logo

لماذا يمثل التباطؤ العالمي فرصة للسعودية"

الاقتصاديةمنذ 2 أيام

يشهد القطاع الصناعي العالمي إعادة هيكلة شاملة. فقد تأثرت الصناعات المختلفة بمجموعة من الصدمات القوية في السنوات الأخيرة، بداية من أزمة كورونا مرورًا إلى التوترات الجيوسياسية وتعطل سلاسل التوريد، وصولًا إلى ارتفاع أسعار الطاقة وضغوط سياسات المناخ. وقد كشفت هذه الصدمات عن نقاط ضعف هيكلية بالنسبة للقوى الصناعية الرئيسية وألقت بمزيد من الشك وعدم اليقين على نماذج الإنتاج الصناعي التقليدية القائمة منذ عقود.
ولكن بالنسبة إلى السعودية، فإن هذه الاضطرابات العالمية تمثل فرصة واضحة لتنمية قطاعها الصناعي. ليس فقط بهدف سد الثغرات التي خلفتها الاقتصادات المتعثرة مع انكماش القطاع الصناعي، ولكن لتوفير نموذج جديد يستهدف بناء إستراتيجية صناعية تناسب تطورات القرن الحادي والعشرين، وتنعكس بالإيجاب على أسواق العمل وتنويع الصادرات وتعزيز مستويات الدخول.
فتاريخيًا استمدت السعودية قوتها الاقتصادية من قطاع الطاقة وبالأخص النفط، باعتباره المصدر الأساسي للإيرادات والمسهم الأكبر في الصادرات.
ومع إطلاق رؤية 2030 الهادفة إلى تحقيق التنويع الاقتصادي، التي تستهدف بالأساس إنشاء قاعدة صناعية ذات قيمة مضافة مرتفعة وتسهم في توفير مزيد من فرص العمل، وتدعم التجارة، وتحول الإمكانات الطبيعية إلى مرونة اقتصادية طويلة الأمد. وليس الاعتماد فقط على قطاعات مثل الخدمات أو السياحة أو الخدمات المالية.
ويعيش العالم مرحلة تتسم بإعادة رسم خريطة التصنيع. حيث تدفع التكاليف المرتفعة وتصاعد التقلبات التجارية وزيادة الحمائية بين أهم الاقتصادات، الشركات إلى إعادة النظر في سلاسل التوريد العالمية. وتواجه الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة ضغوطًا للتخلص من الكربون، وتشهد في الوقت نفسه عوائق تجعلها تفتقر إلى البنية التحتية والدعم المالي والسياسي اللازمين لتحقيق ذلك الهدف بتكلفة مناسبة. وهنا تكمن الميزة التنافسية لاقتصاد السعودية.
وبفضل توافر مميزات مثل إمكانية الوصول إلى الطاقة النظيفة بأسعار تنافسية، والقوى العاملة الشابة والمتنامية، والبنية التحتية المتطورة، والسوق الاستهلاكية الكبيرة. فيمكن للسعودية أن تعزز مكانتها كوجهة رائدة للتصنيع المتطور والمتوافق مع متطلبات الأهداف المناخية وتحول الطاقة.
لا تقتصر استفادة السعودية فقط من التباطؤ العالمي على عمليات التجميع الصناعي منخفضة القيمة فقط. ولكن يمتد إلى قطاعات مهمة مثل الكيماويات الخضراء، ومكونات السيارات الكهربائية، والمعادن النادرة، والمعدات الصناعية. وتسهم تلك المجالات في تعزيز القيمة المضافة الحقيقية للموارد الطبيعية التي تملكها السعودية.
ولتحقيق أفضل استفادة من هذه الفرصة فإن المملكة تحتاج إلى تطوير مستمر وانفتاح في بيئة الأعمال الخاصة بها. إضافة إلى بناء إستراتيجية صناعية وطنية واضحة وهادفة، تقوم على جذب الشركاء المناسبين لقيادة ثورة التصنيع، وتعطي الأولوية لنقل التكنولوجيا ودعم مهارات الكوادر المحلية، لتكون متوافقة مع اتجاهات الطلب العالمي خاصة في الأسواق الناشئة.
تملك السعودية فرصة لبناء نموذج صناعي ملائم لخطط التنمية والتنويع الاقتصادي لرؤية 2030. قطاع صناعي يتمتع بالكفاءة في استهلاك الطاقة، وفعال، ومتكامل مع الأسواق العالمية. بدلًا من التركيز على تكرار نماذج التصنيع منخفضة التكلفة السابقة.
ختامًا تمر الصناعة بمرحلة صعبة لم تشهدها منذ عقود وذلك في ظل ضغوط اقتصادية وسياسات عالمية تحد من نموها وتأثر في إنتاجياتها. وفي المستقبل القريب يبدو أن الوضع سيزداد صعوبة مع الضغوط الناشئة عن التحول المناخي، واتساع حدة التنافس العالمي وما يتبعها من إغلاق للأسواق، والقيود على حركة التجارة. لكن بالنسبة إلى السعودية، ربما تكون اللحظة المناسبة للتحول من قوة عظمى في مجال الطاقة إلى مبتكر مهم في شتى القطاعات الصناعية المهمة ومسهم رئيسي في حركة سلاسل الإمداد والتوريد العالمية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف تستنزف مشكلات الصحة النفسية اقتصادات العالم؟
كيف تستنزف مشكلات الصحة النفسية اقتصادات العالم؟

