
الولايات المتحدة تواجه مفترق طرق خطيرًا
إننا نعيش بلا شك في زمن حرج، ربما لا يشبه أي زمن آخر في التاريخ الأمريكي. رجلٌ بلا ضمير، مُنغمسٌ في ذاته، وله شهوةٌ لا تشبع للسلطة الغاشمة، يشغل أقوى منصب في العالم، يتصرف وفق أهوائه، ويختبر باستمرار حدود سلطته. عاث في سبعة أشهر فسادًا في نظامنا المحلي والدولي. وإذا لم يُوقف ويُجبر على الإلتزام بقسمه الرئاسي لحماية الدستور والدفاع عنه الذي ينتهكه دون عقاب، فلن يؤدي ذلك إلا إلى ترسيخ التداعيات الخطيرة العميقة، محليًا وعالميًا، التي يُعاني منها بالفعل. يقع العبء على عاتق الحزب الديمقراطي وأصحاب الضمائر الحية من جميع الأطياف السياسية والفلسفية للنهوض وتلبية نداء الساعة الإستثنائي.
لا يمكن فهم هذا النداء المُقلق إلا في سياق حجم الأوامر التنفيذية الكارثية التي أصدرها ترامب خلال الأشهر السبعة الأولى من رئاسته. من الضروري معرفة أن أجنداته الإجتماعية والإقتصادية والسياسية تكاد تكون مبنية بالكامل على مشروع 2025 الذي أطلقته مؤسسة هيريتدج، وهي مؤسسة فكرية يمينية متجذرة في المبادئ المحافظة وتهدف إلى إعادة هيكلة الحكومة الفيدرالية لتتماشى مع تلك الأجندة.
قبل دخول ترامب معترك السياسة، لم يكن سوى قوميًا محافظًا متشددًا على الإطلاق. ومع ذلك، فهو يعشق أن يكون في المقدمة وفي المركز، يمارس المراسيم الديكتاتورية ويتجاهل الضوابط والتوازنات ويستغل حزبًا جمهوريًا خاضعًا ومفلسًا أخلاقيًا خان البلاد وما تمثله، ليتمسك فقط بالسلطة. إنه فاسد حتى النخاع، ويتعامل مع الرئاسة كمشروع تجاري لإثراء نفسه على نطاق لا يُصدّق.
تدمير النسيج الإجتماعي والإقتصادي لأمريكا
ومن المفارقات العجيبة هنا أن كل إجراء اجتماعي واقتصادي وسياسي يتخذه ترامب الذي يسعى إلى حدّ زعمه 'لجعل أمريكا عظيمة مجددًا'، يُفضي إلى نتيجة عكسية تمامًا. إنه يُخرّب أمريكا داخليًا ويعزلها دوليًا، مُدمّرًا حجرًا حجرًا ما جعل أمريكا عظيمة في المقام الأول.
لا تُقدّم الإجراءات التالية سوى وصف موجز لبعضٍ من أكثر أوامره التنفيذية فظاعةً من بين 186 أمرًا أصدرها منذ توليه السلطة. لقد أثّرت هذه الأوامر بشكل كبير على الحريات المدنية والمعايير الديمقراطية والفئات المُستضعفة. وفي كثير من الحالات تتعارض الأوامر التنفيذية بشكل مباشر مع الدستور، وكثيرًا ما قضت المحاكم الفيدرالية بذلك.
أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا لإنهاء حق المواطنة بالولادة للأطفال المولودين في الولايات المتحدة لأبوين غير موثّقين، منتهكًا بذلك التعديل الرابع عشر للدستور. كما أمر بتعليق أهلية اللجوء على الحدود الجنوبية، ومكّن من الترحيل الجماعي القسري للمهاجرين من أرض المهاجرين، القلب النابض لعظمة أمريكا. قام بترحيل المهاجرين قسراً إلى السلفادور، واستأنف الممارسة اللاإنسانية المتمثلة في فصل أطفال المهاجرين عن آبائهم. وحاول إلغاء المبادرات الفيدرالية للتنوع والمساواة والشمول (DEI)) مع تقليص إنفاذ الحقوق المدنية، وطالب بتسريح العمال الفيدراليين وتجميد التوظيف وكذلك تجميد الإنفاق الذي يؤثر على البرامج الحيوية.
