
عدوى قاتلة تهدد أرواح المغاربة داخل المستشفيات: هل أصبحت أقسام الإنعاش فضاءً لنقل الموت بدل إنقاذ الحياة؟
في الوقت الذي يُفترض أن تُشكّل المستشفيات والمصحات فضاءات للشفاء والاستشفاء، باتت بعض أقسام الإنعاش والجراحة، بحسب تقارير طبية ومخبرية وطنية، مراكز محتملة لنقل عدوى جرثومية مقاومة للمضادات الحيوية، تُهدد حياة المرضى بعد مغادرتهم أسِرّتهم البيضاء، وتُثير أسئلة ملحة حول مدى جاهزية المنظومة الصحية لمواجهة هذه الكارثة الصامتة.
تحركٌ برلماني تقوده النائبة الاشتراكية
النزهة أباكريم
، وُجه من خلال سؤال كتابي إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، ليعيد إلى الواجهة ملفاً حساساً طالما تم التغاضي عنه:
سلامة المرضى داخل المؤسسات الصحية، لا فقط من المرض، بل من 'العدوى القاتلة' نفسها
.
بكتيريا مستوطنة في القلب النابض للمستشفى
تفيد النائبة، مستندة إلى تقارير مختبرية وأبحاث طبية، بانتشار جراثيم خطرة ومقاومة كـ
Acinetobacter baumannii
و
Pseudomonas aeruginosa
داخل أقسام الإنعاش والجراحة، جراثيم لا تكتفي بمهاجمة جسد المريض، بل تقاوم بشراسة المضادات الحيوية المتاحة، وتتحول إلى 'ساكن دائم' في أجساد كثير من المرضى بعد مغادرتهم المستشفى.
لكن هل هذا الوضع جديد؟ وهل هو خاص بالمغرب؟
الظاهرة في السياق العالمي: خطر مستتر على الصحة العامة
التقارير الدولية، ومنها تقارير منظمة الصحة العالمية (WHO) والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض (CDC)، دقت ناقوس الخطر منذ سنوات بشأن
'العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية'
أو ما يُعرف بـ
Healthcare-Associated Infections (HAIs)
، مشيرة إلى أن ملايين المرضى حول العالم يصابون سنويًا بعدوى داخل المستشفيات، منها ما يكون قاتلاً.
وإذا كان النظام الصحي في دول متقدمة مثل فرنسا أو ألمانيا يُخصّص سنوياً ميزانيات ضخمة لمكافحة هذه العدوى عبر
وحدات مراقبة الجودة والتعقيم واليقظة الجرثومية
، فهل يتوفر المغرب على منظومة مماثلة، أو على الأقل آليات وطنية مستقلة للرصد والاستجابة الفورية؟
الكلفة الإنسانية والمالية: من يُعوض المتضررين؟
العدوى المكتسبة في المستشفيات لا تُهدد فقط الحياة، بل تُثقل أيضًا كاهل الأسر المغربية. إذ تذكر النائبة أن بعض المرضى يضطرون إلى دفع
عشرات الآلاف من الدراهم
لاقتناء مضادات حيوية متطورة ونادرة، في ظل غياب أي مسطرة واضحة للتعويض أو الدعم، ما يفتح سؤالاً محرجًا:
من يتحمل المسؤولية؟ وهل تملك الأسر المغربية البسيطة ترف معالجة عدوى لم تُصب بها في الخارج، بل نُقلت إليها داخل مؤسسات يُفترض أنها تعالج لا تُعدي؟
غياب بروتوكولات صارمة أم تقاعس في تطبيقها؟
وجهت البرلمانية خمس أسئلة دقيقة إلى الوزير، من بينها
غياب آليات مراقبة صارمة لأقسام الجراحة والإنعاش
، و
ضعف عمليات التعقيم والتطهير الدورية
، و
عدم توفر دفاتر تحملات دقيقة وملزمة
تُراعي معايير الجودة والسلامة المعمول بها دولياً.
كما طالبت بالكشف عن
الخطط الوقائية الخاصة بحماية الأطقم الطبية
، والتي هي الأخرى عرضة لهذه العدوى، ما يُهدد استمرارية الخدمة الصحية نفسها.
