logo
"شخصيته غير تقليدية ومتشدد مع الهند".. من هو قائد الجيش الباكستاني؟

"شخصيته غير تقليدية ومتشدد مع الهند".. من هو قائد الجيش الباكستاني؟

العربية١٠-٠٥-٢٠٢٥

يلعب الجنرال الباكستاني، عاصم منير، دورا محوريا في الصراع الجاري حالياً بين الهند وباكستان، بعد الهجوم الدامي في كشمير في أواخر نيسان/ أبريل.
ويعد عاصم منير، الذي يشغل منصب رئيس أركان الجيش الباكستاني، شخصية مهمة في البلاد.
وعلى الرغم من أن رئيس الحكومة الباكستانية هو من أمر في 6 مايو/أيار، القوات المسلحة بالقيام "برد فعل" على الهجمات الهندية على باكستان، فإن العسكري المولود في 1968 والمعتاد على العمل وراء الكواليس، زاد من ظهوره العلني.
ظهر فوق دبابة.. وحذر نيودلهي
ففي مطلع أيار/ مايو، قام عاصم منير بظهور شد إليه الأنظار عندما تكلم من فوق دبابة، مستخدما مكبر صوت. ووجه تحذيرا للهند مؤكدا أن "كل مغامرة عسكرية هندية ستؤدي إلى جواب سريع وحازم".
ويُعرف منير بشخصيته غير التقليدية بالنسبة لقائد جيش. فبدلاً من الانحدار من عائلة عسكرية مرموقة، فإن عائلته فرت من الهند خلال التقسيم، وكان والده معلّمًا.
وقد التحق منير بالجيش من خلال مدرسة تدريب الضباط، وليس من خلال الأكاديمية العسكرية الباكستانية الأرفع مكانة. ومع ذلك، صعد بسرعة في الرتب، وأصبح مدير الاستخبارات العسكرية عام 2016، ثم مديرًا عامًا لوكالة الاستخبارات البين خدماتية (ISI)، وهي من أقوى المناصب العسكرية، في عام 2018، بحسب "الغارديان".
خطيبة عمران خان.. وقضايا فساد
وهنا بدأ الخلاف مع رئيس الوزراء آنذاك، عمران خان، بعد أن أفاد منير في إحاطة بأن خطيبة خان الجديدة متورطة في قضايا فساد، وهو ما أثار غضب خان الذي أقاله من منصبه كمدير للـISI عام 2019، مما أطلق شرارة صراع بين خان والجنرالات النافذين.
إلا أن منير نقل لاحقا إلى منصب عسكري رفيع آخر، وتم اختياره من قبل رئيس الوزراء شهباز شريف ليصبح قائد الجيش الجديد في عام 2022.
وبحلول ذلك الوقت، كان عمران خان قد نجح في تحويل قطاعات واسعة من الشعب ضد المؤسسة العسكرية، التي كانت لعقود تحظى بولاء شعبي راسخ. ومع سجن خان - الذي يُعد أكثر زعيم سياسي شعبية في البلاد - واتهامه بتزوير الانتخابات العامة لعام 2024 لصالح خصومه، شاع شعور واسع أن الحملة ضده يقف وراءها منير، الذي قام أيضا بتطهير الجيش من جميع الموالين لخان.
"متشدد".. ويؤمن بنظرية الدولتين
وتُعرف أيديولوجية منير تجاه الهند بأنها متشددة، بحسب "الغارديان". فهو يؤمن بـ"نظرية الدولتين" التي تنص على أن المسلمين في باكستان لا يمكنهم العيش في بلد واحد مع الهندوس. وفي تصريحات أدلى بها الشهر الماضي، قال منير: "أدياننا مختلفة، ثقافاتنا مختلفة، تقاليدنا مختلفة، أفكارنا مختلفة، وطموحاتنا مختلفة"، بحسب الصحيفة البريطانية.
كما أظهر منير مواقف متشددة وغير متهاونة في مواجهة الاستفزازات والأنشطة المسلحة من إيران وأفغانستان المجاورتين، حيث شن ضربات انتقامية عابرة للحدود على كلا البلدين خلال العام الماضي.
"لا يعرف الخوف"
من جانبه، قال الجنرال المتقاعد محمد سعيد، الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة: "لقد خدمت إلى جانبه لسنوات عديدة، وأعرف أن الجنرال عاصم منير رجل لا يعرف الخوف. الحكومة أعطته الضوء الأخضر لوضع خطة الرد على الهند، لكنه لن يتخذ القرار وحده. وعندما يضع الخطة، سيدخل بكل قوته".
ورغم أن الجيش الباكستاني يُنظر إلى عناصره على أنهم منضبطون وذوو أداء عالٍ - حتى من قبل الجنرالات الهنود - يرى سوشانت سينغ، مؤلف وأستاذ للعلوم السياسية في جامعة ييل، خدم لعشرين عامًا في الجيش الهندي أن المشكلة الحقيقية تكمن في القيادة العليا: "المشكلة الكبرى أن القيادة العسكرية الباكستانية العليا مسيّسة بشدة، وغالبا ما تتصرف بدافع من الأيديولوجيا أو المحافظة الدينية، أو حتى أفكار ذاتية".
وأضاف: "الجنرال منير يتعرض لضغط سياسي كبير. وهناك أيضًا ضغط من القادة المشاركين في القيادة ليقوم بتحرك قوي من أجل استعادة مصداقية الجيش كمؤسسة".
"لا يملك ترف المماطلة"
بدوره، قال شجاع نواز، مؤلف كتاب السيوف المتقاطعة وخبير معروف في شؤون الجيش الباكستاني، إن "منير لا يملك ترف المماطلة في الوضع الراهن. عليه أن يثبت بسرعة أن الجيش مستعد، وأنه سيدافع عن البلاد".
وأضاف أن القلق من تصعيد نووي لم يكن يومًا أعلى مما هو عليه الآن. "الهند وباكستان لا تخوضان حروبًا طويلة، بل حروبًا قصيرة، ويستخدم فيها كل طرف كل ما يملكه. خوفي الأكبر هو أن تلجأ باكستان إلى ما تسميه الأسلحة النووية التكتيكية وعندها سينفجر كل شيء".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب في المنطقة.. الدبلوماسية أولاً
ترامب في المنطقة.. الدبلوماسية أولاً

