
الإرهاق الخفي في الإمارات: تعب مزمن رغم ساعات النوم الكافية
يقول ألطاف عبد الله، مقيم في الإمارات في منتصف الثلاثينيات:
"أحب الطهي، لكن بعد العمل أشعر بإجهاد شديد يجعلني غير قادر على القيام بأي شيء. حتى في الصباح أستيقظ أحيانًا أشعر وكأنني لم أنم مطلقًا. الإرهاق يؤثر على نشاطي خلال العمل أيضًا".
تزايد الشكاوى والفئات المتضررة
يؤكد الأطباء في الإمارات أن ألطاف ليس حالة فريدة، بل كثيرون يشكون من إرهاق متواصل، وانخفاض الطاقة، وصعوبة التركيز أو سرعة الغضب أثناء النهار، رغم حصولهم على سبع ساعات نوم أو أكثر.
ومع زيادة الوعي العام بالصحة النوم، بدأ المزيد من الناس في طلب الاستشارة الطبية حول مشكلاتهم، بما في ذلك البالغون المدركون لتغيرات الطاقة والتركيز، وآباء قلقون بشأن اضطرابات نوم أطفالهم.
تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.
أسباب وحلول متعددة
يقول الدكتور راجيت بيلاي، اختصاصي الأعصاب في "أستر كلينك":
"دائمًا ما نرى مرضى يعانون من التعب المزمن وضعف الطاقة والمزاج. وغالبًا يقولون إنهم يشعرون بالإرهاق بغض النظر عن عدد ساعات النوم، ويواجهون مشكلات في التركيز أو المزاج أثناء النهار".
أما الدكتور أمير فيروزا، طبيب عام وخبير في الطب الصيني في عيادة Wellth، فيقول إن الإرهاق المزمن شائع حتى عند عدم وجود أي نتائج غير طبيعية في التحاليل المخبرية:
"بعد ثلاث إلى خمس جلسات من العلاج بالإبر الصينية، غالبًا ما يبلغ المرضى عن تحسن في النوم وزيادة الحيوية في الصباح وتقليل الاعتماد على المنبهات كالقهوة".
وفي الطب الصيني التقليدي، يُعتبر الإرهاق والاستيقاظ مرهقًا دليلاً على اضطراب في طاقة "تشي" الحيوية للجسم، ويُعد الوخز بالإبر علاجًا مؤثرًا يُنصح به مرتين أسبوعيًا لمدة شهر على الأقل، نظرًا لتعدد مسببات الإرهاق لدى الشباب (25 – 40 عامًا) بسبب ضغوط المهنة والعواطف وعادات التغذية غير المنتظمة وكثرة استخدام الشاشات. أما من هم في منتصف العمر، فقد يعود السبب لتراجع طبيعي في طاقة الكلى مع التقدم بالعمر أو ازدحام الجدول الأسري والمهني.
أسباب طبية ونمط الحياة
توضح الدكتورة نيفين شريف، اختصاصية الطب الباطني في مستشفى "أستر"، أن هناك عدة أسباب طبية ونمط حياة تجعل الشخص يشعر بالإرهاق:
انقطاع النفس أثناء النوم، حيث تتكرر توقفات التنفس أثناء النوم، ما يقلل من الأكسجين ويؤثر على عمق الراحة.
متلازمة تململ الساقين، حيث يشعر الشخص بحاجة ملحة لتحريك قدميه ليلاً.
استخدام الشاشات، أو الضجيج، أو المشاكل النفسية مثل القلق والاكتئاب، كلها تفسد جودة النوم.
وجود أمراض مثل الأنيميا، اضطرابات الغدة الدرقية، السكري، أمراض الكلى، أو عدوى مزمنة قد تسبب تعب مستمر.
وتحذّر من أن العادات الحديثة مثل استخدام الهاتف حتى وقت متأخر، إهمال ممارسة الرياضة، أو الإفراط في الكافيين، جميعها تضر بجودة النوم.
أهمية التشخيص والدعم الأسري
يشدد الدكتور راجيت على أن الكثير من الناس قد يكون لديهم اضطراب نوم غير مشخص، وغالبًا ما يلاحظ ذلك شريك الحياة أو أحد أفراد الأسرة بسبب الشخير العالي، أو الانقطاعات التنفسية، أو الاستيقاظ المتكرر ليلاً، ما قد يدل على انقطاع النفس أو تململ الساقين.
ويضيف: "في الإمارات، كثيراً ما يرتبط التعب المزمن بنقص فيتامين د، الجفاف، ومستوى الضغط النفسي المرتفع، وجميعها تؤثر على قدرة الدماغ على التعافي أثناء النوم".
من الأكثر عرضة للتعب؟
ترى الدكتورة نيفين أن اضطرابات النوم قد تصيب جميع الفئات بضروب مختلفة؛
المراهقون والشباب يميلون للسهر والاستيقاظ المتأخر، مما يخل بالنظام اليومي البيولوجي.
البالغون في منتصف العمر يعانون غالبًا من ضغوط العمل ومهام الأسرة أو اضطرابات نوم غير مشخصة.