الشرق للأعمال

timeمنذ 38 دقائق

  • الشرق للأعمال

كيف تستنزف مشكلات الصحة النفسية اقتصادات العالم؟

في عالمنا الحديث، باتت الصحة النفسية حجر الزاوية في بيئة العمل، إذ تتنامى الضغوط النفسية والتحديات الاجتماعية والمهنية بوتيرة غير مسبوقة. ومع تصاعد أهمية الأداء والإنتاجية، أصبح من الواضح أن تجاهل الصحة النفسية لا يضر بالأفراد فحسب، بل يمتد تأثيره إلى الاقتصادات حول العالم. يتناول هذا المحتوى التفسيري أبرز المشكلات النفسية المرتبطة ببيئة العمل، ويكشف عن التكلفة الاقتصادية الخفية المترتبة عليها، إضافةً إلى استعراض أهم المبادرات العالمية والعربية لدعم الصحة النفسية. ما المشكلات النفسية الأكثر شيوعاً المرتبطة ببيئة العمل؟ تُعدّ مشكلات التوتر الوظيفي (work stress) والاحتراق النفسي (burnout) والاكتئاب من أبرز الاضطرابات النفسية المرتبطة ببيئة العمل. ويواجه الموظفون ضغطاً متزايداً بفعل عدم الأمان الوظيفي، وضبابية الأدوار، وساعات العمل الطويلة، ما يؤدي إلى إرهاق مزمن وفقدان الحافز، إلى جانب اضطرابات النوم الناتجة عن التفكير الدائم في متطلبات العمل. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يُعدّ الاحتراق النفسي من أبرز المشكلات المهنية الناتجة عن توتر مزمن لم يُدر بفعالية، فيما يظهر تقرير صدر عن "ماكينزي هيلث إنستيتيوت" (McKinsey Health Institute) في 2023 أن 59% من الموظفين عالمياً يعانون من إرهاق نفسي يؤثر في إنتاجيتهم وسلوكهم المهني. اقرأ أيضاً: هناك من يستخدم "تشات جي بي تي" بدلاً من زيارة أخصائي نفسي تشمل مشكلات الصحة النفسية المرتبطة بالعمل أيضاً اضطرابات القلق الاجتماعي التي تنطوي على معاناة بعض الموظفين من صعوبة في التفاعل الاجتماعي داخل فرق العمل، خاصة في بيئات تفتقر إلى الدعم أو تشجع على الإقصاء، مما يزيد من التوتر والانعزال. واضطراب ما بعد الصدمة المهنية نتيجة حوادث مهنية جسيمة أو مواقف ضاغطة متكررة، خصوصاً في قطاعات مثل الرعاية الصحية والإعلام، والقلق الرقمي إذ يؤدي الإفراط في الاجتماعات الافتراضية والعمل عبر الشاشات إلى إرهاق رقمي مزمن (Digital Fatigue)، حيث تتلاشى الحدود بين الحياة الشخصية والمهنية، ما يؤثر سلباً على التركيز والرفاه النفسي. ماذا عن العالم العربي؟ في السياق العربي، تتخذ مشكلات الصحة النفسية في بيئة العمل بُعداً مختلفاً، تغذّيه عوامل ثقافية واجتماعية ومؤسسية متشابكة. ولا تزال الوصمة المرتبطة بالمشكلات النفسية قائمة في معظم الدول العربية، ما يجعل من طلب المساعدة أمراً نادراً، ويؤدي إلى تفاقم الأعراض بصمت. كما تساهم الهياكل الإدارية الهرمية في المؤسسات في كبت الموظفين، إذ تغيب ثقافة الحوار الآمن أو الإقرار بالمشكلات النفسية داخل بيئة العمل. إضافة إلى ذلك، يفتقر كثير من الموظفين إلى شبكات حماية فعالة، مما يجعل التوتر الناتج عن انعدام الأمان الوظيفي أكثر حدة. وتزيد هذه العوامل تعقيداً لدى النساء، في ظل أعباء مضاعفة وتحيّزات كامنة في بعض أماكن العمل. ما تكلفة مشكلات الصحة النفسية على الاقتصاد؟ تُشكل مشكلات الصحة النفسية في بيئة العمل عبئاً اقتصادياً عالمياً خفياً لكنه بالغ التأثير. وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية، تتسبب اضطرابات مثل الاكتئاب والقلق في فقدان نحو 12 مليار يوم عمل سنوياً، مما يؤدي إلى خسائر في الإنتاجية تُقدّر بحوالي تريليون دولار أميركي سنوياً. تتجلى هذه الخسائر في عدة جوانب، منها التغيب عن العمل، وانخفاض الكفاءة أثناء الحضور، وزيادة معدلات التسرب الوظيفي. كما أن غياب الدعم المؤسسي للموظفين الذين يعانون من مشكلات نفسية يُفاقم هذه التحديات. وعلى الصعيد العربي، ورغم محدودية البيانات المفصلة حول أثر الصحة النفسية في بيئات العمل، تشير تقديرات شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" (PwC) إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تخسر سنوياً نحو 3.5 مليار دولار بسبب تراجع الإنتاجية الناجم عن مشكلات نفسية غير معالجة، بما في ذلك فقدان 37.5 مليون يوم عمل سنوياً. وتُفاقم هذه التحديات عوامل هيكلية، أبرزها ارتفاع كلفة العلاج النفسي، ما يجعل الدعم النفسي غير متاح لشريحة واسعة من العاملين. دول مجلس التعاون الخليجي تخسر سنوياً نحو 3.5 مليار دولار بسبب تراجع الإنتاجية الناجم عن مشكلات نفسية غير معالجة PWC تُبرز هذه المعطيات أهمية دمج الصحة النفسية ضمن استراتيجيات التنمية الاقتصادية، خاصة في ظل تزايد الضغوط النفسية في بيئات العمل الحديثة. ما العائد من الاستثمار في الصحة النفسية على الاقتصاد والشركات؟ أظهرت دراسة مشتركة بين منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي أن كل دولار أميركي يُستثمر في علاج الاكتئاب والقلق يحقق عائداً قدره 4 دولارات من خلال تحسين الصحة وزيادة القدرة على العمل، فيما يقدّر تحليل أجراه معهد "ماكنزي هيلث انستيتيوت" أن كل دولار يُستثمر في توسيع نطاق تدخلات الصحة النفسية يمكن أن يحقق عائداً اقتصادياً يتراوح بين 5 إلى 6 دولارات في الناتج المحلي الإجمالي العالمي. اقرأ أيضاً: ماذا سيحدث إذا حاول المديرون لعب دور معالج نفسي لموظفيهم؟ تحظى الشركات التي تعطي الأولوية للصحة النفسية بسمعة أفضل بين الموظفين والعملاء، مما يساعد في جذب المواهب والحفاظ عليها. وأفادت دراسة أجرتها شركة "ديلويت" أن كل جنيه إسترليني يُستثمر في برامج الصحة النفسية داخل شركة يعود بعائد قدره 4.70 جنيه إسترليني، ويرتفع هذا العائد إلى 6.30 جنيه إسترليني عند تنفيذ تدخلات شاملة ومبكرة. كما تشير بيانات من شركة "أنمايند" (Unmind) لخدمات الصحة النفسية إلى أن الشركات التي تستثمر في برامج دعم الصحة النفسية تحقق زيادة في الإنتاجية بنسبة تصل إلى 15% بعد 7 جلسات دعم نفسي، مما يترجم إلى توفير سنوي يُقدّر بـ6565 دولاراً لكل موظف من خلال تقليل الغياب وتحسين الأداء أثناء العمل. الإمارات… دراسة حالة عربية في الاهتمام بالصحة النفسية للموظفين تُعد دولة الإمارات من أبرز الدول العربية التي أولت اهتماماً متقدماً بالصحة النفسية للموظفين، من خلال تبني سياسات ومبادرات شاملة تهدف إلى تعزيز رفاهية العاملين وتحسين بيئة العمل، وفيما يلي بعض هذه المبادرات: برنامج "حياة"– الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية: أُطلق هذا البرنامج في عام 2020 لتوفير خدمات الدعم النفسي والمعنوي لموظفي الحكومة الاتحادية. يشمل البرنامج استشارات مجانية في مجالات مثل إدارة الضغوط، القلق، العلاقات الشخصية، والتوازن بين العمل والحياة. يُقدم الدعم بالتعاون مع منصات متخصصة مثل "LifeWorks" و"حكيني" و"تكلم". برنامج "جودة الحياة والرفاه النفسي"– وزارة الصحة ووقاية المجتمع: أطلقت الوزارة برنامجاً يمتد لـ15 أسبوعاً بالتعاون مع "جونسون آند جونسون الشرق الأوسط"، يهدف إلى تعزيز الصحة النفسية للموظفين من خلال ورش عمل تركز على الذكاء العاطفي، التأقلم، اليقظة الذهنية، وأهمية التوازن بين العمل والحياة الشخصية. وبخلاف المبادرات الحكومية، أظهرت مسح أجرته شركة "بوبا غلوبال" (Bupa Global) بالتعاون مع "يوغوف" (YouGov) أن 88% من الشركات في الإمارات تعتزم زيادة ميزانياتها المخصصة لبرامج رفاهية الموظفين خلال العام الجاري، مع تركيز خاص على مبادرات الصحة النفسية. كما أظهرت الدراسة أن 94% من القادة التنفيذيين لاحظوا تحسناً في الإنتاجية بعد تنفيذ هذه البرامج، و53% أشاروا إلى قفزات ملموسة في أداء الموظفين. ما أبرز المبادرات العالمية لدعم الصحة النفسية في بيئة العمل؟ تزايد اهتمام الشركات العالمية بالصحة النفسية في بيئة العمل، مع إطلاق مبادرات شاملة تهدف لدعم رفاهية الموظفين وتعزيز الإنتاجية، ومن أبرز هذه المبادرات: برنامج "لامب لايتر" (Lamplighter) لشركة "يونيليفر"، الذي درّب الآلاف من الموظفين كسفراء للصحة النفسية، ومبادرة "هيلثي مايند" (Healthy Mind) لشركة "جونسون آند جونسون" التي توفر تدريباً ومراجعات دورية للصحة النفسية، بالإضافة إلى شراكات مع منظمات دولية لتحسين التغطية والتوعية. اقرأ أيضاً: النساء مازلن يشعرن بالعار لأخذ إجازة من العمل بسبب الطمث على المستوى الحكومي، أطلق الاتحاد الأوروبي مبادرات رائدة لدعم الصحة النفسية في أماكن العمل، من أبرزها المبادرة الأوروبية للصحة النفسية والرفاهية (EU Compass for Action on Mental Health and Well-being) التي تهدف إلى جمع وتحليل السياسات والأنشطة المتعلقة بالصحة النفسية في الدول الأعضاء مع التركيز على بيئة العمل. كما أطلقت الوكالة الأوروبية للسلامة والصحة في العمل (EU-OSHA) حملة "أماكن عمل صحية تدير التوتر" (Healthy Workplaces Manage Stress) التي ترفع الوعي حول المخاطر النفسية والاجتماعية في مكان العمل، وتوفر أدوات وإرشادات للتعامل مع التوتر والإجهاد المهني. أما في الولايات المتحدة، فقد أطلقت الحكومة الفيدرالية والجهات المعنية مبادرات أبرزها "المبادرة الوطنية للصحة النفسية في أماكن العمل" التي يشرف عليها المعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH) بهدف دعم أرباب العمل في تنفيذ برامج رفاهية نفسية، كما طرحت إدارة السلامة والصحة المهنية (OSHA) حملات وبرامج توعية لمكافحة الضغوط النفسية، علاوة على ذلك، يفرض "قانون التكافؤ في الصحة النفسية" تغطية متساوية للعلاجات النفسية ضمن خطط التأمين.

