
ترامب يهدّد بضرب المنشآت النووية الإيرانية مجددًا.. وخامنئي يغرد من أجل غزة
وقال ترامب في منشور عبر شبكته 'تروث سوشيال' إن 'بلاده ستعيد ضرب المنشآت النووية الإيرانية إذا كان ذلك ضروريا'.
جاء ذلك تعقيبا على تصريحات لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال فيها إن بلاده لن تتخلي عن تخصيب اليورانيوم رغم الأضرار الكبيرة التي تعرض لها برنامجها النووي جراء الضربات الأميركية التي استهدفته في جوان الماضي.
وأضاف عراقجي في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية أن برنامج بلاده النووي يستعصي على التدمير، وأن طهران مستعدة لانخراط دبلوماسي غير مباشر مع واشنطن.
يذكر أن ترامب أكد مرارا القضاء التام على المنشآت النووية الإيرانية، غير أن هذه التصريحات تتعارض مع تقديرات أجهزة الاستخبارات الأمريكية التي تشير إلى أن الضربات ربما أبطأت تقدم البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر، لكنها لم تُلْغِه بالكامل.
وكانت وسائل إعلام أمريكية، من بينها 'سي إن إن' و'نيويورك تايمز'، قد ذكرت أن مسألة التدمير الكامل للمنشآت النووية الإيرانية غير صحيح، مشيرة أن الضربات قد تكون أثرت في تأخير الأنشطة النووية الإيرانية
عدة أشهر فقط.
من جانب آخر، وجّه المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، رسالة حازمة إلى الحكومات الإسلامية، مؤكّدًا أن الصمت إزاء ما يجري في غزة لم يعد مقبولًا، وأن على الدول الإسلامية أن تتحمّل مسؤولياتها التاريخية والدينية باتخاذ موقف واضح وصارم تجاه معاناة الشعب الفلسطيني.
وقال خامنئي: 'اليوم ليس وقت السكوت أو التخاذل تجاه غزة، فالحكومات الإسلامية مسؤولة، وعليها أن تعلم أن العار الأبدي سيلاحق من يدعم الكيان الصهيوني أو يمنع تقديم المساعدة لفلسطين بأي ذريعة'.
اليوم ليس يوم التزام الصمت تجاه غزّة، فالحكومات الإسلاميّة تتحمّل المسؤولية. يجب أن تُوقن أن العار الأبدي سيبقى وصمة على جباهها إن هي قدّمت الدعم للكيان الصهيوني بأيّ نحو أو ذريعة، أو منعت تقديم العون لفلسطين.
— الإمام الخامنئي (@ar_khamenei)
July 21, 2025
وجاءت تصريحات المرشد الإيراني في ظل تصاعد حاد للوضع الإنساني في قطاع غزة، ووسط سيل المشاهد القاسية والصادمة، وعبارات الغزيين البريئة من صمت العرب والمشتكية إلى الله
ضعف الأمة الإسلامية وهوانها.
وتشهد المستشفيات في القطاع تزايدا في حالات فقدان الوعي بين المدنيين خاصة الأطفال والنساء، وذلك جراء الجوع المتفشي في مختلف المناطق المحاصرة، إذ تم تسجيل 18 وفاة بسبب المجاعة في القطاع خلال 24 ساعة.
