
حرب إيران وزئبقية موقف البيت الأبيض
فيما تستعر
الحرب
بين إيران وإسرائيل مهددة بالانفلات المفتوح على الأفظع، يكتفي
الرئيس الأميركي
الصورة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968
دونالد ترامب بإعطاء إشارات متضاربة وقابلة للتأويل. فمن جهة يبدو وكأنه ما زال يراهن على العودة إلى المفاوضات باعتبارها مخرجاً، في حين يكاد يجمع المراقبون على أن الأحداث على الأرض تخطت هذا الخيار، أقله في الوقت الحاضر، ومن جهة ثانية يرفع لهجة التلويح بالعصا.
وبينما تتلون الحرب أكثر فأكثر بالأحمر، لم يغادر
البيت الأبيض
بعد الموقف الرمادي. وقد يكون هذا تكتيك للإبقاء على باب الاحتواء مفتوحاً، لكن التصعيد الميداني المتسارع قد يبطل احتمالات الاحتواء القريب، وخاصة أن "الضغوط تتزايد" باتجاه المزيد من التدخل واللاعودة عن الحرب.
وقال ترامب، مساء أمس الأحد، في تدوينة على منصة تروث سوشال، إنه يمكن تحقيق السلام إذا تم استئناف المفاوضات. وبدا كلامه وكأنه يعتقد أنه بعد الضربات الجوية المتبادلة، في اليومين الماضيين، ربما تكون قد نضجت ظروف تمرير شرط "صفر تخصيب"، ولكن رفض إيران المشاركة في الجولة السادسة في عُمان أسقط هذا الاحتمال.
في تدوينة ثانية، تغيّرت نبرة ترامب وانتقل من "إننا لسنا مشاركين في الهجوم الإيراني"، وهو الموقف الذي عبر عنه بيان وزير الخارجية ماركو روبيو عند بداية العملية، إلى التحذير من عواقب استهداف المصالح الأميركية، حيث سيكون الرد "بكل ما لدى الولايات المتحدة من قوة وقدرات"، والكلام موجه إلى إيران.
الرد بهذه اللغة كان أقرب إلى الانذار. وترافق ذلك مع تزايد الإشارة في واشنطن إلى أمرين: القنبلة الخارقة وعما إذا كان الغرض من الحرب "إسقاط النظام" الإيراني. وتردد الكلام عن القنبلة في سياق الحديث عن مدى الأضرار التي ألحقتها إسرائيل بالمنشآت النووية الإيرانية، حيث إنه بحسب التقديرات، ألحقت عمليات القصف "أضراراً بالغة" بها، لكن تدميرها يحتاج إلى هذه القنبلة التي "لا تملكها إسرائيل ولا تملك القاذفة الاستراتيجية التي تحملها" (مثل ب 52 وب 2). وينطوي الكلام السابق على تلميح ضمني بضرورة تدخل واشنطن لاستعمال هذا السلاح، الكفيل بالقضاء على المنشآت المبنية في العمق (أكثر من 800 متر تحت الأرض) مثل منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم. ومن المتوقع أن تزداد الإشارات إلى هذه القنبلة بعد الضربات الإيرانية التي طاولت تل أبيب وحيفا.
كذلك يتزايد الكلام عن تغيير النظام في إيران، من زاوية التساؤل عن الغرض من الحرب وعما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن حربه باتجاه تحقيق هذا الهدف. وهنا تتضارب الإشارات أكثر. فالرئيس ترامب رفض الموافقة على "اغتيال" المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بعدما أبلغه نتنياهو بـ"توفر هذه الإمكانية"، حسب ما تداولته التقارير المسرّبة عبر مصادر رسمية. والرسالة هنا أنّ البيت الأبيض لم يقرر بعد قطع الشعرة مع طهران. لكن خارج البيت الأبيض، هناك تعاطف ضمني مع الفكرة.
السيناتور الجمهوري ليدنسي غراهام قال، أمس الأحد، إنّ تغيير النظام مسألة "يقررها الشعب الإيراني الذي ليس عدونا"، مضيفاً أن سقوطه حين يحصل لا بد أن يكون خبراً "سعيداً للناس". ويرى الأستاذ الجامعي في العلاقات الدولية فالي نصر (من أصل إيراني)، أن حرب إسرائيل تستهدف "إسقاط النظام" في طهران، وتشاركه في هذا التقدير جهات غير قليلة، منها من يجاهر ويؤيد هذا التوجه ومنها من يكتفي بالكلام المبطن في هذا الخصوص، مثل السيناتور غراهام. لكن الجميع يدركون أن ترجمة هذه الرغبة إذا كانت ممكنة مرهونة بقرار أميركي.
