logo
دراسة تربط بين منتجات المنزل البلاستيكية وارتفاع معدلات الوفاة بأمراض القلب

دراسة تربط بين منتجات المنزل البلاستيكية وارتفاع معدلات الوفاة بأمراض القلب

الوسط٠٦-٠٥-٢٠٢٥

ربطت دراسة حديثة بين بعض المنتجات المصنوعة من البلاستيك في المنزل والتي تحتوي على مواد كيميائية تعرف باسم «الفثالات»، وارتفاع معدلات الوفاة جراء الإصابة بأمراض القلب حول العالم.
وتوجد تلك المواد بنسب كبيرة في عديد المنتجات البلاستيكية التي نستخدمها يوميا مثل حاويات الطعام والصابون والشامبو والعطور وأدوات التجميل، للحفاظ على بقاء رائحتها لمدة أطول، بحسب «سي إن إن» الأميركية.
تأثير المواد البلاستيكية السامة
وبحثت دراسة مطولة، نشرت في مجلة «eBiomedicine»، في تأثير مواد «فثالات»، وبالأخص ثنائي (2-إيثيل هكسيل) فثالات، أو (DEHP)، على الوفيات جراء الإصابة بأمراض القلب في 200 دولة ومنطقة حول العالم.
وحلل الباحثون بيانات صحية وبيئية من عشرات المسوح الشعبية، التي تشمل عينات من البول تحتوي على بقايا مادة (DEHP) الكيميائية، والمعروفة أنها من المسببات الرئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية.
وترتبط مادة (DEHP) أيضا بتشوهات الأجنة والأورام السرطانية والعقم عند الرجال. ولهذا يلزم عدد من القوانين الأميركية الشركات بوضع ملصقات تحذيرية على المنتجات لإعلام المستهلكين بالتأثيرات الصحية المحتملة للمواد الكيميائية.
وقارن الباحثون معدلات التعرض للمواد البلاستيكية بإحصاءات الوفيات التي جمعها معهد القياسات الصحية والتقييم، وهو مجموع بحثية تجمع المعلومات الطبية العالمية.
ارتفاع معدلات الوفاة بأمراض القلب
ووجد البحث أن التعرض إلى (DEHP) أسهم في أكثر من 356 ألف و238 وفاة في العام 2018 بين الرجال والسيدات الذين تتراوح أعمارهم بين 55 – 64 عاما على مستوى العالم.
وكانت القارة الأفريقية صاحبة 30% من إجمالي الوفيات بسبب أمراض القلب المرتبطة بمادة (DEHP)، في حين كانت منطقة الشرق الأوسط وشرق آسيا صاحبة 25% من نسبة الوفيات.
وقالت الباحثة الرئيسية في كلية جروسمان للطب بجامعة نيويورك، سارة هيمان: «يعتقد أن البحث هو أول تقدير عالمي لأي نتيجة صحية ناجمة عن التعرض لـ(DEHP)».
وأضافت: «من خلال تسليط الضوء على العلاقة بين الفثالات والسبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، فإن نتائجنا تضيف إلى مجموعة كبيرة من الأدلة على أن هذه المواد الكيميائية تشكل خطرا هائلا على صحة الإنسان»

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دراسة تربط بين منتجات المنزل البلاستيكية وارتفاع معدلات الوفاة بأمراض القلب
دراسة تربط بين منتجات المنزل البلاستيكية وارتفاع معدلات الوفاة بأمراض القلب