كما حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في غزة بلغ 'مرحلة غير مسبوقة من التدهور'، مشيرا إلى أن المدنيين باتوا يموتون جوعا، مؤكدا أن ثلث السكان مجبرون على البقاء بدون طعام لعدة أيام، في مؤشر خطير على تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


إيطاليا تلغراف
منذ 2 ساعات
- إيطاليا تلغراف
ماذا فعلت إسرائيل في السودان؟
إيطاليا تلغراف د. ياسر يوسف إبراهيم كاتب في العلاقات الدولية (في كمبالا سلّمت السفارة الإسرائيلية رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول، هنأته فيها وحكومته وشعب الله المختار وأطفال إسرائيل على الانتصار على العرب في حرب 1967)، من مذكرات الفريق جوزيف لاقو أحد مؤسسي حركة التمرد في جنوب السودان. في السياسة، يحتاج قادة الدول إلى امتلاك فكر إستراتيجي يحيط بطبيعة التحديات التي يواجهونها، ومعرفة البيئة الدولية والداخلية التي تُبنى على أساسها الخطط. وبهذا المعنى، ينطبق عليها تعريف الفيلسوف الألماني أرنست هيجل بأن 'السياسة هي علم الأحياء التطبيقي'. ولأن علم الأحياء يساعد على فهم البيئة ودورها في نمو الكائنات الحية، فإن فهم البيئة السياسية بصورة واقعية يساعد على إنتاج الأفكار التي تمكّن القادة من التعامل مع الظواهر السياسية بواقعية وعقلانية. ومن الظواهر التي غشيت العقل العربي وسيطرت عليه لعقود طويلة، نظرية المؤامرة التي تفترض وجود جهة ما تكيد للدول العربية بانتظام. وخطورة سيطرة ذلك النوع من التفكير أنه أفضى إلى إعفاء الذات من تحمّل نتائج التقصير والفشل من ناحية، كما أفقد العقل العربي ميزة التفكير الموضوعي لمعالجة الظواهر السياسية بعقلانية دون 'تهويل أو تهوين'، كما يقول الدكتور محمد المختار الشنقيطي. وفي هذا المقال، الذي نعالج فيه أسباب استمرار الحروب في السودان بصورة حيّرت المراقبين، سنحاول تلمّس الأسباب الجوهرية لهذه الظاهرة، مع التركيز على أصابع خفية ظلّت تحتفظ بدور بارز وكبير في تحريك الأحداث. وإذ نفعل ذلك، سنحاول تجنّب التفسيرات الباطنية التي تُعظّم نظرية المؤامرة وتستسهل من خلالها الوصول إلى النتائج. ما نعنيه بالأصابع الخفية في حروب السودان، التي امتدت منذ العام 1955 قبل سنة من إعلان استقلال السودان وإلى الآن، هي التدخلات الخارجية التي يُمثّل فيها الكيان الإسرائيلي رأس الرمح والماكينة التي تُحرّك الأحداث من وراء المشهد، وذلك دون إغفال الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها النخبة السودانية بجميع توجهاتها الفكرية وانحيازاتها السياسية. واحدة من هذه الأخطاء هي عدم الإدراك الصحيح للدور الإسرائيلي في حروب السودان، وعدم إيجاد المقاربات الناجعة للتعامل معه. فقد حرصت إسرائيل باكرًا على فهم السودان وتعقيداته، وبلورت إستراتيجية للتعامل معه، مدفوعة بمخاوف أمنية وتفسيرات أسطورية قديمة، تعتقد أن تابوت نبي الله موسى، عليه السلام، دُفن في كنيسة أكسوم الحبشية، وأن الملوك الإثيوبيين الذين حكموا السودان في زمان غابر تجري فيهم دماء يهودية من نسل نبي الله سليمان، عليه السلام، وأن هناك سبطًا من بني إسرائيل ضاع في منطقة البحيرات وجنوب السودان ولا بد من العثور عليه. أما النص الحاكم للسياسة الإسرائيلية تجاه السودان، فيتلخص