
النفط يستقر وسط تهديد ترمب بفرض عقوبات على الهند
وجرى تداول خام "غرب تكساس" الوسيط فوق مستوى 70 دولاراً للبرميل، بعدما قفز بأكثر من سبعة في المئة منذ بداية الأسبوع، فيما استقر خام "برنت" قرب 73 دولاراً للبرميل أمس الأربعاء.
لماذا الصادرات الهندية؟
وكان الرئيس الأميركي أفصح عن نيته وفرض رسوم جمركية على الصادرات الهندية، إضافة إلى "عقوبات" بسبب مشترياتها من الطاقة الروسية، قبل أن يضيف لاحقاً أن المحادثات ما زالت جارية بين الطرفين.
ماذا عن المخاوف في شأن الإمدادات؟
وأثارت هذه الإجراءات في حق طهران والهند مخاوف من تشديد إضافي في الإمدادات، واحتمال امتداد التأثير إلى منتجات مثل الديزل، خلال وقت يتجه فيه النفط نحو تسجيل أكبر مكاسب شهرية له منذ سبتمبر (أيلول) 2023.
وتتابع السوق من كثب المهلة التي حددتها واشنطن لإبرام مزيد من الاتفاقات التجارية بحلول الأول من أغسطس (آب) المقبل، مع إعلان ترمب أيضاً عن رسوم جمركية بنسبة 15 في المئة، على السلع الكورية الجنوبية.
كيف تواجه إيران العقوبات الجديدة؟
في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أمس عقوبات جديدة على أكثر من 115 فرداً وكياناً وسفينة على صلة بإيران، في مؤشر إلى أن إدارة ترمب تكثف جهودها في حملة "أقصى الضغوط" بعد قصف المواقع النووية الرئيسة الإيرانية خلال يونيو (حزيران) الماضي.
ويبدو أن طهران في وضع اقتصادي صعب مع تطورات الحرب التي ألحقت بها أضراراً فادحة، ولا تبدو هناك قدرة.
وتستهدف العقوبات بصورة عامة مصالح الشحن التابعة لمحمد حسين شمخاني، نجل علي شمخاني وهو مستشار للمرشد.
ووصفت وزارة الخزانة الأميركية هذه الخطوة بأنها أهم إجراء يخص العقوبات المتعلقة بإيران منذ عام 2018، خلال ولاية ترمب الأولى.
ووفق وزارة الخزانة، فإن شمخاني يسيطر على شبكة واسعة من سفن الحاويات والناقلات عبر شبكة معقدة من الوسطاء، الذين يبيعون شحنات النفط الإيرانية والروسية وسلعاً أخرى عبر العالم.
واتهمت الوزارة شمخاني باستغلال علاقاته الشخصية والفساد في طهران لتحقيق أرباح بعشرات المليارات من الدولارات، يستخدم جزء كبير منها لدعم النظام الإيراني.
وبصورة عامة، تستهدف العقوبات الجديدة 15 شركة شحن و52 سفينة و12 فرداً و53 كياناً، للضلوع في التحايل على العقوبات داخل 17 دولة، من بنما وإيطاليا إلى هونغ كونغ.
لماذا القرارات حاسمة؟
إلى ذلك، قالت الخارجية الأميركية ضمن بيان "تتخذ الولايات المتحدة اليوم إجراءات حاسمة لعرقلة قدرة النظام الإيراني على تمويل أنشطته المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك برنامجه النووي، ودعمه الجماعات الإرهابية وقمعه لشعبه".
وأضافت "تستهدف هذه الإجراءات مشغل محطة وشركات إدارة سفن ومشترين بالجملة، سهلوا مجتمعين تصدير وشراء ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني والمنتجات النفطية والبتروكيماويات".
وقال مسؤول أميركي إن الخطوة الجديدة لن تسبب اضطراباً في سوق النفط، إذ صممت خصيصاً لاستهداف جهات محددة، بحسب ما ورد في تقرير "بلومبيرغ".
