
مواقع التواصل الاجتماعي.. كيف تؤثر على تواصل الأهل مع أبنائهم؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يحاول كثير من الأهل تقليل وقت استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي عندما يكونون مع أطفالهم، لكن بحثًا جديدًا يشير إلى أنّ لتلك العادة تأثيرًا واضحًا على التفاعل مع الأطفال، حتى عندما لا يكون البالغون ممسكين بهواتفهم.
فبحسب دراسة ستُعرض خلال المؤتمر العلمي الدولي للإعلام الرقمي ونمو العقول، الثلاثاء، في واشنطن العاصمة، تبيّن أن الأمهات اللواتي اعتدن قضاء وقت أطول على وسائل التواصل تحدثن بشكل أقل بكثير مع أطفالهن أثناء اللعب معهم مقارنة بالأمهات الأقل استخدامًا لهذه الوسائل، بل إن هذا الفرق بقي قائمًا حتى عندما لم يكنّ يستخدمن هواتفهنّ.
وقالت ليز روبنسون، الباحثة الرئيسية في الدراسة وطالبة دكتوراه في جامعة ألاباما (توسكالوسا): "بخلاف الأبحاث السابقة التي ركزت على تأثير الأجهزة على الأطفال أثناء استخدامها، فقد نظرت دراستنا في تأثير استخدام الهاتف على جودة العلاقة مع الطفل حتى في أوقات الانفصال عن الشاشة".
ومن أبرز نتائج الدراسة أنّ الأمهات اللواتي يستخدمن وسائل التواصل بشكل كبير، 169 دقيقة يوميًا، تحدثن مع أطفالهن بنسبة 29% أقل أثناء وقت اللعب، حتى عندما لم يكنّ ممسكات بهواتفهن، مقارنة مع من استخدمن وسائل التواصل الاجتماعي بشكل منخفض، 21 دقيقة يوميًا على وسائل التواصل.
تحديات الصحة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. هل تجعلنا أكثر صحة أم تعاسة؟
بحسب الدراسة التي شملت 65 طفلًا تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسة أعوام وأمهاتهم في ولاية ألاباما، فإن استخدام الشاشات لأغراض أخرى، مثل تفقد البريد الإلكتروني أو حالة الطقس، لم يكن مرتبطًا بانخفاض التفاعل اللفظي مع الأطفال. أي أن الأثر السلبي يبدو مرتبطًا بشكل خاص باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم أن بحث روبنسون لم يُنشر بعد في مجلة علمية ولم يخضع لمراجعة الأقران، فإن النتائج لا تبدو مفاجئة للبعض. فوفقًا لأبحاث كارا ألايمو، الكاتبة وأستاذة الاتصال، كثير من الناس يستمرون بالتفكير فيما يرونه على وسائل التواصل حتى بعد إغلاقها. وهذا يعني أن الأمهات في الدراسة، رغم تواجدهن الجسدي مع أطفالهن، لم يكنّ حاضرات ذهنيًا على الأرجح.
وعلّقت كريس بيري، المديرة التنفيذية لمنظمة Children and Screens: "غالبًا ما تسرح عقولنا في أنشطة نعتبرها ممتعة بطبيعتها، ونعلم أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر هذا النوع من المتعة لكثير من الناس".
وأضافت أن الخوارزميات المصممة خصيصًا لعرض محتوى يناسب اهتماماتنا تجعلنا ننجذب للبقاء أطول على هذه المنصات، ما يعقّد مهمة الانفصال الذهني عنها حتى عند إطفاء الشاشة.
مهما كان السبب، يحتاج الأطفال إلى أهل حاضرين ذهنيًا وعاطفيًا أثناء اللعب والتفاعل. والخبر الجيد أن هناك خطوات يمكن اتخاذها للتقليل من أثر وسائل التواصل على الأبوة والأمومة، أهمها:
الحديث المستمر مع الأطفال، حتى عندما يكبرون. فالحوار اليومي مع الأطفال يعزز نموهم اللغوي، ويدعم العلاقة العاطفية، ويشعرهم بالأمان.
