
صعود النفط وتحسن الدولار وتراجع الذهب
يتجه
النفط
لتسجيل تراجع هذا الأسبوع مع صمود وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وانحسار المخاوف بشأن تعطل الإمدادات في الشرق الأوسط، على الرغم من ارتفاع الأسعار، اليوم الجمعة، مع زيادة الطلب على الوقود في الولايات المتحدة بسبب موسم القيادة الصيفي. وبحلول الساعة 01:11 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 34 سنتًا، أو 0.5%، إلى 68.07 دولارًا للبرميل، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 33 سنتًا، أو 0.51%، إلى 65.57 دولارًا للبرميل.
والخامان القياسيان للانخفاض بنحو 12% خلال الأسبوع. وسجلت العقود الآجلة للنفط أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوع يوم الثلاثاء، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الاتفاق على وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. وعلى الرغم من ذلك، ارتفعت أسعار النفط أمس الخميس، إذ أظهرت بيانات من الحكومة الأميركية انخفاض مخزونات النفط الخام والوقود الأسبوع الماضي، مع زيادة نشاط التكرير والطلب على النفط. وفي السياق، قال كبير المحللين في مجموعة "برايس فيوتشرز"، فيل فيلن، لـ"رويترز": "بدأت السوق في استيعاب حقيقة أن مخزونات النفط الخام أصبحت محدودة للغاية فجأة".
ومما دعم أسعار النفط أيضًا، انخفاض مؤشر
الدولار
إلى أدنى مستوى في 3 سنوات على خلفية تقرير يفيد بأن ترامب يعتزم اختيار رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في وقت مبكر، مما أثار رهانات جديدة على خفض أسعار الفائدة. ويؤدي ضعف الدولار إلى جعل النفط أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى، مما يزيد الطلب ويدعم الأسعار. وقبل فترة وجيزة من تسوية النفط، أمس الخميس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "نتائج الحرب مع إيران تتيح فرصًا للسلام يجب على إسرائيل ألا تُضيعها"، مما هدأ المخاوف حيال المخاطر على الإمدادات.
الذهب يتكبد خسائر أسبوعية مع تأثره بارتفاع الدولار
في المقابل، تراجعت
أسعار الذهب
، اليوم الجمعة، متجهة نحو تكبد ثاني خسارة أسبوعية، مع تأثر الأسعار بارتفاع طفيف في الدولار ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، في حين تترقب الأسواق بيانات التضخم الأميركية بحثًا عن مؤشرات على مسار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. هبط الذهب في المعاملات الفورية بنحو 1% إلى 3296.89 دولارًا للأوقية، وتراجع سعر المعدن الأصفر بنسبة 1.7% هذا الأسبوع. كما هبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.7% إلى 3325.70 دولارًا.
وارتفع الدولار بنسبة 0.2% مقابل عملات رئيسية أخرى، مما يجعل الذهب المقوم بالدولار أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين من حائزي العملات الأخرى. وقال برايان لان، المدير الإداري لدى "غولد سيلفر سنترال" في سنغافورة، إن "الانخفاض هذا الأسبوع يرجع إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران"، مضيفًا أن "الأسعار تتماسك مع ميل طفيف نحو الانخفاض، ومن المرجح أن تبقى حول مستوياتها الراهنة". ومع دخول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ يوم الثلاثاء، سعى الإيرانيون والإسرائيليون إلى استئناف الحياة الطبيعية بعد المواجهة التي استمرت 12 يومًا وكانت الأعنف على الإطلاق بين الخصمين اللدودين.
ويترقب المستثمرون بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة، المقرر صدورها الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش، سعيًا لمزيد من الوضوح بشأن توقعات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. وتوقع محللون استطلعت "رويترز" آراءهم زيادة شهرية بنسبة 0.1% وسنوية بنسبة 2.6%. وتتوقع الأسواق حاليًا خفض أسعار الفائدة بمقدار 63 نقطة أساس هذا العام، بدءًا من سبتمبر/أيلول، بحسب "رويترز".