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على شمخاني خلال وقت سابق من يوليو (تموز) الجاري، وعزا التكتل ذلك إلى دوره في تجارة النفط الروسية.
وأشار مسؤول أميركي إلى أن العقوبات الأميركية الجديدة ستؤثر في كل من روسيا وإيران لكنها تركز على طهران، مضيفاً "من وجهة نظرنا، وبالنظر إلى موقع هذا الشخص وارتباطه بالزعيم الأعلى وأنشطة والده السابقة في مجال العقوبات، من الأهمية بمكان التأكيد أن العقوبات على إيران ذات مغزى وتأثير كبير".
يُذكر أن الولايات المتحدة استهدفت علي شمخاني، والد محمد حسين، بعقوبات عام 2020.
إيران نددت
ونددت إيران اليوم الخميس بالعقوبات الأميركية الجديدة التي استهدفت أسطول الشحن الذي يشرف عليه محمد حسين شمخاني، نجل علي شمخاني المستشار الكبير للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، واصفة إياها بأنها "خبيثة".
وفرضت الخزانة الأميركية أمس قيوداً على أكثر من 115 فرداً وكياناً تجارياً وسفينة، اتهموا بتسهيل بيع منتجات النفط الإيراني والروسي.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي ضمن بيان، إن "العقوبات الأميركية الجديدة ضد تجارة النفط الإيرانية عمل خبيث يهدف إلى تقويض النمو الاقتصادي ورفاه الإيرانيين".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ضمن بيان أن "إمبراطورية الشحن التابعة لعائلة شمخاني تسلط الضوء على كيفية استغلال نخب النظام الإيراني مناصبهم لزيادة ثرواتهم الضخمة، وتمويل ممارسات النظام الخطرة".
وقال بقائي إن العقوبات "دليل واضح على عداء صناع القرار الأميركي تجاه الإيرانيين"، معتبراً أنها "جريمة ضد الإنسانية".
والعقوبات التي فرضت أمس "هي الأكبر حتى الآن، منذ وضعت إدارة ترمب موضع التنفيذ حملتنا للضغوط القصوى على إيران"، وفق بيسنت.
وفي إطار تلك الحملة انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق المبرم عام 2015 بين دول غربية وإيران، عام 2018 خلال الولاية الأولى لترمب، وأعادت فرض عقوبات صارمة على طهران.
"أوبك+" والعودة القوية
إلى ذلك يواجه تحالف "أوبك+" نتيجة استراتيجيته الطموحة لاستعادة حصته في سوق النفط، إلا أن هذه الخطوة قد تحمل مكاسب مستقبلية على المدى الطويل.
وتشير "بلومبيرغ" إلى أن شركة "وود ماكنزي" الاستشارية المتخصصة في شؤون الطاقة، ضمن بيانات جديدة، تقدر أن نمو الإمدادات النفطية من خارج "أوبك" (بقيادة دول مثل البرازيل وكندا وغيانا) سيتراجع بأكثر من 80 في المئة بين عامي 2025 و2027، ليقترب من التوقف التام بحلول ذلك العام.
وفي السياق نفسه، خفضت شركة "ريستاد إنرجي" النرويجية توقعاتها بصورة حادة خلال الأشهر الماضية.
وتظهر التوقعات الأخيرة الصادرة عن مؤسسات التحليلات أن المنتجين قد يحققون هدفهم إذا واصلوا التمسك بهذا النهج، ومن المقرر أن تعقد المجموعة اجتماعها المقبل لمراجعة مستويات الإنتاج يوم الأحد المقبل.
"أوبك+" عام 2027
وقال المحلل في شركة "ريستاد" والموظف السابق في أمانة "أوبك" خورخي ليون "بالنسبة إلى التحالف فإن بصيص الأمل يلوح خلال عام 2027، عندما يتباطأ نمو الإمدادات من خارج 'أوبك' أو خارج 'أوبك+' بوتيرة حادة للغاية".
