logo
تطهير الجسم بالعصائر.. ربما لا يكون مفيداً مثلما تتصور!

تطهير الجسم بالعصائر.. ربما لا يكون مفيداً مثلما تتصور!

ليبانون 24٠٨-٠٢-٢٠٢٥

يعد عصير الفواكه والخضراوات طريقة شائعة للحصول على العناصر الغذائية، إلا أن الأبحاث الجديدة كشفت أن العصير، كما يقولون، قد لا يكون يستحق العصر.
توصلت دراسة، نُشرت في دورية "نيوترينتس" Nutrients، إلى أن الأشخاص الذين اتبعوا نظام "تطهير الجسم بتناول العصائر" لمدة ثلاثة أيام كان لديهم علامات أعلى للالتهابات في ميكروبيوم الفم والأمعاء، مقارنة بأولئك الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا نباتيًا.
ووفقًا لموقع "هيلث" Health، فإنه حتى قبل نشر هذه الدراسة، حذر العديد من الخبراء من أن سمعة العصير كوسيلة لإزالة السموم أو إنقاص الوزن تفوق فوائده الصحية الفعلية.
ويضيف آخرون أن العصير يعتمد على التأثير الاجتماعي أكثر منه على العلم. أعربت ليزا فروشتينيغت، أخصائية التغذية وكبيرة مساعدي إدارة البرامج في برنامج جراحة السمنة في كلية بايلور الطبية، عن اعتقادها "بأن ثقافة النظام الغذائي هي التي تدفع بشكل كبير إلى شعبية العصير"، مشيرة إلى أن "هذه الثقافة تتأثر بشكل كبير بالمشاهير ووسائل التواصل الاجتماعي وسلوكيات الأصدقاء والعائلة".
من المؤكد أن الفواكه والخضراوات جزء لا يتجزأ من نظام غذائي صحي ومتوازن، ولكن ربما يكون من الأفضل لميكروبيوم الأمعاء والفم أن يتم تناول الثمار كاملة وتجنب تناول العصائر قدر الإمكان للأسباب التالية:
تأثير العصير على الميكروبيوم
تشارك بكتيريا الفم والأمعاء في العديد من جوانب الصحة. وتم ربط مستعمرة البكتيريا والفطريات والفيروسات الموجودة في الفم بمرض الزهايمر والسمنة وأمراض المناعة الذاتية وغيرها. وفي الوقت نفسه، يعد ميكروبيوم الأمعاء مجالًا رئيسيًا للبحث عن تأثيره على الصحة العقلية والسرطان والسكري والاضطرابات العصبية وغيرها من الحالات.
وليس من المستغرب إذن أن دراسة العناصر الغذائية ليست هي الأولى التي تبحث في آثار العصير على هاتين المنطقتين الحيويتين داخل الجسم، فقد درست أبحاث سابقة أجريت عام 2018 مدى تأثير إضافة نظام غذائي غني بالعصير إلى نظام غذائي عادي. وتبين أن هذا المزيج أدى إلى تحسينات في ميكروبات البراز بعد ثلاثة أسابيع.
وكشفت نتائج دراسة أخرى، أُجريت عام 2022، أن الأشخاص الذين اتبعوا صيام العصير لمدة ثلاثة أيام كان لديهم تنوع أقل في ميكروبات الأمعاء - ولكن المجموعة الثانية التي استكملت صيام العصير بالألياف بدا أنها شهدت زيادة في تنوع البكتيريا. وقد تم بناء دراسة العناصر الغذائية التي أجريت في يناير من العام الجاري على أساس هذا البحث السابق، باستخدام تصميم مختلف قليلاً.
