logo
استنزاف الساحات.. ولاية الفقيه بين نيران أميركا ومُر الاستسلام في لبنان

استنزاف الساحات.. ولاية الفقيه بين نيران أميركا ومُر الاستسلام في لبنان

في ظل الغموض السائد حول مصير المفاوضات الأميركية-الإيرانية، تتضارب التقارير حول وضع البرنامج النووي الإيراني. فبينما يحسم بعضها بأن البرنامج قد انتهى فعلياً بعد الضربات، تؤكد تقارير أخرى أن تلك الضربات ربما تكون قد أخرت عمله فحسب. وفي خضم هذه التناقضات، يترنح مصير هذا الملف الحساس، الذي يبقى معلقاً بانتظار القرار الأميركي حول إعادة الكرة لناحية توجيه ضربات جديدة لطهران.
في غضون هذا 'الوقت المستقطع' الهش، تبدو إيران وكأنها تستنزف 'حديقتها الخلفية' في لبنان. هذه الاستراتيجية قد تدفع طهران في النهاية نحو خيارين لا ثالث لهما: إما الاستسلام لمطالب القوى الكبرى أو الانتحار في مواجهة عسكرية شاملة مع الولايات المتحدة وإسرائيل معًا، بعدما أصبحت قدراتها ووجودها الإقليمي تحت المجهر.
في ظل الضبابية السائدة حول مصير المفاوضات الأميركية-الإيرانية، وتأرجح الموقف الإيراني إزاء الشروط الموضوعة حول ملفها النووي، يبقى مصير هذا الملف معلقاً. فالقرار الأميركي ما زال غامضاً حول ما إذا كانت واشنطن ستكتفي بالضربات العسكرية التي استهدفت المفاعلات النووية الإيرانية لإضعاف النظام وشل قدراته على إعادة إحياء تخصيب اليورانيوم، أم أنها ستنتقل إلى مرحلة إسقاط النظام. هذا الخيار الأخير يبدو معقداً للغاية، ليس فقط لغياب البديل الموثوق به لإدارة مرحلة ما بعد ولاية الفقيه، بل أيضاً في ظل التعقيدات الداخلية الناجمة عن وجود قوميات إيرانية متعددة، يرفض بعضها البقاء ضمن الدولة المركزية ويعبر عن رغبته في الاستقلال.
وبانتظار جلاء المشهد الإيراني ومصيره المعلق، تحولت الأنظار الأميركية باتجاه بؤر توتر أخرى في المنطقة. يتصدر ملف غزة حاليًا اهتمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يؤكد على ضرورة إنهاء هذا الملف من خلال التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، يليه حل شامل لقضية الأسرى.
من جهة أخرى، برز لبنان بقوة على الساحة الإقليمية، خاصة بعد تسلم السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، الملفين السوري واللبناني معًا. وقد زار باراك بيروت للمرة الأولى في محاولة واضحة لانتشال الدولة اللبنانية من التخبط الذي تعيشه، وخصوصًا في ما يتعلق بتطبيق القرارات الدولية. لا يبدو أن الجهود المبذولة في هذا الصدد تحظى بالرضا الأميركي الكامل، وهو ما عبر عنه باراك بوضوح في حديثه إلى صحيفة وول ستريت جورنال، ما يشير إلى أن الضغوط الأميركية على لبنان قد تتصاعد في المرحلة القادمة. في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، وصف توم باراك وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر/تشرين الثاني بأنه 'فشل ذريع' لأن إسرائيل لا تزال تقصف لبنان، بينما ينتهك حزب الله بنود الاتفاق على حد ما نقلت عنه الصحيفة. وأشارت نيويورك تايمز إلى أن براك قدم الشهر الماضي اقتراحاً من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو 'يُحدد للحكومة اللبنانية، وفق أهداف وجداول زمنية محددة، كيفية نزع سلاح حزب الله وإصلاح اقتصاد البلاد'. وتوقعت أن يتلقى رداً عليه الأسبوع المقبل.
ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأميركي قوله 'إن نزع سلاح حزب الله يتطلب 'الترغيب والترهيب'، ويتضمن قيام الجيش اللبناني بتفتيش المنازل بحثاً عن الأسلحة. ولإشراك المجتمعات الشيعية في العملية، أشار إلى سعي الولايات المتحدة لتقديم مساعدة مالية من السعودية وقطر تُركز على إعادة إعمار أجزاء من جنوب لبنان التي تضررت خلال الحرب، مضيفاً أنه 'إذا استفاد شيعة لبنان من هذا، فسيتعاونون معه'. تُشير هذه التصريحات بوضوح إلى تحول حاسم في الاستراتيجية الأميركية تجاه لبنان؛ إذ تؤكد رفض واشنطن للوضع الراهن وسعيها المباشر لتحقيق الاستقرار الإقليمي الأوسع عبر منهج شامل يتعامل مع ملف حزب الله الاقتصادي والأمني، وذلك رغم التعقيدات الداخلية للمشهد اللبناني.
في موازاة تحرك المبعوث الأميركي توم باراك وزيارته المرتقبة إلى لبنان، جاءت زيارة الأمير يزيد بن فرحان، نائب وزير خارجية المملكة العربية السعودية. ومعروف أن المملكة تتحرك دائماً خلال الأزمات اللبنانية الخانقة، وتكتسب زيارة الأمير هذه أهمية خاصة. فلا يمكن فصلها عن التحرك الأميركي، ولقاؤه المرتقب مع باراك، والمحاولات الدبلوماسية الرامية إلى تجنيب لبنان إمكانية عودة إسرائيل لاستهدافه بشكل أوسع، بحيث لا يقتصر الأمر على مجرد جولات من الغارات والاغتيالات، والتي قد تحدث بحجة عدم التزام الدولة اللبنانية، ومن ورائها حزب الله، ببنود الاتفاقات الدولية.
تتجه الأنظار الآن نحو ما سينتج عن الاجتماعات المكثفة في بيروت، الرامية إلى صياغة الرد اللبناني على مقترح المبعوث الأميركي توم باراك. وقد تضاربت التسريبات حول مضمون هذا الرد، الذي يشارك في صياغته الرئيس جوزف عون ورئيس الحكومة، بالإضافة إلى الناطق الأساسي باسم الحزب، أو 'عرّاب الاتفاقات' كما يُعرف، رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي يشكل حلقة الوصل المحورية بين حزب الله وباقي الأطراف الدولية والمحلية المعنية، مما يضفي على دوره أهمية خاصة في تحديد مسار هذا الرد ومستقبل لبنان.
مع الإشارة إلى تضارب الروايات حول نص الرد، حيث سُرّب موقف الحزب لناحية موافقته على مبدأ 'خطوة مقابل خطوة' الذي اقترحه رئيس الجمهورية جوزاف عون، في وقت نفى بري في حديث صحفي ما نُسب إليه لناحية تشاؤمه بقوله: 'كل ما يُتردّد ويُنقل على مواقع إعلامية والتواصل الاجتماعي نقلاً عني في خصوص السلاح هو فبركات إعلامية كاذبة لا أساس لها من الصحة'.
ختامًا، تؤكد مصادر متابعة أن طهران ما زالت تحاول إنقاذ نظامها من خلال ما تبقى لها من رصيد في المنطقة، لا سيما في لبنان. وما الاغتيال الذي نفذته إسرائيل في منطقة بيروت، وهوية المستهدف وانتماؤه لفيلق القدس، سوى محاولة لإظهار أن إيران ما زالت فاعلة خارج جغرافيتها.
المصدر: صوت بيروت انترناشونال
الكاتب: كلادس صعب
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يوقع مشروع قانونه التاريخي بشأن الضرائب وخفض الإنفاق
ترامب يوقع مشروع قانونه التاريخي بشأن الضرائب وخفض الإنفاق

