
عندما تتحدث الأسواق لغة الحرب
مع تزايد الإنفاق العسكري حول العالم وتسارع الدول إلى حماية صناعاتها الحيوية، يبدو أن الخطاب السياسي قد تحول من مجرد رسم تخطيطي للمخاطر الجيوسياسية إلى الاستعداد الصريح للحرب.
ولا يزال الجدل قائماً حول ما إذا كان ينبغي على الأسواق العالمية أن تولي اهتماماً أكبر لهذه الأزمة. فالمستثمرون منشغلون بالفعل بحرب تجارية شاملة، فاقمت التوترات الدولية وتشبه إلى حد كبير التصعيد الأخير في الرسوم الجمركية الأمريكية على الصلب والألومنيوم.
في المقابل، لم يكن صعباً ملاحظة ازدهار صفقات «السلامة والأمان»، مع انخفاض سعر الذهب بأقل من 2% عن مستوى إغلاقه القياسي الذي سجله قبل شهر، بعد أن ارتفع بنسبة 30% تقريباً حتى الآن هذا العام، لكن الأمر الأكثر وضوحاً هو ارتفاع أسهم قطاعات الدفاع الأوروبية بنسبة 50% تقريباً منذ يناير.
وفي الوقت نفسه، تزعزعت مكانة الدولار كملاذ آمن بسبب المخاوف التجارية والتعريفات الجمركية الأمريكية، فضلاً عن الاضطرابات المؤسسية الداخلية التي أشعلها الرئيس دونالد ترامب.
وتتعرض السندات الحكومية لضغوط أيضاً وبالأخص كون الإنفاق الدفاعي الإضافي المرتبط بسباق تسلح جديد بين الأجيال، يُضخِّم أعباء الديون الضخمة بعد الجائحة بشكل أكبر ولا تزال مؤشرات الديون الحكومية العالمية في المنطقة الحمراء حتى عام 2025.
وصرَّحت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني، أن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة تؤثر في الجهات المصدرة من خلال آليات انتقال متعددة وبأنها تضع ضغوطاً تصاعدية على الإنفاق الدفاعي، ما يجعل ضبط الأوضاع المالية أكثر صعوبة لبعض الدول السيادية.
ولكن مهما كان مستوى مخاطر السوق الذي تُقيَّم به مخاوف الحرب العالمية، فلا شك أن درجة الحرارة قد ارتفعت وحتى في الأيام القليلة الماضية، كانت اللغة المحيطة بصراعات القوى الكبرى المستقبلية مُقلقة.
وحثّ وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث الحلفاء الآسيويين على مُجاراة التحركات الأوروبية لزيادة الإنفاق العسكري، محذِّراً من أن التحركات العسكرية الصينية للسيطرة على تايوان قد تكون «وشيكة».
وقال هيغسيث: «لا داعيَ لتجميل الأمر، التهديد الذي تُشكله الصين حقيقي وأي محاولة من جانبها لضرب تايوان عسكرياً ستؤدي إلى عواقب وخيمة على منطقة المحيطين الهندي والهادئ والعالم».
في أوروبا، تتعالى الأصوات المطالبة بضرورة رفع حجم الإنفاق العسكري خوفاً من هجوم روسي محتمل وقد خُصِّص ما يقرب من تريليون يورو (1.14 تريليون دولار) من الإنفاق الدفاعي الإضافي في ألمانيا وأوروبا هذا العام.
الأسبوع الماضي فقط، صرَّح المستشار فريدريش ميرتس بأن ألمانيا وشركاءها في حلف الناتو مستعدون للدفاع عن كل شبر من أراضي الحلف.
وقال في حفل عسكري أقيم بمناسبة إنشاء لواء ألماني في ليتوانيا: «يجب على كل من يهدد حليفاً أن يعلم أن التحالف بأكمله سيدافع بشكل مشترك عن كل شبر من أراضي الناتو».