وضغط على الكونغرس لإقرار 'مشروع قانونه الضخم والجميل' الذي سيحرم الملايين من الرعاية الصحية، مما يزيد الفقراء فقراً والأغنياء ثراءً. وأعلن عن سياسة اتحادية 'للإعتراف بجنسين فقط'، وتقليص الحماية للأفراد المتحولين جنسياً. ومؤخراً، حاول التلاعب بخريطة الكونغرس للإحتفاظ بالسلطة قبل الإدلاء بصوت واحد في عام 2026.
كما وجه ترامب الحكومة بمراقبة ومعاقبة أو سحب التمويل من شركات المحاماة والمنظمات غير الربحية التي تقدم المساعدة القانونية في قضايا التصويت والحقوق المدنية التي لا تحظى بقبول السلطة التنفيذية. واستهدف الصحفيين ووسائل الإعلام المستقلة بإجراءات تنظيمية ودعاوى قضائية وتخفيضات في التمويل تهدف إلى تقويض حرية الصحافة وكبح المعارضة. ونشر الحرس الوطني ضد المتظاهرين السلميين، وخاصةً الجماعات الطلابية، مهددًا حرية التعبير وحقوق التجمع السلمي. وأرسل قوات فيدرالية إلى مدن مثل لوس أنجلوس، والآن واشنطن العاصمة، بذريعة مكافحة الجريمة لفرض نزواته الديكتاتورية. واستخدم التمويل الفيدرالي كسلاح لإجبار الجامعات والمنظمات على الرضوخ لمطالبه، مما أدى إلى تقويض الحرية الأكاديمية والمساواة.
سياسة خارجية كارثية
يصعب تقييم الضرر الهائل الذي ألحقه ترامب بدور أمريكا وقيادتها حول العالم. لم يُدرك ترامب قط أن ما يجعل أمريكا عظيمة ليس قوتها العسكرية فحسب، بل أيضًا نفوذها غير المسبوق في القوة الناعمة. فقد خفض جزءًا كبيرًا من المساعدات الفيدرالية الخارجية الأمريكية، بما في ذلك تلك المخصصة لدول بعينها، وحلّ الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) التي لعبت دورًا حاسمًا في إبراز القوة الناعمة الأمريكية.
وعلاوة على ذلك، خفّض بشكل حاد المساعدات المخصصة للدبلوماسية الثقافية والمشاركة في المنظمات الدولية والبث الدولي، مثل إذاعة صوت أمريكا. وانسحب من هيئات متعددة الأطراف مثل مجلس حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية، مما أضرّ بحقوق الإنسان والصحة العامة والتعاون العالمي. وفي المجمل، ضمن ترامب انهيار القوة الناعمة الأمريكية، مما أضعف مكانة أمريكا الدولية وساهم في تراجعها.
لقد هزّت تعريفات ترامب الجمركية غير المنتظمة التجارة العالمية، مما أجبر كل شريك تجاري رئيسي على إعادة تقييم علاقاته التجارية مع الولايات المتحدة. سيبحثون عن شركاء تجاريين جدد ويعززون اعتمادهم على أنفسهم، مما يجعل ترامب يدرك أن سياسته التجارية المفلسة جعلت أمريكا شريكًا غير موثوق به وقابلًا للاستهلاك. لقد تجاهل بسهولة إجماع الإقتصاديين على أن الرسوم الجمركية تضخمية وأن المستهلك الأمريكي سيدفع في النهاية أسعارًا مبالغًا فيها، وهي أسعار مرتفعة بالفعل في الوقت الحاضر.
