
ألونسو ولعنة المدربين الإسبان لريال مدريد في عهد بيريز
لا يتمتع ريال مدريد في عهد الرئيس فلورنتينو بيريز بتاريخ جيد مع المدربين الإسبان، وهو ما يخشى أنصار النادي الملكي تكراره مع مدربهم الجديد تشابي ألونسو.
وسيكون على ألونسو الذي خلف الإيطالي كارلو أنشيلوتي في منصب المدير الفني للنادي الملكي مواجهة العديد من التحديات، من ضمنها ما يُعرف "بلعنة المدربين الإسبان" تحت إدارة بيريز.
وذكرت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية أن المدربين المحليين لم يحققوا النجاح المنشود مع ريال مدريد في عهد بيريز.
ويُعد ألونسو المدرب الإسباني السابع لريال مدريد في الفترتين الرئاسيتين لبيريز، حيث سبقه إلى ذلك 6 مدربين لم يحقق أي منهم النجاح سوى مواطنه فيسينتي ديل بوسكي.
وعلى الجهة المقابلة عرف المدربين الإسبان الخمسة الآخرين تجارب محبطة للغاية مع النادي الملكي بفترة وجود بيريز، وهو ما يخشى أنصار الفريق تكراره مع ألونسو.
وتاليا تاريخ المدربين الإسبان في عهد فلورنتينو بيريز كرئيس لريال مدريد:
فيسنتي ديل بوسكي ( نوفمبر/تشرين الثاني 1999 – يونيو/حزيران 2003)
كان أول مدرب إسباني في عهد بيريز، حتى أنه استلم مهمته قبل وصول بيريز إلى كرسي الرئاسة، إذ تم تعيينه من قبل الرئيس السابق لورينزو سانز.
إعلان
ومع ديل بوسكي احتفل بيريز بأول لقب دوري أبطال أوروبا كرئيس بالإضافة إلى لقبين في الدوري الإسباني، وكأس العالم للأندية (2002)، كأس السوبر الأوروبي (2002)، وكأس السوبر الإسباني (2001).
ورغم تتويجه بلقب الدوري موسم 2002-2003 إلا أن بيريز قرّر عدم تجديد عقده.
وقاد ديل بوسكي ريال مدريد في 223 مباراة بجميع البطولات، فاز في 127 منها وتعادل في 55 مقابل 51 خسارة.
خوسيه أنطونيو كاماتشو (مايو/أيار 2004 – سبتمبر/أيلول 2004)
تعاقد بيريز مع كاماتشو خلفا للبرتغالي كارلوس كيروش، لكن المدرب الإسباني استقال بعد 3 جولات فقط من الدوري الإسباني لموسم 2004-2005.
وبعد رحيله عن ريال مدريد صرّح كاماتشو "كنت أظن أن ريال مدريد بحاجة إلى تغيير واعتقدت أنهم أحضروني لهذا السبب. أدركت فيما بعد أن التغيير سيكون صعبا للغاية".
بالمجمل قاد كاماتشو ريال مدريد في 6 مباريات (3 في الليغا ومثلها في الدوري الأبطال) فاز في 4 منها وخسر اثنتين.
ماريانو غارسيا ريمون (سبتمبر/أيلول 2004 – ديسمبر/كانون الأول 2004)
خلف كاماتشو على مقاعد البدلاء لكنه لم يستمر سوى بضعة أشهر، حيث تم استبداله بالبرازيلي فاندرلي لوكسمبورغو.
خلال فترة تدريبه ريال مدريد أشرف على النادي الملكي في 20 مباراة فقط بجميع البطولات، فاز 12 منها وخسر 4 وتعادل مثلها.
خوان رومان لوبيز كارو (ديسمبر/كانون الأول 2005 – يونيو/حزيران 2006)
هو آخر مدرب في الولاية الأولى لبيريز حيث تولى المهمة بعد إقالة لوكسمبورغو، اللافت أن كارو أكمل موسم 2005-2006 دون فلورنتينو الذي استقال من رئاسة ريال مدريد في فبراير/شباط 2006.
قاد كارو ريال مدريد في 33 مباراة بجميع البطولات، فاز معه الفريق في 17 منها مقابل 6 هزائم و10 تعادلات.
