logo
الحكومة السودانية تنفي استخدام أسلحة كيميائية بعد اتهامات أميركية

الحكومة السودانية تنفي استخدام أسلحة كيميائية بعد اتهامات أميركية

الجزيرةمنذ 9 ساعات

رفضت الحكومة السودانية -اليوم الجمعة- الاتهامات الأميركية للجيش باستخدام أسلحة كيميائية في نزاعه المستمر منذ أكثر من عامين مع قوات الدعم السريع ، وفق ما جاء على لسان المتحدث باسمها.
وقال وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة خالد الإعيسر في بيان إن هذه "اتهامات وقرارات تتسم بالابتزاز السياسي وتزييف الحقائق بشأن الأوضاع في السودان".
كذلك نقلت وكالة الأنباء السودانية "سونا" عن وزارة الخارجية السودانية نفيها واستغرابها "للنهج الذي اتبعته الإدارة الأميركية في هذه المسألة".
وجاء النفي السوداني بعد أن دعت الولايات المتحدة -أمس الخميس- الحكومة السودانية إلى التوقّف عن ما وصفته باستخدام الأسلحة الكيميائية، لكن من دون تحديد المكان المفترض لهذا الاستخدام أو تاريخه، في حين ندّدت الخرطوم بما وصفته بادعاءات "لا تستند إلى أي دليل".
ويأتي البيان السوادني غداة إعلان واشنطن عن عقوبات تدخل حيّز التنفيذ اعتبارا من السادس من يونيو/حزيران تشمل تقييد نفاذ الحكومة السودانية إلى خطوط القروض الأميركية وقيودا على الصادرات الأميركية إلى السودان.
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حربا مستمرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو " حميدتي".
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح 13 مليونا، وتسبب بما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحكومة السودانية تنفي استخدام أسلحة كيميائية بعد اتهامات أميركية
الحكومة السودانية تنفي استخدام أسلحة كيميائية بعد اتهامات أميركية

الجزيرة

timeمنذ 9 ساعات

  • الجزيرة

الحكومة السودانية تنفي استخدام أسلحة كيميائية بعد اتهامات أميركية

رفضت الحكومة السودانية -اليوم الجمعة- الاتهامات الأميركية للجيش باستخدام أسلحة كيميائية في نزاعه المستمر منذ أكثر من عامين مع قوات الدعم السريع ، وفق ما جاء على لسان المتحدث باسمها. وقال وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة خالد الإعيسر في بيان إن هذه "اتهامات وقرارات تتسم بالابتزاز السياسي وتزييف الحقائق بشأن الأوضاع في السودان". كذلك نقلت وكالة الأنباء السودانية "سونا" عن وزارة الخارجية السودانية نفيها واستغرابها "للنهج الذي اتبعته الإدارة الأميركية في هذه المسألة". وجاء النفي السوداني بعد أن دعت الولايات المتحدة -أمس الخميس- الحكومة السودانية إلى التوقّف عن ما وصفته باستخدام الأسلحة الكيميائية، لكن من دون تحديد المكان المفترض لهذا الاستخدام أو تاريخه، في حين ندّدت الخرطوم بما وصفته بادعاءات "لا تستند إلى أي دليل". ويأتي البيان السوادني غداة إعلان واشنطن عن عقوبات تدخل حيّز التنفيذ اعتبارا من السادس من يونيو/حزيران تشمل تقييد نفاذ الحكومة السودانية إلى خطوط القروض الأميركية وقيودا على الصادرات الأميركية إلى السودان. ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حربا مستمرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو " حميدتي". وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح 13 مليونا، وتسبب بما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.

"إيلون ماسك" و"المعادن النادرة" و"إسرائيل".. كلمات سر ترامب ضد جنوب أفريقيا
"إيلون ماسك" و"المعادن النادرة" و"إسرائيل".. كلمات سر ترامب ضد جنوب أفريقيا