في التصريح الشهير لديفيد بن غوريون الذي يقول فيه: 'نحن شعب صغير وإمكاناتنا محدودة، ولا بد من اختزال هذه المحدودية في مواجهة أعدائنا من الدول العربية من خلال تشخيص ومعرفة نقاط الضعف لديها، وخاصة العلاقات القائمة بين الجماعات والأقليات الإثنية والطائفية، حتى نضخّم هذه النقاط إلى درجة التحول إلى معضلة يصعب حلها أو احتواؤها'. يؤسس هذا 'النص الحاكم' للنهج الإسرائيلي في التعامل مع الدول العربية، حيث صاغت من خلاله الدولة العبرية نظرية 'شد الأطراف' للدول العربية أو 'بترها' إذا لزم الأمر، كما حدث في جنوب السودان. وتقوم تلك النظرية على إحداث القلاقل في أطراف البلدان العربية، إما استثمارًا للخلافات العرقية، أو تحريكًا للنزاعات الحدودية، وهو ما يحقق الهدف المركزي بإشغال هذه الدول بأنفسها حتى لا تكون جيوشها عامل دعم لدول المقاومة التي تقاتل إسرائيل. وللتأكيد على قِدم المخطط الإسرائيلي، نستعين بمحاضرة رئيس الموساد مائير عاميت عام 1959 والتي قدمها بمناسبة تخريج دفعة جديدة، حيث يقول: 'لِمحاصرة التهديد الذي جسدته حركة المد القومي، كان لا بد أن ننجح في إثارة النوازع النفسية لدى الجماعات غير العربية داخل الدول العربية، وخاصة في العراق، وسوريا، ولبنان، والسودان'. ولتتبّع حجم الخراب الذي قامت به 'الأصابع الخفية' في السودان، نحتاج إلى دراسة عدد من الوثائق على النحو التالي: وثيقة 'كيفونيم' التي قدّمها آرييل شارون 1983 لاجتماع وزراء حلف الناتو، والتي لخّصت إستراتيجيات إسرائيل في التعامل مع دول العالم العربي والإسلامي. وفيما يتعلق بالسودان، ورد ما يلي: 'السودان أكثر دول العالم العربي والإسلامي تفككًا، فإنه يتكوّن من أربع مجموعات سكانية كلٌّ منها غريبة عن الأخرى، فمن أقلية عربية مسلمة سُنيّة تسيطر على أغلبية غير عربية، إلى وثنيين، إلى مسيحيين.' وتقرّر تلك الوثيقة في خاتمتها مؤكدة: 'إن دولًا مثل ليبيا والسودان لن يكون لها حضور بصورتها الحالية'. في العام 2008، ألقى آفي ديختر، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، محاضرة لكبار القادة الأمنيين، وورد فيها ما يلي: 'السودان شكّل عمقًا إستراتيجيًا لمصر في حربها حيث تحوّل إلى قواعد تدريب وإيواء لسلاح الجو المصري وللقوات البرية، وأرسل قواته لمنطقة القناة أثناء حرب الاستنزاف. لذلك، كان لا بد أن نعمل على إضعافه وانتزاع المبادرة منه، ومنعه من بناء دولة قوية موحدة، فهذا ضروري لدعم وتقوية الأمن القومي الإسرائيلي'. في كتابي (مهمة الموساد في جنوب السودان) لعميل الموساد ديفيد بن عوزيل، والمعروف باسمه الحركي 'الجنرال جون'، وكتاب (إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان) للكاتب الإسرائيلي والعميد المتقاعد من جهاز الموساد موشيه فرجي، ترد تفاصيل مخيفة عن حجم الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي الذي قدّمته إسرائيل لحركة التمرد في جنوب السودان، حيث شمل إرسال شحنات السلاح، وإرسال الخبراء، وتدريب عشرات الآلاف من الجنود، والمساهمة في تفجير الكباري واحتلال بعض المدن، وتعطيل مشاريع التنمية. يقول موشيه فرجي في كتابه إن التحرك الإسرائيلي نجح في جنوب السودان لعدة عوامل، أبرزها: إحباط الدعم العربي للحكومة السودانية. توقيف