
لبنان: استهداف سوريين على خلفية حوادث السويداء الدامية
الطائفة الدرزية
.
ودفع الأمر عدداً من البلديات إلى إصدار تعاميم
تحظر تجوّل
السوريين ليلاً، بهدف تفادي أيّ تصادم أو مشاجرات، إلى جانب إحصاء عددهم وأماكن سكنهم، مع اتّخاذ إجراءات أخرى على صعيد البلدات حفاظاً على الأمن، وتكرار دعوة السكان إلى التحلّي بالحكمة والعقلانية وعدم الانجرار إلى الفتنة.
وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بأنّ "الاعتداء على السوريين في بلدة المشرفة أتى به مواطنون لبنانيون معروفو الهوية، لكنّه لم يجرِ توقيفهم حتى الساعة"، مشيرةً إلى أنّ "هذا التصرّف ليس الأوّل (من نوعه) من قبلهم، وذلك ربطاً بالأحداث في السويداء". أضافت المصادر: "نأسف لتصرّف كهذا استنكره الأهالي ودانوه"، وشدّدت على أنّ "السوريين المقيمين في البلدة معروفون بأخلاقهم وعدم إثارتهم أيّ مشكلات"، لافتةً إلى أن "لا أحد يستحقّ التعرّض لاعتداء، لأيّ سبب كان".
وتابعت المصادر قائلة إنّ "المخاوف من تكرار اعتداءات كهذه موجودة طبعاً، خصوصاً في غياب المحاسبة والمساءلة ومعاقبة المعتدين، فلا دين ولا أخلاق لمن يقوم بذلك"، وأكملت: "حتى الإجراءات التي تُتّخَذ، من بينها حظر التجوّل، لا تنفع. فالاعتداء وقع صباحاً، من هنا ضرورة محاسبة كلّ معتدٍ واتّخاذ إجراءات صارمة بحقّه لعدم تكرار ما حصل".
قضايا وناس
التحديثات الحية
أهالي السويداء يستغيثون خلف جدران الحصار
في الإطار، ناشد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام اللبنانيين، أمس الأربعاء، الابتعاد عن الفتنة وتغليب المصلحة الوطنية العليا على أيّ اعتبار آخر، وذلك في ضوء حوادث متفرّقة تأخذ طابعاً مذهبياً على الأراضي اللبنانية. وأشار سلام إلى أنّه "تواصل مع الوزراء المعنيين وقادة الأجهزة الأمنية لاتّخاذ كلّ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن المواطنين في مختلف المناطق اللبنانية والتشدّد في وجه أيّ تفلّت أو محاولة قد تهدّد الاستقرار".
وسُجّلت أكثر من حادثة وعملية إقفال طرقات واحتجاجات في مناطق لبنانية تُعَدّ من معاقل الطائفة الدرزية، الأمر الذي دفع المعنيين والسلطات المحلية إلى تكثيف الدعوات إلى الهدوء وعدم الانجرار إلى الفتنة.
وكانت دار الفتوى في راشيا بمحافظة البقاع، شرقي لبنان، قد رفضت، في بيان أصدرته أمس الأربعاء، "الاعتداء على المواطنين والمقيمين في لبنان"، مشيرةً إلى أنّها لن تسمح أبداً بقطع الطرقات على أيّ يكن من اللبنانيين والمقيمين في لبنان. وشدّدت على رفض "الاعتداء على الناس والعمل على طردهم من أماكن عملهم"، مضيفةً أنّها "على تواصل مستمرّ مع فاعليات المنطقة لحظة بلحظة للجم أيّ فتنة يحاول أيّ كان أن يقوم بها". وطالبت دار الفتوى "الأجهزة الأمنية بعدم التساهل والسماح لأيّ كان بالاعتداء على المواطنين والمقيمين في لبنان أو قطع الطرقات على الناس"، لافتةً إلى أنّ "ما يجري في سورية شأن داخلي لا نتدخّل فيه، بل نرجو الله أن يحمي سورية من الفتنة وأن تستقرّ وتزدهر لأنّها إن كانت بخير، فالأمّة كلّها بخير". كذلك دعت إلى "تحكيم العقل والمنطق وعدم السماح للطابور الخامس بالدخول بين أبناء قضاء راشيا".
يُذكر أنّ المحال التجارية في راشيا أقفلت أبوابها، اليوم الخميس، في تحرّك تضامني مع أبناء مدينة السويداء و"احتراماً لدماء الضحايا الذين سقطوا في المدينة".