كثير من النساء أثناء سن ما قبل انقطاع الطمث يواجهن الأرق نتيجة التغيرات الهرمونية.
كبار السن يختبرون نوماً أخف وأكثر تقطعاً، وغالباً ما يأخذون قيلولات نهارية تؤثر سلبًا على نوم الليل.
ويؤكد الدكتور راجيت أن الشباب في العشرينات والثلاثينات يتأثرون بشكل خاص بعدم انتظام النوم وتأثير الشاشات والضغوط، بينما يواجه من هم في منتصف العمر مشكلات جسدية وسلوكية، أما متقدمو السن فيعانون من تغيرات طبيعية في بنية النوم تزداد مع وجود أمراض أو أدوية.
العلاج ونصائح الأطباء
الخبر الجيد أن معظم هذه المشكلات قابلة للتحسن مع تعديل نمط الحياة والمساندة الطبية.
ينصح الدكتور أمير بنظام غذائي دافئ ومغذٍ كالشوربات والنشاء والخضار المطبوخة، مع تجنب الأطعمة النيئة أو الباردة خاصة في الصباح والمساء.
وتدعو الدكتورة نيفين للبدء بتقييم لنوعية النوم، وتطبيق عادات نوم صحية، مثل تجنب الكافيين بعد الثانية ظهرا، والالتزام بمواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ، وعدم البقاء مستيقظا في السرير دون نوم (ينصح بالقيام بمهمة هادئة والعودة للفراش عند الشعور بالنعاس).
كما تشدد على أهمية عدم تجاهل الإرهاق المزمن وطلب المساعدة النفسية إذا كان للعوامل العاطفية دور.
وأخيراً: يُنصح بممارسة التمارين الخفيفة بانتظام، والتأمل الذهني، وتقليل ساعات الشاشات لتحسين مستويات الطاقة والصحة النفسية والعامة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 18 دقائق
- البيان
1.8 مليون درهم دعم من «أوقاف دبي» لـ«مؤسسة الجليلة»
من جانبه، أعرب الدكتور عامر الزرعوني المدير التنفيذي لمؤسسة الجليلة، عن فخره بالشراكة المستمرة مع مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصّر في دبي، من خلال دعمها لعلاج وزراعة الكلى لمرضى الفشل الكلوي من الحالات الإنسانية، وسداد تكاليف العلاج للفئات المستحقة، عبر برنامج «عاون» و«صندوق الطفل»، بما يؤكد تضافر الجهود بين المؤسسات الوطنية الرامية إلى تعزيز منظومة الرعاية الصحية.


سكاي نيوز عربية
منذ 24 دقائق
- سكاي نيوز عربية
على عكس الشائع.. هذا هو العدد المثالي للخطوات اليومية
وقد وجدت دراسة، أن المشي 7000 خطوة يوميا يقلل بشكل كبير من خطر الوفاة والأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسرطان. وجاءت هذه النتائج من أكبر مراجعة علمية لعلاقة عدد الخطوات بالصحة، حيث جمع الباحثون بيانات من 57 دراسة مختلفة شملت أكثر من 160 ألف شخص تتبعوهم على مدار عقدين من الزمن، ودمجوا النتائج للكشف عن أنماط ربما لا تظهر في الدراسات الفردية. وأوضحت الدراسة أن الرقم 10 آلاف خطوة ظهر في الستينيات نتيجة حملة تسويقية لشركة يابانية لصناعة عدادات الخطى، ولم يكن مبنيا على أدلة علمية قوية كما هو شائع. واعتبر الباحثون أن أكبر المكاسب الصحية تحدث عند 7000 خطوة يوميا، حيث يمنح المشي بهذا العدد من الخطوات حماية صحية ملحوظة تصل إلى 47 بالمئة أقل خطر وفاة مقارنة بالمشي 2000 خطوة فقط. كما أظهرت الدراسة أن الفوائد تبدأ حتى مع 2500 خطوة يوميا، وهو رقم معقول للجميع، خاصة كبار السن والمرضى. ويسهل تحقيق هذه الخطوات عبر الأنشطة اليومية العادية، وليس بالضرورة من خلال ممارسة المشي كتمرين منفصل. وتؤكد الدراسة أن الأهم هو زيادة الحركة اليومية مقارنة بالوضع الحالي، وليس الالتزام بهدف تعسفي. وينصح الباحثون بأن يكون هدف المشي واقعيا ومناسبا لكل شخص، مشيرين إلى أن 7000 خطوة يوميا هدف صحي وعملي، خصوصا للفئات الأكبر سنا أو غير النشطين.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
«دبي الخيرية» توزع المرطبات والوجبات على العمال
وتجسد اهتمامنا بحياة الإنسان وصحته وحمايته من العوامل الطبيعية وتداعياتها، وصون كرامته الإنسانية. وتمثل رسالة شكر وتقدير، تُبعث من قلب المجتمع، لكل يد تُسهم في بناء صرح دبي الشامخ».