تعهدت مصر بالحفاظ عليه.. تفاصيل عن دير سانت كاترين بسيناء وعلاقته باليونان
تعهدت مصر بالحفاظ عليه.. تفاصيل عن دير سانت كاترين بسيناء وعلاقته باليونان

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

تعهدت مصر بالحفاظ عليه.. تفاصيل عن دير سانت كاترين بسيناء وعلاقته باليونان

شهدت العلاقات المصرية اليونانية خلال اليومين الماضيين مباحثات متبادلة وتعهدات بسبب دير سانت كاترين، حيث أعلنت رئاسة مصر الالتزام الكامل بالحفاظ على المكانة الدينية الفريدة والمقدسة للدير، وعدم المساس به. وأكدت الرئاسة المصرية في بيان رسمي، مساء أول أمس الخميس، أن الحكم القضائى الصادر مؤخرا يرسخ هذه المكانة كما يتسق مع ما أكده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال زيارته لليونان أوائل مايو (أيار) الجاري. ويعد دير سانت كاترين، المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي ، مزارا سياحيا كبيرا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم. لكن ما هو تاريخ هذا الدير وما علاقة اليونان به؟ يقول خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" إن الدير أنشأه الإمبراطور الروماني جستنيان لإحياء ذكرى زوجته ثيودورا عام 560 ميلادية، التي توفيت قبله وكانت الزوجة المحببة له، وشاركت فى كثير من أمور الحكم وكانت مهتمة بالمناطق الشرقية من الإمبراطورية الرومانية ومنها مصر. ويضيف الخبير المصري أن "الدير يحوي منشآت مختلفة منها كنيسة التجلى التى تحوى داخلها كنيسة العليقة الملتهبة، و9 كنائس جانبية صغيرة، كما يشمل 10 كنائس فرعية، و قلايا للرهبان، و منطقة خدمات، ومعرض جماجم والجامع الفاطمى"، موضحا أن "الدير يضم كذلك مكتبة تحوى 4500 مخطوطة منها 600 مخطوط باللغة العربية علاوة على المطويات، بالإضافة إلى المخطوطات اليونانية، الأثيوبية، القبطية، الأرمنية والسريانية، وهي مخطوطات دينية، تاريخية، جغرافية، أقدمها يعود إلى القرن الرابع الميلادى، كما تحوي المكتبة عددًا من الفرمانات صادرة من الخلفاء المسلمين لتأمين أهل الكتاب". ويواصل خبير الآثار المصري بالقول إن "كنيسة العليقة الملتهبة داخل الدير يتم الدخول إليها من خلال بابين فى الحجرتين على جانبي البوابة الشرقية بكنيسة التجلى، وتحوى مذبح دائري صغير مقام على أعمدة رخامية فوق بلاطة رخامية، كما يوجد داخل الدير برج الناقوس وشيده راهب من سيناء يسمى غريغوريوس عام 1817م، ويشمل 9 أجراس معدنية مهداه من الكنيسة الروسية عام 1817، وجرس خشبى قديم يستخدم يوميًا، أمّا الأجراس المعدنية فتستخدم فى الأعياد". ويقول الخبير المصري إنه "يوجد داخل الدير عدة آبار مياه منها بئر موسى شمال كنيسة التجلى، وقيل هى البئر الذي سقى منها نبى الله موسى (عليه السلام) غنم بنات الرجل الصالح شعيب. وبئر العليقة وهي بئر عميقة مطوية بالحجر، قيل أيضا إنها أقدم من الدير. وبئر اسطفانوس جنوب غرب كنيسة التجلى وجنوب كنيسة اسطفانوس، وماؤها عذب حيث يشرب منها الرهبان الآن. وفى تقاليدهم هى البئر الذى حفرها اسطفانوس مهندس الدير وبجانبها شجرة سرو. كما يوجد ثلاثة آبار وثلاثة عيون بالحديقة خارج أسوار الدير". ويوضح الخبير المصري أنه "يوجد بالدير معرض جماجم و ومقبرة الرهبان بالدير وتسمى بالطافوس. ويقع مدفن الرهبان ومعرض الجماجم فى وسط حديقة الدير ويدفن الرهبان موتاهم في هذا المدفن ويتركون الجثث حتى تتحلل فينبشونها ويأخذون عظامها ويجعلونها في معرض خاص قرب المدفن يسمى الآن معرض الجماجم". وصباح الأربعاء الماضي، أصدرت محكمة استئناف الإسماعيلية حكمها في الدعوى المرفوعة بشأن قطع الأراضي المتنازع عليها بمحافظة جنوب سيناء، وقضت بأحقية تابعي دير سانت كاترين في الانتفاع بالدير والمواقع الدينية الأثرية بمنطقة سانت كاترين، مع ملكية الدولة لهذه المواقع بوصفها من الأملاك العامة. و قررت المحكمة بوجوب احترام العقود المحررة بين الوحدة المحلية لمدينة سانت كاترين والدير، بشأن بعض قطع الأراضي المستغلة بمعرفة تابعي الدير، مما ينفي وقوع تعدي على هذه الأراضي. وانتهت المحكمة إلى أن باقي قطع الأراضي المتنازع عليها محميات طبيعية، وجميعها من أملاك الدولة العامة، ولا يجوز التصرف فيها أو تملكها بالتقادم، ولم تصدر بشأنها أية عقود من جانب جهة الولاية. وجاء ذلك بعد شائعات ترددت عن إفراغ الدير من الرهبان تمهيداً لبيعه، من جانب الحكومة. وتزامنت هذه الشائعات مع جهود تطوير المنطقة المحيطة بالدير، ما أثار قلقًا لدى بعض الأوساط، خاصة في ظل العلاقة التاريخية بين الدير والكنيسة اليونانية الأرثوذكسية.