أخبار
التحديثات الحية
"رويترز": ترامب عارض خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي
صحيح أن إسرائيل "تصرفت ميدانياً وحدها – حتى الآن – لكنها في الواقع ليست وحدها"، كما قال نائب الرئيس السابق مايك بنس. وتوصيفه يلخّص المشهد ويسلّط الكثير من الأضواء الكاشفة على الحرب كما على الموقف الأميركي، بالرغم من رماديته الراهنة، باعتباره الممسك الرئيسي بخيوط المواجهة. ولذلك تتزايد الضغوط لاستبدال الرمادي بالوضوح، فيما تشدد جهات، ومنها جمهورية، باتجاه فرض قرار العودة إلى الطاولة، ولو أن ذلك باتت احتمالاته تتقلص بقدر ما يتوسع ويتعمق مسار الحرب. القاسم المشترك بين هذه الأوساط أنها تشدد على أمرين أساسيين: ضمان واشنطن الدعم والحماية لإسرائيل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 4 ساعات
- العربي الجديد
خديعة إيران.. ترامب ونتنياهو وعقيدة "الشرطي الطيب والشرطي الشرير"
"كل شرطي جيّد بحاجة إلى شرطي شرّير" هو مثلٌ دارج في الثقافة الأميركية، ومرجعه إلى حيلة نفسية تقليدية ظلّت تستخدم في السجون لاستمالة المتهم إلى التعاون عبر التناوب على طريقتين: التعذيب والاسترضاء؛ بحيث يتقمّص أحد شرطيين دور العدوانيّ الذي يتحرّى الأذى، ويتقمّص آخر دور الودود الذي يقصد المساعدة، لكن في حقيقة الأمر، من يضرب ومن يطبب كلاهما يعمل معاً. الغاية من تلك الحيلة النفسية تتجاوز المناورة والخديعة، إلى توفير منفذ سيكولوجيّ لمن عاز القدرة، ولم يبق له إلا العناد والمقاومة. يمكن القول إن تلك الاستراتيجية متأصلة في صلب السياسة الأميركية الخارجية، حرباً أو دبلوماسية، ولها صنوف وتبدّلات، آخرها ما حدث على امتداد الأشهر الماضية، وأفضى إلى الخديعة الاستراتيجية التي سبقت ضربة البداية على إيران، بينما أهم قادتها وجنرالاتها وعلمائها نيام في مساكنهم. شهور من الخديعة أن تضرب إسرائيل عشية الحديث عن مفاوضات فهذا ليس بجديد، بل هو ديدنها، أقلّه منذ أوّل حروبها على غزة عام 2008، حينما أوهمت المقاومة بأنها في صدد اجتماع لبحث تمديد الهدنة بعد عطلة سبت، لتقصف في اليوم ذاته؛ وصولاً إلى الحرب الراهنة، في فصول عديدة منها، أبرزها ما سبق هجمات "البيجر" ، حينما كانت الأطراف تضع اللمسات الأخيرة على اتفاق هدنة في الشمال، برعاية أميركية. يتجاوز الأمر لدى إسرائيل، في صورة بنيامين نتنياهو الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. بالذات، مبدأ الخديعة إلى الاستعراض واعتناق دمغة "المكر"؛ وقد تجسّد هذا، مثلاً، في حالة النقض الدامي لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في 17 مارس/آذار الماضي، بعد يوم من ادعاء مكتب نتنياهو أنه "وجّه فريق التفاوض بالتحضير لاستئناف مفاوضات غزة". غير أن ما يندر التنبّه إليه عادة في هذا النقاش هو الدور الأميركي الفاعل -لا المزكّي وحسب- في عقيدة الخداع الإسرائيلية. في حالة إيران تحديداً، يمكن القول إن ما جرى في الأشهر التالية لدخول ترامب البيت الأبيض، بدءاً من مشاركته مقطع فيديو على "تروث سوشيال" عن نوايا نتنياهو لتوريط واشنطن في خوض حربها مع إيران، عبوراً إلى ما سرّب عن شقاق بين كلا الحليفين، وعن نقاشات محتدّة في الدوائر المغلقة، إلى الاتفاق الأميركي المباشر مع الحوثيين بمعزل عن إسرائيل، وما تبعه من اتفاق مع "حماس"، ثم الجولة الشرق أوسطية التي استثنى فيها ترامب تل أبيب من جدول زياراته ، وصولاً إلى تحذيره علنا ً، في الأيام الأخيرة، نتنياهو من الهجوم على إيران قبل إعطاء المفاوضات فرصة وافية، كلّ ذلك كان استشرافاً للهجوم الإسرائيلي في صورته