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 36.63 دولارًا للأوقية، وتراجع البلاتين بنسبة 1.8% إلى 1391.28 دولارًا بعدما سجل أعلى مستوى في نحو 11 عامًا، في حين زاد البلاديوم بنسبة 1.4% مسجلًا أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024 عند 1147.78 دولارًا.
الدولار يحوم قرب أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات ونصف
حام الدولار، اليوم الجمعة، بالقرب من أدنى مستوياته في ثلاثة أعوام ونصف مقابل اليورو والجنيه الإسترليني، إذ راهن المتعاملون على تخفيضات أكبر لأسعار الفائدة الأميركية، في الوقت الذي يترقبون فيه إبرام اتفاقيات تجارية قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس دونالد ترامب الشهر المقبل لفرض رسوم جمركية. وينصب تركيز السوق هذا الأسبوع على السياسة النقدية الأميركية.
وأدى احتمال إعلان ترامب مبكرًا عن اختياره للرئيس القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي من المتوقع أن يكون أكثر ميلًا للتيسير النقدي، إلى زيادة احتمالات خفض أسعار الفائدة. كما تم تفسير إفادة لرئيس البنك المركزي الحالي، جيروم باول، أمام الكونغرس هذا الأسبوع، على أنه أصبح أكثر ميلًا إلى التيسير النقدي، مما زاد من توقعات خفض أسعار الفائدة.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد ذكرت يوم الأربعاء أن ترامب يفكر في اختيار وإعلان بديل لباول بحلول سبتمبر/أيلول أو أكتوبر/تشرين الأول، وهي خطوة يقول المحللون إنها قد تؤدي إلى أن يصبح ذلك المرشح بمثابة "رئيس موازٍ" للبنك المركزي، مما يقوّض نفوذ باول. وقالت كارول كونغ، محللة العملات في بنك الكومنولث الأسترالي: "مثل هذه النتيجة يمكن أن تُحدث بعض التقلبات في الأسواق المالية إذا أدلى المرشح بتعليقات علنية مختلفة بشكل ملحوظ عن الرئيس الحالي". وأضافت: "في الوقت الحالي، ستؤدي توقعات اختيار الرئيس ترامب لرئيس يميل أكثر للتيسير النقدي إلى إبقاء ضغوط خفض الفائدة على اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة وعلى الدولار الأميركي".
واستقر اليورو عند 1.1693 دولار في التعاملات المبكرة، بعد أن وصل إلى 1.1745 دولار في الجلسة السابقة، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2021. وسجل الجنيه الإسترليني في أحدث تعاملات 1.3733 دولار، وهو أقل بقليل من ذروة أكتوبر/تشرين الأول 2021 عند 1.37701 دولار التي لامسها أمس الخميس.
ووصل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات أخرى، بالقرب من أدنى مستوياته منذ مارس/آذار 2022 مسجلًا 97.378، ويتجه للانخفاض بنسبة 2% في يونيو/حزيران، في تراجع للشهر السادس على التوالي. وانخفض المؤشر بأكثر من 10% هذا العام، مع تأجيج رسوم ترامب الجمركية للمخاوف بشأن النمو في الولايات المتحدة، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن بدائل. وهبط الين قليلًا إلى 144.73 مقابل الدولار، في حين سجل الفرنك السويسري في أحدث تعاملات 0.8013 مقابل الدولار، مقتربًا من أقوى مستوياته منذ 10 سنوات.
وسينصب اهتمام المستثمرين أيضًا على التقدم المحرز نحو إبرام الاتفاقيات التجارية قبل الموعد النهائي في التاسع من يوليو/تموز لفرض رسوم جمركية أميركية "مضادة"، إذ تسعى الدول جاهدة للتوصل إلى اتفاقات قبل انتهاء المهلة. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز، أمس الخميس، إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبرم اتفاقًا تجاريًا "سريعًا وبسيطًا" مع الولايات المتحدة بدلًا من اتفاق "بطيء ومعقد". كما قال مسؤول في البيت الأبيض، أمس الخميس، إن واشنطن توصلت إلى اتفاق مع بكين بشأن كيفية تسريع شحنات المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة.