من جهته، دان رئيس الجمهورية اللبناني جوزاف عون، أمس الأربعاء، الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على الأراضي السورية، من بينها على السويداء جنوبي سورية، واصفاً إياها بأنّها تُشكّل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عربية شقيقة وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. ورأى عون أنّ استمرار هذه الاعتداءات يُعرّض أمن المنطقة واستقرارها لمزيد من التوتّر والتصعيد، مُعرباً عن تضامن لبنان الكامل مع سورية شعباً ودولةً. وجدّد عون دعوته المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والضغط بكلّ الوسائل وفي المحافل كافة، لوقف الاعتداءات المتكررة واحترام سيادة الدولة ووحدة أراضيها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
رئيس أساقفة كنيسة إنجلترا: ما يجري في غزة وصمة عار في ضمير العالم
أصدر ستيفن كوتريل، رئيس أساقفة يورك، يوم الأربعاء، بيانًا حول الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، وصف فيه ممارسات إسرائيل بحق الفلسطينيين في القطاع بأنها "منحطة ووحشية". وقال كوتريل، الذي يُعتبر الزعيم الفعلي لكنيسة إنجلترا: "مع كل يوم يمر في غزة، يزداد العنف والتجويع والإهانة التي تمارسها حكومة إسرائيل بحق السكان المدنيين انحطاطًا ووحشية. باسم الله، أصرخ ضد هذا الاعتداء الوحشي على حياة الإنسان وكرامته. إنه وصمة عار في ضمير المجتمع الدولي، وانتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي". ورحّب كوتريل بالبيان الصادر هذا الأسبوع عن المملكة المتحدة و27 دولة أخرى، والذي يُدين منع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى غزة، والقتل اللاإنساني للمدنيين في مراكز الإغاثة، واصفًا البيان بأنه "علامة مهمة طال انتظارها، تعكس تزايد العزم الدولي على إنهاء هذه الحرب". إلا أنه طالب الدول باتخاذ خطوات عملية، قائلًا: "لا وقت للانتظار. يجب اتخاذ إجراءات الآن لوقف هذا الهجوم المستمر على غزة، وإنهاء بناء المستوطنات وعنف المستوطنين في الضفة الغربية، وتأمين مفاوضات من أجل سلام دائم وعادل". وجاء في بيانه أيضًا: "أدعو الله أن يرحم المسيحيين الصامدين والمتألمين في الأرض الفلسطينية المحتلة، وخاصةً في غزة بعد الهجوم المميت الأخير على كنيسة العائلة المقدسة للروم الكاثوليك. أقف متضامنًا رعويًا مع بطريرك القدس للاتين واليونان، وأشكرهم على زيارتهم الأخيرة لغزة. لا مبرر لقصف أماكن العبادة التي يلجأ إليها اليائسون، أو المستشفيات التي تُعالج فيها المرضى والجرحى. أُردد كلمات البابا ليون الرابع عشر، وأقول بوضوح: هذه الوحشية يجب أن تتوقف". وأكد كوتريل دعوته لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، وشجب "كل اعتداء على الأبرياء"، لكنه وصف الحرب على غزة بأنها "حرب عدوان (…) إنها خطيئة جسيمة ويجب أن تتوقف"، معلنًا رفضه لأي سياسة من شأنها أن تؤدي إلى تطهير عرقي للسكان الفلسطينيين في القطاع. وأنهى بيانه بالقول: "أشجع الأبرشيات والرعايا على مواصلة الصلاة من أجل أخواتنا وإخواننا الأنجليكان الفلسطينيين، وجميع الطوائف المسيحية الأخرى، ومن أجل الأمن والحرية والكرامة للفلسطينيين والإسرائيليين وجميع شعوب المنطقة". أخبار التحديثات الحية البيت الأبيض: الرئيس فوجئ بقصف إسرائيل سورية والكنيسة في غزة وتُعد كنيسة إنجلترا الكنيسة المسيحية الرسمية في إنجلترا ومقاطعات التاج البريطاني، وهي الكنيسة الأم للاتحاد الأنجليكاني حول العالم، الذي يضم كنائس ذات توجهات مماثلة تعود جذورها في الغالب إلى الإمبراطورية البريطانية والبعثات التبشيرية. ويُعتبر الملك أو الملكة البريطانية الحاكم الأعلى للكنيسة، وهو دور فخري ورمزي. ويشغل رئيس أساقفة يورك، ستيفن كوتريل، هذا المنصب منذ عام 2020. وفي سياق متصل، دعا أربعة من كبار أساقفة كنيسة إنجلترا، الأسبوع الماضي، الحكومة البريطانية إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، مطالبين بفرض عقوبات على الأفراد والمنظمات الداعمة لهذا العنف، وتعليق الاتفاق التجاري القائم بين بريطانيا وإسرائيل في حال استمرار الانتهاكات. وجاء في رسالتهم أن ما يحدث في الضفة الغربية أصبح "خارجًا عن السيطرة"، في ظل ما وصفوه بتصاعد أعمال العنف والترهيب من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين، مؤكدين أن هؤلاء المستوطنين "يتصرفون دون حسيب أو رقيب"، وأن "عنف المستوطنين هو في حقيقته عنف الكيان الإسرائيلي باسم آخر". وقد وقّع على الرسالة أربعة من الأساقفة البارزين في مجلس اللوردات البريطاني، وهم غولي فرانسيس-ديهقاني، أسقفة تشيلمسفورد، ورايتشل ترويك، أسقفة غلوستر، وغراهام أشر، أسقف نورويتش، وكريستوفر تشيسن، أسقف ساوثوارك. ولكنيسة إنجلترا علاقة تاريخية بمستشفى المعمداني (الأهلي العربي) الذي استهدفه جيش الاحتلال الإسرائيلي في بداية الحرب على غزة، إذ أسست جمعية رسالة الكنيسة التابعة لكنيسة إنجلترا المستشفى عام 1882، والذي أصبح خلال الحرب ملجأ لعدد كبير من المدنيين الفلسطينيين.


