
حظر وشيك.. أوروبا تستعد لإنهاء واردات الغاز الروسي نهائيا
بعد تأجيلها مرات عدة، يكشف الاتحاد الأوروبي الثلاثاء عن خطته لمحاولة الاستغناء عن الطاقة الروسية، وهو ما يشكل تحديا حقيقيا نظرا لأن أوروبا ما زالت تعتمد على استيراد الغاز الطبيعي المسال من روسيا.
وعلى هامش جلسة لأعضاء البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، سيقدم المفوض الأوروبي دان يورغنسن هذه الخطة المرتقبة بعد الظهر، بعد مناقشات استمرت عدة أشهر.
أفادت مسودة وثيقة اطلعت عليها رويترز ومن المقرر نشرها اليوم الثلاثاء بأن المفوضية الأوروبية ستقترح الشهر المقبل حظر إبرام صفقات غاز جديدة مع روسيا بحلول نهاية العام إلى جانب حظر الواردات بموجب العقود القائمة مع موسكو بحلول نهاية عام 2027.
كان التكتل قد حدد هدفا غير ملزم بإنهاء واردات الوقود الأحفوري من روسيا بحلول 2027 بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا خلال 2022.
وجاء في مسودة "خارطة الطريق"، التي تحدد خطط المفوضية للتخلص التدريجي من الاعتماد على الطاقة الروسية، أنه سيتم في يونيو/حزيران تقديم مقترح قانوني لحظر واردات الغاز والغاز الطبيعي المسال الروسية المتبقية بموجب العقود الحالية بحلول نهاية 2027.
وأضافت المسودة، التي لا تزال قابلة للتعديل قبل نشرها، أن المفوضية ستقترح أيضا في يونيو حزيران حظر أي واردات بموجب صفقات جديدة لاستيراد الغاز الروسي والعقود الفورية بحلول نهاية 2025.
وجاء في المسودة "إذا تم تنفيذ ذلك بما يتماشى مع تطورات السوق العالمية والموردين الموثوق بهم، فمن المتوقع أن يكون للتخلص التدريجي من واردات الغاز الروسي تأثير محدود على أسعار الطاقة في أوروبا وتأمين الإمدادات".
ورفض متحدث باسم المفوضية الأوروبية التعليق بشأن المسودة.
وتحتاج المقترحات القانونية إلى موافقة البرلمان الأوروبي وأغلبية قوية من دول الاتحاد.
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على شحنات الفحم والنفط الروسي المنقول بحرا، لكنه لم يفرض عقوبات على الغاز بسبب معارضة سلوفاكيا والمجر اللتين تتلقيان إمدادات روسية عبر خطوط أنابيب وتقولان إن التحول إلى موردين آخرين سيرفع أسعار الطاقة. وتتطلب العقوبات موافقة بالإجماع من جميع دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين.
ولا يزال حوالي 19% من الغاز في أوروبا يأتي من روسيا، عبر خط أنابيب ترك ستريم وشحنات الغاز الطبيعي المسال.
ويقل هذا بكثير عن 40% كانت روسيا توردها إلى أوروبا قبل عام 2022. ولكن لا يزال لدى المشترين الأوروبيين عقود "استلام أو دفع" مع شركة جازبروم والتي تلزم من يرفضون استلام شحنات الغاز بسداد ثمن معظم الكميات المتعاقد عليها.
وتقيّم المفوضية الخيارات القانونية للسماح للشركات الأوروبية بفسخ عقود الغاز الروسية الحالية دون مواجهة شروط جزائية مالية.
ولم تحدد المسودة تفاصيل الإجراءات التي تعتزم بروكسل استخدامها لتحقيق ذلك. وقال محامون إنه سيكون من الصعب اللجوء إلى "القوة القاهرة" للانسحاب من هذه الصفقات، وإن المشترين قد يواجهون شروطا جزائية أو تحكيما في حال فعلوا ذلك.
وتظهر بيانات شركة ريستاد إنرجي أن المشتريات "الفورية" غير المتعاقد عليها شكلت نحو 31% من الغاز الطبيعي المسال الروسي الذي اشترته أوروبا العام الماضي.