المخاتلة، وفق حبكة مثّل فيها ترامب دور "الشرطي الجيّد"، إزاء نتنياهو- "الشرطي الشرير". رصد التحديثات الحية أكاذيب وخلاف ترامب ونتنياهو... تفاصيل عملية إسرائيلية لخداع إيران ضمن قراءة استرجاعية لكل ذلك، وأيضاً للتنافر الصارخ ما بين صقوريّة ترامب الراسخة إزاء إيران، والتي تجسّدت بإلغاء الاتفاق النووي، والإقدام على اغتيال أهم جنرالاتها العسكريين في ولايته الأولى، ثمّ نكوصه إلى انتقاد "صقورية نتنياهو" إزاءها، ثمّة ما يبرّر الادعاء بأن مشهد الحرب الراهنة مع إيران كان في مخيّلة مديري السياسة الأميركية الجدد منذ اللحظة الأولى، وأن ما تبع لم يكن محض تخبّط بقدر ما كان تخطيطاً برسم الدبلوماسية والخديعة. هذا ليس استنتاجاً استباقياً، بل استتباعاً لما تؤكده المعطيات، والسوابق، وأبعد من ذلك، ما تباهى به معلّقون إسرائيليون علناً على قنوات التلفزة، ولاحقاً، رئيس حكومة الاحتلال نفسه. سوابق خلال الحرب من السوابق التي يمكن الإشارة إليها، ضمن ثنائية ترامب ونتنياهو تحديداً، هي الصورة التي جرى عليها إخراج خطة بايدن بشأن وقف إطلاق النار- المرحلة الأولى منه. كما هو معلوم، ظلّ هذا الاتفاق يواجَه بصدّ إسرائيلي حتى انتقاله إلى عهدة ترامب، الذي أرسل مبعوثه "ليوبّخ نتنياهو يوم عطلة السبت"، من دون أن يترك له أي خيار؛ وهذا فحوى ما سرّب في الصحف حينها. بدا وكأن الاتفاق كان معزوّاً لترامب، لـ"كراهيته للحروب"، كما ردد في أكثر من مناسبة خلال حملته الانتخابية، بالذات عند سؤاله عن حرب غزة، ولثأر قديم مع نتنياهو، يعود إلى تهنئة هذا الأخير خصمه جو بايدن، وسط مزاعم التزوير التي أطلقها، ولتنصّله من المشاركة في اغتيال قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، كما أرادت بعض التحليلات. لكن مع المشارفة على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار نص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة 15 يناير 2025 في 15 يناير/ كانون الثاني 2025، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة قطرية مصرية أميركية. ، كان ترامب ذاته هو من تنكر لمبادئ الاتفاق، وأراد تحويرها إلى تمديد المرحلة الأولى، تحت طائلة "فتح أبواب الجحيم"؛ وهو ما كان. في تلك الأيام تحديداً، أي آخر أيام المرحلة الأولى، كانت الإدارة الأميركية، للمرة الأولى، تفاوض "حماس" مباشرة، وكان مبعوثها السابق لشؤون الأسرى، آدم بوهلر، يصف مسؤولي "حماس" علناً بأنهم "أشخاص لطيفون". لاحقاً، بدا أن الخلاصة من كلّ ذلك هي محاولة استدرج "حماس" إلى الخطة الإسرائيلية المبيّتة: تمديد المرحلة الأولى بدلاً من الانتقال إلى الثانية. ثمّ بعد العودة إلى القتال، وحينما أوشكت سياسة التجويع على أن تجعل الإبادة أكثر افتضاحاً، بعد أشهر من تهديد ترامب شعب غزة -لا حماس- بـ"أنهم سيكونون في عداد موتى"، عاودت واشنطن مفاوضة "حماس"، وللمفارقة، ضمن الحيلة الإخراجية ذاتها، أي الإيهام بوجود خلاف مع تل أبيب. الرواية هذه المرة كانت ما نشر في "أكسيوس"، ولاحقاً غيره من المنصّات الإعلامية، عن مكالمة متشنّجة بين ترامب ونتنياهو انتهت بإغلاق الأوّل الهاتف في وجه صديقه، ممتعضاً من "محاولة التلاعب به". أخبار التحديثات الحية "سي أن أن": الهجوم الإسرائيلي ضد إيران قد يمتد أسابيع ضمن هذا السياق، شهدنا اتفاق الإفراج عن الأسير الأميركي- الإسرائيلي عيدان ألكسندر ، ثم ما أساله من حبر عن "إحراج تاريخي" لإسرائيل، ونتنياهو تحديداً. كان من ذلك أيضاً ما تداولته المنصات الإعلامية عن تخصيص الأسير الإسرائيلي ترامب بالشكر، وعن رفضه استقبال مكالمة نتنياهو. لكن