاس الفعلي"، مستندا إلى مؤشرات خطيرة منها تنامي الديون العامة بشكل غير مسبوق.
الاقتصاد الأميركي ليس في أحسن حالاته كما يحاول ترامب وفريقه الترويج، وشبح الإفلاس يهدد الولايات المتحدة على المديين المتوسط والطويل، وخفض تصنيف الاقتصاد الأميركي قبل أيام من قبل وكالة موديز العالمية قد يعد مؤشرا على الأزمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
ضرب إيران: إسرائيل تطمئن واشنطن.. وترامب: 'أهلاً بكلبي المسعور'
قبل نحو أسبوعين زار واشنطن وفد إسرائيلي أمني رفيع المستوى، تعهد لكبار مسؤولي إدارة ترامب بعدم مهاجمة إيران ما دامت الولايات المتحدة تجري مفاوضات على اتفاق نووي جديد. ولما كانت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران لا تزال في ذروتها، فليس هناك ما يدعو إلى توتر يصيب الجمهور ووسائل الإعلام ترقباً لهجوم قريب، إسرائيلي أمريكي أو إسرائيلي أحادي على منشآت النووي في إيران. حديث اليوم الماضي بين ترامب ونتنياهو، وكذا الاجتماع الأمني الخاص أول أمس في مكتب رئيس الوزراء، وإن كانا يركزان على الموضوع النووي الإيراني، فإنهما استهدفا ممارسة الضغط على إيران وقد تكون عملية سلاح البحرية في اليمن أمس استهدفت هي الأخرى تحقيق الهدف ذاته – خلق تهديد مصداق على إيران بعملية عسكرية إسرائيلية – أمريكية، تمهيداً لأزمة محتملة في اللقاء القريب مع الإيرانيين، في المفاوضات التي يجريها المبعوث الخاص ستيف ويتكوف. في اللقاءات السابقة، تقدمت الولايات المتحدة لاقتراح منحى اتفاق نووي بينها وبين إيران، وإن كان يتضمن رفع العقوبات لكن ليس كلها، وأساساً يطلب من طهران التوقف عن تخصيب اليورانيوم على أراضيها. وكان الإيرانيون أعلنوا بأنه منحى غير مقبول من جهتهم، وأنهم سيتقدمون بمنحى خاص بهم في الأيام القريبة القادمة. ولم يلتزم الإيرانيون حتى بالجدول الزمني الذي قرروه هم أنفسهم بتقديم هذا المنحى، وربما هذا يعكس صراعاً داخلياً بين الصقور والمعتدلين في نظام آية الله. المعتدلون وعلى رأسهم الرئيس مسعود بزشكيان، يطلبون المساومة والتنازل للأمريكيين في موضوع تخصيب اليورانيوم. أما الصقور فيعارضون، وانعكس هذا في خطاب الزعيم علي خامنئي الذي قال: 'من أنتم لتقولوا لنا إن نخصب اليورانيوم أم لا؟'. لكن يبدو أن الزعيم الإيراني الأعلى الذي سيحسم الجدال حذر وبراغماتي على عادته، ولهذا أخذ لنفسه زمناً إضافياً ليصوغ منحى مضاداً للاقتراح الأمريكي. وفد إسرائيل إلى واشنطن، الذي ضم وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس الموساد دادي برنياع، ومستشار الأمن القومي هنغبي، سافر خصيصاً لطمأنة الأمريكيين. وعلى حد قول مصادر في إسرائيل تحدثت مع موقع 'اكسيوس' الأمريكي، أوضح الوفد بأن إسرائيل لن تفاجئ إدارة ترامب بهجوم عسكري على إيران. التعهد الإسرائيلي هدّأ روع الأمريكيين الذين رأوا في هجمات إسرائيلية على اليمن 'تدريبات ميدانية' لسلاح الجو الإسرائيلي تمهيداً لهجوم بعيد المدى قوي في إيران دون تنسيق مع الولايات المتحدة أولاً. هذا الوضع يريح الرئيس الأمريكي لأنه يبقي إسرائيل في مكانة 'كلب هجومي مهدد'، في حالة تفجر المفاوضات. وهذا مهم أيضاً لإسرائيل؛ لأن هجوماً في إيران يلزمنا الاستعانة بالقدرات والمقدرات الأمريكية العسكرية في ثلاثة جوانب على الأقل، أهمها الجانب الدفاعي. توقن إسرائيل أنها إذا ما هاجمت، وحتى إذا هاجم الأمريكيون بدون إسرائيل، فسترد طهران بترسانة صواريخها الباليستية كلها، وبمُسيراتها وصواريخها الجوالة. يدور الحديث عن مئات الصواريخ الباليستية، بعضها مع رؤوس متفجرة مناورة يصعب اعتراضها، وآلاف المُسيرات والصواريخ الجوالة التي قد يخترق بعضها على الأقل الدفاعات الإسرائيلية، فتسبب دماراً عظيماً ليس فقط بالمطارات في إسرائيل، بل وبمنشآت استراتيجية ومناطق مدنية. ولمواجهة هذا بنجاعة، على إسرائيل -مثلما فعلت مرتين في العام 2024- أن تستعد للدفاع