الوسط

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • الوسط

دراسة تربط بين منتجات المنزل البلاستيكية وارتفاع معدلات الوفاة بأمراض القلب

ربطت دراسة حديثة بين بعض المنتجات المصنوعة من البلاستيك في المنزل والتي تحتوي على مواد كيميائية تعرف باسم «الفثالات»، وارتفاع معدلات الوفاة جراء الإصابة بأمراض القلب حول العالم. وتوجد تلك المواد بنسب كبيرة في عديد المنتجات البلاستيكية التي نستخدمها يوميا مثل حاويات الطعام والصابون والشامبو والعطور وأدوات التجميل، للحفاظ على بقاء رائحتها لمدة أطول، بحسب «سي إن إن» الأميركية. تأثير المواد البلاستيكية السامة وبحثت دراسة مطولة، نشرت في مجلة «eBiomedicine»، في تأثير مواد «فثالات»، وبالأخص ثنائي (2-إيثيل هكسيل) فثالات، أو (DEHP)، على الوفيات جراء الإصابة بأمراض القلب في 200 دولة ومنطقة حول العالم. وحلل الباحثون بيانات صحية وبيئية من عشرات المسوح الشعبية، التي تشمل عينات من البول تحتوي على بقايا مادة (DEHP) الكيميائية، والمعروفة أنها من المسببات الرئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية. وترتبط مادة (DEHP) أيضا بتشوهات الأجنة والأورام السرطانية والعقم عند الرجال. ولهذا يلزم عدد من القوانين الأميركية الشركات بوضع ملصقات تحذيرية على المنتجات لإعلام المستهلكين بالتأثيرات الصحية المحتملة للمواد الكيميائية. وقارن الباحثون معدلات التعرض للمواد البلاستيكية بإحصاءات الوفيات التي جمعها معهد القياسات الصحية والتقييم، وهو مجموع بحثية تجمع المعلومات الطبية العالمية. ارتفاع معدلات الوفاة بأمراض القلب ووجد البحث أن التعرض إلى (DEHP) أسهم في أكثر من 356 ألف و238 وفاة في العام 2018 بين الرجال والسيدات الذين تتراوح أعمارهم بين 55 – 64 عاما على مستوى العالم. وكانت القارة الأفريقية صاحبة 30% من إجمالي الوفيات بسبب أمراض القلب المرتبطة بمادة (DEHP)، في حين كانت منطقة الشرق الأوسط وشرق آسيا صاحبة 25% من نسبة الوفيات. وقالت الباحثة الرئيسية في كلية جروسمان للطب بجامعة نيويورك، سارة هيمان: «يعتقد أن البحث هو أول تقدير عالمي لأي نتيجة صحية ناجمة عن التعرض لـ(DEHP)». وأضافت: «من خلال تسليط الضوء على العلاقة بين الفثالات والسبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، فإن نتائجنا تضيف إلى مجموعة كبيرة من الأدلة على أن هذه المواد الكيميائية تشكل خطرا هائلا على صحة الإنسان»

أرقام صادمة.. كم من البلاستيك الدقيق المسرطن يتسلل إلى جسدك دون أن تدري؟!
أرقام صادمة.. كم من البلاستيك الدقيق المسرطن يتسلل إلى جسدك دون أن تدري؟!

أخبار ليبيا

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • أخبار ليبيا

أرقام صادمة.. كم من البلاستيك الدقيق المسرطن يتسلل إلى جسدك دون أن تدري؟!