القدس العربي
منذ 16 ساعات
- القدس العربي
الأزهر يحذف بيان 'نداء إنقاذ غزة': قد يؤثّر على مفاوضات الهدنة
القاهرة ـ 'القدس العربي': فوجئ رواد مواقع التواصل الاجتماعي بحذف صفحة الأزهر على 'فيسبوك' بيانا حمل نداء عالميا لإنقاذ أهل قطاع غزة من الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها، سواء بالاستهداف المباشر أو بالتجويع. وعاد الأزهر وبرر حذف البيان بأنه قد يؤثر على المفاوضات الجارية بشأن إقرار هدنة إنسانية في غزة لإنقاذ الأبرياء. وقال في توضيح نشره على صفحته على 'فيسبوك'، إن المركز الإعلامي للأزهر تابع ما أثير من تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن بيان الأزهر الشريف المتعلق بالأوضاع في غزة، مشددا على أن هذا القرار جاء 'انطلاقًا من المسؤولية التي يتحملها الأزهر الشريف أمام الله عزّ وجلّ تجاه قضايا أمتينا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ونصرة أهل غزة المستضعفين'. وأكد أنه بادر بسحب بيانه بكل شجاعة ومسؤولية أمام الله حين أدرك أن هذا البيان قد يؤثر على المفاوضات الجارية بشأن إقرار هدنة إنسانية في غزة لإنقاذ الأبرياء، وحتى لا يُتخذ من هذا البيان ذريعة للتراجع عن التفاوض أو المساومة فيها. وأكد أنه آثر مصلحة حقن الدماء المسفوكة يوميا في غزة، وأملا في أن تنتهي المفاوضات إلى وقف فوري لشلالات الدماء، وتوفير أبسط مقومات الحياة التي حرم منها هذا الشعب الفلسطيني المظلوم. وكشفت مصادر لـ 'القدس العربي'، أن شيخ الأزهر تلقى اتصالات من مسؤولين طالبوه بحذف البيان، تحت زعم أنه سيؤثر على قدرة مصر على لعب دور في المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة. وأضافت المصادر أن جملة 'أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض' التي تضمنها البيان أثارت استياء المسؤولين، باعتبارها تؤكد أن كافة الانتقادات التي تضمنها البيان تقصد الموقف العربي المتخاذل. وكان الأزهر نشر بيانا على صفحته على 'فيسبوك' مساء الثلاثاء، وجّه فيه نداءً عالميًّا عاجلًا، ناشد فيه أصحاب الضمائر الحيَّة من أحرار العالم وعقلائه وحكمائه وشرفائه ممن لا يزالون يتألمون من وخز الضمير ويؤمنون بحرمة المسؤولية الإنسانية، للتحرك الفوري لإنقاذ أهل غزة من المجاعة القاتلة التي يفرضها الاحتلال، مؤكدًا أن التاريخ لم يشهد مثل هذه الوحشية من قبل. وحذَّر في بيانه من أن الضمير الإنساني اليوم يقف على المحك، بينما يُقتل آلاف الأطفال بدم بارد، ومن ينجو منهم يلقى حتفه جوعًا وعطشًا، وسط نفاد الدواء وتوقف المراكز الطبية عن إنقاذهم من موت محقق. وشدّد البيان على أن الاحتلال البغيض يمارس تجويعا قاتلا ومتعمدا لأهل غزة المسالمين وهم يبحثون عن كسرة من الخبز الفتات أو كوب من الماء، وأن استهدافه بالرصاص الحي أماكن إيواء النازحين ومراكز توزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية لهو جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان. وأكد أن كل من يدعم هذا الكيان بالسلاح أو يشجعه بالقرارات والكلمات المنافقة شريك في الجريمة، وسيحاسبهم الحكم العدل والمنتقم الجبار يوم لا ينفع مال ولا بنون، وعلى هؤلاء الذين يساندونهم أن يتذكروا الحكمة الخالدة 'أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض'. ودعا الأزهر القوى الفاعلة والمؤثرة إلى التحرك العاجل لوقف هذه المأساة والتصدي لهذا الكيان الوحشي وإرغامه على وقف عمليات القتل الممنهجة، وإدخال المساعدات وفتح الطرق لعلاج المرضى والمصابين، الذين تفاقمت حالتهم نتيجة استهداف الاحتلال للمرافق الصحية والمستشفيات، في انتهاك صارخ لكل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية. وقال في بيانه إنه يبرأ إلى الله من الصمت العالمي المريب تجاه ما يحدث في غزة، وهو تقاعس مخزٍ وتواطؤ مرفوض. كما جدد رفضه لأي دعوة لتهجير أهل غزة، محمّلاً الداعمين للعدوان مسؤولية الدماء والأرواح التي تُزهق، داعيًا المسلمين في كل مكان للتضرع إلى الله بالدعاء لنصرة المظلومين.