(رويترز، العربي الجديد)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
إيران تعلّق رسمياً التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
قال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الإيراني، هادي طحان نظيف، اليوم الخميس، إنّ المجلس صادق على مشروع قانون تقدّم به البرلمان أمس بشأن تعليق التعاون بين إيران و الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، فيما قالت الوكالة إنها لم تتلقَ أي اتصال رسمي من طهران بشأن ذلك. وأعلن رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، عن دخول القانون حيز التنفيذ بعد موافقة مجلس صيانة الدستور عليه، مؤكداً في منشور له اليوم على منصة إكس أنّ استمرار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي قال "إنها تؤدي دور المنفذ لنظام الكيان الصهيوني غير الشرعي" غير ممكن "قبل التأكد من ضمان أمن منشآتنا النووية". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في تصريح له تعليقاً على إقرار مشروع قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) إنّ "هذا المشروع يجسّد إرادة الشعب الإيراني، ويشكّل رداً صريحاً على الاعتداءات غير القانونية التي تتعرض لها بلادنا". من جانبها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم إنها لم تتلق أي اتصال رسمي من إيران بشأن مشروع القانون الذي حصل على الموافقة النهائية. وأضافت الوكالة في بيان كما أوردته وكالة رويترز: "نحن على علم بتلك التقارير. ولم تتلق الوكالة بعد أي اتصال رسمي من إيران في هذا الشأن". وبعدما أقرّ البرلمان في جلسته العلنية أمس الأربعاء، مشروع القانون، صرّح عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، عليرضا سليمي، في حديث مع وكالة "إيسنا" بأنه "لا يحقّ لمفتشي الوكالة دخول البلاد من أجل التفتيش، ما لم يتم ضمان أمن المنشآت النووية والأنشطة النووية السلمية للجمهورية الإسلامية، وهذا الأمر مشروط أيضا بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي". وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد قال، أول أمس الثلاثاء، في مقابلة خاصة مع "العربي الجديد"، إنّ "الاعتداء الذي استهدف منشآتنا النووية ستكون له قطعاً آثار جسيمة وعميقة في مسار إيران خلال الفترة القادمة، وهذا أمر لا مفر منه". وأضاف عراقجي: "لقد سعينا لسنوات طويلة لنبرهن للعالم أننا ملتزمون بمعاهدة عدم الانتشار النووي (NPT) ونرغب في العمل ضمن إطارها، لكن للأسف هذه المعاهدة لم تستطع أن توفر الحماية لنا أو لبرنامجنا النووي. هذه نقطة يجب أخذها بعين الاعتبار". أخبار التحديثات الحية "الطاقة الذرية": عودة المفتشين إلى منشآت إيران النووية أولوية قصوى وأكد وزير خارجية إيران أنّ "التقارير التي أعدتها الوكالة ساهمت بصورة كبيرة في الوصول إلى الوضع الراهن، ونحن غير راضين عن أسلوب تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونعتقد أن هناك دوافع سياسية تقف وراءها. هذه أيضا نقطة مؤثرة". وفيما شدد على أن "مسألة كيفية حماية منشآتنا النووية في المستقبل يجب أن توضع في الاعتبار"، تساءل: "لماذا لم يسفر عشرون عاماً من الشفافية وبناء الثقة عن نتائج إيجابية؟". وتابع: "نظرتنا للبرنامج النووي ولنظام عدم الانتشار ستشهد تغييرات، لكن لا يمكنني الآن الحكم على اتجاه تلك التغييرات". كما هاجم نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية والقانونية كاظم غريب أبادي في مقابلة خاصة مع "العربي