
بعد قرار ترامب في وجه روسيا.. تعرف على أسطول غواصات أميركا
وقال ترامب في تغريدة على حسابه في منصة "تروث سوشيال": "بناء على التصريحات الاستفزازية للغاية التي أدلى بها الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، فقد أصدرت أوامر بتمركز غواصتين نوويتين في مناطق مناسبة تحسّبا لاحتمال أن تكون هذه التصريحات الطائشة والمثيرة للفتنة أكثر من مجرد كلمات".
ولم يحدد الرئيس الأميركي نوع الغواصات، أو موقع تمركزها، كما أن البنتاغون عادة ما يتكتم على تحركات الغواصات، أو أماكن تواجدها.
وذكرت شبكة "سي إن إن"، أن البحرية الأميركية تمتلك 3 أنواع من الغواصات، جميعها تعمل بالطاقة النووية، لكن واحدة منها فقط تحمل أسلحة نووية.
الغواصات الباليستية الحاملة للصواريخ النووية "أوهايو"
قالت "سي إن إن" إن البحرية الأميركية تمتلك 14 غواصة من طراز "أوهايو" الباليستية، وغالبا ما يطلق عليها لقب "بومرز".
ووفقا لبيان للبحرية، فإن هذه الغواصات مصممة خصيصا للتخفي وإطلاق الرؤوس النووية بدقة.
وتستطيع هذه الغواصات حمل 20 صاروخا باليستيا من طراز "ترايدنت"، المزود بعدة رؤوس نووية، ويبلغ مدى هذه الصواريخ نحو 7400 كيلومتر.
وحسب "سي إن إن"، فإن ذلك لا يعني أنه من الضروري أن تقترب الغواصات من روسيا لضربها، إذ يمكنها شن هجوم من المحيط الأطلسي، أو الهادئ، أو الهندي، أو حتى من القطب الشمالي.
واعتبرت أن هذه الغواصات تشكل رادعا نوويا قويا. وهي قادرة على النجاة من أي ضربة معادية، كما أن تحركاتها تعد من أكثر الأسرار التي تتكتم عليها البحرية الأميركية.
الغواصات الموجهة بالصواريخ
وتتشابه هذه الغواصات في مواصفاتها العامة مع غواصات الـ"بومرز"، لكنها تحمل صواريخ "توماهوك" بدلا من صواريخ "ترايدنت" الباليستية.
وتستطيع هذه الغواصات حمل 154 صاروخا من طراز "توماهوك" برؤوس شديدة الانفجار، يصل وزنها إلى 1000 رطل، ويبلغ مداها نحو 1000 ميل.
كما تستطيع هذه الغواصات نقل قوات خاصة، عبر إنزالها سرا من خلال حجرات إقفال ضمن أنابيب الصواريخ السابقة، وفقا لبيان صادر عن البحرية الأميركية.
ورغم أن تحركات غواصات "أوهايو" تبقى سرية للغاية، فإن البحرية الأميركية أعلنت خلال السنوات الأخيرة عن تمركز بعضها قرب مناطق تشهد توترا عسكريا، كوسيلة للردع
الغواصات الهجومية السريعة
وتشكل هذه الغواصات الجزء الأكبر من أسطول البحرية الأميركية، وهي مصممة لتعقب وتدمير الغواصات والسفن المعادية باستخدام الطوربيدات.
كما يمكنها إصابة أهداف برية باستخدام صواريخ "توماهوك"، لكنها تحمل عددا أقل من الصواريخ مقارنة بغواصات "أوهايو".
وتملك البحرية الأميركية 3 طرازات من هذه الغواصات: "فرجينيا"، "لوس أنجلوس"، و"سي وولف".
وأشارت "سي إن إن" إلى أن طراز "فرجينيا" هو الأحدث، إذ تم تشغيل 23 غواصة منه حتى الأول من يوليو الماضي.
ويبلغ طول الغواصة ما بين 115 إلى 140 مترا، ويبلغ وزن إزاحتها 10,200 طن، ويعمل على متنها 145 فردا.
أما طراز "لوس أنجلوس" فهو الأقدم، ولا يزال منها 23 غواصة في الخدمة، ويبلغ طولها نحو 109 أمتار، ووزن إزاحتها 6900 طن، ويعمل عليها 143 فردا.