صدى البلد

timeمنذ 16 دقائق

  • صدى البلد

ترامب يوقع مشروع قانونه التاريخي بشأن الضرائب وخفض الإنفاق

وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الجمعة، مشروع قانونه الاقتصادي والسياسي الأوسع نطاقًا منذ توليه السلطة، ليصبح رسميًا قانونًا نافذًا، بعد أن نال موافقة الكونجرس بصعوبة بالغة قبل أقل من 24 ساعة. وجاء التوقيع خلال مراسم رمزية أقيمت في البيت الأبيض، بالتزامن مع احتفالات الولايات المتحدة بيوم الاستقلال في الرابع من يوليو، في مشهد سعى ترامب لاستثماره سياسيًا لعرض أجندته التي تجمع بين خفض الضرائب وتشديد الهجرة وتعزيز الدفاع. وتضمن مشروع القانون بنودًا مثيرة للجدل شملت تخفيضات ضريبية واسعة، وزيادات في الإنفاق الدفاعي، وتشديد القيود على الهجرة، فضلًا عن إلغاء بعض الرسوم التي تطال دخل الطبقات العاملة، مثل الضرائب على الإكراميات وساعات العمل الإضافية. انقسام حزبي وانتقادات داخلية ورغم نجاح ترامب في تمرير القانون، إلا أن الاستقطاب الحاد داخل المؤسسة التشريعية لم يغب عن المشهد. فقد واجه مشروع القانون معارضة شرسة من الحزب الديمقراطي، الذي رأى فيه انحيازًا واضحًا للأثرياء على حساب الطبقات الدنيا والوسطى. كما عبّر بعض النواب الجمهوريين عن تحفظهم، مشيرين إلى مخاوف من تفاقم الدين العام الأمريكي وتراجع الدعم الحكومي لبرامج الرعاية الاجتماعية. وفي هذا السياق، اعتبر بعض المراقبين أن القانون يشكل خطوة باتجاه تقليص دور الدولة في المجالين الاجتماعي والاقتصادي، لا سيما وأنه يتضمن تعديلات قد تؤثر سلبًا على برامج مثل "ميديك إيد" للرعاية الصحية ومساعدات الغذاء الحكومية. خطاب في أيوا وشكر للجمهوريين وبعد إقراره، سارع ترامب إلى استثمار اللحظة سياسيًا، فبدأ مساء الخميس جولة احتفالية في ولاية أيوا، حيث خاطب مؤيديه مبشرًا بأن القانون الجديد سيفجر النمو الاقتصادي ويحقق وعوده الانتخابية. وقال خلال التجمع: "نحن نعيد أمريكا إلى المسار الصحيح. هذا القانون هو بداية عظيمة". وفي كلمة من شرفة البيت الأبيض المطلة على الحديقة الجنوبية، شكر ترامب الجمهوريين الذين ساعدوا في تمرير القانون، واعتبر أن التخفيضات الضريبية ستصب في مصلحة الجميع، رغم الانتقادات التي تشير إلى أن الأثر الحقيقي سينعكس على أصحاب الدخول المرتفعة. وأكد ترامب أن المشروع يمثل "أكبر تخفيض في الإنفاق في تاريخ البلاد"، مضيفًا: "لكنكم لن تلاحظوه، لأن الناس راضون". كما أشار إلى البنود التي تعزز تمويل إنفاذ قوانين الهجرة وتدعم الأمن الحدودي، وهي من أبرز أولوياته السياسية.

