
"إسرائيل والتطرف المنفلت... الأقصى تحت التهديد والأردن في خط الدفاع الأول"
ومع كل اقتحام، تتكرر مشاهد القمع والترويع والاعتقال بحق المرابطين والمرابطات، وتُستباح حرمة المسجد في ظل صمت دولي مطبق. غير أن هناك دولةً واحدة لا تغيب عن المشهد، لا سياسيًا ولا دبلوماسيًا ولا قانونيًا، هي المملكة الأردنية الهاشمية، صاحبة الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
ما يجري في المسجد الأقصى ليس مجرد فعل مستوطنين، بل هو مشروع تهويدي منظّم ومدعوم من أعلى المستويات في حكومة الاحتلال الإسرائيلي. يتغذى هذا المشروع على أيديولوجيا دينية متطرفة، ويهدف إلى تغيير الوضع القائم في الأقصى، تمهيدًا لتقسيمه زمنيًا ومكانيًا، في انتهاك صارخ لكل القرارات الدولية، وعلى رأسها قرارات اليونسكو.
الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، يواصل تحمُّل مسؤوليته التاريخية والدينية تجاه القدس والمقدسات، وخاصة المسجد الأقصى. ولم تكن الوصاية الهاشمية يومًا منصبًا شرفيًا، بل موقفًا سياسيًا نابعًا من قناعة راسخة بأن القدس خط أحمر، وأن حماية الأقصى واجب قومي وديني.
فمن خلال جهوده الدبلوماسية في الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومنظمة التعاون الإسلامي، وكافة المحافل الدولية، يواصل الأردن:رفض محاولات الاحتلال تغيير الوضع القانوني والتاريخي في المسجد الأقصى و التنسيق مع القيادة الفلسطينية في مواجهة المخططات التهويد ودعم صمود المقدسيين ميدانيًا وماديًا ومعنويًا وإدارة الأوقاف الإسلامية في القدس عبر وزارة الأوقاف الأردنية، رغم كل محاولات التضييق من قبل الاحتلال.
وقد جاءت تصريحات جلالة الملك أكثر من مرة لتؤكد بشكل لا لبس فيه:
"نقولها مرة أخرى، إن المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، ولن نقبل بأي محاولة لتغييره أو المساس به."
ورغم الإدانات الدولية المتكررة، إلا أن غياب أي إجراءات رادعة يجعل الاحتلال يشعر بالحصانة والمناعة من المحاسبة. وهنا تبرز أهمية الدور الأردني الذي لا يكتفي بالإدانة، بل يمارس ضغطًا دبلوماسيًا متواصلًا، ويقود تحركًا عربيًا مشتركًا لحماية القدس.
في المقابل، يواصل الشعب الفلسطيني، وفي مقدمته المقدسيون، صمودهم ورباطهم، مدفوعين بثقة بأن هناك من لا يزال يحمل القدس في قلبه، ومنهم الأردن الرسمي والشعبي، الذي يشكّل سندًا أخلاقيًا وسياسيًا دائمًا.
ما يجري في المسجد الأقصى ليس حدثًا عابرًا، بل معركة وجود وهوية.
وإذا كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي تُمعن في التطرف والتهويد، فإن الأردن يمثل صوت العقل، والضمير، والموقف الذي لا ينكسر، في سبيل حماية المقدسات، وصون كرامة الأمة، والدفاع عن حق لا يسقط بالتقادم.
الأقصى ليس وحيدًا… ما دام في الأمة من يقول: هنا الأردن، والقدس لنا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 6 دقائق
- رؤيا نيوز
الأردن مستمر بقيادة الجهود الدولية لإرسال المساعدات الجوية إلى غزة
– خمس طائرات عسكرية تحمل على متنها (٣٥) طناً من المساعدات الإنسانية لغزة أقلعت اليوم الثلاثاء خمس طائرات عسكرية تحمل مساعدات إنسانية وحليب أطفال ومواد غذائية من قاعدة الملك عبدالله الثاني الجوية في منطقة الغباوي، وذلك ضمن الجهود الدولية التي يقودها الأردن لإيصال المساعدات الإنسانية جواً للمناطق التي يصعب الوصول إليها براً داخل القطاع. وشاركت في الانزالات الجوية طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، وطائرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، واخرى لجمهورية فرنسا، وطائرتان لألمانيا الاتحادية، حملت على متنها (٣٥) طناً من المساعدات الإنسانية. وتم تقسيم صناديق الطرود بواقع نصف طن لكل منها بعد تغليفها ورزمها وإحكام غلقها، لضمان وصولها إلى مختلف المناطق في شمال ووسط القطاع دون إلحاق أي ضرر بها، وبالتنسيق مع عدد من المنظمات الدولية العاملة هناك. وبذلك يرتفع عدد الانزالات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي على قطاع غزة إلى (١٤٠) إنزالاً جوياً، و(٢٩٣) إنزالاً نُفذت بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة، حملت على متنها ( ٣٢٥) طنًا منذ عودة الانزالات الجوية في 27 تموز الماضي.


الرأي
منذ 6 دقائق
- الرأي
الأردن ينفذ 140 إنزالًا جويًا ويُرسل 325 طنًا من المساعدات إلى غزة .. (صور)
أقلعت اليوم الثلاثاء خمس طائرات عسكرية تحمل مساعدات إنسانية وحليب أطفال ومواد غذائية من قاعدة الملك عبدالله الثاني الجوية في منطقة الغباوي، وذلك ضمن الجهود الدولية التي يقودها الأردن لإيصال المساعدات الإنسانية جواً للمناطق التي يصعب الوصول إليها براً داخل القطاع. وشاركت في الانزالات الجوية طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، وطائرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، واخرى لجمهورية فرنسا، وطائرتان لألمانيا الاتحادية، حملت على متنها (٣٥) طناً من المساعدات الإنسانية. وتم تقسيم صناديق الطرود بواقع نصف طن لكل منها بعد تغليفها ورزمها وإحكام غلقها، لضمان وصولها إلى مختلف المناطق في شمال ووسط القطاع دون إلحاق أي ضرر بها، وبالتنسيق مع عدد من المنظمات الدولية العاملة هناك. وبذلك يرتفع عدد الانزالات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي على قطاع غزة إلى (١٤٠) إنزالاً جوياً، و(٢٩٣) إنزالاً نُفذت بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة، حملت على متنها ( ٣٢٥) طنًا منذ عودة الانزالات الجوية في 27 تموز الماضي.


الرأي
منذ 6 دقائق
- الرأي
تجديد تعيين رؤساء الجامعة الأردنية والعلوم والتكنولوجيا والجامعة الألمانية
نسب مجلس التعليم العالي، الثلاثاء، بتجديد تعيين كل من الأستاذ الدكتور نذير مفلح محمد عبيدات رئيساً للجامعة الأردنية لمدة أربع سنوات، والأستاذ الدكتور خالد عيسى سالم السالم رئيساً لجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية اعتبارا من 9 آب 2025، والأستاذ الدكتور علاء الدين توفيق الحلحولي رئيساً للجامعة الألمانية الأردنية اعتبارا من 23 آب. وقرر المجلس إعفاء الأستاذ الدكتور بسام زعل عبد ربه المحاسنة من منصبه رئيساً لجامعة الطفيلة التقنية، وعدم تجديد التعيين للأستاذ الدكتور إسلام محمد صلاح الدين بشير مساد رئيس جامعة اليرموك. وأعلن مجلس التعليم العالي عن فتح باب الترشح لشغل منصب رئيس جامعة الطفيلة التقنية اعتبارا من صباح الأحد المقبل حتى نهاية الخميس 14 آب.