
تصعيد نووي بين أميركا وروسيا.. مناورة أم اقتراب من الهاوية؟
في تعليق حاد، اعتبر ترامب أن ميدفيديف "دخل منطقة خطيرة جداً" بتصريحاته، ودعاه إلى "مراقبة كلماته"، مؤكداً أنه لا توجد حالياً أي علاقات مع روسيا، وأن واشنطن حريصة على الإبقاء على هذه القطيعة. الرد الروسي جاء على لسان ميدفيديف، الذي قال إن "روسيا ليست إيران ولا إسرائيل"، محذراً من أن الإنذارات المتكررة والدفع نحو اتفاق بالقوة هي "خطوات نحو الحرب".
خطوة الغواصات النووية
القرار الأميركي بنشر غواصتين نوويتين جاء، بحسب مسؤولين، كرد مباشر على خطاب ميدفيديف. لكن الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، سمير التقي، استبعد خلال حديثه الى برنامج "الظهيرة" على سكاي نيوز عربية أن يكون الأمر إيذاناً بحرب نووية.
واعتبر في حديثه إلى برنامج الظهيرة أن "نشر الغواصات لا يُنذر بالحرب بقدر ما يُنذر بتدهور غير مسبوق في العلاقات"، مضيفاً أن "الخيبة التي يشعر بها ترامب تجاه موقف موسكو من أوكرانيا دفعته نحو سياسة أكثر حزماً".
ولفت التقي خلال حديثه إلى أن هناك تبدلات داخل أميركا نفسها، حيث تلعب عوامل مثل صعود الجناح الأمني داخل الحزب الجمهوري، وتأثير "الماجا الغاضبة"، وانفكاك بعض أقطاب التكنولوجيا، دوراً في تحديد اتجاه سياسة ترامب. غير أن الأهم، وفق تعبيره، هو نجاح الأوروبيين في إقناع ترامب بأن بوتين "لا يسعى فعلياً لوقف الحرب".
معادلة الردع المتبادلة
أما الباحث السياسي رولاند بيجاموب، فرأى أن المسألة تتجاوز السجال الإعلامي، محذراً من أن هذه التراشقات قد تنطوي على حسابات أعمق بكثير. بيجاموب قال إن البورصات الأميركية خسرت ما يقرب من 1.1 تريليون دولار بسبب هذا التصعيد، مضيفاً أن "اللعبة بين ترامب وميدفيديف تبدو كأنها توم وجيري نووي".
وأوضح أن وجود غواصات نووية من طراز "أوهايو" في الأطلسي والهادئ ليس جديداً، لكن الإعلان عنها بهذا الشكل يُعد سابقة، خاصة أن تحريك الغواصات النووية "لا يتم بين ليلة وضحاها، وهو قرار خطير وسري للغاية"، على حد تعبيره.
ورغم موقعه الرسمي، قال بيجاموب إن ميدفيديف يبدو وكأنه يتصرف كـ"مدوّن سياسي" أكثر من كونه مسؤولاً رسمياً، مشيراً إلى أنه من أبرز الأصوات الروسية على وسائل التواصل الاجتماعي، على عكس الرئيس بوتين الذي لا يستخدمها. لكنه نبه إلى أن لقاء ميدفيديف مع بوتين في جزيرة "والام" قبل أيام من تصريحاته قد يكون مؤشراً على تنسيق موقف، لا مجرد رأي فردي.
موقف الكرملين
الكرملين ، في المقابل، يُظهر مرونة معلنة. فالرئيس فلاديمير بوتين، بحسب بيجاموب، تحدث بإيجابية مؤخراً عن الوفد التفاوضي الأوكراني، وعبّر عن انفتاحه على فكرة "منظومة أمنية أوروبية شاملة"، وهي نقطة ظلت موسكو تتمسك بها منذ ما قبل الحرب. كما أن عودة السفير الروسي إلى واشنطن – وفق ما ذكره الباحث – تشي بمحاولة الحفاظ على الحد الأدنى من قنوات الاتصال، حتى وإن كان ملف أوكرانيا قد طغى على باقي الملفات الثنائية.