تعلّم اللغة يُعتبر من الركائز الأساسية للتطور الأمثل للطفل، ويعتمد على قدرة الطفل على التعبير واستقبال اللغة منذ الولادة وحتى سن 18 عامًا، كما توضح بيري.
ما هو أثر وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين.. من منظورهم؟
كلما زاد تعرض الطفل للغة من حوله، تحسّن تطور دماغه، ونتائجه الأكاديمية، ومهاراته في التواصل، واللغة بشكل عام.
أما روبنسون فتشير إلى أن التفاعل بين الأهل والأطفال خلال اللعب يُسهم في التطور الاجتماعي والعاطفي للطفل، ويساعده على:
تطوير الوظائف التنفيذية للدماغ،
وزيادة مدة التركيز،
وتعلم كيفية التحكم في العواطف.
كما أن تفاعل الطفل مع البالغين يعلمه ما يجب أن يعطيه أولوية. تقول روبنسون: "الأطفال يدركون جيدًا إلى أين يتجه نظر الوالدين، وبالتالي يتعلمون ما هو المهم. عندما تركز عيوننا باستمرار على الهاتف، فإننا نرسل لهم رسالة غير مباشرة عن أهمية الهاتف على حساب اللحظة الحالية".
نصيحة للأهل: خصصوا وقتًا خاصًا للأطفال فقط
اجعلوا حضوركم الذهني حاضرًا بالكامل عند اللعب أو التفاعل مع أطفالكم. في هذا الإطار تقول روبنسون: "انتباهنا هو من أفضل الهدايا التي يمكننا تقديمها لأطفالنا، فهو يعبر لهم عن حبنا واهتمامنا".
3 خطوات تضمن تصفحًا آمنًا للأطفال على منصات التواصل الاجتماعي.. ما هي؟
وأوصت روبنسون بأن يُخصّص الأهل أوقاتًا معيّنة خلال اليوم كي يمنحوا أطفالهم اهتمامًا كاملاً من دون تشتيت. ولفتت إلى أن إيجاد هذا الوقت ليس بالأمر السهل، موضحة أنه "رغم المهام العديدة التي عليّ إنجازها يوميًا، يمكنني منح طفلي اهتمامًا كاملاً لمدة 15 دقيقة. هذا الوقت المركّز يصنع فارقًا كبيرًا من وجهة نظر الطفل".
وأضافت: "عندما نكون مع أطفالنا، يمكننا أن نُذكر أنفسنا بأن ما من مكان سوى هنا، ولا وقت في ذهن الطفل سوى الآن"، متفهّمة أنه "نعم، لدينا الكثير من الأفكار والمهام الأخرى التي تدور في أذهاننا، لكن يمكننا أن نُجزّئ تلك الأولويات، ونكون حاضرين بالكامل مع طفلنا الذي يعرف فقط هذه اللحظة، وينتظر خلالها فقط اهتمامنا".
من جهتها لفتت بيري إلى أنّ على الأهل أيضًا الانتباه لتأثير استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي على أنفسهم وعلى أطفالهم، موضحة أنه "من المهم إدراك التأثير الذي يخلّفه استخدام وسائل التواصل عليك شخصيًا، وأن تتأكد من تقليل هذه التأثيرات عندما تتفاعل مع طفلك".
بمعنى آخر، لا يتعلّق الأمر فقط بما يفعله الأطفال على وسائل التواصل، بل بكيفية استخدام الأهل لها أيضًا، لأنّ هذا السلوك يُشكل قدوة، ويؤثّر مباشرة على جودة العلاقة والتواصل مع الأبناء.
هل من ضرورة لمراقبة حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بأطفالكم؟
ويوجد طريقة بسيطة لتحقيق ذلك، من خلال تقليل عدد المرات التي تتفقد فيها وسائل التواصل الاجتماعي أسبوعيًا، والمدة التي تقضيها في كل مرة.
ونصحت بيري بالتالي: "خفّض الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل لتقلّل من احتمال التحدث مع طفلك بشكل أقل، حتى لو كان ذلك بشكل غير مقصود". وعليه، يوفّر ذلك وقتًا إضافيًا للأهل لقضائه في اللعب والتفاعل مع أطفالهم.