وأوضحت الدراسة أن الكمية التي يبتلعها الإنسان من البلاستيك الدقيق تستمر في الزيادة مع تقدم العمر. فعلى سبيل المثال، في سن العاشرة، يكون الطفل قد استهلك ما يعادل زجاجة ماء صغيرة من البلاستيك الدقيق، وبحلول سن العشرين يرتفع الإجمالي إلى 5.75 كغ. وقد تصل كمية البلاستيك الدقيق التي يبتلعها الإنسان في سن الأربعين إلى 11.47 كغ، وفي سن الخمسين إلى 14.34 كغ، وفي سن الستين إلى 17.2 كغ. أما عند بلوغ سن الثمانين، فقد تترواح كمية البلاستيك التي تم استهلاكها إلى ما يعادل وزن زورق متوسط الحجم. ولا تظل هذه الجزيئات الصغيرة السامة في الجسم فحسب، بل تترسب أيضا في الأعضاء الحيوية مثل الدماغ والقلب، وتُربط بعدد من الأمراض الخطيرة مثل السرطان والسكتات الدماغية والخرف ومضاعفات الحمل. وقال الباحثون: 'بحلول نهاية الحياة، قد يتراكم (أي يظل كامنا دون خروجه من الجسم) في الجسم والأعضاء من البلاستيك الدقيق ما يعادل تقريبا 3 زجاجات بلاستيكية سعة 1.5 لتر'. واستندت WellnessPulse إلى 20 دراسة علمية لقياس مستويات البلاستيك الدقيق (جزيئات يقل حجمها عن 5 ملليمترات) في الأنسجة البشرية. واستخدم الباحثون تقنيات يدوية وأدوات معززة بالذكاء الاصطناعي لتحديد متوسط تركيز البلاستيك في أعضاء الجسم. وقد تم اكتشاف البلاستيك الدقيق في الدم، إضافة إلى 17 عضوا وأنسجة بشرية، بما في ذلك القلب والدماغ والجهاز التناسلي. وكانت مستويات البلاستيك الدقيق في الدم هي الأعلى، حيث بلغت 43 ضعفا مقارنة بالدماغ. وعندما تدخل جزيئات البلاستيك الدقيق إلى مجرى الدم، تلتصق بجدران الشرايين، ما يزيد من خطر الإصابة بنوبات قلبية. وقد ربطت الدراسات وجود هذه الجزيئات في الدم والدماغ بعدد من المشكلات الصحية، مثل السكتات الدماغية والخرف وفشل الكبد. وقد أظهرت دراسة، نُشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية، أن الأشخاص المصابين بتصلب الشرايين قد يحملون جزيئات بلاستيكية دقيقة في لويحات الشرايين التي تغذي الدماغ، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية. أما بالنسبة للصحة التناسلية، فقد أظهرت دراسة، نشرت في مجلة لانسيت، أن الرجال الذين يتعرضون لمستويات أعلى من البلاستيك الدقيق يعانون من تدهور في جودة السائل المنوي وعدد الحيوانات المنوية. ورغم عدم وجود دليل مباشر حتى الآن على أن البلاستيك الدقيق يسبب هذه الأمراض بشكل قاطع، إلا أن الدراسات والأبحاث الحالية تشير إلى وجود علاقة قوية بينهما. المصدر: ديلي ميل

ما الأضرار التي تسببها منتجات التنظيف؟ وهل يمكن استبدالها؟
ما الأضرار التي تسببها منتجات التنظيف؟ وهل يمكن استبدالها؟