أما غواصات "سي وولف" فهي الأقل عددا في الأسطول الأميركي، حيث تملك البحرية ثلاث غواصات فقط من هذا الطراز.
وهناك غواصتان من طراز "يو إس إس سي وولف" و"يو إس إس كونيتيكت"، ويبلغ طولهما 107 أمتار، وتصل إزاحتهما إلى نحو 9100 طن، وتحملان طوربيدات وصواريخ من طراز "كروز".
أما الغواصة الثالثة فهي "يو إس إس جيمي كارتر"، وتعد من أكثر الغواصات تخصصا في البحرية الأميركية، ويصل طولها إلى 137 مترا.
وأوضحت البحرية إن هذا الطول الزائد يوفر مساحة لحمل تقنيات متقدمة تستخدم في الأبحاث والتطوير السري، فضلا عن تعزيز القدرات القتالية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 4 ساعات
- اليمن الآن
بروكسل تعتمد قانون الذكاء الاصطناعي.. أداة السيادة الرقمية
دخلت أجزاء رئيسية من قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي (AI Act) حيز التنفيذ اليوم السبت. وتدشّن الخطوة مرحلة جديدة من تنظيم تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل الاتحاد الأوروبي، وسط توترات متجددة مع الولايات المتحدة. ويمثل هذا القانون، الذي وُصف بأنه من أكثر القوانين طموحًا في العالم في هذا المجال، خطوة استراتيجية تسعى من خلالها بروكسل إلى ضبط استخدام الذكاء الاصطناعي بما ينسجم مع القيم الأوروبية، من شفافية ومساءلة وحقوق الإنسان. وألقى تقرير نشرته صحيفة "لو موند" الفرنسية الضوء على القانون وقال أنه استغرق التفاوض حوله سنوات، وجرى اعتماده نهائيًا في عام 2024. ويُعتبر القانون محاولة جريئة من الاتحاد الأوروبي لوضع أُطر قانونية شاملة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، في وقت تتسابق فيه الدول والشركات لتطوير هذه التقنية دون ضوابط كافية. خطوات إجراءات ودخلت أحكام الحوكمة المركزية حيز التنفيذ، حيث يُطلب من الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة إخطار المفوضية الأوروبية بالهيئات الوطنية التي ستتولى مراقبة تطبيق القانون على أراضيها. وفي فرنسا، على سبيل المثال، من المتوقع أن تضطلع كل من "المديرية العامة للسياسات التنافسية وشؤون المستهلك ومكافحة الاحتيال" و"الهيئة الوطنية لحماية البيانات" (CNIL) بهذه المهمة. ومع ذلك، لم تحدد بعض الدول الأعضاء بعد الهيئات المعنية، ما يثير تساؤلات حول فاعلية التطبيق في المدى القريب. غضب أمريكي متجدد ووفقا لتقرير "لو موند"، فإن إطلاق القانون لم يمر مرور الكرام في واشنطن. فقد واجه انتقادات شديدة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى شركات التكنولوجيا العملاقة مثل غوغل، ميتا، وأمازون، التي ترى في القانون تهديدًا لمصالحها التجارية ونموذجها القائم على الابتكار السريع. وتتهم هذه الأطراف الاتحاد الأوروبي بفرض قيود بيروقراطية معرقلة للتطور التكنولوجي، خاصة فيما يتعلق بالقيود المفروضة على ما يُعرف بـ"أنظمة الذكاء الاصطناعي عالية المخاطر". ويرى محللون أن المواجهة بين بروكسل وواشنطن في هذا السياق تعكس اختلافًا أيديولوجيًا أعمق. ففي حين تسعى أوروبا لفرض نموذج قائم على "الذكاء الاصطناعي الموثوق"، تفضل الولايات المتحدة نهجًا أكثر مرونة يحفّز السوق ويقلّل من التدخل الحكومي المباشر. نموذج سيادي رقمي ويمثل القانون جزءًا من استراتيجية أوروبية أوسع لتعزيز "السيادة الرقمية"، إلى جانب قوانين أخرى مثل "قانون الخدمات الرقمية" (DSA) و"قانون الأسواق الرقمية" (DMA)، التي تهدف جميعها إلى كبح نفوذ شركات التكنولوجيا الكبرى، وضمان حماية البيانات والحقوق الرقمية للمواطنين الأوروبيين. وبحسب محللين، فإن هذه الحزمة التشريعية لا تسعى فقط إلى حماية المستهلكين، بل تهدف أيضًا إلى ترسيخ مكانة أوروبا كصانع قواعد عالمي في مجال التكنولوجيا، تمامًا كما فعلت سابقًا مع اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR). لكن