يستمتع ترامب بتنفير أقرب حلفاء أمريكا. يلجأ إلى الترهيب بدلًا من اتباع دبلوماسية هادئة ومحترمة. أمر الولايات المتحدة بالإنسحاب من اتفاقية باريس بشأن تغيّر المناخ بموجب مرسوم تنفيذي، متحديًا بشكل صارخ الإجماع العالمي حول خطورة تغيّر المناخ. والأسوأ من ذلك، أنه يرفض الضغط على نتنياهو لإنهاء حرب غزة الإبادة الجماعية، مما يجعل أمريكا متواطئة في موت وتجويع عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء.
الإلتفاف حول قائد جديد
غالبًا ما يظهر القادة في أوقات الأزمات الكبرى، ونحن الآن في خضم أزمة غير مسبوقة. يحتاج الديمقراطيون بشدة إلى قادة جدد، شباب نسبيًا، وواضحين، يلتف حولهم الحزب. يبدو أن قادةً مثل حاكم كاليفورنيا نيوسوم على قدر التحدي. يجب عليه وعلى العديد من الديمقراطيين الآخرين من أمثاله ألا يدخروا جهدًا لتوعية الرأي العام الأمريكي بالخطر الذي يواجه أمريكا إذا لم تُقَصَّ شوكة ترامب بتغيير في مجلس النواب، وفي أحسن الأحوال، مجلس الشيوخ، في انتخابات التجديد النصفي القادمة.
صياغة أجندة اجتماعية واقتصادية مُلزمة
يواجه الحزب الديمقراطي الآن اختبارًا حيويّا ً لسبر أهمية بقائه على قيد الحياة. يجب عليه الآن طرح أجندة اجتماعية واقتصادية وسياسية مُلزمة تعكس احتياجات وتطلعات من تخلوا عن الحزب. انتخابات التجديد النصفي هي مسألة حياة أو موت بالنسبة للديمقراطيين. ليس لديهم دقيقة واحدة يضيعونها. يجب عليهم تجنيد المجتمع المدني والجماعات الدينية واستقطاب جيل جديد من الديمقراطيين الشباب، المختلفين والمتنوعين، المتحمسين لإحداث تغيير حقيقي. إذا فشلوا في تحقيق الأغلبية في الكونغرس، فإن الكارثة التي تسبب بها ترامب بالفعل خلال الأشهر السبعة الأولى من ولايته ستتضاءل مقارنة بالضرر الذي سيُلحقه خلال الأشهر الـ 41 المقبلة من رئاسته.
تنظيم احتجاجات سلمية حاشدة
في الوقت الذي يُعيد فيه الحزب الديمقراطي تنظيم صفوفه، عليه أن يبني على غضب الجمهور الذي احتجّ بعشرات الآلاف في جميع أنحاء البلاد ضدّ الهجوم السياسيّ لترامب. لن يكون هناك ما هو أقوى وأكثر فعاليةً لإجبار ترامب على التراجع من الإحتجاجات السلمية التي يتدفق فيها الملايين بلا هوادة إلى شوارع كل مدينة رئيسية يومًا بعد يوم، مُوجّهين رسالةً واضحةً وصادقةً إلى ترامب:
أمريكا ملكٌ لجميع الأمريكيين، وليست للأقلية الفاسدة التي تتخفّى وراء الشعار الزائف 'جعل أمريكا عظيمةً من جديد' ، بينما يُمزّقون أمريكا ويسمحون لمجرمٍ بتدمير ما جعل أمريكا، أمريكا – أعظم تجربة سياسية في تاريخ البشرية.