العربي الجديد
منذ 19 ساعات
- العربي الجديد
بعد تقرير "العربي الجديد"... الأزهر يؤكد سحب بيانه عن غزة تجنُّباً لتعطيل مفاوضات الهدنة
أكد المركز الإعلامي للأزهر الشريف، في بيان رسمي اليوم الثلاثاء، ما نشره "العربي الجديد" يوم أمس بشأن سحب بيان الأزهر الأخير الذي وصف ما يجري في قطاع غزة بـ"جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان"، موضحًا أن القرار جاء بدافع "المسؤولية الشرعية والوطنية" للحفاظ على فرص إنجاح المفاوضات الجارية حول هدنة إنسانية في القطاع المحاصر. وقال المركز الإعلامي في بيانه: "تابع المركز الإعلامي للأزهر الشريف ما أثير من تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن بيان الأزهر الشريف المتعلق بالأوضاع في غزة، موضحًا أن هذا القرار جاء انطلاقًا من المسؤولية التي يتحملها الأزهر الشريف أمام الله عزّ وجل تجاه قضايا أمتينا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ونصرة أهل غزة المستضعفين". وأضاف البيان أن الأزهر "بادر بسحب بيانه بكل شجاعة ومسؤولية أمام الله حين أدرك أن هذا البيان قد يؤثر على المفاوضات الجارية بشأن إقرار هدنة إنسانية في غزة لإنقاذ الأبرياء، وحتى لا يُتخذ من هذا البيان ذريعة للتراجع عن التفاوض أو المساومة فيه". وأشار الأزهر إلى أنه "آثر مصلحة حقن الدماء المسفوكة يوميًا في غزة، وأملاً في أن تنتهي المفاوضات إلى وقف فوري لشلالات الدماء، وتوفير أبسط مقومات الحياة التي حُرم منها هذا الشعب الفلسطيني المظلوم"، مختتمًا بدعاء إلى الله أن يمنح أهل غزة "مزيدًا من الصبر والصمود والسكينة، وأن يحرسهم بعينه التي لا تنام". أخبار التحديثات الحية ضغوط مصرية عليا على شيخ الأزهر وراء حذف بيان بشأن تجويع غزة وتأتي هذه التصريحات بعد نشر "العربي الجديد" تقريرًا استند إلى مصادر مطلعة، كشف أن شيخ الأزهر أحمد الطيب، تلقى اتصالات مباشرة من جهات سيادية مصرية، أبلغته أن البيان الأصلي قد يضر بالموقف الدبلوماسي الرسمي إزاء مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية حاليًا. ووفقًا للمصادر، فقد طُلب من المواقع الإخبارية المصرية، بما فيها منصات تابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، سحب البيان فورًا، بحجة أنه "قيد التعديل"، وهو ما لم يحدث حتى اليوم. ويعد تأكيد الأزهر لهذا الإجراء سابقة نادرة في تاريخ المؤسسة الدينية، التي لطالما عُرفت بمواقفها الثابتة في دعم القضية الفلسطينية، إذ يُظهر البيان الرسمي إقرارًا ضمنيًا بتغليب اعتبارات "المصلحة السياسية" على موقفها المبدئي الذي تضمن عبارات شديدة اللهجة، حمّلت الاحتلال الإسرائيلي وحلفاءه مسؤولية الجرائم الإنسانية في غزة. ويعيد هذا التطور الجدل حول حدود استقلالية الأزهر في التعبير عن مواقفه، خاصة في ما يتعلق بالقضايا القومية والدينية الكبرى، في ظل تشديد الدولة قبضتها على المجالين الإعلامي والديني، وحرصها على التحكم في الخطاب العام بما يتوافق مع حساباتها السياسية والدبلوماسية.