يومان حاسمان للرد يستبقان وصول براك (النهار)
يومان حاسمان للرد يستبقان وصول براك (النهار)

OTV

timeمنذ 19 دقائق

  • OTV

يومان حاسمان للرد يستبقان وصول براك (النهار)

Post Views: 22 كتبت صحيفة 'النهار' : بدا واضحا ان الرهانات تعاظمت على ترجيح كفة حصول تطور إيجابي يحمله الرد اللبناني وينطوي على مرونة من جانب 'حزب الله' على قاعدة 'هبة باردة هبة ساخنة ' تكثفت في الساعات الأخيرة المعلومات والمعطيات والتقارير تارة تحمل 'بشائر' الاتجاه الى انجاز الرد اللبناني على ورقة الموفد الأميركي توم براك بعد بروز مرونة من جانب 'حرب الله' وطورا تحمل معطيات سلبية عن مضي الحزب في رفض تسليم سلاحه بما ينذر بعظائم الأمور. غير انه وسط البلبلة الواسعة التي طبعت المناخ الإعلامي حول الرد اللبناني المرتقب قبل وصول الموفد الاميركي في زيارته الثانية لبيروت حيث سيمضي يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين في لقاءات ذات طابع مفصلي تقريري لمسار وساطته بدا واضحا ان الرهانات تعاظمت على ترجيح كفة حصول تطور إيجابي يحمله الرد اللبناني وينطوي على مرونة من جانب 'حزب الله' ولو انه يصعب مسبقا وقبل اكتمال المعلومات التفصيلية عن مجريات المفاوضات والمشاورات الجارية بكثافة في الكواليس الجزم بحجم التطور المرتقب وطبيعته . وبدت الأوساط اللبنانية الرسمية والسياسية المعنية متحفزة للأسبوع المقبل باعتباره أسبوعا مفصليا لتقرير وجهة التطورات في ظل الزيارة الثانية لتوم براك لبيروت وهو الأمر الذي عكسه لقاء رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام عصر امس في بعبدا . كما ان السفير المصري علاء موسى اعلن بعد اجتماعه مع الرئيس عون ان هناك 'إشارات إيجابية في موضوع حصرية السلاح، والرئيس عون يتولى الأمور التفصيلية ويضع اهتماماً كبيراً لمعالجتها'. وقد أفادت تقارير اعلامية ان المبعوث الاميركي برّاك وصل الى باريس قبل ان ينتقل الى لبنان مطلع الاسبوع، آملا تسلم ورقة الرد اللبناني على مقترحاته بتوافق رسمي جامع. وهذا يعني ان التنسيق الأميركي الفرنسي في شأن لبنان استؤنف كما ان تنسيقا مماثلا اميركيا سعوديا يواكب مهمة براك وكانت ترجمته الأوضح في وجود الموفد السعودي يزيد بن فرحان في لبنان منذ أيام في مهمة دفع قوي للبنان لمماشاة واستجابة مطالب المجتمع الدولي عموما بنزع السلاح والانخراط الجدي الكامل في الإصلاحات . وتواترت المعطيات الإضافية عن اتجاه 'حزب الله' الى المرونة فنقلت 'رويترز' عن مصادر مطلعة، ان حزب الله توصّل لقناعة بأن الترسانة التي جمعها لردع إسرائيل تحولت الى عبء عليه وهو يدرس تسليم مزيد من الأسلحة خاصة الصواريخ والطائرات المسيّرة شرط انسحاب إسرائيل من الجنوب ووقف هجماتها. واشارت الى انه يدرس تقليص دوره كحركة مسلحة من دون نزع سلاحه بالكامل. كما ان محطة 'الحدث' الإخبارية نقلت بدورها عن مصادر بأن 'حزب الله موافق على مبدأ 'خطوة مقابل خطوة' التي طرحها المبعوث الأميركي توم برّاك، لكنه يرفض وضع جدول زمني محدد لتسليم السلاح'. واشارت المصادر الى ان 'رد حزب الله على الورقة الأميركية في مراحله الأخيرة، وسيسلم رده الى رئيس مجلس النواب نبيه بري شاملًا ضمانات'.