
كلام نتنياهو مقابل كلام الآخرين
واسرائيل الكبرى حسب المفهوم الإسرائيلي هي ضد القانون الدولي واتفاقيات السلام القديمة والجديدة والمستقبلية أيضاً، هي تهديد للجيران وغير الجيران، هي إعلان حرب مؤجل ومعجل ، وهي اهانة للإقليم وأنظمته وشعوبه ، وهي استقواء بالتيار الديني المشيحاني المتطرف الذي يحكم الإدارة الأمريكية الحالية على الأقل، فالعلاقة بين أمريكا واسرائيل هي علاقة لاهوتية وليست استعمارية فقط.
كلام نتنياهو يفرغ الجهود الدولية من مضامينها ، وهي رد على المسعى الفرنسي السعودي. ورد على تسونامي الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية ورد أيضاً على الاعتدال والحكمة والرغبة المعلنة في التعاون، كلام نتنياهو تفسير لاتفاقيات السلام بكل طبعاتها ونُسَخِها ، وترجمة لنوع العلاقة التي تريد إسرائيل نسجها مع العالم العربي. وكلام نتانياهو ليس تعبيرا عن أزمة حكومية وليست لاسترضاء اليمين بكل طبقاته وليست تصريحات انتخابية ، بل هي رؤية مركزية في الفكر الصهيوني منذ بداياته ، ومن يريد أن يتأكد فلينظر الى خرائط الحركة الصهيونية التي قدمتها لمؤتمر فرساي سنة 1919 ، وهي خرائط تضم فلسطين والأردن وأجزاء من الدول المجاورة .
فكرة إسرائيل الكبرى ليست مجرد رؤية استعمارية ، وإن كانت كذلك، ولكنها رؤية لاهوتية يرغب في تحقيقها الكثير من الأطراف واسرائيل من بينها. لا يمكن تفسير تصاعد اللغة أو الخطاب الديني المشيحاني في العالم إلا من خلال دعم اسرائيل رغم كل فظائعها.
فما الذي يبقي الحرب مستعرة ومستمرة على الشعب الفلسطيني لمدة سنتين تقريباً ودون قدرة من العالم على ايقافها؟!وما الذي يعطي اسرائيل كل هذه القوة والصلف على الاستمرار في إدارة الظهر للقانون والاخلاق والانسانية ؟! ألا تستمر هذه الحرب بسبب ازدواجية المعايير والنفاق في التعامل والسلوك ؟! ألا تستمر بسبب تلك الروابط والعلاقات والمصالح والأهداف العميقة التي ترى في استمرار اسرائيل قوية ومسيطرة هدفاً أساسياً لها ؟!
وحتى نكون أكثر دقة ووضوحاً وصراحة أيضاً، ألا يعني كلام نتانياهو حول اسرائيل الكبرى أنه لا يرى هناك تهديداً أو حتى غضباً ممكناً من الإقليم والعالم؟!
ألا يعني أن كلامه هذا قد يتحول إلى إجراء لتغييرات حقيقية على الأرض وذلك بسبب أن الإقليم –في معظمه- أبقى على العلاقات مع اسرائيل علناً وسراً ، وأن هناك تقارير عديدة تحدثت عن تعميق هذه العلاقات واتخاذها أشكالاً عديدة. وبالمقارنة مع دول وشعوب غربية في القارات الخمسة ، فإن هذه المقارنة ستكون محرجة إلى حد بعيد ، لا شيء يخفى ، ولا يستطيع طرف أن يبرر تلك العلاقات "العميقة" إلا أن يستعصم بما يسمى المصلحة، وفي حالتنا فإن المصلحة هذه هوة أخرى ومستوى أعمق من الخيار الخاطئ والمميت والمذل أيضاً.
كلام نتنياهو حول الدولة التوراتية الكبرى دليل على أن تعميق العلاقات لا يفيد وأن بيانات الشجب الشديدة أو الأنيقة لا تفيد، وبالمقارنة بين الخلافات بين الدول العربية بعضها ببعض. وبين تلك مع إسرائيل ، نجد الفارق المخزي الكبير، فقطع العلاقات وسحب السفراء و التهديد بالغزو العسكري هي مميزات الخلافات العربية العربية ، أما مع اسرائيل ، فسبحان الله، إذ تتميز تلك الردود بخجل العذارى وحياء الفقراء.
كلام نتانياهو ليس هفوة ولا زلّة ولا حلم ولا تهويم، إنه كلام صريح وقبيح ، ويجب أن لا يمر أو يعامل وكأن شيئاً لم يحصل.