الجديد" مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي ، قائلاً إنه "يعمل لمصلحة إسرائيل وأميركا والوكالة أصبحت أداة بيد الغرب"، مضيفاً: "لم يبق أي مبرر لاستمرار التعاون مع الوكالة الدولية بينما تجنب غروسي حتى إدانة استهداف منشآت إيران النووية". ولفت إلى أن تقرير غروسي الأخير "قد مهد لتصوير البرنامج النووي الإيراني على أنه تهديد وبذلك مهد للعدوان واليوم هو شريك فيه ويتحمل المسؤولية". روسيا وألمانيا وفرنسا تعارض قرار إيران من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس، أنّ موسكو تعارض تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي في موسكو، حسب ما أوردته وكالة فرانس برس: "نحن مهتمون بمواصلة التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ليكون من الممكن للجميع احترام تصريحات إيران المتكررة بأنها لا ولن تملك خططاً لتطوير سلاح نووي . بدوره، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول، خلال مؤتمر صحافي في برلين مع نظيرته الكندية أنيتا أناند، إنّ "قرار البرلمان الإيراني بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يرسل إشارة سيئة للغاية. أدعو الحكومة الإيرانية إلى عدم السير في هذا الطريق". وبعد يومين من التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بمبادرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعرب فادفول عن ترحيبه بـ"إشارات الأمل" لعقد محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامجها النووي، مؤكداً أن الأوروبيين يجب أن يبقوا على طاولة المفاوضات. وأضاف: "نحن نوجه كل جهودنا الدبلوماسية نحو التوصل إلى اتفاق ملزم في أقرب وقت ممكن". كذلك حضت فرنسا إيران الخميس على استئناف "مسار الحوار" والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "من دون تأخير". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "نتوقع من إيران استئناف مسار الحوار من دون تأخير للتوصل إلى حل دبلوماسي متين، يمكن التحقق منه، ودائم، يُعالج المخاوف المشروعة للمجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني"، وفق "فرانس برس". تقارير دولية التحديثات الحية خامنئي: إسرائيل سُحقت تقريباً وأميركا لم تحقق أي إنجاز ومساء أمس الأربعاء، أكد غروسي لقناة "فرانس 2" أنّ "تعاون إيران معنا ليس خدمة، إنه واجب قانوني، خصوصاً أن إيران تبقى بلداً وقع معاهدة حظر الانتشار النووي"، معرباً عن إيمانه بالحلول الدبلوماسية، في ما يخص الصراع بين إسرائيل وإيران. وشدد على أن الهجوم على المنشآت النووية "ممنوع" وفق القانون الدولي. وفي سياق متصل، ذكرت وكالة الأناضول أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استقبل غروسي في قصر الإليزيه. وأوضح ماكرون في منشور على "إكس"، حول اللقاء، أنّ بلاده تقف إلى جانب الوكالة التي تتولى مهام مهمة من أجل الأمن النووي. وقال: "يجب على الوكالة بشكل عاجل أن تتمكن من استئناف مهمتها في إيران". بدوره، شدد غروسي على ضرورة أن تنخرط كل الأطراف بشكل بناء وحاسم طالما أن هناك مجالاً للدبلوماسية والحوار بشأن إيران.


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
ترشيح ترامب لنوبل السلام: جدل في باكستان ومخاوف من تبعات