العربية

timeمنذ 6 ساعات

  • العربية

ترامب في المنطقة.. الدبلوماسية أولاً

ترامب في المنطقة.. الدبلوماسية أولاً ليست كل زيارة رئاسية تحمل ذات الوزن السياسي والاستراتيجي، لكن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج، مثّلت لحظة فارقة في مسار السياسة الأميركية في المنطقة، ورسالة واضحة بأن الحوار والتفاهم والدبلوماسية أولوية جديدة للبيت الأبيض. استبقت واشنطن الزيارة التاريخية بخطوات إيجابية على الساحة الدولية، في مقدمتها الإعلان عن اتفاق تجاري مع الصين أنهى واحدة من أشرس الحروب الاقتصادية في العصر الحديث. خفّض الطرفان الرسوم الجمركية مؤقتاً، ووافقا على هدنة تجارية مدتها ثلاثة أشهر لحل القضايا العالقة. وقد استقبلت الأسواق هذا الاتفاق بارتياح كبير، ما أدى إلى تحسن المؤشرات العالمية وزيادة ثقة المستثمرين.وفي سياق موازٍ، ساهمت الجهود الدبلوماسية الأميركية في دفع الهند وباكستان إلى وقف إطلاق النار، بعد أيام من التصعيد الخطير الذي كاد أن يخرج عن السيطرة، في ظل امتلاك الطرفين السلاح النووي. هذا التحول المفاجئ نحو التهدئة، أنقذ المنطقة من خطر محدق، وأعاد تركيز البلدين إلى قضاياهما الداخلية، لا سيما الاقتصادية منها. فالهند تعتمد على السياحة كمورد مالي مهم، إذ سجلت في عام 2023 أكثر من 18 مليون سائح دولي بعائدات تجاوزت 2.3 تريليون روبية. أما باكستان، فهي تسعى للتعافي الاقتصادي بدعم من برنامج إنقاذ من صندوق النقد الدولي بقيمة 7 مليارات دولار. استمرار التوتر كان سيؤدي إلى نسف هذه الجهود، ولهذا، فإن التهدئة لم تكن خياراً سياسياً فقط، بل ضرورة اقتصادية ملحّة. ونجاح الدبلوماسية الأميركية في آسيا يدفعنا إلى حث واشنطن بلعب دور فاعل في وقف العدوان على غزة، ودعم مسار الحل السياسي العادل للقضية الفلسطينية. لا يمكن الحديث عن سلام دائم في المنطقة دون الالتزام بحل الدولتين، الذي يضمن الأمن والكرامة لجميع شعوب المنطقة. وبالطبع، زيارة ترامب ألقت بظلالها على القمة العربية في بغداد، والتي رغم غياب بعض القادة، شهدت نقاشات مهمة حول ملفات المنطقة. كانت الأجواء مشحونة، ولكن محاولة جمع الصف العربي ولو على الحد الأدنى تبقى مكسباً يجب البناء عليه. على الصعيد الوطني، شكّلت زيارة ترامب إلى أبوظبي لحظة محورية في تطور العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات والولايات المتحدة. فالتعاون لم يعد مقتصراً على الدفاع والطاقة، بل أصبح يشمل التكنولوجيا المتقدمة، الذكاء الاصطناعي، والقطاعات المستقبلية. لقد وصلت العلاقات الإماراتية - الأميركية إلى ذروة النضج والتكامل. فالإمارات تحتضن حتى نهاية عام 2024 أكثر من 13 ألف شركة أميركية، إضافة إلى 66 ألف