الخطير في كلام نتنياهو أن لا أحد من الإدارة الأمريكية اعترض عليه أو شجبه أو أدانه، بالعكس من ذلك، فإن هذه الإدارة ممثلة بمايك جونسون و هاكابي زارا الضفة الغربية المحتلة وذهبا مباشرة إلى مستوطناتها غير الشرعية ، ومن هناك بالذات باركا الاستيطان وقالا إن ذلك جزء من وعد إلهي أيضاً. كلام نتنياهو تعبير عن تيار عالمي متطرف ومتوحش ويهيئ لخراب العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 2 ساعات
- فلسطين أون لاين
الإسناد الجماهيري وسنن التدافع: نصرة المقاومة في مواجهة مشروع إسرائيل الكبرى
لم يعد الصراع في فلسطين مجرّد نزاع على أرضٍ محتلة، بل تحوّل إلى امتحانٍ للأمة كلّها أمام مشروع استعماري متجدّد يحمل اسم "إسرائيل الكبرى"، مشروع يقوم على أساطير توراتية مؤدلجة ويُسندها تحالف دولي صامت ومتواطئ، في هذه اللحظة التاريخية حيث العروش تراهن على الهدنة والتطبيع، تبقى الجماهير وحدها حاملة لواء النصرة، باعتبارها الامتداد الشعبي لواجب شرعي مذكور في نصوص القرآن والسنة، تحت قاعدة {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال: 72] إنّ الاسناد الجماهيري للمقاومة ليس فعلاً عاطفياً عابراً، بل هو جزء من سنن التدافع التي تجري بها مقادير التاريخ، حيث تتكفّل الشعوب إذا خذلتها أنظمتها بالقيام بمقام النصرة، لتبقى فلسطين ميزان الصدق في الأمة، وغزة شاهداً حيّاً على أنّ الأمة لم تمت وإن تعطّلت أدوار النخب السياسية الرسمية. فقه النصرة وواجب الأمة النصرة في المفهوم الشرعي ليست خياراً ثانويّاً، بل هي واجب متأصّل في بنية الأمة؛ إذ ربطها القرآن بالهوية الإيمانية، فجعلها جزءً من العقد الذي يجمع المسلمين: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال: 72]، هذه الآية تؤسس لقاعدة فقه النصرة الجماهيرية، فهي تُسقط عن الأمة عذر الحياد، وتُحيل التقاعس إلى صورة من صور التواطؤ، ومن هنا نفهم أنّ نصرة غزة اليوم ليست مجرد تضامن عاطفي، بل هي فرض كفاية إذا قصّرت به الأنظمة، فتنتقل المسؤولية إلى الجماهير التي تمثل الشرعية الشعبية في مواجهة الشرعية المصطنعة التي يروّج لها الاحتلال وحلفاؤه. كما أن النصوص النبوية أكّدت أنّ النصرة ليست مشروطة بحدود جغرافية، بل هي واجب يمتدّ بامتداد الأمة، كما في الحديث: "المسلِمُ أخو المسلِمِ، لا يَخونُه ولا يَكذِبُهُ ولا يَخذُلُه، كُلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حَرامٌ؛ عِرضُهُ ومالُهُ ودَمُهُ، التَّقوى هاهنا، بحسْبِ امرئٍ من الشرِّ أن يَحقِرَ أخاهُ المسلِمَ" [رواه مسلم، رقم: 2564]، هذا الخذلان الذي حذّر منه الحديث، نراه ماثلاً اليوم في كتلة الصمت الرسمية التي تخلّت عن واجبها، بينما تعود الأمة إلى أصلها الأصيل، إلى سنة التدافع، حيث ينهض الناس إذا قصّر الحكام. ومن هذا المنطلق، فإن الإسناد الجماهيري للمقاومة لا يُقاس فقط بالمسيرات أو البيانات الرمزية، بل هو فعل مركّب يشمل: تثبيت الرواية الفلسطينية في مواجهة أدلجة المرويات التوراتية. كسر الحصار النفسي الذي يحاول الاحتلال فرضه عبر حملات التهويل. تحويل النصرة من تعاطف وجداني إلى موقف عملي يردع مشروع "إسرائيل الكبرى". إن واجب النصرة لا يسقط بالصمت، ولا يختزل في الوعود الرسمية؛ لأن سنة الله في المدافعة جارية، وإن تأخر الحكام فإن ممانعة الأمة الكامنة تنهض بما يضمن بقاء فلسطين في مركز الصراع الكوني. الجماهير كحائط صد أمام مشروع "إسرائيل الكبرى" إن أخطر ما في مشروع "إسرائيل الكبرى" ليس فقط خرائطه التوسعية ولا نصوصه المؤدلجة، بل محاولة الاحتلال إعادة هندسة الوعي