مؤسسات تُعالج… وأخرى تُعدي: أي صورة يريد المغرب تصديرها في أفق السياحة الطبية؟
مع ترقب استقبال المغرب لملايين السياح والوافدين، لا سيما في ظل توجه البلاد نحو
الترويج للسياحة العلاجية
، تطرح النائبة سؤالاً استباقياً مقلقاً:
كيف يمكن لبلد يستعد لفتح أبواب مصحاته أمام العالم، أن يغفل عن تطهير 'قلبه العلاجي' من جراثيم فتاكة تهدد المواطنين والمقيمين والزوار؟
إلى متى يبقى الصوت البرلماني الوحيد في مواجهة صمت المؤسسات؟
تساؤل يفرض نفسه بقوة:
أين دور الهيئات الرقابية؟ أين هي وكالة الأدوية والمفتشيات الجهوية للصحة؟ ولماذا لا يتم تفعيل لجان مستقلة للمراقبة تضم خبراء في الأمراض المعدية والتعقيم؟
ثم، إذا ثبت فعلاً وجود هذا التهديد، فهل تملك الوزارة خرائط بيانية لانتشار هذه العدوى؟ وهل تمت محاسبة إدارات المصحات أو المستشفيات التي شهدت هذه الحالات؟
خلاصة أولية… وسؤال أكبر
لا يكفي الحديث عن مشاريع بناء مستشفيات كبرى ومراكز جهوية، إذا لم يُرافق ذلك
ثورة في فلسفة الوقاية الطبية
. فالأمن الصحي لا يُقاس فقط بعدد الأسرة والمباني، بل بمدى سلامة المريض داخلها.
لقد آن الأوان، بعد هذه الصرخة البرلمانية، أن يُفتح
نقاش وطني موسع
، تشارك فيه النقابات الصحية، الجمعيات المهنية، خبراء العدوى، والمجتمع المدني، لإعادة تعريف الأولويات:
هل نُريد مستشفيات جميلة من الخارج… أم آمنة من الداخل؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كش 24
منذ 7 ساعات
- كش 24
'يوتيوب' يتخلى عن مجموعة من أجهزة آيفون وآيباد
كثيراً ما تزداد الحاجة إلى الاهتمام بالجمال الخارجي أثناء أشهر الحمل؛ حيث تتغير الكثير من الأمور في حياة المرأة من شكل جسمها إلى تعديل أولوياتها، وذلك نظراً لما تحدثه التغيرات الهرمونية المتسرعة على جسم الحامل ومشاعرها، فتجد بعض النساء أنفسهن أمام اختيارات قد تبدو بسيطة أو غير ضارة، ولكنها في الحقيقة صعبة وتخفي وراءها تهديدات لصحة الجنين، ومنها صبغات الشعر واستخدام مواد فرد الشعر مثل الكيراتين والبروتين. لماذا تلجأ الحوامل لصبغ الشعر أو فرده؟ الاجابة تبدو سهلة ومعروفة للسيدات عموماً، لكن مع الحامل وظروفها الأمر يختلف: الإحساس بالتغيير الجسدي بسبب التغيرات الهرمونية يدفع الكثير من الحوامل لمحاولة الحفاظ على مظهر أنيق وجمال يستمر؛ كنوع من التوازن النفسي، أمام نفسها وزوجها. الأعياد، والمناسبات الخاصة؛ مثل حفلات الزفاف أو أعياد الميلاد بالعائلة، بجانب الرغبة في التجمل أو التغيير، قد تكون دافعاً لاستخدام الحامل للصبغات لتغيير اللون، أو الكيراتين لفرد الشعر. ضغط المجتمع والصورة المتعارف عليها حول الحامل الجميلة، قد تحفز بعض النساء للشعور بضرورة الحفاظ على مظهر جمالي معين، رغم المخاطر الخفية وراء هذه المنتجات. ما الذي تحويه صبغات الشعر والكيراتين؟ الأمونيا: تعد أحد المكونات غير الودية للحمل، وتعد مادة كيميائية تسبب تهيجاً والتهابات بالجهاز التنفسي، كما ترتبط بزيادة فرص الإصابة بالحساسية للجنين إذا تعرضت الأم لها مراراً. الفورمالديهايد: وتعتبر مادة سامة موجودة في أغلب منتجات فرد الشعر، والأكثر من هذا أنها مصنفة كمادة مسرطنة من قبل منظمة الصحة العالمية، ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات في الحمل مثل الإجهاض أو الولادة المبكرة. البارافينيلين ديامين: مادة موجودة في الصبغات الداكنة وتسبب تحسساً جلدياً خطيراً، لهذا يشتبه في ارتباطها بمشاكل في الجهاز العصبي للجنين. العطور الصناعية والمواد الحافظة: وتعد من المكونات الأساسية للصبغة، بعضها يؤثر على التوازن الهرموني ويزيد خطر التشوهات الخلقية. رأي الأطباء والعلم: وفقاً لرأي الأطباء فإن صبغات الشعر الدائمة وشبه الدائمة، تُمتص جزئياً عبر فروة الرأس، الكمية الممتصة قد تكون ضئيلة، لكن ما زالت الأبحاث غير كافية لإثبات الأمان الكامل. لذلك يفضل تجنب استخدام الصبغات خاصة أثناء الثلث الأول من الحمل؛ إذ يحذر من استخدام الكيراتين والفورمالديهايد بشدة، خصوصاً في الأماكن المغلقة. هناك حالات تلجأ إليها الحوامل للعيادات، وكن استخدمن الكيراتين خلال الحمل، وقد تعرضن لآلام مفاجئة أو طفح جلدي شديد أو حتى تقلصات رحمية، لهذه الأسباب مجتمعة؛ لا أنصح مطلقاً باستخدامه في أي مرحلة من الحمل. أضرار تتحملها الحامل والجنين بسبب الصبغة أضرارها على الأم: حساسية الجلد والعينين، صعوبات تنفسية، زيادة خطر تسمم الحمل إذا كانت هناك مشاكل في الكبد أو الكلى. على الجنين: اضطرابات في نمو الدماغ والجهاز العصبي، احتمالية الإجهاض أو الولادة المبكرة، مشاكل في الجهاز التنفسي أو التناسلي مستقبلاً. بدائل جمالية آمنة أولى الخطوات تتركز في؛ الجمع بين الجمال والحذر، ويتم ذلك بعدة خطوات: استخدام الحناء الطبيعية بدون أي إضافات كيميائية، وبعد القيام باختبار حساسية للمنطقة الأمامية لشعر الرأس. انتقاء صبغات شعر خالية من الأمونيا والفورمالديهايد، ويفضل عملها بعد الشهر الرابع. صبغ الأطراف فقط بعيداً عن الجذور لتجنب امتصاص فروة الرأس للمواد. الاعتماد على الزيوت الطبيعية والعناية بالشعر لتحسين المظهر العام. يفضل طلب رأي طبيب النساء قبل أي خطوة تجميلية، تلجأ إليها الحامل طوال أشهر حملها. خطوات آمنة لصبغ شعرك انتظري حتى الثلث الثاني من الحمل: في الأسابيع ال12 الأولى من الحمل يكون الجنين في مرحلة ضعف. اختاري علاجات بديلة: لطيفة على شعرك، وقللي من التعرض للمواد الكيميائية، وحاولي تطبيق اللون على جذع الشعر فقط. اطلبي من مصفف شعرك: اختيار صبغات شعر خالية من الأمونيا أو خالية من التبييض، أو اختاري الألوان شبه الدائمة. حافظي على التهوية: خاصة وأنت تصبغين شعرك حيث يمكنك استنشاق الهواء النقي وليس الغازات السامة. ارتدي قفازات؛ لأنها تقلل من تعرض الجلد للمواد الكيميائية، واغسلي فروة رأسك ويديك جيداً بعد العملية. سيدتي الأم الحامل: انتبهي: لا تزال بعض مراكز التجميل تروج لأمان هذه المنتجات دون توعية الحوامل بمخاطرها، بعض مواقع التواصل الاجتماعي يحفزون الفتيات والنساء على استخدام الصبغات، مما يعطي انطباعاً كاذباً بالأمان. وهنا ينبغي أن أقول: على المجلات الطبية والبرامج التوعوية أن تبرز هذه القضايا، وعلى السيدات الحوامل تحديداً، البحث والسؤال وعدم الجري خلف الموضة دون تدقيق. شعرك سيظل معك لن يغادرك، ويمكنك الاعتناء به وتغيير لونه كما تشائين بعد الولادة، وجنينك مسؤوليتك؛ صحته ونموه وتطور أعضائه معتمدة على كل ما تدخلينه إلى جسدك صغيراً كان أم كبيراً. لكل حامل أقول: الجمال الحقيقي ليس بتغيير لون الشعر أو ارتداء الملابس الغالية، جمالك في قرارك بالحفاظ على نفسك وما تحبين.