مع قيادة المنطقة الوسطى الأمريكية ومع حلفاء أمريكا العرب والأوروبيين في الشرق الأوسط. الجانب الثاني هو الهجومي. إن قدرة إسرائيل على ضرب منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران جيدة ودقيقة، لكنها لا تملك تلك القدرات التي لدى الأمريكيين. فالحديث يدور عن منشآت تحت عشرات الأمتار من الصخور الصلبة في باطن الأرض، وكمية الإصابات التي يمكن لسلاح إسرائيل الجوي والبحري يمكنهما أن يوقعها تبقى محدودة نسبيا لما يمكن للأمريكيين أن يفعلوه. لدى الأمريكيين قنابل تخترق الأرض أثقل من تلك التي بحوزة إسرائيل، وكذلك طائرات القصف التي قد توقع إصابات في بنى تحتية عسكرية في إيران على مدى واسع، والأهم إبقاء زخم الهجوم على إيران لأيام. لهذا الموضوع أهمية؛ لأن هجوماً إسرائيلياً أمريكياً مشتركاً كفيل بأن يثير انتفاضة شعبية ويؤدي إلى إسقاط النظام في إيران. إسقاط النظام سيحرر العالم من التهديد النووي الإيراني إلى الأبد. هكذا تقدر مصادر استخبارية في إسرائيل وفي دول المنطقة. الجانب الثالث يستهدف أعمال الإنقاذ والنجدة والتنسيق مع دول المنطقة، التي يمكن لقيادة المنطقة الوسطى الأمريكية أن تقوم بها في صالحنا. ولهذا فقد كانت إسرائيل مستعدة للتعهد للولايات المتحدة بعدم المهاجمة ما دام ويتكوف يتحدث مع الأمريكيين، وأن تحصل في المقابل على وعد أمريكي للتنسيق والتعاون العسكري والسياسي من جانب قيادة المنطقة الوسطى الأمريكية وإدارة ترامب إذا ما قررت 'القدس' وواشنطن للطائرات والصواريخ أن تتحدث. الموعد الأخير الذي ذكره ترامب لتحقيق اتفاق، يحل الأسبوع القادم. إضافة إلى ذلك، نشر قبل بضعة أيام تقرير للوكالة الدولة للطاقة الذرية يفيد بأن إيران تملك الآن 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب إلى مستوى 60 في المئة يكفي لإنتاج 10 قنابل، ستكون الأولى منها جاهزة في غضون أسبوعين – ثلاثة أسابيع. وهذا التقرير يقدم إلحاحاً للمفاوضات الأمريكية مع إيران ويزيد تخوف أسرة الاستخبارات وجهاز الأمن في إسرائيل من اقتحام إيران للنووي في زمن قريب دون إخطار، فتفاجئ الجميع. رون بن يشاي يديعوت أحرونوت 11/6/2025


BBC عربية
منذ 5 ساعات
- BBC عربية
إخلاء السفارة الأمريكية في العراق "جزئياً"، وترامب يقول إن ثقته بالتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران تتراجع
تستعد الولايات المتحدة لإخلاء سفارتها في العراق جزئياً بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة، وفق ما نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمريكية وعراقية يوم الأربعاء. وصرح مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لبي بي سي: "نُقيّم باستمرار الوضع الأمني المناسب في جميع سفاراتنا. وبناءً على آخر تحليلاتنا، قرّرنا تقليص حجم بعثتنا في العراق". وأفادت مصادر حكومية أمريكية، ببدء إجلاء موظفي السفارة الأمريكية غير الأساسيين وعائلاتهم من العراق، دون أن تحدد المصادر المخاطر الأمنية وراء قرار الإجلاء، لكن على ما يبدو أن المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني تعثرت مؤخراً. وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مراراً بضرب إيران إذا فشلت المحادثات بشأن برنامجها النووي، وقال يوم الأربعاء إن ثقته في موافقة طهران على وقف تخصيب اليورانيوم تتراجع. ووقف التخصيب مطلب أمريكي رئيسي. وقال خلال حضوره عرضاً لفيلم "البؤساء" في مركز كينيدي بواشنطن، إنّ إدارته تقوم بنقل موظفين أمريكيين من الشرق الأوسط لأنه "قد يكون مكاناً خطراً" في ظلّ التوتّرات الراهنة مع إيران، مشدّداً على أنّ الجمهورية الإسلامية "لا يمكنها امتلاك سلاح نووي". وكان وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده قال في وقت سابق من يوم الأربعاء، إن طهران ستهاجم القواعد الأمريكية في المنطقة إذا فشلت المحادثات النووية وتعرضت لضربات. وفي