أما روبنسون، فأشارت إلى أن أكبر نقطة ضعف في الدراس تتمثل بأنها دراسة ترابطية، أي أن الباحثين لم يتمكنوا من تحديد ما إذا كانت وسائل التواصل تجعل الأهل أكثر سلبية، أم أن الأهل السلبيين بطبيعتهم يستخدمون وسائل التواصل أكثر. كما أن الدراسة لم تأخذ بالاعتبار عوامل مهمة مثل الصحة النفسية للوالدين، ومستواهم التعليمي والدخل.
وأضافت: "أتمنى أن يتم تكرار هذه الدراسة مع الأهل، الذين عليهم تحمّل مسؤولية اللعب مع أطفالهم أيضًا، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مسؤول".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 13 ساعات
- CNN عربية
ربما لست بحاجة إلى المشي 10 آلاف خطوة كي تتمتّع بصحة أفضل
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل يبدو لك المشي 10 آلاف خطوة يوميًا هدفًا بعيد المنال؟ لا تقلق، مجرد زيادة بسيطة في نشاطك اليومي يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا، بحسب دراسة جديدة. تُوصي الدكتورة ميلودي دينغ، أستاذة الصحة العامة في جامعة سيدني والمؤلفة الرئيسية للدراسة، بمحاولة الوصول إلى 7,000 خطوة يوميًا عندما يكون ذلك ممكنًا، معتبرة أن هذا الرقم هدف معقول وفعّال. الدراسة، التي نُشرت في مجلة The Lancet Public Health، الأربعاء ، استعرضت 31 دراسة سابقة حول العلاقة بين عدد الخطوات اليومية ومؤشرات صحية مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية، والخرف، والسكري من النوع الثاني، والسرطان، وأعراض الاكتئاب، والوفاة المبكرة. أما النتائج فكانت لافتة، لأنّ الأشخاص الذين يمشون 7,000 خطوة يوميًا انخفض لديهم خطر: الوفاة من جميع الأسباب بنسبة 47% مقارنة بمن يخطون 2,000 خطوة فقط يوميًا. كما انخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 25%، والخرف بنسبة 38%. وقال الدكتور شون هيفرون، الأستاذ المساعد بالطب في جامعة نيويورك (NYU Langone Health) ومركز NYU للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، غير المشارك في الدراسة، إن الكثير من مستخدمي أجهزة تتبع اللياقة يرون في الـ10 آلاف خطوة مؤشرًا كافيًا للحركة اليومية، لكن هذا الرقم ليس قائمًا على أدلة علمية قوية. بل نشأ من حملة تسويقية لجهاز عداد خطوات ياباني قديم أنتجته شركة Yamasa Clock and Instrument، وكان يُعرف باسم "مانبو-كي"، أي "عداد العشرة آلاف خطوة"، وفقًا لدراسة نُشرت في العام 2019. وعلّقت الدكتورة مارثا غولاتي، طبيبة القلب غير المشاركة في الدراسة، بأنها تشعر عادة بالريبة من الأرقام المستديرة الجميلة مثل هذه، مشيرة إلى أن الأمر قد يكون أقرب إلى التسويق منه إلى العلم. لكن البيانات الحديثة والدراسة الجديدة تؤكدان أن زيادة الحركة أمر جوهري لصحة جيدة، بحسب الدكتور شون هيفرون. أما الدكتورة ميلودي دينغ، المؤلفة الرئيسية للدراسة، فقالت لـCNN إنّ "المشي أكثر من 7 آلاف خطوة لا يسبب أي ضرر، وقد يقدم فوائد إضافية. وإذا كان الشخص نشيطًا بالفعل ويمشي أكثر من 10 آلاف خطوة يوميًا، فلا داعي لأن يقلل هذا العدد". لماذا تُعدّ الخطوات مهمة؟ الدراسة الأخيرة تحليل شمولي، وهو أحد أعلى أشكال البحث العلمي جودةً، ويُستخدم في التوصيات الطبية، بحسب هيفرون. ووفقًا لغولاتي، مديرة برنامج الوقاية من أمراض القلب بمركز "سيدرز-سيناي" في لوس أنجلوس، فإن عدّ الخطوات لا يعني أن المشي هو النشاط الوحيد المفيد، لكنه يُعدّ وسيلة دقيقة نسبيًا لقياس مستوى النشاط البدني العام. وأوضحت أنه "إذا أخبرني مريض أنه مارس الرياضة لمدة نصف ساعة، عليّ أن أثق بتقديره للوقت، وأخمّن شدة التمارين. أما إذا ارتدى جهاز تتبّع وأظهر أنه مشى نحو 8 كيلومترات، فإن الأثر يصبح أوضح، سواء مشى أو ركض، دفعة واحة أو على مراحل". لكن في الواقع، يعاني كثير من الناس من قلة الحركة، رغم أن أجسامنا مصممة لتكون نشيطة، بحسب هيفرون. لذلك من الطبيعي أن يرتبط الخمول بزيادة المخاطر الصحية، مضيفًا "كلّما قلت الحركة، قلّ نشاط العضلات، وقلّ إفراز مواد تُعرف بـ'الإكسيركاينز'، وهي مركبات كيميائية يفرزها الجسم أثناء انقباض العضلات، وتُقلّل الالتهابات، وتحسّن صحة الأوعية الدموية، وحساسية الإنسولين، وضغط الدم، بل وربما الوظيفة الإدراكية أيضًا. ومع قلة هذه المواد، تزداد احتمالات الإصابة بالمشاكل الصحية". بالنسبة لغولاتي يُحسّن النشاط البدني من القوة العضلية، ما يُقلّل من خطر السقوط والكسور، كما أنه يرتبط من ناحية القلب بتحسين ضغط الدم، والكوليسترول، واستجابة الجسم للإنسولين. تقول غولاتي إنّ معظم الأمريكيين بحاجة إلى التحرك أكثر. وإذا كان الهدف 7 آلاف خطوة يوميًا يبدو كبيرًا، فإنّ البدء بأي قدر من الحركة يُحدث فرقًا كبيرًا. وقالت الباحثة الرئيسية، الدكتورة ميلودي دينغ: "حتى أعداد بسيطة من الخطوات مثل 4 آلاف خطوة يوميًا لها فوائد صحية، مقارنة بمن يتحرك أقل". ويؤكد هيفرون أن أكبر فائدة صحية تأتي من الانتقال من "لا شيء" إلى "أي شيء". ثم يُمكن بناء روتين تدريجي أكثر انتظامًا لاحقًا. وإذا لم يكن المشي نشاطك المفضل، جرّب ما تستمتع به مثل: الرقص الزراعة لعب الكرة الخفيفة (Pickleball) التنزه مع الأصدقاء وقال هيفرون: "الذهاب إلى صالة الرياضة قد لا يكون ممكنًا دومًا، لذا حاول دمج الحركة ضمن يومك الطبيعي". مثلًا: قف كل ساعة لخمس دقائق في العمل، أي ما يعادل 45 دقيقة من النشاط يوميًا. انزل قبل محطتك في الباص أو المترو وامشِ بقية الطريق. "قد يُضيف ذلك بضع دقائق إلى تنقلك، لكن كل دقيقة تُحسب كنشاط بدني، وهذا كله يتراكم تدريجيًا على مدار اليوم والأسبوع". لكن، كما تشير دينغ، عدّ الخطوات قد لا يكون مناسبًا للجميع، خصوصًا لمن لديهم قيود في القدرة على المشي. وفي هذه الحالات، التمارين أثناء الجلوس تُعدّ خيارًا جيدًا، مثل الدراجة اليدوية أو تمارين الكرسي باستخدام الأوزان أو من دونها، بحسب المدرب الشخصي المعتمد بيشنو بادا داس من الهند.