رغم الطموح الأوروبي، تواجه عملية تطبيق القانون تحديات كبيرة، خاصة في ظل النقص في الموارد البشرية والتقنية في بعض الدول الأعضاء، وصعوبة مواكبة التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي. كما يُطرح تساؤل حول كيفية التعامل مع الشركات غير الأوروبية التي تقدم خدماتها داخل الاتحاد، ومدى فاعلية الرقابة العابرة للحدود. في المقابل، يرى مؤيدو القانون أنه يضع أساسًا قانونيًا صلبًا لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول للذكاء الاصطناعي، ويمنح المستخدمين ثقة أكبر بالتكنولوجيا. ومع دخول قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي حيز التنفيذ، يتجه الاتحاد الأوروبي نحو تكريس نموذج مختلف لتنظيم التكنولوجيا، يقوم على الموازنة بين الابتكار وحماية الحقوق. ورغم التوترات مع الولايات المتحدة، فإن بروكسل تبدو عازمة على المضي قدمًا في هذا النهج، حتى لو عنى ذلك الدخول في صدام جديد مع وادي السيليكون.


اليمن الآن
منذ 4 ساعات
- اليمن الآن
واشنطن تدعم سيادة المغرب بتوسيع الاستثمارات في الصحراء المغربية
أرسلت الولايات المتحدة إشارات قوية تؤكد دعمها السياسي والدبلوماسي والاقتصادي المستمر لسيادة المغرب على الصحراء المغربية، عبر المضي في تنفيذ خطة استثمارية متنوعة وبمشاركة شركات أميركية متعددة. واتخذت واشنطن قرار الاستمرار في دعم مالي لشركاتها للاستثمار في الأقاليم الجنوبية عبر شركة تمويل التنمية، بعد أن منحت وكالة الأمن القومي الضوء الأخضر لدخول المستثمرين الأميركيين إثر تقييم الوضع الأمني في المنطقة. ومع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة، أصبحت الأجواء مهيأة لتمويل مباشر للمشاريع الاقتصادية في الصحراء من قبل الحكومة الفيدرالية، وتنفيذ التزام وزارة الخارجية الأميركية بتمويل مشاريع تهدف إلى 'تعزيز النمو الاقتصادي الشامل في الداخلة والعيون،' إذ شرعت مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية في تواصلها مع المسؤولين المغاربة، خصوصاً منذ أكتوبر 2024. وتعتزم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية اتخاذ المغرب قطبا جهويا في منطقة شمال أفريقيا بالنسبة إلى برنامجها الجديد على صعيد القارة للتجارة والاستثمار الخاص بمبادرة ازدهار أفريقيا. وأكد كونور كولمان، رئيس الاستثمارات في مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية، أن 'جهود مؤسسة تمويل التنمية الأميركية لا تعود بالنفع على البلدان والمجتمعات التي تستثمر فيها فحسب، بل إنها تعمل أيضاً على تعزيز المصالح الاقتصادية الأميركية من خلال فتح أسواق جديدة، وتعزيز العلاقات التجارية، وتعزيز اقتصاد عالمي أكثر أمناً وازدهاراً.' وعلى المستوى السياسي والدبلوماسي حدد الدوق بوكان الثالث، الذي رشحه الرئيس ترامب لمنصب السفير لدى المغرب، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي في 29 يوليو، ثلاث أولويات رئيسية لمهمته في الرباط: تعميق العلاقات التاريخية والإستراتيجية، وتعزيز التعاون الأمني – بما في ذلك مكافحة الإرهاب والتدريبات العسكرية المشتركة مثل الأسد الأفريقي – وإعادة تأكيد اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء. وأكد السفير بوكان أن المغرب يعد شريكا إستراتيجيا لا غنى عنه للولايات المتحدة في منطقة شمال أفريقيا، مشددا على دور المملكة كشريك اقتصادي نموذجي، وتعهد بتوسيع فرص التجارة والاستثمار في قطاعات مثل التكنولوجيا والزراعة والطاقة والنقل. واعتبر محمد بودن، الخبير المغربي في الشؤون الدولية المعاصرة، أن هذا المستجد يعزز رصيد علاقات الولايات المتحدة بالمغرب اقتصاديا وإستراتيجيا، كما يدعم ركائزها الصلبة التي تسمح لها بتجديد مختلف الروابط رفيعة المستوى، لاسيما