المكالمة حدثت في اليوم اللاحق، موصولة بالشكر؛ وخلالها كشف ويتكوف، الذي كان وسيطاً فيها، عن أن نتنياهو كان طرفاً في هذا الأمر منذ بدايته. عشية الضربة كل تلك الحلقات المتشابكة من تكامل الأدوار بين "الشرطي الجيد والشرطي الشرير"، كانت تدور ضمن حلقة كبيرة من الخديعة، والتضليل، والإرباك؛ ويمكن الاستنتاج بأن إيران كانت الهدف المنظور في أقصى بؤرتها. هكذا، "وقعت عملية مكر محكمة، من ضمنها كان ثمّة استعمال للصحف من الجانب الأميركي والجانب الإسرائيلي على حد سواء، وبعض ما سمعناه من تسريبات في الشهرين الأخيرين عن نزاع بين نتنياهو وترامب جاء من أطراف مضادة لإدارة (ترامب) وحكومة نتنياهو -على سبيل المثال من الأوساط المناهضة داخل الحزب الجمهوري- غير أن بعض الإيجازات التي منحت للصحف كانت إيجازات كاذبة جرى تسريبها عن سابق قصد؛ وهي عملية نادرة جدّاً، لا يتطرّق لها الساسة، جرى على شاكلتها العديد من المناورات التي استخدمت فيها الصحف مجاديف، وهكذا تمكّنوا من خلق الانطباع لدى الإيرانيين بأن كل شيء على ما يرام؛ بأن ترامب معني باتفاق وبأي ثمن، بأنه غاضب من نتنياهو ويمارس ضغطاً مكثّفاً ضدّه لتجنب الهجوم، ولكن من خلف الكواليس كان ثمّة توافق شبه تام بين الطرفين. ليس هذا للقول إنه لم يكن ثمّة تداول في وجهات النظر، ولكن الأكيد هو أن الخديعة كانت معدّة سلفاً؛ وآخر فصولها، التقارير عن سفر رئيس الموساد، ديفيد برنيع، والوزير رون ديرمر للقاء ويتكوف في واشنطن قبل جولة المفاوضات القادمة مع إيران؛ ولكن في هذه المرحلة الجميع في أميركا وإسرائيل عرف أن ديرمر وبرنيع لن يطيرا إلى أي مكان، بل إن المقاتلات الإسرائيلية هي التي ستطير إلى إيران". الحديث هنا لمراسل الشؤون العسكرية للقناة الرابعة عشرة العبرية (الواجهة الإعلامية الأبرز لحكومة نتنياهو)، تامير موراغ، على المباشر في ثاني أيام الحرب. كلّ ذلك قبل أن يخرج نتنياهو نفسه ، أيضاً من مبدأ التباهي والاستعراض، على "فوكس نيوز"، مساء الأحد، ليكشف بأن ترامب ساعد في "إحداث عنصر المفاجأة من خلال مطالبتنا بعدم الهجوم" على إيران. في إسرائيل يُشيعون بأن النشر المُسبق لخبر زواج ابن نتنياهو في التاريخ الذي حُدِّد للضربة كان أيضاً ضمن حلقة الخديعة، لكن رغم ذلك أيضاً، لا يمكن القول إن هذا جرى بكثير من الابتكار. كان لدى إيران العديد من السوابق؛ وقد سمعنا الأسطوانة المشروخة ذاتها في الصحف في الأيام السابقة للحرب. قبل نحو أسبوع مثلاً، "كشفت" صحيفة "نيويورك تايمز" أن "النقاشات حول الوسيلة المثلى لمنع إيران من إنتاج القنبلة النووية تسبّبت بمحادثة واحدة متشنّجة على الأقل بين نتنياهو وترامب، وسلسلة من الاجتماعات الصاخبة بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين". دمغة الدجال ليس هذا ادعاء بأن ما جرى بدعة دهاء من ترامب، أو حتى نتنياهو. في الواقع، ما زالت الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تعيد تدوير استراتيجية "الشرطيين" ذاتها في التعامل مع إيران منذ مطلع الألفية الثانية، وهذا بشهادة نائب وزير الخارجية الأميركية السابق، ريتشارد أرميتاغ، الذي قال في نوفمبر/تشرين الثاني 2004، إن "الإغراءات الأوروبية تعمل بوصفها دعامة خلفية للموقف الأميركي المتصلب حيال القضية؛ وفي اللغة الدارجة، هي نوع من تنسيق الشرطي الجيد والشرطي الشرير". لكن أبعد من ذلك، يمكن القول إن "ثنائية الدجل" تلك هي، في أساسها، دمغة جوهرية في العقل السياسي الأميركي، وأنها تمثّل قاعدة غير مكتوبة تحكم أسلوب عمل المنظومة، يعيها الرؤساء المتعاقبون جيّداً، ودونهم المرؤوسون، من