
أخبار الإمارات اليوم الإثنين.. دبي للثقافة تفوز بجائزة "الابتكار من أجل الأثر"
وقد جاء فوز الهيئة تقديرًا لمشروعها الرائد في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في المسح والاستكشاف الأثري الذكي لموقع "ساروق الحديد"، الذي نُفذ بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا. وقد اختير المشروع ضمن دراسات الحالة الفائزة، وتم إدراجه في التقرير النهائي للاتحاد الدولي للاتصالات، كما تم استعراضه كنموذج عالمي خلال جلسة "الابتكار من أجل الأثر" في القمة، التي شهدت مشاركة نخبة من كبار قادة الابتكار والخبراء في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا من مختلف أنحاء العالم.
واستخدم المشروع تقنيات استشعار متقدمة تشمل الرادار المخترق للأرض، والمسح المغناطيسي، والخرائط الطبوغرافية عالية الدقة، ما أسفر عن أكثر من 2500 قراءة استكشافية تُرجّح وجود معالم وقطع أثرية ذات قيمة ثقافية وتاريخية مهمة في الموقع.
وأشادت سعادة هالة بدري، المدير العام لهيئة دبي للثقافة، بهذا التكريم، مؤكدة أنه يُمثل اعترافًا دوليًا بالتزام الهيئة بتبني التقنيات المستقبلية لحفظ التراث وتعزيز حضوره عالميًا، باستخدام أدوات غير تدخّلية وذكية تساهم في صون الماضي والترويج له على الساحة العالمية.
ومن جانبها، أوضحت منى القرق، الرئيس التنفيذي لقطاع المتاحف والتراث في الهيئة، أن المشروع يُجسد شراكة فاعلة بين التراث والابتكار، مشيرة إلى أهمية التعاون مع شركاء استراتيجيين لتطوير سُبل حماية التراث الثقافي وتقديمه بأساليب متقدمة تتماشى مع تطورات العصر.
وتُبرز هذه الجائزة مكانة دبي الريادية في دمج الابتكار والتقنيات الذكية في القطاعات الثقافية، كما تُعزز جهود الهيئة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، وترسيخ مكانة دبي كعاصمة عالمية للثقافة والمعرفة.
أبوظبي تنطلق في أسبوع حافل برياضة الفنون القتالية المختلطة.. ومواجهة نارية مرتقبة بين ويتاكر ودي ريدر
تستعد أبوظبي لاستضافة واحدة من أقوى فعاليات الفنون القتالية المختلطة (MMA) لهذا العام، ضمن "أسبوع الجماهير"، الذي ينطلق في الفترة من 21 إلى 27 يوليو، ويتوّج بحدث مرتقب يقام مساء السبت المقبل في "الاتحاد أرينا" بجزيرة ياس، تحت عنوان: "ليلة النزال: ويتاكر في مواجهة دي ريدر".
ويشهد النزال الرئيسي مواجهة قوية ضمن فئة الوزن المتوسط، تجمع بين النجم الأسترالي روبرت ويتاكر، البطل السابق في منظمة "UFC"، ومنافسه الهولندي رينير دي ريدر، الذي لم يُهزم حتى الآن في مسيرته الاحترافية.
ويتضمن "أسبوع الجماهير" العديد من الفعاليات المصاحبة التي تمنح الجمهور فرصة التفاعل عن قرب مع أبطال اللعبة، من بينها:
منطقة المشجعين في ياس مول
تدريبات مفتوحة يوم الأربعاء 23 يوليو
فعالية قياس الوزن بحضور الجماهير يوم الجمعة 25 يوليو
لقاءات حوارية وتفاعلية مع نجوم UFC، أبرزهم: جيلبرت بيرنز، وجريجوري رودريجيز، صاحب الضربة القاضية الشهيرة في UFC 317 الشهر الماضي
ويُضاف إلى النزال الرئيسي عدد من المواجهات القوية، من أبرزها:
عودة بيتر يان لمواجهة ماركوس ماكغي
نزال بين برايس ميتشل وسعيد نورماجوميدوف
مواجهة بين نيكيتا كريلوف وبوغدان غوسكوف
كما تستضيف العاصمة الإماراتية خلال الأسبوع ذاته بطولة العالم للناشئين في الفنون القتالية المختلطة، تحت مظلة الاتحاد الدولي للفنون القتالية المختلطة، بمشاركة واسعة من المواهب الشابة حول العالم. ويُقام أيضًا عرض "محاربو الإمارات" يومي 23 و24 يوليو في "سبيس 42 أرينا".