الجزيرة

timeمنذ 9 ساعات

  • الجزيرة

"إيلون ماسك" و"المعادن النادرة" و"إسرائيل".. كلمات سر ترامب ضد جنوب أفريقيا

واشنطن- رغم تحذير عدد من مستشاريه بعدم الذهاب للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وصل سيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا إلى البيت الأبيض في محاولة لوقف الجفاء وتضييق هوة الخلافات بين بلاده والولايات المتحدة. لكن ترامب نصب كمينا للرئيس الزائر، وقام بمفاجأة الضيف بعرض مقاطع فيديو أمام العالم حول ما سماه زورا "الإبادة الجماعية" ضد المزارعين البيض، لكن الرئيس الجنوب أفريقي من جانبه نجح في الحفاظ على هدوئه. وأكدت الحادثة آراء الرئيس ترامب المشوّهة عن جنوب أفريقيا، ومدى صعوبة تغييرها خاصة وأن محركيها ومن يقف وراءها لهم من القوة والنفوذ الكثير عليه، في وقت لا يكترث فيه ترامب أساسا بكل القارة الأفريقية ، بما فيها جنوب أفريقيا. واستبقت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مركز بحثي يميني بواشنطن، الزيارة بعرضها 5 نقاط يجب على ترامب التطرق لها في لقائه مع رامافوزا، وذكرت علاقات جنوب أفريقيا القوية بروسيا والصين وإيران، كما ادعت وجود علاقات قوية لها مع حركة حماس و حزب الله. إلا أن ذلك كله كان للتمهيد لدفع ترامب للضغط بسبب موقف جنوب أفريقيا الصلب أمام محكمة العدل الدولية ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة بدعم أميركي كامل. في الوقت ذاته، لعب إيلون ماسك ؛ صاحب الأصول الجنوب أفريقية، دورا كبيرا يتوافق مع الجناح اليميني المتعصب المؤيد لترامب ضمن تيار "أميركا أولا"، والذي يؤمن بسمو الجنس الأبيض. ومن ناحية مادية بحتة، لعب "لوبي المعادن النادرة"، ومصالح واشنطن في مواجهة هيمنة الصين الكبيرة عليها، دورا في الضغط على رئيس جنوب أفريقيا سعيا لحصة أميركية أكبر في معادن جنوب أفريقيا النادرة. إسرائيل أولا في عهد رامافوزا، كثف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي حملته القانونية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. وادعى اللوبي اليهودي أن "جنوب أفريقيا نصّبت نفسها محامية لحركة حماس على الساحة الدولية". ودشنت بريتوريا هجومها القانوني ضد ممارسات إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في ديسمبر/كانون الأول 2023، متهمة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة. واعتبر وزير الخارجية السابق توني بلينكن أن هذه الاتهامات "سخيفة" ولا تستحق الرد عليها، وأن المحكمة غير مؤهلة للنظر في هذه الاتهامات المصطنعة. إلا أن المحكمة أصدرت مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت. وفي حين أن إسرائيل ليست عضوا في المحكمة، أصبحت 125 دولة عضوا فيها مطالَبة -قانونيا- باعتقال نتنياهو إذا وطئت قدمه أراضيها، وهو ما يجعله منبوذا في معظم أنحاء العالم. ويصف ترامب جنوب أفريقيا بأنها تتخذ "مواقف ضد الولايات المتحدة وحلفائها". في أوائل فبراير/شباط، أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أنه لن يحضر قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ، مدعيا أن جنوب أفريقيا تستخدم المنتدى لتعزيز التنوع والإنصاف والشمول وجهود تغير المناخ، وهي سياسات تعارضها إدارة ترامب. ولم تتراجع جنوب أفريقيا، بل أعاد رامافوزا التأكيد على دعمه "مساءلة إسرائيل عن جرائم الحرب". ماسك و"الأفريكانيز" جاءت الزيارة في الوقت الذي وصلت فيه العلاقات بين واشنطن وبريتوريا إلى أدنى مستوياتها منذ نهاية نظام