logo
سلطان يوجّه بتنظيم الدورة الرابعة لملتقيات الشعر العربي في إفريقيا

سلطان يوجّه بتنظيم الدورة الرابعة لملتقيات الشعر العربي في إفريقيا

صحيفة الخليجمنذ 5 أيام

«الشارقة»: وام
وجّه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، دائرة الثقافة في الشارقة بتنظيم الدورة الرابعة من ملتقيات الشعر العربي في إفريقيا، وذلك في 9 دول هي تشاد ومالي وساحل العاج وبنين ونيجيريا وغينيا والسنغال وجنوب السودان والنيجر.
واستكملت الدول التسع في قارة إفريقيا استعداداتها التحضيرية لاستقبال الدورة الرابعة من مبادرة الملتقيات الشعرية في إفريقيا التي ستنطلق أولى فعالياتها من جمهورية تشاد، فيما تستمر على التوالي في مختلف الدول، على أن تنتهي الجولة الإفريقية لملتقيات الشعر العربي في جمهورية النيجر في سبتمبر المقبل.
وشملت إجراءات الاستعداد؛ تنسيق دائرة الثقافة الشامل مع الدول الإفريقية خلال الأشهر الماضية، لضمان تقديم الملتقيات في أحسن صورها التنظيمية والثقافية.
مبادرة ثقافية
وقال محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة: «إن ملتقيات الشعر في إفريقيا مبادرة ثقافية أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بهدف دعم الحراك الثقافي والأدبي في القارة الإفريقية، وتعزيز حضور اللغة العربية وآدابها بين الناطقين بها من أبناء القارة»، مشيراً إلى أن الملتقيات تسعى لمدّ جسور التواصل الثقافي بين الشعوب، حيث تهدف الملتقيات إلى اكتشاف المواهب الشعرية، وإحياء تقاليد الشعر العربي، وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعراء والمثقفين في إفريقيا والعالم العربي.
ولفت القصير إلى أن الملتقيات، التي نُظّمت في عدد من العواصم والمدن الإفريقية، شهدت تفاعلاً واسعاً من الأدباء والمثقفين، وأسهمت في تسليط الضوء على الطاقات الشعرية الكامنة في القارة، وعلى الأثر العميق الذي تركته اللغة العربية في ثقافات الشعوب الإفريقية، مركزاً على أن الملتقيات تسعى إلى تعزيز حضور الشعر العربي في إفريقيا، وفتح المجال أمام الشعراء الشباب للتعبير عن إبداعاتهم وتطوير مهاراتهم.
امتداد لبيوت الشعر العربي
وأضاف أن ملتقيات الشعر في إفريقيا تعد امتداداً لمبادرة بيوت الشعر في الوطن العربي التي أطلقتها الشارقة في عدد من الدول العربية، والتي تهدف إلى إنشاء فضاءات تحتضن المبدعين، وتوفر لهم مساحات ثقافية، بما يرسخ مكانة الشعر العربي كأحد أهم أركان الهوية الثقافية العربية.
وأشار القصير إلى أن الشارقة فتحت آفاقاً جديدة أمام الشعراء الأفارقة للمشاركة في الأنشطة الأدبية والثقافية التي تحتضنها الإمارة، حيث استضافت عدداً من شعراء الدول الإفريقية، وأتاحت لهم الفرصة لتقديم تجاربهم الإبداعية ومشاركة قصائدهم إلى جانب نخبة من الشعراء العرب.
وقال إن بيوت الشعر في الوطن العربي ساهمت أيضاً في تعزيز الحضور الإفريقي في المشهد الثقافي العربي من خلال استضافتهم في الفعاليات والمهرجانات التي تنظمها على مدار العام.
دعم الشارقة للشعراء الأفارقة
وتابع أنه في سياق دعم الشارقة للمبدعين، نشرت مجلة القوافي – الصادرة عن دائرة الثقافة في الشارقة – أعمالاً مختارة لعدد من الشعراء الأفارقة، ما أتاح لهم منصة مرموقة للوصول إلى جمهور أوسع من القرّاء والمتابعين، فيما فاز عدد منهم بجائزة القوافي الذهبية، التي تُمنح من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، تقديراً لإسهاماتهم المتميزة في مجال الشعر، الأمر الذي يؤكد التزام الشارقة بدورها الريادي في دعم الثقافة العربية والانفتاح على التجارب الشعرية العالمية.
وستباشر إدارة الشؤون الثقافية تنفيذ المرحلة الرابعة من هذه المبادرة التي ستشمل تنظيم ملتقيات شعرية في غينيا، ونيجيريا، والسنغال، وتشاد، والنيجر، ومالي، وجنوب السودان، وبنين، وساحل العاج، وفق جدول زمني بالملتقيات خلال عام 2025.
وتقام الفعاليات بالتعاون بين دائرة الثقافة ومؤسسات ثقافية محلية في تلك الدول، حيث تتظافر فيها الجهود على نحو مهني وعملي يثمر عن ملتقيات شعرية متميزة.
يذكر أن عدداً من البلدان الإفريقية قد شهدت تنظيم ملتقى للشعر العربي للمرة الأولى في تاريخها، وذلك خلال الدورة الأولى.
يشار إلى أن ملتقيات الشعر في إفريقيا، قدّمت، في دورتها الأولى 114 شاعراً وشاعرة، وفي الدورة الثانية أكثر من 120 مبدعاً ومبدعة، فيما شهدت الدورة الثالثة مشاركة أكثر من 150 مبدعاً، لتشكل فضاءات ثقافية حيوية تحتضن المبدعين من مختلف الأجيال، وتسهم في إثراء المشهد الشعري وتعزيز التنوع الثقافي العربي في إفريقيا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دبي.. حاضنة فنون مختلف الجنسيات والأعمار
دبي.. حاضنة فنون مختلف الجنسيات والأعمار