على كلّ وطنيّ أمريكيّ – ديمقراطيّ، جمهوريّ، ومستقلّ – واجبٌ مقدّسٌ في تذكير ترامب بأنّ انتهاك قسمه الرئاسيّ جريمةٌ لم يعد بإمكانه ارتكابها دون عقاب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كش 24
منذ 5 ساعات
- كش 24
زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب شرق الجزائر
قال تلفزيون 'النهار' الجزائري إن زلزالا بشدة 5.8 درجات على مقياس ريختر وقع على بعد 10 كلم جنوب شرقي نفرين في ولاية تبسة مساء اليوم الأحد. وأضاف أن هزة ارتدادية بشدة 4.8 درجة أعقبت الزلزال في تبسة، حيث حددت الهزة الارتدادية على بعد 26 كم جنوب شرق نفرين الواقعة على الحدود مع تونس. وفيما لم يُعرف بعد أي تفاصيل حول تسجيل خسائر مادية أو بشرية من عدمه، فإن قوة الزلزال تسببت في هلع كبير في الجزائر. تابعوا آخر أخبار كِشـ24 عبر Google News اقرأ أيضاً ردا على قمة بوتين ترامب.. ماكرون يعلن عن اجتماع قريب لـ'تحالف الراغبين' اعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بعد قمة الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في ألاسكا عن اجتماع قريب لممثلي ما يسمى بـ'تحالف الراغبين' لدعم أوكرانيا. وكتب ماكرون على منصة 'إكس': 'أي سلام دائم يجب أن يرافقه ضمانات أمنية غير قابلة للخرق. وأرحب في هذا الصدد باستعداد الولايات المتحدة للمساهمة في هذه الضمانات. سنعمل على ذلك معهم ومع جميع شركائنا في تحالف الراغبين الذين سنجتمع معهم قريبا لتحقيق تقدم ملموس'. وأعلن قادة الاتحاد الأوروبي في وقت سابق اليوم أن الاتحاد سيواصل الضغط على روسيا، حيث ستظل العقوبات الحالية سارية مع التخطيط لإجراءات جديدة، لاسيما في المجال الاقتصادي. وأكدوا في بيان مشترك أنهم يرحبون بجهود ترامب 'لوقف سفك الدماء في أوكرانيا وتحقيق السلام العادل'، معبرين عن استعدادهم 'للعمل مع ترامب وزيلينسكي للتحضير لقمة ثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا'، كما شددوا على أن أوكرانيا وحدها من يتخذ القرارات بشأن أراضيها. دولي 'غوغل' تطرح أداة جديدة لحجز رحلات منخفضة التكلفة بالذكاء الاصطناعي أعلنت شركة 'غوغل' عن إطلاق أداة جديدة تحت اسم 'Flight Deals'، ضمن خدماتها الخاصة بالبحث عن رحلات الطيران، والتي تهدف إلى تسهيل العثور على تذاكر سفر منخفضة التكلفة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وذكرت الشركة، في بيان لها، أن الأداة تتيح للمستخدمين وصف رحلاتهم بلغة طبيعية، دون الحاجة إلى إدخال معايير بحث تقليدية، حيث يمكن إدخال أوصاف مثل 'رحلة إلى وجهة دافئة هذا الشتاء' أو 'إجازة قصيرة إلى مدينة ذات طابع ثقافي'، ليقوم النظام بتحليل الخيارات المتاحة وتقديم أفضل العروض. ومن المقرر أن تتوفر الأداة خلال الأسبوع المقبل بنسخة تجريبية في كل من الولايات المتحدة وكندا والهند، على أن تطلق في دول أخرى لاحقا، عبر صفحة 'Flight Deals' أو من خلال 'Google Flights'. وأكدت 'غوغل' أن واجهتها التقليدية للبحث عن الرحلات 'Google Flights' ستبقى متاحة مع بعض التحديثات، من بينها إمكانية استثناء تذاكر الدرجة الاقتصادية الأساسية للرحلات في