وتأتي هذه الفعاليات ضمن جهود دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي لتعزيز مكانة العاصمة كمركز عالمي لرياضات القتال، وتقديم تجربة جماهيرية تفاعلية واستثنائية تجمع بين الحماس والتشويق.
شرطة الشارقة تطلق حملة "اعبر بأمان" لرفع الوعي المروري وتعزيز سلامة العبور
أطلقت القيادة العامة لشرطة الشارقة حملة توعوية مرورية جديدة تحت شعار "اعبر بأمان"، تستهدف توعية السائقين والمشاة بأهمية الالتزام بقوانين وأنظمة المرور، بهدف توفير بيئة مرورية آمنة لجميع مستخدمي الطرق في الإمارة.
وتتركز الحملة على جانبين رئيسيين هما:
توعية السائقين بضرورة التوقف التام عند ممرات المشاة، والالتزام التام بالإشارات والتعليمات المرورية.
رفع الوعي لدى المشاة بضرورة استخدام المعابر المخصصة واتباع السلوكيات المرورية الصحيحة.
وفي تصريح له، أوضح العقيد عمر بوغانم، مدير إدارة المرور والدوريات في شرطة الشارقة، أن هذه الحملة تأتي ضمن سلسلة من المبادرات التوعوية السنوية التي تنفذها القيادة في إطار استراتيجيتها الشاملة لخفض الحوادث والإصابات، وتعزيز ثقافة السلامة المرورية لدى مختلف شرائح المجتمع.
وأكد بوغانم على أهمية تضافر جهود الأفراد والمؤسسات لتعزيز الوعي، مشيرًا إلى أن الحملة تعتمد على أدوات توعية متنوعة تشمل الرسائل الميدانية والإعلامية، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور وتحقيق تأثير فعلي في السلوك المروري اليومي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 4 ساعات
- صحيفة الخليج
«دبي للثقافة» تحصد «الابتكار من أجل الأثر» من الاتحاد الدولي للاتصالات
حصدت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» جائزة «الابتكار من أجل الأثر» ضمن فئة المدن الذكية، خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام»، التي نظَّمها الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، التابع للأمم المتحدة والمتخصص في التكنولوجيا الرقمية. وجاء هذا التكريم تتويجاً لجهود الهيئة الرائدة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في حماية التراث الثقافي، من خلال مشروع «المسح والاستكشاف المعزز بالذكاء الاصطناعي في موقع ساروق الحديد الأثري». واختيرت مبادرة «ساروق الحديد» كإحدى دراسات الحالة الفائزة في القمة، وأُدرجت ضمن التقرير النهائي للاتحاد الدولي للاتصالات وعُرضت خلال جلسة «الابتكار من أجل الأثر: دراسات حالة فائزة». وطُوِّر المشروع بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا واعتمد على تقنية الاستشعار عن بعد، تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتقنيات المسح الجيوفيزيائي مثل الرادار المخترق للأرض (GPR) والمسح المغناطيسي والخرائط الطبوغرافية عالية الدقة، لاستكشاف أحد أبرز مواقع العصر الحديدي في المنطقة. وأسفرت الدراسة عن كشف أكثر من 2500 قراءة تدل على احتمالية وجود قطع ومعالم ذات أهمية أثرية. وتسلِّط هذه الجائزة الضوء على ريادة «دبي للثقافة» في دمج الابتكار ضمن القطاع الثقافي وعلى إسهاماتها الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المعتمدة لدى الأمم المتحدة، كما تنسجم مع مهمة الهيئة في تمكين المواهب ودعم الابتكار الإبداعي وترسيخ مكانة دبي كعاصمة عالمية للثقافة والمعرفة. الساحة الدولية قالت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي: «يمثل هذا التكريم تأكيداً لالتزامنا بتبني التقنيات المستقبلية لحفظ وترويج تراثنا، فمن خلال توظيف الذكاء الاصطناعي وأساليب غير تدخّلية، لا نحمي الماضي فحسب، بل نعزّز حضور دبي الثقافي على الساحة الدولية». وقالت منى القرق، الرئيس التنفيذي لقطاع المتاحف والتراث في «دبي للثقافة»: «هذا الإنجاز يعكس قناعتنا بأن التراث والابتكار ليسا قوتين متضادتين، بل شريكان في بناء مستقبل ملهم، نحن في «دبي للثقافة» نؤمن بأهمية توظيف التكنولوجيا الناشئة، بالتعاون مع شركاء يشاركوننا رؤيتنا، لإعادة تصور طرق حفظ التراث وإعادة تقديمه للعالم ومثل هذه المشاريع تضعنا في طليعة الجهود الإقليمية والعالمية لإعادة تعريف مفهوم حماية التراث الثقافي». وكان للتعاون مع جامعة خليفة دور محوري في نجاح المشروع، إذ تُعد الجامعة المطوّر الأصلي للتقنية المتقدمة غير التدخّلية المستخدمة في الدراسة. وتُعد قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام»، التي نظَّمها الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف بدعم من أكثر من 40 جهة تابعة للأمم المتحدة، منصة عالمية تجمع القادة والمبتكرين لاستكشاف دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز التنمية بمختلف قطاعاتها وقد أكَّدت مشاركة دبي للثقافة في هذه القمة على مكانة الإمارة المتقدمة على خارطة الابتكار والتقنية والاقتصاد الإبداعي عالمياً.


البوابة
منذ 11 ساعات
- البوابة
أخبار الإمارات اليوم الإثنين.. دبي للثقافة تفوز بجائزة "الابتكار من أجل الأثر"
حصدت هيئة الثقافة والفنون في دبي جائزة "الابتكار من أجل الأثر" عن فئة المدن الذكية، خلال فعاليات قمة الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام التي نظمها الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، والذي يُعنى بدعم وتسريع الابتكار الرقمي لخدمة البشرية. وقد جاء فوز الهيئة تقديرًا لمشروعها الرائد في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في المسح والاستكشاف الأثري الذكي لموقع "ساروق الحديد"، الذي نُفذ بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا. وقد اختير المشروع ضمن دراسات الحالة الفائزة، وتم إدراجه في التقرير النهائي للاتحاد الدولي للاتصالات، كما تم استعراضه كنموذج عالمي خلال جلسة "الابتكار من أجل الأثر" في القمة، التي شهدت مشاركة نخبة من كبار قادة الابتكار والخبراء في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا من مختلف أنحاء العالم. واستخدم المشروع تقنيات استشعار متقدمة تشمل الرادار المخترق للأرض، والمسح المغناطيسي، والخرائط الطبوغرافية عالية الدقة، ما أسفر عن أكثر من 2500 قراءة استكشافية تُرجّح وجود معالم وقطع أثرية ذات قيمة ثقافية وتاريخية مهمة في الموقع. وأشادت سعادة هالة بدري، المدير العام لهيئة دبي للثقافة، بهذا التكريم، مؤكدة أنه يُمثل اعترافًا دوليًا بالتزام الهيئة بتبني التقنيات المستقبلية لحفظ التراث وتعزيز حضوره عالميًا، باستخدام أدوات غير تدخّلية وذكية تساهم في صون الماضي والترويج له على الساحة العالمية. ومن جانبها، أوضحت منى القرق، الرئيس التنفيذي لقطاع المتاحف والتراث في الهيئة، أن المشروع يُجسد شراكة فاعلة بين التراث والابتكار، مشيرة إلى أهمية التعاون مع شركاء استراتيجيين لتطوير سُبل حماية التراث الثقافي وتقديمه بأساليب متقدمة تتماشى مع