
إسرائيل تضرب إيران... كيف سيتأثّر لبنان؟
ميشال نصر - الديار
التزاما بمهلة الستين يوما التي وضعها الرئيس الاميركي، وعشية يومها الاخير، وبعد خطة "خداع استراتيجي"، غير مسبوقة، نفذت اسرائيل اتفاقها السري مع الادارة الجمهورية، موجهة "ضربة" امنية استخباراتية استهدفت مواقع نووية إيرانية حساسة وأدت إلى اغتيال مسؤولين كبار في النظام، عشية جولة مفاوضات سادسة كان موعدها الأحد في سلطنة عمان، ما اعاد خلط الاوراق والاولويات والاهتمامات في المنطقة، حيث "ايد الانظمة عا قلبها"، ومن بينها لبنان، الذي سيكون من اول المتاثرين اقله اقتصاديا وسياسيا.
وفي هذا الاطار كشفت مصادر دبلوماسية، ان مجموعة من العوامل سرعت من العملية الاسرائيلية، المنسقة والمخططة بالكامل مع واشنطن، ابرزها:
- حاجة واشنطن الى احداث "صدمة" تخرج المفاوضات من عقدة التخصيب التي تراوح عندها.
- الوضعان الداخليان سواء في الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل.
- استكمال الترتيبات التي تسمح بخوض معركة طويلة، خصوصا ان العمليات العسكرية تشتمل على اشغال عشرات الطائرات الحربية الهجومية والاعتراضية، وطائرات التزود بالوقود وطائرات التشويش الالكتروني والانذار المبكر، فضلا عن مروحيات ضخمة تقل عناصر من القوات الخاصة في مجال الانقاذ، في اكبر عملية جوية ينفذها سلاح الجو الاسرائيلي، على مسافة اكثر من 1500 كلم، وعلى مساحة جغرافية تلامس المليون ونصف كيلومتر مربع.
- استكمال تحديد بنك اهدافها "القيادي" بدقة، حيث اعتمدت الخطة ذاتها التي اعتمدتها في لبنان، وسط مفاجأة مسؤولوها من النتائج المحققة، التي سمحت بحسب وزير الدفاع الى افقاد طهران منظومة القيادة والسيطرة "في اقل من عشر دقائق، وهو ما قد يؤخر "الرد الايراني المؤلم" وفقا للوصف الاسرائيلي نفسه، الى حين استعادة القيادة توازنها وهيكليتها الهرمية.
- اعتبار البعض، ان اعلان طهران حصولها على وثائق حساسة ودقيقة تتعلق بالامن القومي الاسرائيلي، وبرنامجها النووي والصاروخي، سرع من التحرك لافقاد المعلومات اهميتها وقيمتها.
- التغييرات الجذرية التي شهدتها المنطقة من لبنان الى سوريا وغزة واليمن، حيث سبق واشارت القيادات الاسرائيلية الى انه "بعد ضرب الاذرع سيكون دور الراس"، وهو ما عاد وذكر به خلال الساعات الماضية وزير الدفاع الاسرائيلي.
ورأت المصادر ان بيروت تبلغت عبر القنوات الرسمية استعداد تل ابيب الكامل لخوض "حرب كبيرة" مع لبنان في حال حصول اي تحركات على اراضيه، يعزز ذلك اكتمال استدعاء جنود الاحتياط بشكل كامل، من مختلف الوحدات العسكرية استعدادا لتنفيذ عمليات برية، في الدول المحيطة باسرائيل في حال اقتضى الامر.
وختمت المصادر، ان رهان واشنطن على ان ايران بعد الضربة ستعود الى الطاولة، مشيرة الى ان الرئيس ترامب اصاب اكثر من عصفور بحجر واحد، فهو حيّد الأميركيين وأرضى إسرائيل وأضعف قدرات ايران.