علامة تجارية، بينما تندرج استثمارات الإمارات في الاقتصاد الأميركي ضمن رؤية طويلة الأمد لبناء جسور اقتصادية أكثر تماسكاً وتأثيراً. هذه العلاقات تعكس إرادة قيادية حريصة على بناء نموذج في التعاون الدولي القائم على المصالح المتبادلة بين البلدين. إن النموذج الذي تمثله العلاقات الإماراتية - الأميركية اليوم يجب أن يكون قدوة للعلاقات الدولية الحديثة: شراكة تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون من أجل مستقبل مزدهر للجميع. ومن هذا المنطلق، نأمل أن تكون زيارة ترامب بداية لمرحلة جديدة من الحلحلة الإقليمية، عنوانها «الدبلوماسية أولاً». والخلاصة أن العلاقات الإماراتية- الأميركية حالياً تمثل نموذجاً لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الدول، شعارها التعاون في كل ما يعود بالنفع والخير على الجميع، وذلك وفق نهج رسمته بلدنا لنفسها منذ بدايات التأسيس، وهي التي تمضي بثبات نحو جعل الإمارات نموذجاً عالمياً، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي، إنما على صعيد نسج العلاقات الجيدة مع مختلف الدول.

إطلاق سراح نحو 200 مهاجر أفغاني من سجون باكستانية
إطلاق سراح نحو 200 مهاجر أفغاني من سجون باكستانية

الشرق الأوسط

timeمنذ 6 ساعات

  • الشرق الأوسط

إطلاق سراح نحو 200 مهاجر أفغاني من سجون باكستانية

أعلنت وزارة اللاجئين والعودة إلى الوطن، التابعة لحركة «طالبان»، الأحد، أنه جرى إطلاق سراح 193 مهاجراً أفغانياً من سجون باكستانية، خلال اليومين الماضيين. قبل إطلاق سراح المهاجرين الأفغان من سجون باكستانية (متداولة) وعاد هؤلاء الأفراد إلى أفغانستان، من خلال مَعبر سبين بولداك الحدودي. وأضافت الوزارة أنه جرى احتجاز هؤلاء الأشخاص في مناطق مختلفة من باكستان لمدة تراوحت بين يوم ويومين؛ لعدم حيازتهم وثائق قانونية، وفق وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء، الأحد. يأتي ذلك في إطار توجه أوسع نطاقاً، مع عودة مئات المهاجرين الأفغان من سجون باكستانية، في الأسابيع الأخيرة. وفي الوقت نفسه، تتواصل جهود الترحيل الباكستانية، حيث جرى ترحيل أكثر من 84 ألف مواطن أفغاني، منذ الأول من أبريل (نيسان) 2025. كانت الحكومة الباكستانية قد أعلنت أن الأفراد الذين ليست لديهم تأشيرات سارية المفعول أو بطاقات مواطَنة أفغانية، يجب أن يغادروا البلاد، بحلول 30 أبريل أو أن يواجهوا الترحيل. لاجئون أفغان عادوا مؤخراً من باكستان وإيران المجاورتين ينتظرون تسلم حصصهم الغذائية التي تبرعت بها الحكومة الهندية في كابل 18 مايو 2025 (إ.ب.أ) وأدت تلك الإجراءات إلى توترات متزايدة بين الدولتين، حيث وصفت أفغانستان تلك الأفعال بأنها عمليات ترحيل قسرية.