ومع محاولتها لقطع علاقات الطاقة المستمرة منذ عقود مع روسيا، أشارت المفوضية الأوروبية إلى استعدادها لشراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، وهي الخطوة التي طالب بها الرئيس دونالد ترامب أوروبا كوسيلة لتقليص فائضها التجاري مع واشنطن.
وتشعر المفوضية الأوروبية بالقلق أيضا بشأن أسعار الطاقة، وتقول إن أي تدابير لتقييد واردات الطاقة الروسية يجب أن تلحق بموسكو ضررا أكبر من الاتحاد الأوروبي، ويتعين أن تأخذ في الاعتبار التأثير على تكاليف الوقود.
وتضغط الولايات المتحدة على روسيا من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا، والذي إذا تم التوصل إليه قد يفتح المجال أمام واردات الطاقة الروسية ويخفف العقوبات.
وكانت المفوضية الأوروبية تخطط في الأساس لنشر خارطة الطريق الخاصة بها في شهر مارس/ آذار، لكنها أرجأت ذلك لأسباب منها الضبابية المتعلقة بهذه التطورات.
- فرنسا، بوابة الدخول
وفي أروقة المفوضية، يتم الاعتراف بحساسية المناقشات بشأن موضوع الغاز الروسي، على خلفية المخاوف من ارتفاع جديد في أسعار الطاقة. ولا تخفي بعض الدول الأعضاء، مثل المجر، قربها من موسكو.
وتعتمد بعض البلدان الأوروبية على الغاز الطبيعي المسال الروسي أكثر من غيرها.
على سبيل المثال، تأتي فرنسا في المقدمة بفضل محطاتها الخمس لإعادة تحويل الغاز، بما في ذلك المحطة الموجودة في دونكيرك. وبحسب مركز أبحاث IEEFA، زادت وارداتها من الغاز الطبيعي المسال الروسي بنسبة 81% بين عامي 2023 و2024 ودفعت 2,68 مليار يورو لروسيا.
ولم يتضح بعد إذا كانت الخطة الأوروبية المقترحة تتضمن فرض حظر على الغاز المسال الروسي على المدى الطويل أو القريب.
ويقول سيمون تاليابيترا، المتخصص في القضايا الأوروبية في مركز بروغل للأبحاث، إن "هذا الخيار قد يكون من الصعب جدا تنفيذه"، لأنه يتطلب إجماع الدول السبع والعشرين.
ويضيف إنه نظرا لهذه الصعوبة، نعتقد أن فرض زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على جميع واردات الغاز الروسي (عبر خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال) "قد تكون الخيار الأكثر قابلية للتطبيق بالنسبة للاتحاد الأوروبي".
من جانبه، يقول عضو البرلمان الأوروبي إيفان فيروغشتراتي الذي يتابع قضايا الطاقة، إن المفوضية الأوروبية بإمكانها اقتراح قانون لحظر واردات الغاز الروسي بالكامل بحلول عام 2027.
وإلى جانب الغاز المسال، سلطت المفوضية الأوروبية الضوء باستمرار على كل الجهود التي تم بذلها من أجل تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وهو ما أكدته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في نهاية أبريل/نيسان في لندن عندما قالت إنه في غضون بضع سنوات، "انتقلنا من 45 % من وارداتنا من الغاز (خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال) من روسيا إلى 18 %. وانتقلنا من برميل نفط واحد من كل خمسة براميل إلى برميل واحد من كل خمسين برميلا".
وأضافت فون دير لايين التي تقول إنها لم تعد ترغب في "الاعتماد على قوة معادية في توفير إمداداتنا من الطاقة ... لكننا جميعا نعلم أن لدينا عمل كثير نقوم به".