الجمعي للأمة عبر إيهامها بالعجز والتجزئة، وهنا تتجلى خطورة التواطؤ الرسمي العربي الذي يغطي جرائم الاحتلال بلغة السلام الإجباري، مقابل الاسناد الجماهيري الشعبي الذي يفضح هذه الخيانة ويعيد الصراع إلى أصله: صراع وجود لا صراع حدود. الجماهير إذ تنهض اليوم من المغرب إلى إندونيسيا، ومن شوارع العواصم إلى ساحات الجامعات، فإنها تشكّل حائط الصد الأخير في وجه مشروع التوسع الصهيوني، هذه الجماهير لا تتحرك تحت سقف الأنظمة، بل تنبثق من فقه التدافع الذي قرره القرآن: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة: 251]، إنها سنة إلهية تُبطل وهم "إسرائيل الكبرى"، وتؤكد أن الصراع ليس مرهوناً بموازين الجيوش الرسمية، بل بقوة الأمة الكامنة في وعيها الجمعي، وبتحوّلها إلى طاقة مقاومة مدنية تردع الاحتلال وتُربك حساباته. من هنا يتضح أن معركة غزة لم تعد معركة جغرافيا محصورة، بل هي معركة الوعي المقاوم الذي يمتد إلى الضفة، ثم إلى كل شبر من الأرض العربية التي تطل عليها خرائط نتنياهو المتخيلة، ومتى تحولت الجماهير إلى فاعل تاريخي حيّ، فإن مشروع التوسع يتحوّل من "وعد توراتي مزعوم" إلى وهم استراتيجي يصطدم بالوعي الإسلامي والعربي الحي. الجماهير إذن ليست جمهوراً صامتاً كما يُراد لها، بل هي بنية ردع شعبية قادرة على كشف زيف الخطاب العبري والغربي، وإعادة مركزية فلسطين إلى الضمير العالمي، وهذا ما يجعل الاحتلال يراهن على إرهاق الشعوب أكثر من رهانه على إقناع الحكومات، لأنه يعلم أن سقوط الجماهير في الصمت يعني فتح الطريق أمامه لتفكيك المنطقة وابتلاعها قطعةً قطعة. بين خيانة الصمت الرسمي وإرادة الأمة الحيّة حين يعلن نتنياهو أن "إسرائيل الكبرى" تمتد لتشمل فلسطين والأردن ولبنان وسوريا ومصر، فإنّه لا يتحدث من فراغ، بل من فراغٍ صَنَعَهُ صمت الأنظمة الرسمية التي غيّبت فريضة النصرة، وارتضت أن تتحول إلى دول وظيفية تخدم منظومة الهيمنة بدلاً من أن تقود مشروع التحرير. إن الصمت الرسمي العربي ليس موقفاً محايداً، بل هو شراكة ضمنية في مشروع التوسع الصهيوني؛ فالحياد هنا يعني تسليم الجغرافيا والتاريخ لإرادة المحتل، وعلى النقيض من ذلك، تنبثق إرادة الأمة الحيّة من مساجدها ومنابرها وميادينها، لتؤكد أن النصرة ليست خياراً سياسياً، بل واجباً شرعياً يثبته قول الله تعالى: { وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ{ [النساء: 75]. إن الجماهير التي تملأ الساحات اليوم ليست حشوداً عاطفية عابرة، بل هي إعلان مقاومة شعبية ضد كل محاولة لتصفية القضية أو تدجينها، هذه الإرادة الشعبية هي الامتداد الطبيعي للمقاومة في غزة، وهي بمثابة الخط الدفاعي الثاني الذي يمنع تحويل غزة إلى درس ردع للأمة، ويجعل منها قدوة إلهامية تعيد تعريف العلاقة بين الحاكم والمحكوم في زمن التخاذل. إن الفجوة بين الموقف الرسمي وموقف الأمة ليست طارئة؛ بل هي تجلٍ لصراع أعمق: صراع بين فقه الولاء للحق وفقه الولاء للعرش، وبينما تعلن الحكومات عجزها ورضوخها، تؤكد الأمة الحيّة أن صمت العروش لن يُوقف حركة الشعوب، وأن المقاومة مشروع أمة، لا حركة معزولة ولا تنظيماً محاصراً، وعليه فإن المعضلة الحقيقية أمام "إسرائيل الكبرى" ليست في الجغرافيا فحسب، بل في نهضة وعي الأمة التي ترفض أن تكون شريكاً في الجريمة، وتصر على أن يكون لها دور في صناعة التاريخ، مهما طال ليل الاحتلال ومهما عظم التواطؤ. غزة بوابة التدافع وساحة الامتحان غزة لم تعد مجرد جغرافيا محاصَرة أو قضية محلية تخص أهلها، بل غدت مِفتاح التدافع الكوني بين مشروع استكباري يسعى لابتلاع