في خطوة أثارت استغراب واستياء الكثيرين في باكستان، رشحت الحكومة الباكستانية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام لعام 2026 بدعوى أن الرئيس الأميركي تمكن من احتواء الصراع والحرب القائمة بين باكستان والهند في مايو/أيار الماضي، معتبرة ذلك دبلوماسية عملية من أجل السلام في المنطقة. على النقيض من ذلك، اعتبرت شريحة كبيرة في باكستان تصرف ترامب مع الملف الهندي- الباكستاني أنه كان من منطلق المصالح الأميركية ولم يكن من أجل باكستان ولا المنطقة. ورأى هؤلاء أن ما فعله ترامب كان مناورة سياسية تهدف إلى استعادة التوازن بين علاقات باكستان التقليدية مع الصين وبين التقارب مع أميركا. ورأى بعض المراقبين أن خطوة ترشيح ترامب لنوبل السلام قد تكون جيدة وفق الحسابات الباكستانية، كما أنها قد تكون نافعة لمستقبل العلاقات الباكستانية - الأميركية، لكنها لم تأت في وقت مناسب، وأنها قد تدمر العلاقات الباكستانية بالدول الإسلامية، كما أنها ستضر بسمعة إسلام أباد في أوساط الشعوب الإسلامية، خصوصاً أن خطوة ترشيح ترامب لنوبل السلام أتت في وقت كانت فيه الحرب مستعرة بين إسرائيل وإيران، وكانت سياسات ترامب حيال تلك القضية واضحة بدعم إسرائيل بشكل كامل، علاوة على ضرب النووي الإيراني من قبل سلاح الجو الأميركي. امتعاض من ترشيح ترامب لنوبل السلام كما جاء ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام من قبل باكستان في وقت فشلت فيه كل الجهود الرامية لوقف الإبادة الجماعية في غزة، وواشنطن تساعد تل أبيب التي تنفذ تلك الإبادة وتقتل أهل غزة. وفي هذه الظروف المأساوية، جاء إعلان إسلام أباد ترشيح ترامب لنوبل السلام، ما أثار امتعاضاً في الشارع الباكستاني بأطيافه المختلفة، وصرح البعض بأن التقدم الدبلوماسي الذي أحرزته باكستان بسبب تأييدها غزة، وبسبب تفوقها العسكري على الهند في الحرب الأخيرة، قد ضاع بسبب هذا الإعلان. المولوي فضل الرحمن: القول إن ترامب يعمل للسلام كاذب وقال الإعلامي الباكستاني أمين الحق قريشي، لـ"العربي الجديد"، إنه "كان لترامب دور كبير في تهدئة الأوضاع والصراع بين الهند وباكستان، وفعلاً لو حدثت الحرب بين الدولتين النوويتين لكانت دمرت المنطقة بأسرها، والرئيس الأميركي تمكن من تهدئة الأوضاع وإقناع إسلام أباد ونيودلهي بوقف إطلاق النار. ولكن علينا أن نفكر ملياً في وضع العالم الإسلامي كله، ولا نقرر فقط وفق حسابات ومصالح بلادنا، فنحن جزء من هذا العالم وجزء من العالم الإسلامي". وأضاف: "ترامب الذي تمكن من تهدئة الأوضاع بين الهند وباكستان هو نفسه يدعم إسرائيل في إبادة غزة وأهلها، وهو نفسه كان يدعم إسرائيل ضد إيران ولبنان وسورية، من هنا، كان يحق لباكستان أن تتجنب مثل هذه الخطوة وهي غير ضرورية أصلاً". وأشار قريشي إلى أن "لباكستان مكانة مرموقة في العالم الإسلامي، وقضية غزة وفلسطين على رأس الأولويات لكل العالم الإسلامي، من هنا كان يجب على باكستان أن تأخذ بعين الاعتبار هذه القضية"، مضيفاً أن "باكستان لها مصالح مع أميركا وهي بحاجة إلى تقوية تلك العلاقات، لكن ترشيح ترامب لنوبل السلام قضية تؤثر على الرأي العام أكثر من تأثيراتها على العلاقات الرسمية بين الدول، وكل العالم مشغول بهذه القضية، وكان على باكستان أن تكون أكثر عقلانية وتتجنب اتخاذ قرارات عاطفية". أخبار التحديثات الحية باكستان قلقة حيال مقترح ترامب بشأن غزة: "غير عادل" ودان الكثير من الساسة المعارضين الحكومةَ وحتى بعض مؤيديها، قرار ترشيح ترامب لنوبل السلام وطلبوا إعادة النظر به، والأخذ بعين الاعتبار ما حل بغزة وفلسطين. وقال زعيم جمعية علماء الإسلام، كبرى الأحزاب الدينية في البلاد، المولوي فضل الرحمن، في بيان، إن "القول إن ترامب يعمل للسلام كاذب ومن يقوله يخدع نفسه. واشنطن سعت لتهدئة الأوضاع بين باكستان والهند وذلك بعد أن دمرت