نائب وزير الصناعة: تحديث 30 % من المصانع بالسعودية يحقق عائدًا 250 مليار ريال
نائب وزير الصناعة: تحديث 30 % من المصانع بالسعودية يحقق عائدًا 250 مليار ريال

أرقام

timeمنذ 2 ساعات

  • أرقام

نائب وزير الصناعة: تحديث 30 % من المصانع بالسعودية يحقق عائدًا 250 مليار ريال

خليل بن سلمة نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة توقع نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة، المهندس خليل بن سلمة، أن يحقق تحديث 30 % من المصانع السعودية، عائدا اقتصاديا بقيمة تصل إلى 250 مليار ريال. وأوضح حسبما أوردت صحيفة الاقتصادية، على هامش تدشين مركز التصنيع والإنتاج المتقدم في الرياض، أن تحديث المصانع يحتاج استثمارات مالية كبيرة، مبينا أن العوائد الناتجة ستكون مجزية وضخمة. وقال إنه بحلول نهاية العام الحالي سيكون إجمالي المصانع التي دخلت مرحلة التحول الصناعي نحو 4 آلاف مصنع، وسيتم استهداف نحو 3 آلاف مصنع خلال السنوات المقبلة. وأشار إلى أن قيمة الاستثمارات التي تم إنفاقها على تحديث خطوط الإنتاج بلغت 800 مليون ريال حتى الآن، متوقعا أن تصل إلى ما بين 18 إلى 22 مليار ريال خلال السنوات المقبلة. وأكد أن الوزارة ستقدم حوافز لتخفيف العبء على المصانع ما يمكنها من استعادة رأس المال بشكل أسرع. وكشف نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة، أن برنامج منارات التصنيع يستهدف 1300 مصنعا للتطوير، مبينا أن 5% فقط منها تظهر مؤشرات حقيقية على الجاهزية للدخول في مسار التحول. وبين أنه حتى الآن التزمت 10 مصانع بخطط استثمارية للتحول تمتد لعامين، بقيمة تراوح بين 600 و800 مليون ريال، بينها 5 مصانع -جميعها تابعة لأرامكو- في مراحل متقدمة من التنفيذ، ما يُظهر فاعلية النموذج. وحسب بيانات أرقام ، دشن نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة المهندس خليل بن إبراهيم بن سلمة، أمس، مركزَ التصنيع والإنتاج المتقدم، الذي يستهدف تمكين أحدث تقنيات التصنيع المتقدمة لتعزيز التحول الصناعي في المملكة، ورفع مستوى تنافسية الصناعة السعودية إقليميًا وعالميًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store