البيان

timeمنذ 4 ساعات

  • البيان

دبي.. حاضنة فنون مختلف الجنسيات والأعمار

دبي واحدة من أبرز الوجهات الثقافية والفنية في العالم، تحتضن مجموعة واسعة من الفعاليات الفنية التي تنظم على مدار العام، وتستقطب زواراً من مختلف الجنسيات والأعمار، بدءاً من المعارض الفنية والمسارح، إلى الحفلات الموسيقية والمهرجانات الثقافية، والأسواق الفنية والحرفية، كلها تعكس روح التنوع في هذه الإمارة المتجددة. وتتيح دبي أيضاً للأطفال والشباب فرصاً لتجربة الفنون بطرق متنوعة، فهناك ورش عمل فنية، وأنشطة تلائم كافة الفئات العمرية، مما يُساعد في تنمية الإبداع والخيال لديهم، وفي إحدى الفعاليات الخاصة التي نظمتها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» في مركز الجليلة لثقافة الطفل، «سوق الفن» تمكن العديد من الفنانين الشباب والأطفال أيضاً من مختلف الجنسيات، من المشاركة بمشروعاتهم الفنية البسيطة جنباً إلى جنب مع العديد من الفنانين ذوي الخبرة. «البيان» التقت عدداً من المشاركين للإضاءة على تجاربهم، ومعرفة ما تشكل في أذهانهم وقلوبهم من تلك المشاركة التي كانت الأولى للبعض، وكانت بداية لتعلمهم آلية التعامل مع الناس كبائعين لمنتجاتهم الفنية، وإعادة استكشاف قدراتهم على التواصل المباشر مع الآخر وتقديم الشروحات المطلوبة عن أعمالهم بشكل دقيق. شغف وحب الشابتان تبارك رضا وتسنيم رضا شاركتا بمشغولات مستوحاة من التراث الإماراتي، وتم رسمها يدوياً بشغف وحب على الشنط اليدوية وعدداً من المشغولات القماشية التي يمكن أن ترافق الفتيات في أناقتهم اليومية، أو علاقات المفاتيح، حيث أشارت تبارك رضا مصرية تبلغ من العمر 17 عاماً، إلى أنها قادمة من الشارقة للمشاركة في هذه الفعالية معربة عن سعادتها البالغة في الوقوف أمام الجمهور لعرض موهبتها وأختها في الرسم والطباعة. وأضافت: «هذه الفعالية جعلتني أتعلم من جميع المشاركين هنا، فكل شخص لديه فن مختلف يقدمه وهذه فرصة رائعة للتعلم من الآخرين والتعرف على أشكال أخرى من الفن يمكن لنا من خلالها توسيع مداركنا ومعرفتنا وصقل موهبتنا وتقديم المزيد في المستقبل». الإماراتية هنادي أحمد أوضحت أن هذه ليست مشاركتها الأولى في معارض محلية أو دولية، فهي تحب المشاركة في كل الفرص التي تمكنها من نشر فنها وعملها الذي تعطيه الكثير من الوقت والحب، فهي تصنع دمى محلية من القماش والقطن، لكنها تتميز بشكلها التراثي ولبسها