الوسط

time٣١-٠٣-٢٠٢٥

  • الوسط

ما الأضرار التي تسببها منتجات التنظيف؟ وهل يمكن استبدالها؟

Getty Images منذ جائحة كوفيد-19، ازداد استخدامنا لمنتجات التنظيف بشكل كبير، لكن بعض هذه المنتجات التي نستخدمها لتنظيف منازلنا، قد تنطوي على مخاطر صحية. ويستخدم الناس المواد الكيميائية للتنظيف منذ حوالي 5 آلاف عام، حين كان الرومان القدماء يستخدمون "البول" كمنظف احترافي لتنظيف الأنسجة، ولحسن الحظ أننا قطعنا شوطاً طويلاً منذ ذلك الحين. ففي الآونة الأخيرة، غيّرت جائحة كوفيد-19 عادات التنظيف اليومية، حيث أصبح الكثير من الناس أكثر وعياً بمسببات الأمراض المحتملة في المنزل. ووفقاً لدراسة فنلندية، ازداد استخدام الناس لمنتجات التنظيف بشكل كبير خلال الجائحة، حيث وجد العلماء أنه خلال هذه الفترة، زاد اهتمام الناس بالنظافة بنسبة 70 في المئة، وزادت كمية مواد التنظيف التي يستخدمونها بنسبة 75 في المئة. وتقوم منتجات التنظيف المنزلية - بما في ذلك المنتجات المضادة للبكتيريا - بقتل معظم البكتيريا الضارة في المراحيض وأسطح المطابخ وأماكن أخرى في المنازل، غير أن هناك العديد من الأدلة العلمية التي تظهر أن مواد التنظيف يُمكن أن تزيد من تعرضنا لمختلف ملوثات الهواء الكيميائية الضارة. فما هي المخاطر التي ينطوي عليها تنظيف منازلنا بانتظام، وهل يجب أن نقلق بشأن المنتجات التي نستخدمها؟ تقول إيميلي باتشيكو دا سيلفا، وهي باحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراة في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية "إنسرم"، ومتخصصة في تأثير المطهرات ومنتجات التنظيف على مرضى الربو إن "استخدام منتجات التنظيف المنزلية، يعد أحد عوامل الخطر التي يُمكن تعديلها فيما يتعلق بمرض الربو"، ويعني ذلك إمكانية تغيير هذا السلوك، لتقليل خطر الإصابة بمرض الربو، وتخفيف أعراضه. وتوصل العلماء - الذين قاموا عام 2024 بتحليل 77 دراسة تبحث في الآثار الصحية لمنتجات التنظيف المنزلية - إلى أن منتجات التنظيف المنزلية يُمكن أن يكون لها تأثير ضارّ على صحة الجهاز التنفسي، وتشير إلى أن منتجات التنظيف التي تُستخدم في شكل رذاذ لها تأثيرات ضارة على الجهاز التنفسي أكثر من السوائل والمناديل. بخاخات التنظيف ومرض الربو ووجد العلماء أن الاستخدام المنتظم لبخاخات التنظيف يزيد من خطر الإصابة بالربو وتحفيز أعراضه لدى المصابين به، وخاصة لدى البالغين، كما يُفاقم مشكلة الأزيز (صوت الصفير الناتج خلال التنفس) لدى الأطفال. وارتبط استخدام البخاخات بين أربع وسبع مرات أسبوعياً بزيادة خطر الإصابة بالربو لدى الشباب على وجه التحديد، ويوجد بعض الأدلة بأن الأعراض تزداد سوءاً مع زيادة الاستخدام. ويقول الباحثون إن البخاخات أسوأ من أنواع أخرى من منتجات التنظيف، لأن المواد الكيميائية تنتشر في الهواء، وبالتالي يسهل علينا استنشاق كميات أكبر منها. كما وجدت بعض الدراسات وجود علاقة بين التعرض لمنتجات التنظيف خلال فترة الحمل، والأزيز المستمر (الصفير الناتج عن التنفس) في مرحلة الطفولة المبكرة، وتضيف الدراسات أن هذه المنتجات يُمكن أن تمثل خطراً أكبر على الأطفال، الذين يتنفسون بشكل أسرع من البالغين. ويرجع أحد أسباب ذلك إلى أن استخدام منتجات التنظيف يُنتج مركبات