الفصل العنصري عام 1994. وادعى ترامب أن "أشياء فظيعة تحدث" في جنوب أفريقيا، ثم تحدث عن تقارير "إبادة جماعية للبيض"، ودعا البيض هناك إلى التقدم بطلب للحصول على وضع اللجوء في الولايات المتحدة. وبالفعل وصلت طائرة حكومية أميركية أولى تحمل نحو 59 من مواطني جنوب أفريقيا البيض الذين طلبوا اللجوء للولايات المتحدة. وحثّ صديق ومستشار ترامب المقرب الملياردير إيلون ماسك على هذا الموقف، وهو ما يدعم رؤيته اليمينية التي ترى أن البيض أمام تهديد وجودي سواء داخل الولايات المتحدة، بسبب الهجرة، أو في بقية العالم خاصة وطنه الأم جنوب أفريقيا بسبب اتباعها سياسات تدعم العدالة المجتمعية. وركز الإعلام اليميني داخل الولايات المتحدة على سردية أن حكومة جنوب أفريقيا "تأخذ الأراضي من البيض على أساس لون بشرتهم"، ودعم إيلون ماسك هذه الفرضية. وجدير بالذكر أن إدارة ترامب ألغت اعتماد سفير جنوب أفريقيا السابق إبراهيم رسول، بعد وصولها للحكم في يناير/كانون الثاني الماضي بعد أن جادل بأن حركة "ماغا" (MAGA) المؤيدة للرئيس ترامب "عنصرية" وتلعب على وتر تراجع أعداد الأغلبية البيضاء بسبب الهجرة. ويقول منتقدو ترامب إن سياسات ترامب الخارجية المتعلقة بالهجرة بما فيها قبوله للاجئين "الأفريكانيز" (الأفريقيون البيض)، ليست سوى امتداد لأجندته المناهضة للسود في الولايات المتحدة. ويرفض رامافوزا مزاعم ترامب ومستشاره ماسك بمصادرة أراضي "الأفريكانيز" أو معاملتهم بشكل غير عادل، مشيرا إلى أن بلاده "هي الوحيدة في القارة الذي جاء فيه المستعمرون للبقاء ولم نطردهم قط من بلدنا". المعادن النادرة من ناحية أخرى، جاء قرار ترامب في وقت سابق من هذا العام بقطع المساعدات عن جنوب أفريقيا صادما لمشاركة بلاده في مشروع للأتربة والمعادن النادرة يقع في منطقة فالابوروا، في شمال شرق جنوب أفريقيا، ويراه عدد من المعلقين حاسما لآمال الولايات المتحدة في تحقيق تقدم في السباق لإنتاج الإلكترونيات المختلفة والسيارات والأسلحة. وتحتكر الصين بصورة كبيرة توريد وتكرير بعض المعادن الحيوية، وخاصة الأتربة النادرة، وهي مجموعة من 17 معدنا تستخدم لبناء منتجات تدعم الاقتصاد الحديث. ويساعد مشروع جنوب أفريقيا، حسب الخبراء، على مواجهة التحدي المتمثل في تطوير مصادر المعادن التي لا تسيطر عليها الصين. ومن المتوقع استخراج 4 أتربة نادرة رئيسية من الموقع، وفقا لما ذكرته شركة "قوس قزح للمعادن النادرة" (Rainbow Rare Earths) التي تدير المشروع. وفي تقرير لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن تشير الخبيرة غراسيلين باسكاران، إلى أن منطقة "فالابوروا هي أصل إستراتيجي للمصالح الأميركية". ولأهميتها، زار وفد من موظفي الكونغرس الأميركي مختبرات الشركة في جنوب أفريقيا بمارس/آذار الماضي. ويشير تقييم أجرته هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن هذه المنطقة يمكن أن تنتج أكثر من 10 آلاف طن من أكاسيد الأرض غير المغناطيسية سنويا. وتسيطر الصين بحصة تبلغ 70% على الإنتاج العالمي من هذه المواد النادرة والقيّمة. ويعرض الخلاف بين إدارة ترامب وجنوب أفريقيا مصالح واشنطن الاقتصادية للخطر، في وقت يشير فيه مراقبون إلى رغبة ترامب في أن تمنح جنوب أفريقيا المزيد من حقوق التنقيب واستخراج المعادن والأتربة النفيسة للشركات الأميركية. في النهاية، تمثل مشاركة ترامب من عدمها في قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها جنوب أفريقيا، في وقف لاحق من هذا العام، اختبارا جديا لحجم وعمق خلافات الدولتين.

