logo
من يخرب المحادثات الإيرانية- الأميركية إسرائيل أم إدارة ترمب أم ماضي طهران؟

من يخرب المحادثات الإيرانية- الأميركية إسرائيل أم إدارة ترمب أم ماضي طهران؟

العربيةمنذ 4 أيام

ظلال من الشك والتصريحات المتبادلة بين طهران وواشنطن تشي بأجواء متوترة تحيط بالجولة الخامسة من المحادثات، وما إذا كان من الممكن الوصول إلى اتفاق نووي أو لا. وهذه التصريحات ترتبط بمطلب أميركي بالتخصيب الصفري، في حين تعتبر إيران ذلك خطاً أحمر وإنجازاً وطنياً لن تتخلى عنه. فهل وصلت المفاوضات إلى حد الخلاف؟ ولا سيما أن إيران أعلنت مرات عدة أنها لن تتنازل عن هذا الخط الأحمر وأنه ما من اتفاق إذا استمر الإصرار الأميركي على التخصيب الصفري. فهل السبب في ذلك الخلاف عدم كفاءة إدارة دونالد ترمب؟ أم خبرة إيرانية من الماضي تؤثر في رؤية طهران للمحادثات؟ أم السبب هو فعل إسرائيلي؟
يمكن القول إن السبب عبارة عن تفاعل العوامل الثلاثة، فإيران لديها تجربة من الماضي تدفعها إلى عدم التنازل عن التخصيب وقبول استيراد اليورانيوم المخصب من الخارج، كما أن تدخل إسرائيل بصورة غير مباشرة دفع إدارة ترمب إلى رفع المطلب الأقصى لدرجة التخصيب الصفري وتغيير مطلبها السابق بخفض التخصيب إلى درجة 3.76 في المئة، وكان حينها أقصى مطالب ترمب منع إيران من تملك السلاح النووي، لكن ذلك تغير الآن.
فقبل بدء الجولة الخامسة من المحادثات بين واشنطن وطهران، تتناثر التصريحات من الطرفين وتدور حول مسألة تخصيب اليورانيوم، فتعتبر إيران أن الولايات المتحدة تغير اتفاقاتها معها، وأن المعلن غير ما اتُفق عليه خلال الجولات الماضية، إذ يشير الجانب الأميركي إلى التخصيب الصفري الذي ليست طهران في وارد القبول به. وخرجت التصريحات الإيرانية من المرشد ومجلس الخبراء ونائب وزير الخارجية ومدير وكالة الطاقة الإيرانية لتؤكد أن تخصيب اليورانيوم هو حق للدول كما أنه "إنجاز وطني" و"حق للأجيال المقبلة".
ويرفض الإيرانيون الآن تصريحات المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف الذي قال "لدينا خط أحمر واضح للغاية، وهو التخصيب، لا يمكننا أن نقبل حتى بنسبة واحد في المئة من قدرة التخصيب". وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن بلاده وافقت على الاقتراح الذي قدمته سلطنة عمان بعقد جولة أخرى من المحادثات الإيرانية- الأميركية في العاصمة الإيطالية روما، كما أكد أن "الفريق التفاوضي عازم على السعي إلى تحقيق الحقوق والمصالح العليا في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية، بما في ذلك التخصيب ورفع العقوبات الجائرة، ولن يدخر أي جهد أو مبادرة في هذا الصدد".
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن "موقف إيران واضح للغاية، التخصيب سيستمر مع أو من دون اتفاق، ولكن إذا كانت الأطراف ترغب في الشفافية في ما يتعلق بالبرنامج السلمي الإيراني، فيتعين عليهم رفع العقوبات"، مضيفاً "إذا كانت لديهم مطالب أكثر من ذلك ويريدون حرماننا من أشياء هي حقنا، فلا مجال للقبول".
في البداية كان هناك تياران داخل إدارة ترمب بالنسبة إلى التعامل مع الملف الإيراني، الأول يحبذ التوصل إلى حل سلمي واتفاق مع طهران، بينما يدعم التيار الآخر الخيار العسكري، وبعدما كان ويتكوف يتحدث عن التخصيب بنسبة 3.67 في المئة، صار المطلب الأميركي على لسانه ولسان وزير الخارجية ماركو روبيو التخصيب الصفري.
ومطلب التخصيب الصفري جاء بعد حديث إسرائيل عن نموذج الحل الليبي، أي تفكيك الملف النووي الإيراني. وجاء ذلك المطلب بعدما قلل بعضهم في الإعلام الأميركي من شأن الاتفاق الجديد مع إيران، معتبرين أنه لن يختلف عن اتفاق عام 2015 الذي توصلت إليه إدارة باراك أوباما، وهنا بدأ المفاوض الأميركي يتحدث عن التخصيب الصفري على اعتبار أن هذا المطلب سيجعل اتفاق إدارة ترمب مختلفاً عن الاتفاق القديم مع أوباما.
