
مصريون يجدون "وطنا ثانيا" في تنزانيا بعد الهجرة جنوبا
قال جينة الملقب بـ"عمدة المصريين في دار السلام" للجزيرة "عندما قدمت إلى تنزانيا في سن 28 لم يتصور أحد لماذا أتجه جنوبا"، موضحا أن كثيرا من أصدقائه وأقاربه في مصر يرون دول أفريقيا جنوب الصحراء بصور المجاعة والفقر والمرض، لكن ما وجده كان إمكانا حقيقيا لبناء مستقبل جديد.
في عام 2021 أسس جينة شركته "دريم تريدينغ" بمدخرات بلغت 3 آلاف دولار، وبدأ بتجارة الأدوات المنزلية المصنوعة من الألمنيوم، ثم توسع لاحقا إلى قطاع الحديد.
وإلى جانب عمله أصبح جينة شخصية مرجعية للمهاجرين الجدد من شمال أفريقيا يقدم لهم المشورة والمساعدة.
روتينه اليومي يبدأ مع سائقه حامد الذي يقله إلى مستودعات الشركة، ثم إلى "سيتي مول" المركز التجاري الشهير في حي كارياكو، وهناك يقضي وقتا في مقهى صومالي يلتقي فيه بمصريين وتنزانيين، ويتشارك معهم إفطارا من الماندازي أو "تشيبسي ماياي".
وغالبا ما يسبق المصريين إلى تنزانيا قريب أو صديق، أما من يأتون وحدهم فيساعدهم جينة على إيجاد سكن، أو يمنحهم فرصة عمل ويغطي جزءا من إيجارهم، كما يقدم لهم ترجمة موثوقة، ولا سيما أن سكان القرى لا يتحدثون إلا السواحلية، مما يعرّض الوافدين الجدد لمخاطر الاحتيال أو سوء الفهم.
يقول جينة "أساعد من جاء ليعمل، لا من يعتمد على الآخرين أو المترجمين، هذا البلد مليء بالفرص، لكنه لا يمنحها للكسالى".
خلال 8 سنوات ساعد جينة عشرات الشباب من قريته على الاستقرار في تنزانيا، حيث يعيش نحو 70 ألف عربي، بينهم 1200 مصري، بحسب السفير المصري في البلاد شريف إسماعيل عام 2023.
هجرة جنوبية متسارعة
في ظل اقتصاد متعثر بدأ شباب مصريون يبحثون عن بدائل للهجرة غربا، كما يقول أيمن زهري خبير الهجرة في الجامعة الأميركية بالقاهرة.
ارتفع عدد المصريين في دول أفريقية غير عربية من 46 ألفا عام 2017 إلى 54 ألفا بحلول 2021.
ورغم أن بعضهم لا يزال يخوض رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط فإن المصريين شكّلوا عام 2023 أكثر من 7% من الوافدين إلى إيطاليا، بحسب تقرير مركز الهجرة المختلطة.
وجاء رد الاتحاد الأوروبي باتفاق جديد مع مصر بقيمة 7.4 مليارات يورو، لتعزيز الرقابة على الحدود جزئيا.
ويقول زهري إن وجهات الهجرة المصرية تشهد تحولا ملحوظا نحو أفريقيا، توازيا مع توسع العلاقات الدبلوماسية والتجارية المصرية في القارة.
ويضيف أن الهجرة إلى أفريقيا غالبا ما تكون مؤقتة أو دورية، حيث يعود المهاجر إلى مصر أو ينتقل بين دول حسب الفرص المتاحة.
هذا الحراك يظهر جليا في ليالي الجمعة بمطار جوليوس نيريري بدار السلام، حيث تتجه طائرة إلى القاهرة، وخلال مواسم الأعياد تمتلئ بوابات المغادرة بالعائلات المصرية العائدة لزيارة الأهل أو بناء منزل أو تجهيز زواج أو أداء فريضة الحج.
مهارات مصرية مرحب بها
تشهد القارة الأفريقية نموا في الجاليات العربية وشمال أفريقيا، وتحتل دولة جنوب أفريقيا الصدارة بنسبة 85% من المصريين المقيمين في أفريقيا، تليها نيجيريا وكينيا والسنغال.
يروي جينة قصة أصبحت رمزا شعبيا: شاب زار صديقه في جنوب أفريقيا أواخر التسعينيات، فاعتُقل بسبب مخالفة تأشيرة، وعند خروجه لم يكن يملك سوى بعض أواني الألمنيوم فباعها ليشتري تذكرة العودة، ومن هنا انتشرت فكرة وجود سوق واعدة للسلع المنزلية المصرية.