المشير وعودة الاعتبار للجيش.. معركة خاطفة تعيد لباكستان هويتها
المشير وعودة الاعتبار للجيش.. معركة خاطفة تعيد لباكستان هويتها

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • الجزيرة

المشير وعودة الاعتبار للجيش.. معركة خاطفة تعيد لباكستان هويتها

أن يعلَّق على صدر ضابط رفيع نيشان جديد ليس أمرًا مثيرًا، لكن أن ترافق الترقية زفّة قومية فإنها لا شك رسالة بحد ذاتها.. أقصد هنا ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى رتبة مشير، والاحتفاء بها شعبيًا وسياسيًا، ما يعكس إعادة الاعتبار للجيش الذي واجه على مدى عقدين ونصفٍ أزمة ثقة مع شعبه. ولعل المفارقة تكمن في أن من أوصى بترقية الجنرال عاصم منير هو رئيس الوزراء شهباز شريف، وهو شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف، الذي أهانه الجيش وعائلتَه بانقلاب الجنرال برويز مشرّف عام 1999، ولم تنتهِ محنة العائلة في السجن والإبعاد إلا بعد رحيل الجنرال مشرّف. ولا شك أن مشرّف لم يكن بإمكانه الانقلاب على حكومة منتخبة لولا تراجع شعبية شريف بعد معركة كارغيل مع الهند؛ التي ظهر فيها أن باكستان خسرت على طاولة المفاوضات ما ربحته في المعركة، وذلك بفعل الدور الأميركي الذي أجبر باكستان على الانسحاب من المناطق التي استولت عليها بأعالي كشمير في صيف ساخن. انخرط الجيش في بداية حكم مشرف بأعمال مدنية أثارت حنق الشارع الباكستاني، مثل فرض ضريبة المبيعات البغيضة على الشعب والتجار، لكنها لم تكن كافية للإطاحة به من البرج الذي يعتليه، باعتباره حامي البلاد وقلعتها الحصينة، بل إن قلة قليلة من الشعب الباكستاني كانت قادرة على تحدي دور الجيش في الحياة السياسية، وتحالفه المتين مع الولايات المتحدة، حتى إن ساسةً وكتابًا مقربين من الجيش دأبوا على الترويج لقناعاتهم بأن حياة باكستان مرهونة بثلاث قوى؛ الله والجيش وأميركا، ويختصرونها بالإنجليزية بـ"AAA" (Pakistan survived by triple As: Allah, Army and America). الحرب على الإرهاب إعلان انحدار شعبية الجيش بدأت مع إعلان الجنرال مشرف انضمامه للحرب على "الإرهاب" في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في نيويورك وواشنطن، متحديًا المشاعر الشعبية الرافضة للدخول في حرب لا ناقة لباكستان فيها ولا جمل. ولعل مشرف كان يدرك جيدًا محرمات الشارع الباكستاني الثلاث، وهي المساس بالجيش والسلاح النووي وكشمير، والتي استند إليها في التضحية بطالبان ونظامها، وما كان يصفه مفكّرون باكستانيون بالعمق الإستراتيجي لبلادهم في صراعها مع الهند، واستند إلى ثلاثة أسباب لانضمامه للتحالف الأميركي الغربي الجديد، هي وعود أميركية غربية بحل جذري لقضية كشمير، والحفاظ على السلاح النووي، وإنقاذ الاقتصاد. لكن الحرب على "الإرهاب" سرعان ما ارتدّت على الداخل الباكستاني، ووجد الجيش نفسه يخوض حروبًا عبثية، لا سيما في مناطق القبائل المحاذية لأفغانستان، وأصبحت حكومة مشرف تروّج بأن التهديد الذي تتعرض له باكستان داخلي وليس خارجيًا، وعليها تطهير البلاد من المنظمات الإرهابية. وتبين لكثير من الباكستانيين أن ادعاءات التهديد الداخلي لم تكن إلا ذريعة للانحناء أمام العاصفة، وعلى حساب مكانة الجيش ودوره؛ فلم تُحلّ قضية كشمير، ولم يتحسن الاقتصاد، وبقي تهديد التجريد من السلاح النووي قائمًا. لقد اعترف الجنرال مشرف في مذكراته "على خط النار" بأن الحرب على الإرهاب والاقتصاد أطاحتا بشعبيته، وجسدهما في اقتحام الجيش للمسجد الأحمر في إسلام آباد وانهيار قطاع الكهرباء، ما تسبب بهروب المستثمرين المحليين والأجانب، وقال إنهما حولاه من بطل إلى لا شيء (From Hero to Zero). وتبدد ادعاء المصلحة الوطنية العليا في الانضمام للحرب على الإرهاب، وثبت أن الانضمام للحرب لم يكن خيارًا، وإنما بسبب تهديدات أميركية صريحة بإعادة باكستان إلى العصر الحجري، وفقًا لم ذكره مشرف في كتاب "على خط النار". كشمير واختبارات بالنار تراجعت المناوشات عبر خط المراقبة الفاصل بين شقي كشمير، وخمدت جذوة حراك الحرية في القسم الذي