يؤكد الدكتور سمير التقي أن ترامب "يسعى لفرض معادلة جديدة" في التعامل مع موسكو، متأثراً بما يراه من "تصلب روسي في مواقف التفاوض"، لاسيما في ظل مطالبة موسكو بشروط تعتبرها واشنطن غير واقعية.
وفيما يخص الانقسام الأميركي الداخلي، يرى التقي أن النظام السياسي والاقتصادي الأميركي، رغم فوضويته الظاهرة، قادر على الاستمرار والتكيف، و"لا يمكن المراهنة على انهياره كما تعتقد بعض الدوائر الروسية"، مذكّراً بأن الاقتصاد الأميركي يمثل 17% من الناتج العالمي مقابل 2.5% فقط للاقتصاد الروسي.
أزمة إدارة الأولويات
من جانبه، رأى بيجاموب أن الأزمة تعكس سوء تقدير في إدارة الأولويات الغربية، مشيراً إلى أن النخبة الغربية تقف اليوم أمام خيارين: إما الضغط على روسيا إلى أقصى حد، مع احتمال الرد النووي، أو التراجع عن دعم أوكرانيا، ما قد يُفسَّر كإذعان لموسكو.
واعتبر أن "اللعبة" بين ترامب وميدفيديف قد تكون، في نهاية المطاف، محاولة لإعادة ترتيب أوراق التفاوض، لا للوصول إلى نقطة اللاعودة.
رغم التصعيد، يتفق المحللان على أن المواجهة النووية لا تزال مستبعدة، وإن لم تعد فكرة مجنونة بالكامل في مناخ يتسم بفقدان الثقة والانفجار اللفظي.
ويقول التقي: "ما نشهده هو توتر غير مسبوق، لكنه لا يعني بالضرورة التوجه إلى الحرب، بل محاولة فرض شروط جديدة للتفاوض عبر استعراض القوة".
أما بيجاموب فقال: "يبدو أننا عدنا إلى مرحلة من الحرب النفسية النووية، حيث تُستخدم الغواصات والتغريدات لتعديل مسار السياسة".
يبقى السؤال الأساسي: هل نحن أمام لحظة حقيقية من خطر الانفجار النووي ، أم أنها مجرد جولة من جولات الضغط القصوى ضمن سباق الإرادات بين روسيا وأمريكا؟ مهما كانت الإجابة، فإن التصعيد الأخير أعاد إلى الأذهان سؤالاً ظل مطروحاً منذ عقود: هل بات العالم أقرب من أي وقت مضى إلى حافة الهاوية؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 17 دقائق
- العين الإخبارية
بعد قرار ترامب.. مناورة روسية صينية للتدريب على مواجهة الغواصات
بعد يومين من نشر الولايات المتحدة الأمريكي غواصتين نوويتين أطلقت روسيا والصين مناورة تتضمن تدريبا على مواجهة الغواصات. ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن الأسطول الروسي في المحيط الهادي قوله اليوم الأحد إن سلاحي البحرية الروسية والصينية يجريان مناورات مدفعية ومضادة للغواصات في بحر اليابان في إطار تدريبات مشتركة مقررة. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أمر الجمعة الماضية بوضع غواصتين نوويتين في "المناطق المناسبة" ردا على تصريحات للرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف. ونقلت إنترفاكس عن أسطول المحيط الهادي قوله إن سفنا روسية وصينية تتحرك في مفرزة مشتركة تضم سفينة روسية كبيرة مضادة للغواصات ومدمرتين صينيتين. وأضافت أن غواصات تعمل بالديزل والكهرباء من البلدين، فضلا عن سفينة إنقاذ غواصات صينية، شاركت أيضا. ويأتي ذلك في إطار مناورات بعنوان "التفاعل البحري 2025" من المقرر أن تنتهي يوم الثلاثاء. وأوضحت "إنترفاكس" أن بحارة روس وصينيين سيجرون عمليات إطلاق مدفعية ويمارسون مهام دفاع جوي ومضاد للغواصات ويحسنون عمليات البحث والإنقاذ المشتركة في البحر. وتجري روسيا والصين، اللتان وقعتا اتفاق شراكة استراتيجية "بلا حدود" قبل وقت قصير من خوض روسيا