كش 24
منذ يوم واحد
- كش 24
سحب عبوات مياه معبأة من الأسواق الأمريكية بسبب تلوث بكتيري خطير
سحبت شركة كوكاكولا بشكل عاجل دفعة من عبوات مياه معدنية شهيرة في الولايات المتحدة، بعد اكتشاف تلوثها ببكتيريا خطيرة قد تهدد صحة بعض الفئات من المستهلكين. وجاء هذا القرار بعد أن كشفت اختبارات الجودة الروتينية، في 2 يونيو، عن وجود بكتيريا الزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa) في بعض عبوات "توبو تشيكو" الزجاجية. وهذه البكتيريا معروفة بقدرتها على التسبب في التهابات متعددة، مثل التهابات الرئة والمسالك البولية وتعفن الدم، وقد تكون مقاومة للمضادات الحيوية. وتمت عملية السحب لعبوات زجاجية سعة 500 مل، مجمعة في حزم تتضمن 18 عبوة، وتحمل رمز الدفعة #13A2541 على عنق الزجاجة. وقد تم بيع هذه العبوات بين 20 و29 مايو في متاجر "كوستكو" بولايات تكساس ولويزيانا وأريزونا ونيفادا ونيو مكسيكو. وأشارت كوكاكولا إلى أن خطر التلوث منخفض على عامة الناس، لكنها دعت إلى عدم استهلاك المنتج على الإطلاق، مع إمكانية استرجاعه لاسترداد قيمته أو التخلص منه بأمان. وتشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن بكتيريا الزائفة الزنجارية تشكل خطرا بالغا على المرضى ضعاف المناعة والمصابين بأمراض رئوية مزمنة، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من جروح مفتوحة أو يتعرضون للماء الملوث عبر الابتلاع. وقد تتسبب العدوى في مشكلات صحية تتراوح من التهابات طفيفة إلى حالات تعفن الدم القاتلة، ويصعب علاجها نظرا لمقاومتها للمضادات الحيوية الشائعة. ورغم أن هذا الحادث يتعلق بتلوث بكتيري، إلا أن "توبو تشيكو" واجهت سابقا انتقادات حادة تتعلق بالسلامة. ففي عام 2020، أظهرت اختبارات أجرتها تقارير المستهلك أنها تحتوي على أعلى مستويات من مركبات PFAS (المعروفة بالمواد الكيميائية الأبدية) بين 47 علامة تجارية تم اختبارها. وترتبط هذه المركبات بمجموعة من المخاطر الصحية، من بينها: السرطان وتلف الكبد واضطرابات هرمونية ومشكلات في الخصوبة. وقد تجاوزت مستويات PFAS في مياه "توبو تشيكو" الحد المسموح به وفق المعايير الصحية الأمريكية والدولية.


أريفينو.نت
منذ يوم واحد
- أريفينو.نت
تونس و الجزائر تتفوقان على المغرب في اهم تصنيف؟
أريفينو.نت/خاص كشف تصنيف عالمي جديد حول مؤشر 'أمد الحياة'، نشرته منصتا 'Worldometers' و'Voronoi' المتخصصتان في البيانات الإحصائية، أن متوسط العمر المتوقع في المغرب يصل إلى 75 عاماً، مما يضع المملكة في المرتبة 91 على الصعيد العالمي. المغرب في المرتبة 91 عالمياً.. وأمد الحياة عند 75 عاماً! استناداً إلى بيانات منظمة الصحة العالمية، يوضح التقرير أن أمد الحياة في المغرب (75.68 عاماً بالتحديد) لا يزال أقل من المتوسط المسجل في دول أوروبا الغربية، حيث يتجاوز متوسط العمر 80 عاماً. ويُعتبر هذا المؤشر انعكاساً لمستوى الصحة العامة والتغذية ونمط الحياة السائد في أي بلد. إقرأ ايضاً مقارنة مغاربية وعربية.. الجزائر وتونس في الصدارة المغاربية والإمارات وقطر عربياً! على الصعيد المغاربي، جاء المغرب في المرتبة الثالثة خلف كل من الجزائر وتونس (76 عاماً لكل منهما)، بينما تقدم على ليبيا (73 عاماً) ومصر (72 عاماً). أما عربياً، فتصدرت الإمارات العربية المتحدة وقطر القائمة بأمد حياة يصل إلى 83 عاماً. هوة كبيرة بين أوروبا وإفريقيا.. من 87 عاماً في موناكو إلى أقل من 55 في نيجيريا! عالمياً، تربعت إمارة موناكو على عرش الترتيب بمتوسط عمر يبلغ 87 عاماً، تليها هونغ كونغ بـ 86 عاماً، ثم اليابان وكوريا الجنوبية بـ 85 عاماً. وفي المقابل، أظهر التقرير فجوة كبيرة مع العديد من الدول الإفريقية، حيث يقل أمد الحياة عن 60 عاماً في دول مثل الصومال، وينخفض إلى أقل من 55 عاماً في تشاد ونيجيريا اللتين تذيلتا الترتيب، وهو ما أرجعه التقرير إلى عوامل سوء التغذية ونقص النظافة والعنف.