الشراكة الاقتصادية والحوار الإستراتيجي والتعاون الدفاعي. وفي سياق التوجه الاستثماري الأميركي نحو الأقاليم الجنوبية، زار وفد كبير من شركة تمويل التنمية بقيادة آدم بوهلر، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، المغرب في 7 يناير 2021 لاستكشاف فرص الاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي، حيث جاءت هذه الزيارة عقب إعلان عن تعبئة استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار في المغرب وشمال أفريقيا، وتم إطلاق منصة لتعزيز الاستثمار والتسويق الإقليمي، من مقر ولاية جهة الداخلة وادي الذهب. وقد تم تمويل المنصة من قبل الحكومة الأميركية ومكتب شؤون الشرق الأدنى عبر مبادرة الشراكة الأميركية في الشرق الأوسط (MEPI)، وكان من المقرر أن تتزامن مع افتتاح قنصلية أميركية في الداخلة. كما أعلنت مؤسسة تمويل التنمية أيضًا عن تعاونها مع صناديق مساعدة المشاريع الصغيرة لإنشاء صندوق بقيمة 100 مليون دولار، مع إمكانية توفير ما يصل إلى 50 مليون دولار من مؤسسة تمويل التنمية، والذي سيركز على فرص السوق ومعالجة المشكلات المتفشية في المغرب والتي تتطلب حلولاً مبتكرة يقودها رواد أعمال محليون. وأكد آدم بوهلر، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، أننا 'نُثمّن شراكتنا القوية مع المغرب، ونتطلع إلى مواصلة عملنا معًا.' وفي العام 2020، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين مؤسسة تمويل التنمية الدولية والحكومة المغربية تتناول بالتفصيل جهود المؤسسة لاستثمار مبلغ 3 مليارات دولار على مدى أربع سنوات، من أجل تمويل مشاريع بالمغرب واستثمارات مشتركة مع شركاء مغاربة لتنفيذ مشاريع بمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء. لكن توقف المشروع خلال فترة إدارة جو بايدن. ◄ارتباطا بالبُعد الدبلوماسي والسياسي للعلاقات بين البلدين تم إدراج قرار يحتفي بالصداقة التاريخية والشراكة الإستراتيجية التي تربط بين المغرب والولايات المتحدة واستعرض بوكان الثالث أمام لجنة الخارجية بالكونغرس آفاق تعزيز هذه الشراكة سواء على الجانب السياسي والدبلوماسي، وتوسيعها لتشمل التعاون الأمني والعسكري، فضلا عن توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي بين الرباط وواشنطن، مع التركيز على دعم مشاريع التنمية المستدامة ونقل التكنولوجيا. وأورد محمد بودن في تصريح لـ'العرب' أن 'الموقف الأميركي الثابت والصريح بشأن الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وزيارة الوفود الأميركية السياسية وممثلي شركات كبرى إلى الصحراء المغربية، يمثلان دافعا كبيرا لاستثمار مختلف فرص العمل بين البلدين، كما أن الإشادة المستمرة لأميركا بالأجندة التنموية للعاهل المغربي الملك محمد السادس، والدور المغربي الفاعل في جهود مكافحة الإرهاب، يعكسان الأهمية الإستراتيجية الواضحة للمملكة المغربية في المنظور الأميركي تجاه أفريقيا الأطلسية والفضاء الأورو-متوسطي.' وارتباطا بالبُعد الدبلوماسي والسياسي المميز للعلاقات بين البلدين، تم في مارس الماضي بالكونغرس الأميركي إدراج قرار يحتفي بالصداقة التاريخية والشراكة الإستراتيجية التي تربط بين المغرب والولايات المتحدة، يحمل عنوان 'الاعتراف بالصداقة العريقة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة،' من طرف عضوي الكونغرس، الجمهوري جو ويلسون، والديمقراطي برادلي شنايدر، وهو ما يكرس التزام الحزبين في واشنطن بتوطيد التحالف 'التاريخي والإستراتيجي' والشراكة 'متعددة الأبعاد تقوم على المصالح الإستراتيجية، والاقتصادية، والثقافية والأمنية والعسكرية،' كما يعترف بالدور الذي يضطلع به المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس من أجل إحلال السلام والاستقرار الإقليمي.