وقالت المصادر ان 'حزب الله يطالب بضمانات إعادة الإعمار ووقف الهجمات الإسرائيلية'. وقد دانت الخارجية الفرنسية الضربات الإسرائيلية في لبنان خصوصًا عندما يسقط ضحايا مدنيون، موضحة بأن اتفاق التهدئة مع إسرائيل ينصّ على أنّ الجيش اللبناني وحده المكلّف بنزع السلاح في الجنوب.وأشارت الخارجية إلى أن اليونيفيل وآلية المراقبة ستشرفان على تسليم السلاح إلى الجيش اللبناني، مؤكدة اننا نتواصل مع شركائنا الأميركيين حول لبنان ويجب تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بكامل بنوده على هذا الخط استمر الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان في لقاءاته اللبنانية . وبعدما أفيد انه شارك في اجتماع لجنة المجموعة الخماسية اول من امس ، افيد انه التقى امس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري ومن ثم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وطلال أرسلان . وفي المواقف الداخلية واثر زيارة هي الاولى له الى الرئيس جوزف عون في قصر بعبدا، اعلن رئيس 'التيار الوطني الحر'، أن ' من البديهي والطبيعي ان يكون هناك مقابل السلاح المطروح سحبه إنسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة، ووقفٌ للإعتداءات الإسرائيلية، ووقف وضع اليد على الموارد الطبيعية اللبنانية من غاز ونفط. هذا امر طبيعي، ولكي يشعر الجميع ان من إستشهد للدفاع عن لبنان لم يذهب إستشهاده سدى. وعندما سيعطى هذا السلاح للجيش وللدولة التي نحن جميعا فيها وجزء منها هو حزب الله، يكون هذا السلاح حاميا لنا جميعا ويدافع عن لبنان. وأيضا يكون قد أدَّى وظيفة وطنية كبيرة وحقق إنجازا كبيرا.'ووجه لحزب الله رسالة قائلا: 'أتمنى أن يلتقط حزب الله هذه الفرصة'. وكان رئيس الجمهورية قام صباحا، بزيارة تفقدية إلى وزارة العدل في بيروت، اطلع خلالها على سير العمل داخل الوزارة وواقع القطاع القضائي في هذه المرحلة الدقيقة. وخاطب القضاة: 'أقول للقضاة، احكموا بالعدل واستنادًا إلى القوانين؛ فلا تبرّئوا مجرمًا، ولا تجرّموا بريئًا، ولا تخضعوا للضغوطات أو للترهيب'. والتقى الرئيس عون وزير العدل القاضي عادل نصّار في مكتبه، حيث شدد على أهمية ترسيخ العدالة وتعزيز دور القضاء في ظل التحديات الراهنة التي تواجه البلاد. على الصعيد الميداني واصل الجيش الإسرائيلي تصعيده في الساعات الأخيرة غداة استهداف سيارة في خلدة وشنّ سلسلة غارات عنيفة على مناطق عديدة في الجنوب. وفجر امس، توغّلت قوّة إسرائيلية في بلدة ميس الجبل، قضاء بنت جبيل، وأقدمت على تفجير معمل للبياضات كان صاحبه المدعو صبحي حمدان قد أعاد ترميمه قبل فترة وجيزة. كما استهدف الجيش الإسرائيلي بقذيفة مدفعية فجرا، منزلا مأهولا يقع في محيط تلة شواط في بلدة عيتا الشعب، ألحقت فيه اضرار اضافية، بعد ان كانت قد استهدفته مرات سابقة بقنابل صوتية. واجتاز جنود إسرائيليون الخط الأزرق قُرب منتزهات الوزاني. وتنتهج إسرائيل أخيراً سياسة تفخيخ المنازل ونسفها، إذ تسلّلت مجموعة إسرائيلية أيضاً الخميس، إلى منزل المواطن عباس بدير الواقع عند أطراف بلدة كفركلا، وعمدت إلى تفخيخه وتفجيره، ممّا أدى إلى تدميره بالكامل.