التقليدي «للذكور والإناث»، مع كافة المجوهرات الخاصة والحلي وتفاصيل الشيلة والغترة وغيرها الكثير مما جعل عملها مختلفاً عن غيرها من صانعي اللعب. وأوضحت أنها في هذا العالم الذي يحتضن العديد من أشكال العرائس والألعاب تحافظ هي على رؤيتها وفنها التقليدي، وتنافس بطريقتها الفريدة في تفرد الدمى التي تصنعها بأنها تعبر عن الهوية الإماراتية 100% كما أن كل واحدة من تلك الدمى لديها هوية إماراتية تحمل اسمها. كوكب آخر كما أشارت إلى أنها قادمة من أبوظبي للمشاركة وأردفت: «دبي بالفعل كوكب آخر، يمنحنا الأمل والفرص الواعدة وتجعلنا نلتقي بالعديد من الأشخاص والجنسيات والاستفادة من وجودهم في مكان واحد لعرض منتجاتنا وبيعها أيضاً». الإماراتية نورة الخميري 25 عاماً، تقف أمام منتجاتها بفخر وسعادة، حيث أوضحت أنها تحب المشاركة في أي معرض أو مناسبة تقام في دبي، فذلك سمح لها بنشر موهبتها وفنها لعدد أكبر من الناس، وقالت: «شاركت في العديد من المعارض من بينها سكة، وكل عدة أشهر أبحث عن مكان جديد للمشاركة، ودبي نعمة حيث إنها تمكننا بشكل مستمر من تقديم فنوننا كشباب لا نملك خبرة طويلة في مجال الفن، إلا أنها تفتح لنا أبوابها للتعلم والانتشار أيضاً، وهذا أمر مشجع، فأنا بدأت فقط قبل 5 أعوام والآن قطعت شوطاً كبيراً في تعريف الناس بمنتجاتي التي تعتمد على رسومات فيها «اللهجة الإماراتية» والعديد من الجمل والكلمات التي يرددها الشباب تضفي شيئاً من الفرح على الشنط التي أرسم عليها أو علاقات المفاتيح، أو الملصقات الخاصة بالهواتف وغيرها الكثير، كما أني بدأت أتوسع في كتابة بعض الجمل التي يتداولها إخواننا العرب وباتت مشهورة بحيث يمكنني إرضاء جميع الأذواق التي تضمها مدينة منوعة مثل دبي». الطفل راشد صبيح يشارك مع إخوته للمرة الأولى في سوق فني يقدم من خلاله تجربته في وضع الملصقات المنوعة من الأحرف والرسوم المختلفة على القمصان والشنط والقبعات وغيرها الكثير، وقال: «خالتي علمتني كيف أتعامل مع الطابعة وأيضاً مع تثبيت الملصقات على القماش، فأنا أحب هذا النوع من الفن وأحب أن أدمج عدة رسومات في منتج واحد من اختيار الزبون ما يجعله سعيداً بما يشتريه كونه صممه بنفسه وأنا قمت بتنفيذه، وتجربتي رائعة أود تكرارها لأني للمرة الأولى تجرأت على التحدث مع الناس والتعامل مع النقود ومعرفة كيف يمكن أن أربح من خلال الفن الذي أحبه وكيف أستغل وقتي في هواية أتقنها».