aXA6IDQ1LjE5Mi4xMzcuMTI2IA==
جزيرة ام اند امز
NO

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 2 ساعات
- العين الإخبارية
طالت الجوائز والمكافآت.. ضرائب ترامب لا ترحم مونديال الأندية
ستواجه الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية 2025 التي ستقام بالولايات المتحدة الأمريكية أزمة مالية بسبب الضرائب المفروضة على المكافآت. وقررت الولايات المتحدة الأمريكية فرض ضرائب على المكافآت المالية التي ستحصل عليها الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية 2025، استمرارا لمسلسل الضرائب التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كل المجالات منذ عودته للحكم. وقال مصدر من داخل النادي الأهلي في تصريحات لموقع "القاهرة 24" المصري إنه تم إبلاغ إدارة الأحمر بأن مصلحة الضرائب الأمريكية ستخصم نسبة تتراوح بين 15 و20 % من قيمة الجوائز خلال كأس العالم للأندية 2025 على الأندية المشاركة. ومن جانبه، سيحصل الأهلي المصري على مبلغ 9.5 مليون دولار أمريكي نظير مشاركته في البطولة التي سيتواجد بها 32 فريقاً مع إمكانية زيادة هذا المبلغ بناء على الأداء. وباتت هذه هي المرة الأولى في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" التي تخضع فيها الجوائز المالية الموزعة على الأندية لضريبة الدخل من الدولة المضيفة، علماً بأن بطولات الفيفا السابقة لم تكن تضع مثل هذه الخصومات على الأندية. وسيصل مجموع جوائز الفريق الفائز بلقب كأس العالم للأندية إلى 40 مليون دولار أمريكي مقابل 30 مليونا للوصيف و21 مليونا لمن سيودع المسابقة من نصف النهائي. وفيما يخص التأهل لربع النهائي فإن جائزته ستصل إلى 13 مليون دولار مقابل 7.5 للعابرين إلى الدور ثمن النهائي من مرحلة المجموعات. بينما تصل قيمة الانتصار الواحد في دور المجموعات إلى مليوني دولار أمريكي ومليون واحد حال الحصول على نقطة التعادل. وسيلعب الأهلي في المجموعة الأولى لكأس العالم للأندية إلى جانب إنتر ميامي الأمريكي وبورتو البرتغالي وبالميراس البرازيلي. aXA6IDgyLjIyLjIzNi4xMjYg جزيرة ام اند امز PL


العين الإخبارية
منذ 2 ساعات
- العين الإخبارية
ترامب و«القبة الذهبية».. غيوم التحديات تحجب«درع السماء»
تم تحديثه الخميس 2025/5/22 06:31 م بتوقيت أبوظبي خطة دونالد ترامب لبناء درع صاروخي ضخم باسم «القبة الذهبية» تواجه تحديات كثيرة، وقد تكون أكثر كلفة بكثير مما يتوقعه الرئيس الأمريكي. ويريد ترامب تجهيز الولايات المتحدة بنظام دفاع فعال ضد مجموعة واسعة من الأسلحة المعادية، من الصواريخ البالستية العابرة للقارات إلى الصواريخ الأسرع من الصوت والصواريخ الجوالة، مرورا بالمسيّرات. ويأمل ترامب بأن يكون هذا النظام جاهزا للتشغيل بحلول نهاية ولايته. تحديات لكن بعد أربعة أشهر من إصدار الرئيس الأمريكي أمرًا إلى البنتاغون بالعمل على المشروع، لا تزال التفاصيل المعلنة في الموضوع شحيحة. وقالت ميلاني مارلو من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن "التحديات الرئيسية ستكون مرتبطة بالكلفة وصناعة الدفاع والإرادة السياسية. يمكن التغلب على هذه التحديات كلها، لكن الأمر يتطلب التركيز وتحديد الأولويات". وأضافت: "سيتعين على البيت الأبيض والكونغرس الاتفاق على حجم الإنفاق ومصدر الأموال"، مشيرة إلى أن "صناعتنا الدفاعية تقلصت" رغم "أننا بدأنا إحياءها". ولفتت مارلو إلى أن "هناك الكثير من التقدم الذي