العمل في قناة جونقلي التي كان من المؤمل أن توفر 5 مليارات متر مكعب من المياه تتقاسمها مصر والسودان، حيث حذّرت إسرائيل الجنوبيين من أن ذلك المشروع سيكون وبالًا عليهم. كما أن إسرائيل نجحت في تنمية المشاعر القومية لدى الجنوبيين، مما ساعدهم على حسم خيار الانفصال عن الشمال. نستخلص من هذه الوثائق أن إسرائيل صنّفت السودان منذ البداية باعتباره عدوًا إستراتيجيًا، ولذلك تعاملت معه على هذا الأساس في مخططاتها التي هدفت إلى إشغاله طوال الوقت بالنزاعات الداخلية. يقول وزير الأمن الإسرائيلي السابق، آفي ديختر: 'أقدمنا على إنتاج وتصعيد بؤرة دارفور لمنع السودان من إيجاد الوقت لتعظيم قدراته. إستراتيجيتنا، التي تُرجمت على أرض الجنوب سابقًا وفي غربه حاليًا، نجحت في تغيير مجرى الأوضاع في السودان نحو التأزّم والانقسام. الصراعات الحالية في السودان ستنتهي عاجلًا أو آجلًا بتقسيمه إلى عدة دول أو كيانات'. ونستطيع تلخيص الرؤية الإسرائيلية تجاه السودان في النقاط التالية: استهداف مصر عبر جارها الجنوبي، والعمل الجاد على تعطيل استفادتها من جهود هذا الجار. إشغال السودان بإشعال النزاعات فيه، وتأجيج روح الخلاف بين المكونات المختلفة. السعي لعدم استفادة السودان من موارده الهائلة حتى لا يتحول إلى دولة مركزية. إضعاف السودان عبر سياسة شد الأطراف أو بترها، وهو ما يؤكده آفي ديختر: 'سودان هش ومجزأ خير من سودان قوي وفاعل'. ولم يقتصر الاستهداف الإسرائيلي للسودان على إشعال النزاعات وإشغاله بالحروب فقط، بل تواصلت المساعي الإسرائيلية في المجالات الدبلوماسية والمنظمات الدولية لخنق السودان وتشديد الحصار عليه. ففي أوج أزمة دارفور، أنشأت المنظمات اليهودية تحالفًا ضم أكثر من 180 منظمة حول العالم للترويج لفكرة الإبادة الجماعية في دارفور، وانطلقت أنشطة تلك المنظمات من متحف الهولوكوست بواشنطن تحت رعاية منظمة 'أنقذوا دارفور' والوكالة اليهودية للخدمة الدولية، وتوجت تلك الجهود بإحالة ملف السودان إلى المحكمة الجنائية الدولية. في الحرب الحالية التي اندلعت بعدما شنّت مليشيا الدعم السريع هجومًا مباغتًا على القوات المسلحة، قبل أن توسّع تكتيكاتها الحربية إلى استهداف البنية التحتية وتدمير المؤسسات العامة والخاصة بغرض إعادة السودان قرونًا إلى الوراء، كانت إسرائيل الحاضر الخفي الأبرز في المشهد. فقد اندلعت الحرب بعد نشاط إسرائيلي محموم في البلاد بعيد تطبيع العلاقات مع السودان وتوقيع حكومة الفترة الانتقالية برئاسة حمدوك على 'الاتفاقيات الأبراهامية'، حيث انخرطت إسرائيل في نشاط دبلوماسي مكثف تجاه الخرطوم، ركّز على الانشغالات الإسرائيلية الخاصة بجمع معلومات حول منظومة الصناعات الدفاعية السودانية و'تجنيب السودان مخاطر الخلايا الإيرانية'، كما صرّح مسؤول إسرائيلي بعد زيارة للعاصمة الخرطوم 2020. ولإخفاء نواياها الحقيقية بإطالة أمد الحرب، عرضت إسرائيل وساطة بين الجيش والدعم السريع. وفقًا لبيان أصدره وزير الخارجية وقتها إيلي كوهين، الذي أكّد أن إسرائيل تعمل عبر عدة قنوات من أجل التوصّل إلى وقف إطلاق النار، لكن لم يرد أيّ ذكر لتلك الوساطة مرة أخرى، مما يشير إلى أن الدولة العبرية تساهم في إطالة أمد الحرب لإضعاف الطرفين، تنفيذًا لنظرية الأكاديمي الصهيوني