منسقو ملتقيات الشعر في أفريقيا: الشارقة أضحت جسرا ثقافيا بين القارة والعالم العربي
منسقو ملتقيات الشعر في أفريقيا: الشارقة أضحت جسرا ثقافيا بين القارة والعالم العربي

الإمارات اليوم

timeمنذ 13 ساعات

  • الإمارات اليوم

منسقو ملتقيات الشعر في أفريقيا: الشارقة أضحت جسرا ثقافيا بين القارة والعالم العربي

أكّد منسقو ملتقيات الشعر في أفريقيا أن دعم الشارقة المتواصل للأنشطة الأدبية في القارة أسهم في إحداث نقلة نوعية في المشهد الثقافي الأفريقي من خلال مشاريع ثقافية رائدة أعادت للغة العربية وللشعر العربي حضورهما القوي في الحياة العامة وفتحت آفاقاً جديدة للتبادل الثقافي بين المبدعين الأفارقة والعالم العربي. وأجمع هؤلاء المنسقون في تصريحات لهم على أن الشارقة أصبحت ديوان العرب في حفظها التراث الثقافي العربي ودعم ركائزه التاريخية وذلك عبر مبادراتها وفق رؤية ثقافية استشرافية هدفها دعم انتشار الأدب العربي بوصفه وعاءً للهوية وأداة للحوار ومنصة للتعبير الإنساني. وأشار المنسقون إلى أن هذه الرؤية المتمثلة بملتقيات الشعر العربي في أفريقيا التي أرسى دعائمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أسهمت في تأسيس مرحلة ثقافية جديدة في أفريقيا ما منح مئات الشعراء فرصاً للظهور والتوثيق والنشر ضمن مشاريع متكاملة ترعاها وتشرف على تنفيذها دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع مؤسسات ثقافية محلية في كل بلد. وتحدث المنسقون في الدول الأفريقية التي شملتها المبادرة وضمت مالي وتشاد وغينيا والنيجر وجنوب السودان ونيجيريا وبنين وساحل العاج والسنغال عن أحدث الاستعدادات للدورة الرابعة التي تقام أولى فعالياتها بدءاً من يونيو الجاري سواء على صعيد عدد الشعراء أوالفعاليات الثقافية المصاحبة للملتقيات. وقال الدكتور عبد القادر إدريس ميغا منسق ملتقى الشعر العربي في جمهورية مالي إنّ مبادرة الشارقة لدعم الشعر العربي في أفريقيا تُعد من المبادرات الرائدة التي تعكس رؤية حضارية ثاقبة لصاحب السمو حاكم الشارقة في دعم الثقافة العربية أينما وُجدت مؤكداً أن المشروع لم يكن مجرد تظاهرة شعرية بل بات منصة حقيقية لإحياء اللغة العربية في بيئات ناطقة بها تاريخيًا وأسهم في تعزيز مكانة الشعر بوصفه رافعة ثقافية. وأشار إلى أن الملتقيات أحدثت في مالي نشاطا ثقافيًا غير مسبوق وأعادت الرخم للأدب العربي في بلدٍ يتقاطع فيه العمق الأفريقي مع التراث العربي الإسلامي. وأوضح أن ملتقى الشعر العربي في مالي يشهد تطوراً ملحوظاً من حيث التنظيم والمحتوى والمشاركة بعدما تضاعف عدد الشعراء المشاركين ليشمل نخبة متنوعة من الأصوات الشعرية الشابة والمخضرمة القادمة من مختلف أنحاء مالي ويتراوح عددهم ما بين 15 و20 شاعرًا من باماكو وبعض الأقاليم مؤكدا أن ما يميز هذه الدورة اتساع رقعة المشاركة وزيادة التنوع في التجارب الشعرية فضلًا عن الحضور المتزايد للجمهور الذي بات ينظر إلى الملتقى بوصفه حدثًا ثقافيًا سنويًا مرتقبًا. و قال الدكتور أحمد أبو الفتح عثمان منسق ملتقى الشعر العربي في تشاد إن رعاية الشارقة للشعر العربي في أفريقيا تؤكد الدور