عضوية متطايرة، يُمكن أن تسبب تهيج الأذن والأنف والحلق. وتقول نيكولا كارزلو، أستاذة كيمياء الهواء في جامعة يورك في المملكة المتحدة، إن "هناك ما يكفي من الأدلة لمعرفة أن منتجات التنظيف ضارّة لبعض الناس، خاصةً إذا كانوا يستخدمونها بكثرة، والأصعب من ذلك هو تحديد المواد الكيميائية المضرّة". ومع ذلك، توجد بعض الأدلة التي تشير إلى وجود مخاطر أكبر مرتبطة بمواد كيميائية محددة، بما في ذلك الكلور والأمونيا، وحمض الهيدروكلوريك، والكلورامين، وهيدروكسيد الصوديوم، حيث أنها مواد مهيّجة ومضرّة على المدى الطويل، واستنشاقها قد يؤدي إلى تلف أنسجة الخلايا. ماذا عن منتجات التنظيف الطبيعية و"صديقة البيئة"؟ Getty Images منتجات التنظيف قد تزيد من خطر تعرضنا لمواد ضارّة وتزايد الطلب خلال السنوات الأخيرة على منتجات التنظيف المنزلية الطبيعية التي لا تحتوي على أي مواد كيميائية اصطناعية، وتلك التي تدّعي أنها صديقة للبيئة. وخلص الباحثون في مراجعتهم عام 2024 إلى أن "المنتجات الصديقة للبيئة" التي تحتوي على مكونات قابلة للتحلل الحيوي فقط، يبدو أنها أقل ضرراً من المنتجات التقليدية، رغم أنهم يقولون إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتأكد من تأثيرها على صحة الجهاز التنفسي. وعندما أدركت باتشيكو دا سيلفا أنه لا توجد دراسات حول تأثير المنتجات الصديقة للبيئة، والمنتجات منزلية الصنع على صحة الجهاز التنفسي، قامت بتحليل بيانات أكثر من 40 ألف شخص، وسألتهم عن صحة الجهاز التنفسي واستخدامهم لمنتجات التنظيف المنزلية، على مدار الاثني عشر شهراً السابقة. وتوقعت باتشيكو دا سيلفا أن تُظهر البيانات أن استخدام المناديل المنزلية التي تحتوي على مطهر بشكل أسبوعي، سيكون له تأثير ضارّ على الربو، وأن استخدام البخاخات والمناديل الصديقة للبيئة، والمنزلية الصنع سيكون أقل ضرراً، ورأت في البداية أن الاستخدام الأسبوعي، لمنتجات الفئات الثلاث، له علاقة بمرض الربو. لكن عندما درست دا سيلفا الاستخدام بشكل أسبوعي لفئات منتجات التنظيف - مع الأخذ في الاعتبار الأشخاص الذين يستخدمون مواد التنظيف التي تحتوي على المهيّجات أو البخاخات العادية - أثبتت المنتجات التي تحمل علامة "صديقة للبيئة" والمنتجات منزلية الصنع عدم علاقتها بالربو، بينما ظل استخدام المناديل المبللة مرتبطاً بشكل كبير بمرض الربو. وتقول دا سيلفا إن الدراسة تشير إلى أن الاستخدام المنزلي للمنتجات الصديقة للبيئة، والمنتجات المصنوعة منزلياً قد يكون أقل ضرراً لمرض الربو، لكن استخدام المناديل المبللة قد يكون ضارّاً". ومع ذلك، تقول إنه لا يوجد تعريف موحد لمنتجات التنظيف "الصديقة للبيئة"، ما قد يحرّف نتائج الدراسة. وفي الواقع، فإن مصطلح "صديق للبيئة" يُساء استخدامه بشكل كبير في شعارات التسويق، وتضيف كارزلو أن بخاخات التنظيف "الصديقة للبيئة" ليست بالضرورة أفضل لنا، لأن أجسامنا لا تعرف الفرق بين المكونات الطبيعية، والمكونات التي يصنعها الإنسان. وبحثت كارزلو في إحدى الدراسات حول التفاعلات الكيميائية التي تحدث عند استخدام منتجات تنظيف تحتوي على مكونات طبيعية، ووجدت أنها غالباً ما تحتوي على الكثير من المواد الكيميائية العطرية، مثل منتجات التنظيف العادية. وتقول: "مع منتج التنظيف برائحة