تسيطر عليه الهند، لكن المواجهات تحولت من الأرض إلى الجو بدءًا من عام 2019، حيث هاجمت مقاتلات هندية في فبراير/ شباط ما وصفته بمعاقل المنظمات الإرهابية، بحسب تصنيفها للمنظمات الكشميرية، بينما قالت باكستان إن سلاح الجو تعقب طائرات هندية وأجبرها على الفرار، وفي يونيو/ حزيران أسقطت المقاتلات الباكستانية طائرة هندية وأسرت قائدها. يبدو أن نيودلهي نجحت في اختبار مدى ردة الفعل الباكستانية، فقررت إلغاء الوضع الخاص بكشمير في 5 أغسطس/ آب، وشطب المادة 73 من الدستور، وفرض إجراءات عززت قبضتها على القسم الذي تسيطر عليه من كشمير وشعبها. وبعد 6 سنوات، كان جيش باكستان على موعد مع مواجهة جديدة في سماء كشمير، قلبت المعادلة وأعادت له مجده الشعبي، كيف لا وقد حسم المعركة بتوجيه ضربة قاضية لسلاح الجو الهندي في 8 مايو/ أيار، إذ قال إنه أسقط خلال ساعة احدة 5 من أحدث الطائرات المقاتلة من صناعة فرنسية وروسية، إضافة إلى تدمير عشرات الطائرات المسيرة من صناعة إسرائيلية. توقفت الحرب بتدخل أميركي، اعتبره الباكستانيون إنقاذًا للهند من هزيمة محققة، وإنقاذًا لسمعة السلاح الفرنسي والإسرائيلي التي أطاحت بها الصناعة الصينية.. واستعاد الجيش هيبته. لا شك أن جزءًا من صراع الساسة والجيش هو انقسام على الهوية، لا سيما أن الجماعات الإسلامية واسعة النفوذ الشعبي تكافح من أجل تحقيق أهداف مبدئية، مرتبطة بفكرة تأسيس باكستان على العقيدة الإسلامية وفق نظرية الأمتين سياسة ودين يبدو أن حسم الجولة الأخيرة مع سلاح الجو الهندي لصالح باكستان جمّد الصراع العلني بين السياسيين والجيش أو أجّله، لا سيما بعد انقسام واسع في المجتمع الباكستاني، خلّفه صراع حركة الإنصاف (حزب عمران خان) مع الجيش والقوى السياسية المتوافقة معه، وانتهى بزج خان في السجن، وتوافق الخصوم السابقين في حكومة واحدة ممثلين بعائلتي شريف وبوتو مع الجيش. ولا شك أن جزءًا من صراع الساسة والجيش هو انقسام على الهوية، لا سيما أن الجماعات الإسلامية واسعة النفوذ الشعبي تكافح من أجل تحقيق أهداف مبدئية، مرتبطة بفكرة تأسيس باكستان على العقيدة الإسلامية وفق نظرية الأمتين، التي ترى أن الأمة الإسلامية في شبه القارة الهندية لا يمكنها القبول بالحياة تحت ثقافة وعقيدة هندوسية، وقد استعاد الجنرال منير نظرية الأمتين في تجييشه للمواجهة الأخيرة. وخلافًا لعهد "الحرب على الإرهاب"، الذي حاول طمس الهوية الإسلامية لأول جمهورية أطلقت على نفسها وصف "الإسلامية"، ظهر مؤخرًا خطاب ديني في السياسة الباكستانية، ابتداءً بتفاخر الجيش بقائده الذي يحفظ القرآن وأنه ابن عالم دين، وتطعيم الجنرال خطاباته بتلاوة قرآنية سليمة، وانتهاءً بتسمية العملية "البنيان المرصوص" في مواجهة عملية "سندور" الهندية. يعود هذا الخطاب الديني بالذاكرة إلى عهد مغازلة قيادة باكستان للولايات المتحدة؛ فقد دشنت حكومة الرئيس مشرف فعاليات واسعة، تشجع النساء على التبرج لإظهار انفتاح المجتمع الباكستاني، وغيرها من البرامج والأنشطة الرياضية والاجتماعية التي تتوافق مع تلك المرحلة. وفي مقابل خطابات قادة باكستانيين (عسكريين ومدنيين) في المواجهة الأخيرة، جسدها ما وُصف بخطاب النصر لشهباز شريف والقول إن بلاده دافعت عن "لا إله إلا الله"، يجدر التذكير بتسجيل فيديو سُرّب من اجتماع للحكومة ترأسه رحمان ملك، وزير الداخلية في حكومة مشرف، وظهر فيه يتلعثم ويخطئ مرات عدة في قراءة سورة الإخلاص، وعندما سألتُ من يعرفون الوزير من قرب أكدوا أنه من أسرة معروفة بتدينها، ويستحيل أن يخطئ بسورة "قل هو الله أحد"، إحدى أقصر السور في القرآن الكريم. قد تكون السياسة اقتضت تضليل القوى الغربية -خاصة الأميركيين- في نفق، كان لا بد لباكستان أن تسلكه في ظل قوة مهيمنة على العالم، وكلفت باكستان وجيشها الكثير.. أما في المواجهة مع الهند، فإن أي قيادة لا يسعها إلا أن تستدعي السياسة التي قامت عليها باكستان في قرار تأسيسها، الذي اتُّخذ باجتماع لاهور في 23 مارس/ آذار 1940.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store