ترامب يوقع مشروع الميزانية الضخم في العيد الوطني ليصبح قانوناً نافذاً #عاجل
ترامب يوقع مشروع الميزانية الضخم في العيد الوطني ليصبح قانوناً نافذاً #عاجل

سيدر نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • سيدر نيوز

ترامب يوقع مشروع الميزانية الضخم في العيد الوطني ليصبح قانوناً نافذاً #عاجل

Reuters وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروع قانونه التاريخي ليصبح قانوناً نافذاً، وذلك بعد أن أقرّه الكونغرس بصعوبة قبل يوم واحد فقط. وجاءت مراسم التوقيع في البيت الأبيض عصر الجمعة، تزامناً مع احتفالات الرابع من يوليو/ تموز، لتُجسّد محاور رئيسية من أجندة ترامب، مثل تخفيض الضرائب، وزيادة الإنفاق الدفاعي، وتشديد القيود على الهجرة. وبدأ ترامب جولة انتصاره من تجمع جماهيري في ولاية أيوا مساء الخميس، حيث قال لمؤيديه إن القانون سيفجر النمو الاقتصادي، لكنه يواجه الآن تحدياً في إقناع الأمريكيين المتشككين، إذ تُظهر استطلاعات الرأي رفض الكثيرين له. وحتى داخل حزبه الجمهوري، عارض بعض الأعضاء القانون خشية تفاقم الدين الأمريكي، فيما حذّر الديمقراطيون من أن المشروع يصبّ في مصلحة الأثرياء على حساب الفقراء. ويتضمن القانون، المكون من 870 صفحة: تمديد تخفيضات الضرائب التي أُقرت في عام 2017 خلال الولاية الأولى لترامب تقليص كبير في تمويل برنامج 'ميديك إيد'، وهو نظام الرعاية الصحية الذي توفره الدولة لأصحاب الدخل المنخفض وذوي الإعاقة إعفاءات ضريبية جديدة على الإكراميات، والعمل الإضافي، والضمان الاجتماعي. زيادة في ميزانية الدفاع بقيمة 150 مليار دولار تقليص الحوافز الضريبية للطاقة النظيفة التي أُطلقت في عهد بايدن تخصيص 100 مليار دولار إضافية لدعم عمليات وكالة الهجرة والجمارك (ICE) وقبل لحظات من توقيع مشروع القانون، حلقت قاذفات شبح أمريكية من طراز بي-2، وهو نفس نوع الطائرات التي شاركت في العملية ضد إيران، ترافقهما مقاتلات متقدّمة من طراز F-35 وF-22. وفي كلمة ألقاها من شرفة البيت الأبيض المطلة على الحديقة الجنوبية، وجّه ترامب الشكر لأعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين ساهموا في تمرير مشروع القانون حتى وصل إلى مكتبه. وأشاد بالتخفيضات الضريبية التي يتضمنها مشروع القانون، متجاهلاً الانتقادات التي تشير إلى تأثيرها السلبي على برامج الرعاية الاجتماعية، مثل مساعدات الغذاء وخدمة 'ميديك إيد' الصحية. وقال عن مشروع القانون: 'هذا أكبر تخفيض في الإنفاق، ومع ذلك، لن تلاحظوه. الناس راضون'. كما أشاد ترامب بالموارد الإضافية المخصصة لإنفاذ قوانين الحدود والهجرة، وإلغاء الضرائب المفروضة على الإكراميات، وساعات العمل الإضافية، والضمان الاجتماعي لكبار السن، وهي خطوات قال إن مشروع القانون سيحققها. وسبق مراسم توقيع مشروع القانون إطلاق ألعاب نارية بمناسبة يوم الاستقلال الأمريكي في الرابع من يوليو/ تموز، إضافة إلى فعالية عسكرية حضرها الطيارون الذين شنوا هجوما ضد إيران لضرب ثلاثة مواقع نووية. وتأتي هذه الأجواء الاحتفالية بعد أيام من مفاوضات شاقة مع أعضاء جمهوريين معارضين لمشروع القانون في الكونغرس، وساعات من الضغط