إدوارد لوتواك 'امنحوا الحرب فرصة'. كما أن المعلومات بدأت تتكشّف عن حجم العلاقات الكبيرة بين إسرائيل وحميدتي، الذي حرص على فتح قنوات تواصل مستقلة عن الجيش والدولة منذ فترة مبكرة. ففي تقرير نشره موقع 'واللا' الإخباري، قيل إن طائرة رئيس الموساد حطّت في الخرطوم في يونيو/ حزيران 2021، وكان على متنها قيادات من الموساد التقت بحميدتي وقادة من الدعم السريع. بعد نشوب الحرب، نشر موقع 'ميدل إيست آي' مقالًا بعنوان 'كيف ستكسب إسرائيل الحرب في السودان؟'، أكّد فيه أن إسرائيل حريصة على كسب الدعم السريع للحرب، بالنظر إلى الخدمات التي قدّمها حميدتي في ليبيا بمحاربة الإسلاميين هناك، وتعهّده بـ'تفكيك الإسلاميين داخل الجيش السوداني'. وفي الفترة الأخيرة، وبعد أن مالت كفة الانتصار لصالح الجيش، وبدا أن الجيش قادر على حسم المعركة، تعالت أصوات إسرائيلية تتهم السودان بالتعاون مع إيران، وتنادي بالتدخل الإسرائيلي المباشر، لأن الجيش السوداني أصبح 'حماس أفريقيا' حسب تلك المزاعم. تحتاج القيادة السودانية إلى إعادة تكييف علاقاتها الخارجية بما يضمن محاصرة المخططات الآثمة ووأدها قبل أن تواصل تدمير المقدرات السودانية. وفي هذا الخصوص، فإن السودان بحاجة إلى جهود أصدقائه للمساهمة في دعم الشرعية التي يمثلها الجيش السوداني والحكومة المدنية برئاسة الدكتور كامل إدريس، كما أن القيادة السودانية بحاجة إلى مجهودات تعزز تماسك الجبهة الداخلية وتُفوّت على المتربصين مخططاتهم الآثمة. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف


الشروق
منذ 11 ساعات
- الشروق
'موعدنا أمام الله للحساب' (2)!
لا شكّ أنّ المسؤولية الأولى عن ما يحصل في غزّة، هي مسؤولية الصهاينة وحلفائهم الذين لم يستطيعوا تركيع المجاهدين بالأسلحة المتطوّرة وبالعملاء والخونة، فراحوا يجوّعون المدنيين ليضغطوا على المجاهدين حتى يستسلموا ويلقوا بأسلحتهم.. إنّهم يريدون إحراج المقاومة أمام العالم! وقد انطلت حيلتهم على كثير من المغرضين الذين يتوجّهون بلومهم إلى المجاهدين الصامدين! ويحمّلونهم مسؤولية العدوان الصهيونيّ ومسؤولية الأطفال الذين يموتون جوعا بسبب حصار الصهاينة! المجاهدون يعانون ما يعانيه إخوانهم المدنيون، وأطفالهم يموتون جوعا كما يموت أطفال إخوانهم، وزوجاتهم يقضين نحبهنّ كما تقضي زوجات إخوانهم المدنيين نحبهنّ تحت القصف الصهيونيّ، ومن أمثلة قادة الجهاد الذين فقدوا أهليهم وأبناءهم في القصف الصهيونيّ، قائد كتيبة بيت حانون في كتائب القسّام، حسين فياض، الذي فقد زوجته وابنيه الاثنين في قصف صهيونيّ قبل أيام. المجاهدون لا ينعمون بالطّعام والشّراب وإخوانهم يجوعون، بل إنّهم يعانون ما يعانيه إخوانهم، وقد شهد العدوّ الصهيونيّ نفسه بعد تشريح جثة القائد يحيى السّنوار -تقبّله الله- أنّه لم يذق طعاما في الأيام الثلاثة التي سبقت استشهاده.. هذه هي الحقيقة ولكنّ أحفاد ابن سلول يأبون إلا ترويج الكذب والبهتان في حقّ أولياء الله المجاهدين. نعم، المسؤولية الأولى هي مسؤولية الصهاينة وحلفائهم.. لكن من يلوم عدوا صهيونيا كافرا فيما يفعل، واللهُ قد أخبر أنّه أشدّ النّاس عداوة للذين آمنوا؟! المسؤولية الأكبر –حقيقة وواقعا- هي مسؤولية حكام المسلمين الذين خذلوا أطفال غزّة وتركوهم