ويُعزى تباطؤ الإمدادات من خارج "أوبك" إلى تراجع الإنتاج المتوقع داخل أميركا الشمالية بعد عام 2025، إضافة إلى دخول الحقول النفطية في كل من المكسيك والصين والنرويج مراحل النضوج، مما أدى إلى انخفاض إنتاجها تدريجاً مع استنزاف احتياطاتها، وفقاً لما ذكرته نائبة رئيس قسم أسواق النفط لدى "وود ماكنزي" آن لويز هيتل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ 5 ساعات
- الوئام
صدمة في سويسرا بعد فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 39%
استفاقت سويسرا، في يوم عطلتها الوطنية الجمعة، على صدمة اقتصادية بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 39% على السلع السويسرية المستوردة إلى السوق الأمريكية، وهي من أعلى النسب المفروضة على أي دولة حتى الآن. الرئيسة السويسرية كارين كيلر-سوتر أوضحت أنها تحدثت مع ترامب قبل الإعلان الرسمي لكنها فشلت في التوصل إلى اتفاق. وكانت برن قد أبدت استياءها منذ أبريل الماضي من تهديدات ترامب بفرض رسوم بنسبة 31%، قبل أن يُفاجأ المسؤولون السويسريون بزيادتها أكثر مع إعلان البيت الأبيض مساء الخميس. وبموجب القرار، ستخضع منتجات رئيسية مثل الأدوية، والأدوات الدقيقة، والكبسولات الخاصة بالقهوة، والساعات الفاخرة لرسوم الاستيراد الجديدة اعتبارًا من 7 أغسطس إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري. المحلل التجاري ستيفان ليغي من معهد القانون والاقتصاد في سويسرا اعتبر أن الاتفاق لا يزال ممكنًا في أي لحظة نظرًا إلى طبيعة قرارات ترامب المفاجئة، لكنه أشار إلى أن 'المشكلة الكبرى تكمن في حالة عدم اليقين المستمرة'. الجمعيات الاقتصادية السويسرية حذّرت من أن الرسوم ستجعل السلع السويسرية في الولايات المتحدة أغلى بكثير من نظيراتها الأوروبية، حيث توصل الاتحاد الأوروبي إلى فرض رسوم بنسبة 15% فقط، بينما نالت بريطانيا معدل 10%. وسرعان ما انعكس القرار على الأسواق، حيث تراجعت أسهم شركة Watches of Switzerland، المدرجة في لندن والمختصة ببيع الساعات السويسرية الفاخرة، بأكثر من 6% لتسجل أدنى مستوياتها منذ سنوات. وتُبرر إدارة ترامب الرسوم الجديدة بالفجوة التجارية مع سويسرا، والتي يعود أكثر من نصفها إلى صادرات الذهب السويسري نحو الولايات المتحدة. ورغم ذلك، فإن واردات الذهب مستثناة من الرسوم. أما قطاع الأدوية، وخاصة عملاقي الصناعة الدوائية روش ونوفارتيس، فهو الأكثر عرضة للتأثر، لا سيما بعد أن طالبت واشنطن شركات الأدوية الكبرى بخفض أسعارها للمستهلك الأمريكي.