يتعين تحقيقه في ما يتعلق بأجهزة الاستشعار والصواريخ الاعتراضية والمكونات الأخرى للمشروع". وقبل يومين، قال ترامب إن "القبة الذهبية" ستكلف نحو 175 مليار دولار في المجموع. غير أن هذا المبلغ يبدو أقل بكثير من السعر الحقيقي لمثل هذا النظام. «ليس واقعيا» قال الأستاذ المساعد للشؤون الدولية وهندسة الطيران والفضاء في معهد جورجيا للتكنولوجيا توماس روبرتس إن الرقم الذي طرحه ترامب "ليس واقعيا". وأوضح روبرتس لوكالة فرانس برس، أن "المشكلة في تصريحات الأمس (الثلاثاء) هي أنها تفتقر إلى التفاصيل التي من شأنها أن تسمح لنا بتطوير نموذج لنرى الشكل الحقيقي" لهذا المشروع. وبحسب وكالة غير حزبية تابعة للكونغرس الأمريكي، فإن الكلفة التقديرية لنظام اعتراض في الفضاء لمواجهة عدد محدود من الصواريخ البالستية العابرة للقارات تتراوح بين 161 مليار دولار و542 مليارا على مدى 20 عاما. لكن الوكالة أكدت أن النظام الذي يتصوره دونالد ترامب قد يتطلب قدرة من حيث اعتراض الصواريخ في الفضاء "أكبر من الأنظمة التي تمت دراستها في الدراسات السابقة"، موضحة أن "تحديد كمية هذه التغييرات الأخيرة سيتطلب تحليلا معمقا". سياق جيوسياسي وقد استوحي نظام "القبة الذهبية" من "القبة الحديدية" الإسرائيلية، والتي تم تصميمها لحماية البلاد من الهجمات قصيرة المدى بالصواريخ والقذائف، وكذلك من المسيّرات، وليس لاعتراض الصواريخ العابرة للقارات، وهو نوع من الأسلحة يمكن أن يضرب الولايات المتحدة. وفي عام 2022، أشار أحدث تقرير للمراجعة الدفاعية الصاروخية التي يجريها الجيش الأمريكي Missile Defense Review إلى التهديدات المتزايدة من روسيا والصين. وتقترب بكين من واشنطن في مجال الصواريخ البالستية والصواريخ الأسرع من الصوت، في حين تعمل موسكو على تحديث أنظمة الصواريخ العابرة للقارات وتحسين صواريخها الدقيقة، وفق التقرير. ولفتت الوثيقة نفسها إلى أن التهديد الذي تشكله المسيّرات، وهو نوع من الأسلحة يؤدي دورا رئيسيا في الحرب في أوكرانيا، من المرجح أن يتزايد، محذرة من خطر الصواريخ البالستية من كوريا الشمالية وإيران، فضلا عن التهديدات الصاروخية من جهات غير حكومية. «مهمة ضخمة» لكن مواجهة كل هذه التهديدات تشكل مهمة ضخمة، وهناك الكثير من القضايا التي يتعين معالجتها قبل أن يتسنى اعتماد مثل هذا النظام. وقال الخبير في مؤسسة "راند كوربوريشن" للأبحاث تشاد أولاندت إنه "من الواضح أن التهديدات تزداد سوءا"، مضيفا "السؤال هو كيف يمكننا مواجهتها بالطريقة الأكثر فعالية من حيث الكلفة". وتابع قائلا "الأسئلة المرتبطة بجدوى المشروع تعتمد على مستوى التحدي. كم عدد التهديدات التي يمكنك التصدي لها؟ ما نوعها؟ كلما ارتفع مستوى التحدي، ازدادت الكلفة". وأوضح الباحث المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، توماس ويذينغتون، أنّ "هناك عددا من الخطوات البيروقراطية والسياسية والعلمية التي يتعين اتخاذها إذا كان من المقرر أن تدخل القبة الذهبية الخدمة بقدرات مهمة". وأكد أن المهمة "باهظة للغاية، حتى بالنسبة إلى ميزانية الدفاع الأمريكية. نحن نتحدث عن مبلغ كبير من المال"، مبديا تحفظه حيال إمكان أن يرى هذا المشروع النور يوما. aXA6IDgyLjI1LjIyMC4xMTgg جزيرة ام اند امز FR


البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
روسيا وأوكرانيا تتفقان على وقف إطلاق النار الفوري برعاية الفاتيكان.. وترامب يؤكد: الكرملين لن يحدد إطارا زمنيا قبل تنفيذ شروطه