اوساط سياسية لبنانية اشارت الى ان الدولة فعلت "غرفة عملياتها مع حزب الله"، حيث تجري اتصالات على اعلى المستويات مع قيادات حزب الله، كما ان الاجهزة العسكرية فعلت من اجراءاتها في منطقة جنوب الليطاني، خوفا من اي طابور خامس قد يعمد الى "خربطة" الاوضاع واشعال الجبهة الجنوبية.
ورأت الاوساط ان بيروت من اول الخاسرين حتى الساعة، نتيجة التداعيات الكبيرة التي ستظهر خلال الساعات والايام القادمة، اولا، مع ضرب موسم "الصيفية الولعانة" التي وعد بها البلد، ثانيا، سقوط نظرية عودة الخليجيين مؤقتاً، خصوصا في ظل التهديدات الاسرائيلية، التي اثمرت بدء وقف الرحلات الجوية الى المنطقة، ثالثا والاهم، ما سينتج من ازمة اجتماعية واقتصادية، في ظل الضرائب التي فرضتها الحكومة على المحروقات، وتداعيات ذلك على موارد الدولة المالية من جهة، وجيبة المواطن، من جهة ثانية، في ظل التضخم الذي قد نشهده.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 39 دقائق
- النهار
تركيا تستثمر الفوضى الدولية: من "القلق الأوروبي" إلى "الفراغ الأميركي"
مثّلت التحوّلات التي يشهدها المشهد العالمي منذ مطلع العام الجاري فرصة ذهبية لأنقرة لتعزيز دورها في كل من الشرق الأوسط جنوباً، وأوروبا غرباً، مستفيدةً من مرونتها السياسية وقدراتها العسكرية المتنامية، التي باتت حاجة ملحّة لدى الأوروبيين. ففي ظلّ تراجع الآمال بانتهاء الحرب الروسية – الأوكرانية، وتزايد الشكوك الأوروبية في قدرة حلف شمال الأطلسي، أو حتى في رغبة الولايات المتحدة في مواصلة أداء دور الضامن الأمني، إلى جانب ملامح السياسة الخارجية الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، تتقدّم أنقرة لتملأ الفراغ وتؤدي أدواراً أكثر تأثيراً في الملفات المتداخلة لهاتين المنطقتين الحيويتين. دفعت المخاوف الأمنية المتصاعدة بروكسل إلى عقد محادثات مستعجلة مع المسؤولين الأتراك بشأن السياسة الأمنية والدفاعية المشتركة الأربعاء الماضي. ومن خلال هذه المحادثات، التي تُستأنف بعد توقف دام نحو أربعة أعوام، تسعى أوروبا إلى إشراك تركيا في مبادراتها الدفاعية وخططها لمواجهة التحديات الأمنية، في إطار سعيها لتقليل اعتمادها الاستراتيجي على الولايات المتحدة، في ظل حالة عدم اليقين التي تحيط بتوجّهات إدارة ترامب. وترى أنقرة في هذا الانفتاح الأوروبي فرصة مناسبة لتعزيز طموحاتها في المشاركة الفاعلة ضمن المنظومة الدفاعية للاتحاد الأوروبي، متجاوزةً العقبات التي كانت تعرقل ذلك، وأبرزها النزاع الطويل مع اليونان وقبرص. ويعتقد محللون أتراك أن تصاعد التهديدات الأمنية قد يدفع الأوروبيين إلى تجاوز الخلافات السياسية مع أنقرة، سواء تلك المرتبطة بملفات إقليمية كالعلاقات مع جيرانها الأوروبيين، أو تلك المتعلقة بالشأن الداخلي، وعلى رأسها ملف حقوق الإنسان. وتأمل تركيا تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية من هذا الانفتاح، من بينها الإعفاء من تأشيرات الدخول لمواطنيها إلى دول الاتحاد الأوروبي، ما يمثّل إنجازاً سياسياً للرئيس رجب طيب أردوغان، إلى جانب الطموح في الحصول على تمويل دفاعي أوروبي قد يسهم في تحريك عجلة الاقتصاد التركي المتعثّر. وكان الاتحاد الأوروبي قد أقر، مدفوعاً بمخاوف من هجوم روسي محتمل، خطة لتعزيز الصناعات الدفاعية بقيمة 