الريادي الذي تضطلع به الإمارة بقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة في دعم الثقافة واللغة العربية على امتداد الجغرافيا الناطقة بالعربية وخارجها مشيرا إلى أن الملتقيات الشعرية التي تنظمتها دائرة الثقافة بالشارقة أسهمت في بلورة مشهد ثقافي متجدد وفر فضاءات للإبداع والتلاقي وأعاد الزخم للشعر بوصفه أداة للتعبير والوعي وبناء الهوية. وتوقع أن تشهد الدورة المقبلة من ملتقى الشعر العربي في تشاد مشاركة أكثر من 40 شاعرًا بعد عملية اختيار دقيقة من بين أكثر من 200 مشاركة شعرية موضحاً أن ما يميز هذا الملتقى أنه استطاع لأول مرة جمع شعراء تشاد من مختلف الأقاليم والجهات في منصة واحدة، ليتشاركوا إبداعاتهم أمام جمهور واعٍ ومتذوق. و قال الدكتور كبا عمران منسق الشعر العربي في غينيا إن الشعر العربي الأفريقي يحظى بتقدير كبير من صاحب السمو حاكم الشارقة وأشار إلى أن الدورة الرابعة ستضم كثيرا من الشعراء الجدد الذين يريدون المشاركة موضحاً أن المشاركة كانت تقتصر على شعراء منطقة العاصمة أما الآن فإن شعراء من جميع أقاليم غينيا يشاركون به إلى جانب شعراء من خارجها من الراغبين في المشاركة وأكد أن مثل هذه الملتقيات غرست في نفوس الشعراء طموحات عالية وآمال عريضة بنهضة أدبية كبيرة. و قال الدكتور آمدو علي إبراهيم المنسق الثقافي في النيجر إن الشارقة عاصمة ثقافية تحتفي بصدى الشعر على مدار الأعوام بدعم من صاحب السمو حاكم الشارقة مؤكدا أن مبادرة ملتقيات الشعر العربي في أفريقيا رحلة أدبية موفقة منذ خطوتها الأولى وهو ما تجلى في الأثر الكبير الذي راكمته في القارة منذ انطلاقها في دورتها الأولى وحتى اليوم. وعبرعن تطلعه إلى أن يسعى ملتقى الشعر العربي في النيجر في هذه الدورة إلى اكتشاف أصوات شعرية جديدة واستقطاب جمهور أكثر من دارسي اللغة العربية في النيجر مشيراً إلى أنه - وكما جرت العادة في الدورات السابقة - سيشهد الملتقى جلستين شعريتين تتخللهما آراء نقدية لإثراء تجربة الشعراء وقراءتها من نافذة جمالية تطل على النص علاوة على محاضرة أدبية تتناول اللغة العربية وما اتصل بها من أبعاد اجتماعية في النيجر. من ناحيته قال الدكتور عمر آدم منسق ملتقى الشعر العربي في نيجيريا إن دعم ورعاية الشارقة للشعر العربي في أفريقيا بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة أسهم في إثراء المشهد الثقافي في القارة بشكل كبير ومن خلال ملتقيات الشعر العربي عززت الشارقة تقديرًا أعمق للغة العربية وتقاليدها الأدبية في مختلف الدول الأفريقية علاوة على تمكين الكثير من الشعراء من تطوير أدواتهم الشعرية والارتقاء بنصوصهم متجاوزين الأساليب التقليدية نحو آفاق الحداثة والتجديد بما يواكب الحراك المعاصر في المشهد الشعري العالمي. ولفت إلى أن الدورة الرابعة من ملتقى الشعر في نيجيريا محطةً بارزةً في المسيرة الثقافية المتواصلة للشارقة في أفريقيا واستنادًا إلى نجاح الدورات السابقة سيعزز ملتقى هذا العام دوره في الترويج للشعر العربي وتعزيز التبادل الثقافي مؤكدا أن الدعم المادي والمؤسسي للشعراء المحليين أسهم في نشر الأعمال من خلال دائرة الثقافة في