رافا بينيتيز (يونيو/حزيران 2015 – يناير/كانون الثاني 2016)
هو أول مدرب إسباني يعينه بيريز في ولايته الثانية التي بدأت عام 2009، خلف بينيتز أنشيلوتي لكنه لم يحظَ بدعم اللاعبين في غرفة الملابس وتعرض لانتقادات شديدة بسبب طريقة لعب الفريق، لتتم إقالته وتعويضه بالفرنسي زين الدين زيدان.
قاد ريال مدريد في 25 مباراة بجميع البطولات، فاز في 17 منها وتعادل 5 مرات وخسر في 3 فقط أبرزها من برشلونة في الدوري بنتيجة 0-4.
جولين لوبيتيغي (يونيو/حزيران 2018 – أكتوبر/تشرين الأول 2018)
صاحب وصوله إلى ريال مدريد ضجة كبيرة حيث أعلن النادي الملكي تعاقده معه قبل ساعات من أول مباراة لمنتخب إسبانيا في نهائيات كأس العالم 2018.
وعلى الفوز تمت إقالة لوبيتيغي من تدريب "لا روخا" لتستمر تجربته التدريبية مع "الميرنغي" لأشهر معدودة حيث أقيل بعد خسارة قاسية أمام برشلونة بنتيجة 1-5 ليتم تعيين الأرجنتيني سانتياغو سولاري بدلا منه.
قاد لوبيتيغي ريال مدريد في 14 مباراة بجميع البطولات فاز مع الفريق في 6 مباريات وخسر مثلها بينما تعادل مرتين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 18 دقائق
- الجزيرة
بعد انتقاده بوتين.. هل يمهّد ترامب لتجاهل التسوية السياسية للحرب الأوكرانية؟
موسكو – في وقت بدت فيه العلاقات الروسية الأميركية كأنها تبتعد عن خطاب المواجهة وتقترب من الحوار السياسي لحل الأزمات العالقة بينهما، لا سيما ملف الحرب الأوكرانية ، جاءت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب"النارية" ضد نظيره الروسي فلاديمير بوتين لتطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التصريحات مقدمة للعودة إلى التوتر بين البلدين. وكان الرئيس الأميركي صرّح يوم 27 مايو/أيار الجاري بأن "بوتين لا يفهم أنه لولا ترامب لكانت روسيا قد تعرضت لأمور سيئة للغاية"، وقال إن الرئيس الروسي "يلعب بالنار". وجاءت انتقادات ترامب لبوتين في ظل الغارات الروسية المكثفة على أوكرانيا ، وما اعتبره ترامب عدم إحراز أي تقدم في محادثات إنهاء الحرب، مضيفا كذلك أن بوتين "جنّ جنونه" وأنه "يقتل الكثير من الناس دون داعٍ". من جانبها، سعت موسكو إلى "امتصاص" الهجوم الكلامي لترامب، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "لكل دولة مصالحها الوطنية التي تحميها، وهذه المصالح فوق كل اعتبار". وذهب المتحدث في تصريحه إلى ما تشبه إشارات الغزل بقوله إن "الولايات المتحدة، التي تبذل جهودا حثيثة في إطار التسوية السلمية، ترغب في إحراز تقدم في هذه العملية"، مؤكدا أن موسكو ممتنة لواشنطن على هذه الجهود، وأنها تستعد للجولة المقبلة من المفاوضات مع كييف وستحافظ على الاتصالات مع الإدارة الأميركية. ومن بين جميع المسؤولين الرسميين الروس، وحده ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي غرّد خارج السرب، وقال إن "كلام ترامب عن لعب بوتين بالنار، والأمور السيئة للغاية التي قد تحدث لروسيا.. أعرف شيئا واحدا سيئا للغاية، الحرب العالمية الثالثة. آمل أن يفهم ترامب هذا". كلام ميدفيديف رد عليه في اليوم نفسه المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لأوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ بقوله إن "زيادة المخاوف بشأن الحرب العالمية الثالثة تصريح مؤسف وغير مسؤول من ميدفيديف، ولا يليق بقوة عالمية"، مضيفا أن "الرئيس ترامب يعمل على وقف الحرب ووضع حد لأعمال القتل. ونحن في انتظار استلام مذكرة التفاهم من روسيا التي وعدتم بها قبل أسبوع. أوقفوا إطلاق النار فورا". تعبير عن فشل يبدو أن ما أعطى تصريحات ترامب الأخيرة صدا واسعا هو أنها لم تقتصر على توجيه انتقادات لاذعة لبوتين، بل حملت تهديدات باحتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا. فهل بدأ العد التنازلي لتراجع الإدارة الأميركية عن مقاربتها للصراع الروسي الأوكراني وتفاهماتها الأخيرة مع موسكو؟ وفق وجهة نظر الباحث في الشؤون الدولية ديمتري كيم، فإن التصريحات "القاسية" التي أدلى بها ترامب ضد بوتين تُظهر يأس الولايات المتحدة من محاولة إجبار روسيا على الخضوع للمقاربة الأميركية لوقف الحرب على أوكرانيا. ويضيف في تعليق للجزيرة نت، أن ترامب يتمتز بفقدانه القدرة على ضبط النفس في التعابير والتوصيفات السياسية. فقد وصف بوتين بـ"المجنون"، و فولوديمير زيلينسكي و كير ستارمر و إيمانويل ماكرون ودونالد توسك و فريدريش ميرز بـ"المُحرِّضين على الحرب"، لكن عجزه عن ضبط انفعالاته هذه المرة مرتبط بفشل واشنطن في مواجهة روسيا وهزيمة بوتين شخصيا. ويوضح أن واشنطن كانت تأمل أن تتمكن من جرّ أوكرانيا إلى المعسكر الغربي وتوسيع حلف الناتو وإجبار روسيا على الاستسلام، لكن كان ذلك رهانا خاسرا؛ فقد كانت هذه قضية محورية بالنسبة لروسيا عندما ساعدت الولايات المتحدة في الإطاحة بحكومة موالية لموسكو في أوكرانيا، ثم بنت أكبر جيش في أوروبا هناك ودعمته في مواجهة القوات الروسية، حسب قوله. إعلان على هذا الأساس، يضع المتحدث هجوم ترامب على بوتين في سياق التمهيد للتراجع عن الوعود التي قطعها بوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث كان رهانه الحقيقي على أن موسكو المنهكة من الحرب والتي لم تعد قادرة على تحمل المزيد من العقوبات، ستتجاوب بسرعة، لكن تبيّن العكس. "حفظ ماء الوجه" من جانبه، يرى الخبير في النزاعات الدولية فيودور كوزمين أن ترامب يتظاهر بالغضب الشديد من روسيا، ويحاول الإيحاء بأن بوتين على وشك إحراق "الجسر الذهبي" الذي بناه له، لكن على الأرجح وبالعكس من ذلك، ستؤدي إجراءات محددة إلى تصعيد ضد أوكرانيا. ويضيف للجزيرة نت أن "ترامب على ما يبدو لا يتلقى معلومات كافية ودقيقة بشأن الصراع في أوكرانيا، إذ يتكلم ويوجه الاتهامات للرئيس الروسي وكأنه لا يعرف بحصول هجمات إرهابية ضخمة تنفذها أوكرانيا كل يوم تقريبا ضد المدن الروسية المسالمة". ويقرّ المتحدث بأن الولايات المتحدة قد تفرض عقوبات جديدة على روسيا، ولكنه مع ذلك يرى أن هذه القيود ستكون رمزية إلى حد ما بهدف الإظهار "لصقور أوروبا" أن واشنطن تمارس ضغوطا على موسكو. ويلفت إلى أن ترامب يدرك تماما أن العقوبات الجسيمة لا تضرّ إلا بالمصالح الأميركية لأنها تُقرّب روسيا والصين. لكن إذا فرضت فلن تشمل عقوبات مصرفية جديدة. ومع ذلك، لا يستبعد كوزمين خيارات أخرى للضغط على روسيا لتقديم تنازلات، بما في ذلك الموافقة على وقف إطلاق نار لمدة 30 يوما.