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد مكالمته الهاتفية يوم الاثنين، مع الرئيس فلاديمير بوتين، إن روسيا وأوكرانيا ستبدآن على الفور مفاوضات لوقف إطلاق النار، لكن الكرملين قال إن العملية ستستغرق وقتا. وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه غير مستعد للانضمام إلى أوروبا بفرض عقوبات جديدة للضغط على موسكو. وقال ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه نقل الخطة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وكذلك إلى زعماء الاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وفنلندا في مكالمة جماعية عقب جلسته مع الزعيم الروسي. مفاوضات وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا وقال ترامب إن "روسيا وأوكرانيا ستبدآن على الفور مفاوضات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والأهم من ذلك، إنهاء الحرب"، مضيفا في وقت لاحق في البيت الأبيض أنه يعتقد أن "بعض التقدم يتم تحقيقه". وشكر بوتن ترامب على دعمه لاستئناف المحادثات المباشرة بين موسكو وكييف بعد أن التقى الجانبان في تركيا الأسبوع الماضي في أول مفاوضات وجهًا لوجه منذ مارس/آذار 2022. لكن بعد المكالمة التي جرت يوم الاثنين، قال فقط إن الجهود "تسير على الطريق الصحيح بشكل عام". وقال بوتن للصحفيين بالقرب من منتجع سوتشي على البحر الأسود "اتفقنا مع رئيس الولايات المتحدة على أن روسيا ستقترح وهي مستعدة للعمل مع الجانب الأوكراني بشأن مذكرة تفاهم بشأن اتفاق سلام مستقبلي محتمل". في حين أن المؤشرات على أن أوكرانيا وروسيا ستواصلان الاتصالات المباشرة تتحدث عن التقدم بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب، فإن جولة المحادثات التي جرت يوم الاثنين فشلت مرة أخرى في تحقيق التوقعات بتحقيق اختراق كبير. جولة المحادثات وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز في منشور على موقع X في وقت متأخر من يوم الاثنين، إن الزعماء الأوروبيين قرروا زيادة الضغط على روسيا من خلال العقوبات بعد أن أطلعهم ترامب على نتائج مكالمته مع بوتين. لم يبدُ ترامب مستعدًا لاتباع هذه الخطوة. وعندما سُئل عن سبب عدم فرضه عقوبات جديدة لدفع موسكو إلى اتفاق سلام كما هدّد، قال ترامب للصحفيين: "حسنًا، لأنني أعتقد أن هناك فرصة للتوصل إلى حل، وإذا فعلتم ذلك، فقد تزيدون الأمور سوءًا. ولكن قد يأتي وقت يحدث فيه ذلك". قال ترامب إن هناك "بعض الغرور المتضخم". وأضاف: "إذا لم يُحرز تقدم، فسأتراجع"، مكررًا تحذيره بأنه قد يتخلى عن العملية. "هذه ليست حربي". لا يوجد موعد نهائي للاتفاقيات طالب القادة الأوروبيون وأوكرانيا روسيا بالموافقة على وقف إطلاق النار فورًا، وركز ترامب على إقناع بوتين بالالتزام بهدنة لمدة 30 يومًا. قاوم بوتين هذا، مُصرًا على استيفاء الشروط أولًا. قال مساعد الكرملين، يوري أوشاكوف، إن ترامب وبوتين لم يناقشا جدولًا زمنيًا لوقف إطلاق النار، بل ناقشا مبادلة تسعة روس بتسعة أمريكيين في صفقة تبادل أسرى. وأضاف أن الرئيس الأمريكي وصف آفاق العلاقات بين موسكو وواشنطن بأنها "مثيرة للإعجاب". ونقلت وكالات أنباء روسية رسمية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن موسكو وكييف تواجهان "اتصالات معقدة" لوضع نص موحد لمذكرة السلام ووقف إطلاق النار. ونقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي عنه قوله: "لا