ومنذ ذلك الحين توسعت الأعمال المصرية في القارة لتشمل التصنيع والزراعة والمعادن.
ويرى جينة أن موجة جديدة من الهجرة بدأت بعد ثورة 2011 حين تأثرت دول الخليج وليبيا بالتوترات السياسية، فاتجه البعض جنوبا.
محليا، وجد المهاجرون بيئة عمل أكثر ترحيبا، فقد أطلقت الحكومة التنزانية مركز الاستثمار لتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين، منها تخفيض الرسوم الجمركية وإعفاءات ضريبية وتحفيز نقل الأرباح وتأجيل الضرائب للمشروعات الخاسرة حتى 5 سنوات.
ويقول مفوض السفارة التنزانية في القاهرة مكامي إدي مكامي إن بلاده توفر استقرارا سياسيا واقتصاديا بنسبة تضخم منخفضة وسعر صرف مستقر، مما يمنح المستثمرين أمانا ماليا.
ويضيف زهري أنه رغم محدودية الفرص داخل مصر فإن بعض الدول الأفريقية منفتحة على المهارات المصرية في قطاعات البناء والزراعة والتعليم والتقنية.
ومع ذلك، تبقى الهجرة إلى أفريقيا محدودة مقارنة بدول الخليج وأوروبا، بسبب الصورة الذهنية السلبية الراسخة لدى البعض تجاه القارة.
فرص عمل وصداقات مشتركة
تبعد قرية مايان نحو 550 كيلومترا جنوب شرق دار السلام، وهناك أسس محمد الشافعي (34 عاما) مصنعين لمعالجة الكاجو عام 2018، مستفيدا من محصول يشكل 10 إلى 15% من عائدات تنزانيا من العملات الأجنبية.
وقال الشافعي "تجارة الكاجو قائمة على الثقة، العملية دقيقة تبدأ بزراعة وحصاد حساس، ثم معالجة تجهز الكاجو للتصدير"، وتحتل تنزانيا المركز الثامن عالميا في إنتاج الكاجو.
تخدم شركة الشافعي عملاء من العالم العربي وتركيا، وتشغّل نحو 400 عامل مصري وصيني وتنزاني، إضافة إلى عمال موسميين في أكتوبر/تشرين الأول.
بدأ رحلته صدفة، إذ درس الصينية في جامعة القاهرة، ثم أكمل تعليمه في بكين، وهناك تعرّف إلى فيتناميين يعملون في المجال، فاكتشف أن تنزانيا فرصة واعدة، وأنه يمكنه توفير معدات الصناعة من الصين.
وبتشجيع منهم، تواصل مع مزارعي الكاجو عام 2017، ومع استثمار أولي قدره 200 ألف جنيه مصري (نحو 11 ألف دولار حينها) أنشأ شركته واستورد آلتين من الصين.
وفي عامي 2023 و2024 أنجزت شركة الشافعي للاستثمار المحدودة 13 شحنة تصدير بقيمة تقارب 719 ألفا و700 دولار.
انتقل مع أسرته إلى دار السلام ليكون بالقرب من أولاده، ويعيش وسط الجالية المصرية والعربية إلى جانب تنزانيين من أصول يمنية وعمانية وإيرانية قدموا إلى البلاد في زمن الحكم العربي قبل ثورة زنجبار عام 1964.
ويقول إن المصريين مندمجون في المجتمع، ويشاركون في احتفالات مثل يوم "سابا سابا"، وعيد الأضحى، ويوم اللغة السواحلية عبر وجبات جماعية في قرى مزارع الكاجو.
أما جينة فيقول "نبني صداقات حقيقية مع التنزانيين، ونتواصل في العمل والمساجد والأندية الاجتماعية"، لكنه يعترف بأن أصعب لحظات الغربة تكون عند الوفاة، إذ يتكاتف المصريون لإعادة الجثمان ودعم الأسرة ماليا ومعنويا.
ويضيف "حين تكون عائلتك إلى جوارك تزول الغربة، ومع التقنية الحديثة نرى أهلنا يوميا عبر الهاتف".
ويختم قائلا "تنزانيا أصبحت بحق وطنا ثانيا لي، حيث ينشأ أبنائي، لا أعلم متى سأعود إلى بلدي".