الجزيرة
منذ 18 دقائق
- الجزيرة
بدون منصب ولا يتلقى راتبا.. إتشيفاريا رئيس الظل في برشلونة
خلال فترتيه الرئاسيتين لبرشلونة، حقق خوان لابورتا العديد من النجاحات على مستوى الفريق الأول لكرة القدم محليا وأوروبيا، لكن يبدو أن الجزء الأكبر من هذه الإنجازات لم يكن ليتحقق لولا وجود أحد أصدقائه المقربين إلى جانبه. وكشفت "آس" الإسبانية عن وجود شخص يدير برشلونة من خلف الكواليس، ويعد أحد أكثير الأشخاص تأثيرا في النادي رغم عدم شغله أي منصب رسمي وعدم تلقيه راتبا، واسمه أليخاندرو إتشيفاريا. وقالت الصحيفة "رغم أن لابورتا الذي يرأس برشلونة حاليا هو الواجهة الرسمية للنادي، فإن هناك شخصيات أخرى تدير العمل بعيدا عن الأضواء ومن بينهم صهره السابق إتشيفاريا". وأضافت "يُعد إتشيفاريا اليد اليمنى للابورتا، ويُنظر إليه كثيرون على أنه الرئيس في الظل، وإلى جانب امتلاكه شبكة علاقات واسعة فهو شخص قوي أيضا داخل غرفة الملابس". ويتولى إتشيفاريا حلّ معظم مشكلات النادي، ويُعتبر أحد الوسطاء بين الرئاسة واللاعبين نظرا لعلاقته الجيدة مع عناصر الفريق، ولم يفعل ذلك مع لابورتا فقط بل استعان به رؤساء آخرون مثل ساندرو روسيل وجوزيب ماريا بارتوميو. من أليخاندرو إتشيفاريا؟ وبالعودة إلى أصول إتشيفاريا فهو في الأساس رجل أعمال، ولم يكن شغوفا بكرة القدم، ومع ذلك كان ولا يزال يتمتع بقوة كبيرة داخل برشلونة. وعُيّن إتشيفاريا مديرا تنفيذيا في برشلونة عام 2004 خلال الولاية الأولى للابورتا في رئاسة النادي (2003-2010) لكنه استقال بعد فترة قصيرة عقب الكشف عن علاقته بمؤسسة فرانشيسكو فرانكو التي تأسست عام 1976 بهدف الحفاظ على إرث الجنرال الديكتاتور فرانكو. وكان والد إتشيفاريا هو رئيس تلك المؤسسة، وطلب منه مساعدته فتوّلى إدارة مجلس الأمناء، ورغم محاولات لابورتا التكتّم على الأمر فإن الحقيقة كُشفت فيما بعد، الأمر الذي اضطره إلى الاستقالة من برشلونة. ومنذ استقالته من منصبه في برشلونة، ظلّ إتشيفاريا يؤدي مهامه خلف الكواليس ولا يزال يفعل ذلك حتى اليوم وفق ما ذكر موقع elcierredigital الإسباني، كما يحافظ على علاقات ممتازة مع اللاعبين مما جعله وسيطا مهما في العديد من المفاوضات. أدوار مهمة ولم يتوقف دور إتشيفاريا عند هذا الحد، فقد كان من الشخصيات المحورية في تعيين تشافي هيرنانديز مدربا لبرشلونة عام 2021، حيث تربطه به علاقة صداقة منذ أن كان لاعب وسط في النادي الكتالوني. كما تكفل بنفسه بترتيب لقاء بين لابورتا وخورخي والد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي للتفاوض حول عودته إلى الفريق عام 2023 قبل أن يذهب "البرغوث" إلى إنتر ميامي الأميركي. إعلان ولعب إتشيفاريا دورا رئيسيا في حصول ميسي على الجنسية الإسبانية، وكان من العوامل التي ساهمت في إدخال ديكو إلى الإدارة الرياضية بالنادي. ويتولي أيضا مهام الإشراف على الأمن في النادي، وفي كل مرة يُسأل فيها عن وظيفته فيجيب دائما بأنه مستشار شخصي للابورتا. ورغم عدم امتلاكه منصبا رسميا في برشلونة فإنه يُعد من أقوى الشخصيات داخل النادي، ويتمتع بامتيازات تفوق ما لدى الكثير من المسؤولين الرسميين، وفق الموقع ذاته. وعلى صعيد الأعمال، ارتبط إتشيفاريا بالعديد من الشركات، فتولى منصب المدير في شركتين الأولى متخصصة بالخدمات القانونية والثانية في مجال الحسابات، كما شغل منصب مستشار شركة عقارية منذ أغسطس/آب 2001 حتى يونيو/حزيران 2024.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