باكستان القوة الجوية للهند، ولكن لماذا لم تعمل لإنهاء الحرب على غزة وفي فلسطين بشكل عام، بل هي تدعم إسرائيل، وهذا الأمر ليس في فلسطين وحده، بل أيضاً في لبنان وسورية وأخيراً ضد إيران. من هنا ترامب ليس داعية للسلام، بل هو من يولع الحرب ". كما دعا الحكومة إلى إعادة النظر في قرارها ترشيح ترامب لنوبل السلام موضحاً أن "ترامب دعا قائد الجيش الباكستاني المشير عاصم منير إلى الغداء معه، ونحن من شدة الفرح، ظننا أن ترامب داعية سلام، ولكن هذا ليس إلا خداعاً للنفس وللغير". من جهته، قال القيادي في حزب حركة الإنصاف علي محمد خان، في حديث لوسائل إعلام، إنه "بعد كل ما حصل من دمار وإبادة جماعية في غزة، يظهر لنا ما الهدف الحقيقي لترامب، وبعد كل هذه الإبادة التي تقوم بها إسرائيل المدعومة من أميركا والرئيس الأميركي له دور فعال في هذا، نأتي لنرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام. هذا أمر مقلق للغاية". وليس المعارضون فحسب بل حتى أعضاء في الحكومة وقياديون في الحزب الحاكم أيضاً انتقدوا الخطوة بشدة. وقالت النائبة في البرلمان من حزب "حركة إنصاف" الحاكم نوشين افتخار، لـ"العربي الجديد": "لا شك أن ترامب قام بدور في تهدئة الأوضاع بين باكستان والهند وهو أمر مهم، لكن علينا أن ننظر إلى بلادنا ضمن العالم الإسلامي كله، فإذا كان لترامب دور في تهدئة الأوضاع بين الهند وباكستان، فلماذا لا يلعب دوره في وقف الإبادة الإسرائيلية على غزة؟ ولماذا دعمت، ولا تزال، إسرائيل ضد الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والإيرانيين؟ إذاً، ما يفعله الرجل ليس للسلام بل للمصالح، لذا فإن ترشيح ترامب لنوبل السلام أمر غير صحيح، وتجب إعادة النظر فيه". دفاع عن قرار باكستان لكن القيادي في الحزب الحاكم النائب عقيل أنجم، المقرب من رئيس الوزراء شهباز شريف، قال لـ"العربي الجديد": "علينا أن ننظر إلى القضية بحسابات بلادنا وليس بحسابات العالم. ترامب ساعدنا في تهدئة الأوضاع مع الهند، وقد توقف حمام الدم، وإلا لكانت الحرب بين الدولتين النوويتين أغرقت المنطقة كلها في الويلات، من هنا رشحته الحكومة الباكستانية لجائزة نوبل للسلام، ولم نرشحه لأنه قام بالشيء نفسه لدول أخرى. إن ملف الهند وباكستان ملف مستقل عن الملفات الأخرى". عقيل أنجم: علينا أن ننظر إلى القضية بحسابات بلادنا وليس بحسابات العالم وثمة من يرى أن اللقاء الذي جمع ترامب بقائد الجيش المشير عاصم منير، في 19 يونيو/حزيران الجاري، في واشنطن، كان السبب وراء ترشيح ترامب لنوبل السلام وأن قرار الترشيح كان من قائد الجيش وحده، من دون الأخذ بعين الاعتبار رأي الساسة وحتى الحكومة. وليس السياسيون وحدهم، بل الإعلاميون والنشطاء وصفوا اللقاء بين ترامب ومنير والغداء في البيت الأبيض بأنه "وجبة غالية"، وأن باكستان ستدفع الكثير مقابل تلك الوجبة. ثمة من يخاف أن يقوم منير بالدور نفسه الذي قام به الرئيس العسكري السابق برويز مشرف إبان الحرب على الإرهاب في أفغانستان عام 2001. وفي هذا السياق، قال المحلل الأمني الباكستاني شفاعت علي خان، لـ"العربي الجديد"، إن "عاصم منير رجل جريء، لكنه في الوقت نفسه ديكتاتور رقم واحد، وهو الآن أقرب الشخصيات إلى الولايات المتحدة في باكستان. من هنا ثمة خشية في باكستان من أن يُستخدم الرجل أميركياً ضد الجيران، مثل أفغانستان وإيران، في المستقبل، وأنه قد يضر بالعلاقات الصينية - الباكستانية"، موضحاً أن "الدعم الأميركي، سواء كان مادياً أو غير مادي، لن يكون من دون تكلفة". أخبار التحديثات الحية فيتو أميركي يُفشل مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة بمجلس الأمن