الوزراء وأعضاء الكونغرس، إلى الموظفين الفيدراليين. يشرح جون شيتل، في مقال يعود إلى عام 1995، منشور في مجلة "ذا ناشونال إنترست"، كيف أن فكرة "الشرطيين" ليست فبركة "مسرحيّة" وحسب، بل متأصلة في ثنائية "الصقور والحمائم" الأميركية، في تشعّبها الرئيسي الممثّل بـ"المحافظين والديمقراطيين"، وأيضاً تلافيفها العابرة للحزبين. يقف معظم القراءات السياسية عند تصديق مبسّط لتلك الثنائية على أنها قادحة لتبدّلات واختلافات حقيقية في السياسة الخارجية الأميركية، والواقع أن تلك التبدّلات يكمّل بعضها بعضاً، بالطريقة ذاتها التي يتكامل فيها النظام السياسي الأميركي داخليّاً على امتداد القطبين. بكلمات شيتل نفسه، فإن "النظام السياسي الأميركي يبدو غير متناسق إلى حد الفوضى، ومتنازعاً إلى حد الجمود، وغير قابل للتنبؤ (...) لكن تلك الاختلافات، التي يرى فيها بعض الملاحظين ضعفاً، كانت موضع القوة الرئيسي للسياسة الأميركية: لقد شكّلت نمطاً تبادليّاً بين الشرطي الجيد والشرطي الشرير؛ وهذه التبادلية لم تصعّب على الخصوم فهمنا وحسب، بل كانت مزعزعة للأنظمة الديكتاتورية". يمكن إسقاط هذه القراءة أيضاً على اللحظة الراهنة. لقد كانت التسريبات الصحافية -التي يصفها المعلّق الإسرائيلي بـ"المدبّرة"- حاضرة أيضاً في عهد بايدن، مع كل تلويح بضرب إيران، وقد سرّبت إدارة هذا الأخير حتى الخطط العملياتية للهجوم الإسرائيلي إلى الإعلام. بمعزل عما إذا كان ذلك "مدبّراً" أم لا، فإن الحقيقة هي أن كلّ ما حدث، بين عهدي بايدن وترامب، كان يخدم عمليّاً الخديعة التي وقعت أخيراً. كما يمكن إسقاط القراءة إياها أيضاً على سيرورة الملفّ النووي الإيراني برمّته، منذ زمن أوباما، إلى الحرب الدائرة اليوم. لم يكن الاتفاق النووي صنيعة أوباما وحده، بل عملاً متقاطعاً بين الوكالات الفيدرالية، من الـ"سي آي إيه" إلى البيت الأبيض، ولم يكن نقضه رهن جرّة قلم انفعالية من رئيس لاحق، بل حاصل حركيّة أعمق من ذلك. المراد قوله هنا كلّ ما أنجزته خلية العمل المتشابكة في خدمة تلك الرؤية "الحمائمية" كان يحدث في دائرة أوسع، تشمل القطب الأكثر تصلّباً في النظام السياسي الأميركي؛ وتتيح لقادة صقوريين آخرين، على شاكلة ترامب، الصعود إلى السلطة عند أي مفترق انتخابي. هكذا يصير الاتفاق تحت طائلة النقض مع تداول السلطة، وتبلغ الحيلة تمامها. هذا ليس ادعاء بأنه كان مؤامرة محبوكة سلفاً بين أوباما وترامب، بل للقول إن النظام الأميركي مصمّم بطريقة تسمح بتبدّل دائم بين الدبلوماسية ونقيضها، وبين الاتفاقات ونقضها؛ وكلٌّ مكمّل للآخر. لقد استعاد معاون أوباما الأول، بايدن، السلطة سريعاً، وصارت استعادة الاتفاق ممكنة؛ غير أن هذا لم يحدث، وكان الأخير متناسقاً مع ترامب في طلب تنازلات إضافية من طهران. عملية "الاستدراج" تلك، أي التقلّب بين الاتفاقيات لانتزاع التنازلات، كانت حاضرة أيضاً في الحرب على غزة. كان "ترامب (الشرطي الشرير) بحاجة إلى بايدن (الشرطي الجيد) لتحقيق وقف إطلاق النار) في غزة، كما تكتب "ذا ديلي تليغراف"، لكن أيضاً، أدى الطرفان دوراً تكامليّاً حينما انتهى الرئيس الحالي إلى نقضه، والاستعاضة بآخر يستلب المزيد من المقاومة. لقد دشّن بوش الابن عهده بعداء معلن للعالمين العربي والإسلامي، وقدّم الحجة على ذلك في حربين طاحنتين؛ ثم بعدما استهلكت الحرب مشاعر الأميركيين وجيوبهم، جاء أوباما، بـ"سلامه" الشهير في جامعة القاهرة خلال فاتحة زياراته الخارجية، وخصومته المشهودة مع نتنياهو؛ لكن في زمنه قتل من المدنيين في أفغانستان، في الهجمات المسيّرة الصامتة، أضعاف ما قتل