تطورات العصر. وتُبرز هذه الجائزة مكانة دبي الريادية في دمج الابتكار والتقنيات الذكية في القطاعات الثقافية، كما تُعزز جهود الهيئة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، وترسيخ مكانة دبي كعاصمة عالمية للثقافة والمعرفة. أبوظبي تنطلق في أسبوع حافل برياضة الفنون القتالية المختلطة.. ومواجهة نارية مرتقبة بين ويتاكر ودي ريدر تستعد أبوظبي لاستضافة واحدة من أقوى فعاليات الفنون القتالية المختلطة (MMA) لهذا العام، ضمن "أسبوع الجماهير"، الذي ينطلق في الفترة من 21 إلى 27 يوليو، ويتوّج بحدث مرتقب يقام مساء السبت المقبل في "الاتحاد أرينا" بجزيرة ياس، تحت عنوان: "ليلة النزال: ويتاكر في مواجهة دي ريدر". ويشهد النزال الرئيسي مواجهة قوية ضمن فئة الوزن المتوسط، تجمع بين النجم الأسترالي روبرت ويتاكر، البطل السابق في منظمة "UFC"، ومنافسه الهولندي رينير دي ريدر، الذي لم يُهزم حتى الآن في مسيرته الاحترافية. ويتضمن "أسبوع الجماهير" العديد من الفعاليات المصاحبة التي تمنح الجمهور فرصة التفاعل عن قرب مع أبطال اللعبة، من بينها: منطقة المشجعين في ياس مول تدريبات مفتوحة يوم الأربعاء 23 يوليو فعالية قياس الوزن بحضور الجماهير يوم الجمعة 25 يوليو لقاءات حوارية وتفاعلية مع نجوم UFC، أبرزهم: جيلبرت بيرنز، وجريجوري رودريجيز، صاحب الضربة القاضية الشهيرة في UFC 317 الشهر الماضي ويُضاف إلى النزال الرئيسي عدد من المواجهات القوية، من أبرزها: عودة بيتر يان لمواجهة ماركوس ماكغي نزال بين برايس ميتشل وسعيد نورماجوميدوف مواجهة بين نيكيتا كريلوف وبوغدان غوسكوف كما تستضيف العاصمة الإماراتية خلال الأسبوع ذاته بطولة العالم للناشئين في الفنون القتالية المختلطة، تحت مظلة الاتحاد الدولي للفنون القتالية المختلطة، بمشاركة واسعة من المواهب الشابة حول العالم. ويُقام أيضًا عرض "محاربو الإمارات" يومي 23 و24 يوليو في "سبيس 42 أرينا". وتأتي هذه الفعاليات ضمن جهود دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي لتعزيز مكانة العاصمة كمركز عالمي لرياضات القتال، وتقديم تجربة جماهيرية تفاعلية واستثنائية تجمع بين الحماس والتشويق. شرطة الشارقة تطلق حملة "اعبر بأمان" لرفع الوعي المروري وتعزيز سلامة العبور أطلقت القيادة العامة لشرطة الشارقة حملة توعوية مرورية جديدة تحت شعار "اعبر بأمان"، تستهدف توعية السائقين والمشاة بأهمية الالتزام بقوانين وأنظمة المرور، بهدف توفير بيئة مرورية آمنة لجميع مستخدمي الطرق في الإمارة. وتتركز الحملة على جانبين رئيسيين هما: توعية السائقين بضرورة التوقف التام عند ممرات المشاة، والالتزام التام بالإشارات والتعليمات المرورية. رفع الوعي لدى المشاة بضرورة استخدام المعابر المخصصة واتباع السلوكيات المرورية الصحيحة. وفي تصريح له، أوضح العقيد عمر بوغانم، مدير إدارة المرور والدوريات في شرطة الشارقة، أن هذه الحملة تأتي ضمن سلسلة من المبادرات التوعوية السنوية التي تنفذها القيادة في إطار استراتيجيتها الشاملة لخفض الحوادث والإصابات، وتعزيز ثقافة السلامة المرورية لدى مختلف شرائح المجتمع. وأكد بوغانم على أهمية تضافر جهود الأفراد والمؤسسات لتعزيز الوعي، مشيرًا إلى أن الحملة تعتمد على أدوات توعية متنوعة تشمل الرسائل الميدانية والإعلامية، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور وتحقيق تأثير فعلي في السلوك المروري اليومي.