الشرق الأوسط
منذ 6 ساعات
- الشرق الأوسط
ترمب يقيل مفوّضة مكتب إحصاءات العمل... ويريد رحيل جيروم باول «المتأخر للغاية»
أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، بإقالة مفوضة مكتب إحصاءات العمل الأميركي، إريكا إل. ماكينتارفر، بعد أن أظهرت بيانات أن نمو الوظائف جاء أضعف من المتوقع خلال الشهر الماضي. وكان الرئيس السابق جو بايدن قد رشح ماكينتارفر لتولي هذا المنصب في عام 2023 وصدق عليه مجلس الشيوخ الأميركي في العام التالي، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وكتب ترمب في منشور على منصته «تروث سوشيال»: «نحتاج إلى أرقام دقيقة عن الوظائف. وجهت فريقي بإقالة هذه المسؤولة السياسية (التي رشحها) بايدن فوراً. سيحل محلها من هو أكثر كفاءة وتأهيلاً». وقال ترمب أيضاً إن رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول يجب أن «يُحال على التقاعد». وأضاف: «يشهد الاقتصاد ازدهاراً في عهدي رغم ألاعيب مجلس الاحتياطي الاتحادي الذي خفض أسعار الفائدة مرتين، وبشكل كبير، قبل الانتخابات الرئاسية. أعتقد أنهم فعلوا ذلك على أمل فوز كامالا هاريس (المرشحة الديمقراطية)... فكيف سار الأمر؟ ينبغي أيضاً إحالة جيروم باول، المتأخر للغاية، على التقاعد». وقال مجلس الاحتياطي الاتحادي، في بيان، إن أدريانا كوغلر عضو المجلس أعلنت، الجمعة، استقالتها منه ابتداء من الثامن من أغسطس (آب) علماً أن فترتها تنتهي في يناير (كانون الثاني). وجاء في البيان أن كوغلر ستعود إلى جامعة جورج تاون للعمل أستاذة ابتداء من خريف العام الحالي. ومن شأن قرارها تسريع وتيرة الجدول الزمني للرئيس ترمب لاختيار عضو جديد في المجلس عدة أشهر.


الشرق الأوسط
منذ 6 ساعات
- الشرق الأوسط
محافِظة «الفيدرالي» كوغلر تستقيل مبكراً وتمنح ترمب فرصة لملء المنصب
أعلن الاحتياطي الفيدرالي، يوم الجمعة، أن محافظته، أدريانا كوغلر، ستقدم استقالتها من منصبها قبل نهاية فترة ولايتها المحددة. ومن المقرر أن تصبح الاستقالة سارية المفعول في 8 أغسطس (آب). ويأتي هذا القرار ليضيف مزيداً من التعقيد إلى عملية خلافة قيادة «الفيدرالي»، التي كانت متوترة بسبب العلاقات الصعبة مع الرئيس دونالد ترمب. وجاء في بيان لـ«الاحتياطي الفيدرالي»، أن كوغلر، التي تولت منصبها كمحافظة في سبتمبر (أيلول) 2023، ستغادر البنك المركزي قبل انتهاء ولايتها، التي كان من المقرر أن تستمر إلى 31 يناير (كانون الثاني) 2026. وأوضح البيان أن كوغلر ستعود إلى منصبها كأستاذة في جامعة جورج تاون في الخريف المقبل. وتعدّ هذه الاستقالة مفاجئة، خاصة أن كوغلر لم تحضر اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة هذا الأسبوع، وهو أمر غير معتاد. وقد شهدت فترة عملها في البنك المركزي تحديات كبيرة، إذ رفع صانعو السياسة النقدية أسعار الفائدة بشكل كبير لمكافحة ضغوط التضخم المرتفعة. وقد وضعت هذه السياسات «الاحتياطي الفيدرالي» تحت الانتقاد المباشر من جانب ترمب، الذي يرى أن أسعار الفائدة يجب أن تكون أقل بكثير مما هي عليه الآن. قد تؤثر استقالة كوغلر المبكرة على الجدول الزمني لعملية خلافة رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» الحالي، جيروم باول، الذي تنتهي ولايته في مايو (أيار) المقبل. وبموجب القانون، سيتمكن ترمب الآن من اختيار محافظ جديد ليحلّ محلّ كوغلر ويكمل ما تبقى من فترة ولايتها. وقد أثيرت تكهنات بأن ترمب قد يستغل هذا التعيين لاختيار شخصية قد تكون مرشحاً مستقبلياً لرئاسة البنك المركزي. وفي رسالة موجهة إلى ترمب، أعلنت فيها استقالتها، كتبت كوغلر: «أنا فخورة بأنني قمت بهذا الدور بنزاهة والتزام قوي بخدمة الجمهور، مع اتباع نهج يعتمد على البيانات بقوة، استناداً إلى خبرتي في أسواق العمل والتضخم».