بوش، ووصل الدعم العسكري لإسرائيل مستوى قياسيّاً. في الصورتين، العدوانية والاعتذارية، كان الأخير يستكمل ما بدأه الأول، تماماً كما كان ترامب يستكمل ما بدأه سلفه مع إيران. بمعزل عن حقيقة اعتقاد كلّ طرف بسياسته، الواقع أن حاصلهم كان يخدم الهدف ذاته، المتأصل في الحمض النووي الاستعماري الأميركي: خديعة الشعوب، إخضاعها، الهيمنة. نظرية "الرجل المجنون" تُستدعى هذه النظرية عادة في توصيف حالة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون، الذي عرف عنه جموحه وانفلاته، وهو في ذلك، وكذاك فضائحه الداخلية، يتشارك الكثير من الخصال مع ترامب. من هذا المنطلق، ما لم يكن يقدم عليه رؤساء سابقون ممن باب اللياقة السياسية، كان مستساغاً -أو مسوّغاً- بالنسبة لنيكسون، كتلويحه باستخدام النووي إبّان الحرب مع فيتنام. لكن في الغرف المغلقة، كان وزير خارجيته، هنري كيسنجر، يؤدي دبلوماسية "الشرطي الطيب"، ويقنع الخصوم بأنه من يمسك رئيسه عن جنونه. أفضى تكامل الأدوار هذا، كما يشرح شيتل، إلى اتفاق باريس لإنهاء الحرب في فيتنام عام 1973، وإلى التدشين التاريخي للعلاقات مع الصين قبلها بعام. تصحّ تلك النظرية على ترامب أيضاً. يقول تشيستر كروكر، إن أهم شروط فكرة "الشرطي الجيد والشرطي الشرير" هي مصداقيتها؛ أي ألا يكون هذا كلّ دور من هذين أدائيّاً، بل متوائماً مع طبيعة الشخص ذاته. في حالة ترامب، يمكن القول إن كلّ ما جرى تصديقه عن "تقلّباته المزاجية"، "انفلاته"، "شخصانيته مع نتنياهو"، "لا عقلانيته" -وكلّها طبائعه فعلاً منذ ما قبل رئاسته- كان مفيداً في تصديق ما سبق الخديعة؛ بل أبعد من ذلك، هو أيضاً عامل فائدة بالنسبة للنظام السياسي الأميركي برمّته الذي لا ينبني في أسسه على طبائع الرئيس، بل يتلوّن وفقها. في مصنع السياسة الأميركية -الذي تغذيه آلة جمع وتحليل ضخمة للمعلومات يمثّل الرئيس ومعاونوه قمة جبل الجليد فيها وحسب- تلك الصفات/العيوب الشخصية تخدم المنطق الاستراتيجي الأوسع الذي تعمل الولايات المتحدة وفقه: الدجل، عدم القابلية للتوقع، القتل والتطهّر، الإيهام بأن القرارات الاستراتيجية هي محض قرارات شخصية للرئيس لا المؤسسة. لقد ختم هذا الأخير، مثلاً، على ما ظلّ يؤجله الرؤساء السابقون، حينما نقل سفارة بلاده إلى القدس، واعترف بها عاصمة لإسرائيل، وبالجولان جزءاً منها؛ وهو ما لم تستدرك عليه إدارة بايدن. يحتاج هذا النظام الاستعماري انفلات شخص كترامب لإنجاز ما يعجز "شرطيوها الطيبون" عن إنجازه ضمن نفاق الدبلوماسية والقانون. أميركا المستعمرة كلّ هذا لفهم الطريقة التي يعمل بها النظام الأميركي، ويحبك وفقها صفقاته وحروبه. نظريّاً، تقع تلك الثنائية الماكرة بين "الشرطي الطيب والشرير" في قلب المثاليات الليبرالية الأميركية المنافقة حول تقنين العنف وأداء السلمية. لكن أيضاً، لا شطط في القول إن التاريخ الأميركي برمّته هو صيرورة من كل ذلك الدجل. تَدين الولايات المتحدة في حدودها القائمة اليوم إلى "المجرمين البيض"، الذين كانوا يسلبون، وينهبون، ويقتلون السكان الأصليين في مساكنهم، ويدفعونهم إلى الرحيل. بالقدر ذاته، تدين الولايات المتحدة كذلك لنظامها القضائي الذي كان يلاحق "رعاعه البيض" ذاتهم، ويجنّد لهم أفراد إنفاذ القانون، وصائدي الجوائز، ويزجّ بهم في السجون أحياناً؛ النظام القضائي ذاته الذي رفض في نهاية المطاف مرافعات بعض الشعوب الأصلية لاستعادة أراضيها، مستخدماً مفردات من قبيل "مسار التاريخ"، و"الأمر الواقع". ترامب، وأيضاً نتنياهو، وكلاهما كذلك مجرم أبيض مدان في القضاء المحلي و/أو الدولي، ما هما إلا امتداد لذلك.