ربما لعبت الدوائر الإعلامية المرتبطة بإسرائيل داخل الولايات المتحدة بهذا الأمر للتقليل من الاتفاق الجديد بغية استفزاز ترمب للتفكير في أنه لا بد من أن يأتي بما لم يأتِ به أوباما أو جو بايدن.
وما يجعل هذا الأمر مرجحاً ومرتبطاً بإسرائيل، الغائب الحاضر في الملف النووي الإيراني، هو أن أحد الأسباب الرئيسة لإقالة مايك والتز من منصب مستشار الأمن القومي الأميركي هو أن التنسيق بينه ونتنياهو كان أكبر من التنسيق مع ترمب في شأن الملف النووي الإيراني. وربما كان تعقيد سير المحادثات بين طهران وواشنطن إلى حد تخريبها جزءاً من تفاهمات والتز مع نتنياهو. وفي حين اعتبر بعضهم أن ترمب حاول فعلياً إيصال رسالة إلى نتنياهو بأنه لا ينوي منحه شيكاً على بياض وجعل السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط تابعة لأولويات إسرائيل، فأقال والتز من منصبه، إلا أن رغبة ترمب في تحقيق إنجازات ضمن ملفات عدة تميزه عن إدراتي أوباما وبايدن جعلته يطالب بفرض "التخصيب الصفري"، لتصبح تلك النقطة الخلافية الأهم في سير المفاوضات للوصول إلى اتفاق مع إيران.
واللافت هو صدور تقرير جديد عبر شبكة "سي أن أن" نقلاً عن مصادر استخباراتية أميركية جاء خلاله أن إسرائيل لديها خطة جاهزة لضرب المنشآت الإيرانية في حال عدم التوصل إلى اتفاق يوقف تخصيب اليورانيوم، في ما يبدو أنه نوع من الحرب النفسية للضغط على إيران.
لكن كل ما سبق سواء من التقرير الإخباري لـ"سي ان أن"، أو التردد في الموقف الأميركي، أو الدور الإسرائيلي، تجاهل تماماً عاملاً مهماً عند التعامل مع العقلية الإيرانية وهو خبرات التاريخ، فإيران دولة ذات إطار نفسي يحكمه في جزء كبير ما مرت به في الماضي وتستشهد دائماً بالتاريخ.
ودخلت إيران للمرة الأولى ضمن ترتيبات إنتاج الوقود النووي في أوروبا عام 1974، أي قبل عام من توقيع عقد بناء محطة بوشهر للطاقة النووية، مع تأسيس الشركة الفرنسية- الإيرانية لتخصيب اليورانيوم بالانبعاثات الغازية (SOFIDIF)، ثم انضمت إيران إلى اتحاد "يوروديف" وهو المجمع الأوروبي لتخصيب اليورانيوم، ومُنحت 10 في المئة من إجمالي أسهم الاتحاد وكانت بلجيكا وفرنسا وإيران وإيطاليا وإسبانيا من المساهمين فيه لإنتاج الوقود النووي. وقدمت طهران قرضاً بقيمة 1.18 مليار دولار لتطوير "يوروديف". ومع بدء المنشأة بالعمل في فرنسا، كانت الثورة الإيرانية اندلعت، بالتالي لم يُنقل الوقود النووي إليها، وبعد ذلك أكدت فرنسا أن العقد معها انتهى عام 1990 وأن "يوروديف" لم يعُد ملزماً نقل اليورانيوم المخصب إلى إيران.
وهنا يتضح سبب رفض إيران التخصيب الصفري واستيراد اليورانيوم من الخارج، وإصرارها على الاحتفاظ بذلك الحق، كما يفسر ذلك سبب اقتراحها تأسيس اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم على أراضيها.
لو كانت الإدارة الأميركية على درجة عالية من فهم العقلية الإيرانية ومنطلقات تحركها، لما كرر ماركو روبيو خلال جلسة استماع في الكونغرس الأميركي أن "الخيار أمام إيران هو استيراد اليورانيوم المخصب اللازم لمفاعلاتها." وهذا التذبذب في الموقف الأميركي الذي يبدو عائداً للدور الإسرائيلي الهادف إلى تخريب المفاوضات، وضع المحادثات أمام نقطة خلاف رئيسة إذا تراجعت أمامها إدارة ترمب فستضيف إلى كثير من المواقف المتراجعة التي مرت بها منذ مجيئها إلى البيت الأبيض، سواء في ما يخص الصين والتعريفات الجمركية والحرب الأوكرانية وأخيراً ملف إيران. ربما يبدو لنا من زاوية أخرى أن الإدارات الأميركية المتعاقبة حتى هذه اللحظة، وبصورة عامة، ليس لديها تصور لكيفية التعامل مع إيران في الشرق الأوسط، وهو ما تحتاج دول المنطقة إلى أن تكون أكثر دراية بما تريده هي من إيران.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عبدالحكيم بن مساعد: النصر مُحارَب ويتعرض للهدم
عبدالحكيم بن مساعد: النصر مُحارَب ويتعرض للهدم