قالت الدكتورة ماريا لويزا سافو ساردارو، باحثة مشاركة في الدراسة من قسم الأنثروبولوجيا في "جامعة نورث وسترن": "تم جمع عينات من اللعاب ومسحات الخد وعينات البراز من المشاركين قبل وأثناء وبعد التجربة"، شارحة أنه "تم بعد ذلك استخراج الحمض النووي من هذه العينات، وتم تسلسل جين بكتيري محدد لتحديد البكتيريا الموجودة - على غرار مسح الرمز الشريطي لتحديد المنتج." واستخدم الباحثون بعد ذلك أدوات إحصائية لتحديد مدى التغير الذي طرأ على أعداد البكتيريا لدى المشاركين بعد اتباع الأنظمة الغذائية.
وقال سافو ساردارو: "لقد وجدنا أن المجموعة التي تناولت العصير الحصري شهدت أكبر زيادة في البكتيريا المرتبطة بالالتهابات ومشاكل الأمعاء". وأظهرت المجموعة التي تناولت العصير بالإضافة إلى الطعام أيضًا تغييرات، ولكنها كانت أقل حدة.
وفي الوقت نفسه، أظهرت مجموعة الأطعمة الكاملة القائمة على النباتات تغييرات إيجابية، مثل زيادة البكتيريا التي تساعد في صحة الأمعاء والسيطرة على الالتهابات.
سلبيات تناول العصير
إن عملية استخراج السوائل من الفواكه والخضراوات، وإزالة لبها، يؤدي إلى التخلص من عنصر غذائي مهم وهو الألياف.
ووفقا لأيمي موير، مديرة الطب الطهوي في جامعة نورث كارولينا، فإن العصير يمكن أن يؤدي إلى فقدان حوالي 90% من الألياف.
وفي الوقت نفسه، وبينما يتم استخراج الألياف، يبقى السكر. وقالت موير إن "تقليل الألياف الموجودة في الفواكه والخضروات يؤدي فعلياً إلى زيادة نسبة السكر والكربوهيدرات الإجمالية في العصير الناتج".
ومن المرجح أن يفسر الجمع بين قلة الألياف وارتفاع نسبة السكر التأثيرات غير المرغوبة الواضحة للعصير على بكتيريا الأمعاء. وأوضح سافو ساردارو أن "الألياف ضرورية لتغذية البكتيريا المفيدة التي تنتج مركبات مضادة للالتهابات، مشيرة إلى أنه "بدون الألياف، يمكن للبكتيريا التي تتغذى على السكريات البسيطة - والتي غالبًا ما ترتبط بالالتهاب - أن تتكاثر."
وأشارت فروشتينيغت إلى أن "البكتيريا هي بكتيريا حية دقيقة"، شارحة أن "جسم الإنسان لم يتم تصميمه لاستهلاك نوع واحد فقط من العناصر الغذائية أو الطعام. وأضافت أن "ذلك يتطلب توازن العناصر الغذائية الكبرى (البروتينات والدهون والكربوهيدرات، بما يشمل الألياف) يوميا"، ولذلك "عندما تتم إزالة مجموعات غذائية مهمة من النظام الغذائي لشخص ما، ربما يدخل الجسم في نوع من "وضع البقاء على قيد الحياة".
نصيحة مهمة
يوصي الباحثون بالتفكير في العصائر الطبيعية باعتبارها إضافة إلى النظام الغذائي اليومي، وليس بديلاً عن الأطعمة كجزء من عملية "تطهير الجسم من السموم ولإنقاص الوزن".
يمكن أن يكون العصير طريقة جيدة لبقاء الجسم رطبًا والحصول على بعض الفيتامينات والمعادن، لكن الخبراء أكدوا أنه من المهم أيضًا دمج الكثير من الألياف والعناصر الغذائية الأخرى طوال اليوم. وقالت فروشتينيغت "إن تناول العصير مع وجبة الطعام هو الخيار الأمثل".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