في بريطانيا، تناولت المراجعة الاستراتيجية الدفاعية الأخيرة للبلاد التهديدات الروسية والمخاطر النووية والهجمات الإلكترونية، من خلال تحديد الاستثمار في الطائرات بدون طيار والحرب الرقمية. لكن الخطة من شأنها أيضاً توسيع أسطول المملكة المتحدة من الغواصات الهجومية، التي تعمل بالطاقة النووية وتحمل أسلحة تقليدية، على أن تنفق 15 مليار جنيه إسترليني (20.3 مليار دولار) بحلول عام 2029 على أسطولها النووي الرئيسي وقال رئيس الوزراء كير ستارمر: «نتعرض لتهديد مباشر من دول ذات قوات عسكرية متقدمة، لذلك يجب أن نكون مستعدين للقتال والفوز». وهو خطاب مُقلق بلا شك،
فإذا كان تأمين التمويل يتطلب قلقاً سياسياً، فربما يُفسر ذلك وجود بعض الحملات الإعلامية المكثفة. لكن الصراعات المتجذرة لا تخلو من تداعيات متفاوتة ومستعرة في جميع أنحاء العالم وتهدد بالامتداد بدرجات متفاوتة وتبدو الحلول متعددة الأطراف بعيدة المنال مع انقسام العالم إلى كتل.
وحتى مع بحث المفاوضين في إسطنبول عن آلية لوقف إطلاق النار، صعَّدت القوات الأوكرانية الموقف بخطوة استثنائية مؤخراً، عبر مهاجمة قاذفات استراتيجية لقواعد في العمق الروسي.
ومن غير الواضح أيضاً متى ستتوقف آلة الحرب الإسرائيلية التي تدور رحاها في غزة ودمرت الحجر والبشر، فضلاً عن تقارير تفيد بتعطيل المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، لتهديد تل أبيب بضرب المنشآت النووية الإيرانية.
يُشكّل توسع الصراعات «الساخنة» مصدر قلق متزايد في الأوساط السياسية، مع إضافة مطالبات إقليمية استثنائية إلى هذا المزيج وقد أثار طموح ترامب العلني للسيطرة على بنما وغرينلاند توترات بين الحلفاء، حيث تُعتبر غرينلاند جزءاً من التنافس على الوصول إلى المعادن النادرة وغيرها من الخطط الاستراتيجية في القطب الشمالي.
وحتى جيمي ديمون، رئيس «جيه بي مورغان»، يُدرك تماماً ما يحصل، فقد صرّح لمجلة «بارونز» مؤخراً، بأنه لا ينبغي للولايات المتحدة تخزين بيتكوين، بل تخزين البنادق والرصاص والدبابات والطائرات، بالإضافة إلى المعادن النادرة.
لا شك في أن العالم أصبح مكاناً خطِراً، لكن اندلاع حرب عالمية جديدة أمر مختلف والأسوأ من ذلك، أن حروب الرسوم الجمركية ليست سوى البداية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 22 دقائق
- سكاي نيوز عربية
على ماذا استند ترامب في نشر قوات الحرس الوطني بلوس أنجلوس؟
ووصف جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي المحتجين السبت بأنهم "عصاة"، بينما وصف ستيفن ميلر نائب كبيرة موظفي البيت الأبيض الاحتجاجات بأنها "عصيان عنيف". ولم يُفعّل ترامب"قانون العصيان" الذي يعود لعام 1807، ويعطي الرئيس حق نشر الجيش الأميركي لإنفاذ القانون وكبح الاضطرابات المدنية. وكانت آخر مرة تم الاستناد فيها لذلك القانون في 1992 خلال أعمال شغب في لوس أنجلوس بناء على طلب من حاكم كاليفورنيا. وبدلا من تفعيل هذا القانون استند ترامب إلى المادة العاشرة من قانون القوات المسلحة الأميركية. لكن هذه المادة تنص أيضا على أن "الأوامر لهذه الأغراض تصدر من خلال حكام الولايات". ونصت مذكرة ترامب بشأن نشر قوات الحرس الوطني على أن القوات "ستحمي مؤقتا أفراد إدارة الهجرة والجمارك وموظفي الحكومة الأميركية الآخرين الذين يؤدون مهاما اتحادية، وهو ما يتضمن إنفاذ القانون الاتحادي وحماية الممتلكات الاتحادية في