170 مليار دولار ضمن ما يُعرف بـ"مخطط SAFE"، مع تخصيص 65% من تمويله لشركات داخل الاتحاد أو المنطقة الاقتصادية الأوروبية أو أوكرانيا. إلا أن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ربط انضمام تركيا إلى هذا الصندوق بتراجع أنقرة عن إعلانها السابق باعتبار توسيع اليونان لمياهها الإقليمية في بحر إيجه من 6 إلى 12 ميلاً "سبباً للحرب". وردّ وزير الدفاع التركي يشار غولر بالتأكيد أن بلاده ستضغط على الحلفاء الأوروبيين لتعديل القيود المفروضة على توزيع الإنفاق الدفاعي، مؤكداً أن بلاده "لا يمكن تجاهلها" في أي منظومة أمنية إقليمية. ويقول الجنرال التركي المتقاعد سعاد ديلغين، الذي شغل منصب ضابط ارتباط بين الجيش التركي وحلف "الناتو"، إن "الحاجة الأوروبية والأطلسية إلى تركيا تتزايد، ما يمنح أنقرة فرصة ذهبية للتفاوض على الملفات الخلافية". ويضيف في حديثه إلى "النهار": "المخاوف الأوروبية والأطلسية من روسيا حقيقية وعميقة. على سبيل المثال، تنتج روسيا وحدها ذخائر حربية خلال 3 أشهر، تعادل ما تنتجه دول الناتو مجتمعة في عام كامل. هذا يُظهر حجم التحديات الآنية التي يواجهها الحلف". رهان على تبدّل أولويات واشنطن الأسبوع المقبل، يتوجّه الرئيس أردوغان إلى لاهاي لحضور قمة "الناتو"، حيث من المقرر أن يلتقي لأول مرة بترامب منذ عودة الأخير إلى البيت الأبيض، في لقاء تراهن عليه أنقرة لإحراز تقدم في مسار رفع العقوبات الأميركية. وكان ترامب قد فرض، في نهاية ولايته الأولى، عقوبات على أنقرة بموجب قانون مكافحة أعداء أميركا "كاتسا"، ما أدّى إلى استبعادها من برنامج إنتاج وتوريد مقاتلات "إف-35" ضمن إطار "الناتو"، وذلك على خلفية شراء تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400". لكن إدارة ترامب الجديدة تبدو أكثر استعداداً للتعاون مع أنقرة في إطار إعادة رسم سياسة واشنطن في الشرق الأوسط. فالرئيس الأميركي ينظر إلى أردوغان كزعيم محوري قادر على أداء دور الوسيط والموازن في هذه المرحلة الانتقالية. وفي ظل خطط واشنطن لتقليص حضورها العسكري في المنطقة والتركيز على التحديات في المحيطين الهادئ والأطلسي، تقدم تركيا نفسها كقوة إقليمية قادرة على حفظ الأمن والاستقرار، خاصة في سوريا، مستندةً إلى سجلها الطويل في التعاون مع الولايات المتحدة وحلفائها في ملفات معقدة مثل أفغانستان والصومال، إضافة إلى قدرتها على بناء تحالفات مرنة مع قوى إقليمية مؤثرة، في مقدمتها دول الخليج. ويقول ديلغين إن "مشروع الناتو العربي لم يحظَ بترحيب في المنطقة بسبب الصورة السلبية للحلف لدى الشعوب العربية، ومع ذلك تبقى الحاجة قائمة إلى قوة عسكرية موحدة لمواجهة التحديات الأمنية في سوريا والعراق والبحر الأحمر وشمال أفريقيا". ويضيف: "تركيا، بالتعاون مع دول الخليج، قادرة على ملء الفراغ الأمني، فهي ثاني أكبر قوة عسكرية في الناتو من حيث عدد الجنود، وتمتلك شراكات استراتيجية مع عدد من الدول الإقليمية، لكن عليها أن تبحث عن لغة ديبلوماسية أكثر هدوءاً مع إسرائيل". ويختم ديلغين بالقول: "الرؤية الاقتصادية للرئيس ترامب تجاه المنطقة تتقاطع مع خطط التنمية الطموحة لدولها، لكنها تحتاج إلى بيئة أمنية مستقرة، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال جهد جماعي ومرونة ديبلوماسية محسوبة".