5 أدوات شخصية يجب استبدالها بانتظام لحماية صحتك
5 أدوات شخصية يجب استبدالها بانتظام لحماية صحتك

التحري

timeمنذ 4 أيام

  • التحري

5 أدوات شخصية يجب استبدالها بانتظام لحماية صحتك

تُستخدم الكثير من أدوات النظافة الشخصية بشكل روتيني من دون التفكير في الحاجة إلى استبدالها، رغم أنها قد تتحول مع الوقت إلى بيئة لتراكم البكتيريا ومصدر محتمل لمشاكل صحية. إليك أبرز هذه الأدوات وفترات استبدالها الموصى بها: – المناشف (الوجه والجسم): على الرغم من مظهرها النظيف، تتراكم على المناشف رطوبة وجزيئات جلد ميت، ما يجعلها بيئة مثالية لنمو البكتيريا والفطريات، خاصة في الحمام. ويُوصى بتغييرها كل يومين إلى ثلاثة أيام. – الليفة : تمتص الرطوبة والصابون بسرعة وتحتفظ بها، مما يخلق بيئة خصبة لنمو الميكروبات. تفقد الليفة فعاليتها ونعومتها تدريجيا، لذا يُفضل استبدالها كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع. – فرشاة الأسنان: تُلامس الأغشية المخاطية في الفم وتتعرض للبكتيريا، خاصة إذا كانت مكشوفة. مع الوقت، تتآكل شعيراتها وتفقد فعاليتها. يُوصى بتغييرها كل 2–3 أشهر، وفورا بعد الإصابة بأي مرض. – المشط: رغم عدم ملامسته المباشرة للمناطق الحساسة، تتجمع فيه الأوساخ والزيوت وخلايا الجلد؛ ما قد يسبب قشرة أو تهيجا. يُوصى بتنظيفه أسبوعيا واستبداله كل 6 أشهر. – شفرات الحلاقة: حتى لو كانت حادة، فإن الاستخدام المتكرر يُسبب خدوشًا دقيقة قد تؤدي لالتهابات. يجب تغيير الشفرة غير القابلة للتبديل كل 5–7 مرات، والمُبدلة مرة كل أسبوعين على الأقل. الاهتمام باستبدال هذه الأدوات في مواعيدها يُسهم في الوقاية من العدوى والحفاظ على صحة البشرة والفم.

5 أدوات شخصية يجب استبدالها بانتظام لحماية صحتك
5 أدوات شخصية يجب استبدالها بانتظام لحماية صحتك

ليبانون 24

timeمنذ 4 أيام

  • ليبانون 24

5 أدوات شخصية يجب استبدالها بانتظام لحماية صحتك

تُستخدم الكثير من أدوات النظافة الشخصية بشكل روتيني من دون التفكير في الحاجة إلى استبدالها، رغم أنها قد تتحول مع الوقت إلى بيئة لتراكم البكتيريا ومصدر محتمل لمشاكل صحية. إليك أبرز هذه الأدوات وفترات استبدالها الموصى بها: - المناشف (الوجه والجسم): على الرغم من مظهرها النظيف، تتراكم على المناشف رطوبة وجزيئات جلد ميت، ما يجعلها بيئة مثالية لنمو البكتيريا والفطريات، خاصة في الحمام. ويُوصى بتغييرها كل يومين إلى ثلاثة أيام. - الليفة : تمتص الرطوبة والصابون بسرعة وتحتفظ بها، مما يخلق بيئة خصبة لنمو الميكروبات. تفقد الليفة فعاليتها ونعومتها تدريجيا، لذا يُفضل استبدالها كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع. - فرشاة الأسنان: تُلامس الأغشية المخاطية في الفم وتتعرض للبكتيريا، خاصة إذا كانت مكشوفة. مع الوقت، تتآكل شعيراتها وتفقد فعاليتها. يُوصى بتغييرها كل 2–3 أشهر، وفورا بعد الإصابة بأي مرض. - المشط: رغم عدم ملامسته المباشرة للمناطق الحساسة، تتجمع فيه الأوساخ والزيوت وخلايا الجلد؛ ما قد يسبب قشرة أو تهيجا. يُوصى بتنظيفه أسبوعيا واستبداله كل 6 أشهر. - شفرات الحلاقة: حتى لو كانت حادة، فإن الاستخدام المتكرر يُسبب خدوشًا دقيقة قد تؤدي لالتهابات. يجب تغيير الشفرة غير القابلة للتبديل كل 5–7 مرات، والمُبدلة مرة كل أسبوعين على الأقل. الاهتمام باستبدال هذه الأدوات في مواعيدها يُسهم في الوقاية من العدوى والحفاظ على صحة البشرة والفم.