العربي الجديد
منذ 4 ساعات
- العربي الجديد
الحرب الإسرائيلية الإيرانية تهيمن على قمة مجموعة السبع في كندا
يبدأ قادة دول مجموعة السبع، بمن فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اجتماع قمة، اليوم الاثنين، في جبال روكي الكندية، بحثا عن موقف مشترك بشأن قضايا عدة يتقدمها في الوقت الراهن التصعيد بين إيران وإسرائيل . ويعيد الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام في مدينة كاناناسكيس الكندية ترامب إلى جدول المواعيد الدبلوماسية الدولية، بعدما فاجأ حلفاء بلاده منذ عودته إلى البيت الأبيض بتغييرات واسعة في السياسة الخارجية، وبرسوم جمركية باهظة على الشركاء والخصوم على السواء. ووضع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أجندة تهدف إلى التقليل من الخلافات خلال قمّة الدول الصناعية الكبرى، بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة. مع ذلك، يتوقع ظهور انقسامات بين قادة هذه الدول أثناء مناقشة الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل والتي بدأت عقب تنفيذ تل أبيب ضربات على مواقع نووية وعسكرية في الجمهورية الإسلامية فجر الجمعة. لكنْ دبلوماسيا، قال كارني إن كندا تستطلع حاليا آراء الدول بشأن دعوة مشتركة لـ"خفض التصعيد" بين إسرائيل وإيران. ويمكن لمجموعة السبع أن تدعو الى خفض التصعيد، أو تشير كما العادة إلى "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" وتحميل طهران المسؤولية عن التصعيد الراهن على خلفية برنامجها النووي. وقبيل القمة، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين أنها أبلغت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الدبلوماسية هي الخيار الأمثل بشأن إيران، من دون أن تطالب بوقف فوري لإطلاق النار. أخبار التحديثات الحية الصين تدعو إيران وإسرائيل إلى إجراءات فورية لخفض التصعيد وقالت فون ديرلاين للصحافيين في مكان انعقاد قمة مجموعة السبع إنها توافقت مع نتنياهو على أن "إيران لا ينبغي أن تمتلك سلاحا نوويا، دون أي شك"، مضيفة "بالطبع أعتقد أن حلا تفاوضيا هو الأفضل على المدى البعيد". وأشاد ترامب بالضربات الإسرائيلية، مع دعوته البلدين إلى "إبرام تسوية". من جهتها، حافظت الدول الأوروبية على موقف حذر. ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ضبط النفس، لكنه حضّ طهران على استئناف المفاوضات مع واشنطن، متهما إيران بتصعيد التوترات المرتبطة ببرنامجها النووي. أما اليابان التي لطالما حافظت على علاقات ودية مع إيران، فاتخذت موقفا مختلفا عن الدول الغربية عبر إدانتها الضربات الإسرائيلية ووصفها بأنّها "غير مقبولة ومؤسفة للغاية". من جانب آخر، يزور ترامب كندا التي لطالما ردد في الآونة الأخيرة أنها ستكون أفضل حالا في ما لو أصبحت "الولاية الحادية والخمسين" في الولايات المتحدة. وزار ترامب كندا للمرة الأخيرة لحضور قمة مجموعة السبع في 2018، حيث وجّه انتقادات لرئيس الوزراء في حينه جاستن ترودو، وأبدى تحفظات على البيان الختامي. غير أنّ التوترات بين البلدين هدأت منذ تولي مارك كارني رئاسة الحكومة في كندا في مارس/ آذار خلفا لترودو الذي كان ترامب قد أبدى عدم إعجابه به. لكن توترات حادة لا تزال قائمة. وتعهد ترامب، الذي يسعى إلى إحداث تحول جذري في النظام الاقتصادي العالمي القائم على التجارة الحرة، بفرض رسوم جمركية شاملة على أصدقاء الولايات المتحدة وخصومها اعتبارا من التاسع من يوليو/ تموز. وأعربت فون ديرلاين، التي تحدثت الى ترامب هاتفيا السبت، عن أملها في إحراز تقدّم في المحادثات التجارية، وقالت "دعونا نحافظ على التجارة بيننا عادلة ويمكن التنبؤ بها ومفتوحة"، مضيفة "علينا جميعا أن نتجنب الحمائية". ودعت فون ديرلاين أيضاً مجموعة السبع للربط بين النزاع الإيراني الإسرائيلي والحرب بين روسيا وأوكرانيا. وقالت رئيسة المفوضية إن "المسيّرات والصواريخ البالستية المصمّمة والمصنّعة في إيران تقوم بضرب مدن في أوكرانيا وإسرائيل عشوائيا. لذا يجب مواجهة هذه التهديدات بالتوازي". ودُعي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لحضور القمة حيث يأمل في التحدث مع ترامب. وكان الرئيس الأميركي قد تعهّد بالتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا في الأيام الأولى من وصوله إلى البيت الأبيض، كما تقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. غير أنّ هذا التقارب ما لبث أن تحوّل إلى غضب، بعدما رفض بوتين