جيوش العالم تزيد التسلح وتراكم انبعاثات الكربون
مع انخراط العالم في أكبر عدد من الصراعات المسلّحة منذ الحرب العالمية الثانية، شرعت البلدان في حملات إنفاق عسكري، ليصل مجموعها إلى رقم قياسي بلغ 2.46 تريليون دولار في عام 2023، كان لتلك الصراعات آثار إنسانية واقتصادية واجتماعية مدمرة، ومخاطر بيئية ومناخية. حسب دراسة جديدة، يشكّل الحشد العسكري العالمي تهديدا وجوديا لأهداف المناخ، فعدد قليل من الجيوش تتمتع بالشفافية بشأن حجم استخدامها الوقود الأحفوري، لكن الباحثين في الدراسة قدروا أن هذه الجيوش مجتمعة مسؤولة بالفعل عن 5.5% من انبعاثات الغازات المسببة لل احتباس الحراري على مستوى العالم. وقالت إيلي كيني، الباحثة في مرصد الصراعات والبيئة والمؤلفة المشاركة للدراسة، والتي شاركت في إعدادها حصريا مع صحيفة غارديان البريطانية، "هناك قلق حقيقي بشأن الطريقة التي نعطي بها الأولوية للأمن على المدى القصير، ونضحي بالأمن على المدى الطويل". ويشكّل تغيّر المناخ عاملا محفزا للصراعات التي يرتبط بالتنافس على الموارد الشحيحة بعد فترات جفاف وتصحر طويلة، أو على الموارد الجديدة، حيث يُؤدي انحسار الجليد البحري في القطب الشمالي إلى توترات حول مَن يملك السيطرة على موارد النفط والغاز والمعادن الحيوية النادرة التي أصبحت متاحة حديثا. ومن المتوقع أن يرتفع حجم الإنفاق، وبالتالي الانبعاثات مع تصاعد التوترات في عدد من المناطق، ومع إشارة الولايات المتحدة، التي كانت لعقود من الزمن أكبر دولة منفقة على الجيش في العالم، إلى أنها تتوقع من حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تخصيص المزيد من الموارد لقواتهم المسلحة. وحسب مؤشر السلام العالمي، ارتفعت وتيرة العسكرة في 108 دول عام 2023، مع تورط 92 دولة في صراعات مسلحة بشكل ما. أوروبا والعودة إلى السلاح وفي أوروبا، كانت الزيادة دراماتيكية بشكل خاص، فبين عامي 2021 و2024، ارتفع إنفاق دول الاتحاد الأوروبي على الأسلحة بأكثر من 30%، وفقا للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية. وفي شهر مارس/آذار، أشار الاتحاد الأوروبي، الذي شعر بالقلق إزاء خفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب المساعدات العسكرية والدعم الدبلوماسي لأوكرانيا، إلى أنه سيذهب إلى أبعد من ذلك، مع مقترحات لإنفاق 800 مليار يورو (907 مليارات دولار)، إضافية في جميع أنحاء الكتلة، كما جاء في خطة تسمى "إعادة تسليح أوروبا". في تحليلٍ أجراه مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، بحثت كيني وزملاؤها التأثير المحتمل لزيادة العسكرة على تحقيق أهداف المناخ، وكانت النتيجة صادمة، فالزيادة المحتملة في الانبعاثات الناتجة عن إعادة تسليح حلف الناتو وحدها تعادل إضافة تكلفة دولة كبيرة وكثيفة السكان مثل باكستان إلى ميزانية الكربون المتبقية في العالم. وقدر الباحثون أن إعادة التسلح التي يخطط لها حلف الناتو وحدها قد تزيد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنحو 200 مليون طن سنويا. وقالت إيلي كيني "يتناول تحليلنا تحديدا التأثير على الهدف الـ13 من أهداف التنمية المستدامة، وهو العمل المناخي، أي اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره"، وأضافت "وما يخلص إليه تحليلنا، بالنظر إلى مختلف الأهداف الفرعية لهذا الهدف.. هو أن هناك تهديدا حقيقيا للعمل المناخي العالمي ناجما عن الزيادة العالمية في الإنفاق العسكري". من بين جميع وظائف الدول، تُعدّ الجيوش فريدة من