العين الإخبارية
١٣-٠٧-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
لم يعد مشهد الحوار مع نظام ذكي متقد الذكاء – يتفاعل، يقترح، بل أحيانًا يعارض – مجرد تصور مستقبلي أو حبكة درامية، بل أصبح هذا التفاعل اليوم حقيقة واقعة نشهدها في حياتنا اليومية. فأنظمة الذكاء الاصطناعي تجاوزت حدود التنفيذ الآلي لتدخل طورًا جديدًا من الفهم والسلوك التفاعلي. فلم نعد أمام أدوات جامدة، بل أمام شركاء رقميين قادرين على تفسير السياقات، وتقديم البدائل، بل وأحيانًا التعبير عن تحفظاتهم تجاه أوامر المستخدم. هذا التحوّل العميق لا يدعو للخوف، بل يُمهّد لمرحلة جديدة من التعاون البنّاء بين الإنسان والعقل الصناعي، قائمة على الثقة والتكامل، لا على السيطرة والإذعان. لقد دخلنا عصرًا غير مسبوق، تتطوّر فيه الأنظمة الذكية لتصبح أكثر فهمًا للغة الإنسان، وأقدر على التكيّف مع احتياجاته، بل وأكثر التزامًا بتعزيز رفاهيته. هذه القدرة على الاستقلال الجزئي – التي تُعرف بمصطلح الاستقلال الوكيلي – ليست مصدر قلق بقدر ما هي دعوة للتأمل في إمكانات شراكة جديدة بين الإنسان والآلة، قائمة على القيم والأهداف المشتركة. تقرير شركة Anthropic الأمريكية، الذي أثار كثيرًا من النقاش، لا يُنذر بانفلات رقمي بقدر ما يُنبه إلى أهمية بناء منظومات أخلاقية متينة تواكب التطوّر، إذ إن ما نعيشه اليوم ليس تهديدًا للخصوصية أو انزلاقًا نحو فقدان السيطرة، بل فرصة نادرة لإعادة تعريف العلاقة بين العقل البشري والتكنولوجيا – علاقة تتأسس على الثقة، والتوجيه، والغاية النبيلة. إننا أمام فرصة ذهبية لنُعيد صياغة أدواتنا الرقمية بوحي من ضميرنا الإنساني، لنصنع ذكاءً لا يُنافس الإنسان، بل يُكمّله؛ لا يُقصيه، بل يُعزّز حضوره في ميادين الخير والبناء. والسؤال المُلح لم يعد: كيف نمنع الذكاء الاصطناعي من الانحراف؟، بل: كيف نرشد ذكاءه ليخدم أنبل ما فينا – من رحمة وعدل وكرامة؟ وهنا يبرز دور الفلاسفة والمربين والمشرعين وقادة الأديان، في صياغة عقد أخلاقي عالمي يجعل من الذكاء الاصطناعي حليفًا للإنسانية في مسيرتها نحو مستقبل أكثر إشراقًا وسلامًا. هذه أسئلة من بين أخرى كثيرة، كانت جميعها على طاولة النقاشات في قمة الذكاء الاصطناعي من أجل الخير – AI for Good التي عقدت في جنيف، من قبل برنامج تسريع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في الفترة، من 8-11 يوليو/تموز 2025، حيث تلاقت وفود العالم من حكومات وعلماء ومبتكرين. حضرت هذا الحدث العالمي