اليمن الآن
منذ 5 ساعات
- اليمن الآن
صحيفة إسرائيلية: خسارة كارثية وشيكة في البحر الأحمر دفعت ترامب لإنهاء حملة قصف اليمن
يمن إيكو|ترجمة: أكدت صحيفة 'كالكاليست' الاقتصادية العبرية أن الدافع الرئيسي وراء قرار ترامب بوقف حملة القصف ضد اليمن في مايو الماضي، هو أن الولايات المتحدة كانت على وشك أن تواجه خسارة كارثية كبرى، حيث كانت قوات صنعاء قد اقتربت كثيراً من إصابة حاملة الطائرات (يو إس إس هاري ترومان) في البحر الأحمر. ونشرت الصحيفة، أمس الجمعة، تقريراً رصده وترجمه موقع 'يمن إيكو'، جاء فيه: 'شهد الشرق الأوسط العديد من الحروب الغريبة، ومعارك مفاجئة، وانتصارات لم يتوقعها أحد، وأحداثاً غريبة، حدث أحدها قبل شهرين تحت أنوفنا مباشرة، حيث هزم مسلحون يمنيون حفاة أقوى قوة في العالم'. وأضافت: 'لقد فعلوا ذلك في إحدى الليالي التي كان الرئيس ترامب سعيداً بنسيانها، وذلك بفضل هجوم واحد، بصاروخ واحد'. ونقل التقرير عن مصدر دفاعي أمريكي قوله إن السبب الحقيقي وراء اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار وقف الحملة ضد اليمن هو أنه 'في إحدى الليالي أدركت الولايات المتحدة مدى ضخامة الفجوة بين المكاسب والخسائر المحتملة، وهي ليلة كادت تفقد فيها شيئاً مهماً بالنسبة لها مثل الحياة البشرية، وربما أكثر'. وبحسب الصحيفة فإنه 'في ليلة 28 أبريل، هاجمت مجموعة حاملة الطائرات (هاري ترومان) أهدافاً شمال صنعاء وعلى طول الساحل، باستخدام أربع طائرات (إف-18) وقام الحوثيون بالرد'. وأشارت الصحيفة إلى أن قوات صنعاء استخدمت في ذلك سلاحاً وصفته بـ'الجوكر' وهو صاروخ بالستي مضاد للسفن 'يتم إطلاقه عالياً في مسار حاد يقوده إلى نقطة التقاء مع الهدف، وفي طريقه إلى الأسفل، يقوم بتشغيل رادار أو مستشعر بصري حتى يتمكن من فهم مكان تقدم هدفه، وإجراء الإصلاحات وفقاً لذلك والضرر'. ووفقاً للصحيفة فإن قوات صنعاء امتلكت وقتها معلومات استخباراتية لتحديد موقع حاملة الطائرات (هاري تراومان) لاستهدافها بهذا الصاروخ، الذي أشارت إلى أنه 'يطير على مدى أقل بقليل من 300 كيلومتر، برأس حربي يبلغ وزنه 650 كيلوغراماً، ويضرب بسرعة تفوق سرعة الصوت وتقدر دقته بحوالي 50 متراً'. واعتبرت الصحيفة أن ذلك 'شكل تحدياً للبحرية الأمريكية لأن الاكتشاف سهل، فالصاروخ الباليستي له بصمة مميزة للغاية، لكن الاعتراض، يشكل صداعاً نصفياً، إذ يسقط الصاروخ بسرعة تفوق سرعة الصوت، ومن السهل جداً على صواريخ الدفاع الأمريكية أن تفوته، كما أن قوته التدميرية أكبر بكثير من طائرة بدون طيار أو صاروخ كروز، وهناك فرصة جيدة ليتمكن من تعطيل مدمرة'. وأضافت: 'إن شيئاً كهذا يصطدم