الولايات المتحدة وكندا. دولي بريطانيا تحاكم نحو 60 شخصا بتهمة إظهار الدعم لحركة مؤيدة للفلسطينيين قالت شرطة لندن الجمعة إن 60 شخصا على الأقل سيحاكمون في بريطانيا بتهمة "إظهار الدعم" لحركة "بالستاين أكشن" المؤيدة للفلسطينيين والتي تم حظرها مؤخرا. فيما انتقدت جهات من بينها الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية وغرينبيس حظر الحركة، معتبرة بأنه تجاوز للقانون، وحذرت من أن الاعتقالات اللاحقة تهدد حرية التعبير. وأفادت الشرطة اللندنية بأنها تحقق مع عشرات الأشخاص متهمة إياهم بـ"إظهار الدعم" لحركة مؤيدة للفلسطينيين مُنعت مؤخرا من مزاولة نشاطها. وقالت الشرطة في بيان "وضعنا ترتيبات تمكننا من التحقيق مع أعداد كبيرة من الأشخاص ومقاضاتهم بشكل أسبوعي إذا لزم الأمر". ومن جانبه، قال مدير مكتب الادعاء العام ستيفن باركنسون أن القرارات التي تم الإعلان عنها تتعلق بالأعداد الكبيرة من المعتقلين خلال المظاهرات الأخيرة، مشيرا إلى أنه "من المتوقع صدور المزيد في الأسابيع القليلة المقبلة". وأضاف باركنسون "يجب أن يكون الأمر جليا للناس بشأن العواقب في الحياة الواقعية لأي شخص يختار دعم حركة بالستاين أكشن". هذا، وتم اعتقال أكثر من 700 شخص من مؤيدي "بالستاين أكشن" منذ حظرها أوائل يوليوز الماضي وتصنيفها إرهابية، من بينهم 522 شخصا خلال احتجاج للحركة نهاية الأسبوع الماضي، ويعتقد أنه أعلى عدد اعتقالات مسجل على الإطلاق في احتجاج واحد في العاصمة البريطانية. وتم توجيه اتهامات إلى ثلاثة أشخاص في وقت سابق من هذا الشهر بارتكاب جرائم بموجب قانون الإرهاب لدعمهم "بالستاين أكشن"، بعد اعتقالهم في مظاهرة في يوليوز الماضي. ووفقا للشرطة، قد يواجه المتهمون بهذه الجرائم عقوبة سجن تصل إلى ستة أشهر، بالإضافة إلى عقوبات أخرى. وقال مارك رولي مفوض شرطة العاصمة البريطانية "أنا فخور بتعاون فرق الشرطة والادعاء العام لدينا بسرعة للتغلب على المحاولات المضللة لتجاوز نظام العدالة". إلى ذلك، وفي بيان عقب الاعتقالات الجماعية الأخيرة، دافعت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر عن قرار الحكومة، مؤكدة "يجب أن يكون الأمن القومي والسلامة العامة في المملكة المتحدة على رأس أولوياتنا دائما". وأضافت "التقييمات واضحة للغاية (...) هذه ليست منظمة غير عنيفة". ويذكر أن الحكومة البريطانية حظرت حركة "بالستاين أكشن" في 7 يوليوز الماضي، بعد أيام من إعلان مسؤوليتها عن اقتحام قاعدة جوية في جنوب بريطانيا، ما تسبب بأضرار تقدر بنحو 7 ملايين جنيه. وبررت الحركة الاحتجاج قائلة إن ذلك كان ردا على الدعم العسكري البريطاني غير المباشر لإسرائيل في ظل الحرب الدائرة في غزة. وشددت وزارة الداخلية البريطانية على أن الحركة مشتبه بها أيضا في ارتكاب "هجمات خطيرة" أخرى شملت "أعمال عنف وإصابات بالغة وأضرارا جنائية جسيمة". فيما أعرب حزب الليبراليين الديمقراطيين في بريطانيا عن "قلقه العميق إزاء استخدام صلاحيات الإرهاب ضد المتظاهرين السلميين". وانتقدت جهات من بينها الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية وغرينبيس حظر الحركة، معتبرة