للعدوّ الصهيونيّ يروّعهم ويقتلهم صبرا وجوعا، مسؤولية الحكّام جميعا، ومسؤولية حكّام مصر والأردن وسوريا في الدّرجة الأولى، لأنّ بلادهم تجاور فلسطين، خاصّة مصر التي تملك معبرا يربط بقطاع غزّة، وفي وسعها أن تحرج العدوّ الصهيونيّ، لكنّها مع كلّ أسف حيّرت الأمّة عندما ردّت قوافل الدّعم ومنها القافلة المغاربية (المغرب العربي) من الطّريق! حكّام المسلمين أثبت أكثرهم أنّهم غير معنيين بقضية غزّة ولا قضية فلسطين ولا بأيّ قضية أخرى من قضايا الأمّة، بخلاف قادة الصهاينة الذين لا يكتفون بالتفاني في خدمة المشروع الصهيونيّ في الأرض المحتلّة، حتى يتمادى بهم الأمر إلى الدّفاع عن حلفائهم في المنطقة، وها هو رئيس الوزراء الصهيونيُّ يهبّ لنجدة إخوانه الدروز في السويداء السورية، ويقصف محيط السويداء والعاصمة دمشق نصرة لإخوانه، وقد قالها قبل أيام بلسان فصيح صريح: 'لن نقف متفرّجين أمام ما يحدث لإخواننا في السويداء'.. فأين أين حكّام المسمين من إخوانهم في غزّة، والله يقول: ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ))؟! المسؤولية الأكبر بعد مسؤولية الحكّام، هي مسؤولية علماء الأمّة، في أن يجهروا بكلمة الحقّ، ويستنفروا الحكّام والشعوب لنجدة المروّعين المجوّعين في غزّة.. يجب على العلماء أن يبيّنوا حكم من يساهم في حصار المسلمين، وحكم من يسكت على حصارهم، وحكم من يخذلهم ولا يقدّم لهم يد المساعدة. العلماء يجب أن يذكّروا الحكام وكلّ من له مسؤولية في بلاد الإسلام أنّ فقهاء الأمّة قالوا إنّ من منع الطعام عن سجين عمدا، وكان السببَ في موته، فإنه يقتل به؛ لأنه يكون ظهر منه قصد موته. هذا فيمن يمنع الطّعام عن سجين يستحقّ السّجن؛ كيف بمن يمنعه عن مسلم لا ذنب له؟! وقد نُقل عن بعض الفقهاء أنّه لو مات أحد النّاس جوعا وجيرانه يعلمون به وهم يقدرون على إطعامه، فإنّ على جيرانه دفعَ ديته.. قال الإمام ابن قدامة –رحمه الله-: 'وإن مات جوعًا، وبه رمق، ولم يطعمه جيرانه مع قدرتهم، أثموا، ووجب عليهم ديته'، وقال: 'ومن اشتد جوعه حتى عجز عن طلب القوت، ففرض على كل من علم به أن يطعمه أو يدل عليه من يطعمه، صونا له عن الهلاك، فإن امتنعوا من ذلك حتى مات اشتركوا في الإثم، قال عليه الصلاة والسلام: 'ما آمن بالله من بات شبعان وجاره إلى جنبه طاو '، وقال -عليه الصلاة والسلام-: 'أيما رجل مات ضياعا بين أقوام أغنياء فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله''.. هذا في إنسان واحد يُترك حتى يموت جوعا، كيف بمن يسكت عن قتل العشرات والمئات جوعا وهو يرى ويسمع؟! هذا ما يفترض في علماء الأمّة أن يقولوه ويجهروا به، لكنّنا مع كلّ أسف نرى كيف أنّ الأزهر أخرج بيانا يندّد فيه بما يحصل من تجويع للمسلمين، لكنّه ما لبث أن حذف البيان.. أمّا هيئة كبار العلماء في بلاد الحرمين، فهي منشغلة بالحديث عن فضل الذّكر، وبفتاوى بعيدة كلّ البعد عن المأساة التي يعيشها المسلمون في غزّة! بعد الحكّام والعلماء؛ المسؤولية تقع على عواتق المسلمين جميعا، فليس يكفي المسلمين أن يقفوا عند حدّ إلقاء التبعة على كواهل الحكّام والعلماء، ثمّ يواصلوا حياتهم كأنّهم قد أدّوا ما عليهم، أو كأنّ شيئا لم يكن! نحن جميعا معنيون بمحنة إخواننا المسلمين في غزّة، وإذْ لم نستطع الجهاد بأنفسنا، فنحن مسؤولون أمام الله عن جهاد المال، وجهاد بالمال هو قرين الجهاد بالنفس في كتاب الله تعالى.. حتى من لا يملك فضلا من المال، مرتّبه أو أرباح تجارته بالكاد تكفيه في ضرورياته، هذا أيضا مخاطب بالإنفاق لنجدة إخوانه الجوعى في غزّة، لأنّ الله يقول: ((لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون)). كيف بمن يملك مالاً يفضل عن حاجاته الأصلية؟ كيف بمن يتخوّض في مال الله بغير حقّ في الكماليات؟ كيف بمن يتخوّض في الشّهوات والمحرّمات؛ ؟! يقول الله –تعالى-: ((هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)). نحن الجزائريين خاصّة مسؤولون مسؤولية عظيمة أمام الله، لأنّه أتيحت لنا فرصة الإنفاق في سبيل الله، والجمعيات التي تجمع التبرّعات وتوصلها بأمانة إلى أهلنا في غزّة موجودة ومعروفة، بينها جمعية البركة التي أقاق نشاطها أولياء الصهاينة الأمريكان، فصنّفوها جمعية إرهابية! فالله الله أن تغلبنا نفوسنا على الإنفاق! نحن نعيش امتحانا، إمّا أن ننجح فيه نجاحا تغفر به ذنوبنا، أو نخسر خسرانا مبينا ربّما تحبط به أعمالنا.. كان التابعيّ أويس القرني –رحمه الله- إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والثياب، ثم يقول: 'اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به، ومن مات عريانا فلا تؤاخذني به'. هناك -ولله الحمد- محسنون كثر في بلدنا الجزائر تداعوا للبذل والإنفاق، وسطروا من أروع النّماذج، ينبغي أن نتّخذهم لنا قدوة، أعرض من صنائعهم نموذجين: أحد الأفاضل كتب تجربته ليحرّك بها همم إخوانه في العطاء، فقال: 'أمّا تجربتي فسأشاركها تحفيزا للباذلين لعلهم يهبون من جديد، ومن باب ((إن تبدو الصّدقات فنعمّا هي))، ولأن الأمر جد ولا يعتبر البتة تبرعا أو تطوعا، بل هو واجب والتحفيز له والتحريض عليه مما لا يتم الواجب إلا به فيصبح من الواجبات، أقول: 'منذ جانفي 2024م، وأنا أقتسم مداخيل المكتب والمقاولة مع غزة بالسوية (50%)، وما شعرت بقلة، بل والله رأيت أثر البركة كما لم تكن من قبل'. والأعجب منه، محسن آخر من إخواننا الجزائريين، منذ انطلاق طوفان الأقصى قبل عامين، لم يصرف شيئا من مدخوله في غير دفع الإيجار ونفقة عيشه الضرورية، يبعث جميع ما بقي إلى إخواننا في غزّة، لدرجة أنّه لم يشتر منذ عامين حذاء جديدا يلبسه.. ((وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُون)).


خبر للأنباء
منذ 14 ساعات
- خبر للأنباء
ترامب: التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة "أمر ممكن"
وجاءت تصريحات ترامب خلال لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منتجع الغولف الذي يملكه في تورنبري باسكتلندا، مشيراً إلى أن إسرائيل تواجه "قراراً مصيرياً" بشأن الخطوة التالية في غزة، لا سيما بعد انسحابها من مفاوضات تبادل الرهائن. وأوضح ترامب: "لا أعلم ما الذي سيحدث بعد ذلك، لكن حماس اتخذت موقفاً أكثر تشدداً بشكل مفاجئ فيما يتعلق بملف الرهائن. يبدو أنهم لا يريدون إعادتهم، ولذلك سيكون على إسرائيل أن تتخذ قرارها". وشكك الرئيس الأميركي السابق في وجود رغبة حقيقية من قبل حركة حماس للوصول إلى اتفاق شامل، قائلاً إن "الحركة لا تظهر مؤشرات على استعدادها لإنهاء القتال أو إطلاق سراح الرهائن".