تم نشر هذا التقرير بالتعاون مع منصة إيجاب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب القطرية
منذ 4 ساعات
- العرب القطرية
انعقاد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق للشراكة الاستراتيجية بين قطر وأوزبكستان في الدوحة
قنا ترأس معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد بختيار سعيدوف وزير الخارجية بجمهورية أوزبكستان، الاجتماع الأول لمجلس التنسيق للشراكة الاستراتيجية بين البلدين عقد اليوم في الدوحة. في بداية الاجتماع، رحب معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بنظيره الأوزبكي والوفد المرافق له، معربا عن خالص تمنيات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بنجاح مجلس التنسيق في توسيع العلاقات متعددة الأوجه بين قطر وأوزبكستان. ونوه معاليه إلى ارتقاء العلاقات بين قطر وأوزبكستان إلى شراكة استراتيجية راسخة انطلاقا من الإرادة المشتركة والرغبة الصادقة لقيادتي البلدين، والتي تجسدت في التوقيع على اتفاقية إقامة الشراكة الاستراتيجية الثنائية في عام 2024، مضيفا في هذا السياق أن جذور العلاقات السياسية بينهما تمتد لأكثر من عقدين، ما يشكل قاعدة صلبة للتعاون البناء، ويجسد عمق الروابط التي تجمع بين البلدين وحرصهما المستمر على تطويرها في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة، ويلبي تطلعات شعبيهما الصديقين. واستطرد معاليه قائلا "في إطار التزام بلدينا بتعزيز التعاون الثنائي، وانطلاقا من قناعتنا بأن الشراكة الاستراتيجية تمثل ركيزة أساسية لمسار تكامل مستدام، تفتح هذه الشراكة آفاقا أوسع للتشاور السياسي والتنسيق الإقليمي والدولي إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما تعزز فرص تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات، مستندة إلى ما قامت عليه العلاقات القطرية - الأوزبكية من أسس راسخة لا سيما في السنوات الأخيرة، وفي مجالات التنمية والتجارة والاستثمار والطاقة.. ويجسد ذلك حرص البلدين على مواصلة الارتقاء بالتعاون المشترك بما يحقق مصالحهما ويواكب تطلعات الشعبين الصديقين". كما أكد معاليه أن أثر هذه الشراكة يتجسد في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري في عام 2024 نحو 1.8 مليون دولار أمريكي، في إطار طموح مشترك لتنمية هذا التبادل وتعزيزه من خلال توسيع آفاق التعاون التجاري والاستثماري. ولفت معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أن السنوات الأخيرة شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات متعددة، ما يؤكد متانة العلاقات الثنائية ويعكس الإرادة الراسخة لديهما للارتقاء بها إلى مستويات أكثر شمولية وعمقا، بما يخدم مصالحهما المشتركة ويواكب تطلعات شعبيهما الصديقين. كما رحب معاليه بتنظيم المؤتمر العام لليونسكو في سمرقند خلال الفترة من 30 أكتوبر إلى 13 نوفمبر 2025، والقمة الثانية لدول مجلس التعاون الخليجي وآسيا الوسطى في أوزبكستان في العام 2026. من جانبه، أعرب سعادة وزير خارجية جمهورية أوزبكستان عن تقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظي بهما الوفد الأوزبكي، ونقل تحيات فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان، وتأكيده القاطع على تعزيز وتعميق التعاون المثمر والمتبادل المنفعة بين البلدين. كما رحب باختيار الدوحة لانعقاد القمة الاجتماعية العالمية الثانية في الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر 2025، وبإعلان دولة قطر عن تقديم ملف ترشحها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2036. وفي سياق المباحثات، ركز الجانبان على تعزيز الحوار السياسي، وتوسيع التجارة والاستثمار، وتعزيز التبادلات الأكاديمية والعلمية والثقافية، وتشجيع تنمية الشباب والرياضة، وتحسين الربط في مجال النقل، ومعالجة الاستدامة البيئية وتغير المناخ. كما أكد البلدان اهتمامهما بتعزيز العلاقات الثنائية الشاملة على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والواقعية، وشددا على أن الزيارات المتبادلة المنتظمة على أعلى مستوى، فضلا عن تكثيف تبادل الوفود، من شأنه أن يسهم في تعزيز وتوسيع الشراكة الاستراتيجية بينهما. وأشار الطرفان إلى أهمية تعميق التعاون داخل المنظمات الدولية والإقليمية، وتنسيق المواقف بشأن القضايا السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك، واستكشاف الفرص لدعم الترشيحات في المحافل الدولية بما يخدم مصالح البلدين، مؤكدين أهمية مواصلة الجهود النشطة لتعزيز التعاون الاقتصادي، بما في ذلك الاستثمار والتجارة، من خلال تبادل المعلومات حول الفرص التجارية، واتخاذ تدابير مشتركة لزيادة حجم التجارة المتبادلة، وتنظيم المعارض والمنتديات التجارية، كما اتفقا على عقد الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق القطري الأوزبكي للشراكة الاستراتيجية في مدينة سمرقند. ورحب الطرفان بتوقيع مذكرة التفاهم بين شركة قطر للتعدين، ووزارة صناعة التعدين والجيولوجيا في جمهورية أوزبكستان، بشأن التعاون الاستثماري. وفي الختام، أكد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن هذا الاجتماع يمثل خطوة تنفيذية محورية نحو تفعيل اتفاقية إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين قطر وأوزبكستان، ويؤكد الالتزام المشترك بتطوير وتعزيز التعاون الثنائي. وقال معاليه "إن ما تم التوصل إليه من تفاهمات ومخرجات سيكون محل متابعة دقيقة من جانبنا، لتحويله إلى خطوات تنفيذية واضحة وفعّالة تخدم مصالح بلدينا وشعبينا" معربا عن تطلعه لعقد لقاءات مستقبلية مستمرة تعمل على تعزيز مسيرة التعاون والتفاهم، وتوطيد أواصر العلاقات الأخوية الاستراتيجية بين البلدين والشعبين الصديقين، ولعقد الاجتماع الثاني للمجلس العام القادم في "سمرقند" للبناء على ما تم إنجازه اليوم، ومتابعة تنفيذ مخرجات هذا الاجتماع. يذكر أن مجلس التنسيق، الذي تم إنشاؤه بموجب اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الثنائية لعام 2024، يعمل كمنصة لضمان التنفيذ الفعال للاتفاقيات رفيعة المستوى واستكشاف آفاق جديدة للتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية.


الراية
منذ 5 ساعات
- الراية
انعقاد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق للشراكة الاستراتيجية بين قطر وأوزبكستان في الدوحة
انعقاد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق للشراكة الاستراتيجية بين قطر وأوزبكستان في الدوحة الدوحة - الراية : ترأس معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد بختيار سعيدوف، وزير الخارجية بجمهورية أوزبكستان، الاجتماع الأول لمجلس التنسيق للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، الذي عقد اليوم في الدوحة. في بداية الاجتماع، رحّب معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بنظيره الأوزبكي والوفد المرافق له، معرباً عن خالص تمنيات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بنجاح مجلس التنسيق في توسيع العلاقات متعددة الأوجه بين قطر وأوزبكستان. ونوّه معاليه، إلى أن العلاقات بين قطر وأوزبكستان ارتقت إلى شراكة استراتيجية راسخة، انطلاقاً من الإرادة المشتركة والرغبة الصادقة لقيادتي البلدين، والتي تجسدت في التوقيع على اتفاقية إقامة الشراكة الاستراتيجية الثنائية في عام 2024، مضيفاً في هذا السياق أن جذور العلاقات السياسية بينهما تمتد لأكثر من عقدين، ما يشكّل قاعدة صلبة للتعاون البنّاء، ويجسد عمق الروابط التي تجمع بين البلدبن وحرصهما المستمر على تطويرها في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة ويلبّي تطلعات شعبيهما الصديقين. واستطرد معاليه قائلاً "في إطار التزام بلدينا بتعزيز التعاون الثنائي، وانطلاقاً من قناعتنا بأن الشراكة الاستراتيجية تمثّل ركيزة أساسية لمسار تكامل مستدام، تفتح هذه الشراكة آفاقاً أوسع للتشاور السياسي والتنسيق الإقليمي والدولي إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما تعزز فرص تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات، مستندةً إلى ما قامت عليه العلاقات القطرية – الأوزبكية من أسس راسخة، لاسيما في السنوات الأخيرة، وفي مجالات التنمية والتجارة والاستثمار والطاقة. ويجسد ذلك حرص البلدين على مواصلة الارتقاء بالتعاون المشترك بما يحقق مصالحهما ويواكب تطلعات الشعبين الصديقين." كما أكد معاليه أن أثر هذه الشراكة يتجسّد في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري في عام 2024 نحو 1.8 مليون دولار أمريكي، في إطار طموح مشترك لتنمية هذا التبادل وتعزيزه من خلال توسيع آفاق التعاون التجاري والاستثماري. ولفت معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى أن السنوات الأخيرة شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات متعددة، ما يؤكد متانة العلاقات الثنائية ويعكس الإرادة الراسخة لديهما للارتقاء بها إلى مستويات أكثر شمولية وعمقاً، بما يخدم مصالحهما المشتركة ويواكب تطلعات شعبيهما الصديقين. كما رحّب معاليه، بتنظيم المؤتمر العام لليونسكو في سمرقند في الفترة من 30 أكتوبر إلى 13 نوفمبر 2025، والقمة الثانية لدول مجلس التعاون الخليجي وآسيا الوسطى في أوزبكستان في العام 2026. من جانبه، أعرب سعادة وزير خارجية جمهورية أوزبكستان، عن تقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظي بهما الوفد الأوزبكي، ونقل تحيات فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف، رئيس جمهورية أوزبكستان، وتأكيده القاطع على تعزيز وتعميق التعاون المثمر والمتبادل المنفعة بين البلدين. كما رحّب باختيار الدوحة لانعقاد القمة الاجتماعية العالمية الثانية في الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر 2025، وبإعلان دولة قطر عن تقديم ملف ترشحها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2036. وفي سياق المباحثات، ركز الجانبان على تعزيز الحوار السياسي، وتوسيع التجارة والاستثمار، وتعزيز التبادلات الأكاديمية والعلمية والثقافية، وتشجيع تنمية الشباب والرياضة، وتحسين الربط في مجال النقل، ومعالجة الاستدامة البيئية وتغير المناخ. كما أكد البلدان اهتمامهما بتعزيز العلاقات الثنائية الشاملة على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والواقعية ، وشددا على أن الزيارات المتبادلة المنتظمة على أعلى مستوى، فضلاً عن تكثيف تبادل الوفود، من شأنه أن يسهم في تعزيز وتوسيع الشراكة الاستراتيجية بينهما. وأشار الطرفان إلى أهمية تعميق التعاون داخل المنظمات الدولية والإقليمية، وتنسيق المواقف بشأن القضايا السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك، واستكشاف الفرص لدعم الترشيحات في المحافل الدولية بما يخدم مصالح البلدين. وأكد الجانبان أهمية مواصلة الجهود النشطة لتعزيز التعاون الاقتصادي، بما في ذلك الاستثمار والتجارة، من خلال تبادل المعلومات حول الفرص التجارية، واتخاذ تدابير مشتركة لزيادة حجم التجارة المتبادلة، وتنظيم المعارض والمنتديات التجارية، كما اتفقا على عقد الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق القطري الأوزبكي للشراكة الاستراتيجية في مدينة سمرقند. ورحّب الطرفان بتوقيع مذكرة التفاهم بين شركة قطر للتعدين،ووزارة صناعة التعدين والجيولوجيا في جمهورية أوزبكستان، بشأن التعاون الاستثماري. وفي الختام، أكد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن هذا الاجتماع يمثل خطوة تنفيذية محورية نحو تفعيل اتفاقية إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين قطر وأوزبكستان، ويؤكد الالتزام المشترك بتطوير وتعزيز التعاون الثنائي. وقال معاليه "إن ما تم التوصل إليه من تفاهمات ومخرجات سيكون محل متابعة دقيقة من جانبنا، لتحويله إلى خطوات تنفيذية واضحة وفعّالة تخدم مصالح بلدينا وشعبينا، معربين عن تطلعنا لعقد لقاءات مستقبلية مستمرة تعمل على تعزيز مسيرة التعاون والتفاهم، وتوطيد أواصر العلاقات الأخوية الاستراتيجية بين بلدينا وشعبينا الصديقين". وأعرب معاليه عن تطلّع الجانبين لعقد الاجتماع الثاني للمجلس العام القادم في سمرقند للبناء على ما تم إنجازه اليوم ومتابعة تنفيذ مخرجات هذا الاجتماع.


الراية
منذ 5 ساعات
- الراية
ارتفاع سعر الذهب 0.16 بالمئة في السوق القطرية خلال الأسبوع الجاري
ارتفاع سعر الذهب 0.16 بالمئة في السوق القطرية خلال الأسبوع الجاري الدوحة - قنا : سجل سعر الذهب في السوق القطرية ارتفاعا بنسبة 0.16 في المئة خلال الأسبوع الجاري، ليبلغ سعر الأوقية اليوم 3340.99500 دولار. وأظهرت بيانات بنك قطر الوطني أن سعر أوقية الذهب ارتفع عن مستوى 3335.79540 دولار الذي سجله يوم الأحد الماضي. وفيما يتعلق بالمعادن الثمينة الأخرى، أشارت البيانات إلى انخفاض سعر الفضة بنسبة 0.41 في المئة على أساس أسبوعي، ليصل إلى 37.88590 دولار للأوقية، مقارنة بـ38.04000 دولار في بداية الأسبوع، بينما ارتفع سعر البلاتين بنسبة 0.18 في المئة، ليبلغ 1344.96910 دولار للأوقية، مقابل 1342.50480 دولار سجلها في بداية الأسبوع.