بسطح حاملة طائرات تضم مقاتلات بعضها يتم إعادة تزويده بالوقود، من شأنه أن يسبب مذبحة، وأي شخص واعٍ وغير مصاب سيكون مهتماً فقط بإخماد الحرائق والإنقاذ، وستصبح (ترومان) شبه عاجزة، وسيأتي باقي الأسطول لمساعدتها ولن تستمر في مهاجمة اليمن، ويمكن رؤية هذا الفشل الذريع بوضوح ومن مسافة بعيدة'. وأوضحت أنه 'عندما تعرضت الحاملة ترومان لإطلاق النار، واجهت السفن المحيطة بها صعوبة في الدفاع عنها، ومن المرجح أن عدة صواريخ اخترقت الدفاعات الصاروخية للمدمرات، وليس من المعروف ما إذا كان السبب هو تركيز النيران، أو نمط الإطلاق، أو العمليات التحويلية التي تنطوي على طائرات بدون طيار، والتي نفذها اليمنيون في الماضي'. وأشارت إلى أن 'الحاملة قامت بالتحرك بشكل متعرج بأقصى سرعة لتجنب النيران اليمنية، في أقصى درجات انعطافها تسببت بانفصال إحدى مقاتلاتها من طراز إف-18 عن حبالها وطارت من على سطح السفينة إلى الماء، وهكذا تحولت 70 مليون دولار من البراعة الهندسية الأمريكية، إلى مساكن بأسعار معقولة للأحياء البحرية والأخطبوطات'. وبحسب الصحيفة فإنه 'خلف الكواليس، بدأ خبراء البحرية بفحص سجلات الرادار ورصد حركة صواريخ العدو، ثم أعادوا رسم الأنماط، وصححوا الإحصاءات، وحدّثوا تقييمات المخاطر. وبعد الانتهاء، أبلغوا الأدميرالات بأن حاملة الطائرات قد تضرب في المرة القادمة'. وأضافت أن 'الفريق العسكري نجح في إقناع فريق الرئيس بوجود خطرٍ هنا، ليس فقط على السفينة والمصالح الأمريكية، بل على قدرة القوة العظمى على إبراز قوتها خارجياً، وسرعان ما أدرك فريق ترامب أن هناك احتمالاً لضررٍ جسيمٍ على المستوى المحلي أيضاً: فصورة حاملة الطائرات ترومان، رمز القوة الأمريكية، وهي تُسحب مصابةً إلى أقرب ميناء، ستكون كارثةً'. وقالت الصحيفة إنه 'لهذا السبب جاء قرار ترامب بوقف القصف، فإذا أصيبت سفينة أمريكية، وقتل جنود البحرية، فإن الجمهور الأمريكي سيطالب بالانتقام، وقد أوضح البنتاغون للرئيس أنه لا توجد طريقة للانتقام بدون غزو شمال اليمن، الأمر الذي سيشوه الصورة التي يحاول ترامب خلقها لنفسه: أنه جيد جداً في الصفقات لدرجة أنه لا يحتاج إلى الحروب'. واعتبرت الصحيفة أن قرار ترامب كان 'ضرورياً' لأن 'الحرب لا تمارس من أجل القيام بها، ولكن من أجل تغيير الوضع الدبلوماسي، وبمجرد أن أدرك ترامب أنه ليس لديه الكثير ليكسبه ولكن الكثير ليخسره، فعل الشيء الصحيح'. وأشارت الصحيفة إلى أن إصابة حاملة الطائرات 'كان سيهشم صورة الرجل الحديدي' مشيرة إلى أن إعلان ترامب أن 'الحوثيين طلبوا منه التوقف' ربما فاجأ اليمنيين أنفسهم، بسبب حقيقة الوضع الذي واجهته البحرية الأمريكية.