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
أميركا تبحث مع باكستان دعم "سلام دائم بين إسرائيل وإيران"
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية ماركو روبيو الصورة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ماركو روبيو سياسي أميركي من أصل كوبي ينتمي للحزب الجمهوري الأميركي، عضو بمجلس الشيوخ الأميركي بين 2011 و2025، كان أصغر مرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 لكنه خسر في الانتخابات التمهيدية للحزب في فلوريدا أمام دونالد ترامب، عاد وانضم إلى ترامب في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وبعد فوزه رشحه لمنصب وزير الخارجية، وتولاه في 21 يناير 2025 ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أجريا اتصالاً هاتفياً، أمس الخميس، بحثا فيه سبل دعم "سلام دائم بين إسرائيل وإيران". وأفادت الوزارة في بيان بأن "الزعيمين أقرا بأهمية العمل معاً لدعم سلام دائم بين إسرائيل وإيران". وأضافت الوزارة أن "روبيو أكد أنه لا يمكن لإيران أن تطور أو تمتلك سلاحاً نووياً أبداً". وأدانت باكستان القصف الإسرائيلي والأميركي على إيران، على الرغم من أنها قالت في وقت سابق من هذا الشهر إنها سترشح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 ل نيل جائزة نوبل للسلام لدوره في إنهاء صراع بينها وبين الهند، استمر أربعة أيام، الشهر الماضي. ويتولى قسم من السفارة الباكستانية في واشنطن رعاية المصالح الإيرانية في الولايات المتحدة، إذ لا ترتبط طهران بعلاقات دبلوماسية مع واشنطن. وفي السياق، أعرب المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف عن أمله في التوصل إلى اتفاق سلام شامل بين إيران وإسرائيل، متحدثاً عن تلقيه إشارات قوية تفيد بإمكانية التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، معرباً عن اعتقاده شخصياً بأن إيران مستعدة لذلك. وحذر ويتكوف مجدداً، في تصريح لقناة "سي إن بي سي" الأميركية مساء الأربعاء، من أن استئناف إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم "خط أحمر" بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية. وأضاف: "بعد التخصيب النووي، يُعدّ التسلح خطًا أحمر بالنسبة لنا. لن نسمح أبداً بالتسلح. فهذا من شأنه زعزعة استقرار المنطقة بأكملها". أخبار التحديثات الحية ويتكوف: نتوقع اتفاق سلام شامل مع إيران والمزيد من اتفاقيات التطبيع وأعلن ترامب، فجر الثلاثاء الماضي، انتهاء الحرب بين إسرائيل وإيران التي أطلق عليها اسم "حرب الـ12 يوماً"، مشيراً إلى أنه كان من الممكن أن تستمر سنوات، وأن تدمر منطقة الشرق الأوسط بالكامل، لكنها انتهت بفضل ما وصفه بـ"الصبر والشجاعة والذكاء" من الجانبين، الإسرائيلي والإيراني. وكشفت وكالة رويترز عن دور قطري بارز في الوساطة. وذكرت الوكالة أن الرئيس الأميركي ترامب ونائبه جي دي فانس أجريا اتصالاً مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد الضربات الإيرانية على قاعدة العديد الأميركية في قطر، حيث طلب ترامب من أمير قطر التدخل لإقناع طهران بالموافقة على وقف إطلاق النار بعد موافقة إسرائيل عليه. كذلك، أكد مصدر مطلع لـ"رويترز" أنّ رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لعب دوراً محورياً في التوصل إلى الموقف الإيراني الراهن، بعد اتصالات أجراها مع المسؤولين في طهران عقب مكالمته مع ترامب. (رويترز، العربي الجديد)