CNN عربية
منذ يوم واحد
- CNN عربية
عبدالله بن زايد: سنستأنف الإسقاط الجوي للمساعدات على غزة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد، إن الأوضاع الإنسانية في غزة بلغت "مرحلة حرجة وغير مسبوقة"، مضيفا أن بلاده ستستأنف الإنزال الجوي للمساعدات "فورًا". وكتب الشيخ عبدالله بن زايد، في حسابه عبر منصة إكس، السبت: "لقد بلغت الأوضاع الإنسانية في غزة مرحلة حرجة وغير مسبوقة، وتواصل الإمارات العربية المتحدة تصدُّر الجهود الدولية الرامية إلى إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى الشعب الفلسطيني الشقيق". وأضاف وزير الخارجية الإماراتي أن بلاده ستواصل "إيصال الدعم الإغاثي إلى من هم في أمسّ الحاجة، برًّا وجوًّا وبحرًا". وقال: "سنستأنف عمليات الإسقاط الجوي على الفور. ويبقى التزامنا بالتخفيف من المعاناة وتقديم الدعم راسخًا لا يتزعزع". غزة تعاني "مجاعة جماعية"..مئات القتلى خلال انتظارهم المساعدات وانعدام الأمن الغذائي لسكانها تأتي تصريحات وزير الخارجية الإماراتي في وقت تقول وكالات الإغاثة إن حجم المساعدات الموزعة في غزة لا يرقى إلى مستوى احتياجات غزة، وإن سوء التغذية قد انتشر في القطاع، مع استمرار الحصار والقصف. في وقت سابق السبت، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الوفيات المرتبطة بالجوع إلى 127 حالة منذ بدء الصراع في غزة، بعد وفاة 5 أشخاص آخرين بسبب سوء التغذية. وقال مدير عام الوزارة، الدكتور منير البورش، عبر منصة إكس: "يعاني أكثر من 260 ألف طفل دون سن الخامسة في غزة من سوء التغذية". وأفادت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية أن عدد الأشخاص الذين تعالجهم من سوء التغذية قد تضاعف أربع مرات منذ 18 مايو/أيار.


CNN عربية
منذ يوم واحد
- CNN عربية
نصيحة الخبراء لترامب: قلّل السكر عوض استبداله في الكوكا كولا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع، أنّ شركة كوكا كولا قد وافقت على طلبه باستخدام سكر القصب "الحقيقي" في منتجاتها داخل الولايات المتحدة، عوض شراب الذرة عالي الفركتوز. ورغم أن الشركة لم تؤكّد رسميًا هذا التغيير، فإنّ شراب الذرة عالي الفركتوز يُعد واحدًا من مكونات عديدة استهدفتها وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية بقيادة روبرت ف. كينيدي الابن، خلال الأشهر الأخيرة. وكان كينيدي وصف هذا المُحلّي الرخيص والشائع بأنه "وصفة للسُمنة والسكري"، خلال استضافته في حلقة من بودكاست الدكتور جوردان بيترسون في سبتمبر/ أيلول الماضي. ويقود كينيدي حركة "لنجعل أمريكا صحية من جديد"، التي تضغط بقوة على صناعة الأغذية والمشروبات لإزالة عدد من المكونات من وصفات المنتجات، بينها الأصباغ الصناعية والزيوت النباتية المُصنّعة. حظر استخدام الصبغة الحمراء في الأطعمة بكاليفورنيا.. لماذا؟ في حين يُستخدم شراب الذرة عالي الفركتوز لتصنيع كوكا كولا بأمريكا، فإن نظيرتها المكسيكية تُحلّى بسكر القصب، أحد الصادرات المهمة للبلاد. وفيما لم تؤكد الشركة إعلان ترامب، أوضحت أنها غير قادرة على تقديم تعليق إضافي في الوقت الحالي بسبب اقتراب موعد إعلان أرباحها الفصلية. إلا أنّ كوكا كولا أصدرت بيانًا يتعلق بتقرير نُشر الخميس، ذكرت فيه أن "تفاصيل إضافية حول منتجات مبتكرة جديدة ضمن مجموعة كوكا كولا سيتم الكشف عنها قريبًا". يُجمع خبراء الصحة على أن المشروبات الغازية المحلاة، أياً كان نوع السكر المستخدم فيها، ليست خيارًا صحيًا. أكانت محلاة بسكر القصب الطبيعي أو بشراب الذرة عالي الفركتوز، لأنها تحتوي على كميات كبيرة من السكر المضاف الذي قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل: السمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب. دراسة: مشروبات الحمية تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب الخطيرة بنسبة 20% وقالت إيفا غرينثال، العالمة السياسية البارزة بـ"مركز العلوم في المصلحة العامة" (CSPI)، وهي منظمة غير ربحية معنية بحماية المستهلك، لـCNN: "الاستهلاك المفرط للسكر، مهما كان مصدره، يضر بالصحة، وهذا الأمر يشمل المشروبات الغازية لأنّها عبارة عن سكر سائل، يوفّر سعرات حرارية فارغة من دون أي قيمة غذائية. واستبدال نوع من السكر بآخر لا يجعلها أكثر فائدة". وأضافت غرينثال: "لجعل الإمدادات الغذائية في الولايات المتحدة أكثر صحة، ينبغي على إدارة ترامب التركيز على تقليل كمية السكر، لا تغييره"، مشيرة إلى أن مركز CSPI بالتعاون مع دائرة الصحة والنظافة في مدينة نيويورك، ضغطوا على إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لتحديد أهداف وطنية لتقليل السكر المضاف في المنتجات الغذائية، على غرار أهداف تقليل الصوديوم التي تفرضها الوكالة حاليًا على الصناعات. وفي حين دعت غرينثال الإدارة الأمريكية إلى تنفيذ هذه السياسة، أكد الدكتور والتر سي. ويليت، الباحث في مجال التغذية، أن هناك المزيد من الخطوات الضرورية التي يجب اتخاذها لتحقيق تغيير حقيقي. وقال أستاذ علم الأوبئة والتغذية بكلية للصحة العامة (T. H. Chan) في هارفارد لـCNN: "إذا كنا جادين حقًا لجهة الحد من الآثار السلبية للمشروبات الغازية المحلاة بالسكر، فيجب: وضع ملصقات تحذيرية على هذه المشروبات، وتقييد بيعها في المدارس والأماكن العامة، وفرض ضرائب عليها، ثم توجيه عائدات هذه الضرائب لدعم برامج الصحة والتغذية المخصصة للأطفال". هل فعلًا تساعد المشروبات الغازية في عملية الهضم بعد تناول الطعام؟ وعارضت صناعة تكرير الذرة التغيير المحتمل، نافية وجود أي فائدة غذائية جراءه. إذ أفاد جون بود، الرئيس التنفيذي لرابطة مصنعي تكرير الذرة في الولايات المتحدة، في بيان رسمي أنّ "استبدال شراب الذرة عالي الفركتوز بسكر القصب ليس منطقياً"، مضيفًا أن "الرئيس ترامب يدعم وظائف التصنيع الأمريكية، والمزارعين الأمريكيين، وتقليص العجز التجاري. واستبدال شراب الذرة عالي الفركتوز بسكر القصب سيؤدي إلى خسارة آلاف الوظائف في قطاع تصنيع الأغذية، وانخفاض دخل المزارعين، وزيادة واردات السكر الأجنبي، وكل ذلك من دون أي فائدة غذائية". يُستخرج سكر القصب من نبات قصب السكر، ويتكوّن بشكل أساسي من السكروز، وهو نوع من السكر مكوّن طبيعيًا من جزيئين بسيطين هما الغلوكوز والفركتوز بنسبة متساوية. ويعرف الفركتوز غالبًا باسم "سكر الفاكهة"، فهو موجود بشكل طبيعي في الفاكهة والتوت، بحسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). أما شراب الذرة عالي الفركتوز، فيُصنع من نشا الذرة المُعالج. وبحسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، فإن النشا هو سلسلة من جزيئات الغلوكوز المرتبطة ببعضها. وعندما يتم تكسير نشا الذرة إلى جزيئات منفردة من الغلوكوز، فإن الناتج النهائي يكون شراب الذرة الذي يتكوّن بشكل أساسي من الغلوكوز بنسبة 100% تقريبًا. قائمة تعكس بديلًا صحيًا للبطاطس المقلية والمشروبات الغازية..