تيار اورغ
منذ 40 دقائق
- تيار اورغ
"إخلاء طهران".. مسؤول بالبيت الأبيض يفسر منشور ترامب الغامض
قال مسؤول في البيت الأبيض إن منشور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، الذي دعا فيه الإيرانيين إلى "إخلاء طهران فورا"، يعكس "الضرورة الملحة لإيران للمشاركة في مفاوضات"، في ظل استمرار تصعيدها مع إسرائيل. وأضاف المسؤول لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، الإثنين، أن ترامب كان يتلقى تحديثات منتظمة من وزير الخارجية ماركو روبيو ومسؤولين آخرين طوال يوم الإثنين، أثناء تواجده في كندا لحضور قمة مجموعة السبع. وكان ترامب كتب على منصة "تروث سوشال"، الإثنين، إن "على الجميع إخلاء طهران فورا". وأضاف: "كان يجب على إيران التوقيع عندما طلبت منها التوقيع. يا لها من خسارة وإهدار للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي". ولم يقدم ترامب أي تفاصيل حول منشوره. ويعيش نحو 10 ملايين شخص في العاصمة الإيرانية. وقبل المنشور بوقت قصير، أعرب الرئيس الأميركي عن ثقته في أن إيران ستوقع في نهاية المطاف اتفاقا بشأن برنامجها النووي. وقال للصحفيين أثناء لقائه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في قمة السبع: "أعتقد أنه من الغباء من جانب إيران عدم التوقيع". وأضاف ترامب: "إيران موجودة في الواقع على طاولة المفاوضات، تريد التوصل إلى اتفاق، وبمجرد مغادرتي هنا سنفعل شيئا ما". وفي ظل تواصل الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، قال ترامب في وقت سابق من الإثنين إن طهران أشارت إلى استعدادها للتفاوض. لكنه حذر إيران من عواقب إذا تأخر التوصل إلى اتفاق. ويأتي هذه التطورات بينما تصعد إسرائيل هجماتها على إيران، التي تقول إنها تهدف إلى تدمير برنامجها النووي.


لبنان اليوم
منذ ساعة واحدة
- لبنان اليوم
ترامب يدعو لإخلاء طهران: تصعيد أم دعوة للتفاوض؟
قال مسؤول في البيت الأبيض إن منشور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي دعا فيه الإيرانيين إلى 'إخلاء طهران فوراً'، يعكس شعوراً بوجود 'ضرورة ملحة' لانخراط إيران في مفاوضات، في ظل استمرار التصعيد بينها وبين إسرائيل. وأضاف المسؤول في حديثه لشبكة 'سي إن إن' الإخبارية، أن ترامب كان يتلقى تقارير مستمرة من وزير الخارجية ماركو روبيو ومسؤولين آخرين طوال يوم الإثنين، أثناء تواجده في كندا للمشاركة في قمة مجموعة السبع. وكان ترامب قد نشر على منصة 'تروث سوشال' منشوراً كتب فيه: 'على الجميع إخلاء طهران فوراً'، مضيفاً: 'كان على إيران أن توقّع عندما أُتيح لها ذلك. يا لها من خسارة وهدر للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي'. ولم يقدّم ترامب أي تفاصيل إضافية حول طبيعة منشوره أو سياقه.