الحرب في أوكرانيا عام 2022، مناورات عسكرية منتظمة للتدريب على التنسيق بين قواتهما المسلحة وإرسال إشارة ردع إلى الخصوم. وقال ترامب إن أمره للغواصات يوم الجمعة جاء ردا على ما وصفه بتصريحات "استفزازية للغاية" أدلى بها الرئيس الروسي السابق ميدفيديف بشأن خطر الحرب بين الخصمين المسلحين نوويا. وتأتي تعليقات ترامب في وقت يتصاعد فيه التوتر مع موسكو في ظل شعوره بالإحباط إزاء عدم إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا. aXA6IDg5LjIxMy4xODUuNTUg جزيرة ام اند امز UA


سبوتنيك بالعربية
منذ 19 دقائق
- سبوتنيك بالعربية
عضو "الشؤون الخارجية المصري": مصر لديها الكثير من البدائل ولن تخل بالتزاماتها تحت أي ضغوط
عضو "الشؤون الخارجية المصري": مصر لديها الكثير من البدائل ولن تخل بالتزاماتها تحت أي ضغوط عضو "الشؤون الخارجية المصري": مصر لديها الكثير من البدائل ولن تخل بالتزاماتها تحت أي ضغوط سبوتنيك عربي قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير رخا أحمد حسن، إن مصر لن تقدم استثناءات لأي دولة مهما كان حجمها بمخالفة لاتفاقيات دولية والإضرار بمصالحها... 03.08.2025, سبوتنيك عربي 2025-08-03T14:18+0000 2025-08-03T14:18+0000 2025-08-03T14:18+0000 حصري تقارير سبوتنيك غزة الشرق الاوسط مصر لبنان أخبار سوريا اليوم وكان الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أكد رفض مصر منح أي تفضيلات للسفن الأمريكية أو غيرها، مشددا على التزام البلاد باتفاقية القسطنطينية لعام 1888 التي تحظر التمييز بين السفن في الخدمات أو الرسوم، وذلك ردا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي طالب بمرور مجاني للسفن الأمريكية عبر القناة.وعلق السفير رخا أحمد حسن على تأكيد ربيع، بأن القرار المصري ليس موجها ضد واشنطن بالتحديد، أو أنه رفض متصل بالأوضاع الراهنة في غزة، لكنه موقف مبني على أساس قانوني، انطلاقا من التزام باتفاقية القسطنطينية لعام 1888 التي تحظر التمييز بين السفن في الخدمات أو الرسوم، وهو الموقف ذاته الذي يمكن أن تتخذه مصر حال طلب أي دولة غير واشنطن التمييز عن الدول الأخرى.وأشار حسن إلى أن الاتفاقية التي وقعت عليها العديد من الدول ومن بينها مصر ليست ثنائية، لتتيح إمكانية تقديم استثناءات أو مزايا، وأن موافقة مصر على أي نوع من الاستثناءات يدفع الدول الأخرى بالمطالبة بالمعاملة بالمثل ، ما يعني مخالفة الاتفاقية بل وإفسادها.وتابع " ربما تصور الرئيس ترامب أن قناة السويس يمكن أن تكون شبيهة بقناة بنما، غير أن الظروف والأوضاع والمكانة والعلاقة تختلف كليا، وبالتأكيد فإن ما يمكنه تطبيقه على قناة بنما من الصعب تطبيقه على قناة السويس، نظرا للكثير من الاعتبارات.وبشأن اعتبار مطالب الرئيس الأمريكي ضمن الضغوط الأمريكية على مصر اتصالا بملف غزة ورفض التهجير، أوضح حسن ان مصر لديها الكثير من البدائل والشركاء الدوليين، وأن أي رهان من شأنه الإضرار بمصلحة مصر هو رهان خاسر، خاصة أن عملية السلام في المنطقة كلها مرهون بمصر، الأكبر مكانة بالمنطقة وحتى من حيث السكان، ما يعني أن الضغوط لن تفلح، مع الأخذ بالاعتبار أن العلاقات بين مصر وواشنطن ومصر كبيرة وليست هامشية حتى تخسرها الأخيرة من أجل دعم إسرائيل.