السياسي في مبنى الكابيتول، شارك فيها الرئيس نفسه في بعض الأحيان. وكان زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، قد عطّل التصويت النهائي في المجلس يوم الخميس عبر إلقاء خطاب استمر قرابة تسع ساعات. ووصف مشروع القانون بأنه 'هجومٌ غير عادي على الرعاية الصحية للشعب الأمريكي'، واستشهد بروايات من أفراد عبّروا عن قلقهم من تداعياته. لكن خطابه المطوّل لم يغيّر مسار الأمور؛ فبمجرد أن أنهى كلمته، بدأ المجلس إجراءات التصويت. وقال ترامب: 'لا يمكن أن تحظى أمريكا بهدية عيد ميلاد أفضل من هذا الانتصار العظيم الذي حققناه قبل ساعات فقط' وأضاف: 'بكل بساطة، سيمنحنا هذا القانون الكبير والجميل أقوى حدود على وجه الأرض، وأقوى اقتصاد، وأقوى جيش'. ويقول البيت الأبيض إن التخفيضات الضريبية التي يتضمنها القانون ستدفع بعجلة النمو الاقتصادي، لكن خبراء كُثر يحذرون من أن ذلك قد لا يكون كافياً لمنع عجز الموازنة، أي الفارق السنوي بين الإنفاق والإيرادات الضريبية، ما قد يؤدي إلى ارتفاع الدين العام للولايات المتحدة. وتُظهر تحليلات مكتب الميزانية في الكونغرس (سي بي أو)، أن هذه التخفيضات قد تحقق فائضاً في العام الأول، لكنها بعد ذلك ستؤدي إلى ارتفاع حاد في العجز. وبحسب مركز السياسات الضريبية، ستصب التغييرات الضريبية في مشروع القانون في مصلحة الأمريكيين الأكثر ثراءً أكثر من أصحاب الدخل المنخفض، إذ تشير تحليلاته إلى أن نحو 60 في المئة من الفوائد ستذهب لمن يتقاضون أكثر من 217,000 دولار سنوياً، أي 158 ألف جنيه إسترليني. وتحدثت البي بي سي، إلى أمريكيين قد يشهدون خفضاً في الدعم الذي يساعدهم على شراء المواد الغذائية. ومن بينهم جوردان، أب لطفلين، وهو واحد من بين 42 مليون أمريكي يعتمدون على برنامج المساعدات الغذائية، الذي يستهدفه القانون الجديد. ويتلقى جوردان وزوجته ما يقارب 700 دولار شهرياً لإطعام أسرتهما المكوّنة من أربعة أفراد، ويقول الشاب البالغ من العمر 26 عاماً، إنه سيلجأ إلى عمل إضافي إذا انخفض المبلغ الذي يحصل عليه. ويضيف: 'سأفعل كل ما بوسعي لإطعام عائلتي'. وإلى جانب تقليص دعم برنامج المساعدات الغذائية، تشير التعديلات إلى برنامج 'ميديك إيد'، الذي يوفّر الرعاية الصحية للأمريكيين أصحاب الدخل المحدود، وكبار السن، وذوي الإعاقة، إلى أن ما يقرب من 12 مليون شخص قد يفقدون تغطيتهم الصحية خلال العقد المقبل، بحسب تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس. أما الجمهوريون، فيدافعون عن هذه التغييرات بقولهم إن تشديد شروط العمل في البرنامج ضروري لمكافحة سوء الاستخدام والاحتيال. لكن استطلاعات الرأي التي أُجريت قبل تمرير القانون في الكونغرس تشير إلى أن التأييد الشعبي له منخفض، ولا يقارن بعدد المعارضين. فقد أظهر استطلاع لجامعة 'كوينيبياك' أن 29 في المئة فقط يؤيدون مشروع القانون، وترتفع النسبة إلى الثلثين بين الجمهوريين. مع ذلك، يبدو أن كثيرين لا يعرفون تفاصيله بعد؛ فقد أفادت وكالة رويترز بأن أنصار ترامب الذين التقتهم خلال تجمّع أيوا ليلة الخميس لم يكونوا على دراية تامة بمحتوى القانون.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store