بأنه تجاوز للقانون، وحذرت من أن الاعتقالات اللاحقة تهدد حرية التعبير. دولي نظمت حركة طالبان الأفغانية أمس الجمعة مسيرات احتفالية إحياء للذكرى الرابعة لاستيلائها على السلطة سنة 2021. ومدعومة بأول اعتراف رسمي من روسيا بحكومتها، تحيي سلطات طالبان الأفغانية الجمعة الذكرى الرابعة لاستيلائها على السلطة. ووُضعت خطط لإقامة مسيرات في مدن عدة بما فيها وسط كابول، حيث من المقرر أن يتم إلقاء الزهور من طائرات هليكوبتر، ورُفعت أعلام "إمارة أفغانستان الإسلامية" البيضاء والسوداء في أنحاء المدينة في ذكرى سيطرة الحركة على العاصمة في 15 غشت 2021. وتجمع أفراد من طالبان مساء الخميس في ساحة قريبة من السفارة الأمريكية المغلقة، مقر عدوهم خلال تمردهم الذي استمر 20 عاما، رافعين الأعلام ومطلقين الأسهم النارية. وأُلغي هذا العام العرض العسكري الذي أقيم العام الماضي في قاعدة باغرام الجوية التي كانت في السابق محور العمليات بقيادة الولايات المتحدة، دون أي تفسير علني. ولا تزال حكومة طالبان معزولة إلى حد كبير على الساحة العالمية بسبب القيود المفروضة عليها على خلفية اتهامها بتفسير متشدد للشريعة، "يستهدف النساء على وجه الخصوص". وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في يوليوز مذكرتي توقيف بحق اثنين من كبار قادة طالبان، اتهمتهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية على خلفية اضطهاد النساء والفتيات اللواتي يُمنعن من معظم مراحل التعليم والعمل، ومن التوجه إلى الحدائق والصالات الرياضية والسفر دون محرم لكن السلطات حققت انتصارا مطلع يوليوز عندما أصبحت روسيا أول دولة تعترف رسميا بإدارتها. وترتبط كابول أيضا بعلاقات وثيقة مع دول آسيا الوسطى والصين والإمارات العربية المتحدة على الرغم من عدم اعتراف هذه البلدان بها رسميا. على صعيد دول الغرب، أفادت حكومة طالبان بإجراء محادثات في كابول مع مسؤولين من النرويج وبريطانيا والولايات المتحدة، من بين دول أخرى. ولا تواجه السلطات أي معارضة داخلية تقريبا على الرغم من الصعوبات الكبيرة الناجمة عن ضعف الاقتصاد وخفض المساعدات الدولية وتدفق أربعة ملايين أفغاني طُردوا من دول مجاورة. ودعا خبراء مستقلون عيّنهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الخميس المجتمع الدولي إلى عدم تطبيع العلاقات مع سلطات طالبان، ورفض "حكمها العنيف والاستبدادي". وقال الخبراء في بيان إن "طالبان التي تعمل دون شرعية، تفرض نظاما مؤسسيا لقمع النوع الاجتماعي وتسحق المعارضة وترتكب أعمالا انتقامية وتخنق وسائل الإعلام المستقلة، بينما تظهر ازدراء صريحا لحقوق الإنسان والمساواة وعدم التمييز". دولي


المغرب اليوم
منذ 5 ساعات
- المغرب اليوم
تعادل دون أهداف