توجد مواعيد نهائية، ولا يمكن أن تكون هناك مواعيد نهائية. من الواضح أن الجميع يريد إنجاز ذلك بأسرع وقت ممكن، ولكن، بطبيعة الحال، يكمن الشيطان في التفاصيل". وقال رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت في مقابلة على قناة إكس إن المكالمة مع ترامب كانت "بلا شك فوزًا لبوتن". وقال إن الزعيم الروسي "تجاهل الدعوة إلى وقف إطلاق النار الفوري ويمكنه بدلًا من ذلك مواصلة العمليات العسكرية في نفس الوقت الذي يضغط فيه على طاولة المفاوضات". اجتماع رفيع المستوى وقال زيلينسكي بعد حديثه مع ترامب إن كييف وشركاءها قد يسعون إلى عقد اجتماع رفيع المستوى بين أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا كجزء من الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب. وقال زيلينسكي في تصريح لقناة "إكسترا نيوز" التلفزيونية: "أوكرانيا مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا بأي صيغة تحقق نتائج". قال إن تركيا أو الفاتيكان أو سويسرا قد تستضيف هذا الاجتماع. ولم يتضح بعد ما إذا كان هذا سيكون جزءًا من المفاوضات التي قال ترامب إنها ستبدأ فورًا. صرح ترامب أن البابا ليو أبدى اهتمامه باستضافة المفاوضات في الفاتيكان. ولم يستجب الفاتيكان فورًا لطلب التعليق. صرح بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، بأن بوتين وترامب ناقشا الاتصالات المباشرة بين الزعيم الروسي وزيلينسكي. كما رحبت موسكو باقتراح الفاتيكان، ولكن لم يُتخذ قرار بعد بشأن مكان "الاتصالات المستقبلية المحتملة"، على حد قوله. الاتصالات المستقبلية المحتملة وقال شخص مطلع على مكالمة ترامب مع الزعماء الأوكرانيين والأوروبيين إن المشاركين شعروا "بالصدمة" لأن ترامب لم يرغب في الضغط على بوتين بالعقوبات. وفي منشور على موقع X، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن المحادثة مع ترامب كانت "جيدة" وكان "من المهم أن تظل الولايات المتحدة منخرطة". واتهمت أوكرانيا وأنصارها روسيا بالفشل في التفاوض بحسن نية، وعدم القيام بالحد الأدنى اللازم لمنع ترامب من ممارسة ضغوط جديدة على اقتصادها. وإذا فرض ترامب عقوبات جديدة، فسوف يكون ذلك بمثابة لحظة فارقة نظرا لأنه بدا متعاطفا مع روسيا ومزق السياسات المؤيدة لأوكرانيا التي انتهجها سلفه جو بايدن. بتحريض من ترامب، اجتمع مندوبو الدولتين المتحاربتين الأسبوع الماضي في إسطنبول لأول مرة منذ عام ٢٠٢٢، لكن المحادثات فشلت في التوصل إلى هدنة. تبددت الآمال بعد رفض بوتين اقتراح زيلينسكي بلقاء مباشر هناك. وقد تمسك بوتن، الذي تسيطر قواته على خمس مساحة أوكرانيا وتتقدم فيها، بشروطه لإنهاء الحرب، بما في ذلك انسحاب القوات الأوكرانية من أربع مناطق أوكرانية تطالب بها روسيا. اتفاق السلام المستقبلي وقال إن مذكرة التفاهم التي ستعمل عليها روسيا وأوكرانيا بشأن اتفاق السلام المستقبلي ستحدد "عددا من المواقف، مثل مبادئ التسوية، وتوقيت اتفاق السلام المحتمل". قال بوتين: "الهدف الرئيسي بالنسبة لنا هو القضاء على الأسباب الجذرية لهذه الأزمة. علينا فقط تحديد أنجع السبل للمضي قدمًا نحو السلام". تقرير: جاي فولكونبريدج وفلاديمير سولداتكين في موسكو، وماكس هوندر وتوم بالمفورث في كييف، وماكسيم روديونوف في لندن، وستيف هولاند، وسوزان هيفي، ورامي أيوب، وديفيد برونستروم في واشنطن؛ وليديا كيلي في ملبورن، ورون بوبيسكي في وينيبيج؛ تحرير: سينثيا أوسترمان وستيفن كوتس.