الشارقة التي نُشرت مجموعات شعرية باللغة العربية للعديد من الشعراء النيجيريين. و قال الدكتور بامبا إيسياكا منسق ملتقى الشعر العربي في ساحل العاج إن المشروع الثقافي الذي ترعاه الشارقة يتجاوز الحدود الجغرافية واللغوية ويعمل على تمكين المبدعين الحقيقيين أينما وجدوا، من خلال الرعاية المستدامة والانفتاح على الأصوات الجديدة والتكامل بين الفعل الإبداعي والنقدي. وأشار إلى أن مبادرة ملتقيات الشعر العربي في أفريقيا تُمثّل نموذجاً يُحتذى في التعاون الثقافي وتؤكد أن الشعر ما زال يحتفظ بقدرته على بناء الجسور وإعادة تشكيل الوعي موضحا أن ملتقى الشعر العربي في ساحل العاج تحول إلى موعد ثقافي سنوي ينتظره الجمهور وأشار إلى التفاعل الكبير من طلبة الجامعات وظهور طاقات شعرية شابة. و قال الدكتور محمد ماج رياك منسق ملتقى الشعر العربي في جنوب السودان إن دعم ورعاية الشارقة للشعر العربي في أفريقيا يمثل امتدادًا لرؤية ثقافية عربية شاملة تؤمن بالإبداع وتعدد تجلياته ويُسهم في إعادة الزخم للكلمة الشعرية بوصفها أداة للتعبير عن الهوية والذاكرة الجمعية مشيرا إلى أن الملتقيات الشعرية التي نُظمت بدعم من الشارقة شكّلت إضافة نوعية للمشهد الثقافي المحلي. وأضاف: "حرصنا هذا العام على توسيع دائرة المشاركة لتشمل أصواتًا شعرية من مختلف الأجيال والمدارس إضافة إلى حضور لافت من جمهور نوعي ومتذوق.. أما الفعاليات المصاحبة فمن المقرر أن تشمل ندوات نقدية وورشًا أدبية ولقاءات حوارية تعزز من تفاعل الجمهور مع الشعراء. ولفت الدكتورمحمد الهادي سال منسق ملتقى الشعر العربي في السنغال إلى أن رعاية الشارقة للشعر العربي في أفريقيا مبادرة رائدة تعكس إيمانًا حقيقيًا بقيمة الكلمة ودورها في بناء الجسور الثقافية بين الشعوب موضحا أن هذه الرعاية لم تكن مجرد دعم مادي بل كانت بمثابة دفعة معنوية كبيرة أيضا للثقافة المحلية أسهمت في إعادة الزخم للشعر العربي وانتشاره وأكد أن الملتقيات التي نُظمت بدعم من الشارقة أحدثت حراكًا ثقافيًا ملموسًا وفتحت المجال أمام جمهور واسع للتفاعل مع الشعراء والنصوص وأطلقت مساحات جديدة للتعبير والحوار. وأشار سال إلى أن الدورة الرابعة تأتي بزخم أكبر سواء من حيث عدد المشاركين أو تنوع الفعاليات موضحا أن هناك حضورا مميزا لشعراء من مدارس وتجارب متعددة إلى جانب برنامج ثقافي غني يضم قراءات شعرية وجلسات نقدية وعروضًا فنية موازية. وقال الدكتورإبراهيم أوغبون منسق ملتقى الشعر العربي في بنين إنه لا يمكن الحديث عن راهن الشعر العربي في أفريقيا دون التوقف عند الدور اللافت الذي تلعبه الشارقة عبر مبادراتها الثقافية الهادفة إلى دعم الكلمة وتكريس حضورها في الفضاء العام بعدما تحوّلت هذه الرعاية من مجرد دعم إلى مشروع ثقافي متكامل يمنح المنصات الأدبية في القارة دفعة جديدة واصفا الملتقيات الشعرية التي أقيمت برعاية الشارقة بأنها أضحت رافعة حقيقية للمشهد الشعري وموئلًا للحوارات والتجريب ومساحة مفتوحة أمام الشعراء والجمهور على حد سواء. وأوضح أن ملتقى الشعر العربي في بنين يخطو خطوات واثقة نحو ترسيخ مكانته ضمن أبرز الفعاليات الثقافية في البلاد.