مقتل 4 أشخاص وإصابة 20 آخرين في انفجار بجنوب غربي باكستان
مقتل 4 أشخاص وإصابة 20 آخرين في انفجار بجنوب غربي باكستان

الشرق الأوسط

timeمنذ 6 ساعات

  • الشرق الأوسط

مقتل 4 أشخاص وإصابة 20 آخرين في انفجار بجنوب غربي باكستان

قال مسؤول حكومي، الاثنين، إن سيارة مفخخة انفجرت بالقرب من سوق بجنوب غربي باكستان؛ ما أودى بحياة أربعة أشخاص و إصابة 20 آخرين. وقال المسؤول الباكستاني عبد الله رضا إن الهجوم وقع مساء الأحد في مدينة قيلاه عبد الله بإقليم بلوشستان المتاخم لأفغانستان، بحسب تقرير لـ«أسوشييتد برس»، الاثنين. وأضاف أن الانفجار أسفر أيضاً عن تضرر الحائط الخارجي لمبنى يأوي قوات شبه نظامية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الهجوم. وأدان شاهيد ريند، المتحدث باسم حكومة بلوشستان، التفجير، وقال إنه تم فتح تحقيق في الواقعة. وقع الهجوم عشية الأحد في مدينة قِلعة عبد الله، الواقعة في إقليم بلوشستان المتاخم لأفغانستان، وفقاً لنائب المفوض عبد الله رياض. كذلك، أوضح رياض أن الانفجار قد ألحق أضراراً بمتاجر عدة والجدار الخارجي لمبنى مجاور يؤوي قوات شبه عسكرية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير على الفور. مع ذلك، من المرجح أن تُوجَّه أصابع الاتهام إلى الانفصاليين البلوش، الذين يستهدفون بشكل متكرر قوات الأمن والمدنيين في بلوشستان ومناطق أخرى من البلاد. يُذكر أن إقليم بلوشستان يشهد تمرداً طويل الأمد في باكستان، حيث تشنّ الكثير من الجماعات الانفصالية هجمات، ومن بين تلك الجماعات جيش تحرير بلوشستان المحظور، الذي صنفته الولايات المتحدة منظمةً إرهابية في عام 2019. وغالباً ما تتهم باكستان خصيمتها الهند بدعم جيش تحرير بلوشستان وحركة «طالبان» الباكستانية، وهما جماعتان كثفتا هجماتهما خلال الأشهر القليلة الماضية؛ ففي واحدة من أعنف الهجمات خلال شهر مارس (آذار)، قَتَل متمردون من جيش تحرير بلوشستان 33 شخصاً، غالبيتهم من الجنود، خلال هجوم على قطار كان يقلّ مئات الركاب في بلوشستان. وفي خطوة نادرة أوائل الشهر الحالي، طلب جيش تحرير بلوشستان دعماً هندياً ضد باكستان. وجاءت مناشدة جيش تحرير بلوشستان في بيان بتاريخ 11 مايو (أيار)، وسط تصاعد التوترات بين الجارتين المسلحتين بالقوة النووية، بعد هجمات نفذتها باكستان ضد منشآت عسكرية هندية رداً على هجمات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة هندية؛ ما أثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع. ونفى جيش تحرير بلوشستان مزاعم إسلام آباد بأنه يعمل وكيلاً للهند، قائلاً: «إذا حصلنا على دعم سياسي ودبلوماسي ودفاعي من العالم — خصوصاً من الهند — فإن الشعب البلوشي يمكنه وضع أساس بلوشستان مستقلة ومزدهرة وسلمية». كما طمأن نيودلهي بأن مقاتليه سيفتحون، إذا ما تم دعمهم، جبهة جديدة ضد الجيش الباكستاني قرب الحدود مع أفغانستان، حيث معاقل حركة «طالبان» الباكستانية. ولم تصدر الهند حتى الآن رداً رسمياً على مبادرة جيش تحرير بلوشستان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store