نوعها في استهلاكها للكربون. يقول لينارد دي كليرك، من مبادرة محاسبة انبعاثات غازات الدفيئة في الحروب، وهو أحد المشاركين في الدراسة "أولا، من خلال المعدات التي تشتريها، والتي تتكون أساسا من كميات كبيرة من الفولاذ والألمنيوم، التي يستهلك إنتاجها كميات كبيرة من الكربون". وتأتي الانبعاثات أيضا من خلال العمليات، حيث تكون الجيوش سريعة الحركة، وتستخدم الوقود الأحفوري للتنقل، الديزل للعمليات البرية والكيروسين للعمليات الجوية، أو في العمليات البحرية، يُستخدم الديزل بشكل أساسي أيضا، إذا لم تكن تعمل بالطاقة النووية. ونظرا للسرية التي تحيط عادة بالجيوش وعملياتها، يصعب تحديد كمية غازات الاحتباس الحراري التي تنبعث منها، قال دي كليرك "اخترنا الناتو لأنه الأكثر شفافية من حيث الإنفاق، لذا، ليس هدفنا التركيز عليه تحديدا، بل ببساطة لأن لديه بيانات أكثر توافرا". وقد قام الباحثون بحساب مقدار الزيادة في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري إذا قامت دول حلف الناتو باستثناء الولايات المتحدة، لأنها تنفق بالفعل أكثر بكثير من الدول الأخرى، بزيادة قدرها نقطتان مئويتان في حصة الناتج المحلي الإجمالي المخصصة لجيوشها. هذه الزيادة جارية بالفعل، حيث زاد العديد من الدول الأوروبية إنفاقها العسكري بشكل ملحوظ استجابة للأزمة في أوكرانيا، ورغم التزام دول الناتو علنا بزيادة الإنفاق إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي. العسكرة والأثمان البيئية يرى الباحثون أن خطة إعادة تسليح أوروبا قد تؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة قدرها 3.5%، من حوالي 1.5% في عام 2020. وافترض الباحثون زيادة مماثلة في عدد أعضاء الناتو غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل المملكة المتحدة. واستعار الباحثون منهجية من ورقة بحثية حديثة زعمت أن كل زيادة بنسبة نقطة مئوية واحدة في حصة الناتج المحلي الإجمالي المخصصة للإنفاق العسكري، من شأنها أن تؤدي إلى زيادة في الانبعاثات الوطنية تتراوح بين 0.9% و2%، وقدروا أن صدمة الإنفاق بنسبة نقطتين مئويتين من شأنها أن تؤدي إلى زيادة تتراوح بين 87 و194 ميغا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (CO2e) سنويا في جميع أنحاء الكتلة. يقول الباحثون إن هذه الزيادة الهائلة في الانبعاثات لن تُفاقم انهيار المناخ فحسب، بل إن ارتفاع درجات الحرارة العالمية سيضر بالاقتصاد، وتشير التقديرات الأخيرة للتكلفة الاجتماعية للكربون، وهو مؤشر نقدي على أضرار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إلى أنها تبلغ 1347 دولارا لكل طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، مما يشير إلى أن التكلفة السنوية للحشد العسكري لحلف الناتو قد تصل إلى 264 مليار دولار سنويا. وتشير كيني إلى أن هذا لا يمثل سوى جزء ضئيل من التكلفة الكربونية الحقيقية للعسكرة، وقالت "الحسابات الواردة في الدراسة، والتي تشمل 31 دولة، تمثل 9% فقط من إجمالي الانبعاثات العالمية، وإذا نظرنا إلى تأثير ذلك، نجد أن هناك الكثير من دول العالم التي لم نأخذها في الاعتبار في هذا الحساب تحديدا". ويشير التحليل أيضا إلى أن زيادة الإنفاق على الجيوش تُقلل الموارد المتاحة للسياسات الرامية إلى التخفيف من آثار تغير المناخ، ويبدو أن هذا هو الحال بالفعل، إذ تُمول المملكة المتحدة -على سبيل المثال- زيادة إنفاقها بخفض ميزانية مساعداتها الخارجية، وهي خطوة تتكرر في بلجيكا وفرنسا وهولندا.