الليمون، على سبيل المثال، لا يهم إذا كانت الرائحة ناتجة عن الليمون أو مصنّعة في المصنع، فهو نفس المركب عندما ينتشر في الهواء". وعندما يخضع الليمونين - المركب الموجود في الليمون - لتفاعلات كيميائية، يُمكن أن ينتج مادة الفورمالديهايد التي تعرف بأنها مادة مسرطنة. ويختار بعض الأشخاص استخدام منتجات التنظيف منزلية الصنع، على افتراض أنها صحية أكثر. ويقول العلماء: "بينما يوجد بعض الأفكار العامة حول ما يُمكن أن تكون عليه هذه المكونات (الماء والملح، وحمض الستريك، أو حمض الليمون، وبيكربونات الصوديوم)، لكن يوجد نقص في المعلومات حولها، وحول كيفية استخدام المكونات النشطة بأمان". منتجات التنظيف ومقاومة المضادات الحيوية كما توجد مخاوف بين العلماء من أن الاستخدام المكثف لمنتجات التنظيف المضادة للبكتيريا، يساهم في مقاومة المضادات الحيوية، وهي العملية التي تطور فيها البكتيريا دفاعات ضد المضادات الحيوية ما يقلل من فعاليتها ضد بعض أنواع العدوى. وتقول إيلين لارسون، أستاذة علم الأوبئة في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية، إن بعض الدراسات تظهر أن استخدام المنتجات المضادة للبكتيريا يُمكن أن يسبب تفاعلاً متبادلاً، مع بعض المضادات الحيوية، ما يعني أنك قد تحصل على مقاومة لتلك المضادات الحيوية ما يعيق فعاليتها. وتوضح لارسون أنه "في نهاية المطاف، ربما نقلل نظرياً من قدرة وظيفة المناعة على الاستجابة لمواجهة الكائنات الحية"، وتضيف أنه يُمكن تفسير ذلك من خلال فرضية النظافة، التي تقول أنه كلما زاد عدد البكتيريا والفيروسات والميكروبات التي يتعرض لها الأطفال في سن مبكرة، كلما تطور جهاز المناعة لديهم بشكل أفضل. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، كان هناك بعض الخلاف بين العلماء حول دقة هذه النظرية. وكرّست لارسون حياتها المهنية لدراسة مقاومة البكتيريا، وفي عام 2007، أجرت دراسة للتعامل مع مخاوفها المتزايدة بشأن تعرض البشر للصابون المضاد للميكروبات ومنتجات التنظيف المنزلية. وأرادت لارسون معرفة ما إذا كان هناك أي فائدة صحية عند استخدام المنتجات التي تحمل علامة مضاد للبكتيريا، إذ أعطت 238 عائلة تعيش في مانهاتن، منتجات مثل بخاخ المطبخ ومنظف الأسطح الصلبة (إما مضاد للبكتيريا أو لا يحتوي على مكونات مضادة للبكتيريا) بشكل عشوائي، وكانت جميع هذه المنتجات متوفرة تجارياً لكنها أزالت الملصقات الموجودة عليها. ثم راقبت لارسون المشاركين كل أسبوع لمدة عام تقريباً، وسجلت الأعراض الفيروسية التنفسية التي أبلغوا عنها، مثل الإنفلونزا، ونزلات البرد، والسعال، وسيلان الأنف. وفي نهاية الدراسة، لم تجد لارسون أي اختلاف في الأعراض التنفسية بين المشاركين. وفي النهاية، لم يكن احتواء المنظفات المستخدمة في الاستحمام، و منظفات الملابس والمنسوجات، ومنظفات الأسطح الصلبة، على مكونات مضادة للبكتيريا، أمراً مهما على ما يبدو.. وتقول لارسون: "كان هذا دليلاً جيداً على أن الشيء الأكثر أهمية هو الاحتكاك بين السطح والقماش نتيجة التنظيف، ولا يهم كثيراً ما إذا كان المنتج يحتوي على مواد مضادة للبكتيريا". ووجدت دراسات أخرى أن الاستحمام بصابون غير مضاد للبكتيريا، يزيد من كمية البكتيريا الجلدية المنتشرة في الهواء من