المنطقة تحت شعار "إسرائيل الكبرى"، وبين أمة تُمتحن في وعيها وإرادتها وشرعية وجودها، فما يجري في غزة يتكرر في الضفة الغربية، وما يُخطط لفلسطين اليوم سيتجه غداً نحو الأردن ومصر وسوريا ولبنان، وفق خرائط التوسع التي بشّر بها نتنياهو بوقاحة لم تلقَ من الجماهير ما تستحقه من ردٍّ واعٍ وغضب جامع. لقد تحوّل تصريح "إسرائيل الكبرى" إلى اختبار أخلاقي وفقهي للجماهير العربية والإسلامية: هل يبقون أسرى الفرجة والصمت، أم ينهضون بالحد الأدنى من الإسناد السياسي والاقتصادي والشعبي؟ إن فقه النصرة في الإسلام لا يكتفي بالتعاطف القلبي، بل يوجب الحركة الفاعلة، قال تعالى: }وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ{ [الأنفال: 39]، فغزة ليست قضية حدود ضيقة، بل ساحة امتحان لمدى حضور الأمة في معركة الحق والباطل، ومحرار يفضح زيف الولاءات وصحة الانتماء. غير أن الجماهير -إلا من رحم الله- وقفت موقف المتفرج البارد، وكأن التصريح لم يطرق أبوابها، ولم يستفز وعيها، ولم يحرك نخوتها، وهذا خذلان خطير لأن شرعية المقاومة لا تُستمد فقط من السلاح والرجال في الميدان، بل من الإسناد الجماهيري الذي يمنحها العمق الشرعي والوجودي، يقول تعالى: }إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ{ [التوبة: 39]، وهذه آية فاصلة تقرع أسماع المتخاذلين، لتقول لهم: إن تركتم النصرة خذلتكم السنن، واستُبدلتم بغيركم. إن واجب الجماهير اليوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بل يتجسد في خطوات عملية ملموسة: المقاطعة الاقتصادية: وهي جهاد مدني مشروع لإضعاف اقتصاد العدو وحلفائه. الحراك الميداني: من المظاهرات والاعتصامات والمسيرات التي تُعيد الصوت الشعبي إلى الشارع وتكسر جدار الصمت. الدعم المالي والإغاثي: الذي يمد صمود غزة بالوقود ويجعلها أقدر على الاستمرار في المواجهة. المعركة الإعلامية: عبر فضح رواية العدو، وتثبيت السردية الفلسطينية في العقول والقلوب. فمن يخذل غزة يخذل الأمة كلها، ومن ينصرها يشارك في صناعة التاريخ ويكتب لنفسه شرف الانتماء إلى جبهة الحق في مواجهة جبهة الباطل، إن المسألة ليست سياسية ولا قومية فحسب، بل فرض عين شرعي على كل قادر أن يسهم، ولو بكلمة أو درهم أو موقف. سنن التدافع ووعد المستقبل إن مشروع "إسرائيل الكبرى" يبدو في ظاهره طوفاناً جارفاً، لكنه في جوهره وهم توسعي مأزوم محكوم بسنن التدافع التي لا تتبدل ولا تتحول، فالتاريخ لا يُقرأ من موازين القوة العسكرية وحدها، وإنما من خلال القوانين القرآنية التي تحكم حركة الأمم. لقد أكّد القرآن الكريم أن التدافع بين الحق والباطل قدر لازم: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40]، هذه الآية تؤكد أن معادلة النصر ليست حكراً على ترسانات السلاح ولا على التحالفات الدولية، بل على شرعية النصرة وصدق الانحياز للحق، وكلما تجذّرت مقاومة الشعوب وتوسّع الإسناد الجماهيري، كلما تهاوت شرعية الكيانات المصطنعة، بما فيها الكيان الصهيوني الذي يعيش على دعم القوة الخارجية والفراغ الداخلي للأمة. إن المقاومة الفلسطينية اليوم، بما تحمله من روح إيمانية ووعي تاريخي، ليست مجرد بندقية تدافع، بل هي مفتاح الوعد القرآني بزوال الطغيان، مصداقاً لقوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5-6]، وعليه فإن "إسرائيل الكبرى" مهما تمددت على الخرائط أو تغوّلت في الواقع، فإنها مشروع محكوم بالفشل الذاتي، لأنه يصطدم بجدار سنن التدافع، ويواجه مقاومة شعبية لا تعرف الاستسلام، وهنا يكمن وعد المستقبل: أن هذه الأمة، مهما ترنّحت، فإنها لا