بغداد، أكّد مسؤول أمني عراقي لفرانس برس قرار "إجلاء موظفين غير أساسيين في السفارة الأمريكية". وقال "سنعمل بقوّة لمنع أي استهداف" للبعثة الدبلوماسية في العاصمة العراقية، مشيراً إلى "تواصلٍ مع الفصائل المسلّحة -الموالية لإيران- لإقناعها بعدم القصف والاستهداف". وأكد مسؤول أمني عراقي آخر، أن تقليص عدد موظفي سفارة واشنطن "غير الضروريين" هو "إجراء أمني احترازي". في المقابل، نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن مصدر حكومي قوله، إن بغداد لم تسجل أي مؤشرات أمنية تستدعي الإجلاء. وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية، يتمركز نحو 2500 جندي أمريكي في العراق. مغادرة طوعية لمواقع أخرى في المنطقة وذكرت وكالة أسوشيتد برس، أن وزارة الخارجية الأمريكية تستعد لإصدار أوامر لموظفي سفارتي واشنطن في البحرين والكويت غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم بمغادرة البلدين. وقال مسؤول أمريكي إن وزير الدفاع بيت هيغسيث أذن بالمغادرة الطوعية لأفراد أسر العسكريين الأمريكيين من مواقع أخرى في أنحاء الشرق الأوسط. علماً بأن للولايات المتحدة وجود عسكري في العراق والكويت وقطر والبحرين والإمارات. وقال مسؤول أمريكي آخر، إن هذا الأمر يتعلق في الغالب بأفراد العائلات الموجودين في البحرين، التي يقيم فيها الجزء الأكبر منهم، وفق رويترز. في حين، وأوضح مسؤول أمريكي ثالث، أنه لم يطرأ أي تغيير على العمليات في قاعدة العديد الجوية في قطر، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وأنه لم يصدر أي أمر إخلاء للموظفين أو العائلات المرتبطة بالسفارة الأمريكية في قطر، والتي تعمل كالمعتاد. اضطراب عالمي وارتفع سعر النفط بأكثر من أربعة في المئة عند ورود نبأ إجلاء القوات الأمريكية، تحسباً لانعدام الأمن الإقليمي الذي قد يؤدي إلى مشاكل في الإمدادات. وارتفعت الأسعار الآجلة بمقدار ثلاثة دولارات، حيث بلغ سعر خام برنت الآجل 69.18 دولاراً للبرميل. كما حذّرت وكالة الملاحة البحرية البريطانية من أن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى تصعيد في النشاط العسكري، مما قد يؤثر على حركة الملاحة في الممرات المائية الحيوية. ونصحت السفن بتوخي الحذر أثناء الإبحار عبر الخليج وخليج عُمان ومضيق هرمز، وجميعها تقع على الحدود مع إيران. وفي مصر، أعرب بدر عبد العاطي وزير الخارجية عن دعم بلاده للمسار التفاوضي بين الولايات المتحدة وإيران فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، مشيداً بحرص الجانبين الأمريكي والإيراني على ﻣواصلة الحوار عبر القنوات الدبلوماسية. جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية يوم الأربعاء عقب لقاء عبد العاطي مع نظيريه العماني بدر البوسعيدي والإيراني عباس عراقجي على هامش منتدى أوسلو. وأكد الوزير المصري أن بلاده تولي تحقيق التهدئة ومنع التصعيد في منطقة الشرق الأوسط أولوية، مشدداً على عدم وجود مجال للحلول العسكرية للأزمات الإقليمية. وعقدت طهران وواشنطن اللتان قطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل أكثر من أربعة عقود، خمس جولات من المحادثات منذ أبريل/ نيسان، بوساطة من سلطنة عُمان، سعياً لإبرام اتفاق جديد بشأن برنامج طهران النووي. ومن المقرر عقد الجولة التالية من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في الأيام المقبلة، ومن المتوقع أن تُقدم إيران اقتراحاً مضاداً بعد رفضها عرضاً من واشنطن. ويسعى الطرفان للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن الملف النووي، بدلاً من اتفاق عام 2015 بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي انسحبت الولايات المتحدة منه لاحقاً عام 2018. وتريد الولايات المتحدة من إيران وقف تخصيب اليورانيوم، الذي يمكن استخدامه لصنع قنبلة نووية، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عنها.