عكاظ

timeمنذ 22 دقائق

  • عكاظ

عبدالحكيم بن مساعد: النصر مُحارَب ويتعرض للهدم

تابعوا عكاظ على خرج عضو شرف نادي النصر الأمير عبدالحكيم بن مساعد عن صمته، واختار توقيتاً لا يقبل المجاملة، ليوجه رسالة مباشرة إلى جمهور النصر، ويصف الحالة الراهنة بعبارة تختصر حجم المأساة: «اقترب النادي من السقوط الكامل». الأمير عبدالحكيم بن مساعد الذي شغل مناصب (نائب رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية، وأمينها العام، ورئيس الاتحاد السعودي للبولينغ)، وتاريخه في المنظومة الرياضية، لا يتحدث بحثاً عن صدى، ولا يجامل جمهوراً على حساب الحقيقة، إذ قال في موقعه الرسمي عبر منصة «x»: «الحمد لله، أكبر شرف أنني شجعت أعظم نادٍ في التاريخ، نادٍ واجه الإقصاء طويلاً، وتعرض لحملات ممنهجة لأسباب شخصية. صمد حيث لم تصمد أندية أخرى. اليوم، الصورة تغيّرت. النادي خرج عن جوهره، واقترب كثيراً من لحظة الانهيار التام». أخبار ذات صلة الحديث الذي أطلقه الأمير لا يشبه البيانات المتداولة، فهو تحذير من رجل لا يرى الأندية شعارات، بل مؤسسات وطنية. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}

سموتريتش يتعهد بعدم السماح لإسرائيل بالموافقة على مقترح ويتكوف بشأن غزة
سموتريتش يتعهد بعدم السماح لإسرائيل بالموافقة على مقترح ويتكوف بشأن غزة