تُهزم، ما دامت غزة وأخواتها تصوغ معادلة الصمود، وتكتب فصول التدافع بدماء الشهداء. إن تصريح نتنياهو عن مشروع "إسرائيل الكبرى" كشف بجلاء أن المعركة لم تعد على حدود غزة وحدها، بل على هوية المنطقة بأسرها، وهنا يتأكد معنى النصرة في بعدها الشرعي، فهي ليست عملاً تطوعياً أو خياراً سياسياً، بل حكم تكليفي يفرضه الله على الأمة، فالنصرة هي صيانة للدين، وحماية للحق، وإقامة لشعيرة التدافع التي بها تُحفظ الأرض من الفساد. وإن مفهوم النصرة هنا لا يُقرأ في إطار الدعم المادي أو العسكري فحسب، بل يتسع ليشمل الإسناد المعنوي والسياسي والجماهيري، بوصفه شرطاً في تحقيق الكفاية الشرعية ورفع الحرج عن الأمة، ومن ثمّ فإن تخلّي الشعوب عن دورها لا يعني الحياد، بل وقوعها في دائرة الإثم الجماعي، لأن ترك النصرة في لحظة تكالب الأمم يُعد صورة من صور التولي عن الحق، وقد حذّر القرآن منها في قوله: }وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ{ [محمد: 38]. أما التدافع، فهو السنّة الضامنة لبقاء الحق في وجه الباطل، فغزة -وهي أضعف بقعة في المقياس المادي- قد تحولت إلى الميدان الذي يحفظ معادلة التدافع، ويمنع استبداد المشروع الصهيوني وهيمنته الكاملة على المنطقة، وهكذا يتضح أن الإسناد الجماهيري للمقاومة ليس تفصيلاً عابراً في معركة الوعي، بل هو ركيزة أصولية لحفظ هوية الأمة، وسنّة ماضية لصناعة التاريخ، وبشارة صادقة بأن التدافع ماضٍ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. المصدر / فلسطين أون لاين


معا الاخبارية
منذ 5 ساعات
- معا الاخبارية
حماس: ننتظر رد اسرائيل لكن نتنياهو يريد مواصلة حرب الإبادة
بيت لحم- معاـ قال المسؤول في حركة حماس في الخارج باسم نعيم إن حركته قدمت ردها للوسطاء ووافقت على المقترح الذي طرح، وتنتظر الآن رد إسرائيل. في بيان، اتهم نعيم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالسعي إلى "مواصلة الحرب والإبادة والتطهير العرقي". وقال إن على المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، التدخل ووضع حدٍّ لـ"عدم احترام القانون الدولي والحياة البشرية"، على حد تعبيره، مما يُقوّض الأمن والاستقرار العالميين.


معا الاخبارية
منذ 19 ساعات
- معا الاخبارية
نتنياهو يهاجم ماكرون: "الاعتراف بفلسطين زاد من معاداة السامية"
بيت لحم -معا- وجّه رئيس الوزراء اللسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالةً اليوم (الثلاثاء) هاجم فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشدة ، متهمًا إياه بتأجيج معاداة السامية في فرنسا والعالم بسبب تصريحاته ضد إسرائيل ونيّته الاعتراف بدولة فلسطينية. هذا ما أوردته قناة i24News مساء اليوم. وجاء قي رسالة نتنياهو " في السنوات الأخيرة، امتدت معاداة السامية إلى مدن في فرنسا. ومنذ تصريحاتكم العلنية التي هاجمتم فيها إسرائيل وألمحتم إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، ازدادت حدتها. وأضاف: "في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنّت عناصر حماس واليساريون حملة ترهيب وتخريب وعنف ضد اليهود في جميع أنحاء أوروبا. وفي فرنسا، اشتدت هذه الحملة أمام أعينكم". بسحب الرسالة التي نشرها الإعلام الاسرائيلي واضاف نتنياهو "إن دعوتكم لإقامة دولة فلسطينية قد كثفت هذه النار المعادية للسامية". وقال نتنياهو في رسالته: "هذه ليست دبلوماسية، بل استرضاء. إنها تُكافئ إرهاب حماس، وتُعزز رفضها إطلاق سراح الرهائن، وتُشجع من يُهددون اليهود الفرنسيين، وتُثير كراهية اليهود المُستعرة في شوارعكم".