حولنا، وتشير لارسون إلى أن ذات الشيء قد يحدث عندما ننظف منازلنا. وتنصح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بأن حركة غسل اليدين هي الأكثر فعالية، وأنه لا توجد مجموعة أبحاث قاطعة تُظهر أن الصابون المضاد للبكتيريا، أكثر فعالية من الماء والصابون العادي. ومع ذلك، خلصت لارسون في الدراسة إلى أن أنواع العدوى التي من المرجح أن تتأثر بالتنظيف المنزلي، مثل أمراض الجهاز الهضمي، قد تكون بكتيرية المنشأ، لكن المنتجات المختارة في الدراسة، لا تحتوي على خصائص مضادة للفيروسات. وتقول لارسون إن السبب في ذلك يرجع إلى أن المنتجات المضادة للبكتيريا لا تؤثر على الفيروسات التي يُمكن أن تكون منتشرة في الهواء، وغالباً ما تكون سبباً في الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي. وتضيف لارسون: "احتمال أن تسبب المواد الموجودة خارج أجسامنا تلوثاً أقل بكثير من احتمال استنشاق فيروس الأنفلونزا، لذلك فإن المنتجات المضادة للبكتيريا لا تؤثر على ديناميكية انتقال العدوى". وتضيف لارسون أن المنتجات المضادة للبكتيريا قد تساعد في علاج التهابات الجهاز الهضمي والعدوى البكتيرية التي تصيبه، مثل السالمونيلا، من خلال قتل أو تثبيط نمو البكتيريا الضارّة. وكتبت لارسون في ورقتها البحثية أن أي فائدة محتملة لاستخدام منتجات التنظيف المضادة للبكتيريا، يجب أن تُوازن مع الخطر النظري لمقاومة المضادات الحيوية. ووجدت دراسة أجرتها جامعة شيفيلد أن المنظفات التي لا تحتوي على مكونات مضادة للبكتيريا، يُمكن أن تقتل الفيروسات المغلفة (الفيروسات ذات الطبقة الخارجية)، التي تشمل فيروس كورونا. كيف ننظف منازلنا؟ تقول كارزلو: "لا يعرف العلماء الآليات المحددة وراء العلاقات بين منتجات التنظيف المنزلية وصحتنا، لكن النصيحة العامة هي تقليل تعرضنا لها، واستخدامها فقط بقدر ما نحتاج إليها"، على سبيل المثال، تنصح جمعية الرئة الأمريكية بإبقاء المكان الذي يتم تنظيفه جيد التهوية، وتجنب استخدام المواد المهيّجة. ويقول كارزلو: "لا أحد يقترح التوقف عن التنظيف لأن له تأثير كبير في تقليل الأمراض التي كنا نصاب بها قبل 50 عاماً"، مضيفة أنه يجب أن نتأكد دائماً من وجود تهوية جيدة في الغرفة التي نقوم بتنظيفها، مثل وجود نافذة مفتوحة. وتقول إن هناك طريقة أخرى لتقليل المخاطر على صحتنا، ومنها استخدام المنظفات السائلة بدلاً من البخاخات. وتضيف أن "البخاخات تقوم بتحويل المواد الكيميائية الموجودة في المنتج إلى رذاذ وبالتالي يسهل استنشاقها، بينما مع المنتجات السائلة تقل احتمالية ذلك". وتنصح كارزلو أيضاً بالتقليل من استخدام المنظفات التي تحتوي على الكثير من العطور المضافة، لأن ذلك يزيد عموماً من احتمال احتوائها على منتجات تهيج المجرى التنفسي لدينا. ويوجد إجماع على أن تنظيف منازلنا أكثر أماناً بالتأكيد من عدم تنظيفها على الإطلاق، ومع الأبحاث التي تشير إلى أن المنتجات "الصديقة للبيئة" أو "الطبيعية" قد تشكل أيضاً بعض المخاطر، ربما يجب أن نضع في اعتبارنا أن المجهود الذي نبذله فعّال على الأقل، بنفس فعالية منتجات التنظيف التي نختارها، حيث أن الاحتكاك الذي يحدث عندما نمسح الأسطح يساعد على إزالة البكتيريا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store