الشرق السعودية

timeمنذ 25 دقائق

  • الشرق السعودية

سموتريتش يتعهد بعدم السماح لإسرائيل بالموافقة على مقترح ويتكوف بشأن غزة

قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الأربعاء، إن قبول إسرائيل بـ"اتفاق جزئي" للإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة سيكون من "الجنون المحض"، متعهداً بـ"عدم السماح" لمثل هذه الخطوة. وقال سموتريتش وهو زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، إن حركة "حماس" تحت "ضغط كبير" نتيجة الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات في غزة، والعملية العسكرية الإسرائيلية الجارية. وطالب الوزير، بأن "تواصل إسرائيل إحكام الخناق على حماس، من أجل دفعها إلى اتفاق استسلام كامل". وأضاف: "سيكون من الجنون المحض تخفيف الضغط الآن، وتوقيع اتفاق جزئي"، معتبراً أن ذلك "سيمنح الحركة فرصة للتعافي. ولن أسمح بحدوث ذلك". وأثارت هذه التصريحات انتقادات داخل الائتلاف الحكومي، إذ قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن على إسرائيل اتخاذ قرارات بشأن اتفاقات إطلاق سراح المحتجزين "وفقاً للمصالح الوطنية، وليس استناداً إلى الضغوط أو التهديدات السياسية". مقترح ويتكوف وكان المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قال إن "مسودة جديدة" لاتفاق غزة "على وشك الإرسال"، وإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "سيراجعها"، معرباً عن أمله في أن يتم تسليمها، الأربعاء، وذلك بعد ساعات من إعلان حركة "حماس" موافقتها على مقترح من ويتكوف. وأوضح ويتكوف، في تصريحات صحافية، أن المسودة تنص على وقف إطلاق نار مؤقت، لكنه استدرك: "لدي شعور إيجابي جداً بشأن التوصل إلى حل طويل الأمد وسلمي لهذا الصراع". وتابع: "أعتقد أننا على وشك إرسال مسودة شروط جديدة، ونأمل أن يتم تسليمها في وقت لاحق اليوم (الأربعاء)، الرئيس سيقوم بمراجعتها". من جانبه، قال ترمب، الأربعاء، إن إدارته تعمل على تسريع توصيل المواد الغذائية للفلسطينيين في غزة. وأضاف الرئيس الأميركي، للصحافيين في البيت الأبيض: "نتعامل مع الوضع برمته في غزة، نوصل الغذاء لسكان القطاع، الوضع سيء للغاية". "حماس" تنتظر وأعلنت "حماس"، في وقت سابق الأربعاء، التوصل إلى اتفاق مع ويتكوف، على "إطار عام" يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وتدفّق المساعدات، وتولّي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق. وقالت الحركة الفلسطينية في بيان عبر تليجرام، إنها تبذل جهوداً كبيرة لوقف الحرب التي وصفتها بأنها "همجية" على قطاع غزة، موضحة أن الاتفاق يتضمّن إطلاق سراح 10 من الأسرى الإسرائيليين وعدد من الجثامين، مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، بضمان الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة)، لافتة إلى أنها تنتظر الردّ النهائي على هذا الإطار. وقال قيادي بحركة "حماس"، في تصريحات لـ"الشرق"، إن "هذا البيان يمثل إعلاناً من الحركة بموافقتها على المقترح الذي قدمه ويتكوف، وتسلمته الحركة عبر الوسطاء"، مبيناً أن المقترح يتضمن أيضاً هدنة تمتد لـ70 يوماً، تتخللها مفاوضات حول هدنة طويلة الأمد ومتطلباتها.

الفيدرالي: الغموض الاقتصادي يدفع نحو الحذر في تعديل الفائدة
الفيدرالي: الغموض الاقتصادي يدفع نحو الحذر في تعديل الفائدة