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
واشنطن تستعد لإخلاء سفاراتها في العراق والبحرين والكويت
قال مسؤول أمني عراقي ومصدر أميركي اليوم الأربعاء إن السفارة الأميركية في العراق تستعد لإخلاء منظم نظراً لتزايد المخاطر الأمنية في المنطقة، وذلك بالتزامن مع استعدادات مماثلة تجريها وزارة الخارجية الأميركية لإصدار أوامر لموظفي سفارتي واشنطن في البحرين والكويت غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم بمغادرة البلدين، لكن سفارة واشنطن في الكويت نفت ذلك. وفي غضون ذلك، قال مسؤول أميركي لوكالة رويترز إنّ الجيش الأميركي سيسمح لعائلات العسكريين الأميركيين في البحرين بمغادرة المملكة مؤقتاً بسبب التوتر المتصاعد في المنطقة. ونقل مراسل لموقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول دفاعي قوله إن القيادة المركزية الأميركية تعمل بتنسيق وثيق مع نظرائها في وزارة الخارجية، "بالإضافة إلى حلفائنا وشركائنا في المنطقة، للحفاظ على جاهزية دائمة لدعم أي مهام حول العالم في أي وقت"، مضيفاً: "تظل سلامة وأمن أفراد جيشنا وعائلاتهم على رأس أولوياتنا، وتراقب القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) تطورات التوتر في الشرق الأوسط". وكان وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده قد قال، في وقت سابق اليوم الأربعاء، إنّ طهران ستستهدف قواعد أميركية في المنطقة إذا فشلت المحادثات النووية أو اندلع صراع مع واشنطن. وقال مسؤول أميركي آخر لـ"رويترز": "من المقرر أن تجري وزارة الخارجية إخلاء منظماً للسفارة الأميركية في بغداد. الهدف هو القيام بذلك عبر الوسائل التجارية، لكن الجيش الأميركي مستعد للمساعدة في حال طلب منه ذلك". وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفقاً لمقابلة نشرت اليوم الأربعاء إنه بات أقل ثقة تجاه موافقة إيران على وقف تخصيب اليورانيوم بموجب اتفاق مع واشنطن. وقال مسؤول أميركي آخر إنه لم يطرأ أي تغيير على العمليات في قاعدة العديد الجوية في قطر، أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وإنه لم يصدر أي أمر إخلاء للموظفين أو العائلات المرتبطة بالسفارة الأميركية في قطر، والتي تعمل كالمعتاد. وهدد ترامب إيران مراراً بتوجيه ضربة عسكرية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد. الخارجية الأميركية لـ"العربي الجديد": القرار جاء بناءً على أحدث تحليلاتنا وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، ردًا على سؤال لـ"العربي الجديد"، إن إدارة ترامب قررت تقليص حجم بعثتها في العراق، وذلك "بناءً على أحدث تحليلاتنا"، على حدّ قوله. وأضاف المسؤول، في معرض رده على سؤال بشأن موقف المفاوضات مع إيران ومدى ارتباطه بقرار تقليص حجم البعثات الدبلوماسية في الشرق الأوسط، أن "الرئيس دونالد ترامب ملتزم بالحفاظ على سلامة الأميركيين في الداخل والخارج، وتماشيًا مع هذا الالتزام نقيم الوضع الأمني المناسب في جميع سفاراتنا، وبناءً عليه اتخذنا قرار تقليص حجم بعثتنا في العراق". وأعرب ترامب في بودكاست لشبكة "نيويورك بوست" عن شعوره بإنه أصبح "أقل ثقة" بشأن احتمالات التوصل إلى صفقة مع إيران في ظل المفاوضات