تخيلت لقاء ترامب مع بوتين وكأنه مباراة لكرة القدم بينهما، لكنها مباراة انتهت بالتعادل دون أهداف. فلا شىء جرى إحرازه فى شأن الحرب الروسية الأوكرانية، التى كانت البند الأول على المائدة أمامهما. وقد قيل دائماً إن الأرض تلعب مع فريقها، وإن الفريق الذى يلعب على أرضه يملك ميزة لا يملكها الفريق المنافس، وربما كان هذا المعنى فى ذهن ترامب وهو يختار ولاية ألاسكا الأمريكية ملعباً للمباراة، ولكن اختيارها دون غيرها لم يكن له عائد فى نتيجة المباراة التى ترقبناها قبل بدايتها بأكثر من أسبوع، ثم تابعنا وقائعها وهى تجرى أمامنا على الهواء. من قبل كان بايدن قد التقى بوتين فى سويسرا 2021، وكان المعنى أن اللقاء يتم على أرض محايدة، حتى ولو لم ينجح أى من الرئيسين وقتها فى إحراز هدف أو أكثر فى مرمى الآخر. وبهذا المنطق كان المتوقع أن يطلب الرئيس الروسى أن تكون القمة مع نظيره الأمريكى فوق أرض محايدة، ولكن يبدو أنه تنازل عن ذلك وذهب إلى ألاسكا التى كانت أرضاً روسية من قبل، والتى اشترتها أمريكا من روسيا القيصرية فى القرن الثامن عشر بسبعة ملايين و200 ألف دولار. إن بوتين ضابط مخابرات عاش يخدم فى المخابرات السوڤيتية «كى جى بى» وبهذه الخلفية المخابراتية فهو يعرف ماذا تعنى ألاسكا بالنسبة لبلاده؟ وقد استجاب للدعوة الأمريكية عن رغبة فيما يبدو ليرى الأرض التى كان يجب أن تظل روسية!. أما وزير خارجيته سيرجى لافروف فلقد نزل أرض الملعب مرتدياً سويت شيرت عليه أربعة حروف بالإنجليزية هى: cccp !.. وأما هذه الحروف هى اختصار للاتحاد السوڤيتى السابق.. فلماذا ارتدى هذا السويت شيرت بالذات وماذا كان يقصد؟. ولابد أن الرئيس الروسى لما أبلغوه أن القمة ستكون فوق أرض ألاسكا دون سواها من ولايات بلاد العم سام قد ابتلع الإهانة التى قصدها ترامب، ففى الولايات المتحدة 50 ولاية، ولا يمكن أن تكون قد ضاقت جميعها إلا ألاسكا عن احتضان القمة، ولا مجال للقول بأن ألاسكا هى الأقرب جغرافياً لروسيا، لأن الرئيس الروسى لم يكن سيذهب إليها على قدميه!. ذهب بوتين متحدياً، وذهب ترامب منتشياً، وكلاهما كان يرغب فى إحراز هدف فى مرمى الخصم، غير أن العزم قد صح منهما كما قال الشاعر ولكن الدهر أبى!.


تليكسبريس
منذ 12 ساعات
- تليكسبريس
لقاء بين ترامب وزيلينسكي الاثنين المقبل بالبيت الأبيض
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم السبت، أنه سيلتقي الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل، لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق 'يضع حدا للحرب' بين روسيا وأوكرانيا. يأتي إعلان الرئيس ترامب عن هذا اللقاء عبر منصته (تروث سوشال)، غداة اللقاء الذي جمعه بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في ألاسكا. وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الاجتماع الذي عقده مع بوتين سار 'بشكل جيد'، مضيفا أنه أجرى مكالمات هاتفية في وقت متأخر من الليل مع زيلينسكي وقادة أوروبيين آخرين، من بينهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته. وأكد أنه تم الاتفاق على أن أفضل سبيل لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا يكمن في التوصل إلى اتفاق سلام مباشر، 'وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق نار لا يصمد في كثير من الأحيان'. وأضاف ترامب: 'في حال سارت الأمور بشكل جيد، فسنرتب بعد ذلك لقاء مع الرئيس بوتين'. وكان قاطن البيت الأبيض أعلن، الجمعة، عن إحراز 'تقدم كبير' عقب القمة التي عقدها في ألاسكا مع نظيره الروسي.