مباشر

timeمنذ 26 دقائق

  • مباشر

الفيدرالي: الغموض الاقتصادي يدفع نحو الحذر في تعديل الفائدة

مباشر: أكد محضر الاجتماع الأخير للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن تصاعد حالة عدم اليقين المحيطة بالاقتصاد المحلي والعالمي تبرر تبنّي نهج حذر في تعديل أسعار الفائدة خلال المرحلة المقبلة. وأوضح صانعو السياسات أن المخاطر المزدوجة المتمثلة في ارتفاع كل من البطالة والتضخم قد زادت منذ اجتماع مارس، ما يجعل مهمة تحقيق التوازن بين استقرار الأسعار والتوظيف أكثر تعقيداً. وجاء في محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، المنعقد في 7 مايو، أن النمو الاقتصادي وسوق العمل لا يزالان قويين، وأن السياسة النقدية الحالية — التي تعتبر تقييدية بشكل معتدل — تضع البنك في موقع ملائم لمواصلة مراقبة التطورات، ريثما تتضح الصورة الاقتصادية بصورة أكبر. ضبابية التوقعات أشار المشاركون في الاجتماع إلى أن التوقعات الاقتصادية أصبحت أكثر غموضاً، وهو ما يستدعي التحلي بالحذر وانتظار اتضاح نتائج التغيرات المستجدة في السياسات الحكومية، لا سيما تلك المتعلقة بالسياسات التجارية. وبناءً على هذا التقييم، قرر الفيدرالي الإبقاء على النطاق المستهدف للفائدة المرجعية بين 4.25% و4.5% للمرة الثالثة على التوالي، مع استعداد للإبقاء عليها دون تغيير لفترة أطول إذا لزم الأمر، تجنباً لأي تحرك قد يزيد من هشاشة الوضع الاقتصادي الراهن. السياسات التجارية تعمّق الغموض ألقى المحضر الضوء على تأثير السياسات التجارية الأميركية المتغيرة، والتي تنتهجها إدارة الرئيس دونالد ترمب، بوصفها أحد أبرز مصادر الضبابية الاقتصادية. فبالرغم من الاتفاق المؤقت الأخير بين واشنطن وبكين لخفض الرسوم الجمركية، تبقى هذه التعريفات عند مستويات مرتفعة تاريخياً، ما أدى إلى تجميد العديد من قرارات التوظيف والاستثمار في القطاع الخاص. ويتوقع أغلب الاقتصاديين أن تسهم هذه الرسوم في تسريع وتيرة التضخم، مع تباطؤ النمو الاقتصادي، على الرغم من خفض بعض المحللين احتمالية حدوث ركود هذا العام نتيجة التهدئة النسبية في التوترات التجارية. احتمالات الركود كشف محضر الاجتماع أن مسؤولي الفيدرالي خفّضوا توقعاتهم لنمو الاقتصاد في عامي 2025 و2026 بسبب تأثير السياسات التجارية، وبيّن أن فرص وقوع الاقتصاد الأميركي في ركود أصبحت قريبة من السيناريو الأساسي المتوقع. كما أشار إلى أن سوق العمل قد تشهد "ضعفاً كبيراً"، مع ارتفاع متوقع في معدلات البطالة فوق ما يُعرف بالمعدل الطبيعي خلال العام الجاري، مع استمرار هذا الارتفاع حتى عام 2027، في وقت ساهمت فيه الرسوم الجمركية بوضوح في رفع مستويات التضخم. توقعات التضخم أبدى مسؤولو الفيدرالي اهتماماً متزايداً بتوقعات المواطنين الأميركيين للتضخم على المدى الطويل، وسط مخاوف من أن تؤدي زيادات الأسعار المرتبطة بالرسوم إلى ترسيخ التضخم في الاقتصاد. وأوضح المحضر أن معظم المشاركين حذروا من خطر ترسخ التضخم بشكل يفوق التوقعات. وسجل مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين قفزة كبيرة في توقعات التضخم خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، نتيجة ارتفاع الرسوم الجمركية. ومع ذلك، لفت بعض أعضاء الفيدرالي إلى أن مؤشرات الأسواق لا تزال تعكس استقراراً نسبياً في توقعات التضخم. مفاضلات صعبة اختتم المحضر بالتنويه إلى أن اللجنة قد تواجه قرارات صعبة مستقبلاً، إذا ما تبين أن التضخم ترسخ في الوقت الذي تتدهور فيه آفاق النمو والتوظيف. وخلص إلى أن تأثير السياسات الحكومية، ومدى استدامتها، لا يزال غير واضح، ما يجعل من السابق لأوانه تعديل المسار النقدي بشكل حاسم في هذه المرحلة. تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store