وانخفضت إيرادات القناة بنسبة 61% خلال العام الماضي، لتسجل 3.9 مليار دولار مقابل 10.2 مليار دولار في 2023. وتراجع عدد السفن العابرة من 26,434 سفينة عام 2023 إلى 13,213 سفينة في 2024.تجدر الإشارة إلى أنه في أبريل/ نيسان الماضي، صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنه يجب أن تمر السفن الأمريكية سواء العسكرية أو التجارية من قناتي بنما والسويس بشكل مجاني.وقال ترامب في منشور عبر منصة "تروث سوشيال"، "يجب على السفن الأمريكية سواء العسكرية أو التجارية أن تمر عبر قناة بنما وقناة السويس بشكل مجاني".وأضاف ترامب أن "هاتين القناتين لم تكن لتوجدا لولا الولايات المتحدة. لقد طلبت من وزير الخارجية ماركو روبيو أن يتابع هذا الأمر بشكل عاجل". غزة مصر لبنان سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي حصري, تقارير سبوتنيك, غزة, الشرق الاوسط, مصر, لبنان, أخبار سوريا اليوم


سبوتنيك بالعربية
منذ ساعة واحدة
- سبوتنيك بالعربية
إعلام: الاتحاد الأوروبي يبرم "صفقة مؤلمة" مع ترامب للحفاظ على القوات الأمريكية في أوروبا
إعلام: الاتحاد الأوروبي يبرم "صفقة مؤلمة" مع ترامب للحفاظ على القوات الأمريكية في أوروبا إعلام: الاتحاد الأوروبي يبرم "صفقة مؤلمة" مع ترامب للحفاظ على القوات الأمريكية في أوروبا سبوتنيك عربي ذكرت صحيفة بريطانية، أن الاتحاد الأوروبي أبرم صفقة سيئة مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية، وذلك بسبب مخاوف من تقليص الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا. 03.08.2025, سبوتنيك عربي 2025-08-03T13:48+0000 2025-08-03T13:48+0000 2025-08-03T13:48+0000 العالم أخبار الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة الأمريكية وكما أشارت الصحيفة، كانت فون دير لاين، تعد لإجراءات صارمة ردا على تهديدات واشنطن، لكنها تراجعت عن ذلك بموافقتها على الصفقة خلال اجتماعها الأخير مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.ووفقا للصحيفة، فقد تم ذلك جزئيا لحماية الشركات الأوروبية، ولكن أيضا خوفا من أن يستخدم الرئيس الأمريكي هذا كذريعة لتقليص الدعم العسكري لأوكرانيا أو الإضرار بالأمن الأوروبي.كما جاء في المقال، فإن قلق بروكسل الرئيسي يكمن في أن مراجعة الولايات المتحدة لاستراتيجيتها العسكرية، والتي من المقرر نشر تقرير عنها خلال الأسابيع المقبلة، قد تؤدي إلى انسحاب جزء من القوة الأمريكية البالغ قوامها 800 ألف جندي من أوروبا.وتوصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الأمريكي في 27 يوليو/تموز الفائت، إلى اتفاق تجاري يخضع جميع صادرات الاتحاد الأوروبي تقريبا إلى الولايات المتحدة لرسوم جمركية بنسبة 15%. ولا يشمل الاتفاق إلغاء الرسوم الجمركية الأمريكية البالغة 50% على الصلب والألومنيوم، ولكن من الممكن تخفيضها نتيجة لمزيد من المفاوضات، وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام، نقلا عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى.وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الصفقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي غير مربحة لأوروبا، مشيرا إلى أن هذا القرار سيؤدي إلى تراجع التصنيع في أوروبا. الولايات المتحدة الأمريكية سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي العالم, أخبار الاتحاد الأوروبي, الولايات المتحدة الأمريكية