المواقع التي تشهد أو يُحتمل أن تشهد احتجاجات على هذه المهام". وندد حكام ولايات أميركية ينتمون إلى الحزب الديمقراطي الأحد بنشر ترامب قوات من الحرس الوطني في لوس أنجلوس لقمع الاحتجاجات المناهضة لاعتقال مهاجرين، مشيرين إلى أن الصلاحية في هذا الشأن تعود لحاكم الولاية. وقال الحكام في بيان مشترك "إن تحرك الرئيس ترامب لنشر الحرس الوطني التابع لولاية كاليفورنيا يعد إساءة استخدام للسلطة تنذر بالخطر". وأضافوا "من المهم أن نحترم سلطة الحكام التنفيذية التي تخولهم إدارة قوات الحرس الوطني في ولاياتهم". وقال ترامب الأحد إن قوات الحرس الوطني المرسلة إلى لوس أنجلوس ستفرض "قانونا ونظاما قويين جدا"، فيما بدا أنه يترك المجال مفتوحا أمام نشر جنود في مدن أخرى. وفي تصريح لصحافيين بشأن محتجين على عمليات دهم تجريها سلطات الهجرة في ولاية كاليفورنيا، قال ترامب "هناك أشخاص عنيفون، ولن نسمح لهم بالافلات (من العقاب) عن ذلك". وردا على سؤال حول تفعيل "قانون التمرد" الذي يتيح نشر القوات المسلحة لقمع احتجاجات، قال ترامب "ننظر بشأن القوات في كل مكان. لن نسمح بحدوث ذلك في بلدنا". وأضاف ترامب: "القوات التي انتشرت في لوس أنجلوس هي لضمان حفظ النظام وتنفيذ القانون".

سكاي نيوز عربية
منذ 37 دقائق
- سكاي نيوز عربية
زيلينسكي: بوتين لا يريد السلام بل الهزيمة الكاملة لأوكرانيا
وأوضح زيلينسكي أن الضغط القوي من الولايات المتحدة وأوروبا فقط هو من يمكن أن يجبر بوتين على التراجع، مضيفا: "حينها سيتوقفون عن الحرب". وشدد زيلينسكي خلال المقابلة على أهمية دعم الولايات المتحدة، وحاول بحذر توضيح أن تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقناة "إيه بي سي" بأن بوتين يريد السلام غير دقيق. وتابع قائلا: "مع كل الاحترام للرئيس ترامب، أعتقد أنها مجرد وجهة نظر شخصية لديه". وأشار إلى أنه يشعر بقوة أن "بوتين لا يريد إنهاء هذه الحرب. في ذهنه، من المستحيل إنهاء هذه الحرب دون هزيمة كاملة لأوكرانيا". وحرص الرئيس الأوكراني على عدم إغضاب ترامب، مشيرا إلى أن علاقته مع الرئيس الأميركي، بعد اجتماع كارثي في المكتب البيضاوي في وقت سابق من هذا العام، قد تحسنت، خاصة بعد لقائهما وجها لوجه في الفاتيكان في أبريل الماضي، على هامش جنازة البابا فرنسيس. وحول ذلك قال زيلينسكي: "خمسة عشر دقيقة في الفاتيكان، وجها لوجه، فعلت أكثر لإقامة الثقة مما فعل الاجتماع مع وجود الكثير من الأشخاص في المكتب البيضاوي"، موضحا أنه "يريد أن يؤمن بأن لدينا علاقة مهنية طبيعية ومتساوية مع الولايات المتحدة". ورفض زيلينسكي مقارنة أجراها ترامب خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، عندما وصف الرئيس الأميركي الحرب في أوكرانيا بأنها "شجار مرير بين طفلين". وعن هذا التعليق قال زيلينسكي: "نحن لسنا أطفالا مع بوتين في ساحة اللعب في الحديقة. لهذا السبب أقول إنه قاتل جاء إلى هذه الحديقة ليقتل الأطفال". يشار إلى أن روسيا شددت من هجماتها على أوكرانيا بعد هجوم شنته الأخيرة في عمق الأراضي الروسية في الأول من يونيو الجاري وتم خلاله تدمير 40 طائرة مقاتلة روسية. وأفاد جهاز المخابرات الأوكراني إنه تم تدمير حوالي 34 بالمئة من القاذفات الروسية القادرة على إطلاق صواريخ كروز. ووفقا لتقديرات الجهاز، فإن قيمة القاذفات التي تم تدميرها أو إلحاق الضرر بها بلغت نحو 7 مليارات دولار.