هذا ما يمكنك تناوله لتحويل شراب الذرة إلى شراب الذرة عالي الفركتوز، تتم إضافة إنزيمات خاصة تقوم بتحويل جزء من الغلوكوز إلى فركتوز. وتختلف تركيبات شراب الذرة عالي الفركتوز في نسبة الفركتوز التي تحتويها، لكن أكثرها شيوعًا يحتوي إما على 42% أو 55% فركتوز، بينما النسبة المتبقية تتكون من غلوكوز وماء، وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). تُستخدم تركيبة الـ42% عادةً في الأطعمة المصنعة مثل الحبوب والمخبوزات، في حين تُستخدم تركيبة الـ55% بشكل أساسي في المشروبات الغازية. وفقًا لسو-إلين أندرسون-هاينز، اختصاصية تغذية مسجلة ومعلمة معتمدة في مجال السكري ومؤسسة "360Girls&Women"، فإن هذا المُحلّي الجديد كان أكثر استقرارًا من السكر التقليدي، ما يُساهم في إطالة عمر المنتجات على الرفوف وتحسين صلاحيتها. لفتت الدكتورة ماريون نيستل، أستاذة التغذية والدراسات الغذائية والصحة العامة الفخرية في جامعة نيويورك إلى أن "معظم الدراسات تؤكد أنه، من منظور تغذوي، لا يوجد فرق فعلي بين شراب الذرة عالي الفركتوز والسكروز". وتابعت أن "كليهما يحتوي على ذات عدد السعرات الحرارية. وطعمهما متشابه وأن هناك اعتقادًا شائعًا منذ فترة طويلة مفاده أنّ الجسم لا يفرّق فعليًا بين نوعين من السكر. لكنّ بعض الأبحاث الحديثة أشارت إلى أن هذه النتيجة التي لطالما اعتُمدت قد تحتاج إلى إعادة نظر، بحسب أندرسون-هاينز، المتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم الحمية. موضحة أنه من "حيث كيفية استقلاب الجسم لهذا السكر، فهو يختلف قليلاً عن السكر العادي". وأشارت أندرسون-هاينز إلى أن استهلاك شراب الذرة عالي الفركتوز ارتبط بشكل أكبر بـ: زيادة الوزن، والسمنة، واضطراب الدهون في الدم، وهي حالة تتميز بمستويات غير طبيعية من الدهون في الدم. لكن من جهة أخرى، ورغم انخفاض معدل استهلاكه خلال الـ26 سنة الماضية، بحسب موسوعة بريتانيكا، إلا أن معدلات الإصابة بالسكري والسمنة استمرت في الارتفاع. خمسة بدائل طبيعية للسكر..وبالحلاوة ذاتها وأشارت أندرسون-هاينز أيضًا إلى أنّ بعض الدراسات أظهرت أن مرض الكبد الدهني أو الالتهابات في الكبد تزداد بشكل كبير لدى الأشخاص الذين يستهلكون شراب الذرة عالي الفركتوز مقارنةً بمن يستهلكون السكروز. وأظهرت دراسة أخرى أن شراب الذرة عالي الفركتوز مرتبط بزيادة مستويات البروتين التفاعلي C، وهي مادة ينتجها الكبد استجابةً للالتهابات الناتجة عن أسباب مختلفة. كما اكتشف العلماء ارتباطًا بين استهلاك هذا الشراب ومقاومة الأنسولين، بحسب أندرسون-هاينز، وهي حالة تصبح فيها خلايا العضلات والدهون والكبد أقل استجابةً للأنسولين، الهرمون المسؤول عن دخول السكر إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة. وتؤدي مقاومة الأنسولين إلى ارتفاع سكر الدم ومرض السكري من النوع الثاني. وأظهرت أبحاث حديثة أيضًا أن الأطفال الذين تناولوا حليبًا صناعيًا محلى بمواد صلبة من شراب الذرة كانوا أكثر عرضة لارتفاع سكر الدم وخطر السمنة عند بلوغهم سن الرابعة مقارنة بأولئك الذين تناولوا الحليب الصناعي المعتمد على اللاكتوز أو رضاعة الأم.