الحالية التي تستهدف الحد من قدرتها على تطوير سلاح نووي. سفارة واشنطن في الكويت تنفي من جهتها، أكدت السفارة الأميركية لدى دولة الكويت، اليوم الأربعاء، أنها لم تُجرِ أي تعديل على عدد موظفيها، وأنها تواصل عملها بشكل كامل "كالمعتاد". وجاء ذلك في بيان أصدرته السفارة عقب إعلان الإدارة الأميركية عن تقليص حجم بعثتها الدبلوماسية في العراق، في إطار ما وصفته بـ"إجراءات دورية لتقييم الأوضاع الأمنية". وأوضح البيان أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ملتزم بالحفاظ على سلامة الأميركيين في الداخل والخارج"، وأن تقليص عدد موظفي السفارة في العراق جاء بناء على "تحليلات محدثة"، لكن هذا القرار "لا يشمل السفارة الأميركية في الكويت"، بحسب البيان. وشدّدت السفارة على أن "وضع الموظفين لم يتغير"، وأن عملها مستمر "بكامل الجاهزية". العراق لم يرصد أي حدث أمني من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، نقلاً عن مصدر حكومي، اليوم الأربعاء، أن العراق لم يرصد أي حدث أمني يستدعي إجلاء الموظفين الأميركيين من السفارة في بغداد. وكانت المصادر الأميركية والعراقية قد ذكرت أن قرار واشنطن بمغادرة مواقع في أنحاء الشرق الأوسط، يأتي بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة. بعثة إيران بالأمم المتحدة: التهديد باستخدام "القوة" لن يغيّر الحقائق إلى ذلك، قالت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة، الأربعاء، إن التهديد باستخدام "القوة الساحقة" ضدها لن يغيّر الحقائق، مؤكدة أن طهران لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، وأن السياسات العسكرية الأميركية تسهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي. وأوضحت البعثة، في سلسلة منشورات على منصة إكس، أن "الدبلوماسية، وليس الوسائل العسكرية، هي السبيل الوحيد للمضي قدماً"، مشددة على أن "العسكرة الأميركية لا تؤدي إلا إلى تأجيج عدم الاستقرار". وجاء في بيان البعثة أن "إرث القيادة المركزية في تأجيج عدم الاستقرار الإقليمي من خلال تسليح المعتدين وتمكين الجرائم الإسرائيلية، يجردها من أي مصداقية للتحدث عن السلام أو منع الانتشار النووي". أخبار التحديثات الحية إيران تهدد بضرب القواعد الأميركية "عند المواجهة".. وثقة ترامب تتراجع وهددت إيران، اليوم الأربعاء، بضرب القواعد الأميركية في المنطقة حال المواجهة مع واشنطن، في ظل ترقب ما ستفضي إليه المفاوضات النووية بين البلدين. وقال وزير الدفاع الإيراني: "في حال فُرضت علينا مواجهة، سنضرب جميع القواعد الأميركية في المنطقة"، مضيفاً أن "بعض مسؤولي الطرف الآخر لطالما يهددون بأنه إذا لم تتوصل المفاوضات إلى نتيجة، سيؤدي ذلك إلى مواجهة". وأعرب العميد نصير زادة، في تصريحاته لوسائل الإعلام الإيرانية على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية الأسبوعي، عن أمله في أن تفضي المفاوضات النووية إلى اتفاق، لكنه استدرك قائلاً: "أؤكد نيابة عن الشعب الإيراني والقوات المسلحة أنه إذا فرضت علينا مواجهة، فبكل تأكيد ستكون خسائر الطرف الآخر أكبر من خسائرنا، وحينها ينبغي على أميركا مغادرة المنطقة". (رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)