إلتهاب السحايا لدى الأطفال... خطر صامت يستدعي وعياً أكبر
إلتهاب السحايا لدى الأطفال... خطر صامت يستدعي وعياً أكبر

الديار

timeمنذ 7 أيام

  • الديار

إلتهاب السحايا لدى الأطفال... خطر صامت يستدعي وعياً أكبر

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يُعد التهاب السحايا أحد أخطر الأمراض التي قد تصيب الأطفال، لما يحمله من مضاعفات سريعة وقاتلة إذا لم يُكتشف ويُعالج في الوقت المناسب. ويُعرف هذا المرض بأنه التهاب يصيب الأغشية الرقيقة التي تُغلف الدماغ والنخاع الشوكي، وتُعرف باسم "السحايا". ورغم أن المرض يمكن أن يصيب جميع الفئات العمرية، إلا أن الأطفال، خاصة الرضع وحديثي الولادة، يُعدّون من أكثر الفئات عُرضة للإصابة به بسبب ضعف مناعتهم وتطور أجهزتهم العصبية. تتعدد أسباب التهاب السحايا، لكن يُمكن تصنيفها إلى نوعين رئيسيين: التهاب سحايا جرثومي (بكتيري) والتهاب سحايا فيروسي. ويُعد النوع البكتيري هو الأخطر، إذ قد يؤدي إلى تلف دائم في الدماغ أو فقدان السمع أو حتى الوفاة إذا لم يُعالج سريعًا بالمضادات الحيوية المناسبة. من أبرز البكتيريا المسببة للمرض: المستدمية النزلية من النوع b (Hib)، والمكورات السحائية، والمكورات الرئوية. أما التهاب السحايا الفيروسي، فرغم أنه أكثر شيوعًا، إلا أنه غالبًا ما يكون أقل خطورة ويُشفى تلقائيًا في معظم الحالات دون تدخل دوائي مكثف. هذا وتشمل عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية إصابة الأطفال بالتهاب السحايا عدة عناصر، أهمها ضعف جهاز المناعة، سواء كان نتيجة أسباب وراثية أو مرضية مثل سوء التغذية أو نقص المناعة. كما أن الأطفال الذين لم يتلقوا تطعيماتهم الأساسية، وخاصة لقاحات Hib والمكورات الرئوية والمكورات السحائية، يكونون أكثر عرضة للإصابة. البيئات المغلقة والمزدحمة، كدور الحضانة والمدارس، قد تُسهّل انتقال العدوى بين الأطفال، خصوصًا إذا كانت النظافة غير كافية أو إذا كان أحدهم حاملاً للبكتيريا دون أن تظهر عليه أعراض. تتمثل أعراض المرض في بداياته في ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، صداع شديد، تيبس في الرقبة، قيء، وحساسية مفرطة للضوء، إلا أن الأعراض قد تكون غير واضحة لدى الرضع وحديثي الولادة، مما يجعل التشخيص أكثر صعوبة. تشمل العلامات التي ينبغي على الأهل الانتباه لها لدى الصغار: البكاء المستمر، صعوبة في الاستيقاظ، ضعف الرضاعة، انتفاخ اليافوخ (الجزء الطري في رأس الرضيع)، وتغير لون الجلد أو برودته. ولأن تشخيص التهاب السحايا يتطلب سرعة ودقة، فإن الأطباء غالبًا ما يوصون بإجراء تحليل للسائل الشوكي عبر البزل القطني لتحديد نوع العدوى وبدء العلاج المناسب فورًا. العلاج المبكر يُعد مفتاح النجاة، خاصة في حالات الالتهاب الجرثومي، حيث تُستخدم مضادات حيوية قوية وقد يُضاف إليها الستيرويدات للحد من الالتهاب والتورم في الدماغ. وفي ضوء هذه الحقائق، تؤكد الجهات الصحية حول العالم على أهمية الوقاية كوسيلة أولى للتصدي لهذا المرض، وذلك من خلال الالتزام بجداول التطعيم الوطنية، والحفاظ على النظافة الشخصية والعامة، وتجنب مخالطة المرضى أو الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض عدوى الجهاز التنفسي. في النهاية، يبقى الوعي المجتمعي والتثقيف الصحي عنصرين حاسمين في تقليل حالات الإصابة والوفيات المرتبطة بالتهاب السحايا بين الأطفال. فكلما كان الأهل أكثر دراية بعلامات الخطر وأسرع في طلب المساعدة الطبية، زادت فرص الشفاء وتراجعت احتمالات المضاعفات الخطيرة. ومع التطور المستمر في الطب واللقاحات، يمكن القول إن السيطرة على هذا المرض ممكنة، بشرط أن لا نغفل عنه أو نستهين بإشاراته المبكرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store