الدعوات الأميركية للتوصل إلى هدنة. وأجرى ترامب، السبت، اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي ناقشا خلاله النزاع بين إيران وإسرائيل والحرب في أوكرانيا، وأبدى ترامب "انفتاحا" على أداء بوتين وساطة بين إسرائيل وإيران. أما الرئيس الفرنسي فأعرب عن اعتقاده بأن نظيره الروسي لا يمكن أن يؤدي مثل هذه الوساطة "بأي شكل من الأشكال". ومن غير المتوقّع إدراج أي من القضيتين في البيان المشترك لمجموعة السبع، فيما يسعى كارني بدلا من ذلك إلى إصدار بيانات تتعلّق بقضايا أقل إثارة للجدل مثل تحسين سلاسل التوريد. ويتوجّه ترامب إلى قمة مجموعة السبع بعد حضوره عرضا عسكريا غير عادي في واشنطن تزامن مع عيد ميلاده ومع احتجاجات شهدتها البلاد على سياساته. (فرانس برس)


العربي الجديد
منذ 4 ساعات
- العربي الجديد
تركيا وروسيا تعرضان الوساطة بمفاوضات النووي الإيراني وإنهاء الحرب
قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في مكالمة هاتفية، اليوم الاثنين، أن أنقرة مستعدة للعب دور الوسيط للعودة إلى المفاوضات النووية وإنهاء الصراع مع إسرائيل، كما دعا أردوغان وبوتين في مكالمة منفصلة إلى وضع حد فوري للصراع، في وقت أكد الكرملين أن روسيا لا تزال مستعدة للتوسط بالصراع وأن مقترحات موسكو السابقة لتخزين اليورانيوم الإيراني في روسيا لا تزال مطروحة على الطاولة. وأكد أردوغان خلال الاتصال مع نظيره الإيراني بحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية، أن بلاده مستعدة للقيام بدور تسهيلي لإنهاء الاشتباك الدائر بين إسرائيل وإيران فوراً والعودة إلى المفاوضات النووية. وأوضح البيان أن أردوغان وبزشكيان بحثا خلال الاتصال الصراع الإسرائيلي الإيراني وملفات إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك بين البلدين. وشدد الرئيس أردوغان على الأهمية التي توليها تركيا للحفاظ على السلام والاستقرار في منطقتها. إلى ذلك، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأردوغان في اتصال هاتفي إلى وضع حد فوري للنزاع بين إسرائيل وإيران، بحسب ما أعلن الكرملين. وقالت الرئاسة الروسية إن "الزعيمين دعيا إلى وقف فوري للأعمال الحربية وتسوية القضايا الخلافية ومن بينها تلك المتصلة ببرنامج إيران النووي، من خلال السبل السياسية والدبلوماسية فقط". وقبل أن تشن إسرائيل هجماتها على إيران، أعلنت روسيا الأسبوع الماضي استعدادها لسحب اليورانيوم عالي التخصيب من إيران وتحويله إلى وقود لمفاعلات مدنية باعتبارها وسيلة محتملة لتهدئة الأزمة. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "لا يزال هذا الاقتراح مطروحاً، ولا يزال صالحاً. لكن، بالطبع، مع اندلاع الأعمال القتالية، أصبح الوضع معقداً للغاية". أخبار التحديثات الحية ترامب "منفتح" على تأدية بوتين دور الوساطة بين إيران وإسرائيل وأبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأحد تفاؤله بأن السلام سيحل قريباً، وأشار إلى إمكانية أن يقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة. وقال بيسكوف إن روسيا لا تزال مستعدة للوساطة عند الحاجة، لكنه أشار إلى ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع والقضاء عليها، وأن الضربات العسكرية تُفاقم الأزمة برمتها إلى مستويات خطيرة. وقال بيسكوف "لا تزال روسيا مستعدة لبذل كل ما يلزم للقضاء على الأسباب الجذرية لهذه الأزمة. لكن الوضع يتفاقم بشكل خطير، وهذا بالطبع لا يُحسن الوضع". وعندما سُئل عن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقناة فوكس نيوز أمس الأحد، والتي قال فيها إن تغيير النظام في إيران قد يكون نتيجة للهجمات العسكرية الإسرائيلية، قال بيسكوف إن الكرملين اطلع على هذه التصريحات. وأضاف بيسكوف "تعلمون أننا ندين تلك الأعمال التي أدت إلى هذا التصعيد الخطير للتوتر في المنطقة. وثانياً، نلاحظ أيضاً تماسكاً ملحوظاً للمجتمع في إيران على خلفية القصف الذي يُنفذه الجانب الإسرائيلي حالياً". من جانبه، قال الاتحاد الأوروبي إن مصداقية روسيا "معدومة" كوسيط محتمل بين إيران وإسرائيل. وقال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي أنور العوني بحسب ما تشير وكالة فرانس برس، "أبرم اتفاق شراكة قبل فترة قصيرة بين روسيا وإيران ما يؤشر إلى تعميق التعاون بينهما في مجالات مختلفة تشمل السياسة الخارجية والدفاع. وعلى ضوء ذلك لا يمكن لروسيا أن تكون وسيطاً موضوعياً". (رويترز، الأناضول، العربي الجديد)