سكاي نيوز عربية
منذ 37 دقائق
- سكاي نيوز عربية
حكام ديمقراطيون ينتقدون نشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس
وقال الحكام في بيان مشترك "إن تحرك الرئيس ترامب لنشر الحرس الوطني التابع لولاية كاليفورنيا يعد إساءة استخدام للسلطة تنذر بالخطر". وأضافوا "من المهم أن نحترم سلطة الحكام التنفيذية التي تخولهم إدارة قوات الحرس الوطني في ولاياتهم". وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد إن قوات الحرس الوطني المرسلة إلى لوس أنجلوس ستفرض "قانونا ونظاما قويين جدا"، فيما بدا أنه يترك المجال مفتوحا أمام نشر جنود في مدن أخرى. وفي تصريح لصحافيين بشأن محتجين على عمليات دهم تجريها سلطات الهجرة في ولاية كاليفورنيا، قال ترامب "هناك أشخاص عنيفون، ولن نسمح لهم بالافلات (من العقاب) عن ذلك". وردا على سؤال حول تفعيل "قانون التمرد" الذي يتيح نشر القوات المسلحة لقمع احتجاجات، قال ترامب "ننظر بشأن القوات في كل مكان. لن نسمح بحدوث ذلك في بلدنا". وأضاف ترامب: "القوات التي انتشرت في لوس أنجلوس هي لضمان حفظ النظام وتنفيذ القانون". ووصل الحرس الوطني في ولاية كاليفورنيا إلى لوس أنجلوس يوم الأحد بأمر من الرئيس الأميركي بعد احتجاج المئات على مدى يومين على الحملة ضد المهاجرين في إطار سياسة ترامب المتشددة. وأظهرت لقطات مصورة اصطفاف نحو 12 من أفراد الحرس الوطني عند مبنى اتحادي في وسط مدينة لوس أنجلوس نُقل إليه محتجزون إثر مداهمات استهدفت مهاجرين يوم الجمعة، مما أشعل فتيل احتجاجات استمرت طوال يوم السبت. كما أظهرت لقطات مصورة أيضا وجود ما لا يقل عن ست مركبات تبدو عسكرية ودروع لمكافحة الشغب الأحد أمام المبنى الاتحادي الذي قالت وزارة الأمن الداخلي إن نحو "1000 من مثيري الشغب" نظموا احتجاجا أمامه يوم الجمعة. وأكدت القيادة الشمالية الأميركية أن قوات الحرس الوطني بدأت في الانتشار وأن بعضها موجود بالفعل ميدانيا. وشوهدت قوات الحرس الوطني أيضا في باراماونت بالقرب من متجر "هوم ديبوت"، وهو الموقع الذي شهد مواجهات بين المحتجين والشرطة السبت. وكان ترامب قد كتب على منصته تروث سوشيال في ساعة مبكرة من صباح الأحد أنه "لن يتم التسامح مع هذه الاحتجاجات اليسارية الراديكالية التي ينظمها محرضون ومثيرو شغب غالبا ما يحصلون على أجور مقابل ذلك". وقالت المتحدثة باسم الشرطة نورما آيزنمان إن إدارة شرطة لوس أنجلوس ألقت السبت القبض على 27 محتجا رفضوا تفريق تجمعهم في وسط المدينة. وأضافت أن ليس بوسعها التعليق على ما إذا كانت الشرطة لجأت إلى "القوة الأقل فتكا"، وهو تعبير يشير إلى تكتيكات للسيطرة على الحشود تتضمن استخدام مواد منها كرات الفلفل. وألقى مكتب قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس القبض على ثلاثة أشخاص السبت للاشتباه في اعتدائهم على أحد أفراد الشرطة.