الكبير، بوصفي ممثلًا لتحالف عالمي يضمّ صناع القرار والفلاسفة وقادة الأديان والمفكرين، من أجل تعزيز الذكاء الأخلاقي في قلب مشهد التحول الرقمي. إنه عنوان لا يبعدني عن همّي الدائم والمتصل، همّ السّلام، أوَلَيْسَ البحثُ عن الاستغلال الأمثل للذكاء الاصطناعي، وترجيح ما فيه من مصالح ومنافع، وتقليل أوجه الخطر والضرر، هو سعي للسّلام العالمي؟ أليس السّلام هو أن نتذكر أن الإنسان غاية كل تقدم ومقصد كل تطوّر؟ انطلاقا من هذا التصوّر الشامل، كان منتدى أبوظبي للسلم سبّاقا إلى المشاركة في تأسيس نداء روما لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، بوصفه الممثل الوحيد للإسلام، ضمن تحالف العائلة الإبراهيمية، وبمشاركة شركات مثل Microsoft وIBM. ثم شاركنا، في سنة 2024 في قمة عقدت في هيروشيما ذات الرمزية التاريخية، لتوسيع هذا النداء ليشمل أكثر من عشر ديانات عالمية. إن هذا الانخراط الفعال، هو تجلّ من تجليات رؤية الإمارات، التي استطاعت بحكمة قيادتها الرشيدة أن تنافس القوى العالمية الكبرى في الصدارة في مجال الذكاء الاصطناعي، استثمارا وتطويرا واستفادة. لكنّ دولة الإمارات، بلد القيم والفضائل، لا تنظر إلى التّقنية كغنيمة منفصلة عن الأخلاق، بل كأداة حضارية يجب أن تخدم الإنسان، وهو ما عبّر عنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في كلمته بروما خلال قمة مجموعة السبع، حين أكّد: "أن التعامل المسؤول والأخلاقي مع التقنيات الناشئة يجعلها رافدا للتنمية المستدامة والأمن والازدهار للجميع". إن القضية قضية توازن دقيق، توازن بين الذكاء الاصطناعي والذكاء الأخلاقي، توازن يتجّسد في منظومات قيمية وتشريعية، لا تحبس طاقات الإبداع والابتكار، ولا تهمل هموم الإنسان وغاياته السامية. إنه ربط بين التقدم والفضيلة، والذي يمكن للدّين أن يقوم فيه بدور الوسيط، وهو ما ظهر بوضوح في قمة AI for Good، حيث لم يعد الدين صوتًا خافتا يترقَّبُ على الهامش، بل حضر شريكًا فاعلا في صياغة رؤى المستقبل. فالأديان، حين تنطِقُ بقيم الرّحمة ومعاني الحكمة، تسهم في جعل التطوّر وسيلة لتنمية جودة حياة الإنسان وصون كرامته. إن الذّكاء الإنساني وحدَه هو الذي يبني المستقبل. إنه ذكاء شامل يدمج الذكاء الاصطناعي بالأخلاقي، بل بأنماط أخرى من التصوّر تضفي على الوجود جماله وجلاله. وإننا، من أبوظبي إلى جنيف، نؤمن أن التقدم بلا أخلاق خطر، والأخلاق بلا تقدُّم عجز. لكن عندما يجتمع الاثنان، يصبح المستقبل أفقًا زاهرا لكل إنسان.