الشعر العربي.. إفريقياً
الشعر العربي.. إفريقياً

صحيفة الخليج

timeمنذ 3 أيام

  • صحيفة الخليج

الشعر العربي.. إفريقياً

أتاحت ملتقيات الشعر العربي في إفريقيا التي تنظمها دائرة الثقافة في الشارقة، للكتّاب وللشعراء العرب فرصة التعرّف المباشر إلى الأدب الإفريقي في شقّه الشعري والذي يكتبه شعراء القارّة السمراء بالفرنسية والإنجليزية والعربية، لغة الثقافة الإسلامية ولغة «ديوان العرب»، الذي يعشقه الأفارقة، قراءةً وكتابة، لارتباطه الوجداني والرّوحي بالقرآن الكريم، وبالبلاغة العربية التقليدية. ملتقيات الشعر العربي في إفريقيا، فضلاً عن كونها مهرجانات للشعر الإفريقي، هي أيضاً مهرجانات تعريف بالأدب الإفريقي والثقافة الإفريقية بشكل عام، وكانت أوّل إنطولوجيا للشعر الإفريقي قد صدرت في عام 1948، وأنجزها الشاعر السنغالي ليوبولد سيدار سنغور، وكتب مقدّمتها جون بول سارتر، كما أشار إلى هذه المعلومة الكاتب المغربي عبد الرحيم الخصّار. إذاً، بيننا أو بين أوروبا تحديداً وبين التعريف بالشعر الإفريقي هناك أكثر من سبعين عاماً مرّت على إنطولوجيا سنغور الذي أصبح رئيساً للسنغال من عام 1960 حتى عام 1980، ثم تنازل عن رئاسة بلاده بمحض إرادته. اليوم، في الدورة الرابعة لملتقيات الشعر العربي في إفريقيا بتنظيم وإدارة ومتابعة من دائرة الثقافة في الشارقة، نتعايش مع العشرات، بل المئات من أدباء إفريقيا الجدد، والكثير منهم يتبوؤون مواقع جامعية وأكاديمية رفيعة في بلدانهم، ويكتبون الشعر بالعربية الفصحى المضبوطة بأوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي، ويعرفون تحوّلات القصيدة العربية الجديدة من أربعينات وخمسينات القرن العشرين، وإلى اليوم، وبخاصّة تحوّل الشعر العربي المفصلي من قصيدة العمود، وإلى قصيدة التفعيلة. هذه التفاصيل المعرفية المهمّة في تاريخ القصيدة العربية يعرفها أصدقاؤنا الشعراء الأفارقة جيداً، ويمارسونها في الكتابة الشعرية جيداً أيضاً، بل وبمهارات فنية ولغوية وجمالية تفوق أحياناً مهارات الشعراء العرب. شعراء شباب أفارقة من مختلف المراحل الفنية والعمرية عرفناهم من خلال قراءاتهم في المهرجانات الشعرية المنتظمة في تشاد ومالي وساحل العاج، واليوم في الدورة الرابعة من هذه الملتقيات، نتعرّف إلى شعراء من بنين، ونيجيريا، وغينيا، والسنغال، وجنوب السودان، والنيجر. يقرأ إخوتنا وأصدقاؤنا الأفارقة على نحو منتظم في يونيو، ويوليو، وأغسطس، وسبتمبر، الشهور الثقافية والأدبية المقبلة في البلدان الإفريقية التي سبق أن شهدت على مدى السنوات الماضية ملتقيات مشابهة عملت على تعريف الشعراء الأفارقة بنا، وتعريفنا بهم على نطاق أدبي واسع في بلدانهم، وفي المهرجانات الشعرية المقامة في بيوت الشعر وفي الشارقة. لسنا غرباء ولا منقطعين عن الثقافة الإفريقية والأدب الشعري الإفريقي بفضل هذه الملتقيات الدورية التي تجمع في الأمسية الواحدة عدداً كبيراً من الشاعرات والشعراء يستطيعون الكتابة بالإنجليزية أو الفرنسية، لكن حين يتعلق الأمر بالشعر، فإنه لا يُكتب ولا يُقرأ ولا يُتَذّوق إلا بالعربية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store